نبضات قلم .رحاب بريك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رحاب فارس بريك
    عضو الملتقى
    • 29-08-2008
    • 5188

    #16
    مؤكد كلكم مررتم بأيام حلوة وأيام أقل حلاوة ، وأيام ( نحس )


    ما أسرع تقلبات هذا القدر وما أقسى ضربات طيات الزمن !!!
    منذ الصباح استيقظت وكلي مرح ونشاط .
    فبعد فترة مليئة بالواجبات والعمل المجهد ، في فترة العيد ومن بعدها الزيتون ، ومن ثم سقوط زوجي
    عن شجرة الزيتون مما تسبب له رضوضٌ صعبةٌ ، فكان البيت في كل هذه الفترة عامرًابالزوار ..
    أخيرا كان علي اليوم أن أتفرغ للقيام ببعض واجباتي ، كالذهاب للبنك ، كذلك كان علي شراء حاجيات للبيت ، خاصة لأن زوجي يشكو من التعب ويلتزم الفراش ..
    قررت أولا الذهاب لشرب قهوتي مع أمي ، فمنذ فترة طويلة لم أزرها ..
    بمجرد ركوبي سيارتي ، رن هاتفي النقال ما أن رددت حتى انطلق صوت مسجل يخبرني بأن البنك لم يقم بتسديد فاتورة هاتفي لم يتبقَ أمامي إلا ثلاثة أيام فإن لم أدفع فاتورتي سيقطع الخط عني ..
    أحسست بكف صغير يدغدغ لي وجهي هذه ضربة أولى ( صباحك ورد يا رحاب ) :(؟
    حسنا سأذهب للبنك وأسحب المبلغ المطلوب ولن تكون هنالك أية مشكلة
    عندما وصلت لبيت والدي ، أخبرتني أمي بأن زوج أختي تعب فجأة بالأمس وبعد أن عانى من وجع فظيع في رأسه ، حول للمستشفى حيث تبين من الفحوصات بأن هنالك ورما في رأسه ، وقررت له عملية فورية ، وحول إلى مستشفى بعيد .
    أصبت بالذهول والحزن ، ما أقساها من ضربة حطمت لي قلبي خوفا وشفقة على أختي وزوجها ..
    طوال نهاري تجولت بالبيت أفكر فيه ، إنسان مثقف ، نادرا ما نراه بدون كتاب ، حين يناقش، تجد بأنه مثقف بشكل واضح ..
    للغة العربية في قلبه مكانة خاصة ، كان يقرأ أغلب ما أكتبه ويعطيني بعض الملاحظات ، حول أخطائي ويرشدني حول كتب معينة لقراءتها قائلا : هذه الكتب ستجعلك كاتبة ناجحة ، منها كتب النحو والفلسفة وما شابه ذلك ..
    أتخيله بحكمته وبمحبته لأهل بيته وحنانه اتجاه أولاده ، أشعر بقشعريرة ويتسلل وجه أختي الحزين إلى فكري فيعتريني إحساس غريب ، أحاول طرده من أفكاري ، وأحاول تجاهله ، ماذا لو لا قدر الله ؟؟؟؟؟؟
    أتجاهل أفكاري واتجه نحو السماء : يا رب ارفق بأختي وزوجها واحفظه لهم ...
    بعد سماعي لهذا النبأ المحزن كان علي الذهاب للبنك ، فهنالك أمور كثيرة عالقة تنتظر تلك الأوراق الجبارة التي تتحكم بحياة البشر ..
    نظرت الموظفة إلي بوجه مبتسم : حسابك مديون
    تساءلت بيني وبين نفسي : وعلام أنت مسرورة هاشة باشة لهذه الدرجة ؟؟ ما الذي يجعلك سعيدة كون حسابي مديونا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    نسيت فقد تغيبت كثيرا عن العمل في الفترة الأخيرة ، وعدا عن أن المبلغ الذي أتقاضاه لا يكفيني وقودا لسيارتي ومستحقات أدفعها ثمن الكتاب الذي قمت بإصداره ، فكيف ومن أين سأحضر المبلغ لدفع حساب الهاتف ؟..
    خرجت أجرجر خطوات خيبتي ، لقد وعدت صغيرتي بساعة ليدها بعد أن تعطلت ساعتها اليدوية : سأشتري لك أجمل ساعة ..
    رخصة سيارتي ستنتهي هذا الشهر وعلي دفعها ...
    أقساط دراستي تنتظر على حافة هاويتي .
    قلبي مغلق ،، عقلي مغلق ، باب الأمل في روحي مغلق ..
    لم أحلم يوما أن أصبح غنية ولكن ،، بت أحلم بأن أذهب لفراشي يوما ، دون أن أحمل هم غدي .
    كنت سألوم نفسي لو وقفت يوما مكتوفة اليدين ، عاطلة عن العمل والأمل ، أستجدي البشر وأستجدي من حولي .
    ولكن ما يقتلني أني لم أكن يوما امرأة عظامية وكسولة ولكني كنت عصامية تسعى للحياة الكريمة وتتوق للحياة الطيبة النظيفة ..
    نعم هنالك أوقات أشعر بأني أغنى امرأة في الوجود بكل ما أمتلكه من رضا وما أمتلكه من أمور قد يحلم بها غيري ولا تتحقق له حتى في الأحلام ولكن ، هنالك أيامٌ تجعلني أنحني من القلة تحت ثقل حملها وتحت قسوتها من خلال روحي ، ولكني لا أنحني أبدا من خلال جسدي .
    بل أبقى بالرغم من كل ما ينتظرني من استحقاقات علي دفعها ، أدفع بنفسي لكي تبقى شامخة لا تنحني أبدا ..


    وكلي ثقة بأن الغد أجمل





    هذا النص قام بتصحيحه مشكورا الأستاذ محمد فهمي يوسف
    أستاذي الكريم : لك مني كل الشكر والتقدير
    على ما تبذله من جهد من خلال رابطة محبي اللغة العربية
    ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

    تعليق

    • رحاب فارس بريك
      عضو الملتقى
      • 29-08-2008
      • 5188

      #17
      كفى

      هل أحسستم يوما، بأن هنالك رغبة ملحة داخلكم
      تطالبكم بالهروب ولو ليوم واحد من هذه الحياة،
      وقررتم الانزواء في نسْي مَنسيّ، كي تجتمعوا بوحدتكم؟
      هل أحسستم ذات يوم بأنكم ترغبون في الصراخ بأعلى صوتكم ...

      أو في تكسير شيءٍ ما، أيِّ شيءٍ، ربما كأس صغيرة أو شيء تحبونه،
      أو حتى في كسر قلوبكم ..
      أشعر الآن بأني راغبة بك في كلّ ما ذكرته الآن، ولكني في نفس الوقت،
      (في الوقتِ نفسِه)

      أعتقد أنه) ما من حاجة إلى كسر قلبي بنفسي ...
      فقد كسروه من زمان ............



      * نقلت الموضوع
      بعد أن قام بتصحيحه الأستاذ الحسن فهري
      كل الشكر لك اخي الكريم
      على تصيح نصوصي
      ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

      تعليق

      • رحاب فارس بريك
        عضو الملتقى
        • 29-08-2008
        • 5188

        #18
        النفس الأخير

        عن ماذا سأكتب بعد اليوم أيها الغالي؟
        هل أكتب عن وجعي وعن تداعي أحلامي في ليلة تخلى فيها عني القدر ؟؟؟
        هل أكتب عن حريق يشتعل داخل ذاتي المحملة بخيبتي وخيبتي وخيبتي؟
        هذا الحبل الذي لففته يا قدري حول عنقي، أفرغ قلبي من كل الكلمات،
        واعتصر آخر ما تبقى لدي من قصص الحب والسعادة والفرح .
        هذا الخنجر المغموس في شريان قلبي، امتص آخر قطرات دمي ..
        عن ماذا أكتب بعد اليوم ؟؟
        حين تنتفض النفس، وقد سلبت روحها التي كانت يوما تشع كشمس مضيئة بالنور والفرح،
        وتخرج منها هذه الروح الطفولية، وقد خنقها صراخ مُوجَع بالتساؤل ؟؟
        أين العدالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
        أين السعادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
        أين ضاع حلمي الوردي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
        هنا في هذه اللحظة بالذات، سأنثر آخر حروفي .
        هنا في هذا المكان، سيكون آخر اعتراف مني : لا قيمة لنصوصي بعد اليوم .
        أشعر بالعجز اليوم بالذات فلا تقل لي : ابقَيْ قوية كما عهدتك .
        ما من قوة تعتريني أيها الغالي ..
        أنا مجرد امرأة كغيري من ملايين النساء ..
        أقل نسمة ريح تطيرني .
        أقل صورة حزن تبكيني .
        أصغر هزة أرضية تجتاح قدري تهزني وتحطمني، فتتركني أطلال تقف على عتبات أطلالي .
        امرأة أنا وأعترف بأن النساء ضعيفات .
        هل تعتقد أنّ صفة الضعف هي صفة سلبية ؟؟
        وليكن ... الضعف صفة إنسانية .
        فهل علي أن أدفن رأسي كالنعامة في الرمل خجلا من ضعفي ومن إنسانيتي ؟؟
        امرأة أنا على الرغم مما أمتلكه من قوة ، أعترف بأنني كطفلة صغيرة،
        ولم أتراجع يوما عن الاعتراف بطفولتي الضعيفة أمامك وأمام جميع قرائي .
        طفلة تنزوي في بقعة مظلمة لم تختارها لمْ تختَرْها لنفسها، ولم تكن يوما تشتهيها .
        زاوية مخيفة تنعي فيها نهاية ذبول براعم ما زالت تتلفع بسرير ولادتها ..براعم لم تزهر بعد، ولن تزهر فيما بعد ..
        أشعر بأني فقدت الرغبة في الحياة وإن لم تفقد الحياة رغبتها في وجودي سأبقى هنا أعاني من هذا الإحساس، وكأني أعيش داخل قبر مظلم أتنفس قهري ووجعي .
        سأبقى هنا لأتقلب كل لحظة فوق جمر خيبتي وإحساسي بالخسارة ...
        من يعلم ؟؟ قد نلتقي ذات قدر في أسطورة وجعنا المحمل بقصة تشبه الخرافة ..
        مع أنني أعترف لأول مرة في حياتي، بأني بعد اليوم ياقدري،
        لن أسمح أن أعذب نفسي بالحلم، والتصديق بأن هنالك شيئا يسمى ( بالخرافة )
        تحترق روحي وتتلاشى لأني افتقدتك فقل لي أيها الغالي،
        قل لي يا أنا : إن كنت لن أكتب لأجلك بعد اليوم ، وإن كنت لن أكتبك وأكتبني بعد اليوم ..
        فما هي قيمة كلماتي؟..
        ما عاد بي رغبة في الكتابة، فقد افتقدت هذه الرغبة بعد أن خسرتك .
        فاعذرني
        وسامحني
        وداعا

        * هذا النص صحح من قبل الأستاذ الحسن فهري
        هذه النصوص التي أنقلها هنا ستكون مادة لكتابي الجديد الذي سأقوم بإصداره قريبا بإذن الله .
        للأستاذ الحسن كل الود والامتنان لشخصه الكريم على عمله باجل إظهار نصوصي على أجمل وجه ..
        ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

        تعليق

        يعمل...
        X