هلوسة عن الأرض والإنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار سرطاوي
    عضو الملتقى
    • 05-08-2010
    • 25

    هلوسة عن الأرض والإنسان

    [align=right]هلوسة عن الأرض والإنسان [/align]

    بيننا ذكرى قديمة
    ولقاء.
    كانت الجَمْراتً في الموقدِ
    تصغي وتذوب
    حينما أهدتك لي أمي –
    قلادة
    طَوَّقت عُنْقي
    وآفاقي البعيدة.
    *****
    وشوشاتك
    حلّقت لحناً سماوياً –
    وغارت في ضلوعي.
    ضَحِكاتُك
    عبرت ثوباً ربيعياً –
    ونامت في عيوني.
    *****
    ها أنا أُمْعِنُ في الشُرْب –
    وأسقيكِ –
    وأضحك.
    وندامايَ الجواري والقيان
    يتضاحكن –
    يقهقهن –
    يغنّين –
    ويعزِفن –
    ويرقصن –
    جنونُ الشرق أيامَ شبابِ الشرق –
    تُحـيـيـهِ دمائي.
    *****
    وجهُ أمي
    باردٌ كالثلجِ –
    ماتت.
    لم أعد أحتقرُ الموتَ –
    أنا اهتف للموت:
    "يعيش الموت" –
    طاردتكِ أعواماً طويلة
    غيرَ أنّي لم أفزْ منكِ بشيء.
    *****
    ها أنا أفتح عينيَّ –
    وألقاكِ أمامي
    شبحاً يلهثُ من خلفِ الضباب.
    وأنا –
    رأسي ثقيلٌ
    نمتُ دهراً كاملاً
    أو هكذا أحْسِبُ –
    ما عدتُ أرى الاشياءَ –
    إلّا في الضباب.
    *****
    لا تسوقيني الى الباب الرهيب.
    فعيوني
    أَلِفَت جدرانَ هذي الغرفةِ الصفراء –
    هذا الضوءَ –
    هذي الجلسات.
    وفراشي ها هنا جدُّ قريب.
    لا تسوقيني إلى الباب الرهيب
    فأنا أكره تغيـيـرَ حياتي.
    *****
    وجهُ أمي
    قدرٌ يجتاح صدري.
    وجهُ طفـلي
    دميةٌ صارت تعي الأشياء حَدْساً.
    وعيونك
    تخرقُ الجدرانَ –
    تمتد إلى أعماق ذاتي.
    *****
    وجهُ أمي
    دميةٌ صارت تعي الاشياءَ حَدْساً
    تخرقُ الجدرانَ
    تمتد إلى أعماق ذاتي.
    *****
    وجهُ طفلي
    قدرٌ يجتاحً صدري
    يخرقُ الجدرانَ –
    يمتد إلى أعماق ذاتي.
    *****
    وعيونك
    قدرٌ يجتاحً صدري
    دميةٌ صارت تعي الاشياء حَدْساً.
    *****
    صدرُ أمّي
    قدرٌ يجتاح طفلي
    يخرقُ الأعماقَ –
    يمتد إلى جدرانِ دمية
    وجهُ حَدْسي
    صار أشياءَ تعي صدري
    و جدرانَ عيونك
    حَدْسُ أمي ...
    قَدَرُ الدمية ...
    ذاتي ...
    حَدْسُ وجهي ...
    طفلُ جدرانِ عيونك ...
    ... ... يا إلهي
    *****
    حبةُّ الرملُ تغنّي في ضلوعي
    أغنياتِ العاشقين التائهين.
    والدمُ القاتمُ يحتلُّ كياني
    يتلوّى في عروقي –
    يتشعّب
    ينخرُ العظمَ –
    يذيب اللَّحمَ والشّحمَ –
    وينسل إلى جذر النخاع.
    يوشكُ اللّونُ يضيع
    يوشك الصوتُ يضيع
    يوشك اللُّبُ يضيع
    يوشك القلبُ يضيبُع
    *****
    يا حكاياتِ الشتاء
    ليَ في السجنِ حبـيـبـة
    علميني حين يغفو الغـولُ –
    مفتوحَ العيون
    أن أخوضَ البابَ –
    أن أفعلَ شيئاً.

  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    على فاعلاتن عزفت نشيد الأرض والذكرى
    والحنين والحب
    كنت رائعا
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • نزار سرطاوي
      عضو الملتقى
      • 05-08-2010
      • 25

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
      على فاعلاتن عزفت نشيد الأرض والذكرى
      والحنين والحب
      كنت رائعا
      ألف شكر لمرورك هاهنا
      تقديري واحترامي

      تعليق

      • خالد شوملي
        أديب وكاتب
        • 24-07-2009
        • 3142

        #4
        الصديق الشاعر المبدع نزار سرطاوي

        قصيدتك جميلة جدا. فيها من الصور الرائعة ما يبهر. اللغة بليغة والمعاني عميقة.
        بعض الكلمات شكلت سهوا بغير ما تقصد (الجمرات، يجتاح). أرجو تعديلها.

        تثبت!

        سررت بقراءة هذا القصيدة الراقية.

        دمت شاعرا متألقا وبألف خير!

        مودتي وتقديري

        خالد شوملي
        متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
        www.khaledshomali.org

        تعليق

        • نزار سرطاوي
          عضو الملتقى
          • 05-08-2010
          • 25

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
          الصديق الشاعر المبدع نزار سرطاوي

          قصيدتك جميلة جدا. فيها من الصور الرائعة ما يبهر. اللغة بليغة والمعاني عميقة.
          بعض الكلمات شكلت سهوا بغير ما تقصد (الجمرات، يجتاح). أرجو تعديلها.

          تثبت!

          سررت بقراءة هذا القصيدة الراقية.

          دمت شاعرا متألقا وبألف خير!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي

          صديقي الشاعر الراقي خالد
          أعتز بشهادتك هذه -- شهادة من شاعر متدفق القريحة بديع القوافي.
          أعتذر بشدة على هذا التنوين الذي ركب الجمرات والاجتياح لغير ما علّة، فترك ألف علّة. لا أعرف كيف أقوم بالدخول والتعديل، إذ لم أعثر على أي أيقونة تسمح بذلك. فهل أطمع منك بالقيام بذلك إن أمكن.
          ولك عميق الشكر على تثبيت القصيدة
          تقديري واحترامي

          تعليق

          • حسن ابراهيم سمعون
            عضو الملتقى
            • 01-08-2010
            • 130

            #6
            الأستاذ نزار , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جميلة هلوساتك , التي نهلوسها جميعا ً, وفي كل مستويات
            الحياة , إنما هلوساتك ياصديقي , تنزف حزنا ً نبيلا ً إنسانيا ً
            ينم عن ذات شاعرة , وفقت بانزياحتها ,واندياحاتها , بدون مبالغات
            تهويمية , جميل نصك أخي نزار
            حسن ابراهيم سمعون / سوريا /

            تعليق

            • خالد البهكلي
              عضو أساسي
              • 13-12-2009
              • 974

              #7
              الأخ الشاعر العذب نزار سرطاوي كل عام وأنت بخيرهلوسة جميلة أطلعتها لنا من رحم الشعر ايها الجميل حرف بهي ونبض شهي ما أروعك شاعرا عذبا
              لك السمو الشعري أسجل إعجابي ولك تحيتي وتقديري

              تعليق

              • نزار سرطاوي
                عضو الملتقى
                • 05-08-2010
                • 25

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسن ابراهيم سمعون مشاهدة المشاركة
                الأستاذ نزار , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جميلة هلوساتك , التي نهلوسها جميعا ً, وفي كل مستويات
                الحياة , إنما هلوساتك ياصديقي , تنزف حزنا ً نبيلا ً إنسانيا ً
                ينم عن ذات شاعرة , وفقت بانزياحتها ,واندياحاتها , بدون مبالغات
                تهويمية , جميل نصك أخي نزار
                حسن ابراهيم سمعون / سوريا /
                [align=center]
                الأستاذ الفاضل حسن
                شكراً لك بحجم السماء على هذا الإطراء الذي نالته قصيدتي المتواضعة من لدنك
                كل عام وأنتم بألف خير[/align]

                تعليق

                • نزار سرطاوي
                  عضو الملتقى
                  • 05-08-2010
                  • 25

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة خالد البهكلي مشاهدة المشاركة
                  الأخ الشاعر العذب نزار سرطاوي كل عام وأنت بخيرهلوسة جميلة أطلعتها لنا من رحم الشعر ايها الجميل حرف بهي ونبض شهي ما أروعك شاعرا عذبا
                  لك السمو الشعري أسجل إعجابي ولك تحيتي وتقديري

                  أخي وصديقي خالد
                  سعيد أنا أن قصيدتي المتواضعة نالت حظوة المثول بين يديك، وأكثر سعادة أنها حازت على جائزة إعجابك أيها الراقي.
                  سلمت وسلم يراعك، وكل عام وأنتم بألف خير

                  تعليق

                  • علاء رسلان
                    أديب وكاتب
                    • 02-01-2008
                    • 72

                    #10
                    حبةُّ الرملُ تغنّي في ضلوعي
                    أغنياتِ العاشقين التائهين.
                    والدمُ القاتمُ يحتلُّ كياني
                    يتلوّى في عروقي –
                    يتشعّب
                    ينخرُ العظمَ –
                    يذيب اللَّحمَ والشّحمَ –
                    وينسل إلى جذر النخاع.

                    حلو طعم قصيدتك يا صديق .. ومؤلمة حبة رملك التى ما أبقت نخاعا
                    دمت متألقا ومبدعا
                    [poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="sienna" bkimage="backgrounds/36.gif" border="solid,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
                    لكل شىءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ = فلا يُغرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
                    هى الأمورُ كما عهدتها دولٌ = من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ[/poem]

                    تعليق

                    • نزار سرطاوي
                      عضو الملتقى
                      • 05-08-2010
                      • 25

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة علاء رسلان مشاهدة المشاركة
                      حبةُّ الرملُ تغنّي في ضلوعي
                      أغنياتِ العاشقين التائهين.
                      والدمُ القاتمُ يحتلُّ كياني
                      يتلوّى في عروقي –
                      يتشعّب
                      ينخرُ العظمَ –
                      يذيب اللَّحمَ والشّحمَ –
                      وينسل إلى جذر النخاع.

                      حلو طعم قصيدتك يا صديق .. ومؤلمة حبة رملك التى ما أبقت نخاعا
                      دمت متألقا ومبدعا

                      الأستاذ علاء
                      ألف شكر لقراءتك التفاعلية المتأثرة والمؤثرة. حبة الرمل يا صديقي هي من رمل هذه الصحراء العربية التي نحملها في دمائنا، والدم القاتم هو هؤلاء الدخلاء الذين يعبثون بالأمة وأقدارها ومقدراتها، وبقية القصة عندك.
                      محبتي وتقديري

                      تعليق

                      يعمل...
                      X