[align=right]
حين نهضت من نومي ، صرت شابة صغيرة
تلفت يميناً ، يد قوية مشعرة ذات مخالب
يساراً ، يدٌ قوية تحمل رمحاً لا تميزه عن اليد / كأنه الجسد
نظرت في مكاني ، كان السرير الدافئ قد أصبح أغصان شجرة
والمنزل اللطيف غاباً .
لملمت أشيائي ، فوجدت كل شيء يختلف .
هاتفي الشخصي صار ثقيلاً ، يرافقني كظلي ، لكنه لا يصدر رنيناً واضحاً إنما صوتٌ كعواء الذئب
أما سيارتي فكان صوت صهيل محركاتها يهز القلوب الضعيفة في الغاب .
أمامي كانت الطريق طويلة ممتدة ، وحولي كل شيء اختلفت معالمه عما ألفت
فلا الحياة ذاتها ، ولا الملامح تشبه كل ما عرفته ..
شاهدت طفلاً صغيراً يعجز عن مواصلة الطريق ، فدسته بأقدامي / أو حوافر حصاني
لا أعلم
ثم أني ترجلت ..
بحثت في ملامح المخلوقات عن شيء يشبهني ..
فما وجدت غير الخوف في العيون .
رأيت نفسي ملكة متوجة في عيون الخائفين .
سرني هذا الشعور .. كثيراً جداً ، حتى أن ابتسامة غادرتني وأنا أنهض مثقلة بالهموم ، حافية إلا من أحزاني ، غريبة من كل شيء يشبهني ..
*********
منهكة عادت إلى بيتها ، تجر نفسها وأذيال مرارتها ، على عتبة البيت ترددت ، نظرت إلى قدميها الحافيتين ، اسودتا من المشي على الأرض المغطاة بالإطارات المحترقة ..
هؤلاء الملاعين ..قالتها وفتحت باب بيتها ..
استقبلها زوجها بنداء خافت هلع ، ثم انه هرع إليها ، فاستراحت على كنبة مجاورة ، أرخت قدميها أرضاً ، وسمحت لها بالاسترخاء في وعاء أحضره لها ، به الماء المملح ..
ابتسمت لزوجها في حنان ، ثم تجهمت ملامحها في شراسة :
- هؤلاء الملاعين .
يظنون أنهم يقاومون ، بئس ما كانوا يفعلون ..
سنسحقهم حتماً .. كذا قال زوجها في وداعة لا تتناسب وملامحه الحادة ..
أرخت نفسها على الأريكة ، تراجعت إلى الوراء ، وضعت يديها خلف رأسها ..
وسمحت لعاصفة من التفكير أن تنزاح ، إلى بئر من النسيان ، حيث يغيب الضمير وترتاح التناقضات كلها ..
********
دوامة تحاصرني ، في مكان غريب عن شعوري ، قريب من إحساس يراودني ولا أصله ، أشعر به ولا ألمسه ، أعدو خائفة مذعورة ..
قدمي الحافية نبتت بها مخالبي ، قاسية عنيفة ككل شيء يشبهني ، ووجهي استحال مطية تتلون بلون كل شيء ..
راقبت اختلاف ملامحي في صفحة الماء الآسن ، تركت لنفسي كل عنان
.. سقطت أرضاً وانقلبت على ظهري ، في دعة سامحة للتيار أن يجرفني ..
بعيداً ، عن كل احتمال ممكن ..
أيتها الخائنة ..
سمعتها من بعيد وأنا ألمس إحساس التطهر يحاصرني ، يحررني ..
[/align]
حين نهضت من نومي ، صرت شابة صغيرة
تلفت يميناً ، يد قوية مشعرة ذات مخالب
يساراً ، يدٌ قوية تحمل رمحاً لا تميزه عن اليد / كأنه الجسد
نظرت في مكاني ، كان السرير الدافئ قد أصبح أغصان شجرة
والمنزل اللطيف غاباً .
لملمت أشيائي ، فوجدت كل شيء يختلف .
هاتفي الشخصي صار ثقيلاً ، يرافقني كظلي ، لكنه لا يصدر رنيناً واضحاً إنما صوتٌ كعواء الذئب
أما سيارتي فكان صوت صهيل محركاتها يهز القلوب الضعيفة في الغاب .
أمامي كانت الطريق طويلة ممتدة ، وحولي كل شيء اختلفت معالمه عما ألفت
فلا الحياة ذاتها ، ولا الملامح تشبه كل ما عرفته ..
شاهدت طفلاً صغيراً يعجز عن مواصلة الطريق ، فدسته بأقدامي / أو حوافر حصاني
لا أعلم
ثم أني ترجلت ..
بحثت في ملامح المخلوقات عن شيء يشبهني ..
فما وجدت غير الخوف في العيون .
رأيت نفسي ملكة متوجة في عيون الخائفين .
سرني هذا الشعور .. كثيراً جداً ، حتى أن ابتسامة غادرتني وأنا أنهض مثقلة بالهموم ، حافية إلا من أحزاني ، غريبة من كل شيء يشبهني ..
*********
منهكة عادت إلى بيتها ، تجر نفسها وأذيال مرارتها ، على عتبة البيت ترددت ، نظرت إلى قدميها الحافيتين ، اسودتا من المشي على الأرض المغطاة بالإطارات المحترقة ..
هؤلاء الملاعين ..قالتها وفتحت باب بيتها ..
استقبلها زوجها بنداء خافت هلع ، ثم انه هرع إليها ، فاستراحت على كنبة مجاورة ، أرخت قدميها أرضاً ، وسمحت لها بالاسترخاء في وعاء أحضره لها ، به الماء المملح ..
ابتسمت لزوجها في حنان ، ثم تجهمت ملامحها في شراسة :
- هؤلاء الملاعين .
يظنون أنهم يقاومون ، بئس ما كانوا يفعلون ..
سنسحقهم حتماً .. كذا قال زوجها في وداعة لا تتناسب وملامحه الحادة ..
أرخت نفسها على الأريكة ، تراجعت إلى الوراء ، وضعت يديها خلف رأسها ..
وسمحت لعاصفة من التفكير أن تنزاح ، إلى بئر من النسيان ، حيث يغيب الضمير وترتاح التناقضات كلها ..
********
دوامة تحاصرني ، في مكان غريب عن شعوري ، قريب من إحساس يراودني ولا أصله ، أشعر به ولا ألمسه ، أعدو خائفة مذعورة ..
قدمي الحافية نبتت بها مخالبي ، قاسية عنيفة ككل شيء يشبهني ، ووجهي استحال مطية تتلون بلون كل شيء ..
راقبت اختلاف ملامحي في صفحة الماء الآسن ، تركت لنفسي كل عنان
.. سقطت أرضاً وانقلبت على ظهري ، في دعة سامحة للتيار أن يجرفني ..
بعيداً ، عن كل احتمال ممكن ..
أيتها الخائنة ..
سمعتها من بعيد وأنا ألمس إحساس التطهر يحاصرني ، يحررني ..
[/align]
تعليق