على قارعة الزمن..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بيان محمد خير الدرع
    أديب وكاتب
    • 01-03-2010
    • 851

    على قارعة الزمن..

    أيقظني من سباتي صوت يدعو ركاب الرحلة المغادرة إلى باريس التوجه نحو البوابة رقم ...!! التفت إلي قائلا : عندما تكبرين ستدركين لما..
    يا ابنتي . أطرقت . تجمدت على لساني ملافظ لحروف ، وافترشت أهدابي خصلاته الرمادية ، وملامح وجهه الناعمة الدقيقة ، و سمرته العربية . طاردته محاجري ، إلى أن غاص وجهه في لجة الزحام ،
    وشطر روحي ذاك اللوح الزجاجي .. روح تقزمت وتسمرت مكانها ، وروح أوغلت إلى المجهول !
    و بدون أن أشعر راحت أناملي الغضة الناعمة ترسم على االلوح الذي فصلنا تعاريج وطلاسم ، تختزل كلمتين : لا .. تتركني !!!
    عدت إلى الحافلة ؛ لتقل خيبتي وحزني .
    مر أول عقدٍ من الزمن ، و أنا في كل ليلة أقبع في زاوية شرفتي في الظلام ، أرقب مراكبا تومض وتبحر في السماء علَها ....!
    تلاه العقد الثاني ، الثالث . وها أنا ذي أجلس قرب لوح رخامي ، ترقد قربه بسلام .. يشبه ذاك اللوح الزجاجي ، وهاهي أناملي تحط عليه برفق ، وترسم نفس الطلاسم والتعاريج ؛ لتخط كلمة أحبك ، و أرقب السماء ؛علَها تمر مركبة تومض ، محاولة الهبوط ، لتعلن عن رحلتها ..القادمة من باريس !!!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 16-09-2010, 23:54.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    رحلة عمر ، و عبير الحلم يخاتل الروح
    يستولى على مكامنها ، من عقد إلى آخر
    و الحياة تسير ، و نحن مازلنا فى انتظار
    الرحلات القادمة من هنا و هناك !!
    ربما ألقت قصتك هنا ظلالها ، واستدعت
    هذا الذى ينتظر حلما لا يأتي
    لكنه يتشبث بالأمل ، و يتطلع إلى قرص الشمس
    مع طلعة كل صبح ، وغروبه كل مساء !!

    جميل ما تحمل تلك من شجن ، من حب و ترقب
    من أمل مازال فى قبضة اليد ، فلا نفلته لأنه ماء الحياة !!

    كنت هنا أيضا مختلفة أستاذة ( بيان )
    كان النفس هادئا برغم طول الرحلة ، والزمنية الشاسعة
    لن أقول لخصت عمرا فى سطور قليلة ، أو رواية فى صفحة
    و لكني أقول أجدت فى صياغة الحالة !!

    شكرا لك

    تحيتي و تقديري
    sigpic

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
      أيقظني من سباتي صوت يدعو ركاب الرحلة المغادرة إلى باريس التوجه نحو البوابة رقم ...!! التفت إلي قائلا : عندما تكبرين ستدركين لما..
      يا ابنتي . أطرقت . تجمدت على لساني ملافظ لحروف ، وافترشت أهدابي خصلاته الرمادية ، وملامح وجهه الناعمة الدقيقة ، و سمرته العربية . طاردته محاجري ، إلى أن غاص وجهه في لجة الزحام ،
      وشطر روحي ذاك اللوح الزجاجي .. روح تقزمت وتسمرت مكانها ، وروح أوغلت إلى المجهول !
      و بدون أن أشعر راحت أناملي الغضة الناعمة ترسم على االلوح الذي فصلنا تعاريج وطلاسم ، تختزل كلمتين : لا .. تتركني !!!
      عدت إلى الحافلة ؛ لتقل خيبتي وحزني .
      مر أول عقدٍ من الزمن ، و أنا في كل ليلة أقبع في زاوية شرفتي في الظلام ، أرقب مراكبا تومض وتبحر في السماء علَها ....!
      تلاه العقد الثاني ، الثالث . وها أنا ذي أجلس قرب لوح رخامي ، ترقد قربه بسلام .. يشبه ذاك اللوح الزجاجي ، وهاهي أناملي تحط عليه برفق ، وترسم نفس الطلاسم والتعاريج ؛ لتخط كلمة أحبك ، و أرقب السماء ؛علَها تمر مركبة تومض ، محاولة الهبوط ، لتعلن عن رحلتها ..القادمة من باريس !!!
      الاستاذة / بيان محمد
      مفردات رائعة ونص يتميز بالحبكة .. والحياة مليئة بمثل هذه الومضات والتدفقات الحياتية والأيام تمضى رغم كل شىء ..
      دمت متألقة مبدعة
      * جمال عمران *
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        أختي الحبيبة بيان:
        أيتها الرائعة في إنسانيّتك ..
        الشفّافة حدّ النسيم في أحاسيسك
        مازلتِ في كلّ خطوةٍ جديدة لك في عالم الكتابة
        تذهلين عينيّ
        بكثير من الفخر أتابع حروفك التي تنضج على نار هادئة..
        أحبّ فطنتك ومحاورتك الذكيّة للحدث..
        وتقديمه بأرقى حلّةٍ ، وأجمل شاعريّة
        شكراً لك حبيبتي ..
        لأنك تسعدين قلبي بك يوماً بعد يومٍ
        لا حرمت منك ، دُمتِ لي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • بيان محمد خير الدرع
          أديب وكاتب
          • 01-03-2010
          • 851

          #5
          أستاذي القدير ربيع عقب الباب المحترم ..
          لحظات تأبى الذاكرة أن تلفظها .. لإنه بها تتلون الأيام .. بل السنين .. و العقود بأكملها !
          معلمي الراقي .. شكرا لروتوشك الذي تنور به نصي ..
          يا صاحب الفضل الكبير ويا ذا القلب الكبير .. أنت من علمني أن من الضروري بأن تكون النصوص مختلفة في محتواها وأسلوبها وأن لا نلتزم بخط أدبي واحد ..
          دمت لي .. مودتي دائما ..
          بيان

          تعليق

          • بيان محمد خير الدرع
            أديب وكاتب
            • 01-03-2010
            • 851

            #6
            الأستاذ المبدع جمال ..
            أنت أكثر من له المقدرة على لمس هكذا جراحات و ومضات حياتية لإنك تكتب الإنسان في عذاباته وأفراحه ..
            شكرا لمرورك العطر الجميل ..
            تحياتي ..
            بيان
            التعديل الأخير تم بواسطة بيان محمد خير الدرع; الساعة 19-09-2010, 10:26.

            تعليق

            يعمل...
            X