حلب الشهباء والشعراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #46
    المشاركة الأصلية بواسطة ابن الشمال مشاهدة المشاركة
    المبدعة المحترمة بنت الشهباء:
    أنا سعيد بما قرأته هنا..
    وأشكرك على جهدك الطيب..وعلى إخلاصك لهذه المدينة العظيمة..
    نحن بحاجة للمزيد من الجهد المشترك لتوضيح دور هذه الحاضرة العريقة قديما وحديثا وعلى الصّعد المختلفة..
    يدا بيد...أكرر لك شكري..
    حلب- ابن الشمال
    وأنا سعيدة يا أخي الكريم
    بوجودك وإطلالتك الكريمة على صفحة حلب الشهباء في عين الشعراء
    وأنك ابن حلب الشهباء ...
    وكنت أتمنى لو أنك تسجل باسمك الصريح يا ابن حلب الشهباء
    ويبقى لنا أن نعتز بأننا من أبناء هذه المدينة العريقة الأصيلة

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #47
      المشاركة الأصلية بواسطة همسات الروح مشاهدة المشاركة
      [align=center]

      حلب الشهباء الخالدة .. مسيرة حضارية فكرية ثقافية متواصلة

      بارك الله فيكِ غاليتي بنت الشهباء على هذه النبذة الرائعة لمدينة الحضارات

      حلب ... يالروحكِ الطيبة التي نثرت درر وهذا ليس غريبٌ عن شعب حلب

      الطيب الكريم والذي تشرفت بزيارته كما سُعدت بالتجوال في قلعة حلب

      وأسوارها وخاناتها التجارية وزيارة المتحف الوطني البديع ..

      أشكركِ من الأعماق عزيزتي على هذه التحفة الفريدة .. استمري فأنا في شوقٍ

      لمعرفة المزيد عن جمال حلب بأقلام الشعراء والمبدعين ... واسمحي لي بأن

      أشارككِ هنا بما قيل عن عروس الشام حلب الشهباء


      قال الرحالة الشهير ابن بطوطة :

      حلب أعز البلاد التي لا نظير لها في حسن الوضع واتقان الترتيب واتساع الأسواق وانتظام بعضها ببعض وأسواقها مسقفة بالخشب فأهلها دائماً في ظل ممدود وقيساريثهالا تماثل حسناًًًَََََُُُ وكبرا وهي تحيط بمسجدها وهي من المدن التي تصلح للخلافة.


      وقال فيها الشاعر عبدالله يوركي حلاق :

      شاخ الزمان وقلعة الشهباء ....ظلت في صباها

      حلب تمت إلى العلا ....نسباً كما متت ذراها

      ما غبت عنها ساعة...إلا حننت الى لقاها

      شئل الخلود بمن تباهي؟...قال بالشهباء وتاها



      وقال أبو علاء المعري :

      يا شاكي النوب انهض طالباً حلبا...نهوض مضني لحسم الداء ملتمس

      واخلع حذاك إذا حاذيتها ورعا.... كفعل موسى كليم الله في القدس


      تحيتي وتقديري [/align]
      وكم أسعدني يا غاليتي
      همسات الروح
      هذه الإضافات الثرية عن حلب الشهباء , مدينة العراقة والتاريخ المجيد !!!...

      وقد جاء في كتاب


      زبدة الحلب في تاريخ حلب



      حلب قبل الإسلام
      اسمها زمن إبراهيم الخليل
      اسم حلب عربي لا شك فيه. وكان لقباً لتل قلعتها. وإنما عرف بذلك لأن إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، كان إذا اشتمل من الأرض المقدسة، ينتهي إلى هذا التل فيضع به أثقاله، ويبث رعاءه إلى نهر الفرات وإلى الجبل الأسود. وكان مقامه بهذا التل يحبس به بعض الرعاء، ومعهم الأغنام، والمعز، والبقر. وكان الضعفاء إذا سمعوا بمقدمه أتوه من كل وجه، من بلاد الشمال. فيجتمعون مع من اتبعه من الأرض المقدسة، لينالوا من بره، فكان يأمر الرعاء بحلب ما معهم طرفي النهار. ويأمر ولده وعبيده باتخاذ الطعام فإذا فرغ له من ذلك أمر بحمله إلى الطرق المختلفة بإزاء التل، فيتنادى الضعفاء: " إن إبراهيم حلب " ، فيتبادرون إليه.
      فنقلت هذه اللفظة كما نقل غيرها، فصارت اسماً لتل القلعة. ولم يكن في ذلك الوقت مدينة مبنية.
      قيل: إن " بيت لاها " كان يقيم به أيضاً إبراهيم صلى الله عليه ورعاؤه يختلف إليه. وكان يفعل فيه أيضاً، كما يفعل في تل القلعة. لكن الاسم غلب على تل القلعة دون غيره.
      وقيل: إن إبراهيم صفى الله عليه لما قطع الفرات من حران أقام ينتظر ابن أخيه " لوطا " ، في كثير ممن يتبعه في سنة شديدة المحل. وكان الكنعانيون يأتون إبراهيم عليه السلام بأبنائهم فيهبونهم منه، ويتصدق عليهم بأقواتهم من الطعام، والغنم. وصار إبراهيم عليه السلام إلى أرض حلب فاتخذ الركايا، وكرا الأعين، ومنها: عين إبراهيم عليه السلام وهي التي بنيت عليها مدينة حلب.
      وكان للكنعانيين بتل القلعة في رأسه بيت للصنم، فصار إليه إبراهيم عليه السلام فأخرج الصنم، وقال لمن حضره من الكنعانيين: أدعوا إلهكم هذا أن يكشف عنكم هذه الشدة. فقالوا: وهل هو إلا حجر. فقال لهم: فإن أنا كشفت عنكم هذه الشدة، ما يكون جزائي. قالوا له: نعبدك فقال لهم: بل تعبدون الذي أعبده فقالوا: فجمعهم في رأس التل، ودعا الله، فجاء الغيث. وضرب إبراهيم عليه السلام برأس ظله حين أقلع الغيث. وتوافت إليه رعاؤه، فكان يأمر أصحابه بإصلاح الطعام، ويضعه بين أوعية اللبن، ويأمر بعضهم فينادي: " ألا إن إبراهيم قد حلب فهلموا " ، فيأتون من كل وجه، فيطعمون، ويشربون، ويحملون ما بقي إلى بيوتهم. فكان الكنعانيون يخبرون عن مقام إبراهيم بما كان يفعله. وصار قولهم " حلب " بطول هذا الاستعمال لقباً لهذا التل، فلما عمرت المدينة تحته سميت باسمه.
      وذكر بعضهم: أنها إنما سميت " حلب " باسم من بناها، وهو: حلب بن المهر ابن حيص بن عمليق من العمالقة. وكانوا إخوة ثلاثة: بردعه، وحمص، وحلب، أولاد المهر. فكل منهم بنى مدينة سميت باسمه.
      عند اليونانيين
      وكان اسم حلب باليونانية " باروا " وقيل بيرؤا. وذكر ارسطاطاليس في كتاب الكيان: أنه لما خرج الاسكندر لقصد دارا الملك، ومقاتلته، كان ارسطاطاليس في صحبته، فوصل إلى حلب وهي تعرف بلسان اليونانية " بيرؤا " فلما تحقق ارسطوطاليس حال تربتها، وصحة هوائها، استأذن الإسكندر في المقام بها، وقال له: إن بي مرضاً باطناً، وهواء هذه البلدة موافق لشفائي. فأقام بها فزال مرضه.
      بناؤها في قديم الزمان
      وقيل: إن الذي بنى مدينة حلب أولاً ملك من ملوك الموصل يقال له: بلوكوس الموصلي. ويسميه اليونانيون: " سردينبلوس " . وكان أول ملكه في سنة ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسع وثمانين سنة لآدم صلوات الله عليه . وملك خمساً وأربعين سنة. وفي سنة تسع وعشرين من ملكه وهي سنة أربعة آلاف وثماني عشرة سنة لآدم، ملكت ابنته " أطوسا " ، المسماة " سميرم " مع أبيها بلوكوس.
      وذكر أبو الريحان البيروني في كتاب القانون المسعودي، وقال: بنيت حلب في أيام بلقورس من ملوك نينوى، وكان ملكه لمضي ثلاثة آلاف وتسعمائة واثنتين وستين سنة لآدم عليه السلام ومدة مقامه في الملك ثلاثون سنة.

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #48
        [align=center]
        تاريخ مدينة حلب


        كيف كانت البداية ؟
        على ضفة نهر كان يضج بالحركة والحيوية ويتدفق خصبا وخيرا ، وفي عهد مغرق في القدم ، اختارت جماعة ساميّة موقعا لسكنها ، وفي هذا الموقع بدأت الحياة ، بدأت الزراعة في الأرض الخصبة ،وقام السكان بحفر كهوف في مرتفعات الموقع الطباشيرية الكلسية لتشكل هذه الكهوف أول تجمع سكاني إنساني في الجنوب الغربي من مدينة حلب الحالية . ثم لم تلبث تلك الجماعة أن تركت الكهوف بعد أن ازداد عددها لتبحث عن مكان أرحب ، فاتجهت
        شمالا مقتربة أكثر فأكثر من النهر متخذة بيوتاً في مكان ( تلة السودا ) حيث ظهرت فيها آثار تدل على ذلك نتيجة حفريات حديثة .وانتقلت الجماعة الساميّة بعد أن استوطنت ذلك التل سنوات طويلة إلى مكان مرتفع آخر قريب جدا من قويق هو حي ( العقبة )

        حاليا , فنشأ تجمع في هذا الموقع , تجمع غدا ذات يوم عاصمة مملكة يمحاض ، ثم غدا مدينة حلب التي نعرفها اليوم .

        موقع المدينة:
        تتمتع الهضبة التي تطورت عليها حلب ببنية "جيولوجية" ذات طبيعة رسوبية عامة تكونت على الغالب في الحقب الجيولوجي الثاني بعصوره الجوراسي والكريتاسي وتتألف هذه الرسوبيات على الغالب من كربونات الكالسيوم ذات النسبة المختلفة من الشوائب ، مما يبرر وجود الكثير من المقالع الحجرية التي مازالت حلب تستقي منها اليوم المادة الرئيسية المميزة لبنائها .
        وتمتد مدينة حلب على الجهة الشمالية للوطن العربي ،في منتصف الطريق بين المتوسط والفرات على خط العرض /12, 36/ شمال خط الاستواء وخط الطول / 10, 37/ شرق غرينتش .

        مما يجعلها تتمتع بالمناخ المتوسط المعتدل ذي الشتاء القصير البارد و الرطب والصيف الطويل الحار والجاف : ويتميز هذا الموقع – نظرا لبعده عن الساحل – باتساع الفروق الحرارية بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء مما يجعلها تتمتع بصفات المناخ القاري أيضا .

        يبلغ معدل الرطوبة النسبية شتاء في شهر كانون الثاني : 4 , 80% بينما يبلغ في الصيف في شهر حزيران 45% فقط ، وبالرغم من الانخفاض النسبي لمعدل الأمطار السنوي فإن الهطولات تتصف بما يسمى بلغة الأرصاد الجوية : بالهطولات الإعصارية وهذا يعني هطول كمية كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة من الزمن مما يغذي المياه الجوفية المتوفرة أصلا في الموقع .

        حلب عبر العصور :

        هي متحف التاريخ وحديقة آثاره منذ بدأ الإنسان يترك أثرا على وجه المعمورة ، وهي المدينة الجامعة لعمالقة الشواهد المعمارية الخالدة التي تقترن عظمهتا بعظمة بناتها
        منذ وجدوا . إنهم سلسلة من الخالدين ،لم نعد نعرف شيئا عن الحلقة الأولى منها
        ومازلنا نشهد حلقاتها ... سلسلة منطلقها الأزل ومستقرها الأبد ... رحلة في الخلق الحضاري والإبداع المعماري والعمراني لا تفنى عبر القرون ولا يبطئ حركتها تراكم الأجيال ... إنها المدينة المفعمة بالحيوية الفاعلة المبدعة ، المدينة التي لم يخب شعاع عطائها منذ بدأت تشع . وثمة مقولة يرددها اليوم باحثوا التاريخ وعلماء
        الآثار:( ولدت مدينة حلب سنة ألف قبل الميلاد ، وازدهرت وعاشت حضارة راقية ، وامتدت حتى شملت رقعة كبيرة من الأرض ثم يختمون حديثهم عنها بقولهم :
        ( ثم ما لبثت هذه المدينة أن انقرضت لسبب أو لآخر وانمحت وغاب أثرها فلا نعثر لها اليوم إلا على أطلال دارسة هنا وهناك , هي كل ما تبقى من قديم مجدها وسالف حضارتها ) فإذا صحّت هذه المقولة على بعض المدن القديمة التي بقي من أطلالها ما يذكرنا بها
        ( كتدمر و أفامية ) أو على تلك التي اندثرت تماما
        (عاد وثمود ) فإنها لا يمكن أن تطبق بحال من الأحوال على مدينة حلب . فبدلا من أن يشهد التاريخ مولدها, شهدت حلب مولد التاريخ , فلا نكاد نعثر على حضارة قديمة إلا وفي حلب رائحة تدل عليها وغصن أخضر يطل علينا من خلف القرون وقد شابت القرون ، ومازال الغصن أخضر ... فهنا قامت كنيسة خالدة ، وهنا جامع متفرد في طريقة بنائه ودراسة واجهاته، وهناك مدرسة وبيمارستان وحمام ...و...و ..على طول المدينة من أقصاها إلى أقصاها يمتد السوق القديم المغطى شرايين تربط أجزاء مركز المدينة ، قريبها وبعيدها بوشائح تؤكد القربى وتصل عضو الجسم بالجسم حتى لتحس بحلب جسدا نابعا بالحياة مدى الحياة ، جسدا يضرب في أعماق الأزل بعض جذوره ويطلق فروعة نحو الشمس يعانق الأبد بعطاء هو الضوء و الألق هو عطاء هذه الأمة الخالدة ، ووجود هذه الديمومة التي يمتد في شرايينها نسخ الوجود إلى أدق أعصابها حتى لتحس أنك أمام هيكل الوجود البشري و الوجود المعماري . فهي لا تزال عامرة مزدهرة منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد ، تدل على ذلك رُقم مدينتي( أور و ماري)سابقا وفيما بعد رُقم مدينة ( إبلا ) فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تتجمع فيها كل مدارس تاريخ العمارة بتواصل زمني فريد . فقلما وجدت حضارة في العالم القديم إلا وفي حلب آثار لها تدل عليها وتذكر بها فهي متحف كبير حي للحضارات والعمارات والفنون منذ بدأ الفن يتسلق جدران الكهوف إلى أن ارتقى إلى معارج الكمال في كنف الحضارة العربية الإسلامية.

        حلب – الديمومة :وزادها أهمية موقعها الفريد في مدن العالم القديم كعقدة للطرق التجارية العالمية التي تربط الشرق بالغرب و الشمال بالجنوب ، وذلك منذ بدأ ارتباط حلب بالإمبراطوريات الكبرى التي تكوَّنت بعد فتوحات الإسكندر المكدوني في المشرق العربي .
        لقد ظلت مدينة حلب عبر التاريخ مدينة حسنة الطالع ، باسمة الحظ ، لقد نزلت بها كوارث طبيعية ، وحوصرت مرارا ، وفتحت ودمرت وأحرقت ، وشهدت الكثير من فترات الخنوع والاستكانة لحاكم مستبد أو حكم غبي ، ولكنها كانت تنهض دائما من كبوتها وتواجه المصاعب والكوارث فتتغلب عليها ، وتحول ما أصابها من دمار إلى عمران مزدهر يعيد إلى حلب مكانتها وأهميتها في العالم القديم والعالم الحديث معا .

        أبناء حلب :

        وساهم أبناء حلب في بنائها وعملوا من أجل رفعتها وسموها وبذلوا الكثير من أجلها فكانت شغلهم الشاغل من أعظم ولاتها المحبين للعلم والأدب والعمران إلى أصغر عامل بناء كان يبدع مقرنصة متدلية ستشغل محراب جامع أو واجهة مبنى ذي نفع عام .

        لقد تغنى بها الشعراء وحرص عليها الملوك والولاة وزهى بها الفاتحون وقد حرص أبناؤها على تأريخ مجدها فكان ابن العديم ، وابن شداد ، و الغزي والطباخ ، وإلى أيامنا هذه حيث ورث الأبناء حب حلب عن الآباء والأجداد وعمل المخلصون منهم على تكوين الجمعيات المهتمة بهذا التراث فكانت جمعية عاديات حلب كرابطة قدمت جهودا مشكورة في هذا المجال .

        الاسم من أين جاء :

        كثيرا ما يروي الحلبيون أسطورة تناقلوها عبر الأجيال تفيد بأن سيدنا إبراهيم الخليل لدى مكوثه في حلب في طريقه من (أور) التي نزح عنها متوجها إلى بلاد كنعان ( فلسطين )استقر في أحد مرتفعات المدينة وكان لديه بقرة شهباء اللون يحلبها كل صباح ليطعم الأهلين الذين يستبشرون بأنه "حلب الشهباء " . وبعد ذلك قامت المدينة التي حملت الاسم .

        والواقع يفيد بأن حلب ذكرت في رُقم تسبق تاريخ تجوال سيدنا إبراهيم والذي كان حوالي /2000/ ق.م فرقم أور و لكاش وكيش وماري تذكر حلب منذ الألف الثالثة قبل الميلاد ،
        ويمكن اعتبار هذه الأسطورة " من لخماتهم " كما روى الأسدي .

        فقد وردت حلب في الوثائق الحثية تحت اسم (خلب ) وفي الآثار المصرية الفرعونية باسم ( خرب ) و ( خالوبو )، وفي الوثائق الأكادية الكلدانية بأسماء ( خلابة- خلبو –
        خلمان – خلوان – حلاب ) . وقيل في تفسير الكلمة أنها تعني في اللغة العمورية الحديد والنحاس ويعتقد أنها تعني بالسومرية ( الحفر ) .وقد دانى فريد جحا بين مختلف الألفاظ فوجد أن حلب تعني مكان الألب أي التجمع . وخَلُصَ الأسدي إلى القول :
        ( إن حلب دعيت في أقدم ما بلغنا من الآثار باسمها هذا مضعفا تارة وغير مضعف تارة أخرى ، وإن هذا التضعيف ما لبث أن توارى دفعة واحدة بعد أن ساد اللفظ الثلاثي سيادة مطلقة انسحبت على كل العصور كما انسحبت على كل الأمم ) .

        لقد عرفت المدينة منذ الأزل بهذا الاسم أو باسم قريب منه أو محرف عنه ولكن هذه الحروف الثلاثة المشعة أبد الدهر ( حلب ) ظلت الأساس في كل الأسماء المحرفة عن الأصل .

        تاريخ حلب :

        ما قبل الفتح العربي الإسلامي :

        دخلت حلب التاريخ منذ ذكرها ريموش الأكادي بن صارغون (2530-2515) ق.م مؤسس أول إمبراطورية ساميّة في الشرق بعد أن استولى على حلب وأسر ملكها لوكال أو شومكال .
        وبعد أن نعمت حلب بالحرية بعد عهده استولى نارام الأكادي
        (2507-2452) ق.م عليها وسماها ( حلبابا وأرمان) وقد شهدت حلب عصرها الذهبي وقتذاك في عهد حمورابي البابلي و زمريليم ملك ماري نحو سنة ( 2000) ق.م . وعندما اتجه الحثيون أثناء زحفهم الجارف قاومتهم حلب ولكنهم استولوا عليها عام ( 1820) ق.م ولكن حلب انفكت عنهم عام (1650 )ق.م حيث انضمت إلى الميتانيين .

        بعد ذلك احتل المصريون حلب حيث فتحها تحوتمس الثالث فرعون مصر (1473)ق.م ثم عادت حلب عاصمة للحثيين (1370) ق.م ثم عادت وتحالفت مع الميتانيين . وقد بقيت حلب متأرجحة بين الميتانيين و الحثيين وظلت المدينة حثية حتى( 1200) ق.م حيث انهارت الدولة الحثية .

        وبعد ظهور الآشوريين خضعت سورية كلها لحكمهم فقد فتحها سلمنصر الثالث ( 853)ق.م دون مقاومة وقد بقيت حلب كذلك حتى فتحها سارودري الثالث ثم ما لبث الملك الآشوري تغلات
        فلاصر أن استعادها (743)ق.م .ثم وقعت حلب تحت حكم البابليين بعد انهيار دولة الآشوريين (612)ق.م ، وبعد أقل من قرن فتح الفرس حلب ، ولم يهمل الفرس المدينة فقد أقاموا المحطات على طول الطرق وحفروا الأقنية وأقاموا السدود لتوسيع رقعة الري . وبعد معركة ايسوس الشهيرة (333) ق.م التي قادها الاسكندر المكدوني آل حكم حلب للمكدونيين ، وقد بدأت فترة المكدونيين بالنهب والسلب بعد عملية الاجتياح ، ولكن هذه الحقبة لم تدم طويلا ، إذ سرعان ما انصرف الإغريق نحو العمران والتنظيم . وقد أصبحت حلب في هذه الفترة عنبرا ممتازا لتجارة الترانزيت في العالم وظلت محافظة على هذا الامتياز قرونا عديدة .

        وفي آخر عهد السلوقيين انتشر الفساد وتسرب النفوذ الروماني منذ سنة (64)ق.م ،وقد تميزت فترة الحكم الروماني بانتشار المسيحية في سورية حيث بدأ الاهتمام بالبناء فشيدت كنيسة كبرى في حلب .

        وعام (540) م هاجم كيخسرو الأول سوريا فأحرق حلب برمتها وقد تم الصلح بين أهل حلب و بين هرقل
        (630) م فازدهر العمران وقامت المدن المحصنة على تخوم البادية الرومانية
        في جهة الجنوب من سبخة الجبول والجنوب الغربي منها .

        ما بعد الفتح العربي الإسلامي :

        وامتدت أسهم جيش الفتح العربي الإسلامي لتشمل خارطة الوطن العربي الكبير وليمتد مسيرة مدينة حلب عام (637)م حيث دخل خالد بن الوليد على رأس جيش المسلمين حلب من باب انطاكية ، ولم يمض وقت طويل حتى استطاع العرب الفاتحون أن ينشروا اللغة العربية الفصحى في سوريا الشمالية (حلب) التي كانت لغتها السريانية غير بعيدة عن لغتهم .

        ويمتد تاريخ حلب منذ الفتح إلى اليوم أربعة عشر قرنا ويزيد وقد قسم سوفاجيه هذا التاريخ إلى العهود التالية :

        1. عهد الخلافة :( 16-222هـ / 636-836م)

        وفي هذا العصر لم يكن لحلب شأنها الكبير خلال الخلافة الراشدية والأموية والعباسية في عصرها الذهبي ولكنها شهدت في نهايات العصر العباسي فترة ازدهار ورقي ثقافي وفكري وحضاري شمل جميع الميادين وأبدع أبناء المنطقة في صناعة الألبسة وبناء المساكن الضخمة والمساجد الشهيرة .

        2. عهد ما بعد الخلافة : ( 223-532 هـ /837-1128م)

        ولم ينبه ذكر حلب في التاريخ العربي إلا عندما غدت مقر سيف الدولة الحمداني الذي أعاد إليها أمجادها وجعلها عاصمة دولة مزدهرة بالفن والعلماء والشعراء حتى قال ابن خلكان :
        (أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر ) .

        وهاهو نجم البلاط الحمداني أبو الطيب المتنبي يقصد حلب المجد بقوله :

        كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل

        وقد اتسعت مملكة حلب فشملت كيليكية وملاطية وديار بكر و أنطاكية وطرسوس وأدرنة وروم قلعة ، إلا أن وقوف سيف الدولة العنيد

        وجيشه البطل في وجه الروم وغزواته المتكررة لبلادهم دفعتهم إلى محاصرة المدينة سنة 353هـ واحتلالها وتدميرها وإحراقها وتركها مقفرة خالية بعد أن راح أهلها بين قتيل وأسير . وعندما عاد سيف الدولة إلى المدينة – وكان غائبا عنها – ووجدها على هذه الحال جدد الأسوار وبعض المباني واستقدم إليها
        أهالي قنسرين وأسكنهم فيها ثم توفي ليترك حلب من بعده مدة قرنين من الزمن في عهد من الضياع والفوضى ، فقد توالى على حكمها الفاطميون والمرداسيون وشهدت حلب تزايدا للنفوذ التركي ثم حكمها السلاجقة وقد شهدت المدينة خلال هذه الفترة خضوعا مرا للروم
        ثم كانت حملات الصليبيين الذين اكتسحوا حلب
        ( 1108م) .

        ولم ينته عهد الفوضى والضياع إلا عندما قبل عماد الدين الزنكي إمارة حلب .

        3. عهد الدولة النورية ( 523-579هـ / 1128-1260م)

        وبظهور الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة ، فقد بدأت أحوال حلب بالتحسن وزال عنها الضيم ، ثم جاء زلزال حلب المدمر (1170)م وقد قام نور الدين على إثر هذا الزلزال بأعمال عمرانية كبيرة داخل المدينة وفي الأسوار فأعاد بناء القلعة حتى .. أخذت شكلها النهائي الذي نراها عليه اليوم تقريبا .


        4. عهد الدولة الأيوبية ( 579-659هـ / 1183-1260م)

        وهو عهد المدينة الزاهر في العصر الوسيط ، وأشهر الحكام الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين رجل الدولة وصاحب المزايا الرفيعة الذي استطاع بحكمته وقاية المدينة من شرور الفرنجة بالإضافة إلى عقده عدة معاهدات تجارية مع انطاكية والبندقية فنالت حلب شهرة
        ومجدا عظيمين في زمانه .

        وقد انتهى هذا العصر الذهبي الذي عاشته المدينة باجتياح المغول لحلب ( 1260 ) م بعد حصار عدة أيام وظلت المدينة أسبوعا كاملا تحت رحمة المجازر والنهب والحرائق ، وحول هولاكو الجوامع إلى كنائس, وبعد انتصار بيبرس على المغول في عين جالوت تخلصت حلب نهائي
        المصدر

        http://www.faleppo.com/fares1/plugins/forum/forum_viewtopic.php?176
        [/align]

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • زهير ابراهيم حنيضل
          أديب مترجم
          • 27-12-2009
          • 33

          #49
          السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
          مَنْ سَكَنَهَا فَتَنَتْه, واللـُّبَّ مِنْهُ استَحْوَذَت
          وبَقِيَتْ في الوجدانِ حبيبة ,لها القَصَائِدُ تُزَفُّ عَذَارَى.

          وهذا ما كان َ مِنْ أمرِ ( البحتريّ الصغير )
          ابن منبجَ المعطَاء, سليلِ الشُّعراء


          الأستاذ الداعية والشّاعر: محمد منلا غزيل

          فأنشدَ فيها قائلاً عام : 1973
          وتحت عنوان: سَبْعٌ خِصَابْ


          شهباء في النفس أشواق مجنحة
          قد كبّلتها مع الأيام ظلماء

          قد أحدقت برؤى الوجدان حلكتها
          وخيّلت أنها بكماء صمّاء


          ومسّت الصحب – ياللصحب – لفحتها
          فذاق لذع المعاناة الأخلاء

          ما من وميض , وما من جذوة سطعت
          من جمر اشعاعها الوقّاد أضواء

          حتى توّهج في الأعماق أعمقها
          ولاح من برقه الآلاق لألاء

          شهباء, طوّفت في الأرجاء منطلقًا
          والذكريات , وللأرجاء إيحاء

          سبع سنين مضين لهنّ الحبّ في حلب
          سبع حسان فمخضاب ومعطاء

          فأربع في حمى ( المأمون ) ممرعة
          منهن أرض وأجيال وأجواء

          قد ذكرتني بدايات مبشرة
          إذ برعمُ الحرفِ إرهاص وإيماء

          يا زهرة العمر,كم أطلقت من عبقٍ
          وكم تأرّج من ريّاك أشذاء


          و( للمعري ) في التذكار خامسة
          تلفها من نسيج الوجد خضراء

          تلفّها رايةٌ تزهو بسندسها
          ويا فؤاد لكم شاقتك زرقاء !!

          وكم عشقت العلا في ظل سادسةٍ
          و ( سيف دولتها ) البتارُ مضّاء

          لله درّ رجال السيف إذا زحفوا
          ونعم عقبى رجال السيف إذا جاؤوا

          جاؤوا يؤدون عهدًا , ما أبرهمو
          وفاز جند البطولات الأشدّاء

          أما ( هنانو) فللتذكار سابعة
          في ظل معهده الشماخ شماء

          ودّعت فيها قرير العين مرحلةً
          فاقت بتاريخها السوداء نعماء

          سبع حسان لهنّ الحبّ ما هتفت
          فوق الغصون ببوح النوح ورقاء

          سبع خصاب لهنّ الودّ ما لمعت
          رمزًا وضيء السنا بالأفق جوزاء


          ولمحة البرق : هل تلقي أشعتها
          شهابها الثاقب النفاذ شهباء ؟

          فيلقفَ الزخرف الفتان منتصرًا
          وتشرئب إلى مسراه عرباء

          بل تستعيد بلقياه قنيطرة
          ملاحم العزّ , والأقصى , وسيناء

          جهد المقلين يا شهباء قافية
          وقد تثار ببعض القول هيجاء

          حتى يهيمن صوت الحق صولته
          ويستكين لصوت الحق أعداء

          شهباء , في النفس أشواق مجنحة
          ولن يعوقها ظلم ولا ظلماء


          أيْ بِنْتَ الشَّهْبَاء:
          لعمريَ ما نحنُ بوافيّ الشَّهْبَاءَ قدرَها وصفا..
          لها في القلبِ من دونِ المنازلِ منزلة ُ الحبيبِ سَكَنَا.
          دمتِ والشَّهبَاءُ بخير
          طبعُ الكلابِ وفيّةٌ في صحبها // و النّاسُ صحبتهم أذى و جحودُ
          يأتونَ وردَكَ و السُّهافُ أذلّهم // حتّـى رَويتَ فنازكٌ و نَكُودُ

          تعليق

          • رعد يكن
            شاعر
            • 23-02-2009
            • 2724

            #50
            حَلَبْ...

            هَلِ انْتَهَتْ صَلاحِيَّةُ حُبِّنَا
            فَوْقَ طِينِ أَيَّامِنَا..

            هَلْ مَلَّتْ عُيُونُكِ النَّظَرَ إِلَى الْغَدِ
            عَبْرَ سَرَابِ حُلْمِنَا.

            سَرَقَنِي مِنْكِ التُّنُورُ
            وَطَحِينٌ مَنْثُورٌ فَوْقَ وُجُوهِنَا

            أَنَا وَأَنْتِ...
            حَلَبْ..
            حَبِيبَتِي...
            وَمَطَرْ...

            لا تُمْلِي انْتِظَارِي.. وَالسَّهَرْ..

            لا تَلْعَنِي غُرْبَتِي عَنْكِ..

            فَلَطَالَمَا لا يُحبُّ الْمَنْفيُّ ... السَّفَرْ.
            ــــــــــــــــــــ

            العزيزة بنت الشهباء
            بنت البلد الأصيلة ..

            تحية

            كفيتِ ووفيتِ يا غالية .. جزاكِ الله خيرا
            أرجوا تقبّل مشاركتي
            مودتي

            رعد يكن

            أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

            تعليق

            • بنت الشهباء
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 6341

              #51
              المشاركة الأصلية بواسطة زهير ابراهيم حنيضل مشاهدة المشاركة
              السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته




              مَنْ سَكَنَهَا فَتَنَتْه, واللـُّبَّ مِنْهُ استَحْوَذَت
              وبَقِيَتْ في الوجدانِ حبيبة ,لها القَصَائِدُ تُزَفُّ عَذَارَى.

              وهذا ما كان َ مِنْ أمرِ ( البحتريّ الصغير )
              ابن منبجَ المعطَاء, سليلِ الشُّعراء

              الأستاذ الداعية والشّاعر: محمد منلا غزيل

              فأنشدَ فيها قائلاً عام : 1973
              وتحت عنوان: سَبْعٌ خِصَابْ


              شهباء في النفس أشواق مجنحة
              قد كبّلتها مع الأيام ظلماء

              قد أحدقت برؤى الوجدان حلكتها
              وخيّلت أنها بكماء صمّاء

              ومسّت الصحب – ياللصحب – لفحتها
              فذاق لذع المعاناة الأخلاء

              ما من وميض , وما من جذوة سطعت
              من جمر اشعاعها الوقّاد أضواء


              حتى توّهج في الأعماق أعمقها
              ولاح من برقه الآلاق لألاء

              شهباء, طوّفت في الأرجاء منطلقًا
              والذكريات , وللأرجاء إيحاء

              سبع سنين مضين لهنّ الحبّ في حلب
              سبع حسان فمخضاب ومعطاء

              فأربع في حمى ( المأمون ) ممرعة
              منهن أرض وأجيال وأجواء

              قد ذكرتني بدايات مبشرة
              إذ برعمُ الحرفِ إرهاص وإيماء

              يا زهرة العمر,كم أطلقت من عبقٍ
              وكم تأرّج من ريّاك أشذاء


              و( للمعري ) في التذكار خامسة
              تلفها من نسيج الوجد خضراء

              تلفّها رايةٌ تزهو بسندسها
              ويا فؤاد لكم شاقتك زرقاء !!

              وكم عشقت العلا في ظل سادسةٍ
              و ( سيف دولتها ) البتارُ مضّاء

              لله درّ رجال السيف إذا زحفوا
              ونعم عقبى رجال السيف إذا جاؤوا

              جاؤوا يؤدون عهدًا , ما أبرهمو
              وفاز جند البطولات الأشدّاء

              أما ( هنانو) فللتذكار سابعة
              في ظل معهده الشماخ شماء

              ودّعت فيها قرير العين مرحلةً
              فاقت بتاريخها السوداء نعماء

              سبع حسان لهنّ الحبّ ما هتفت
              فوق الغصون ببوح النوح ورقاء

              سبع خصاب لهنّ الودّ ما لمعت
              رمزًا وضيء السنا بالأفق جوزاء


              ولمحة البرق : هل تلقي أشعتها
              شهابها الثاقب النفاذ شهباء ؟

              فيلقفَ الزخرف الفتان منتصرًا
              وتشرئب إلى مسراه عرباء

              بل تستعيد بلقياه قنيطرة
              ملاحم العزّ , والأقصى , وسيناء

              جهد المقلين يا شهباء قافية
              وقد تثار ببعض القول هيجاء

              حتى يهيمن صوت الحق صولته
              ويستكين لصوت الحق أعداء

              شهباء , في النفس أشواق مجنحة
              ولن يعوقها ظلم ولا ظلماء


              أيْ بِنْتَ الشَّهْبَاء:
              لعمريَ ما نحنُ بوافيّ الشَّهْبَاءَ قدرَها وصفا..
              لها في القلبِ من دونِ المنازلِ منزلة ُ الحبيبِ سَكَنَا.

              دمتِ والشَّهبَاءُ بخير
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              أستاذنا الفاضل زهير ابراهيم حنيضل
              يا ابن مدينة الشعراء التي أنجبت لنا البحتري ، وعمر أبو ريشة ، والبحتري الصغير الشاعر النابغة ، والحكيم النزيه ، والخطيب المفوّه ابن الأخيار والكرام شاعرنا الكبير
              محمد منلا غزيل ( حفظه الله ورعاه وأمدّ لنا في عمره وأبقاه ذخرا لنا )
              وإنك بهذه الأبيات الرائعة نقلتني إلى ما كتبته من سنين مضت عن شاعرنا الكبير " محمد منلا غزيل " تحت اسم البحتري الصغير
              على هذا الرابط
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=15853#post15853
              الشاعر والأديب الذي باع مفاخر الدنيا وزينتها ، ورضي أن يعيش بالكفاف .. ولكنه لم يرض أن يتوقف عن إبداعاته وقصائده التي يفخر ويتشرّف بها كل من سمعها ...
              والله يا أستاذنا الفاضل لو أنني كتبت آلاف آلاف السطور عن الشاعر لما استطعت أن أفي حقه ..
              شاءت الظروف أن ألتقي معه على شرف المحاضرة التي ألقاها الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين عن الشيخ والعلامة الكبير عبد الله سراج الدين – رحمه الله – وكانت ضمن احتفاليات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ...
              فكان أن ألقى قصيدة في المحاضرة التي ضمت آلاف من الحاضرين ، هزّت القاعة بترانيمها وجمال روعتها .....

              وأنا هنا يسعدني ويشرّفني أن أرى التألق وجمال الكلم من ابن منبج المدينة العريقة بأصالتها وعروبتها وإسلامها ....
              وتقبّل مني هديتي


              لأبي فراس الحمداني مع هذه الأبيات الجميلة
              لأيكممُ أذكرُ ؟
              وَفي أيّكُمْ أفْكِرُ؟
              و كمْ لي على بلدتي ،
              بُكَاءٌ وَمُسْتَعْبَرُ؟
              فَفي حَلَبٍ عُدّتي،
              وَعِزّيَ، وَالمَفْخَرُ
              وفي " منبجَ " ، منْ رضا
              هُ، أنْفَسُ مَا أذْخَرُ
              وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَة ٌ،
              بهَا يُكْرَمُ المَحْشَرُ
              وَأصْبِيَة ٌ، كَالفِرَاخِ،
              أكْبَرُهُمْ أصْغَرُ
              وَقَوْمٌ ألِفْنَاهُمُ،
              و غصنُ الصبا أخضرُ
              يخيلُ لي أمرهمْ
              كأنهمُ حضَّرُ
              فَحُزْنيَ لا يَنْقَضِي،
              و دمعي ما يفترُ
              و ما هذهِ أدمعي ،
              وَلا ذَا الّذي أُضْمِرُ
              وَلَكِنْ أُدارِي الدّمُوعَ،
              وأسْتُرُ مَا أسْتُرُ
              مخافة َ قولِ الوشا
              ة ِ، مِثْلُك لا يَصْبِرُ
              أيا غفلتا ، كيفَ لا
              أرجي الذي أحذرُ ؟
              و ماذا القنوطُ الذي
              أراهُ فَأسْتَشْعِرُ؟
              أمَا مَنْ بَلاني بِهِ،
              على كشفهِ أقدرُ ؟
              بلى َ ، إنَّ لي سيداً
              مواهبهُ أكثرُ
              وإني غَزيرُ الذّنُوبِ،
              و إحسانهُ أغزرُ
              بِذَنْبِيَ أوْرَدْتَني،
              وَمِنْ فَضْلِك المَصْدرُ




              أمينة أحمد خشفة

              تعليق

              • زهير ابراهيم حنيضل
                أديب مترجم
                • 27-12-2009
                • 33

                #52
                السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                مَكَثْتُ هُنا طويلا, أفَكِّرُ وأُقَلِّبُ الحروفَ في وِجْدَاني عَسَاها تُنجِدُني بِقَولٍ يَفي ما قرأتُ هنا من كريمِ قولٍ وخلقٍ حَقَّه.
                لكنَّنِي أيقَنْتُ أنْ لَسْتُ لأظفَرَ بهاتيكَ الحروف.
                الأبياتُ التي أدرجتُها هنا في مشاركتي وجدتُها في موضوعٍ لكِ أنتِ بالذّات فأحبَبْتُ أنْ تَكونُ ركيزةَ مشاركتي من ناحِيَة, ومن ناحيةٍ أُخرى لمحبتي بابن مدينتي وفخرها
                الأستاذ الجليل والشَّاعر والدَّاعية لنورِ الله:
                محمد منلا غزيل
                أدعو الله لهُ بصحّةٍ لا تُفَارقُ منهُ البَدَن.
                زاهِدٌ هو في الدنيا بمافيها, مُعْرِضٌ عن مَفَاتِنِها,مقبلٌ قولاً وفعلاً على دارٍ,طوبى لمن
                كانتَ لهُ بظلالِ الرحمن سُكْنَى

                بنتَ الشَّهْبَاء:
                عَلامَ أردُّ هنا..!
                أعلى طيبِ خُلُقِك, أم عَلى رَصِيْنِ حَرْفِك, أم على كَرَمِ ضِيَافَتِك..
                أكرمتِني حَتَّى أخجلتِني
                للهِ دَرُّكِ يا نبيلةَ الحروف
                أعِدُكِ بأنْ أعودَ إلى هنا لينَوبَ عَنِّي الشِّعْرُ عَلَّهُ يَرُدُّ بَعْضَاً مِن جَزِيْلِ قِرَاك.
                طبعُ الكلابِ وفيّةٌ في صحبها // و النّاسُ صحبتهم أذى و جحودُ
                يأتونَ وردَكَ و السُّهافُ أذلّهم // حتّـى رَويتَ فنازكٌ و نَكُودُ

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #53
                  المشاركة الأصلية بواسطة رعد يكن مشاهدة المشاركة
                  حَلَبْ...






                  هَلِ انْتَهَتْ صَلاحِيَّةُ حُبِّنَا



                  فَوْقَ طِينِ أَيَّامِنَا..






                  هَلْ مَلَّتْ عُيُونُكِ النَّظَرَ إِلَى الْغَدِ



                  عَبْرَ سَرَابِ حُلْمِنَا.






                  سَرَقَنِي مِنْكِ التُّنُورُ



                  وَطَحِينٌ مَنْثُورٌ فَوْقَ وُجُوهِنَا






                  أَنَا وَأَنْتِ...



                  حَلَبْ..



                  حَبِيبَتِي...



                  وَمَطَرْ...






                  لا تُمْلِي انْتِظَارِي.. وَالسَّهَرْ..






                  لا تَلْعَنِي غُرْبَتِي عَنْكِ..






                  فَلَطَالَمَا لا يُحبُّ الْمَنْفيُّ ... السَّفَرْ.



                  ــــــــــــــــــــ


                  العزيزة بنت الشهباء
                  بنت البلد الأصيلة ..

                  تحية

                  كفيتِ ووفيتِ يا غالية .. جزاكِ الله خيرا
                  أرجوا تقبّل مشاركتي
                  مودتي

                  رعد يكن


                  حلب لم تنته صلاحية حبها من قلوبنا ؛ بل ستبقى عامرة أمد الدهر بعشقها...
                  حلب ستبقى قبلة الناظرين لجمالها وروعتها ولم تمل عيون الناظرين شوقا وحبا لديارها...
                  أصدقك القول يا أخي رعد أنني حينما قرأت على مسامع قلبي ما أجاد به يراعاك أحسست بحرقة اللوعة تشتعل نارا ولهيبا وشوقا من بين جوانحك وأنت تترنم بهذه الأبيات الرائعة عن حلب معشوقتك ..
                  أعانك الله يا أخي رعد ، وأعادك إلى حلب غانما سالما
                  ودمت بألف خير

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  • بنت الشهباء
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 6341

                    #54
                    اخترت لكم من أرشيفي الخاص
                    قصيدة رائعة للأخ الفاضل نذير طيار
                    كان قد أضافها في موضوع لي عن
                    حلب الشهباء في عين الشعراء
                    في موقع آخر
                    حلب
                    أثينا الشرق


                    نذير طيار

                    قرأت عن حلبٍ فاهتزتِ الفِكَرُ
                    جهَّزتُ أمتعتي والمبتغى السفرُ
                    شاهدتها صُوَ رًا تُغْري نفائسُها
                    فكيف إنْ ذاقها لمسٌ كذا بَصَرُ
                    حُسْنٌ وحِصْنٌ هي الشمَّاء قلعتها
                    من لي برؤيتها، عقلي سينفطرُ
                    سبعٌ مداخلها، كثرٌ معالمها
                    سحرٌ مسالكها، والأبيض الحَجَرُ
                    أهفو إلى حلب والعبد منشغل
                    القلب مستعِرٌ والبال منكسِرُ
                    للأنبياء بها ذِكْرٌ وملحمةٌ
                    والشعراء لها حنُّوا وكم سهروا
                    واللاَّهثون ورا الآثار من قِدَمٍ
                    حجُّوا جموعا وبالشهبا هُمُ انبهروا
                    والجامعون عرى التاريخ ما قبِلوا
                    بها خمولا .. فما خابوا وقد ظفروا
                    والعارفون إلى الشهباء موعدهُمْ
                    ذاقوا صفاها وبالأسحار كمْ ذكروا
                    نالوا السجايا من الشهباء خالصةً
                    ومن أعاجيب إشراقاتها اعتبَروا
                    كم صادقت "بابلاً" وعانقت "نَيْنَوَى"
                    وغازلتْها نجومُ الكون والقمرُ
                    أدعو إلى حلبٍ إن حوصِرتْ حلبُ
                    لا أبتغي حِوَلا مهما دهى خطَرُ
                    متى أشمُّ شذاها من حدائقها
                    الزهر في حلل والعطر منتشرُ
                    رحَّالةٌ عَجَمٌ، من قبلهمْ عربُ
                    حطُّوا رحالَهُمُ بالحُلْمِ وانصَهَرُوا
                    "ياقوت" و"ابن جُبَيْرٍ" و"الحُمَيْرُ" قضوا
                    في وصف أنعمها دهرا فما فََتَروا
                    و"المقدسيُّ" كذا "بطُّوطةٌ" غرَقا
                    في سحر فاتنتي أغواهما أثَرُ
                    وذا "أرِسْطُ" أتاها راجيا بُرُءا
                    ذَرُوا تمنطقكمْ إن مسَّكمْ ضرَرُ
                    وكلما فرحت روضٌ بأشعَرِنا
                    قال: الهوى حلبٌ والمقصد النضِرُ
                    وفي "الكتاب" "لَمرْتينُ" اصطفى سكنا
                    منه الروائع كالشلاَّل تنهمر
                    وقال حين ارتقى بمجدها زمنا
                    شهباؤكمْ نَغَمٌ يرنو له وَتَرُ
                    هذي أثينا بشرق الحب قد بُعِثتْ
                    وطالبو يدِها من حولها زُمَرُ
                    وفي جزائرنا دُرٌّ مصنفة
                    كأنها حلب قد ساقها القدَرُ
                    لكنْ هو الحُسْنُ تسبينا فرائدُه
                    أنَّى استقرَّ فلا يُبْقي ولا يذَرُ

                    ــــــــــ
                    1إشارة إلى قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش في إحدى قصائده "أدعو لأندلس إن حوصرت حلب"
                    2 هم الرحالة العرب : ياقوت الحموي وابن جبير والحميري
                    3إشارة إلى قول المتنبي :
                    وكلما رحَّبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
                    4 قضى الشاعر الفرنسي لامارتين فترة مهمة من حياته في حي الكتاب في حلب وكتب بها أهم قصائده، وحين زارها أثناء الزلزال سماها "أثينا الأسيوية

                    أمينة أحمد خشفة

                    تعليق

                    • بنت الشهباء
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 6341

                      #55
                      من لشمس الضحى بنور هلال ** من سماء الشهباء قد حياها
                      تلك شرق في الشرق قد كاثرته ** أنجماً غالب النجوم سناها
                      بلدة مجدها تواصل في الأعصار ** مثل الأعصار في مجراها
                      كلما استدبرت من الدهر يوماً ** زاد سطراً على حديث علاها
                      إبراهيم اليازجي

                      أمينة أحمد خشفة

                      تعليق

                      يعمل...
                      X