السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ، عنواني يقول إن رسالتي إلى ......
إليك أنت يا من لفت انتباهك فراغ اسم المرسل إليه ، إليك أنت بالتحديد حين أثار غموض المرسل إليه فيك حب معرفته ، هذا أولا .
كما أني لن أخفي الآن المرسل إليه الحقيقي في رسالتي وإن نانلني عتب أو لوم ممن يرى أنني استبعدته أو جعلته أقل رتبة .
ولكنني سأرد عليه قائلة إن المقصود برسالتي كل من قرأها هنا بدليل أنني تركت اسم المرسل إليه للتعميم .
أما التخصيص فهو لكل من ارتدى اسمه البدلة الحمراءفي الملتقى ، أو نال شرف ارتداء البدلة ذات اللون البني غامقا كان أو فاتحا . ويا حبذا لو كان قبلهم جميعا صاحب البدلة [ الذهبية ]
نعم لكم يا كل من تقرؤون الآن رسالتي وتهمهمون بين السطور ملاحقين نطقي بالغرض منها .
ولكم الآن أنشر حكايتي .
لقد أرادت حكمة الله عليّ وإن كانت الجناية بيدي أن أرث بيتا للضيافة فيه ما شاء الله من الغرف التي علي وحدي فتحها وترتيب أثاثها وتجهيزها للزائرين أو المرتاضين [ من الرّوض ، والرياضة ] ، فوجدت فيها من الغرف ما تحتمل القيام بأمرها عزيمتي وتتجه إليها همتي ، وإن تعبتْ ، فهناك معي من الأخوة في هذا البيت من يمكن أن يرفعوا معي شيئا من حمل ووضعه في موضعه أو نفض غبار عنه . ولكن وبعد أن بدأتُ المهمة ، عاجلني من الهم ما الله عالم به ، وعرفت أن التركة عظيمة ، وأن الحمل والله ثقيل ، ثقيل .
نعم ، بكل ما يسمونها من أريحية اشهد الله وأشهدكم أنني والله عن جهل قبلت التوقيع على حمل أمر التركة ، وأنني لبست ثوبا فضفاضا ضاعت فيه تضاريسي ، وانمحت فيه معالمي ، ولم يبق مني إلا رأس يدور على رقبة أنهكها الالتفاف يمنة ويسرة وقد أخذ بي الهم مأخذا وضياع تحديد البداية في العمل الشيء الكثير ، فلحظةً أقول سأبدأ بهذا ولحظة ثانية لا سأبدأ بذاك ، ربما كان ذاك أكبر وقعا في النفوس حين يشد الضيف إل المجلس الجميل والغرفة المزدانة بزركشات القول الحسن ، وعيناي المسكينتان زائغتان كلما تفحصن ما تكدس في الغرف من تحف .
موقف والله لا أحسد عليه ، ولا أرجوه لحبيب ولا حتى لبغيض . اللهم إلا إذا كنت أريد أن أقتص منه بتربية وتأديب ، وهذا الموقف كما رأيت بالنسبة لي كذلك .
أكتب رسالتي الآن وقد أخذ مني العجز مأخذه بعد أن تفحصت غرفة النصوص الفلسفية ؛ فهنا بالذات شيء والله أنا لا أفهمه ، ولا أجيده ولا أحسنه ، وربان الغرفة عندي يحاط بموج الفكر فيها وقطعا لو بقي الحمل عليه وحده سيرهقه . وهو بحول الله قادر على ترتيبها وتنظيمها والترحيب بزوارها ، لكن ما لن يكون قطعا قادرا وحده على نفض الغبار عنه وتلميعه وعرضه كما يجب هو فكْر رواد ِ مضافته .
نعم يا أحبة
لدينا هنا في قسم النصوص الفلسفية كُتّاب شبه أهدرت جهودهم وتُنوسيَ فضلهم حين قبعت مواضيعهم شبه معلبةٍ دون نقاش من طرفكم أو اهتمام من أمثالي ممن لا يفهمون قولهم .
غير أن هذا غاية الظلم لفئة منا حملوا الفكر أو أن الفكر إلى كتابة ما كتبوا حملهم . فكما رأيت من تعميم أول موضوع في عهدنا [ الميمون ] عرفت كم هو مهم لنا وللكاتب الفلسفي هنا أن نقف على دقائق فكره وأن يقف هو على حقائق موقف القراء والمتلقين وفكرهم نحوه .
ولا أخفيكم ، الفلسفة فكر كبير عظيم متشعب المداخل ، وإنني أبرأ إلى الله من حمل أخشى أن أُسأل يوما عن موافقتي على ما يمكن أن يكون فيه مما لا أفهم ويكون فيه موضع محاسبة .
لذا فإنني أدعوكم جميعا كأدباء وأصحاب فكر أن تكونوا لكتابنا في هذا القسم قراء ، تسعد نفوسهم بمتابعتكم ويبتل شوقهم بمن يقدِّر فكرهم .
هم لا يكتبون لأنفسهم فقط ، وما كلفوا أنفسهم كل هذا العناء من الفكر والكتابة لتظل آراؤهم وأفكارهم حبيسة تعليق مثلي بقولنا [ مشكور ، ويعطيك العافية ، ودام هذا الألق ]
هم بحاجتكم أنتم يا كبار أدبائنا ومفكرينا ، إلى رأيكم ، إلى حواركم ، إلى رفدكم ، أما أنا ومن معي من سدنة المكان فكما أعتقد أن جُل ما علي هو تهيئة المكان وترتيبه ليليق بحسن وجودكم .
هذه رسالتي وفيها أبث الله َقبلَكم عظيم شكوتي .
ولا مفر أمامي من إشراككم همي وهمّ قسمي الذي سأُشهِر ما استطعت مواضيعه لغرض تشريفكم والاستئناس فيها بجميل ردكم .
كونوا بخير والمولى يحفظكم .
تعليق