بين لونٍ و لحن / جمال مرسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    بين لونٍ و لحن / جمال مرسي

    بين لونٍ و لحن


    شعر : د. جمال مرسي


    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَيَنهَشُنِي مِخلَبُ الوَقتِ
    تَقتَاتُ نَارُ المَقَاعِدِ قَمحَ انتِظَارِي
    و تَلدَغُنِي فِي يَمِينِي عَقَارِبُ سَاعَتِيَ المُشرَئِبَّةِ مِثلِي
    لِوَقعِ حُضُورِكِ ،
    صَوتِ الأَسَاوِرِ فِي مِعصَمَيكِ ،
    و نَبضِ التَّمَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    و عَينِي تُرَاقِبُ بَوَّابَةَ البَحرِ
    عَلَّك تَأتِينَ فِي رَكبِ أَموَاجِهِ النَّاعِمَاتِ
    يُزَيِّنُ رَأسَكِ تَاجٌ مِنَ اليَاسَمِينِ
    و يَرقُصُ .. مِن فَرَحٍ .. فَوقَ صَدرِكِ
    عِقدٌ مِنَ الأُقحُوَانِ
    تَنَامِينَ يَا عُمرَ زَادِ القَصِيدَةِ
    يَا بَحرَهَا
    كَالنَّوَارِسِ مَا بَينَ هُدبِي و جَفنِي .
    فَأَحمِيكِ مِن أَعيُنِ النَّاظِرِينَ
    لِلَونِ الضُّحَى فِي جَبِينِكِ
    لَونِ السَّنَابِلِ فِي شَعرِكِ الذَّهَبِيِّ
    و لَونِ التَّمَرِّدِ
    فِي ثَغرِكِ القِرمِزِيِّ
    و أَحمِيكِ مِن جَمرَةِ الشَّوقِ تَحتَ ضُلُوعِي
    و مِن حُمقِ عَينِي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأُبصِرُ أَرضِيَ غَيرَ التي رَاوَدَت
    قَمَراً فِي السَّمَاءِ
    عَنِ الحُسنِ فِي مُقلَتَيهَا
    و أُبصِرُ شَمسِيَ غَيرَ التي أَرسَتِ النُّورَ عُمراً
    عَلَى شَاطِئَيهَا
    و أُبصِرُ رَوضَاتِيَ الخُضرَ قَد غَالَهَا خِنجَرُ الجَدبِ
    أَدمَت مَنَاجِلُ نِسيَانِ مَوعِدِنَا
    وَجنَتَيهَا
    فَلا غَيثَ يَبعَثُ تِينِي
    و لا نِيلَ يَروِي لَظَى يَاسَمِينِي
    و مَا مِن عَنَادِلَ فَوقَ شُجَيرَاتِهَا اليَابِسَاتِ تُغَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
    و يَحتَالُ وَردُ القَصِيدَةِ شَوكاً
    لِيُوخِزَ عُصفُورَ شِعرِي
    ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ
    أَعزِفُ وَحدِيَ أَلحَانَ حُزنِي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأَبحَثُ فِي دَفتَرِ الذِّكرَيَاتِ عَنِ الأَمسِ
    عَن طِفلَةٍ طَالَمَا سَكَبَت فَوقَ ثَوبِيَ أَلوَانَهَا الزَّاهِيَاتِ
    و فُرشَاتُهَا طَالَمَا رَاوَدَت فِي التَّخَيُّلِ وَجهِي
    فَأَضفَت عَلَيهِ ابتِسَامَاتِهَا الحَانِيَاتِ
    لِيُشرِقَ بَينَ أَصَابِعِهَا
    بَينَ لَحنٍ و لَونِ .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأُبصِرُنِي فِي مَرَايَا غِيابِكِ كَهلاً
    تَخُطُّ عَلَى وَجنَتَيهِ يَدُ الرِّيحِ
    يَوماً جَدِيداً مِنَ المِلحِ
    و الجُرحِ
    تَرسُمُ فِي صَفحَةِ العُمرِ خَيطاً طَوِيلاً
    بِلَونِ ابيِضَاضِ العُيُونِ مِنَ الحُزنِ
    يَربِطُ قَلبِي بِحَبلِ التَّمَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأَشعُرُ أَنِّي المُغَيَّبُ مِن لَوعَةِ الفَقدِ
    مِن غَيرِ خَمرٍ و دَنِّ
    أُحَدِّقُ فِي صُورَةٍ فِي يَمِينِي
    أُحَدِّثُهَا فِي هُدُوءٍ
    أُسَائِلُهَا أَينَ أَنتِ ؟!
    فَتَصمُتُ
    تَصمُتُ
    تُوقِظُ طِفلَ الهَوَاجِسِ فيَّ
    لِيَذبَحَنِي نَصلُ ظَنِّي .
    sigpic
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    بين لونٍ و لحن




    شعر : د. جمال مرسي


    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَيَنهَشُنِي مِخلَبُ الوَقتِ
    تَقتَاتُ نَارُ المَقَاعِدِ قَمحَ انتِظَارِي
    و تَلدَغُنِي فِي يَمِينِي عَقَارِبُ سَاعَتِيَ المُشرَئِبَّةِ مِثلِي
    لِوَقعِ حُضُورِكِ ،
    صَوتِ الأَسَاوِرِ فِي مِعصَمَيكِ ،
    و نَبضِ التَّمَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    و عَينِي تُرَاقِبُ بَوَّابَةَ البَحرِ
    عَلَّك تَأتِينَ فِي رَكبِ أَموَاجِهِ النَّاعِمَاتِ
    يُزَيِّنُ رَأسَكِ تَاجٌ مِنَ اليَاسَمِينِ
    و يَرقُصُ .. مِن فَرَحٍ .. فَوقَ صَدرِكِ
    عِقدٌ مِنَ الأُقحُوَانِ
    تَنَامِينَ يَا عُمرَ زَادِ القَصِيدَةِ
    يَا بَحرَهَا
    كَالنَّوَارِسِ مَا بَينَ هُدبِي و جَفنِي .
    فَأَحمِيكِ مِن أَعيُنِ النَّاظِرِينَ
    لِلَونِ الضُّحَى فِي جَبِينِكِ
    لَونِ السَّنَابِلِ فِي شَعرِكِ الذَّهَبِيِّ
    و لَونِ التَّمَرِّدِ
    فِي ثَغرِكِ القِرمِزِيِّ
    و أَحمِيكِ مِن جَمرَةِ الشَّوقِ تَحتَ ضُلُوعِي
    و مِن حُمقِ عَينِي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأُبصِرُ أَرضِيَ غَيرَ التي رَاوَدَت
    قَمَراً فِي السَّمَاءِ
    عَنِ الحُسنِ فِي مُقلَتَيهَا
    و أُبصِرُ شَمسِيَ غَيرَ التي أَرسَتِ النُّورَ عُمراً
    عَلَى شَاطِئَيهَا
    و أُبصِرُ رَوضَاتِيَ الخُضرَ قَد غَالَهَا خِنجَرُ الجَدبِ
    أَدمَت مَنَاجِلُ نِسيَانِ مَوعِدِنَا
    وَجنَتَيهَا
    فَلا غَيثَ يَبعَثُ تِينِي
    و لا نِيلَ يَروِي لَظَى يَاسَمِينِي
    و مَا مِن عَنَادِلَ فَوقَ شُجَيرَاتِهَا اليَابِسَاتِ تُغَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
    و يَحتَالُ وَردُ القَصِيدَةِ شَوكاً
    لِيُوخِزَ عُصفُورَ شِعرِي
    ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ
    أَعزِفُ وَحدِيَ أَلحَانَ حُزنِي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأَبحَثُ فِي دَفتَرِ الذِّكرَيَاتِ عَنِ الأَمسِ
    عَن طِفلَةٍ طَالَمَا سَكَبَت فَوقَ ثَوبِيَ أَلوَانَهَا الزَّاهِيَاتِ
    و فُرشَاتُهَا طَالَمَا رَاوَدَت فِي التَّخَيُّلِ وَجهِي
    فَأَضفَت عَلَيهِ ابتِسَامَاتِهَا الحَانِيَاتِ
    لِيُشرِقَ بَينَ أَصَابِعِهَا
    بَينَ لَحنٍ و لَونِ .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأُبصِرُنِي فِي مَرَايَا غِيابِكِ كَهلاً
    تَخُطُّ عَلَى وَجنَتَيهِ يَدُ الرِّيحِ
    يَوماً جَدِيداً مِنَ المِلحِ
    و الجُرحِ
    تَرسُمُ فِي صَفحَةِ العُمرِ خَيطاً طَوِيلاً
    بِلَونِ ابيِضَاضِ العُيُونِ مِنَ الحُزنِ
    يَربِطُ قَلبِي بِحَبلِ التَّمَنِّي .
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَأَشعُرُ أَنِّي المُغَيَّبُ مِن لَوعَةِ الفَقدِ
    مِن غَيرِ خَمرٍ و دَنِّ
    أُحَدِّقُ فِي صُورَةٍ فِي يَمِينِي
    أُحَدِّثُهَا فِي هُدُوءٍ
    أُسَائِلُهَا أَينَ أَنتِ ؟!
    فَتَصمُتُ
    تَصمُتُ
    تُوقِظُ طِفلَ الهَوَاجِسِ فيَّ

    لِيَذبَحَنِي نَصلُ ظَنِّي .

    الشاعر الكبير د. جمال مرسي

    تتحفنا هنا بقصيدة رائعة جدا. كثير من الصور الشعرية المبتكرة تزينها. الإيقاع عذب للغاية، تكرار " تغيبين عني" زاده جمالا. اللغة الشعرية الراقية هنا تستحق أكثر من إشادة.

    تثبت!

    دمت شاعرا متألقا!

    مودتي وتقديري

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • سحر الشربينى
      أديب وكاتب
      • 23-09-2008
      • 1189

      #3
      قلم د. جمال مرسى ماذا بوسعى أن أقول عنه
      أنسحب فى هدوء متأبطة استمتاعى

      كل التقدير
      إنَّ قلبي
      مثل نجماتِ السماءِ
      هل يطولُ الإنسُ نجماً
      (بقلمي)​

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
        الشاعر الكبير د. جمال مرسي

        تتحفنا هنا بقصيدة رائعة جدا. كثير من الصور الشعرية المبتكرة تزينها. الإيقاع عذب للغاية، تكرار " تغيبين عني" زاده جمالا. اللغة الشعرية الراقية هنا تستحق أكثر من إشادة.

        تثبت!

        دمت شاعرا متألقا!

        مودتي وتقديري

        خالد شوملي
        ثبتنا الله و إياكم على الحق أخي مهندس الشعر خالد شوملي
        أشكرك على مرورك الجميل و قراءتك النقدية الواعية التي تضيف إلى موهبتك في الشعر موهبة جديدة
        بوركت و لك الود و ما تتمنى
        sigpic

        تعليق

        • د. جمال مرسي
          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
          • 16-05-2007
          • 4938

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سحر الشربينى مشاهدة المشاركة
          قلم د. جمال مرسى ماذا بوسعى أن أقول عنه
          أنسحب فى هدوء متأبطة استمتاعى

          كل التقدير
          مرورك و استمتاعك بقصيدتي يمنحني مسؤولية أكبر على العطاء ليكون هذا القلم على قدرها
          سحر .. شكرا لك
          sigpic

          تعليق

          • محمد الزينو السلوم
            عضو الملتقى
            • 05-12-2009
            • 70

            #6
            أو كيف أحتمل التوافق بين ضدين.؟!

            أو كيف أحتمل التوافق بين ضدّين..؟!
            شعر:محمد الزينو السلوم

            شدي يديك على ارتعاش القلبِ في زمن التصحّر يا ندى..
            وتمسّكي بصنوبر الروحِ الذي تخفيه سوسنة الشذا ..
            لأمدّ جسراً من عيوني للسنا..
            فالقادمون من الظلالِ يسابقون الريحَ في عصف لهمْ ..
            والراحلون مع الغروب كأنهم ألقٌ, وبوح الروح يصعد للسماءْ
            لكنّ صمت الليل يُغرق في التماهي
            بعدها أحسست أن الجرح فينا..
            راح يرسم دمعتينِ وضفتينِ وبعض صفصاف وحوْرٍ ..
            كان يحمله على جنح المدى
            ويفرّ صوت الوقت في الشغب الحزينِ إلى المراثي تائها بعد الغيابِ ..
            أحسُّ في قلبي سواد الليل يجثمُ كلما طاف الأسى حولي ..
            وأنشب ظفرهُ في الجرح أنزف من مريرالذكرياتْ
            من قبل كم حمل الصباح لنا الفراشاتِ التي انتثرت كورد الحلمِ..
            فاشتعلت بوهج الشمس روحي..
            وانتشى فينا صباح الياسمينْ.؟!
            لما بعدها انتصبت على عثراتها روحي ..
            لكي تطوي مرارتها، وتمضي حيثما تجري الرياحْ..؟!
            وقرأت اسمك في مناحي البوح نجوى الصابرين ولم أزلْ ..
            وصرختُ بعد الجرح آهٍ منكِ ، ماذا بعدُ.؟!
            يكفيك التناسي والضياع ونحن في النجوى معاً
            ما لي أراك اليوم تقترفين إثم البوحفي نزق التوهّجِ عنوةً ..؟!
            لوّحتِ من خلف الأسى..وبكيتِ فارتسمتْ ..
            بوجهك لوحة فيها من الذكرى خيوطٌ تستفيق جداولاً ..
            تمشي كما يمشي التلظّي في دمي عند الغيابِ ..
            أحسّ في روحي التشظّي .. قاب أن تبدو حكايا مذهلةْ
            #
            تمشينَ، أمشي مثلما المجنونِ ..
            تنخر في الضلوعِ أظافر الوقت التي أدمت فؤادي
            وتعود تسألني القصيدة : ما جرى .؟!
            فألوذ بالصمت المريع، أحارُ كيف تضجّ بالآهات روحي ..
            حين أدرك ما ترامى من بعيدٍ ..
            إنه النزف الذي ما زال في نزق السؤالِ ..
            يكاد يرمي مهجتي بالوردِ ..
            ها هو في دمي يحيا ..
            يزلزل ما تراكمَ من خفايا في جحيم المقصلةْ
            #
            قولي بربك : كيف أحتمل التوافق بينما الضدانِ يجترحانِ ..
            ما ألقى بأحلامي إلى الصحراءِفي عصف الليالي..؟!
            إنّ كــفّ الليل ترعبني..ووهج الشمس يتعبني ..
            فأمضي في جنون الوقتِ..كل خرائطي غصّت بألواني..
            وهذي الريح تقذفها إلى فجٍ عميقٍ فيه تندلع الحرائقُ. .
            كل ركن فيه أفعى تنفث السمّ الذي لا ينتهي ..
            فأحسّ بعد النزف أنيفي اشتعالٍ كاد يرميني لعصف الزلزلةْ
            #
            ما زلتأقرأ في كتاب البوح حزنَ الأحرف الثكلى تجوب قصيدتي
            هل مثل صبحٍ بالندى أهدى إليّ شفافة الرؤيا ..
            وحبل الحلم مربوط بخيط الوهمِ..؟
            كيف أعيد تشكيل الحروف وقد غزتها الريحْ..؟
            ماذا إذا ما راح ظلكَ يخنق الأوهاجَ في صدر الغريقِ ويمنع النجوى.؟
            إذا ما انداح منها الحلم في دفق الشعورِ, وكيف تزمع في الرحيلِ ..
            وزورق الحلم الذي في مهجتينا يحترقْ..؟!
            وإذا طغى يوماً، ورحت تعيد تشكيل الحروفولا نجاة – ..
            تعيش في أمل- ولا جدوى.. ستنفجر الأماني حيث تُمسي قنبلةْ
            #
            طال انتظاري يوم جئتـك حاملاً روحي على كفي ..
            هتفتُ إليكِ حتى غاب صوتي في المدى ..
            وسمعتُ صوتك مرةً وسألت ماذا..؟!
            كان صوتي قد تلاشى وسط عصف الريحْ..إنه وهم الرحيل طغى..
            وكيف يجوب ذاك البحر زورقنا الصغير ..
            وها هي الأمواج صاخبة, وتلك الريح عاصفةٌ,وليل البؤس قتّالٌ..؟
            وما خلف الضلوع يلوبُ لكنْ:
            لا يرى إلا الذي رسمته في الأوهام ريشتك العنيدة..
            إنها الألوان يوما قدً تبوح بما يشي الصفصاف في الصبح النديِّ ..
            على ضفاف النهر مثقلة بآهات الغيومِ وبعض أسئلة النجومْ
            غصّ الفؤاد بما أحسّ وأوشكت صفصافةُ ..
            القلب الحزينِ على اجتراح الأسئلةْ
            #
            شدي يديك على ارتعاش الروحِ في وجه المسافر نزعة للصمتِ ..
            فاضت لوعة ترقى وتهبط في مناحي العمر، تبحث عن جواب ٍ ..
            للحضور وللغياب، وتصطفي وهجَ التألق في الليالي الحالمةْ
            وسألت ما ترك الغروب لدمعتي بعد الأسى من ذكرياتٍ ..
            أشعلتْ فيّ الحنين إلى الرجوعِ..؟وكيف أركب زورقي وأعود ..؟
            أسأل: كيف أنهي المسألة..؟
            #
            والتقينا آخر اللحظاتِ نجترح المضي ..
            نجترّ ماذا ينبغي..عدنا افترقنا بعدها..
            وعلى الرصيف وقفت وحدي في ذهولٍ ..
            يا لهذا الشاعر المسكون بالحزن الدفينِ لكم تألم واشتكى..؟!
            هذا أنا لوني موشّى بالبياضِ وكل مايأسى بقامات النخيلٍ تطاولٌ ..
            ما فيه – رغم تسامقي – أبداً .. رطبْ
            أرأيتَلو غارت سماء الحلم وانشقّت صخور الوهجِ..
            في دمنا المخضّب بالأسى..راح المسافر يسحبُ ..
            الآه الحزينةَمن جدائلها، ويمشي والرصيفُ ..
            يضجّ من حفرالأنينِ ودمعة تستاف من أثر الجراحِ ..
            تطير إلى سماءٍ من غيوم العمرِ..باتتْ مقفلةْ
            #
            أنا يا أنا.. في غربة الأيام أحيا ..
            فاسرقيني من منافي العمر ِوارميني على شط الحنينِ ..
            لعل شمس العمر تمنحني الحياةَ ..
            أعود دفّاقاً كنهر الحب لا أخشى أحدْ..!
            ها أنتِ آخرمن يُخبّئ في ثنايا الليل آهات العواصفِ..
            وهي تحمل كل ما تُفضي المنايا في اضطراب المرحلةْ
            #
            نجوى تعيش بداخلي ألق التهجّد في صلاة الروحِ ..
            تجترح التجلّي فيالغياب وفي الحضورِ..
            كأنها في القلبِ نبضة خافقٍ صبرتْ على عشق يداهم في المساءِ ..
            بزحمة العثرات، لا يخشى الردى.. ويحسّ دفئاً في الصباحِ ..
            مشى بخطوة واثق ٍ في ليلة راحت تلملمُ ..
            بعض ما ألقى الغمام بليل غربتنا وتخلع ماعليها من أرقْ..؟!
            وأعود أسألُ :يا ترى، ماذا يخبّئه الرحيلُ..
            إلى المنافي في الدروب الموغلةْ.؟!
            #
            ورأيت ما بعد الحضور وخلف شباك الغياب الأفقُ ..
            يرسم نبض قهر ٍ يستفزّ الليلَ في لغة المراثي ..
            تقذف الريحُ الزوابعَ في المدى ..
            فترى الطريقَ إلى المنافي موحشٌ..
            والموت يحكم قبضة الأحزانِ حيث الروحُ ..
            - رغم المرّ من نجوى - تداعى من همومٍ قاتلةْ
            #
            لا..كيف أوغل في الغيابِ؟
            دمي يسافر في شراييني وأبحث عنهُ-
            لا جدوى - تناثر في الدروب فهل يعودْ ..؟
            بل كيف يجتاح الأسى روحي, وأمسح دمعتي لأعود ..
            أسهب في الغيابِ.؟ فلا سبيل إلى إلى الحضورِ ..
            وليتها الأيام تحبل بالجديد..أرى المحبة تصطفي النجوى..أعود كأنما ..
            وأعود أحيا الحلم في أوهاجه متنقّلاً بين الذي أحببته بطفولتي ..
            وعشقته بعد التلاقي بين فاتحة الحضور وبين خاتمة الغيابْ
            وقرأت ما ترك الغروب لدمعتي الثكلى التي تأسى على زمن مضى ..
            قلبي ارتضى جرح الليالي..نال منه العمر بعد المرتجى, وكأنما ..
            حبّات قمحي كلما مُلئتْ حناناً تنحني، وتميلُ نشوى حيث تجري ..
            الريح تمضي .. مثل ساق السنبلةْ
            #
            لوحت من خلف الأسى ..وأكاد أشرق بالغيابِ ..
            أكاد ألمح فوق صدر الغيب ما توشي الغيوم به ِ ..
            فأخلع حزن ماتركته ذيّاك المآسي في دمي ..
            قد أستجمّ بعطر ليلكك المخاتلِ ..
            نخلةً تمشي ولاتُفشي بما خلف الطلولِ ..
            ودمعتين تفيض بالفرح المعطر بالأملْ
            وأعودأسألُ:كيف أحتمل التوافق بين ضدّينِ ..
            استحال الجمع بينهما، وبعد تخاصما..؟بل كيف أدنو منهما..؟
            (يكفي هنا حجرٌ أُريح من النوى رأسي عليهِ)
            وسموتُ في روحي..التفتّ إلى الصباح أصافح الشمسَ ..
            التي أهدتْ ضياءَ الكون لي بعد الغيومِ ..
            صرخت يا الله ..! هذا الضوءُ. .!هذا الوردُ ..! هذا الغصنُ ..!
            معْ شدو البلابلِ في الصباح مع الندى ..
            هو يا أنا لمّا تكون الروحُ في ألقالتجددِ ..
            أو يكون القلب في شفق التأملِ ..
            حينها تحلو الحياة ونصطفي الدنيا ابتهاجاً حين ينهمر الضياءُ..
            لأننا في العشق نوشك أن نوافق ما تناقض بيننا..!
            هل نكتفي بالبوح في لغة الرسائل..؟
            نصطفي الكلمات من وهج المشاعرِ كيفما ..؟!
            إن لم نعد للصبح في ظل التجلّي..
            نؤثر العشق الذيقد طاف بالأحداقِ ..
            والأعماقِ في نزق التوهّجِ .. واصطفى ألقاً يخاصر وجدنا ..
            ويغازل الحلم الذي في خاطري ..
            وكأنه النجوى .. وها.. يا غادتيرغم الجرى
            ما أجملهْ..؟!
            ما أجملهْ..؟!
            ما أجملهْ..؟!
            ***
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد الزينو السلوم; الساعة 27-09-2010, 05:15.

            تعليق

            • عارف عاصي
              مدير قسم
              شاعر
              • 17-05-2007
              • 2757

              #7
              [align=center]
              أخي الحبيب
              وأستاذي الكريم
              د.جمال مرسي


              بحر عميق الغور من المشاعر
              وشلال دافق يتحرك حياة وحسا
              صور رائعة راقية
              تحمل الروح إلى مرافئ الجمال

              هنا بين القلب والروح
              استراحة وواحة يأوي إليها
              المسافر بين الموانئ
              يرتل فيها ترانيم نفس
              وهمسات قلب


              أسعد دائما في رحابك

              دمت مبدعا نقيا


              بورك القلب والقلم
              تحاياي
              عارف عاصي
              [/align]

              تعليق

              • لميس الامام
                أديب وكاتب
                • 20-05-2007
                • 630

                #8
                الشاعر الزميل الرائع جمال مرسي
                بحثت عن شعر لأقرأه فما وجدت اروع ولا ارق
                من هذه الحروف التي تخالج النفس وتدغدغ الاحاسيس

                لك مني أرق التحيات وكل عام وانت بخير

                لميس الامام

                تعليق

                • صابرين الصباغ
                  أديبة وشاعرة
                  • 03-06-2007
                  • 860

                  #9
                  [align=center]
                  الغياب والبعد والفراق والهجر والنأى
                  مفردات لوجع يختلج بالروح
                  فتحتضر بهم معاني المشاعر
                  لكنهم
                  مشهيات لمعدة الأوراق فتلتهم منا أطباق إبداعنا
                  يالهذا الوجع الذي يبدع فينا... أجملنا

                  أيها الجمال
                  تملك ريشة من حرف وألوان من معاني
                  ولوحة وجدان فريدة
                  يأيها الشاعر الباذخ
                  ترقص الحروف على وقع نبض قلمك
                  وتنتشي السطور
                  ومعها قلوب العاشقين
                  دمت للحرف سيده
                  وللورقة رحيقها
                  [/align]
                  التعديل الأخير تم بواسطة صابرين الصباغ; الساعة 27-09-2010, 09:50.


                  تعليق

                  • نارنج ونيس
                    عضو الملتقى
                    • 22-09-2010
                    • 35

                    #10
                    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
                    فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
                    و يَحتَالُ وَردُ القَصِيدَةِ شَوكاً
                    لِيُوخِزَ عُصفُورَ شِعرِي
                    ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ


                    هذا هو أكثر جزء أعجبني ..
                    اعذرها فالغياب وحده يجعل الرجل يعرف قيمة الحبيبة

                    لكن بعد إذنك.

                    هل لي أن أعرف من هي البطلة؟
                    صاحبة الشعر الذهبي والفم القرمزي التي تعذب شاعرنا
                    وسبب سؤالي هو أنني لفترة كانت تعجبني في احد المنتديات كتابات شاعر
                    في الخمسين وكان الكل يصفق له
                    حتى أتى يوم وقلت له: فليبقى حبك لزوجتك للأبد
                    فقال لي: هذه القصيدة لعشيقتي
                    فندمت على كل كلمة كتبتها تعليقا على قصائده
                    ان كنت متزوجا سيدي العزيز فسأعتبر كل قصيدة لزوجتك
                    اما ان كنت غير ذلك فليس لي أن أتدخل
                    حتى بكلمة من هي؟

                    ارجو ان تعذرني ويعذرني القراء
                    فأنا أحب أن أكون مع الوفاء والصدق والأمانة حتى هنا
                    ومن المؤلم أن يخون الرجال حتى بالشعر
                    فيصفق لهم الناس...
                    فمن لم يملك قلبه من البداية لم يكن عليه أن يتزوج..

                    تحياتي

                    تعليق

                    • مؤيد البصري
                      أديب وكاتب
                      • 01-09-2010
                      • 690

                      #11
                      استاذي الدكتور جمال مرسي
                      تاهت أفكاري مع قصيدتك الرائعة وضاعت الكلمات مني ، بماذا أصفك وأصف رائعتك ؟ اي كلمات تفي ؟اي وصفٍ يجزي ؟ عجيبة صورك الشعرية انك عبقري مذهل ومبدع لايقاس رائع انت سيدي تقبل مروري مع تقديري وحبي

                      تعليق

                      • محمد الصاوى السيد حسين
                        أديب وكاتب
                        • 25-09-2008
                        • 2803

                        #12
                        تحياتى البيضاء

                        ما الذى يمنح هذه الروح العذبة لهذا النص ؟ إنه ليس الغزل فى رأيى ، بل هى هذه الحالة الفنية التى يقوم عليها النص ، الحالة التى تجعل من هذه الحبيبة ليست مجرد فتاة معشوقة ، إنها الفتاة التى تأتى فى موكب يزفها الموج وتنام مثل النوارس تحت الهدب وتنفتح لها بوابة البحر ، هنا تخرج التجربة من كونها مجرد تجربة غزلية ضيقة بين اثنين إلى حالة أخرى تمثل فيها الحبيبة استعارة تصريحية ومعادلا دلاليا لكل قيمة عذبة نبيلة نائية عن حياتنا نتشوق لحضورها ، تصبح الحبيبة رمزا آخر أعمق بكثير مما تعرفه التجربة الغزلية

                        - ربما لى ملحوظتان يسيرتان :-
                        - كلمة " يحتال " التى يبدو أن المراد هنا فى السياق بمعنى " يتغير إلى " بينما الكلمة " يحتال " دلالتها الحذق والحيلة وليس التغير إلى
                        - ليوخز عصفور شعرى صوابها ليخز لأنه لا رباعىَ من هذا الفعل مستخدم لدلالة الطعن أى أن الدلالة الصحيحة من الثلاثى وخز -يخز

                        تعليق

                        • حامد الزبيدي
                          • 23-09-2010
                          • 3

                          #13
                          الشاعر المبدع جمال مرسي الرائع
                          قرأت قصيدتك بين لون ولحن مرتين
                          كانت القراءة الاولى ،قراءة صوفية ،همت وجدا بها
                          أما القراءة الثانية فكانت نشيجا،يطوف في ثنايا صورها البديعة ،الحزينة
                          ولما أفرغت من قراءتها ،عزفت في وحدتي على أوتار قلبي عما مضى من الحان حزينة .
                          حامد الزبيدي

                          تعليق

                          • أسيد الحصرية
                            عضو الملتقى
                            • 24-09-2010
                            • 130

                            #14
                            بقلم : أسيد الحصرية
                            تغيبين عني
                            تسترسل الذكريات مني
                            من ذاك الركام المحترق
                            من ذاك الكيان المغترب
                            كلمات قديمات
                            دمعات مثقلات
                            بعبق الحقيقة
                            تغيبين عني
                            و ها قد راح الظن مني
                            يلوك بقصتي
                            بقلبي المفترِق
                            هل مات الحب ؟؟؟؟!
                            تغيبين عني
                            الصمت بداخلي يعترك
                            و جلمود الهوى يعذبني
                            بالجوى يشترك
                            و تدوم ساعات طوال
                            و يمَد للحبر المطال
                            و تدوس مشاعري أرضَ الخيال
                            و تنادي بالله هلا من وصال
                            بلا جدوى
                            فقد مات الحب
                            فهلا غبت عني أبد الدهر
                            أو هلا سلبت مني القلم
                            و غرزته في صدري
                            و أنهيت عذاب العمر
                            أم أن اسمك الحيرة ؟
                            في أرضي رفعتِ العلم
                            مغتصبة أنتِ
                            و متى كان المغتصِب
                            يحب المغتصَب
                            فارحلي عن أرضي
                            و اتركي أبواب وجدي
                            و لا تطلبي في اللحظ جدي
                            و لا تنتهزي من ردي
                            أوسمة الخداع
                            الوداع يا حبيبتي الوداع
                            _________________________________
                            الشاعر القدير د. جمال مرسي

                            صور بلاغية متنوعة و وصف مميز فما قولك ((تَنَامِينَ يَا عُمرَ زَادِالقَصِيدَةِ)) إلا صورة تندرج في سجايا الأدب العميقة و لكنها من الواقعية وصل متميز بين عالم الملموس و غير الملموس
                            و ما قولك إذ قلت ((و أَحمِيكِ مِن جَمرَةِالشَّوقِ تَحتَ ضُلُوعِي))
                            أ و ليست جمرة الشوق تشتعل بين الضلوع
                            و لا عليك من نصل ظنك فإنه مما يُشحذ به نصل القلم ليقطّع بوجه الورقة البيضاء كما يشاء
                            ________________________
                            سجل إعجابي و تقديري و تقبل مروري على أنني أزداد شرفا بأن أقرأ مما تبدع يداك و القلم فبوركتَ و القلم و بوركت القصيدة بمثلك

                            تحياتي .... أسيد الحصرية
                            [CENTER][FONT=Verdana][SIZE=6][COLOR=darkorange][B]أكاذيب صادقة هي المشاعر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
                            [CENTER][FONT=Verdana][SIZE=6][COLOR=darkorange][B]و الحجر رمز للحياة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
                            [CENTER][FONT=Verdana][SIZE=6][COLOR=darkorange][B]و دكتاتورية الدنيا تحكم العالم[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
                            [CENTER][FONT=Verdana][SIZE=6][COLOR=darkorange][B]البشر هم دكتاتورية الدنيا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

                            تعليق

                            • ريما منير عبد الله
                              رشــفـة عـطـر
                              مدير عام
                              • 07-01-2010
                              • 2680

                              #15
                              [align=center]
                              يذبح الغياب وجدان مرآتي
                              فأراني خريف قد حاق بجبينه تجاعيد الآه
                              أراني وقد نكأت الوحدة غدير حناني فجفت ينابيع العطاء في جوفي
                              وبت أرتق ثواني المساء بحكايا الحلم
                              أمنّي النفس بشيء منك
                              نبضة شاردة تلجأ إليّ
                              نظرة عابرة
                              تعبر محيط أوهامي
                              بعض رسالة اهترأت من مصافحتي لحروفها مرة بعد مرة
                              ألجأ لأغنيتك
                              أسمعها بروح قد عافت غيابك
                              وأراك كلي
                              وقد احتللتني وغيبّت أنثاي
                              في غياهب صدرك
                              ,,
                              د . جمال
                              شاعرنا الكبير
                              يسعدني أن ألتحف بمئز ر حرفك وأصافح عبير تواجدك
                              وأسامر الوقت بجميل كلماتك
                              و
                              تحياتي
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X