بين لونٍ و لحن / جمال مرسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة نارنج ونيس مشاهدة المشاركة
    تَغِيبِينَ عَنِّي ..
    فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
    و يَحتَالُ وَردُ القَصِيدَةِ شَوكاً
    لِيُوخِزَ عُصفُورَ شِعرِي
    ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ

    هذا هو أكثر جزء أعجبني ..
    اعذرها فالغياب وحده يجعل الرجل يعرف قيمة الحبيبة

    لكن بعد إذنك.
    هل لي أن أعرف من هي البطلة؟
    صاحبة الشعر الذهبي والفم القرمزي التي تعذب شاعرنا
    وسبب سؤالي هو أنني لفترة كانت تعجبني في احد المنتديات كتابات شاعر
    في الخمسين وكان الكل يصفق له
    حتى أتى يوم وقلت له: فليبقى حبك لزوجتك للأبد
    فقال لي: هذه القصيدة لعشيقتي
    فندمت على كل كلمة كتبتها تعليقا على قصائده
    ان كنت متزوجا سيدي العزيز فسأعتبر كل قصيدة لزوجتك
    اما ان كنت غير ذلك فليس لي أن أتدخل
    حتى بكلمة من هي؟

    ارجو ان تعذرني ويعذرني القراء
    فأنا أحب أن أكون مع الوفاء والصدق والأمانة حتى هنا
    ومن المؤلم أن يخون الرجال حتى بالشعر
    فيصفق لهم الناس...
    فمن لم يملك قلبه من البداية لم يكن عليه أن يتزوج..

    تحياتي
    أستسمح الأخوة و الأخوات لأرد على الأخ / الأخت نارنج ( لست أدري )
    فأقول مستعيناً بالله
    أولا لم أطلب منكَ / منكِ التصفيق و التهليل لي و أنتَ / أنتِ في حل من هذا
    ثانيا : ما دخل الشعر أخي / أختي بالزواج . و هل كل شاعر كتب قصيدة غزلية خان زوجته إن كان متزوجاً و هل كل شاعرة كتبت قصيدة غزلية خانت زوجها .. سبحان الله ما لكم كيف تحكمون .
    أما رجعتَ / رجعتِ للشعر العربي على مر التاريخ حتى التاريخ الإسلامي منه لتقرأ / تقرأي روائع الشعر و التي كان الغزل العفيف جزءً منها ؟ الشعر شعر على أي شاكلة يأتي و كيف تنساب اقصيدة يقتنصها شاعرها .
    ثم ما شأنكَ / شأنكِ إن كنت متزوجا أو لا و ما علاقة هذا بما أكتبه أو لمن أكتبه . عموما كل إنسان حر أن يقرأ ما يشاء أو يرفض ما يشاء و لكن ليس له الحرية أن يتدخل في خصوصيات الغير طالما الغير لم يتدخلوا في خصوصياته . و من حق أي قارئ طالما أن الشاعر قد عرض قصيدته على الملأ أن ينقد كل شيء فيها يتعلق بالشعر / و الشعر فقط و هنا يكون كلام بين شاعر و ناقد أو شاعر و قارئ فاهم ، أما أن يقحم نفسه فيما لا يخصه فهذا و الله لهو العجب العجاب .
    و عموما و لكي أريحك من هَمِّ السؤال الذي تأجج في صدرك فأنا متزوج و لي زوجة أحبها و أصون غيبتها و لي أطفال أحبهم و أخاف عليهم و لأريحك أكثر فإن زوجتي و أسرتي هم أول جمهوري الذي أعرض عليه شعري سيان كان غزليا أو غيره لأنهم يقدرون تماما معنى أن تتزوج امرأة بشاعر أو معنى أن يكون أحد أفراد الأسرة شاعراً
    فاهدأ قليلا أيها الفاضل / الفاضلة و لا تتدخل فيما لا يعنيك و إن كان عندك أي ملاحظات نقدية على القصيدة فكلي آذان صاغية و ما عدا لك فاسمح لي أن أرفض تدخلك فيما لا يعنيك و بشدة .
    تحياتي
    sigpic

    تعليق

    • أيمن أبوراس
      ربيع ُ الحياة
      • 03-08-2008
      • 150

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
      بين لونٍ و لحن



      شعر : د. جمال مرسي


      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَيَنهَشُنِي مِخلَبُ الوَقتِ
      تَقتَاتُ نَارُ المَقَاعِدِ قَمحَ انتِظَارِي
      و تَلدَغُنِي فِي يَمِينِي عَقَارِبُ سَاعَتِيَ المُشرَئِبَّةِ مِثلِي
      لِوَقعِ حُضُورِكِ ،
      صَوتِ الأَسَاوِرِ فِي مِعصَمَيكِ ،
      و نَبضِ التَّمَنِّي .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      و عَينِي تُرَاقِبُ بَوَّابَةَ البَحرِ
      عَلَّك تَأتِينَ فِي رَكبِ أَموَاجِهِ النَّاعِمَاتِ
      يُزَيِّنُ رَأسَكِ تَاجٌ مِنَ اليَاسَمِينِ
      و يَرقُصُ .. مِن فَرَحٍ .. فَوقَ صَدرِكِ
      عِقدٌ مِنَ الأُقحُوَانِ
      تَنَامِينَ يَا عُمرَ زَادِ القَصِيدَةِ
      يَا بَحرَهَا
      كَالنَّوَارِسِ مَا بَينَ هُدبِي و جَفنِي .
      فَأَحمِيكِ مِن أَعيُنِ النَّاظِرِينَ
      لِلَونِ الضُّحَى فِي جَبِينِكِ
      لَونِ السَّنَابِلِ فِي شَعرِكِ الذَّهَبِيِّ
      و لَونِ التَّمَرِّدِ
      فِي ثَغرِكِ القِرمِزِيِّ
      و أَحمِيكِ مِن جَمرَةِ الشَّوقِ تَحتَ ضُلُوعِي
      و مِن حُمقِ عَينِي .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَأُبصِرُ أَرضِيَ غَيرَ التي رَاوَدَت
      قَمَراً فِي السَّمَاءِ
      عَنِ الحُسنِ فِي مُقلَتَيهَا
      و أُبصِرُ شَمسِيَ غَيرَ التي أَرسَتِ النُّورَ عُمراً
      عَلَى شَاطِئَيهَا
      و أُبصِرُ رَوضَاتِيَ الخُضرَ قَد غَالَهَا خِنجَرُ الجَدبِ
      أَدمَت مَنَاجِلُ نِسيَانِ مَوعِدِنَا
      وَجنَتَيهَا
      فَلا غَيثَ يَبعَثُ تِينِي
      و لا نِيلَ يَروِي لَظَى يَاسَمِينِي
      و مَا مِن عَنَادِلَ فَوقَ شُجَيرَاتِهَا اليَابِسَاتِ تُغَنِّي .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
      و يَحتَالُ وَردُ القَصِيدَةِ شَوكاً
      لِيُوخِزَ عُصفُورَ شِعرِي
      ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ
      أَعزِفُ وَحدِيَ أَلحَانَ حُزنِي .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَأَبحَثُ فِي دَفتَرِ الذِّكرَيَاتِ عَنِ الأَمسِ
      عَن طِفلَةٍ طَالَمَا سَكَبَت فَوقَ ثَوبِيَ أَلوَانَهَا الزَّاهِيَاتِ
      و فُرشَاتُهَا طَالَمَا رَاوَدَت فِي التَّخَيُّلِ وَجهِي
      فَأَضفَت عَلَيهِ ابتِسَامَاتِهَا الحَانِيَاتِ
      لِيُشرِقَ بَينَ أَصَابِعِهَا
      بَينَ لَحنٍ و لَونِ .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَأُبصِرُنِي فِي مَرَايَا غِيابِكِ كَهلاً
      تَخُطُّ عَلَى وَجنَتَيهِ يَدُ الرِّيحِ
      يَوماً جَدِيداً مِنَ المِلحِ
      و الجُرحِ
      تَرسُمُ فِي صَفحَةِ العُمرِ خَيطاً طَوِيلاً
      بِلَونِ ابيِضَاضِ العُيُونِ مِنَ الحُزنِ
      يَربِطُ قَلبِي بِحَبلِ التَّمَنِّي .
      تَغِيبِينَ عَنِّي ..
      فَأَشعُرُ أَنِّي المُغَيَّبُ مِن لَوعَةِ الفَقدِ
      مِن غَيرِ خَمرٍ و دَنِّ
      أُحَدِّقُ فِي صُورَةٍ فِي يَمِينِي
      أُحَدِّثُهَا فِي هُدُوءٍ
      أُسَائِلُهَا أَينَ أَنتِ ؟!
      فَتَصمُتُ
      تَصمُتُ
      تُوقِظُ طِفلَ الهَوَاجِسِ فيَّ

      لِيَذبَحَنِي نَصلُ ظَنِّي .
      وبين اللون واللحن
      تضيع ذكريات حرفي الأخير
      وتصبح عقارب الساعة أسنة مقصلة الوقت
      فتأتي نسيمات تحمل عبق تلك الذكريات
      آه ياأنت ِ
      آه ياأنا
      كم كانت الأمنيات تداعب مخيلة الأطفال
      فوق موجات ربيع العمر
      كم كانت الموجات تغنينا لحنا ً فريداً
      ثم نغنيها امنية على الأبواب
      كم رسمت عقد الياسمين الموشى بقوس قزح
      كم ميتة _لم يسعفني فهمي للحقائق _
      وتركتك ترتسمين على جبين الوسادة حلمي الأخير
      وأرسمك مرة أخرى من وحي الذاكرة
      كوناً لنا
      فأصحو لأعيش وحدتي فيك ِ
      لأكسرَ مرآة الأزمنة
      ولأصطاد الأطيار التي غردتنا
      لأنهش أكذوبة الوقت
      ولأنتهي من ذاك الفصل دون أن أنتهي منك ِ
      فأنا "طفل الألوان "
      مازلت ُ أرسمك ِ
      مازلت ِ ترتسمين في مخيلتي ياأنت ِ
      مليكة العمر الفاني
      المدجج بعربات الأمنيات
      تغيبي سويعات قليلات
      ليغيب عني الشعور بالزمن لأخريات
      أستفيق من حلمي
      وأضحك ملء فمي
      أنا الشاعر الكهل على باب الأمنيات
      ليتك ِ ترينني
      ليتك تسمعينني
      ليتك فعلت ِ قبل الرحيل بقليل
      لاأحد يجيبني
      لاأحد
      الصمت يحتل المكان والأزمنة
      ويبقى لي ماتبقى لأحلم فقط بأنك لم ترحلي
      ......
      [align=center]
      ويبقى للرحيل رهبته سيدي
      ويبقى للصمت معناه
      فأنا
      تعلمت أن أصمت عندما يكون للصمت معنى
      د. جمال مرسي العزيز الغالي :
      لقد أحسست ماأحسسته من خلال هذه القصيدة الملحمة
      لقد نقلتني لأيام خوالي عبر الذاكرة المليئة بعبق من أجِّل وأحترم
      إن كان الرحيل نهاية ً محتومة ً سيدي
      وتقديرا ً من صاحب التقدير
      فيبقى الحزن زاوية نهرب إليها لبرهة من الزمن ليأتنا الموعد

      العمر المديد السعيد ولأسرتكم الغراء
      مودتي وتقديري

      أيمن أبوراس
      [/align]
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
      [align=center]
      صلَّيتُ للرحمن خمسا
      صلَّيت جهراً نابضاً
      صلَّيت همسا

      [/align] [align=center]آمال الزهاوي[/align][align=center]
      (العراق)[/align]

      تعليق

      • محمد فهمي يوسف
        مستشار أدبي
        • 27-08-2008
        • 8100

        #18
        أخي الفاضل الدكتور جمال مرسي
        ألحان نغم القصيدة
        يتغلغل بعربيته الفصيحة الراقية
        شرايين قلب عشاق اللغة ومحبيها
        ما أروع أن تضبط كلماتك العذبة
        حتى بتشكيل الحروف فضلا عن
        صحة النحو العربي ، ودقة الدلالات
        نعم تغنى الماضون بالغزل العفيف
        فجاء شعرك يبزهم ويتفوق عليهم
        بروعة إبداعه ، وجمال تصويره
        وعذوبة نغماته وعروضه .
        ولا يكون ذلك إلا للدكتور جمال مرسي
        الذي يتحفنا كل حين برائعة من روائعه

        وأنا بين لونك ولحنك أتيه فخرا ،
        وأتوه في ثنايا مضامين معانيك المبدعة .

        تعليق

        • ماهر محمد
          أديب وكاتب
          • 22-08-2010
          • 128

          #19
          هيــــــــــــــــــــــه يا عمر يار الشعر
          أأوصلك حتى حتى أعمق الظن
          إنها مجرد صورة يا صديقي
          يا لهذا الذي يُسمىحب

          يابن البحر يا بن الشعر
          يا أزرق
          على العشاق لا تقلق
          مجانين يخد سماءهم وجع
          وعاقلهم على ملح الصحارى
          راكبا زورق

          تعليق

          • محمد القبيصى
            عضو الملتقى
            • 01-08-2009
            • 415

            #20
            [align=center]
            أستاذ جمال مرسى

            ما أجمل بحرك وما أغزره!

            وما أسلس الفكرة وما أروعها!!

            قصيدة من أفضل القصائد..

            دمت بخير وتقبل مرورى
            [/align]

            تعليق

            • حسين يعقوب الحمداني
              أديب وكاتب
              • 06-07-2010
              • 1884

              #21
              تحيه الى الأستاذ القدير
              أجسادنا ووجوهونا لاتشبهنا ., لاتشبهكم أنتم الشعراء فانتم كلون غير ملموس رغم تنوع السطور الا انكم تبلورون الحس في طاقه للذات
              هكذا أحيانا نمر شاعر وربما كثيرا ..,

              تقبل تقديري لكم أستاذ

              تعليق

              • مليكة معطاوي
                أديب وكاتب
                • 27-03-2009
                • 225

                #22
                الأستاذ جمال مرسي
                استمتعت بقراءة هذا النص الباذخ وتمنيت ألا ينتهي
                تحياتي وتقديري

                تعليق

                • رسول الفرطوسي
                  أديب وكاتب
                  • 17-09-2010
                  • 22

                  #23
                  الاستاذ الدكتور جمال
                  ربما هنا احط خطاي الاولى ولاول مشاركة أرد على هذه الرائعة
                  وهو يصمة اعجاب فراتية الهوى...محلاة بطين دجلة
                  اقبل مروري سيدي


                  رسول الفرطوسي

                  sigpic

                  تعليق

                  • د. جمال مرسي
                    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                    • 16-05-2007
                    • 4938

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الزينو السلوم مشاهدة المشاركة
                    أو كيف أحتمل التوافق بين ضدّين..؟!
                    شعر:محمد الزينو السلوم

                    شدي يديك على ارتعاش القلبِ في زمن التصحّر يا ندى..
                    وتمسّكي بصنوبر الروحِ الذي تخفيه سوسنة الشذا ..
                    لأمدّ جسراً من عيوني للسنا..
                    فالقادمون من الظلالِ يسابقون الريحَ في عصف لهمْ ..
                    والراحلون مع الغروب كأنهم ألقٌ, وبوح الروح يصعد للسماءْ
                    لكنّ صمت الليل يُغرق في التماهي
                    بعدها أحسست أن الجرح فينا..
                    راح يرسم دمعتينِ وضفتينِ وبعض صفصاف وحوْرٍ ..
                    كان يحمله على جنح المدى
                    ويفرّ صوت الوقت في الشغب الحزينِ إلى المراثي تائها بعد الغيابِ ..
                    أحسُّ في قلبي سواد الليل يجثمُ كلما طاف الأسى حولي ..
                    وأنشب ظفرهُ في الجرح أنزف من مريرالذكرياتْ
                    من قبل كم حمل الصباح لنا الفراشاتِ التي انتثرت كورد الحلمِ..
                    فاشتعلت بوهج الشمس روحي..
                    وانتشى فينا صباح الياسمينْ.؟!
                    لما بعدها انتصبت على عثراتها روحي ..
                    لكي تطوي مرارتها، وتمضي حيثما تجري الرياحْ..؟!
                    وقرأت اسمك في مناحي البوح نجوى الصابرين ولم أزلْ ..
                    وصرختُ بعد الجرح آهٍ منكِ ، ماذا بعدُ.؟!
                    يكفيك التناسي والضياع ونحن في النجوى معاً
                    ما لي أراك اليوم تقترفين إثم البوحفي نزق التوهّجِ عنوةً ..؟!
                    لوّحتِ من خلف الأسى..وبكيتِ فارتسمتْ ..
                    بوجهك لوحة فيها من الذكرى خيوطٌ تستفيق جداولاً ..
                    تمشي كما يمشي التلظّي في دمي عند الغيابِ ..
                    أحسّ في روحي التشظّي .. قاب أن تبدو حكايا مذهلةْ
                    #
                    تمشينَ، أمشي مثلما المجنونِ ..
                    تنخر في الضلوعِ أظافر الوقت التي أدمت فؤادي
                    وتعود تسألني القصيدة : ما جرى .؟!
                    فألوذ بالصمت المريع، أحارُ كيف تضجّ بالآهات روحي ..
                    حين أدرك ما ترامى من بعيدٍ ..
                    إنه النزف الذي ما زال في نزق السؤالِ ..
                    يكاد يرمي مهجتي بالوردِ ..
                    ها هو في دمي يحيا ..
                    يزلزل ما تراكمَ من خفايا في جحيم المقصلةْ
                    #
                    قولي بربك : كيف أحتمل التوافق بينما الضدانِ يجترحانِ ..
                    ما ألقى بأحلامي إلى الصحراءِفي عصف الليالي..؟!
                    إنّ كــفّ الليل ترعبني..ووهج الشمس يتعبني ..
                    فأمضي في جنون الوقتِ..كل خرائطي غصّت بألواني..
                    وهذي الريح تقذفها إلى فجٍ عميقٍ فيه تندلع الحرائقُ. .
                    كل ركن فيه أفعى تنفث السمّ الذي لا ينتهي ..
                    فأحسّ بعد النزف أنيفي اشتعالٍ كاد يرميني لعصف الزلزلةْ
                    #
                    ما زلتأقرأ في كتاب البوح حزنَ الأحرف الثكلى تجوب قصيدتي
                    هل مثل صبحٍ بالندى أهدى إليّ شفافة الرؤيا ..
                    وحبل الحلم مربوط بخيط الوهمِ..؟
                    كيف أعيد تشكيل الحروف وقد غزتها الريحْ..؟
                    ماذا إذا ما راح ظلكَ يخنق الأوهاجَ في صدر الغريقِ ويمنع النجوى.؟
                    إذا ما انداح منها الحلم في دفق الشعورِ, وكيف تزمع في الرحيلِ ..
                    وزورق الحلم الذي في مهجتينا يحترقْ..؟!
                    وإذا طغى يوماً، ورحت تعيد تشكيل الحروفولا نجاة – ..
                    تعيش في أمل- ولا جدوى.. ستنفجر الأماني حيث تُمسي قنبلةْ
                    #
                    طال انتظاري يوم جئتـك حاملاً روحي على كفي ..
                    هتفتُ إليكِ حتى غاب صوتي في المدى ..
                    وسمعتُ صوتك مرةً وسألت ماذا..؟!
                    كان صوتي قد تلاشى وسط عصف الريحْ..إنه وهم الرحيل طغى..
                    وكيف يجوب ذاك البحر زورقنا الصغير ..
                    وها هي الأمواج صاخبة, وتلك الريح عاصفةٌ,وليل البؤس قتّالٌ..؟
                    وما خلف الضلوع يلوبُ لكنْ:
                    لا يرى إلا الذي رسمته في الأوهام ريشتك العنيدة..
                    إنها الألوان يوما قدً تبوح بما يشي الصفصاف في الصبح النديِّ ..
                    على ضفاف النهر مثقلة بآهات الغيومِ وبعض أسئلة النجومْ
                    غصّ الفؤاد بما أحسّ وأوشكت صفصافةُ ..
                    القلب الحزينِ على اجتراح الأسئلةْ
                    #
                    شدي يديك على ارتعاش الروحِ في وجه المسافر نزعة للصمتِ ..
                    فاضت لوعة ترقى وتهبط في مناحي العمر، تبحث عن جواب ٍ ..
                    للحضور وللغياب، وتصطفي وهجَ التألق في الليالي الحالمةْ
                    وسألت ما ترك الغروب لدمعتي بعد الأسى من ذكرياتٍ ..
                    أشعلتْ فيّ الحنين إلى الرجوعِ..؟وكيف أركب زورقي وأعود ..؟
                    أسأل: كيف أنهي المسألة..؟
                    #
                    والتقينا آخر اللحظاتِ نجترح المضي ..
                    نجترّ ماذا ينبغي..عدنا افترقنا بعدها..
                    وعلى الرصيف وقفت وحدي في ذهولٍ ..
                    يا لهذا الشاعر المسكون بالحزن الدفينِ لكم تألم واشتكى..؟!
                    هذا أنا لوني موشّى بالبياضِ وكل مايأسى بقامات النخيلٍ تطاولٌ ..
                    ما فيه – رغم تسامقي – أبداً .. رطبْ
                    أرأيتَلو غارت سماء الحلم وانشقّت صخور الوهجِ..
                    في دمنا المخضّب بالأسى..راح المسافر يسحبُ ..
                    الآه الحزينةَمن جدائلها، ويمشي والرصيفُ ..
                    يضجّ من حفرالأنينِ ودمعة تستاف من أثر الجراحِ ..
                    تطير إلى سماءٍ من غيوم العمرِ..باتتْ مقفلةْ
                    #
                    أنا يا أنا.. في غربة الأيام أحيا ..
                    فاسرقيني من منافي العمر ِوارميني على شط الحنينِ ..
                    لعل شمس العمر تمنحني الحياةَ ..
                    أعود دفّاقاً كنهر الحب لا أخشى أحدْ..!
                    ها أنتِ آخرمن يُخبّئ في ثنايا الليل آهات العواصفِ..
                    وهي تحمل كل ما تُفضي المنايا في اضطراب المرحلةْ
                    #
                    نجوى تعيش بداخلي ألق التهجّد في صلاة الروحِ ..
                    تجترح التجلّي فيالغياب وفي الحضورِ..
                    كأنها في القلبِ نبضة خافقٍ صبرتْ على عشق يداهم في المساءِ ..
                    بزحمة العثرات، لا يخشى الردى.. ويحسّ دفئاً في الصباحِ ..
                    مشى بخطوة واثق ٍ في ليلة راحت تلملمُ ..
                    بعض ما ألقى الغمام بليل غربتنا وتخلع ماعليها من أرقْ..؟!
                    وأعود أسألُ :يا ترى، ماذا يخبّئه الرحيلُ..
                    إلى المنافي في الدروب الموغلةْ.؟!
                    #
                    ورأيت ما بعد الحضور وخلف شباك الغياب الأفقُ ..
                    يرسم نبض قهر ٍ يستفزّ الليلَ في لغة المراثي ..
                    تقذف الريحُ الزوابعَ في المدى ..
                    فترى الطريقَ إلى المنافي موحشٌ..
                    والموت يحكم قبضة الأحزانِ حيث الروحُ ..
                    - رغم المرّ من نجوى - تداعى من همومٍ قاتلةْ
                    #
                    لا..كيف أوغل في الغيابِ؟
                    دمي يسافر في شراييني وأبحث عنهُ-
                    لا جدوى - تناثر في الدروب فهل يعودْ ..؟
                    بل كيف يجتاح الأسى روحي, وأمسح دمعتي لأعود ..
                    أسهب في الغيابِ.؟ فلا سبيل إلى إلى الحضورِ ..
                    وليتها الأيام تحبل بالجديد..أرى المحبة تصطفي النجوى..أعود كأنما ..
                    وأعود أحيا الحلم في أوهاجه متنقّلاً بين الذي أحببته بطفولتي ..
                    وعشقته بعد التلاقي بين فاتحة الحضور وبين خاتمة الغيابْ
                    وقرأت ما ترك الغروب لدمعتي الثكلى التي تأسى على زمن مضى ..
                    قلبي ارتضى جرح الليالي..نال منه العمر بعد المرتجى, وكأنما ..
                    حبّات قمحي كلما مُلئتْ حناناً تنحني، وتميلُ نشوى حيث تجري ..
                    الريح تمضي .. مثل ساق السنبلةْ
                    #
                    لوحت من خلف الأسى ..وأكاد أشرق بالغيابِ ..
                    أكاد ألمح فوق صدر الغيب ما توشي الغيوم به ِ ..
                    فأخلع حزن ماتركته ذيّاك المآسي في دمي ..
                    قد أستجمّ بعطر ليلكك المخاتلِ ..
                    نخلةً تمشي ولاتُفشي بما خلف الطلولِ ..
                    ودمعتين تفيض بالفرح المعطر بالأملْ
                    وأعودأسألُ:كيف أحتمل التوافق بين ضدّينِ ..
                    استحال الجمع بينهما، وبعد تخاصما..؟بل كيف أدنو منهما..؟
                    (يكفي هنا حجرٌ أُريح من النوى رأسي عليهِ)
                    وسموتُ في روحي..التفتّ إلى الصباح أصافح الشمسَ ..
                    التي أهدتْ ضياءَ الكون لي بعد الغيومِ ..
                    صرخت يا الله ..! هذا الضوءُ. .!هذا الوردُ ..! هذا الغصنُ ..!
                    معْ شدو البلابلِ في الصباح مع الندى ..
                    هو يا أنا لمّا تكون الروحُ في ألقالتجددِ ..
                    أو يكون القلب في شفق التأملِ ..
                    حينها تحلو الحياة ونصطفي الدنيا ابتهاجاً حين ينهمر الضياءُ..
                    لأننا في العشق نوشك أن نوافق ما تناقض بيننا..!
                    هل نكتفي بالبوح في لغة الرسائل..؟
                    نصطفي الكلمات من وهج المشاعرِ كيفما ..؟!
                    إن لم نعد للصبح في ظل التجلّي..
                    نؤثر العشق الذيقد طاف بالأحداقِ ..
                    والأعماقِ في نزق التوهّجِ .. واصطفى ألقاً يخاصر وجدنا ..
                    ويغازل الحلم الذي في خاطري ..
                    وكأنه النجوى .. وها.. يا غادتيرغم الجرى
                    ما أجملهْ..؟!
                    ما أجملهْ..؟!
                    ما أجملهْ..؟!
                    ***
                    جميل ما كتبت أخي محمد الزينو سلوم
                    و ليتك نشرتها كعمل مستقل
                    تحياتي
                    sigpic

                    تعليق

                    • د. جمال مرسي
                      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                      • 16-05-2007
                      • 4938

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
                      [align=center]
                      أخي الحبيب
                      وأستاذي الكريم
                      د.جمال مرسي


                      بحر عميق الغور من المشاعر
                      وشلال دافق يتحرك حياة وحسا
                      صور رائعة راقية
                      تحمل الروح إلى مرافئ الجمال

                      هنا بين القلب والروح
                      استراحة وواحة يأوي إليها
                      المسافر بين الموانئ
                      يرتل فيها ترانيم نفس
                      وهمسات قلب


                      أسعد دائما في رحابك

                      دمت مبدعا نقيا


                      بورك القلب والقلم
                      تحاياي
                      عارف عاصي
                      [/align]
                      أخي الحبيب أبا عبد الله
                      أشكرك من القلب لطيب مرورك و كلماتك الدافئة المتدفقة شعرا و نثرا
                      مع ودي و احترامي
                      sigpic

                      تعليق

                      • د. جمال مرسي
                        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                        • 16-05-2007
                        • 4938

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة
                        الشاعر الزميل الرائع جمال مرسي
                        بحثت عن شعر لأقرأه فما وجدت اروع ولا ارق
                        من هذه الحروف التي تخالج النفس وتدغدغ الاحاسيس

                        لك مني أرق التحيات وكل عام وانت بخير

                        لميس الامام
                        الأخت القديرة الأديبة و الناقدة لميس الإمام
                        مرورك الجميل أسعدني فقد افتقدت حرفك الكريم منذ مدة طويلة
                        أتمنى أن تكوني بخير
                        و كل الشكر و التقدير لك
                        و كل عام و أنت بخير
                        sigpic

                        تعليق

                        • د. جمال مرسي
                          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                          • 16-05-2007
                          • 4938

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة صابرين الصباغ مشاهدة المشاركة
                          [align=center]
                          الغياب والبعد والفراق والهجر والنأى
                          مفردات لوجع يختلج بالروح
                          فتحتضر بهم معاني المشاعر
                          لكنهم
                          مشهيات لمعدة الأوراق فتلتهم منا أطباق إبداعنا
                          يالهذا الوجع الذي يبدع فينا... أجملنا

                          أيها الجمال
                          تملك ريشة من حرف وألوان من معاني
                          ولوحة وجدان فريدة
                          يأيها الشاعر الباذخ
                          ترقص الحروف على وقع نبض قلمك
                          وتنتشي السطور
                          ومعها قلوب العاشقين
                          دمت للحرف سيده
                          وللورقة رحيقها
                          [/align]
                          شاعرتنا الراقية الرقيقة صابرين الصباغ
                          من كل أنواع المعاناة تتولد القصيدة فيقدمها الشاعر على طبق من فضة للقارئ الواعي الفاهم لماهية الشعر
                          كنت هنا رائعة كعادتك فأبى قلمك إلا أن ينطق شعرا
                          دمت بخير و ألق
                          و لك الود و التقدير
                          sigpic

                          تعليق

                          • د. جمال مرسي
                            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                            • 16-05-2007
                            • 4938

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة مؤيد البصري مشاهدة المشاركة
                            استاذي الدكتور جمال مرسي
                            تاهت أفكاري مع قصيدتك الرائعة وضاعت الكلمات مني ، بماذا أصفك وأصف رائعتك ؟ اي كلمات تفي ؟اي وصفٍ يجزي ؟ عجيبة صورك الشعرية انك عبقري مذهل ومبدع لايقاس رائع انت سيدي تقبل مروري مع تقديري وحبي
                            أشكرك أخي الكريم مؤيد البصري على مرورك البهي
                            أما ما كتبته بحقي فهو لعمري كثير عليّ فما أنا إلا شاعر يتلمس خطاه على الدرب
                            شكرا لك
                            و دمت بخير
                            sigpic

                            تعليق

                            • د. جمال مرسي
                              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                              • 16-05-2007
                              • 4938

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                              تحياتى البيضاء

                              ما الذى يمنح هذه الروح العذبة لهذا النص ؟ إنه ليس الغزل فى رأيى ، بل هى هذه الحالة الفنية التى يقوم عليها النص ، الحالة التى تجعل من هذه الحبيبة ليست مجرد فتاة معشوقة ، إنها الفتاة التى تأتى فى موكب يزفها الموج وتنام مثل النوارس تحت الهدب وتنفتح لها بوابة البحر ، هنا تخرج التجربة من كونها مجرد تجربة غزلية ضيقة بين اثنين إلى حالة أخرى تمثل فيها الحبيبة استعارة تصريحية ومعادلا دلاليا لكل قيمة عذبة نبيلة نائية عن حياتنا نتشوق لحضورها ، تصبح الحبيبة رمزا آخر أعمق بكثير مما تعرفه التجربة الغزلية

                              - ربما لى ملحوظتان يسيرتان :-
                              - كلمة " يحتال " التى يبدو أن المراد هنا فى السياق بمعنى " يتغير إلى " بينما الكلمة " يحتال " دلالتها الحذق والحيلة وليس التغير إلى
                              - ليوخز عصفور شعرى صوابها ليخز لأنه لا رباعىَ من هذا الفعل مستخدم لدلالة الطعن أى أن الدلالة الصحيحة من الثلاثى وخز -يخز
                              هذا لعمري هو ما يتمناه و ينتظره كل شاعر بصفة عامة و أنا بصفة خاصة منك أخي محمد
                              فمرورك دائما يكون هادفا مفيدا للقصيدة و صاحبها
                              أما عن ملحوظتيك فهما صحيحتان و بالفعل فبالقياس فإن الفعل وخز يخز هو تماما كالفعل وجد يجد و ورد يرد .. لكن مرات تهرب منا الألفظ الصحيحة في غمرة انشغالنا بالكتابة
                              سأعمد للتعديل إن شاء الله
                              و أشكرك على ما تفضلت به
                              sigpic

                              تعليق

                              • د. جمال مرسي
                                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                                • 16-05-2007
                                • 4938

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة حامد الزبيدي مشاهدة المشاركة
                                الشاعر المبدع جمال مرسي الرائع
                                قرأت قصيدتك بين لون ولحن مرتين
                                كانت القراءة الاولى ،قراءة صوفية ،همت وجدا بها
                                أما القراءة الثانية فكانت نشيجا،يطوف في ثنايا صورها البديعة ،الحزينة
                                ولما أفرغت من قراءتها ،عزفت في وحدتي على أوتار قلبي عما مضى من الحان حزينة .
                                حامد الزبيدي
                                الأخ الكريم حامد الزبيدي
                                شرف كبير لي أن تنال قصيدتي إعجابك فتترنم بها مرتين
                                و ما غاية الشاعر من شعره إلا أن يسكن قلوب متلقيه
                                دمت بخير و شكرا لك
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X