معا نرسم المعالم ونؤسس سماتها [ر . ق . ج ]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #31
    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أساتذتي الكرام ، د. م. عبد الحميد مظهر، أ . حسين ليشوري ، أ . ركاد ، أ . صادق

    وكل من شاركنا الحوار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكر الله جهدكم وأيدكم ببصيرة من عنده .

    تغيبت عن حواركم لضرورة اقتضت ملازمتي لها ، سأعود بحول الله بما قد يفتح الله به علي من رأي متواضع ، وكلي أمل بالتحاق كوكبة أخرى من أدباء ملتقانا لمشاركتنا الحوار .

    حفظكم المولى وسدد إلى البر خطاكم .[/align]


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
      [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/align][align=center]
      المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة

      أساتذتي الكرام ، د. م. عبد الحميد مظهر، أ . حسين ليشوري ، أ . ركاد ، أ . صادق
      وكل من شاركنا الحوار
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      شكر الله جهدكم وأيدكم ببصيرة من عنده .
      تغيبت عن حواركم لضرورة اقتضت ملازمتي لها ، سأعود بحول الله بما قد يفتح الله به علي من رأي متواضع ، وكلي أمل بالتحاق كوكبة أخرى من أدباء ملتقانا لمشاركتنا الحوار .
      حفظكم المولى وسدد إلى البر خطاكم .[/align]

      و عليك السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
      كان الله في عونك و أسبغ عليك عافيته.
      لا تقلقي سيدتي الفاضلة فالشغل المتقن يستغرق زمنا ليُجوَّد !!!
      و رحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه.
      حفظك الله و رعاك.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #33
        نماذج من الرسائل القصيرة جدا من كتاب "خاص الخاص" لأبي منصور الثعالبي.
        ( طبعة منشورات دارمكتبة الحياة، بيروت، لبنان، بلا تاريخ، ومن تقديم الأستاذ حسن الأمين)

        1ـ كتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون:" كتابي يا أمير المؤمنين و مَنْ قِبَلي مِن الأجناد و القُوّاد في الطاعة و الانقياد على أحسن ما يكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم و اختلت أحوالهم !" فلما قرأه المأمون قال لأحمد بن يوسف (كاتبه) :" لله درعمرو ما أبلغه ألا ترى يا أحمد إلى إدماجه المسألة في الإخبار و إعفائه سلطانه عن الإكثار ؟(الصفحة 8).

        2ـ كتب أحمد بن يوسف (هو كاتب المأمون سابق الذكر) إلى صديق يدعوه : "يوم الالتقاء قصيرفأعن عليه بالبكور !" (الصفحة نفسها).

        3ـ وكتب إلى المأمون مع هدية: " قد أهديت إلى أمير المؤمنين قليلا من كثيره عندي !" (الصفحة نفسها).

        4ـ كتب أبو الفضل البديع الهمذاني إلى أحد يستمنحه و يعاوده مرارا: " مثل الإنسان في الإحسان كمثل الأشجار في الثمار، فيجب إذا أتي بالحسنة أن يرفه إلى السنة !" (الصفحة 13).

        5ـ كتب أبو الحسن محمد بن بن محمد المزني إلى بعض أصحابه و قد استأذنه لبناء داره: " يا أخي تأنق فيها فهي عشك و فيها عيشك !" (الصفحة 15).

        هذا قليل من كثير مما جاء في الكتاب وسأنشر نصوصا أخرى كلما سنحت الفرصة إن شاء الله تعالى.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • ركاد حسن خليل
          أديب وكاتب
          • 18-05-2008
          • 5145

          #34
          [/center]
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

          أخي الحبيب ركاد حسن خليل، أبا الحسن : تحية طيبة ملؤها الود و الورد و أحسن !!!

          قرأت مداخلتك الطيبة و أنا أوافقك الرأي في جُلِّ ما تفضلت به و أخالفك في القُلِّ.
          إننا نحاول تحديد معالم الرسالة القصيرة جدا لتمييزها عن غيرها من الأنواع الأدبية قديمها وحديثها معا.
          نريد أن نميزالرسالة القصيرة جدا عن غيرمتها القصة القصيرة جدا و عن الخاطرة و عن كل نوع آخر قد يتسم بالقصر، فليست المسألة مسألة كتابة أدبية من أي نوع كانت كما تفضلت به و ليست مسألة مقدار أو تعبير بالسنتيمتر أو المليمتر لكن المقصود التعبيرعن المعنى الكبير باللفظ الوجيز، ثم إن الكتابة عادة تكون على قدر المتلقي و ليس على قدر الكاتب لتجنب "الطلسمانية" المحذورة و ...المحظورة معا ! و قد قرأت أمس بعض النماذج في كتاب "خاص الخاص" للثعالبي فوجدتها أعجب من العجب في الإيجاز حتى الإعجاز !!!
          (على فكرة، للثعالبي كتاب آخر بعنوان "الإعجاز و الإيجاز" لم أستطع الحصول عليه باللغة العربية وهو عندي باللغة الفرنسية، لكن هيهات هيهات أن تبلغ الفرنسية شأو العربية !!!).
          هذا ما أحببت الإشارة إليه و أنا معجب، أخي الكريم، بتواضعك و أنت أستاذنا.
          تحيتي و مودتي و تبجيلي.
          أخوك حُسين.
          أخي الغالي وأستاذي العزيز حسين ليشوري
          لك من الورود ألف باقة وباقة
          ومن التّحايا كل ما يمكن أن يحمله أخٌ لك بروحٍ توّاقة
          وأشكرك على ردّك الموافق
          وما حمله نبض قلمك الحاذق
          نعم أخي منكم إن شاء الله نستفيد
          ولن نرفض بالتأكيد كل جديد
          ما أردت قوله في مداخلتي السابقة
          أنني لم أخرج عن كلِّ آرائكم السّامقة
          ولكني خشيت من أن تُقيّد الـ ر.ق.ج. بما يربكنا
          ويجعلنا نكابد الفهم والرّسم بهذا الفنّ عن ما يُرهقنا
          خشيت فعلاً من شرطٍ يكرّسُ الطلاسم
          كما في شعر النثر والـ ق.ق.ج. وما بهما من قواسم
          ولكني اطمأنّيت حين وجدتك تشير للثعالبي
          وعرفت أنّني معكم على سبيلٍ سواءٍ يقلل من مثالبي
          التّعبير في الإيجاز
          يسطّر البلاغة بإعجاز
          ويبقى المعنى جليًّا في هالة المبني وطيّ الحروف
          ومعكم أتعلّم.. ولن أبرح من مجلسكم أول الصّفوف
          تقديري ومحبتي
          ركاد أبو الحسن

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #35
            الإخوة و الأخوات الذين شاهدوا الموضوع = 106
            و أما المشارَكات فـ 34 ؟!!!

            "ما أكثرالمشاهدين حين تعدهم و لكنهم في المشاركات قليل !!!"

            لميس الامام, ماهر محمد, أحمد أبوزيد, محمد الجبعي, محمد الخضور, أحمد السلاموني, محمد الصالح منصوري, محمد جابري, محمد رندي, محمد شعبان الموجي, محمد علي الهاني, أحمد عبد الرحمن جنيدو, محمد عزت الشريف, محمد فهمي يوسف, محمد فطومي, أحمد كامل صباغ, مخلص الخطيب, مختار عوض, مجدي يوسف, ميساء عباس, أدونيس حسن, مريم محمود العلي, أسيد الحصرية, مُعاذ العُمري, مصطفى ربيع, مها راجح, مهتدي مصطفى غالب, مؤيد البصري, منجية بن صالح, الخليل عيد, الحسن فهري, الدكتور نجم السراجي, احمد محمد الشناوى, تاج الدين الموسى, بسمة الصيادي, بنت الشهباء, بوبكر الأوراس, توحيد مصطفى عثمان, د. م. عبد الحميد مظهر, د. سعد العتابي, د. نديم حسين, د. وسام البكري, د.عبد السلام فزازي, جمال فرح, جلاديولس المنسي, خالد محمد, خالد البهكلي, حيدرالأديب, حسين ليشوري, يعقوب القاسمي, خولة الشمري, حكيم عباس, رائد حبش, ربيع عقب الباب, ريما منير عبد الله, ريمه الخاني, رحاب فارس بريك, رشا السيد احمد, رنا خطيب, روان عبد الكريم, رضا الزواوي, ركاد حسن خليل, سلمى عبد الله, صلاح داود, سمير الشريف, سمير سنكري, سالم عبد العزيز, صالح بن إبراهيم العوض, سامي جميل, صالحة غرس الله, صابرين الصباغ, صادق حمزة منذر, سائد ريان, شيماءعبدالله, سحر الخطيب, سعاد حسين العبودي, زهور بن السيد, علي الغانمي, علي الكسواني, علي عبد الله, علي قوادري, عمرو عبدالرؤوف, عارف عاصي, عبد الباسط بوشنتوف, عبد الرحمن حمومي, عبدالرحمن الفاروق, غسان إخلاصي, عزيز نجمي, عواطف كريمي, عقاب اسماعيل بحمد, فاطمة أحمـد, فاكية صباحي, فتحية الحمد, فريد محمد المقداد, فوزي سليم بيترو, إبراهيم عبد الله, إبراهيم كامل أحمد, إيمان الدرع, هيثم شحدة هديب, وليد زين العابدين, نارنج ونيس, نجلاء نصير, وفاء محمود, كايد الروسم, كريمة بوكرش...
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              أستاذي المبجل الدكتورم.عبد الحميد مظهر:
              تحية طيبة و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
              زادك الله علما و حلما و فهما فقد نفعتنا برأيك السديد و عقلك الرشيد و منك نستفيد.
              لم أكن لأتجرأ فأقحم نفسي في هذا الموضوع لولا أنني رأيت "أصحاب الاختصاص" (؟!!!) عنه راغبين و فيه زاهدين و بالتفاهات مهتمين و بالغراميات مشتغلين، و وجدت الأستاذة نجية يوسف، الأديبة الأريبة والكاتبة اللبيبة، تشكو وحدتها و "تندب" حظها إذ تحملت مؤونة قسمٍ النَّاسُ عنه في شغل شغيل و أمر وبيل، الحب، و الله يهدينا سواء السبيل !
              (هل يمكن اعتبارهذا الرد نموذجا للرسالة الأدبية القصيرة جدا ؟ لست أدري !)
              تحيتي ومودتي.

              حُسين.
              بسم الله الرحمن الرحيم

              أخى الجميل والأستاذ الجليل حسين ليشوري

              تحية من الأعماق على هذا التواصل الجميل ، و بالنسبة إلى اللغة العربية فأنا لست إلا هاوياً و استفد كثيراً مما تكتب ، و لذلك اسعد بما تقدم من آراء و توجيهات من أجل العودة الرشيدة للغة عربية سليمة ، و إحياء لأدب عربى أصيل.

              وجميلة جداً وممتعه النماذج التى عرضتها من كتاب الثعالبى وانتظر المزيد و سوف أحاول الإضافة ايضا، فهذه النماذج تثرى كثيراً الحوار حول ر. ق. ج. ، و.....

              وعودة إلى ر. ق. ج......

              هناك رسالة فى الآية الكريمة من سورة طه

              اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44)


              هل يمكن اعتبارها ر. ق. ج.؟

              و تحياتى

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
                أخي الغالي وأستاذي العزيز حسين ليشوري
                لك من الورود ألف باقة وباقة
                ومن التّحايا كل ما يمكن أن يحمله أخٌ لك بروحٍ توّاقة
                وأشكرك على ردّك الموافق
                وما حمله نبض قلمك الحاذق
                نعم أخي منكم إن شاء الله نستفيد
                ولن نرفض بالتأكيد كل جديد
                ما أردت قوله في مداخلتي السابقة
                أنني لم أخرج عن كلِّ آرائكم السّامقة
                ولكني خشيت من أن تُقيّد الـ ر.ق.ج. بما يربكنا
                ويجعلنا نكابد الفهم والرّسم بهذا الفنّ عن ما يُرهقنا
                خشيت فعلاً من شرطٍ يكرّسُ الطلاسم
                كما في شعر النثر والـ ق.ق.ج. وما بهما من قواسم
                ولكني اطمأنّيت حين وجدتك تشير للثعالبي
                وعرفت أنّني معكم على سبيلٍ سواءٍ يقلل من مثالبي
                التّعبير في الإيجاز
                يسطّر البلاغة بإعجاز
                ويبقى المعنى جليًّا في هالة المبني وطيّ الحروف
                ومعكم أتعلّم.. ولن أبرح من مجلسكم أول الصّفوف
                تقديري ومحبتي[/center]

                ركاد أبو الحسن

                أخي الحبيب ركاد حسن خليل، أبا الحسن:
                تحية طيبة مرة أخرى و في كل مرة.
                أعتذر إليك عن التأخر في شكرك وما لي من عذر سوى أنني أحببت
                مجاراتك في التعبير ومحاكاتك في التحبير فعجزت !
                أنا هنا أتعلم منكم جميعا، و قد استفدت كثيرا منذ انتسبت إلى هذا الملتقى العامر بأمثالك.
                فلتجدهنا، أخي الحبيب، أخلص تحياتي و أصدق أمنياتي لك.
                تحيتي و مودتي.
                أخوك حُسين.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                  أخى الجميل والأستاذ الجليل حسين ليشوري
                  تحية من الأعماق على هذا التواصل الجميل ، و بالنسبة إلى اللغة العربية فأنا لست إلا هاوياً و استفد كثيراً مما تكتب ، و لذلك اسعد بما تقدم من آراء و توجيهات من أجل العودة الرشيدة للغة عربية سليمة ، و إحياء لأدب عربى أصيل.
                  وجميلة جداً وممتعه النماذج التى عرضتها من كتاب الثعالبى وانتظر المزيد و سوف أحاول الإضافة ايضا، فهذه النماذج تثرى كثيراً الحوار حول ر. ق. ج. ، و.....
                  وعودة إلى ر. ق. ج......
                  ما رأيك فى الآية الكريمة من سورة طه:{اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44)}
                  هل يمكن اعتبارها ر. ق. ج.؟
                  و تحياتى

                  بسم الله الرحمن الرحيم.
                  أستاذي الفاضل الدكتور م.عبد الحميد مظهر تحية من كرمك أقتبسها و من فضلك أختلسها،
                  فهي بهذا منك و إليك !
                  أنا الملزم بشكرك على الدّوام لأنني أستفيد مما تكتبه و أتعلم.
                  القصص أحد المحاور التي يدور عليها القرآن المجيد و قد تناولها الباحثون فيه بالدراسة كما فعل ذلك الشيخ ولي الله بن عبد الحليم الدِّهلوي الهندي في كتابه "الفوز الكبير في أصول التفسير" و خصص لها مبحثا بعنوان "علم التذكير بأيام الله" في الفصل الثاني من الباب الأول، كما خصص لها الشيخ محمد الغزالي المصري المحورالثالث من كتابه "المحاور الخمسة للقرآن الكريم" و خصص لها غيرهما بعض كتبهم، و في القصص القرآني فكر و عبر لمن قدّر و تدبّر و نظر فبصر !
                  و في القرآن المجيد، كما تدري، قصص طويل و متوسط و قصير فلماذا لا يكون فيه القصص القصير جدا ؟ وفي الآية الكريمة التي ذكرتها من سورة طه قصة لنا، و الله سبحانه و تعالى يقص أحسن القصص، فيها تربية و تعليم و تأديب و هي في الوقت نفسه رسالة قصيرة جدا إلى موسى و أخيه هارون عليهما الصلاة و السلام.
                  هذا و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم.
                  مع أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي.
                  حُسين.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • صادق حمزة منذر
                    الأخطل الأخير
                    مدير لجنة التنظيم والإدارة
                    • 12-11-2009
                    • 2944

                    #39



                    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر
                    أخى العزيز الأستاذ حسين ليشوري
                    تحية طيبة
                    و أكرر معك
                    00- أول الغيث قطرة ثم ينهمر
                    00- و رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة
                    نحن مازلنا فى مجال التنظير و المهم ان نتفق على الملامح الأولية ل..." ر. ق. ج." و الملامح الثانوية ، وبعد ذلك نبحث فى التراث الأدبى عن رسائل يمكن أن نطبق عليها هذه المعايير لنرى مقدار الابتعاد والاقتراب من المعايير المقترحة ، ومن هنا فلا بأس بقلب المنهجية المقترحة ، وعلى العموم فأنه يمكننا أن نلقى الضوء على عملية التصنيف بناءً على 3 طرق:
                    00- المنهج التصميمى (معايير قبلية)
                    00- المنهج الاستقرائى (معايير بعدية)
                    00- المنهج التفاعلى الاستقرائى-التصميمى
                    و سوف أعود لبعض التوضيحات إن شاء الله على أمل أن نقرأ للمزيد من مداخلات الأعضاء ومنهم اصحاب الاختصاص
                    وتحياتى

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    أستاذي المبجل الدكتورم.عبد الحميد مظهر:
                    تحية طيبة و أسعد الله أوقاتك بكل خير.
                    زادك الله علما و حلما و فهما فقد نفعتنا برأيك السديد و عقلك الرشيد و منك نستفيد.
                    لم أكن لأتجرأ فأقحم نفسي في هذا الموضوع لولا أنني رأيت "أصحاب الاختصاص" (؟!!!) عنه راغبين و فيه زاهدين و بالتفاهات مهتمين و بالغراميات مشتغلين، و وجدت الأستاذة نجية يوسف، الأديبة الأريبة والكاتبة اللبيبة، تشكو وحدتها و "تندب" حظها إذ تحملت مؤونة قسمٍ النَّاسُ عنه في شغل شغيل و أمر وبيل، الحب، و الله يهدينا سواء السبيل !
                    (هل يمكن اعتبارهذا الرد نموذجا للرسالة الأدبية القصيرة جدا ؟ لست أدري !)
                    تحيتي ومودتي.
                    حُسين.




                    الأخوات والأخوة الأساتذة الأفاضل

                    ـ د. عبد الحميد مظهر , أ . حسين ليشوري

                    تحيتي وتقديري لكما على هذه المتابعة والتواصل الكريم ..

                    واسمحا لي أن أبدي رأيا في هذا التناول لقضية التصنيف في موضوع الـ ر أ ق ج


                    أنا لا أعتقد أن الأسلوب الاستقرائي أو التصميمي أو كليهما معا ذات نفع في هذا المقام لأنه كما هو
                    معروف دائما يكون للإبداع الأسبقية الأولى على أي نوع من أنواع التحليل أو البحث أو التصنيف
                    وقد كان هذا جليا في تجربة البحور الخليلية :
                    فالخليل بن احمد لم يخترع البحور والأوزان بل اكتشف تصنيفا لها في كم هائل من القصائد المنظومة

                    قبل أن يولد أباء أباء الخليل هذا .. و هو كان عليه فقط أن يدرس هذه القطع - النصوص
                    الإبداعية النظمية ويحاول أن يكتشف لها تصنيفا نوعيا .. - وقد نجح في هذا وكان ذلك ثورة بحثية -
                    فصنفها في مقاييس عامة صارمة بقيت طويلا .. ولكن سرعان ما تجاوزها الإبداع الأدبي العربي
                    وأطاح بها لأن الإبداع هو مصدر التشريع ومبتكره الأوحد وهو بالتأكيد أكبر وأعظم من مليون خليل ومن كل قوانين الأرض .. ولا يمكن قياسه بمناهج مهما بدت علمية ومنطقية وإنما يتم هو مجرد مقاربة لهذا النتاج الإبداعي بصورة أو بأخرى قد تنجح من زاوية وتخفق من زوايا أخرى ..

                    وعليه أنا أقول إن الذي سيؤسس للرسائل الأدبية القصيرة جدا هو ما نكتبه نحن المبدعون
                    من محاولات وتجارب قد تقارب منهجا بعينه أو تبتعد عن آخر ولكن في النهاية ستفرض وجودا
                    إبداعيا بين الأصناف الأدبية الإبداعية الأخرى وفقا لمبدعيها وبعيدا عن كل ما قد يكتب الآن من
                    تصانيف وتحاليل تتبع مناهج بحثية وعلمية ..

                    وما يزعجني فعلا هو هذه الروح التراجعية في جميع بحوثنا واتجاه القهقرى الذي
                    يكاد لا يغيب عن - بل ويتسلط على كل محاولة إبداعية شابة للتجديد والانطلاق ..
                    فأنا ضد هذا الربط التعسفي بالثعالبي أو غيره فهؤلاء كان لهم رسائلهم الأدبية
                    ونحن الآن بصدد إنجاز تراكمي يفوق ما فعلوه بمراحل و بأجيال وبثقافات ..


                    ومن المهم أن نفهم قبل أي شيء أن الرسالة الأدبية القصيرة جدا
                    ( وإن كانت لها بعض سمات الرسالة الأدبية ) إلا أنها هي غير الرسالة الأدبية تماما
                    وتفوقها فكرا وثقافة ورؤية لأنها جاءت نتيجة لهذه الثقافة التراكمية وصولا إلى عصرنا
                    المتفوق علما ومعرفة بكل المقاييس على عصر الثعالبي وغيره .. ومن هذه النقطة يجب
                    أن نبدأ من هذا العصر لا من عصر متخلف عنا فهذا غير مقبول تحت أية ذرائع ..

                    ولهذا يجب أن نبقى ننظر إلى ما كتبه الثعالبي وغيره على أنه رسالة أدبية وفقط ونقرأها في
                    حدود عصرها ونبحث في سماتها وتصنيفاتها على أنها رسائل أدبية وفقط لا أن نسقط معاييرها
                    على ما نحن بصدده الآن ونعتبرها بجزئياتها نموذجا للرسالة الأدبية القصيرة جدا ..
                    فهذا خلط غير مقبول لا أدبيا ولا منهجيا بأي صورة كانت ..

                    مع فائق احترامي وتقديري لكما أستاذيّ عبد الحميد مظهر وحسين ليشوري

                    وتحيتي للأستاذ ركاد ولجميع الأخوات والأخوة المداخلين




                    تعليق

                    • د. م. عبد الحميد مظهر
                      ملّاح
                      • 11-10-2008
                      • 2318

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة


                      الأخوات والأخوة الأساتذة الأفاضل

                      ـ د. عبد الحميد مظهر , أ . حسين ليشوري

                      تحيتي وتقديري لكما على هذه المتابعة والتواصل الكريم ..

                      واسمحا لي أن أبدي رأيا في هذا التناول لقضية التصنيف في موضوع الـ ر أ ق ج

                      أنا لا أعتقد أن الأسلوب الاستقرائي أو التصميمي أو كليهما معا ذات نفع في هذا المقام لأنه كما هو
                      معروف دائما يكون للإبداع الأسبقية الأولى على أي نوع من أنواع التحليل أو البحث أو التصنيف
                      وقد كان هذا جليا في تجربة البحور الخليلية :
                      مع فائق احترامي وتقديري لكما أستاذيّ عبد الحميد مظهر وحسين ليشوري


                      وتحيتي للأستاذ ركاد ولجميع الأخوات والأخوة المداخلين
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      الأستاذ صادق حمزة منذر

                      تحية طيبة

                      اشكرك كثيراً على ما تفضلت به ، ولكن ما قلته حضرتك يقع تحت الأسلوب التفاعلى :الاستقرائى- التصميمى و لذلك فما جاء فى تعليق حضرتك يمثل جزءاً متضمنا فيماعرضته باختصار سابقاً تحت عناوين استقراء و تصميم و تفاعل. وحتى تتضح الأمور كان المفروض أولاً الاستيضاح عما قلته تحت عناوين الاستقراء والتصميم و التفاعلى ، وربما كان التصميم يرتبط اكثر بالعملية الابداعية على غير مثال سابق لأن المبدع يصمم شيئاً فى ذهنه وهو يقوم بعملية الابداع ( الرجاء مراجعة ما كتبه الأستاذ حسين ليشوري و مثاله حول صانع الذهب) ، وعملية الابداع هنا هى تفاعل مستمر بين عدة مؤثرات بين المبدع ونفسه و محيطه و خلفيته و خبراته و آماله و أهدافه و شعوره ، فى عملية معقدة لا يمكن وصفها وتحليلها إلا بإستعمال منطق المنظومات ،فالإنسان ليس جزءاً ولكنه منظومة معقدة يصعب دراستها من خلال تفكيكها لأجزاء و دراسة كل جزء منفصلاً عن غيره ، و ما يحدث بين ما يجرى فى نفس وقلب وعقل المبدع و خارجه و تأثيرات التغذية العكسية للتعديل و التصحيح و التغيير هى ما يحكم الكثير من الفعل ورد الفعل بين المبدع وما يدور بداخله و ما يجرى حوله ثم ترجمة ذلك لنص ما.

                      أما تركيزك على الثعالبى فقط فهو يقلص كل المناقشات السابقة و الأمثلة التى عرضت ( راجع امثلة الاستاذ حسين ليشوري والأمثلة التى عرضتها فى سياق المقارنة المطلوبة مع الرسائل الأدبية ،و الاشارة إلى ما تم نقاشه سابقاً فى الملتقى وروابطه). ولذلك فانتقاء مثال الثعالبى و اهمال امثلة أخرى (التى عرضت حتى الآن ومع طلب المزيد من أجل دقة التحليل وسلامة التنظير) اعتماداً على تصوراً مسبقاً عن الابداع يحتاج مراجعات. وحتى كلمة "الابداع" نفسها تحتاج تنظيراً قبل استعمالها لتبرير الآراء.

                      نحن مازلنا فى مرحلة التنظير ، ولذلك فالمنهج هام هنا حتى يمكن الاتفاق على كيفية تحديد و بحث ملامح ال " ر. ق. ج.".

                      مرحلة التنظير لا تبدأ من فراغ ، التنظير يعتمد على معطيات معطاة تعتمد عليها للتصنيف وليس على آراء تبنى على تصورات نظرية مسبقة، فما هى المعلومات و المعارف المعطاة عن وحول الرسالة الأدبية لنعالجها معرفياً ،و نحللها أولاً قبل الوصول للشكل الجديد وملامح ال ر. ق. ج.؟

                      و الآن سؤال لك

                      هل ممكن أن تصف لنا منهجاً يساعد فى عملية التصنيف؟

                      و تحياتى ومع

                      عطر الورد و دوام الود

                      تعليق

                      • نجيةيوسف
                        أديب وكاتب
                        • 27-10-2008
                        • 2682

                        #41
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                        نحمد الله ونثني عليه أن فتح على هذا المتصفح بخير كثير حين ضم بين جناحيه أساتذة كراما يجودون بوقتهم وفيض فكرهم .

                        أساتذتي الكرام اسمحوا لي أن أقف جامعة في بداية مشواري معكم لما تناثر في ردودكم من عناصر رأيكم بادئة بها حسب ورود مداخلات أصحابها .


                        الأستاذ ، حسين ليشوري :

                        تكرمت أستاذي بمحاولة جميلة وجامعة مانعة لتعريف الرسالة ال قصيرة جدا حسب ما فصلت لها من أجزاء اعتبرتها ضرورة ماسة لتكوين مجمل التعريف فجاء تعريفك :

                        1. "خطابٌ

                        وهنا ترمز إلى أنها تستلزم وجود عناصرك الأربعة :

                        المرسل ، والمرسل إليه سواء الفعلي أو الوهمي كما أشرت

                        2. أدبيٌّ

                        أي اشترطت فيها أن تحوي السمة الرئيسة لها وهي أن تكون أ دبية لا إدارية مثلا .



                        3. مختََصر

                        وهنا لتدل على شرطها الرئيس الثاني وهو الإيجاز والاختصار .



                        4. ٌ دالٌّ معبِّر إبلاغيٌّ

                        وهنا الشرط الثالث الذي وضعت ، ولي عنده وقفة ...

                        ألا ترى أن هذه الثلاث كلمات تأتي إضافة قد لا يحتاجها التعريف وذلك في موضعين

                        الأول : أن كلمة دال تساوي في المعنى معبر فدل على الشيء أي عبر عنه .
                        الثاني : في قولك إبلاغي ، وهنا إشارة إلى الشرط الأول وهو الخطاب الذي يقتضي بعد حصوله الإبلاغ .

                        لذا ألا ترى معي أن التعريف يحتاج اختزال الفائض هنا ؟؟؟


                        5. عَبْر قناة

                        وتعني بها حامل الرسالة من شخص أو ورق أو صفحة إليكترونية

                        وهنا أعود لأقول إن العنصر الأول من عناصر التعريف وهو ["خطابٌ ] قد حوى في داخله هذا العنصر حين نقول إنه خطاب فالمخاطبة لا بد منطقا ستكون عبر وسيلة ما تربط بين نقطتين ، مرسل ومستقبل .


                        6. برمز مصطلح عليه".
                        7.
                        8.
                        الكود (الشفرة أو اللغة) أو ما اصطلح عليه من رموز للتفاهم؛

                        ولأن الخطاب لن يكون إلا برمز أو لغة ما فأظنه أمر بدهي أن نستغني عن هذه المفردة في التعريف إضافة إلى أننا نحتاج تحديد هذا الرمز باللغة بالذات لا بشيء آخر فقد يكون الخطاب مثلا كما نعلم رمزا بحركة العين أو الحاجب أو الصافرة وهذا أمر خارج نطاق موضوعنا لأننا نبحث في الرسالة عبر رمز واحد هو اللغة المكتوبة بالذات الواصلة بين قطبين [ مرسل ومرسل إليه ]

                        هذا وإن اختزلنا الفائض هنا سنجد التعريف ـ بعد أن ابقيْتُ على عنصره السادس عندك ـ قائما على التعريف التالي :

                        هي : "خطابٌ أدبيٌّ مختََصرٌ دالٌّ برمز مصطلح عليه".


                        أما فيما استشهدت به من أمثلة من قديم الأدب للثعالبي وغيره فما أراه في هذا هو أن موضوع الرسائل الأدبية القصيرة جدا ليس بدعا عندنا نحن فقط ولا هو وليد لحظتنا ، لأنه كما رأينا من أمثلتكم الكريمة وكما عرفنا من خلال فن التوقيعات الذي عرف منذ عصر صدر الإسلام عرف نعم ، واستعملوه حسب حاجتهم الإدارية .

                        لذا فلتكن هي النماذج التي تنطلق منها قاعدتنا ونربط أغراضها التي ولدت من رحم عامل إداري ، لنربطها ـ على عكس ما طالب به الأخ صادق حمزة منذر من نبذها ـ لنربطها بما ولد واستحدث في عصرنا من ألوان أدبية كانت نتاج فلسفة وثقافات مختلفة تشربها أدباءنا فطفت تحمل نكهة ولونا يختلف عن نكهة ولون الكتابة في العصور الأولى ، مما يعني حقيقة أن لكل عصر ثوبه ورجاله وأدبه ، لكن شرط أن يكون هذا الأدب وهؤلاء الرجال مرتبطين بخيط ولو كان رفيعا من نور عهد أدبي أصيل ، نضيف إليه ونغنيه بما لدينا

                        هذه وقفتي الأولى عند أستاذي حسين ولي عودة إن شاء الله عند رأي أستاذي الكريم د . م عبد الحميد مظهر .
                        التعديل الأخير تم بواسطة نجيةيوسف; الساعة 05-10-2010, 12:13.


                        sigpic


                        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                        تعليق

                        • ركاد حسن خليل
                          أديب وكاتب
                          • 18-05-2008
                          • 5145

                          #42
                          [frame="2 10"]
                          المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة





                          الأخوات والأخوة الأساتذة الأفاضل

                          ـ د. عبد الحميد مظهر , أ . حسين ليشوري

                          تحيتي وتقديري لكما على هذه المتابعة والتواصل الكريم ..

                          واسمحا لي أن أبدي رأيا في هذا التناول لقضية التصنيف في موضوع الـ ر أ ق ج


                          أنا لا أعتقد أن الأسلوب الاستقرائي أو التصميمي أو كليهما معا ذات نفع في هذا المقام لأنه كما هو
                          معروف دائما يكون للإبداع الأسبقية الأولى على أي نوع من أنواع التحليل أو البحث أو التصنيف
                          وقد كان هذا جليا في تجربة البحور الخليلية :
                          فالخليل بن احمد لم يخترع البحور والأوزان بل اكتشف تصنيفا لها في كم هائل من القصائد المنظومة

                          قبل أن يولد أباء أباء الخليل هذا .. و هو كان عليه فقط أن يدرس هذه القطع - النصوص
                          الإبداعية النظمية ويحاول أن يكتشف لها تصنيفا نوعيا .. - وقد نجح في هذا وكان ذلك ثورة بحثية -
                          فصنفها في مقاييس عامة صارمة بقيت طويلا .. ولكن سرعان ما تجاوزها الإبداع الأدبي العربي
                          وأطاح بها لأن الإبداع هو مصدر التشريع ومبتكره الأوحد وهو بالتأكيد أكبر وأعظم من مليون خليل ومن كل قوانين الأرض .. ولا يمكن قياسه بمناهج مهما بدت علمية ومنطقية وإنما يتم هو مجرد مقاربة لهذا النتاج الإبداعي بصورة أو بأخرى قد تنجح من زاوية وتخفق من زوايا أخرى ..

                          وعليه أنا أقول إن الذي سيؤسس للرسائل الأدبية القصيرة جدا هو ما نكتبه نحن المبدعون
                          من محاولات وتجارب قد تقارب منهجا بعينه أو تبتعد عن آخر ولكن في النهاية ستفرض وجودا
                          إبداعيا بين الأصناف الأدبية الإبداعية الأخرى وفقا لمبدعيها وبعيدا عن كل ما قد يكتب الآن من
                          تصانيف وتحاليل تتبع مناهج بحثية وعلمية ..

                          وما يزعجني فعلا هو هذه الروح التراجعية في جميع بحوثنا واتجاه القهقرى الذي
                          يكاد لا يغيب عن - بل ويتسلط على كل محاولة إبداعية شابة للتجديد والانطلاق ..
                          فأنا ضد هذا الربط التعسفي بالثعالبي أو غيره فهؤلاء كان لهم رسائلهم الأدبية
                          ونحن الآن بصدد إنجاز تراكمي يفوق ما فعلوه بمراحل و بأجيال وبثقافات ..


                          ومن المهم أن نفهم قبل أي شيء أن الرسالة الأدبية القصيرة جدا
                          ( وإن كانت لها بعض سمات الرسالة الأدبية ) إلا أنها هي غير الرسالة الأدبية تماما
                          وتفوقها فكرا وثقافة ورؤية لأنها جاءت نتيجة لهذه الثقافة التراكمية وصولا إلى عصرنا
                          المتفوق علما ومعرفة بكل المقاييس على عصر الثعالبي وغيره .. ومن هذه النقطة يجب
                          أن نبدأ من هذا العصر لا من عصر متخلف عنا فهذا غير مقبول تحت أية ذرائع ..

                          ولهذا يجب أن نبقى ننظر إلى ما كتبه الثعالبي وغيره على أنه رسالة أدبية وفقط ونقرأها في
                          حدود عصرها ونبحث في سماتها وتصنيفاتها على أنها رسائل أدبية وفقط لا أن نسقط معاييرها
                          على ما نحن بصدده الآن ونعتبرها بجزئياتها نموذجا للرسالة الأدبية القصيرة جدا ..
                          فهذا خلط غير مقبول لا أدبيا ولا منهجيا بأي صورة كانت ..

                          مع فائق احترامي وتقديري لكما أستاذيّ عبد الحميد مظهر وحسين ليشوري

                          وتحيتي للأستاذ ركاد ولجميع الأخوات والأخوة المداخلين
                          أخي الغالي وأستاذي الفاضل الصادق صادق حمزة منذر
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          ما كنت لأرد على هذه المداخلة لولا أن بعض ما جاء بها دفعني دفعًا لأن أتبنّى الإجابة على ما أعتقد أن فيه بعض مبالغة في المقارنة بين ما كان عليه واقع اللغة سابقًا وما هي عليه الآن.. إذ لا يمكن بحالٍ من الأحوال مهما اعتددنا بأنفسنا ومهما كانت نظرتنا لكتاباتنا ودقة إحاطتنا بأسرار ومفاتيح لغتنا العربية أن نعتقد أن حال اللغة اليوم ونتيجة للتراكمات الثقافية التي وصلت بها إلى عصرنا يحتاج منّا لمقاييس أخرى لتواكب هذا العصر..
                          ولن يكون اعتقادًا يخصّني إنّما هو واقع حال اللغة اليوم يقول أن لغتنا العربية تتراجع وبسرعات خطيرة لصالح لغات أخرى أو لهجات محلّيّة أو مفردات دخيلة ولا أقصد تلك التي تحتّمها الضرورة العلمية في تصنيف ما هو جديد..
                          وأنا لا أدعو لثبات اللغة ولا أدعو للانطواء على القديم لكن يجب مراعاة الجذر والأس الصّحيح لمقوماتها بحيث يكون عليها البناء لا أن يطيح الجديد بالقديم.. ولن نجنِ عند ذلك إلاّ لغة غير التي نتناقش حولها وبذلك تضيع كلّ السّمات الصالحة لوصف هذا الجديد أنّه عربية صرفة..
                          أخي العزيز صادق.. ما أتى به الأستاذ حسين ليشوري عن الثعالبي إطار جدّي صالح لكيفية كتابة الـ ر.ق.ج. ولا يمكن الاستهانة ببلاغة ودقة صياغة أشعاره.. والإيجاز الذي يفصح عن الكثير ويكشف عن بديع هذه اللغة..
                          حتى.. الآيات القرآنية.. التي أتى بها د.م. عبد الحميد مظهر وتلك التي ابتدأت بها موضوعي رسائل إلى الوالي إلاّ دليل على الكيفيّة التي ينبغي أن تُرسم فيه الرسائل القصيرة جدًّا ويكون فعلاً الإعجاز في الإيجاز وليس ما يمكن أن يكون كتابة طلسميّة لا تُسمن ولا تُغني من جوع..
                          أنا معك في أنّنا يجب أن نتطوّر لنتكلّم بما يحتاجه عصرنا.. وهذا يتطلّب منا الرفع من شأن لغتنا الأساس.. لكن هناك عوامل كثيرة جدًّا نتيجة الظروف المحيطة بواقعنا العربي تحول دون أن يكون لهذه اللغة المكانة التي يجب أن توضع فيها.. وهذا شأن آخر يدل على انحدار لغتنا بالقدر الذي ننحدر فيه كأمّة بين الأمم.. وليس صحيحًا أن لغتنا تطوّرت إلى مكانة أرمق..
                          على العموم هذا موضوع آخر لا مجال له هنا..
                          من هنا كانت الجرأة عليها بدعوى تحسينها.. ولكن يا عزيزي ليس كل عمليات التجميل ممكن أن تكون ناجحة.. وأي محاولة للتغيير بالمعالم سوف تترك ندب غير قابلة للإزالة ممّا يبقيها مشوّهةً عمدًا وعن سبق الإصرار..
                          لذا فأنا رأيي أن تتحاوروا كيفما شئتم مع الإبقاء على القواعد الأساس للغة وكتابة الرسائل الأدبية كمعادلة رياضيّة ثابتة غير قابلة للنقد أو النّقض فقط لأننا في عصر غير عصر
                          هذه وجهة نظري أرجو أن تؤخذ بالحسبان ولكم مني كل شكر
                          تقديري ومحبتي للجميع
                          ركاد أبو الحسن
                          [/frame]

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #43
                            أخي الكريم الأستاذ صادق حمزة منذر: تحية طيبة لك
                            من مدينة البُليدة الوريدة، مدينة الورود، مدينتي !
                            و أشكر لك تفاعلك المغني حقيقة فإن لم يغننا في الموضوع الذي نحن بصدده، وهو مغن حتما، فقد أغنانا في التعرف عليك أكثر و أكثر، وقديما قيل :"عقول الرجال تحت أسنة أقلامهم" كما أورده أبو منصور الثعالبي في "خاص الخاص" عن أبي عبد الله كاتب المهدي.
                            ********
                            قرأت تعليقك و شدني طويلا قولك : "وما يزعجني فعلا هو هذه الروح التراجعية في جميع بحوثنا و اتجاه القهقرىالذي يكاد لا يغيب عن - بل ويتسلط على كل محاولة إبداعية شابة للتجديد والانطلاق .. فأنا ضد هذا الربط التعسفي بالثعالبي أو غيره فهؤلاء كان لهم رسائلهم الأدبية و نحن الآن بصدد إنجاز تراكمي يفوق ما فعلوه بمراحل و بأجيال وبثقافات ..

                            ومن المهم أن نفهم قبل أي شيء أن الرسالة الأدبية القصيرة جدا ( وإن كانت لها بعض سمات الرسالة الأدبية ) إلا أنها هي غير الرسالة الأدبية تماما وتفوقها فكرا وثقافة ورؤية لأنها جاءت نتيجة لهذه الثقافة التراكمية وصولا إلى عصرنا المتفوق علما ومعرفة بكل المقاييس
                            على عصر الثعالبي وغيره .. ومن هذه النقطة يجب أن نبدأ من هذا العصر لا من عصر متخلف عنا فهذا غير مقبول تحت أية ذرائع .."إهـ. لم الانزعاج يا أخي ؟ فهل في الاستشهاد بما مضى و لا سيما إن كان صحيحا طيبا ما يزعج ؟ و قد أبهمت بقولك "و... أو غيره" فمن تقصد بهذا "الغير" ؟ و أحب أن أحمل كلامك على أحسن وجوهه و لا أنساق وراء ظنوني، و أخشى ما أخشاه أن ترفض كل ما يرتبط بالقديم سليمه و سقيمه معا و إن صدر عن مصدر موثوق لا يرقى إليه شك و لا تكذيب، وأنا معك في رفض السقيم مهما كان ومن أي وعاء خرج لكن السليم من تراثنا فلا أوافقك في رفضه مهما كانت مبرراتك ! ثم إننا، الأستاذ الدكتور م.عبد الحميد مظهر و أنا، لم نستشهد بالثعالبي و غيره إلا للبحث عن جذور الرسالة الأدبية القصيرة جدا و أن لها أصولا في تراثنا الأدبي العربي الثري،و سأواصل البحث فيه فيما تحت يدي من المراجع و المصادر الأدبية وهي كثيرة عندي.

                            إننا جميعا نعرف مدى فقر الأجيال العربية في اللغة العربية ذاتها و رقة علاقاتهم بها و ضآلة زادهم منها و إن لنا فيما يكتبه المحدثون من النماذج و الأمثلة ما يجعل الثعالبي و غيره من الأدباء الأفذاذ يتقلبون في قبورهم تقلب السليم الملدوغ، فلم لا نعيد ربط هذه الأجيال المبتوتة عن أسلافها و لا سيما بالجميل الرائق اللائق ؟ أما الزعم بأن العصر القديم عصر متخلف عنا فهذا ما لا يوافقك عليه أحد يعرف عصور الأمة الذهبية حق المعرفة، أنا معك في الفرار من الرديء و لاسيما في عصور الانحطاط و حتى هذه لم تخل من متفوقين أفذاذ يمكن الاستفادة من آدابهم و إبداعاتهم أيما استفادة و بكل اعتزاز و فخر و شرف !!!
                            ثم، يا أخي، ألا ترى أنك تتناقض مع نفسك ؟ ألم تختر "الأخطل الأخير" لقبا لك ؟ فمن أي العصور كان الأخطل الأول ؟ أهو من عصر النهضة الحديثة أم تراه جلبه نابليون بونابرت في حملته على مصر في أواخر القرن الثامن عشر ؟ أم هو مستحدث من مستحدثات العصر الراهن المتفوق ثقافة و فكرا و رؤية ؟ إذن ليس كل ما هو من الماضي القديم مرفوضا البتة، اللهم إلا إذا كنا نكيل بمكيالين أو ثلاثة أو أكثر...
                            أتوقف هنا حتى لا أزعجك، و أنت العزيز عندي، بكلامي غير أنني أحب أن أقول لك إنني لم أستوعب تماما انفعالك فقد كتبته بنبرة حادة (النبرة التي تكلمتُ عنها سابقا و هي أحد عناصر نظام التواصل المهمة) تنم عن أشياء كثيرة لم تصرح بها و ليتك تصرح حتى نكون على بينة من أمرنا فنقيس كلامنا و نقدر مداه !
                            تقبل أخي الكريم صادق حمزة منذر أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي لك.
                            ودمت على هذا العطاء الثري و التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                            حُسين.
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • نجيةيوسف
                              أديب وكاتب
                              • 27-10-2008
                              • 2682

                              #44
                              د.م عبد الحميد مظهر .

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              أستاذي الكريم

                              من خلال جولة قصيرة في بساتين الأدب العربي استطعت ببصيرة وهبكها سبحانه أن تقف على نماذج من قصار الرسائل فيه ، بل لقد رأيتُ عندك فطنة أدبية خلاقة حينما أوردت الآيات الكريمة من سورة طه في قوله تعالى : ( اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ﴿٤٣﴾فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44)

                              إذا فنحن لن نبدأ من فراغ ، وإنما نستحضر غائبا عن الساحة الأدبية ، كنائم طالت غفوته ليجد نفسه بعد صحو مضطرا ليتلاءم في عيشه مع مجتمع تبدل وتغير في مظهره ، وإن ظل عالقا بثوب نسبه ، يلبس يتزين بما شاء لكن أصل الخلقة واحد .

                              من هنا ، فلن يكون صعبا أن نمنهج أو أن نرسم الحدود حسب معطيات تنتمي إلى زمن فرض توجهات معينة في مشارب أدبائه من خلال الامتداد الأفقي للثقافة الحالية والغزو الفكري الذي أصاب فينا ما أصاب وبدل في أذواق كتابنا وصورهم ما بدل ، وأضاف ـ قطعا ـ ما أضاف .

                              ولن يكون صعبا علينا جولة في أرجاء الملتقى واختيار ما نراه يقارب الفكرة ويفي بما ساور النفس وارتسم في المخيلة من سمات .

                              ثم نعرضها لذي نقد وخبرة ليستقرئ ما احتوت من خصائص .

                              وإن كنت أحب أن أبدي من ملاحظة في رسائل الثعالبي والجاحظ فإني برأي القارئة البسيطة أراها وإن كانت قصيرة بالنسبة لعصرها ، إلا أنها تحمل في طيها طولا وزخرفة أسلوبية لا تحتملها رسالة اليوم .

                              مثال سألوّن فيه ما جاء فائضا في اللفظ يعد إسهابا يمكن أن تستغني عنه ال ر. ق . ج :

                              رسالة الثعالبي :

                              " شوقي إليك رهين قلبي .. وقرين صدري .. والزعيم بتعليل فكري وتفريق صبريوسمير ذكري ونديم فكري .. وزادي في سفري وعتادي في حضري .. لا يستقل به صدري ولايقوى عليه صبري .. يكاد يكون لزاما ويعد غراما لا يرحل مقيمه ولا يصرف غريمه .. استخف نفسي واستفزها وحرك جوانحي وهواها شوق أخذ بمسمع خاطري وبصره .. وحال بينمورد قلبي ومصدره .. شوق قد استنفد جلدي وملك خلدي "



                              ألا ترى معي أستاذي أننا لو اكتفينا بقوله :
                              " شوقي إليك رهين قلبي .. شوق قد استنفد جلدي وملك خلدي"

                              لما نقص المعنى وإن حذفنا منه ما حُذف ؟؟؟

                              نعم ال ر. ق . ج

                              كانت في أدبنا العربي منذ أول عصوره ، لكنها كانت تلبس ثياب ذلك العصر حسب ما طرأ عليها ففي حين كانت قصيرة موجزة بعض الشيء في بداية العصر الإسلامي ، فقد لبست ثوب الصنعة والإطالة والإسهاب بعد انتقال الذوق الفارسي من إطالة وتكرار وسجع في بعض الأحيان ، من خلال الكتاب الفرس حينما كانوا كتاب الدولة العباسية .

                              حتى تأثر بهم كتاب عرب ومنهم الجاحظ الذي أيضا نستطيع أن نختزل شيئا من رسالته التي أوردت :

                              لولا أن كبدي في هواك مقروحة .. وروحي مجروحة ..لساجلتك هذه القطيعة ومادتك حبل المصارمة .. وأرجو أن الله تعالى بديل لصبري منجفائك فيردك إلى مودتي وأنف القلى راغم .. فقد طال العهد بالإمتاع حتى كدنا نتناكرعند اللقاء .. والسلام.


                              لتصبح بعد شيء من الاختزال دون الإخلال بمعناها :

                              لولا أن كبدي في هواك مقروحة .. لساجلتك هذه القطيعة ، وأرجو أن الله تعالى بديل لصبري منجفائك فيردك إلى مودتي وأنف القلى راغم .
                              والسلام


                              من هنا يا أستاذي الكريم أجدنا نجمع بين رأيك ورأي الأستاذ حسين ليشوري ، حين نجعل القديم قاعدة والجديد انطلاقة .


                              تقبل تحياتي وتقديري وعظيم احترامي


                              sigpic


                              كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                              تعليق

                              • صادق حمزة منذر
                                الأخطل الأخير
                                مدير لجنة التنظيم والإدارة
                                • 12-11-2009
                                • 2944

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة


                                الأستاذ صادق حمزة منذر

                                تحية طيبة

                                اشكرك كثيراً على ما تفضلت به ، ولكن ما قلته حضرتك يقع تحت الأسلوب التفاعلى :الاستقرائى- التصميمى و لذلك فما جاء فى تعليق حضرتك يمثل جزءاً متضمنا فيماعرضته باختصار سابقاً تحت عناوين استقراء و تصميم و تفاعل. وحتى تتضح الأمور كان المفروض أولاً الاستيضاح عما قلته تحت عناوين الاستقراء والتصميم و التفاعلى ، وربما كان التصميم يرتبط اكثر بالعملية الابداعية على غير مثال سابق لأن المبدع يصمم شيئاً فى ذهنه وهو يقوم بعملية الابداع ( الرجاء مراجعة ما كتبه الأستاذ حسين ليشوري و مثاله حول صانع الذهب) ، وعملية الابداع هنا هى تفاعل مستمر بين عدة مؤثرات بين المبدع ونفسه و محيطه و خلفيته و خبراته و آماله و أهدافه و شعوره ، فى عملية معقدة لا يمكن وصفها وتحليلها إلا بإستعمال منطق المنظومات ،فالإنسان ليس جزءاً ولكنه منظومة معقدة يصعب دراستها من خلال تفكيكها لأجزاء و دراسة كل جزء منفصلاً عن غيره ، و ما يحدث بين ما يجرى فى نفس وقلب وعقل المبدع و خارجه و تأثيرات التغذية العكسية للتعديل و التصحيح و التغيير هى ما يحكم الكثير من الفعل ورد الفعل بين المبدع وما يدور بداخله و ما يجرى حوله ثم ترجمة ذلك لنص ما.

                                أما تركيزك على الثعالبى فقط فهو يقلص كل المناقشات السابقة و الأمثلة التى عرضت ( راجع امثلة الاستاذ حسين ليشوري والأمثلة التى عرضتها فى سياق المقارنة المطلوبة مع الرسائل الأدبية ،و الاشارة إلى ما تم نقاشه سابقاً فى الملتقى وروابطه). ولذلك فانتقاء مثال الثعالبى و اهمال امثلة أخرى (التى عرضت حتى الآن ومع طلب المزيد من أجل دقة التحليل وسلامة التنظير) اعتماداً على تصوراً مسبقاً عن الابداع يحتاج مراجعات. وحتى كلمة "الابداع" نفسها تحتاج تنظيراً قبل استعمالها لتبرير الآراء.

                                نحن مازلنا فى مرحلة التنظير ، ولذلك فالمنهج هام هنا حتى يمكن الاتفاق على كيفية تحديد و بحث ملامح ال " ر. ق. ج.".

                                مرحلة التنظير لا تبدأ من فراغ ، التنظير يعتمد على معطيات معطاة تعتمد عليها للتصنيف وليس على آراء تبنى على تصورات نظرية مسبقة، فما هى المعلومات و المعارف المعطاة عن وحول الرسالة الأدبية لنعالجها معرفياً ،و نحللها أولاً قبل الوصول للشكل الجديد وملامح ال ر. ق. ج.؟

                                و الآن سؤال لك

                                هل ممكن أن تصف لنا منهجاً يساعد فى عملية التصنيف؟

                                و تحياتى ومع

                                عطر الورد و دوام الود



                                الأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر

                                أشكرك على المتابعة والاهتمام وآسف لتأخري بالرد على مداخلتك القيمة في موضوع الرسالة الأدبية القصيرة جدا ..
                                أستاذي الكريم :

                                الإشكالية التي أطرحها أنا هي في الأسبقية للعمل الإبداعي على كل الدراسات و الأعمال التحليلية والتصنيفية وما شابه والأمر ببساطة هو أنني لا يمكن أن أصنف ما ليس موجودا بعد ..!

                                وإنما التجربة الإبداعية للمبدع الحالي هي التي ستفرض نفسها وتتبلور لتنتج
                                لونا أدبيا إبداعيا وليس التنظير فنحن نتكلم أستاذي عن قالب أدبي وليد غير موجود بعد
                                وأنت تتكلم عن مناهج التصنيف ..

                                وما أنكرته أنا هو هذا التسلط البحثي على هذا اللون الأدبي الذي هو قيد الولادة ..

                                فأنت تطرح هنا التصدي لـ :

                                1- تصميم قالب لكي يكتب بناء عليه ( وهذا مرفوض عمليا وإبداعيا )
                                فالإبداع أسبق على أي تصنيف

                                2- استقراء ما لدينا واستنباط القالب ( وهذا غير ممكن لأن الـ ر أ ق ج
                                غير متوفرة بعد )

                                والخلط حدث برأيي في محاولة العودة إلى مصادر مثل التراث الأدبي
                                و اقتطاع أجزاء منها أو كلها وجرها إلى ما نحن بصدده الآن وأسقاط
                                التصنيف عليه ..
                                وهذا أيضا مرفوض لأنه غير مبرر أدبيا وإبداعيا فكاتبو تلك النصوص لم يكونوا
                                يتوخون في رسائلهم أن تكون رسائل أدبية قصيرة جدا فهذا القالب الأدبي
                                لم يكن قد نشأ بعد ونحن نشهد نشوءه الآن أو نكاد ..
                                ففي حين أن الشعراء مثلا كانوا يكتبون قصائدهم بشكل متعمد ومتبنى على غرار الشعر
                                الموجود بينهم ويتناقلوه - وجاء بعد ذلك الخليل ليصنف ما كانو يكتبونه - لم يكن هكذا حال
                                من كتبو الرسائل في الأمثلة الموردة وإنما كانت هذه النصوص القصيرة

                                مجرد رسائل فرضتها الحالة غير الأدبية في معظم الأوقات ..

                                وأيضا لا تكفي البلاغة اللغوية ولا الإعجاز اللغوي في تلك الأمثلة لتفسير القالب الفني الأدبي كما نعلم ..

                                3- المنهجين معا أيضا لا يصلحا لكلا الأسباب الظاهرة فيما سبق

                                وهذا ينطبق على جميع الأمثلة الموردة بلا استثناء .
                                .
                                الثعالبي والجاحظ وبديع الزمان وحفني وغيرهم .. وكذلك ما ورد من أمثلة
                                في كتاب الثعالبي خاص الخاص ..

                                وأيضا ما أدرج من القرآن الكريم - وهذا الأخطر برأيي - فكل ما جاء في القرآن
                                يا سادة لم ينزل لمبررات إبداعية أدبية وقوالب فنية بل لمبررات عقائدية وإيمانية فلنخرجه
                                من هذه المقارنة غير الواردة في هذا المقام ..

                                والإبداع الأدبي بمفهومه الواسع هو: فن إخراج غير الملموس الذي يختلج في
                                بواطن النفس وغياهبها إلى عالم الملموس ووضعها على الورق لتتخذ شكلا
                                جماليا ملموسا يمكن قراءته ويمثل صورة ساكنة لحالة إبداعية في لحظة ما
                                للمبدع ..

                                ووفقا لهذا التعريف فكل إنسان هو مبدع بالفطرة ويملك حالة إبداعية والأمر
                                يختلف بين إنسان وآخر فقط في مدى قدرته على التقاط صورة ساكنة ملموسة
                                لحالة إبداعية يعيشها في لحظة ما ..

                                وحول سؤالك عن المنهج أقول لك

                                ما هو المنهج الذي اتبعه المهلهل ( سمي كذلك لأنه أول من هلهل الشعر )
                                لتأسيس نمط وقالب أدبي إبداعي شد الناس وقادهم نحو تجربته فوصلنا
                                إلى القصيدة الشعرية الكلاسيكية بكمالها وجمالها ..
                                لو أجبنا على هذا السؤال لبلغنا قلب الهدف فيما نحن بصدده الآن ..

                                تحيتي وتقديري واحترامي لك






                                تعليق

                                يعمل...
                                X