آفة النفس أنها تبرد على خرافة / رحلة استكشاف ما للنفس من خرافة وآفة .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    آفة النفس أنها تبرد على خرافة / رحلة استكشاف ما للنفس من خرافة وآفة .

    آفة النفس أنها تبرد على خرافة .

    ولا يحتاج المرء أن يقيم في وادي الجن . يشارك أهل هذا الوادي في كل ما يقيم الأود و حتى في العجن . وليأتي بعدها الى هذا العالم المقيم . ليكون من أهل الرقين أو حتى الرقيم . أو ليروي ما لا يفهم . يفصح عن كل ما يعجم . ليكون له خير جم . ليضرب لنفسه بانشغاله في هذا المشغل أو المنشغل في عالم الأحياء سهم . إن الخرافة يصنعها المرء في شهر رجب . أو يستجلبها من عالم الطفولة كسبايا أو جلب . والعجيب كيف أن كل امريء يجد إلهامه في غورعالم مطمور . عالم تعدى طوره كل طور . وربما من درج من أدراج الطفولة . ويظل هذا العالم او جنيه الصغير يعمل في الأنفس فعله و يكون لها فطحله . وقد لا يكون دور هذا الجني دوما دور أم رؤوم . تهدي الناس خام النبل او يمسح جبينهم بمنديل خدوم . بيد أن من المؤكد أن هذا الجني يظل يلعب من وراء جدار . وتبني له في عقر النفس وفي فنائها خير دار . ويظل ابن الرنساء يرنو أو يصيخ . ينادم هذا الفصيح . هذا الجني الذي يخنس عنه . ويحدب عليه وفقا لصنفه و مذاق نعناعه . وإبن البرنساء عنه راضي . و كل تصور يزينه الجني له رباعي الحافة و غير ذي ضرر . ويقف وحي طفولة في القاع من هذا الخضم . إلا أن النفس محقق لهذا الوحي ولو قضمة بعد قضم . و جني الطفولة يقعد زبونه تحت الخيم . ليسود و يزين له وجهه من إسوداد صخيم . ولا تدري بعد ذلك كله هل سيوحي له دين صخر أو مذهب سخيل . والمرء أسير وسجين هذا الجني . وأسير أصبع تطبع فيه طبع الخراب . ليطلق عنانه أو يسجنه في عالم الأغراب . وكل غصن من أغصان جذعه مبهور ومدموغ بدمغة هذا الجني . والخارق في كل ذلك وبعد هذا كله أن تلد دنيانا عثمان بن جني .
    التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 16-10-2010, 16:16.
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    #2
    وثمة سوءة أو سوءات تكتسبها النفس الإنسانية . لتجعل منها بعير سقي أو سانية . كيف تجد هذه السوءات طريقها إلى النفس على علم ودون غفلة غافل . ولعلي هنا بصدد التضارب على سبب الإغراب . انني متضارب ليس إلا وليس للشوؤم غراب . ولا أريد بهدا الكلام ومعاذ الله كفرا . ولا إلى الجاهلية الجهلاء فرارا . إنني لست المتفلسف . ولا المصاب بالجرب أو السفلس . همي التضارب حول إعوجاج و قذل . دون أن أكون متشككا في أمر دين ولا نذل . ولعل علو مداركي في بعض العلوم يؤهلني الحديث عن كل هذا و برقة . وذلك لما أجد في النفس من تحسر وحرقة . كل ذلك آنما أختبر مخابر الأعوجاج . ليس عند فريد من نوعه كإبن يوسف الثقفي أو المتعارف عليه بالحجاج . وإنما عند الكثير من أهل القرى من تاجر في الدين و داج . ولعلك انت يا فتاة الحي لا تحكم علي بالتخبط . ولا في معارج الخلق والروح بالحبط . ولعلي سأزيد في باب الإنذار . حتى أبلغ فيه باب من هو أحذر من قرلي . أو يسمع لي من بين الجن بعضا من النفر . ولأشد ما أخشاه هو أن أبتلى بسوء الحظوظ إذا ما كان الناس متفرق على بعضها شذر مذر ولاسيما في صفر . فتقع نذري و تحاذيري وراء الآذان . أو يؤذن عليها للصلوات أصحاب المآذن .
    التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 17-10-2010, 05:17.

    تعليق

    • يعقوب القاسمي
      محظور
      • 23-07-2010
      • 215

      #3
      وما أزمع صنيعه هنا في رسائلي هذه هو حك و قلح جرب يظل مخفيا على الأعين . مخفيا على القعقاع بن شور وابن زائدة معن . ما أزمع صنيعه هنا هو طرق موضوعة قلما يتطرق لها طارق . إلا من أخذه على طبيعة النفس البشرية سهر و أرق . موضوعة ليست من صلب هم أو إهتمام كائن ما كان . وإن كان لهذا في العلم والمقام أركان . إنها موضوعة عزيزة على النفس . دون أن أبتذل فيها أو أسخف . إن الموضوعة قريبة الصلة بالوعي . وسعى لها الفلاسفة ألف سعي . وكيف أن النفوس تتجمد في محاجرها عن وعي أو دون وعي . أصيبت أو لم تصب بالعي . لتخبط بعدها خبط عشواء في كل سعي . وكيف بها إذا فقدت بوصلة . بوصلة لا تهتدى بعد بإبرتها . ربما لعلة ما فقدت النفس الصلة بربتها . سمجت , كلت , وأعيت في المواء هرتها . والأغراب من بني البشر أكثر عددا من أغراب أي جنس أو نوع آخر . ممن لهم في أكناف الأرض مواخير . نقولها ذلك البتة دون تماهي أو فخر . وهذا لا يعني ان أغراب البشر تضرب كما تضرب أغراب الإبل . معاذ الله أن يكون أقدارها ذلك القدر وإن فقدوا جوهر أو جل ما في النفس من تراب تبر الذهب أو نبل . وربما تضرب جزء جزيء من أغراب البشر . وتظل الجزء أو الجزيء الأكبر في مكمون طورها تنبيء بشر . وهذا كله رغم وصفات الشفاء . وصفات شفاء و أرشية دلاء . لمن كان له في الهدي والهداية غرضا أو شاء . سجايا في النفس و صفات . لمن كان له في الفطرة قدم صدق و صفات . والدين ليس دوما بسند أو بمعين . وإن كان صاحبه صاحب دين و متدينا الى أبعد الآفاق . وعلى فرائض ونواهي الدين ثقف النفس وعليها طاق .
      التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 17-10-2010, 07:24.

      تعليق

      • يعقوب القاسمي
        محظور
        • 23-07-2010
        • 215

        #4
        على دين صخر أم مذهب سخيل .

        ولا تدري ماذا يخبئه الأدمي تحت جلده . على ماذا تكورت نفسه في تبلده وتجلده . وعلاما ترجف منه الخيل . أو هو على دين صخر أم على مذهب سخيل . وليس من السهل الغوص في الزبد . في الحرة و مربد . وكيف يستقيم الغوص في أغراب النفوس . في الشاهق العالي منها وفي العنوس . هذه الأنفس التي تشبه بعضها البعض . وتحرص أن تكون لنازع ما أو لعلة ما شبيه بعضها البعض في المضخ السليم و العض . ومن دواعي إنحدار بعضها وميلها إلى الإغراب صبوتها إلى التلاقي . سواء كان ذلك في مرج الرهط أم في العراق . هذه الصبوة التي تضع النفس على قفاها . تمهيدا للحجام و رمد العين أو فقأها . ودواعي الوقوع في شراك الإغراب غير واحدة . غير أن كل واحدة منها تنقر في النفس بمنقار حدأة . دون أن تدري أن جرفها الى إنهيار . وأنها في يومها لا تبنى بخشب البهار . فلا تفتح أعينها إلا وهي وقد وقعت في بحيرة السكون . تتحرك لكنها جاهلة عما يحيط بها أو يدور في الكون . ورغم أنها على أمر ما تبرد بعد حميا . إلا ان ذلك لا يعني بأنها قد صفت لنفسها نديمي الحاري . النفس هي هذه الغريبة التي لا تقاس بمسطرة . نبيهة كانت أم بطرة . على إنفراد كانت أم بحضور النواطير . والنفس تظل مفتوحة المعبد . لا تعرف زيف طقس ولا غرابة اللبد . وهذه هي دأب النفس و ديدنها مذ كان لها حضور الألمعي في كنف الأوابد . مذ كان لها في عمق الفلاة عوي . وهي في كل ذلك إلى يومنا هذا لا تنفك ولا ترعوي .

        وساح الأمور مفتوحة على النفس . وتزود الأخيرة بكل نهيدة وكل أس . وفي وسع الآدمي أن يجرب و يختبر . يتمرغ في الفجور أو يبر . يضرب يمينا أو شمالا . وفي ظهره هبة من ريح الجنوب أو ريح الشمال . ليتكور في نهاية المطاف على نزر من الشمائل . لا تدر إن كان له في ذلك من طائل او نائل . وقد يكون ظنه أنه في قسمه لم يحنث . وأنه خير من دق أطنابا في أفقه العسجدي وأثث .
        التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 18-10-2010, 11:26.

        تعليق

        • يعقوب القاسمي
          محظور
          • 23-07-2010
          • 215

          #5
          وتعزف جني الخرافة على أوتار النفس دون رأفة .


          ولا أحد في منأى عن أصابع جني الطفولة . هذا الجني الذي يرسم تارة على خامة النفس وتارة يعزف على قيثارة حتى تحين ساعة الأفول . ولا يعرف المرء درج قفول . ومحير أمر هذا الجني الذي ليس له طعام من عسل ولا فول . الذي لا يمكن مطاردته ولا تعرف له رهط أو فلول . وكل ذلك على نحو مجاني . ودون أن تدرك النفس عما يبيته لها هذا الجني الجاني . وكل إمرء في مسعاه و مرماه قد ينجح و قد يزهر . وجني الطفولة يخنس تحت جلده ويخفي هر . وإذا كان لا يعرف أمر هذا الجني ولا يكشف له كيد فإنه لأن هذا هو قدر العوام . هذا في ذات الوقت قدر بائس وكيل زائد من الإنعام . هذا قدرك يا إبن البرنساء إلا إذا وقفت على طريق برك النعام .

          وهكذا يجمع أمر هذا الجني الى جني ثاني هو جني الشيطان . والجني الأول أي جني الطفولة لا نعرف إن كان قد نزل عليه اللعن . او إن كان أرعنا . إذ أنه جني سجاح و معن . جني أليف . يغشى المرء ساعة عسرته ويسدل عليه ألف سجف وألف سجيف . إنه جني يعلل للنفس التعاليل . ولا يهم إن كان صاحب هذه النفس من رب الثراء أو فقير وعائل .

          والجني هذا لا يزين للنفس الشر بالضرورة . إنما يزين أو يطلي بخير طلاء . ويفتن بكل ما يدخل في النفس البهجة وخير الصورة . ليقول لها ليس لك من سوأة . ولا صاحبة أنتن فسوة . إنك محاط بألف سور . إنك تلبسين خير القمصان والسيور . وللجني هذا في المواساة والتبرير طرائق . ولعله يكون في مبتدره من طرف قريب أو بعيد عونا على الصفائق . أنواعا من الطلي و أنواعا من الخمر في كل زق . وإذا ما قدر له أن يكون طلق اليد جعل من صاحبه أخسر أحمق . وعلة ذلك أن الفرط في تطبيق الطلاء على النفس من قبل جني مجهول لا تعني العافية . ولا التظلل بظلال شجرة الرفاهية . وإنما السفه والسفاهة في ألف رائية . وعمل الجني هذا ولنسميه مجازا جني المواساة و جني الشيطان قد يتداخل . وقد يقدم كلاهما للنفس خمر الطلاء والخل . الجني الأول يواسي . والآخر يجرد حرم النفس من الكساء .
          التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 20-10-2010, 02:38.

          تعليق

          • يعقوب القاسمي
            محظور
            • 23-07-2010
            • 215

            #6
            جني الطفولة وشيطان الضلالة .

            ولابد أن نمعن إمعانا في أن جني الطفولة يرافق المرء في رحلة العمر . في الحلو والمر . وهو لا يهرم ولا يشيخ . ويظل مشعا مزهوا كالشيح . لا يبلغ أرذل العمر . وانما يعمر مع المعمر . يدا تعمل على تزيين جانب نوار وعرعر . وجني الطفولة يغري ويغوي من ناحية . من ناحية أنه يشوه تصورات المرء ويشد له رواحل غير رواحله . ينزله كذبا وزيفا خير مقام . وهو يكابد وعلى أشده من السقم أو السقام . ويقيم للمرء وهما جدارا من عسجد . وهو في لهوه سادر ولا يعرف جدا .

            وفعل هذا الجني غير فعل شيطان الضلالة . هذا هو شيطان دائرة فعله صعب التشخيص رغم أنه نشط دون أن يكون بحاجة إلى ترخيص . هذا جني أو إن شئت قلت شيطان لا يهمه مبلغ علو الصنيع عند المرء ولا يعينه على ضالة . وهو يركب مركب تهيض جناح السجية المحمودة والخلق . وجر المرء إلى صنع المتهلهل و المختلق . ولا يهمه بعد ذلك كله إن ركب المرء مركب صنيعه على بهرج أو ألق .

            وصنيع شيطان الغواية بادي على الأعين و على الملأ . وعشبه واضح المعالم و كذا الكلأ . وما يزينه و يجمله في الأعين يشخصه الملأ وهو وارد في الرذائل والنواهي . ولا يخفى على الملأ ماهي . فلا يعاقره عاقر وهو سادر و ساهي . ومن هنا ندرك أن سلطان شيطان الضلالة أي الشيطان الأول غير مطلق . نعرف معالمه وعوالمه كما نعرف عوالم بني المستطلق . وبمقدور أهل الدين أن يحاصروه وأن يقيدوا ويضئلوا من دائرة حدوده إلى أبعد الحدود . وأن يسفروه إلى أرض الجدود . إذ أن شيطان الضلالة من أهل التسول والكدي . ولا سلطان له على الأكدي و الكندي . والنفس في كل الأحوال دريئة للفتون . وينقش عليها ناقش المتون . بيد أو بآخر لكنها وفي كل حال مشرد بها ولا تجد الأب ولا النصير وإن كانت هذه مكدوما في قرارته ومكلوم . وصاحب هذه النفس يعلوه البرش و يخنق على سوأته وجرته . وقد يكون من أهل السماء ولا يثبت قدم لمجرته .
            التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 21-10-2010, 07:22.

            تعليق

            • يعقوب القاسمي
              محظور
              • 23-07-2010
              • 215

              #7
              قد يفلح مع النفس جني إلا أنه قد يخيب معها شيطان .

              وللحديث عن هذا الجني وذلك الشيطان شطآن . حديث عريض القرفة ومما له بطن أو بطون . إن النفوذ الواسع واللامتناهي لهذا الجني يخلق الإغراب . يزجي طائر النفس لينزل محله الغراب . و يخلق من هذا الانسان الذي قد يكون له طوله و تطوله مرابي . لا يقبض عن صنيعه أجرة الأب . الذي قد يئتزر بقلاع و أطون . و له بين القبائل أظهر و بطون .

              ولعلك تقف أمام شيخ من شيوخ الدين . رجل عريض المنكبين و بطين . وهو له في ذكر الخير جنة و طنين . ولعلك تجزم أن هذا الشيخ قد هزم بعرض وبفعل صينية الطاعات شيطانه شيطان الشر . وجعل منه أسيرا في وادي نهابر . وبذا يكون قد حرر وادي من وديان النفس من سلطان شيطان الضلالة وقد سمينا هذا الوادي بوادي نهابر . لكن ما بال وادي غوير . هناك حيث جني الطفولة لا زال طليقا ويركب فرسه على ضفاف جعفر أو نهير . وهذا الجني هو العلة الحقيقية للضلالة . لما يمسك في اليد من واسطة و آلة . ولما له من طرائق . طرائق يجعل من خلالها من إبن حواء إمعة مسلوب الإرادة . دون أن يطيق أحدا على أخذه بجريرة . يجد له محل إقامة أو أحدا ممن له معه جيرة أو معه في إجارة .

              أجل ان وسوسة هذا الجني الرفيق هي أبشع وأشد هولا بين جوانح الشيخ العابد من بشاعة صنيع الشيطان . هذا الجني الحر الطليق الذي لا يسكن الحرة ولا بطنان . و ليت شعري كيف يقدر المرء أكثر من هذا على تضخيم دور هذا الجني . وإعطاءه حجما يتناسب وحجم دوره كمجني لثمار عمل العابد وكجاني . كيف يحذر المرء ممن لم يحذر نبي منه . وهو إن خمر في النفس من شراب و عجن من فطيرة فانهما يكونان بمثابة العسل والسمنة . وكيف تحذر و تنذر من سم هذا العسل وتلك السمنة من هو سادر وآمن في مأمنه .
              التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 22-10-2010, 10:19.

              تعليق

              • يعقوب القاسمي
                محظور
                • 23-07-2010
                • 215

                #8
                كونية الوهم في السيكولوجية الكونية .

                ولا أحد يتساءل عن سر إنطلاء مكائد جني النفس على النفس وعلى الرعاع . سر تواجد زخاري هذا الجني في كل قاع . في أقصى الأرض وأدناها وفي كل بقاع . ولا أحد يتساءل وبحرقة أو يأخذه العجب . أو من فرط عجبه يلقي نفسه في أعمق جب . لماذا لجني الطفولة في كهوف النفس مطلق اليد . وراء و فوق كل كيد . لماذا لا يلعن . لماذا لا يعرض لشماتة الشامت ويجعل منه كبير الأبالسة وإن كان صغيرا مسالما في السر و العلن . لماذا لا يحارب وبكل فن . ليت شعري العلم بهذا على هدى . والعلم أين يبني لنفسه جني النفس في كهوف النفس مهدا . وليس لي من علم عالم وإن كنت الأمين إلا التخمين وليس الفصل . ولعلي أقول أن هذا الجني يدس سمه في العسل . ولعل وسوسته تكون عنصرا من عناصر الخلق الأول . مع فارق أن جنيه ليس من أصل إبليس . وإن كان فعله قريب الشبه بفعل إبليس ويطلب أضاحي من حمرالأديم . جزءا لا يتجزء من فيزياء الكون والسديم . وإلا كيف التعليل والتفسير . في أن يكون الطفولة الأولى والثانية لإبن البرنساء لهذا الجني أسير . وأن يأخذ برأيه كما لا يؤخذ برأي قصير . ولقد كان قصير هذا مستشار ملك الحيرة جذيمة الأبرش . وأقرب أصحابه وهو على العرش .
                ويكمن في تصور الآدمي الكوني من الأوهام المخربة والهدامة ما يجعلني أجزم أن هذا الآدمي لا يخرج من طور الطفولة . وإن اجتاز وتعدى بطونها . وإن جني الطفولة ينفخ في أوهامه نفخة مارد ماهر . وليجعل من تلك الأوهام أوهاما كونية. تعمل في صدر الإنسان الكوني وبصورة ذكية . وله في التجني على ملكوت الخير سهام . دون أن يكون جني الطفولة هذا تائها كل التيه ولا في وادي عبقر هائم . أي أن الآدمي الكوني لا يخرج من طور الطفولة وإن اختلفت وتفاوتت عباءات الاجتماع . وكانت الأنفس الى روحية أو أخلاقية دون أخلاقية جائعة وتربأ في الولوج في كل جماع . وليس كل من بلغ سن الرشد صار له سن من عاج . صار له خرافا في السعي و نعاج .
                التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 23-10-2010, 11:25.

                تعليق

                • يعقوب القاسمي
                  محظور
                  • 23-07-2010
                  • 215

                  #9
                  جني الطفولة جني الإنحراف .

                  وهذا الجني لهو بعينه الجني الذي يفسد النوايا . ويضرب ضرب الحائط هذا الذي يحض عليه الآي . يحيد عما في الصلب . ويقفل النفس على أو في غريبة من الغرائب . لا تجد النفس عنها مخرجا ولا ركائب . ركائب وغرائب . والنفس تظل على هذا السبيل . لا تعرف أن تتراجع ولا أن تستطيل . إنك ترى المرء وهو في الظاهر له طول وتطاول في خلق الدين و قد يكون ماض في عزمه . لا يثنيه ثان عن مغنمه . وهو يسير في بيد أو مهمه . و ربما ليس هناك في الظاهر ما يقبح خلقه الديني أو يشينه . وهو قد يكون كذلك في الصميم . لكن الرائي المتخصص يرى ما لا يراه إبن السواد في القصيم . إنه يرى ويستشف فيه الكثير من أمراض الطفولة .

                  ونطلق على هذه الأعراض عند العابد المتعبد وهو في كهولته مرض . بينما تكون هذه الأعراض ذاتها عند الطفل أعراض عافية في خير ربض . وما يتصف به الطفل ويليق لابد أن يضيق به العابد الكهل و البطريق . والبلية تكمن أن السواد الأعظم من الناس ليسوا بأهل اختصاص . ليشخصوا علة تلك الهلامية عند هذا النفر الذي قد يشتطط في سجية أو أختها و برخص .

                  ويظل جني الطفولة ينشر البرش في الجسد بعيدا عن كل دواء ومبضع . وليس من قائل يقول له يا هذا عنك ضع . ولعلي أقول وبدون عبث أن الرجل الذي بلغ الكهل قد يعتريه داء الضبع . وقد يكون في هذا الداء ما يفسد الطلاء . طلاء العاقل المقل . الناضج في العاطفة , العقل , والنقل . وما شخصية المرء إلا التكامل في هذه النواحي . لتبلغ مداها في خلق عريض و يكون بوحها خير البواح . تسير سادرة كانت أم في يقظة سير الأقحاح .
                  التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 25-10-2010, 00:46.

                  تعليق

                  • يعقوب القاسمي
                    محظور
                    • 23-07-2010
                    • 215

                    #10
                    وكل إبن أنثى يتأبط هذا الحبط أو الميل نحو الإحباط .

                    وكل إبن أنثى يتأبط هذا الإحباط إذا كان المرء يعيش أوهاما . يحدق به جني الطفولة و يترصده وله في هذا مهاما . وينفق المرء ردحا من سني بلوغه وكهولته يصقل ويطور . ما نفثه في روعه هذا الجني النسطور . الجني الذي عشعش في روعه وهو طفل . وهويتحرى بقاء وسرمدية زمن فطحل . ليشعر وكأنه في تناغم مع روح الزمن . وأن أمه لم تلده هباء وتناغما مع تهاطل المزن . أو أنه لم يك مجرد إضافة اعتباطية . دون أن يكون له الأكوان مطية .

                    إن صنيع جني الطفولة هو نسج هذا الزخرف . هذا الزخرف الجميل وهذا الخزف . هو حقا بطانة وبنية تحتية ملتصقة بنفس الطفل . وحاجة النفس إلى مثل تلك البنية آنذاك كانت شديدة . إلا أن النفس القوامة تتدرج في سلخ هذه البطانة بتقادم السنين وفي نكث ذلك الحبل رويدا رويدا مهما كان ذلك الحبل مسيدا صفيقا متينا . ليتحول عبر هذا المسير من طفل مسود الى سيد .

                    و قد أفضنا القول أن شخصية المرء لا تنمو دوما على هذا النمط . وليس لنا من سبيل في أن نطمأن على أن المرء يسلخ جلد الطفولة ليس قيد شعرة أوأمك . و من المحقق أن المرء يظل غرضا مستباحا وهلاميا . وقد يستجيب لنوازع العلم والدين إلا أنه قد يظل في تصوراته عن الذات والكون هائما . ورب قائل من قال وما ذلك بضائر . إذا من قرب أو من على بعد نبح له أو عليه هر . إذا أدى المرء ما على كاهله من واجب و تكليف . وصفر ونفذ ما عليه من أوامر ونواهي في الحواضر والريف . وربما كان ذلك الهدف والقصد من التكليف . ولا يهم الخالق شيئا آخر . لايهمه فيما اذا كان هذا العبد في وسعه أن يباهيه , أي رب الكبرياء في الألق , أو يفاخر . لكنني على كل حال أستقبح أن يظل هذا التقي النقي في فراغ . حاله من حال ثعالة وهو يراوغ .
                    التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 25-10-2010, 01:12.

                    تعليق

                    • يعقوب القاسمي
                      محظور
                      • 23-07-2010
                      • 215

                      #11
                      ما أنت بضبي أنت الذي تختضب بكل خضاب .

                      وعلى ضوء ما أسلفنا فإن آفة الانسان المتدين آفة . نظرا لأنه مفتوح على ما يشبع في النفس نازعة ظلت أصيلة . تراوده ساعة السحر والأصيل . وما هذه النزعة إلا نزعة حب التلاقي مع أبناء البرنساء . حبه في وميله إلى أن يكون بضعة من ابن النساء . حبه في أن يلتقي عبر نوازع طينة آدم قبل النفخ في الروح مع كل الناس . أي أن يكون له ملهى في المشاركة في طقس اجتماعي . أو طقوس بالدين لا تمت بصلة ولا تشيء . ولا تجمعها بالدين شيء . وإنما هي طقوس تربط الأفرد ببعضها البعض . وتبدي ما للأنفس من شبه ببعضها البعض في الربض . فيحس الواحد من هؤلاء أنه جزء لا يتجزء من نسيج . وأن له في هذا الانتماء سياج . قد يكون وقد لا يكون خشبه هذا السياج الساج .
                      ولاشك فإن العفريت الذي هو دون العفريت الأول أي شيطان الوسوسة الذي يدفع الادمي إلى هذا التقارب هو جني الطفولة . الذي يظل حيا وقد دق في النفس أطنابه . ولايمكن قلعه من النفس ولا التلطيف من أثره عبر طب وطبابة . ولذا قد تجد المتدين وهو على خلقه الديني يعوج . أو يخلق في الشخصية نتوء إنحراف وعرج . إنه جني الطفولة الذي يزين للنفس هذه الإنفلاتات . ليلقي بصاحبه في شر الفلاة . والنفس التي تقبل بهذا التقهقر تقبل به لأنه لا يجد في التقمص بمخلوق اجتماعي أو بخليقة اجتماعية شيء يضادد الدين ولا في المشي وراء الحمار و نهيقه . طالما أن ليس ثمت نص أو نصوص في متون القرآن والحديث تنكر وتضادد تلك الخليقة .
                      ومن هنا تبدأ في النفس إنشطارات . وتدحرجها في إطارات . إطارات لا تدفع النفس دائما في ذات الإتجاه . ولا تكتسب لها المحمود من الجاه . وبوسع الرائي أن يجد لدن المرء حديث المقال خلائق لا تتواءم مع بعضها في الجنس . وإنما التنافر في طبيعتها مثل تنافر ما لدى المرء مع سلوك هجرس . أو قد تكون هذه الخلائق على درجة من التنافر يجعل معه من الممكن تصنيف ذات الشخص الى عدة شخصيات . نظرا لما للشخص الواحد من تنافر في الخصال وتباين في الرقصات .
                      التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 26-10-2010, 08:40.

                      تعليق

                      • يعقوب القاسمي
                        محظور
                        • 23-07-2010
                        • 215

                        #12
                        وثمة غواية وغواية .

                        والنفس قد تجد من إداء الفرائض وإجتناب النواهي حملا لا تطيق الحمل . وقد لا تقوى على القراع وتمل . كل هذا آنما يكون المرء غلاما أو غليما . يجد شيطانا وراء كل نازعة يجره عن طاعته ليجعله ملوما مليما . أجل ان العيش في حميا الشباب هو غير العيش في سنين الرشد والكهل . ونوازع الفتوة تلزم ولا تمهل . حتى وان كان الفتى لكل مكرمة أهل . لكن سرعان ما ينجلي غلواء الشباب ويخنس شيطانه . هذا إن افترضنا جدلا أن شيطان الشباب خليع ولا يفتر ولا يخمل نشاطه . وإن المرء إذا ما دحره خرج شطأه .

                        بيد أن كل ما سقناه من حديث هو مسلمات . وكيف نسلم ونقبل جدلا أن للفتوة دون مراحل العمر الأخرى شيطانها . وأن هذه الفتوة خضرة شِطآنها . كل ذلك ولا يخفى على خافية أن حتى الكثير من جموع الشباب تسلم من يد هذا الشيطان ولا تستجيب لنوازعه . تمضي في طريقها المرسوم ولا تصبغ لهذا الشيطان عواهنا . وزيادة على هذا فان المرء بتقدم السن في وسعه أن يكون له حافر في المثل . دون أن يزل له قدم أو يثل . ولاسيما بعد أن لبى دعوات الشهوة إثر الدخول في زواج . وثبوت قدمه في سوق له رواج .

                        وهذا يقودنا الى القول أن الشيطان وبأبشع صوره وهياكله يتجلى في حميا الشباب وإنه على أغلب الحال سيدحر . وهو بعد ذلك لا حرز له وهو حر . متوارعن الأنظار . وإن كان لازال يمثل خطرا وقد يكون بضائر . إلا أن جني الطفولة أو من مثل هذا الجني قد يكون له المثل الأكبر في التنغيص بعامة والإساءة والتنقيص بخاصة . في تشويه خلائق وسجايا الشخصية . هذا شيطان كيده من أكبر كيد . شيطان أليف يسوغ و يزين ميلة المرء الى التوافق في بوتقة الاجتماع العام أو الأكبر سواء كان ذلك انتماء لسومر أو أكد .
                        التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 30-10-2010, 06:36.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X