المشاركة الأصلية بواسطة خليف محفوظ
مشاهدة المشاركة
تحية طيبة
يظهر بأن يونغ انتقد نظرية أستاذه فرويد،التي تقوم على أن ظهور الفن مثلا له علاقة بالمخزون المكبوت في اللاشعور،غير أن الإخفاق الذي عايشه يونغ،هو عدم قدرته على التخلص من مفاهيم أستاذه،كمفهوم اللاشعور وأهميته.
عموما فإن يونغ يميز بين نوعين من اللاشعور للشخصية:لا شعور فردي أو شخصي و لا شعور جمعي.
-اللا شعور الفردي:يتكون من مجموع الخبرات التي اكتسبها الفرد في حياته من خلال احتكاكه بمعطيات العالم الخارجي،وحتى إن كانت هذه الخبرات في البداية شعورية،فإنها فقدت طابعها الشعوري بفعل الكبت والنسيان.كما يتألف اللاشعور الفردي من العقد التي أفرزتها تراكمات من المشاعر والأفكار والمواقف المكبوتة.
-اللاشعورالجمعي:هذا هو المفهوم الجديد الذي أضافه يونغ إلى نظرية التحليل النفسي.ويظهر بأنه استفاد من مفهوم اللاشعور عند أستاذه،كما استفاد من مفهوم العقل الجمعي عند إميل دوركهايم..يتكون مفهوم اللاشعور الجمعي من ذكريات كامنة موروثة من الماضي الإنساني،كالتاريخ السلالي للنوع البشري.إنه عبارة عن تركيبات يسميها يونغ(النماذج الأولية)والتي هي عبارة عن أفكار تحتوي على خبرات الإنسان البدائية،التي تتكون من خلال احتكاك الإنسان بالعالم.وهي تتصف بالشمولية والفطرية عند الجنس البشري،وكمثال على ذلك الرموز في الأحلام أو الطقوس أو الأساطير.وربما لهذا السبب تم نعت يونغ بأنه تحول إلى فيلسوف رموز.
لاحظ معي أستاذي الكريم أننا أصبحنا نقترب من التاريخ،وفرويد كان يرفض أن تعتبر الذكريات المخزونة في اللاوعي مجرد خرافة،بل أكد أنها وقعت بالفعل في الماضي السحيق وأن البحوث اللاحقة ستعزز لا محالة أقواله.وهنا نجد إيمانا بالحقيقة التاريخية،مما يدل على موقف مبدئي وضعاني-علموي.
أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة عن سؤالك.
وما أنا إلا باحث يحاول أن يفهم ويتعلم بتنشيط من أمثالكم .أتمنى أن تكون نسبة الأخطاء في هذا العمل ضئيلة.
تحياتي وتقديري
تعليق