رسائل الأديبة بنت الشهباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    رسائل الأديبة بنت الشهباء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أيها الأحبة عشاق الفنون

    و لأني أحبكم آليت على نفسي أن أجمع لعيونك الدر المنثورة و الجمال المنظور
    ففي الكلمات كنوز معانيها تحلق بك بعيدا و تخترق بك الزمان و أنت في نفس المكان
    تتأمل روعتها و يشدك الحنين إليها فتختفي المسافات ولا يبقى إلا هذا الجمال و الحب الغامر
    لروعة الكلمة و صدق المشاعر و نقاء القلب و صفاء الروح
    أدعوكم إلى رحلة في سماء كلمات و معاني الأديبة الرائعة بنت الشهباء
    لكم ودي وجميل وردي

  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2
    أول وآخر العهد ......


    مشيت معكَ بعد أن ساقتني الأقدار إليكَ لتلحظ هذا البنيان العتيد الذي شيّد من أصول الوفاء والودّ , وأصبح السيّد المتسلّط على معمورة القلب ...
    فكيف لي أن أنساه بعدما ثقلت موازينه من رجاحة فكره , ونزاهة حكمته بالرغم من وجع شكواه وبلواه !!!؟؟........
    لو نظرت إلى منزل القلب في حلكة الليل البهيم لوجدت أوطان البلايا , وأغراض المنايا , وأعوان الحتوف اجتمعت لتزيد من عجز حيلتها مع كمد وحرقة الآهات والألم ...
    رجوتكَ أن تمسك بيد صاحبتكَ , ولا تقتلها بجفاء هجركَ , وعصيان مودتكَ, وتزيد من لهيب حرقة الصدر بعد أن طال بها شواظ الأنين , وسقم الجسد العليل ...
    هل سألتَ عن حالها قبل أن تهزّها بقسوة بعدكَ , وتتركها هائمة مع دموع قلبها !!!؟؟؟.....
    هل سمعت صوتها حين يستدير لحديث الأنس , ومناغاة القمر !!!؟؟..
    هل حكمت على صفحة كتابها التي كانت وما زالت تروح وتغدو إليكَ لتهبكَ روح الصدق , وعصمة المودة والوفاء !!!؟؟...
    من سيستدير ليشفق على مستهام روحها , ويقلّل من وفرة جموح الألم , ولواعج الشوق !!!؟؟..

    ألم تعلم بأنني

    صبرت على عذاب الروح يا صنو الفكر, ولم يفرّقني عنكَ طول الشكّ والجدل بعدما تلمسّت صلد نزاهة قولكَ , ورفعة عراقة أصلكَ ..
    وتمنيت لو أعدو دائمًا لمنبر رأيكَ لأنهل من شذرات قطوفه جوهر الحكمة , وكنوز الكلم !!!؟؟؟ ...
    أقرّ أنني لم أعد قادرة على أن أهجر الأصول والثوابت التي أينعت ثمار فتنة حكمتها في الروح لتلازم الفكر والقلب
    ذلك هو قولي يا صديقي ....
    وذاك هو فعل الهوى لصدق , ومجمع الودّ والوفاء ...

    و هذا هو أكبر عيوبي ......

    الروح ما دامت حيّة , فلن يضيرها هذا العذاب يا توأم الروح والفكر...
    فلا تلومني عندما أعدو إليكَ لتسمع صوت لسان قلبي ...
    ذلك لأنك تعلم أنّ ما تحمله من بروق الخُلق والحُسن لن تستطيع عصا النوى أن تبعدها عن باب الالتزام بالعهد بعد أن سقيت القلب بوعاء الخلق والأدب ...
    وها أنا أتيت إليكَ اليوم لتلحظ ببريق فطنتكَ موكب حديث القلب وهو يلّف أرجاء الكون ليشكو له آية جرح ألمه , ويجفف عنه فورة دمعه , ويداوي حشا قلبه السقيم المدنف ..
    لم أرضَ يومًا أن أساوم غيركَ , ولن أقبل أن أكون نعامة ترضخ للهوان والذلّ..
    وأنتَ تعلم أنني لست من الذي يُعصر عودها إلّا لغاية الحقّ , ونُبل الشرف ..
    أيهونَ عليكَ أن تدنّس إذًا البقعة الطاهرة في القلب لتهلك في الضلال والتشرّد !!!؟؟؟..
    أيهونَ عليكَ أن يجفّ هذا العود الغضّ الذي يمجّ بالبان والصدق !!!؟؟...
    أم تريد أن توجع القلب ضربًا بعصا الذلّ والهوان والألم !!!؟؟...
    صوت من بعيد يخترق الحجب والآفاق , ليبلغ صداه روح القلب
    وهو ينادي بأعلى صوته :

    إلى أين المسير !!!؟؟؟...

    أهذا هو أوّل وآخر العهد!!!؟؟؟....


    بقلم : ابنة الشهباء

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      هذيان نابغة

      العزيز الغالي :
      لم تنسكَ نسيان الجحود , وما زالت تذكركَ بذكرى الوفاء والإحسان لتهبها خبرا يترجم لها إحساسكَ , ويعبر عن مدى حبّكَ...
      قلبها الودود يأمل أن يتمرّغ بين أشعة نجومكَ لتخطف من بريقها آية الحبّ , ومعجزة الهوى , وتنال منها سمو العقل , ولؤلؤة الفكر ...
      سجن بديع أنتَ ابتليت به ....
      أتت إليكَ لتذكر لها موقعها من نفسكَ , وتسمع صوت روحها وهي ترسل لكَ تحية هواكَ , وتجعل من الفكر يترادف لحديث قلبكَ ...
      تاريخ حزن كان لها قد استفاض في ألمه لتبكي له الكلمة , ويئن منه الحرف إلى أن وجدتكَ لتتربع سيّدَا على صدر القلب ...
      لم تعد قادرة أن تعبر عن أكبر حقائقها , وأدقّ أساليبها إلا من خلال اللقاء بكَ ..لتنال منه معنى أسلوبكَ البديع , وتنعم بحدة ذكائكَ المتوّهج ..
      انتهت إليكَ لتعترك الأقدار في فنها , ويستضيء لها وجه حبها ..
      وتراها تكتب لكَ رسالتها بهدف أن ترصد الضوء من داخلها لتلمس إِشراقة البيان التي لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تأتي إلا حين تجود عليها بفنن رياض قولكَ , وحسن جمال حديثكَ ...
      ارتفعت بكَ لتسمو بكلام علوي يمازجه قول يحار الفهم من أسرار جلاله , وخاصيّة إبداعه , فترسل قلمها من وراء فكرها , وتملأ عينيها من بريق حبها ...
      أتدري لمَ!!؟؟...
      لأن دنياها مترامية لمجموع جهات هواكَ , ولا تدري أهو سحر فكركَ , أم حبّ روحكَ ونفسكَ !!!؟؟...
      قد يأتي أحدهم ويقول :
      لمَ أضللت طريقكِ!!!؟؟...
      الخطأ أنها تاهت في أفلاك قلبه , لتعدّ له من جديد هندسة روحها , وتطلق العنان لبلاغة عمر إشراقة قلبها ..
      ترد خواطرها للقلب فيتسع لها الفكر , وتحبك خيوط نور أشعة حبها لتتيه مع سر هذا الغيب المجهول ...
      عمدت أن تنمو ثماره في روحها لتدب الحياة في روح جسدها , فكيف لها بعد هذا أن تبعد عن مركز قوّة أصالتها وقيمها !!!؟؟؟ ....
      نقطة البدء خلقتها أنتَ ...
      أنسيت ذلكَ !!!؟...
      رفعتها لعالم الحبّ , ودنيا الجمال لتنزل على قلبها كوقع الزلزلة التي أخذت المجموع بالجزء ...
      ألم تعلم بأن قلبها لم يعد يحتمل الهجر الكاسر , وآلام البعد !!؟؟..
      بل ما زال يتشقق منه ماء الهوى , وينبوع الحب لينزل عليكَ رطبًا نديّا يستروح الماء بحنو ورفق ليهبكَ عذبه السلسبيل ...
      قد تراها في هذه اللوحة التصويرية تريد أن تقصّ عليكَ نبأ الحب من أوله لآخره ...
      لا بهدف أن تشفق على مستهام قلبها , بل لتخبركَ عن حكاية قلبها التي باتت قوّة عمياء في صدرها , ومعلقة من معلقات الزمان على رأس فكرها , ومفتاح من مفاتيح البيان تزدان بها أوراق حياتها ...
      ترى ما يريد !!!!؟؟...
      أن يدفع عنها صرخة الحزن والشقاء ليشهد معها ضحكة الثغر من منبعه !!!؟؟؟...
      أم يأمل أن يصقل صفحة الأمل من جديد ليرى جمال مرآة الروح والطهر !!!؟؟؟...
      لا أدري !!!.....
      لكنها ما زالت تأمل أن تجمع بين صفاء روحها , وحسن معرضها , وجمال عبارتها ...
      و حاجتها أن تحدثها بصوت روحكَ كما تتكلم بقلبها معكَ ...
      اختارتكَ هي لنسيم غرامها , وسطر أحلامها , ولمحات ضيائها , وبدأت تشدو لكَ سمفونية حياتها التي أطلت بوجودها على أفق تاريخ زمانها ....
      فدعْ روحكَ تعلو لأماني الحياة , وتتلمس أفق النجوم , وتنساب على ندى الشباب لتلحظ مستهام الروح وترفّ عليكَ بوارف ظلال الحب , وبسمة إشراقة جمال الشعر ...
      لا أستطيع أن أنكر عليكِ نفحة الجنان , وتلهف الشوق والهيام ولكن .....
      ولا أنكر أن ريق قلمكِ هو دمع حنين , وذؤابة شوق تتموج بخواطر مليحة ما بين الخوف من المجهول , وابتغاء الأمل ...
      ما يجذبني إليكِ , ويدفعني عنكِ رائحة الوفاء والود من قلبكِ , وإصرار وعناد فكركِ , وهذا هو سحر حبّكِ..
      أراكِ أحيانا ساكتة وادعة ... لكن أقسم لكِ أنني أحس ما في داخلكِ , وما يضطرب ويتملل من شدة وجدكِ ..
      عينيكِ تنفجر في كلماتها ...
      شفتيكِ تضطرب من حركاتها كمن ينفجر ظمآن أمام ينبوع الماء العذب ...
      فتنة محمومة أصابتكِ ...
      تريد الهوى فتنفح في ناره لتذكي لهيبه , ومن ثم تحاول أن تخمد حريقه ...
      عجبا منكِ !!!...
      عالمة أنتِ وجاهلة !!...
      تعلمين جوهر القلب , وسموّ الحب ..
      وأحيانًا تجهلين المنطق والعقل ....
      إنه هذيان نابغة فيه تجد برد الدنيا , وسخونة الحبّ ..
      تأمل أن ينبئها الحبيب عن لطف هبوبه لتبعد عن فتور قلمها , وتبوح له عن سرّ إبداعها , ولون زهر أحلامها وأمانيها ....


      بقلم : ابنة الشهباء

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4
        همسات ناعمة



        الخواطر تمرّ على الفكر مرور الأحزان لتمتلكها الذكرى وتحيا معها عالم الأشجان فتهتك حرمة الأماني والأحلام , وتسلب النوم من الأجفان !!...
        تجدها مولهة عاشقة متيمة ... ذاهلة حيرى متألمة
        لا تدري أيّان مجراها من مرساها ...
        صورتها عن الحياة في الماضي لم تَجْدِ النفع لأفكارها ,
        ولن تجلب العنفوان لمشاعرها , ولن تهب الأمل لأمانيها وأحلامها ...
        سوى أنها كانت تبحث عن نضرة شبابها ..
        ولكن أين , ومتى , وكيف !!؟؟؟...
        أخذت في تحصيله سنين عدة , فلم تجد سوى أحلاما واهية , وليال منسوجة بخيوط العنكبوت سرعان ما يمزقها إزار النهار ..
        مع كل ليلة كانت ترقب عودة الروح , تنام ليلتها لتصبح على نسيم الفجر وهي تأمل أن تعيد لقلبها الحياة من جديد ..
        فجأة وجدت لقاءً فكريا , وانسجامًا روحيًا ولد في قلبها , وأينع ثماره مع حديث فكرها..
        روحها الآن ستلج باب الحبّ , وتقيم وجوده لتأتلف معه ,
        وتصل إلى غاية سموه ..
        القلب انفجر كالبركان , واحترق بلهيب جمرة حبّه , بعد أن صورت خياله في مشاعرها , ورسمته بين مطارح فكرها ..
        فجاء خيالًا مسحورًا , وإحساسًا دافقًا , وبات لا ير مسكنه إلا مع توأم الروح والقلب ...
        صعق من علو ليبدل من بعد خوفها أمنا , ويحول ضياعها إلى وجود .. فكان بنية حيّة نابضة صانها القلب في وجوه أعدائه , وأطلقتها الروح عبر آفاقه وأعماقه لتحملها برفق ولين , وتسكن دياره وقراره ...
        تحرص على سرّ صفوته , وتقصد كنه فلسفته , وتقتحم لجّة بحره لتخوض غمرة أعماقه , وتتوغل في بحر معانيه , ولا تغادر البتة إلا أن تعثر على منفذه ..ذلك لأن ذوائب قلبها تحولت إلى روضة مكللة , وجواهر مرصعة , وفنون مسترسلة ...
        كم هو الآن قريب من روحها ... وبدا لها أنها ستقتحم أعماقه , لتسمع همساته الحانية , ونبراته الهائمة المتألّمة ...
        الزمن حكم لها أن تلتقي به , وتصغي له لتستعذب ألحان كلماته , وتطرب لموسيقى مشاعره , وتتأمل إلهام أفكاره , وتبهج طربًا وفرحًا لسناء وفور عقله ...
        ألحان عذبة , وهمسات دافئة حملها القلم لتروي له روائع كلماتها , وتحلّل شفافية مشاعرها , ولين صلد فكرها وتتجه بعدئذ لتغوص في غمرة أحاسيسها فتملأها بإناء الحبّ , والوفاء , والصدق ...
        ومع هذا كله نجدها لا زالت تتساءل عن عذاب الهوى , وشجون القلب
        ما سببه !!!؟؟؟...
        كيف والقلب لم يعد يسكن إلاّ مع خفقاته , والعاصفة لن تهدأ إلا حين تزغرد للحن نغماته !!؟؟؟...
        ثمارها اليانعة , وأوراقها اليافعة لن تتساقط ما دامت تعيش ربيعًا لم تكن تعهده من قبل , وأنسام المروج الخضراء قد اتخذت لها مكانا في قلبها لتتكامل الفضائل من روح فكر قلبها ...
        مع هذه المشاعر الجميلة نجدها تخشى اللقاء , وتحرقها الكلمة , ويعذبها البعد ويرمي بها لبحر العطاش .. فتضن من النشاف , وتتقهقر بالعذاب , وتتلجلج من ألم الظرف وحاله ....
        تأمل أن تهدأ العاصفة الثائرة من قلبها قبل أن تهدم بقية بضعة أركانها ..
        لكن سرعان ما تعود إلى ألم الحب وعذابه الذي لا يمكن له بعد الآن أن يطفئ من قلبها نار الشوق , وحنين اللقاء ...



        بقلم : ابنة الشهباء

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5
          كيف لي أن أكتب !!!؟؟...


          إلى من تحتكم وأنت مرفوع المجلس !!؟؟...
          أتحتكم لصدر الحياة الذي لم يُحسن إلى ارتفاع الحب!! ؟؟..
          إلى أين بلغ العذاب مني!! ؟؟؟...
          والله إنه لأعجب من أسباب بعدكَ , وكثرة ظنونكَ أيها الفكر!!!!....
          تشهد بأنني لست من الذي يجلس , ولا يحفظ لكَ حديث الإخاء والود !!!...
          أجل !!!...
          أتدري لمَ !!؟؟..
          لأن ثمار الحبّ قد ولدت , وأينعت من بذرة الوفاء والصدق , لتنظر إليها بعد ذلك من فوق السطح !!؟؟...
          أرى هذا بأمّ عيني , وقد تخلخلت أعضاء الجسم من حذر الدهر, وصرعى الحزن والألم ..
          كيف لي أن أكتب !!؟؟؟...
          أأكتب من الجنب الذي زعمت أنه ليس هو كل شيء!! ؟؟؟..
          أم أكتب من مهرة الصدر الذي رميته بالباطل والزور !! ؟؟...
          لست أدري !!!...
          أسأل النفس :
          لمَ أصبح كل من حولي عدوا لنفيس الجنب , وسنّة الفكر!! ؟؟...
          كأنني وجدت بأن الزمن يَشقى به كل غريب وعاقل...
          أجل يشقى به !!..
          حمقاء هي تسابق الدهر لتلحق به , وتخطو معه, ولكن إلى أين !!؟؟...
          تودّ أن تبلغ بنيان الصدق لئلا تهلك في مراتع النفاق والغدر !!؟؟؟ ...
          مجنونةٌ أنتِِ !!؟؟...
          لا والله !!...
          فقط أريد أن أصل إلى غاية الوفاء والصدق , وأهدف إلى أن يأتي الكلم من الطبع الوفيّ المتميّز , وآملُ أن يخرج من الصدر نفائس حُسن اللفظ لتشير أنت بعد ذلك إلى بديع البيان , وصدق الكلم ..
          آه !!!....آه !!!!...
          آه لو تعرف كيف أدخل إلى الصفحة لأخبركَ عن صبابة القلب , وعلقم الهجر !!!...
          لم ألج والله باب التمثيل والكذب لأصوّر لكَ عما أنا فيه من حرّ الجمر, ولواعج الصدر , وسجيّة لهيب الدمع ...
          ولن أسألكَ عن شيء يا توأم الروح إلاّ لأهتدي إلى سوء ما كنت به أنت بصيرًا, ووددت أن أشركك أمري, وأحدّثك عنه وأنا أرجو من الله ألا تكون في منأى عن صفحة عمري...
          عاجزة عن التعبير والله !!!...
          كيف لي أن أبحث عن تصريف لهذا !!؟؟؟...
          كلّ إنسان مقصّر عن التمام , وناقص عنه الكمال... فلا تحذف بقسوتك
          ما اعتمد عليه الخبر المكشوف, والحديث المعروف...
          ما أكتبه لن أقصد به تعميق المعاني , ولا تحبير المنثور , ولا الكلفة في إقامة الموزون .. بل هو حقيقة جاءت من طبيعة الروح لتجود بها , وتقع على قلب الحب بأحسن موقع , لتكون أ له أنفع مستمع !!!...
          تخرج من كدّ وتعب الصدر , وليس بينها وبينك إلاّ حجاب رقيق تحاول أن تجتازه لتلحظ ندبة القلب...
          أطلقت حديثي معكَ , ولم أقيّده بسلاسل الكبرياء والغرور , بل حاولت أن أتناول معانيكَ بروح المجد والعزّة والفخر !!...
          قول صادق هو..
          هل يجوز لك بعد أن أخبرتك عما في الداخل أن تمنعني عن وجه أدب الحبّ , وخبر الصدق !!؟؟؟....
          قد طال هجرانك يا عزيز الرأي , وما زلت مع الوحدة أسامرها ... وأداة البعد تود أن تهلك صاحب المقال , وتعلّقه على أعواد المشنقة لتمنع عنه سبل البيان والإحسان!!؟؟؟ ....
          رجائي ألا تردّني مرة ثانية إلى عشية الوحدة والظلمة , ما دمتَ قد أوقدتَ بناركَ علياء الفكر, لتنشر حريقها فيتلظّى منها القلب !!...
          شددت اللسان ليحدثك عمّا ينوح به أثناء البعد عن نديم الهوى والأُنس لتلحظ الصدر وهو يجيش بأطهر ما عنده من آيات الذكر ..
          دع القلب يحيا يا من وهبكَ الله رأيا صادقا , وفكرا نيّرا , ولا تطلب من إمارته أن يدفن حيّا بين الأجداث ....
          لا ترمها إلى جور الزمان , وعيدان الأوهام لتتلجلج من جديد في ظلمة الأيام...
          من بعيد صوت الخير والحب يعلو ليخترق حجب آفاق الفكر والقلب , وهو يناجي رب العزّة والكرامة فيقول :
          سبحان من سبح بسبعه الطباق ...
          ارحمها يا رب...
          ليالي الدهر قد اشتّد هولها , ولا أحد سواك يعلم بحالها...
          فاقت رحمتك كل ما في الكون يا الله....
          باب رحمتك وسع كلّ شيء فارحم يا الله صدق القلب , وزده من التقى والإحسان, وأرشده إلى الهدي والإيمان, بعد أن أيقن بأنّه لم يكن مرفوع المجلس إلا حين يعود إلى الملاذ الآمن , و يحتمي بحمى الرحيم الرحمن.

          بقلم : ابنة الشهباء

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #6
            [align=center]أتاني هواكَ وقلبي فارغٌ...[/align]

            أبلغ الحبيب عني يا قلب أني خرجت من حبس الانتظار , لأدق باب الحب وأطلب الأذن كي يفتح حاجب الدار ....
            لن أهلك بعد اليوم بين براثن الخطأ والصواب لئلا تفلت مني مضارب أصول وقواعد الصدق , والود والوفاء ...
            ما جئت به هو من بعد جهد لبس غنى القوة والشباب ... ولست بقائلة هذا إلا حين تلمست درر الوفاء وهي تتساقط على القلب لتروي غصة الحلق التي كانت تعتصر من بعد عذب الشراب ...
            ذكرتك في النفس ولن أخشى لجاجة الفؤاد وخيبة الأمل ... فما بيننا هو إمرة وصل بين دلف العشاق ... وذلك بعدما أهديتني من بعد فراق ياقوتة ما زالت تتقد من شعلة جذوة الوفاق ...
            بلوتني بأغنى بلاء ... فكنت لي مثلا لأدب الحب , وشرف الحسب ... وأدعو الله أن لا تغلق مرة أخرى في وجه القلب شرف هذا النسب ...
            تراني آمل أن أجمع لكََ كل وجوه الحب من معالم القوة والضعف لترتمي عليكَ وتبعد عنك كل هموم الدنيا والألم ...
            أراكِ حديدة صلبة ... تقلدت قوس العناد , ولبست ثوب الحبّ لأرى سحر عينيكِ يجذب , ورسالة روحكِ تبدع وتتأجج من شعلة نار الشوق والأمل في بحر الأحلام ...
            لن يصيبكِ إلا رمية سهم من مصعد حب .. ولا أكتم عليكِ بأن قلبك بدا لي صالحا للعيش معكِ أمد العمر ....
            قلت لنفسي قبل أن ألقاكَ : لن أكون مضياعة لفرصة الصحبة معكَ حتى ولو عاتبني كل الأهل والأصدقاء ....
            فلن أعدو بعد اليوم إلا لمجالسة الملوك والأمراء ... ولن أدع النفس تختنق بعد الآن بضربة الصدّ والهجران ...
            بل سأناديك عبر الأثير :
            يا ملكَ الحب , وأميرَ القلب دعني أعدو إليكَ بلين ويسر لأريح الفكر من ضيق همّ الزمان !!؟؟؟..
            لكن يا عزيزتي نغزو كتائب الشعور غير أبهين من خطر أحداث هيام الشوق , وفرحة الأماني !!!؟؟؟؟...
            أعلم بأننا لم نعد ندرك الصواب بعد أن طافت بنا مقادير الشعور والإحساس .. نخاصم ما يعتلج في القلب ... وما نلبث إلا أن نسير إليه غير آبهين بذروة نشوة الظمآن ...
            لا أدري ما أقوله ... لكن دعني أحيا معالم الحقيقة مع رؤى قلبكَ , وأشدو لصفاء روحكَ أعذب الألحان ...
            أعرف أنني أحل لنفسي حاجات كثيرة ... ورجائي أن تشد إليها رحال كرمكَ , وسخاء جودكَ .. بعد أن لفّها الليل واحتواها ضمن دائرة ضوء نجمكَ العاشق الولهان ....
            كلني أحدثكَ وأخبركَ عن دمعي المسكوب , ونومي المسلوب , وصحبة الروح التي ما زالت تأمل أن تحيا مع سلامة صدق الوعود ليظل حبّك الراسخ في القلب يتحير منه اللسان - وهو يذكره مع كل خفقة من الصدر - ولا يجيب ...
            استجب لأرض حبكَ ... فريح هواكَ ما زالت تهب شرقًا وجنوبًا لتستعطف حاجة الحب , وتستنزل كرم ضيافة صدق البديع والبيان ...
            اصدقني كيف أخرج من هذا بعد أن زينت القافية بصوتكَ , وألبست حسن الكلام من حديث مجلسكَ !!!؟؟؟...
            لن أحتجم عنكَ ... ولن أبدأ إلا معكَ ... وسأبقى – بإذن الله – أسمعك لحن الوفاء , ولن ألج إلا باب الالتزام والوفاء بالعهد مهما طال بنا البعد والهجران ...
            أحقٌ هذا الذي تتحدثينِ عنه !!!؟؟؟...
            لا تجعل الحق يتوعر من نطق شفتيكَ ... العدل لحبيب أصاب قلبه سقم , وجسمه اعتراه وهن ... وحب بيانه وفهمه لا يمكن له أن يأتي إلا من مستمع رقة الفرح , وسطوة الأحزان ..
            أتاني هواكَ وقلبي فارغٌ ... فلم يصادفه إلا ليتمكن في الروح والقلب ... فلا تظلمني في حبكِ , ولا تبطل من لهف الشوق والحنين ... إشارة إليكَ من طَرْف ينمّ شوقًا إلى رؤياك ... وعلى يقين أنك تفهم ما يعتلج في صدر محبتكَ ...
            أنتَ خير موقد لنار تعشعش في القلب والفكر يا عزيز الرأي , وصنو الروح ....
            ظاهركِ يخبرني عما تكتمينه في صدركِ ... صوتكِ شاهد ينبئني عن حسّ مرهف في داخلكِ .... جوابك يعرّفني عن حقائق حبكِ ليأتي لسانكِ أداة تظهرين منها كلمة ما بين الألف والكاف ترتعش لها أرجاء الحس والشعور يا حبيبتي ....
            مؤنسٌ أنتَ يذهب وحشتي ... ضوء قمر أراكَ ينير ظلمة قلبي ... بسمة نجم تضيء ضحكة ثغري ليشّع منها لألئ الحكمة , وجواهر الكلم ...
            أحب أن أسمعكَ....فمن حديثكَ أجد منظور نفسي , ومنطق فكري الذي بدأ يهيم حبا من بلاغة روحكَ , ورقة صوتكَ , وكأنّ الأقدار شاءت أن تجمعنا لنحيا أطهر حب عرفته وجه الأرض ..


            بقلم : ابنة الشهباء

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7
              نقوش على محراب الروح


              ماذا أصبت من حبك الذي شغل كل ما في كأس الحياة , وأرسى سفينته في لجج روح العمر !!!؟؟؟...
              أخبرتهُ عن دورة الكأس في دمها , وأفصحت له عن أدلة شوقها حين فكّت العقدة من ترنح لسانها لتبين له سبل حجة منطق فكرها , وبيان رقة سلسبيل قلبها ...
              تعلقت بهِ لتستريح من شغب الزمان ... وابتعدت عن كل مذهب جاحد , وقول مكايد ليجيء حبها قويّاً معانداً .......
              ليس هذا بمهين على النفس الأبية المؤمنة.. بعد أن بات ردءً يصدقها , ومليكًا لعرش قلبها , ووحياً لخطوط قلمها ....
              أحللتِ عقدة طفولتكِ, وتمنيت لو يشدد لك أزركِ لتنطلقي إلى موضوع الأصل لتقويم حكمة بلاغة حبكِ ...
              فسميته ........ وكلّ شيء فصلت له تفصيلاً , وهو ما زال يشهد على ما في إيمان قلبكِ , وقلبه عظيمًا ...
              وجَدتْ معه بلاغة المنطق , ورجاحة الحُلم , وخلابة اللسان .. فاستمالت الروح إلى سماع قوله , وبهاء رونق حديثه ...
              وللحديث معه جانب من وجه الكرم , وحكمة الحلم ,
              وقوّة الإيمان في الصدر , ونزاهة أدب العلم ...
              إنه إفهام وتفّهم , وبصيرة وتبصّر .. على ما فيه من خصام الزمن الغابر .. ومع ذلك لن يجد إلا السماحة والعفو لمدار لائمة القدر ...
              من سيلومها على صنعة طهارة الحب , وسياسة نباهة الفكر!!؟؟..
              الحب الوفيّ بحاجة إلى الطراوة والحلاوة , كما هو بحاجة إلى التأني والتعقل ... وما ينوب عنها في الحديث قلبها ... فقد تمكن من قوّة تصرفه , ونحو لسانه , وطابع حبه ليسير مع الزمن غير آبهٍ إلا بما سكن في داخله ...
              ذلك لأنه لبس لباس الوجد , وحال الشوق , ونُقِش بطابع الهوى البريء لتغدو وتروح له وإليه ...
              هذا برهان واضح لفصاحة الحق , بعد أن شهدت معه براعة حروف منطقه , وفكّ عقدة لسانه لينظم لها ظهور حبه , وخلود رسائله ...
              إنه إقرار مكين لخبر يقين , ووفاء قلب سيشهد لهما العالم بأنه عظيم ..
              لن تشفى روحها إلا حين تبرئ بحبه جروح فؤادها , ولن تتحرر من قولها إلا عندما يشفق على مستهام روحها , ولن تتكلف بالقول معه لتحفل بمحابر القلم حين تنظم له رسائلها ...
              فقولها لن يأتي يوما زورًا , ولا بهتانًا .. وهذه علامات ليس هو ببعيد عنها ... بل يراها تحيط به , وتعلم حقا أنه لن يكون جهولاً بعلم مشاعرها , وضحكات جمال أنوثتها ...
              فما أصابها هو أنتَ , وكنت شاهد عليه , ولا يمكن أن يشهده غيركَ بعد أن أوضحت لكَ عن لؤلؤ مكنونه , وعنبر حسنه ...
              يمجّ بماء الذهب لينساح برفق ولينٍ على أرض فؤادكَ , ويضيء أكرم عنصر وضعه الله في روحكَ ..
              بالرغم من أن أحداث الظرف ما زالت تحيا معها , وتدفعها من بعد وصل اللقاء شريدة تائهة عن طرق الصواب التي لا تحب أن تتيه عنها ....
              كل آنية من عمر حبها تشهد لها هذا الضعف ..وهي تحاول أن تتخطاها برعاية الرحيم الرحمن إلى ما بعد قسوة الآلام , وهموم الأيام ...
              ويل لقلب إذا ما أتى واحتفل بهواه أن يفرقه سوءة الزمن , وطول الجدل , وبُعْد الصواب ...
              الحبّ لن يكون مدفعة للذم , ولا للندم ... بل هو أصل الجود والكرم ولن يُحْذف من موضعه ووحي لحظه , ودلالة إشارته لأنه أنشد الثقة والطمأنينة في نفسه ....
              إغراق هو قد حُفّ بجمر الحبّ , ومكارم العطاء والشوق , وأحيط بلهيب البعد والهجر ... وفي كل جوانبه تجد أنه أتى من داخل القلب ليروق له الخلود والوفاء مع أصدق علاقة عرفها هذا الزمن ...
              مقام الحكمة والنفع بين جوانبه ستبقى فاخرة بمجد أصوله وقيمه , ولن يكون هذا وصم هوان بل وسماً ناطقاً بالحبّ يحتوي خير
              ما فيه من القوة والضعف ...
              كل أبجديات الكون أمامها اختصرها إلى كلمتين بينهما حرف نداء
              .................
              فكيف لها أن لا تعكف على محراب لسان صدق قوله !!!؟؟...
              لن يبكيها اغبرار الزمن بعد أن شهد معها هذا الحدث , ووهبها من شرابه رمق الوجد , وسجية الشوق لئلا تهلك من شدة الخوف , وتزهق روحها من عبث الألم واليأس ....


              بقلم : ابنة الشهباء

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                هواه فعل مطاوع " ابنة الشهباء "


                ما عساها أن تقول ومازالت من فرط الهوى مأخوذة من صبابة الشوق , وشغف الحنين والوجد...
                حركة ضمّ تعلو اسمه , ومفعول محبّ يأبى أن يبعد عنه ؛ ذلك لأنه نزل على الروح بمنزلة الغذاء للبدن ..
                إِنْ بعدت عنه لن يصفو لها الفكر , ويفصح اللسان عن أزاهير القول ..
                فهواه فعل مطاوع وجامع لكل ما في الأمر بعدما أقبلت سحائب الأمل , ليحيا القلب مع هبوب نسيم الفجر ...


                لن تفرق بين اسم الحب ولازمه , وحكم ظرفه وشرطه , و القلب لم يحمل له سوى لهف الحنين , ودله الحبّ والوفاء , وخالص الودّ ...
                امتطى ظهر جواده ليحتل مقدّمة صفحة لسانها , وفتحت له الباب ليحطّ رحاله
                في قلبها ، ودون تردد كشفت له عن أسرار رؤى فكرها .. وهي تأمل أن تحفظ الأدب والمروءة عنه بعدما انسابت لقلبها روح العشق لتأتي عطرة لطيفة من حسن مجلسه , وزينة رواء حديثه ..
                لو تسللت برقة وحنان إلى القلب لرأيت فيه ثمرة يافعة أينعت من زرع الحب ليسقيها مداد القلم من وحدة الفكر ...
                معنى تنتجه النجوم من أشعة بريقها ليدوّنه القلم , ويروي أشعار ذكره وخلوده من جود رسائله , ولطف عبارته , و نقاء معانٍ في رقراق كلمه ..
                مع كل زفرة من زفرات أنفاسها تذكره , ولم تعد تخفي عنه ما يأتي على لسان حبها
                من أول الليل إلى آخر النهار ...
                تعلم أنه ليس منّا من لم يهزه صبوة القلب , ومن لم يتغنّ بحسن الودّ والصدق , وإلا لما حسنت العبارة , ووصلت الرسالة بنزاهة ..
                بل مضت مسرعة إليه , واجتهدت دائمًا أن تحيا على أمل اللقاء به ، ولم تعد صابرة
                على البعد عنه ....
                أفي كل الأحوال يا عزيزتي رسله مهيأة للقاء بها !!!؟؟....
                لكن هل يعزّ عليكَ أن تفارق عمرها , وتبقى محصورة في العدم !!!؟؟..
                هل من الممكن إذًا أن لا ترهقه بأسئلتها , وتزيد من ألمه بعدما طلب منها أن تستمسك بثوابت العزيمة والصبر !!!؟؟...
                أما تعلم أنها تتذلل هواه لتكسب عزّة محبّته ...وعنوان رأس صفحتها بات خضوعًا لم تعتده أبدًا مع غيره !!!؟؟....
                والقلب قد استحكمه ولم يأنف منه , بل بات امتدادًا له تردّده زفرات الصدر ليدلّه على كنه ما أخفاه من ذلّة طواعية , واستكانة المحبّ..
                تعرف أنها لم تعد تستطيع أن تتحرك إلاّ بمشورة سداد رأيه , ولم تتكلم إلاّ حين تتمازج مع سحر فن حديثه ..
                اتفاق قد تمّ من غير تواطؤ ما بينها وبينه ..
                آثاره ما زالت تسرح على أرض الحبّ , وتأوي لركن الوفاء والصدق ... فلا تلومها
                عما هي فيه من لهيب لوعة الحنين , وجمرة لذع الشوق ...
                كيف ذلك ...وقد أخبرها بحقيقة الأمر دون لبس ولا غبش !!؟؟..
                وما بينه وبينها أمر لا يدّبر بالرأي , ولا يقاس بالفكر بل هو مقدّر من الله رب الخلق ..
                وليس أمامه إلا أن يدعو الله بأن يرفع من منزلة الصدر , ويسهّل مدخل الإيمان والعلم , وحجة الحكمة وصواب الرأي ..
                لسان حالها يدعو الله معه أن يرحم ضعفها , ويبعدها عن مدار لائمة الخطأ , ويشفق على مستهام الروح التي انبسطت في هواه , وتألفت مع صورة الفكر لتبقى محافظة على طهر ونقاء النفس ..
                مع أن الزمن رماها لدائرة الحزن والهمّ , لكن ما زالت وفية على العهد وهذا لن يمنع
                عن قلبها رهبة الخوف , وجزع المؤمن المتبتّل ..
                تستميحك العذر فلم تعد قادرة أن تكمل معكَ حديث القلب بعدما طافت بها المشاعر وأعلنت الطواعية والاستسلام لله رب الخلق والكون ..


                بقلم : ابنة الشهباء

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #9
                  أيضرّكَ استدامة الحبّ....




                  خطرات تعاقبت على رؤى القلب ...
                  خطب يسير هوناً ليصدع منه الحشا , ويبلو معه الفكر ...
                  حيرة ولهى لن يلومها ذو بصر ..فوقعها على الفؤاد كوقوع توجع مدنف لا ينفع العلاج معه حتى مع تقدم الطب ......
                  نوع متفرّد من العذاب لا الرأي يملكه , ولا العقل يدركه , ولا أحد من حولها يعلم ما هي عليه من الهمّ والحزن ..
                  وحيدة بلا مؤنس مع الليل وشجونه , وساعة الانتظار طالت مع دموع القلب , وقرح الجفون .....
                  أمقدور عليها أن يستحكم فكر الحب في معاودة النظر , والتفكّر مع صاحب القلب !!!؟؟؟....
                  لم تستطع البعد عنه بالرغم من شدّة ألمه , ومحظور عليها أن تحيا معه قائمة الأماني والأمل ...
                  بذلت جهدا في دفعه بعد أن تعاطت قدر ظرفه ونتائجه , ولكن عذراً لم تعد تستطيع أن تولي شطر عمرها عن جهته بعد أن استحكم بمجموع الأجزاء والكلّ ..
                  كيف لها أن تصرف بصرها عن مكانه , وكلّ ما في الفكر قد استجمع حديث روحه بلا اختيار ولا تمهيد ..
                  صريحة في قولها وهي تناديه ..
                  أعرف أنني لن أبوح لكَ سرًا بعد أن أخبرتكَ بكلّ ما أملك ....
                  أستحلفكَ بالله أيتعبكَ لقاء القلب , وصوت الوفاء والصدق !!؟؟...
                  أيضرّكَ استدامة الحبّ والودّ !!؟؟...
                  فوالله لم أعد صابرة أن أكون في منأى عنكَ بعد أن أصبت بسهام حديث فكركَ ولهى اللبّ , وسهام الشوق , ووهبتني مكارم العطاء , والجود, والفضل..
                  الفكر لن يزهر وينمو إلاّ حين يسمع حديثكَ , ويستظل بوارف ظلال فكركَ , وهو يأمل أن يفرغ ما عنده على صفحة لسان قلبه دون تكلف مستعار , ولا حشو منمق ..
                  العمر يمضي ومع كلّ لحظة أنتظر منكَ أن تُسْمعني حديث الفكر لأزيّن لسان قلمي ببديع البيان , وأسمع منكَ بعدها لحن أغنية عهد الوفاء ...
                  قد تسمي هذا جنونًا , ولن يستطيب لكَ الوصول إليه , والتعلّق به !!؟؟؟..
                  ولكن والله ما أحياه في الداخل ليس سوى قطعة من العذاب تلتوي على نفسها لتزيد من الهم والألم , وليس أمامي إلا أن أجوب القفار وأنا آمل أن يحلّ الله عقدة ما كان مقدورًا علينا بلا تدبير ولا اختيار ....

                  لو نظرت إليها بروية وإنصاف لرأيتها كأنها طفل تائه وسط الطرقات يئن بصرخات دفينة , وأحزان عميقة وهو يأمل أن يعود من جديد إلى ديار حبّه , ونفَس أمّه ..
                  ترى لو تركته هائمًا على وجهه يبحث بين الذي يطرحهم الأشغال الشاقة عنه أين سيكون مصيره !!؟..
                  أما تخاف أن يستهان به وإن جلّ في عطائه وصدقه !!!؟؟......
                  أما تخشى أن تحرق شمعة براءة طهره وإن أضاءت درب غيره !!؟؟؟......
                  صروف الدهر تجتاز زمن عمره ...
                  نوازل الضنى تفتك بدم عينيه ...
                  وحيد بلا مؤنس وهو يستبكي معالم أطلاله ...
                  فهل لكَ أن تدع القلب يحيا قبل أن تذوب روحه !!؟؟...
                  هل لكَ أن تصفو لحليفة روحكَ , ولا تدع البين والهجر يفتك بمجموع الروح والجسد !!؟؟...
                  مع كل ليلة وفجر يبزغ عليها تذكركَ وقد صرعها الهم والَحَزن , ونفى عن عينيها لذة الوسن ....
                  ولا تدري إن كانت تركب بحرًا لا ساحل يقابله , ولا نجاة منه وقد تدفع أمواجه المتلاطمة إلى ركب الغرق ....
                  ليس أمامها الآن إلا أن تناجي رب الخلق , والرحمة والعفو وتشكو له ضعف حيلتها , وتسأله أن يرحم عذاب القلب ...
                  تدعوك يارب وأنت المجيب أن تجعل الوفاء لعهد الصدق , والتأدّب بآداب الفضائل والقيم , وما تطمئن إليه نفَس الحب سكناً شاملا لعماد الروح والفكر ..




                  بقلم : ابنة الشهباء

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    زينة زماني قربكَ..





                    واهاً منك أيها الليل !!...
                    واهاً منك وأنت تضرب بأمواجك العاتية لذّة الوسن !!..
                    كيف لي يا ربّ أن أصبر على ما لم أُحط به من الخبر !!؟؟..
                    ما في الحياة يتقدّم ويتقدّم يوماً بعد يومٍ , والقلب ما زال في مكانه
                    يضرب على أوتار ممزقة , وسيمفونية ألم لا تهدأ ..
                    وأنتَ !!!؟؟...
                    أنتَ يا حبيبي تفلت من يدي, وتدعني ألجّ في صمتٍ عنيدٍ دون سلوى
                    لمَ يخفق بين أضلعي ...
                    كأنّك لم تعد ترغب أن أضمّك بين أصابعي لتهدأ خفقة صدري ,
                    وتنفك عن لساني عقدة الكلم ..
                    ما انفككت والله عنكَ يا صاحبَ القلب ..
                    ديوان صبابتي , ومنزل حبّي أنتَ..
                    زينة زماني قربكَ..
                    مرآة فكري رضاكَ...
                    عدْ إليّ من جديد !!!...
                    عدْ إليّ ولا تهبني !!...
                    لن أنقلَ إليكَ إلاّ صدق , وجمال الكلم ....
                    في الداخل معان تحترق يا صديقي , وتدور مع لهيبها مداخل,
                    ومخارج العمر...
                    أنتَ كريمٌ والله يا عزيزي..
                    فارحم, وصن جودة حبّ , ووفاء عهد ...
                    تناوله بين سنامكَ لترسله رسالة مودّة وشوق ,
                    واعتذار إلى صاحبكَ ..
                    لا تَخَف منّي !!...
                    لن أحرّك فيك سُوء رأيٍ , ولا رغبة مَيْلٍ ذلك لأنّني أعرف أنّ
                    صفحتك تتململ من فحش العبارة والكلم ....
                    حسبي منك ملاحظة دمع العين , وسهد الليل , وضروب العذاب والأرق
                    مع وحدة القلب ...
                    أصارحك بأنّني ما زلت رضيعة شوقٍ إلى قربك , وأشدّ ما يؤلم القلب
                    الحرمان بُعَيْد الفطام , فلمَ أنتَ عن كرم اللقاء غريب !!؟؟ ...
                    هل أنتَ خائف مني !!؟؟...
                    لمَ هذا يا قلمي !!؟؟...
                    لمَ هذا يا صدقَ عما يجول في أفكاري , وما ينطقُ به لساني !!؟؟...
                    ألم يحقّ لكَ أن تقف بجانب الصدق والعطاء !!؟؟...
                    أم سئمتَ من استمرارية الإخلاص والوفاء !!؟؟...

                    أعرف أنّكَ تخاف أن أتجاوز الحدود , وأمضي في سُبلٍ
                    ليست هي من النزاهة في القول ..
                    لكنني أريد منكَ يا مرآةَ الفكر أن تلمسَ بشغفٍ وقع مشهد العمر مع هذا الحدث , وترسم حقيقة اضطراب حركة النفس , وتعلم ما أصاب القلب من الهمّ والنصب ..
                    سكون غريب !!!...
                    سكون غريب يشمل صحيفة الفكر ..
                    دَعْهُ يا حبيبي الصدوق يثب إلى ورقة العمر , واحمله على رأس سنامكَ , وارسمه صورة ظليلة في جوّ وديع وهادئ ..
                    أسئلة هاجمت الفكر للتو !!...
                    أ أتجاوز ضعف البشر , وأتخلّى عن جاذبية الفطرة المنبثقة من الكون !!؟؟..
                    محضنٌ طبيعي خلق منه القلب , ومن ظلّه تلقيّتُ مشاعر الحبّ ,
                    ومن نوره استمدّ الصدر معنى الحياة لتنطبع على شكل طفل
                    إنساني أُلْصق بفطرة البشر ..
                    لا يحبّ أَنْ يفقد صدر أمّ حبّه , وإلاّ فالتشريد , والهلاك , والدمار
                    لإنسانية هذا الطفل ...
                    ما عساني أن أفعل , وطاقتي محدودة !!؟؟...
                    حالة سكنت جوانح القلب ..
                    لم تكن وقفة عابرة, ولا حملة تضليلٍ , ولا زيف رأيٍ ..
                    وليس لي من سبيل إلا أن أتوجه إلى أرحم من في الخلق
                    وأسأله أن يوجّه القلب إلى رفعة ونقاء الطهر
                    ضمن حدود طبيعة البشر .....
                    صحيح أن هناك حالة من نفاذ الصبر قد تهاجمني ,
                    ونوازع شتّى وصراعات تقضّ من مضجعي
                    بل هو جهادٌ شاق في حالة جذب ودفع قد تعاظم أمره ...
                    لكن لم أرَ سبيلاً للخروج إلاّ إذا ما عدت بصدق ونقاء
                    إلى الله ربي وخالقي ...
                    اللهم يا رب اشدد من أزري يا محسن الأمور لطريق الاستقامة ,
                    والهدي والإيمان لأستمدّ منه المدد والعون,
                    وأواجه بالصبر والإيمان دفع العذاب والألم
                    يا ربّ إنّك سميع مجيب!!!.....




                    بقلم : ابنة الشهباء

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11

                      أمن الشوق هذا !!؟؟....






                      كفاك يا قلب أماني !! ...
                      أعياك وَلَه الحب لتعيش بذلةٍ , وأنت راضٍ!!؟؟...
                      أمن الشوق هذا !!؟؟؟..
                      أيم والله !!...
                      لولا حديثي إياكَ لمَ فيه من الصفاء والود , ما وجدت إشراقة الوجه , وصفاء الطبع ....
                      كتمت حبي عنكَ ليفيض منه الجسد , وتنطق به الروح ..
                      أسهر الليل معكَ , وأصاحب روحكَ لأستيقظ وقد أبلى الهوى من الجسد ...
                      سكن الروح أنتَ , كأس الهوى , ونديم القلب صفتكَ ...
                      لن يستقيم حال وجودي إلا بالنظر لوجه حسنكَ , وفطنة ذكائكَ , وفكر مناقشتكَ ...
                      ربما أكون تجاوزت مقدار الشجاعة لأقع على الأرض كلمى العشق , وألحق بالمتنبي ....
                      جاء دوري لأرى جمال بريق عينيكِ , وابتسامة روحكِ , وأقسم أنني لم أرها كما وجدتها اليوم الآن عليكِ يا ......
                      أعجوبة أنتِ !!!...
                      ما أجمل روح صفاء نفسكِ !!...
                      عصفورةٌ أنا يا عزيزي تأمل أن تطير , لكن جناحيها بترت...
                      وفي الوجود أمران ينبهان البشر إلى الفناء
                      أتعرف ما هما !!!؟؟...
                      كثرة التفكير بالأطلال البالية , وقصر إقامة اللحظات الحلوة ..
                      لكن من المستحيل بعد الآن أن تبعد عن روحها الأمل الذي وهبها رهافة الحسّ , ودفقة الشعور باللذة والألم مع أن الجسم بات معتلًا ومحال أن يصفو إلا إذا أهديته مكرمة رضاكَ , وسحر هواكَ ...
                      لله درّك يا غاليتي كم أنتِ طموحة ..تسافرين بأحلامك إلى ما أنا عليه غدًا , واليوم , وبالأمس!!...
                      سلاحي هو الهوى , والطرف ينم شوقا للقائكَ بعد أن سقيتني دم مداد روحكَ , ورويتني من غدير عبق ألفاظكَ ....
                      لا يخالطك بعد اليوم الظنّ في أدبي , لأنه أتى إليكَ من أعظم تاريخ
                      قلب شهدت له الأرض ...
                      ألذ المعاني ترتفع وتنخفض أمامكَ ...
                      روح وريحان يفوح من جنة زهركَ ....
                      حكمة , ونثر, وشعر يهبط من سماء فكركَ
                      لأملأ منها وعاء الروح وأنا آمل أن أهبكَ كنوز لألئ حكمة الكلم...
                      أقول لك هذا وحركة القلب تفور ... ولن تسكن وتهمد
                      إلا حين تنأى الروح وتنفصل عن الجسد ...
                      أتدري لمَ !!!؟؟؟..
                      لأجد نفسي فأقول للشمس اغربي لتشرقي فجرًا , وصبحًا منيرًا
                      عليه في النهار ...
                      أتهبطين عليّ لألمس قلبكِ , وأنا أعلم ما فيه من جذوة نار
                      تتقد بجمر لهيب الحب !!؟؟...
                      في روحكَ معاني سحرية يكشفها ضوء فكركَ , وعشق هواكَ ....
                      آه منكِ , وآه من فلسفتكِ ...
                      ليست هذه فلسفة ... بل وميض أمل مازال يلمع في سماء الحب ...
                      حاجتي إليكَ أن تلمس شغف روحي لتعرف ما في القلب ... وحسبك من هذا الذي يسبق ...
                      في كل كلمة أجد معكِ نبرة استفهام حلوة يمازجها مزيدًا من التوبيخ
                      لقسوة الظرف ...
                      ألغز أنتِ!!؟؟..
                      بل إنسانة تأمل أن تصعد إلى قلب حبها , وتسمع رنين أجراس خفقاتها ...
                      امتحنكِ القدر بهذا !!؟؟..
                      امتحان ... صحيح هذا ..
                      لكن لن أتخلى عنه بعد أن اهتزّت له شاهقات الأنفاس , وتنهدات الزفرات , وتوّجت رأس الفكر بحسن أدبكَ , وعلو كبريائكَ , وجمّ تواضعكَ , ولا يمكن له أن يهتز بعد أن هبط على القلب من علو البيان , وسداد الرأي ..
                      أسطورة تاريخ أنتِ !!؟؟...
                      لا ...
                      بل سطور صفحات فاضت من مداد الحب لتتألق مع النجوم , وتهبكَ بسمة الكون ...
                      صعدت إليكَ ذروة ذروة , وفي كل منزلة أرى همّ وشقاء الحياة جاثمًا
                      على وجه الزمان ...
                      عجيبة والله أنتِ !!؟؟..
                      تناقض وأضداد أجدها معكِ !!...
                      لا تعجب بعد أن وجدت معكَ نسيم الكون يذوب شغفا للقاء الحبّ , وبسمة النجم تغطي ثوب الشباب , وإكبارة الربيع – بالرغم من الألم – تنفذ بيسر ولين لتحتل جوارح القلب ...
                      كل ما في كياني ينطق بحقيقة نفحة الحب , وقد كسوتها لكَ من الوحي جوّا عطرًا , وأرسلت إليكَ من النغم سرًا ملهمًا ..
                      جذابة .... ساكنة .... غريبة أنتِ!!...
                      فيكِ سحر يجذبني , وحقيقة إليكِ تقربني ...
                      لاأدري لمَ !!؟؟؟..
                      جزء من الطبيعة أنتَ ... لا براءة منكَ , ولا مخرج إلا باستمرارية مناقشة الفكر معكَ ..
                      أتاني النسيم من روضة جنانكَ , وهبط عليّ وحي الكلم من عبق حديثكَ..
                      وإن كنت تريد أن تبعدني حيث شئتَ .. فدعني أعدو لحبك بعد أن وهبتكَ قلبي وجعلته ملكًا لكَ ...
                      عجبًا من إصراركِ ...
                      لا عجبًا من حقيقة باتت مشرقة وقد أضاءت الروح بجلال الهوى , ولألئ الكلم ..بل العجب أن تبعد عنها لتفسد عمر حبها , وتبقى مع الحياة تائهة بلا عنوان !!..




                      بقلم : ابنة الشهباء

                      تعليق

                      • منجية بن صالح
                        عضو الملتقى
                        • 03-11-2009
                        • 2119

                        #12
                        ألا يا عين من مُسْعفٍ!!؟؟..



                        ظلمات شتى لا يأخذها الحصر لتقف في وجه ومضات الصدق والوفاء والودّ ....
                        ريح صرّ اختارت لها الشرود والانفلات لترميها في مقذوف بركاني بهدف التشتت والتمزّق ...
                        وما اختاره حولها من تنكب وشرود لحياة العمر له دافع مفهوم , وطريق معلوم , وهدف مرسوم لئلا يشرق نور القلب , وتصفو روح النفس , ويسمو بيان الفكر ...
                        تكابد مرارة العيش بعدما رمى بسهامه حشاشة القلب , وغدت مسرحًا للهموم والحَزن ...
                        ترى لمَ التعبير يموت بين أيدينا !!؟؟؟...
                        من نخشى , وممن نخاف!!!؟؟....
                        أنخاف ونخشى اغبرار الزمن !!؟؟..
                        حقيقة أصابت الأعماق , وربطت بالحواس لتلحق بصلة مباشرة فتقتل سلامة القلب , وطهارة الروح , ونقاء الفكر ....
                        هل نتحرى الكتمان , ونخشى من الإيضاح والبيان لئلا نقع في حالة ما بين البين !!!!؟؟؟...
                        أين أنتم !!!؟؟؟...
                        ألم تروا سكينة الفؤاد قد اضطربت , وضاقت بما رحبت !!!؟؟..
                        ارحموا رقرقة العين وقد سكبت بدموع الرجاء والتوسل !!!؟؟..
                        أم أنكم تريدون أن ترقصوا على زفرات الصدر , وقد اختلجت بحرقة الآهات والألم !!!؟؟؟..
                        أحرامٌ علينا أن ننظر إلى شعاع أمل يشرق علينا بسنا طلعته فيهدي حيرة النفس , وشرود الروح لسمو الفضائل والقيم !!!؟؟؟...
                        لن يُسمح لكِ بعد الآن أن تنظري لطلعة بهاء العمر بهدف أن تفرغي حاجتكِ للسكينة بعدما طالت عليكِ مدلهمات الألم والهم ...
                        ترى ما يراد مني !!!؟؟؟..
                        أن أمنع عن العمر سقاية الحب الذي نما في القلب !!!؟؟؟..
                        أن أهجر المرجع الصادق الذي جلا له الفكر !!!؟؟..
                        أم قسوة الزمن رمت بصاحبتها لمتلفة الذل والخضوع بهدف أن لا تستضيء بنور ضوء الأمل!!!؟؟؟...
                        أسئلة وأسئلة بدأت تضجّ منها , وتلقي في الفكر عُسر ضيق دون أن يُسمح لها بالعبور إلى ميسرة خُروج ....
                        أين هي الآن !!!؟؟؟..
                        وعلى أي مفرق تقف !!!؟؟...
                        أين هي من الذي كانت تأمل أن تبثّه صحيفة العمر , وتحدثه عن مجمع الفكر , وسحر ما يدور في النفس !!؟؟؟...
                        أين هي الآن وإذا ما حاولت أن تفتح له ما يجول في جنبات الصدر شعرت وكأن الفرائص ترعد , وتشتبك في عاصفة عاتية من خشية ما يتردد بما سَيُجيب !!؟؟...
                        صفحة ممزّقة في الداخل قد أصابها رصاص زائف التهم , يحاول أن يتلفها ويرميها أشلاءً ظماء تتناثر هنا وهناك لتضيع وتتيه مع صفحة العمر ..
                        ألم يحق لها أن تقف وقفة جريئة أمام هذه الاتهامات ولو لحظة واحدة لتدافع بها عن كيان العمر !!!؟؟؟...
                        كيف وعيناها لم تر سوى سجية الدمع مفصلة على معضلة صدق ما في القلب ...
                        وَجْدها مُوجع ... شوقها مُلتاع .... هجرها مُفزع ...
                        ألا يا عين من مُسْعفٍ لصعب مرامكِ!!؟؟؟...
                        ألا يا قلب من حافظٍ لصدق ما بكَ !!!؟؟...
                        بكاكِ لن يغير من نائبة القلب , ودمعكِ لن يُسمح له بعد الآن أن يجود على تباريح الصدر , وصاحبكِ لن يكون معكِ في حالة العُسر , وقصتكِ لم تعد مروية في سالف العصر , وغير مدرجة مع ذوي الفخر لأنها غير خاضعة إلا لقسوة هذا الزمن ....
                        رياح العذاب تناوحت , وتكاد أن تهلك مواطن قصد الفؤاد من الصدر ... الليالي تمرّ عليها معجبات يثوب لها الفكر بلا وتد .. وهي ما زالت تأمل من بعيد البعد أن تطمأن إلى حنو صدرٍ داعيًا لها :
                        هيّا...
                        حان الأوان كي أخفف الهوان والصعاب على من كانت في صدق يقينها آية في العجب ......
                        عجبا منكِ وأنت تحلمين !!...
                        كُتب عليكِ أن تبكي بدم دمع القلب دون عزاء مترقب ...
                        عزائي الوحيد , وسلوتي بين يديكِ يا ربِّ ...
                        لطفك وجودك ورضاك ورحمتك على قلب لم يهتد في عضال أمره إلى ألفة صديق , ولا إلى عزاء وأمن حبيب ....
                        كن عنها راضيًا يا ربِّ بعد أن نأى عنها أحبة الروح والقلب , ولم تعد ترى صديقًا مواتيًا في مواسم حزنها وألمها ...
                        وحيدة يا الله ....
                        أنتِ يا رب تعلم سرائر ما بين جنبات الصدر من وهج أليم , وعذاب مستميت ...
                        فكن له عونا يا من خلقته , وقدرت له أن يشهد هذا الحدث الجلل ليأخذ معه كل ما في اللب ....
                        لن يجد يا ربّ سلوى سواك ... ولن يشهد مخرجًا له من غير رضاك ...


                        بقلم : ابنة الشهباء

                        تعليق

                        • منجية بن صالح
                          عضو الملتقى
                          • 03-11-2009
                          • 2119

                          #13
                          مَن يَدْفَعُ عن أُمّي لوعةَ الحزن!!!؟؟؟


                          ثقل كاهلها , ونحل جسدها , وشَحُب وجه أصلها , ولم تعد قادرة على إخراج الحُكم في قضيتها , لأنناّ كلّنا أصبحنا في دائرة التُهم ....
                          كيف للعبارات لها أنْ تعود موزونة , والكلمة السليمة أنْ تصبح معدّلة , وحسن البلاغة تبدو صافية نقية !!؟؟..
                          كيف وقد أصابَ حرفها التَزْوير , وكسا لفظها سوء الحَشْو , واستشرى بجسدها دميم عاميّة الكلم , بل سعت أن تمتثل للعدوّ في شبه جملته , وتركن لسوء كلمته , فتُطيل في التراكيب التافهة , وتُسْهب في التماثيل الجامدة دون أن تفطن ولو لحظةٍ واحدة إلى شُمول أصل مَجازها , وخاصّية تراكيبها , وحُسْن مفردات أصل لغتها ...
                          أيُستلزم من فلذات أكبادها أن تبتغي الفضل لها في السّكون , وتمنعها عن حركة الضمّ!!؟؟...
                          أمنا حائرة تائهة من عُقوق زلزلة الحديثِ , وجهل ظاهرة المفهوم , و سُوء عامّية القول ...
                          فلم تعد تَرى مُطابقة في الأسلوب , ولا توافُق في المعنى , ولا مُقابلة مع الجِنَاس ,وصفحة أبناؤها أصبحت وكأنّها خطوطٌ مصفوفة , وأشباه جُمَلٍ موضوعة..
                          أنرْضَى لأمّنا أنْ يكون الشوك مضجعها ووَقْدة النّار مهجعها !! ؟؟...
                          أنرْضَى لها أنْ تضيق منْ سقْطَة مَتْنها , وهَجْر فلذة أكبادها !!؟؟...
                          والله إنّ خيانة الأعداء , وعقوق الأبناء هو الذي ألبسها سوْءة الكلام , وجهل البيان ...
                          لمْ تعد تسعد من مفاتن قولها , وتطرب لنغم أوتار سجيّتها , وسجع نثرها , ومكارم بديعها , وأبناؤها قد ارتموا في سُفلَة , ومستنقع أحضان غيرها....
                          ما أفعله لأزيح عنكِ يا أمي الهّم والنَصَب , والحَزَن !!؟؟....
                          أحبّك والله يا أمّي...
                          أحبّ أن تعودي إليّ- بعد أن طال بُعدكِ- لأرتمي بين أحضان حنانك , وأشمّ رائحة دفء صدرك , وأرتوي من لبن حبّكِ ....
                          أمّاه لا تجْزعي , ولا تيأسي ما دام ربّ العالمين أكرمك , وأنزل كتابه الكريم بلغتك...
                          تردّ عليّ بحرقة الألم المتألم :
                          كيف أعود إليكِ
                          يا بنيتي وكلّ أبنائي شغلهم اللهْو والترف والجهل في البعد عني , وأصبحتُ بالنسبة لهم أعجبَ مِنْ مَا التعجّب !!؟؟..
                          لمْ يعدْ القلم يا بنيّتي بليغاً , ولا الكلم حَكيماً , ولا اللفظ معتدلاً بعد أنْ استمال إلى ما يستميل به العبث بالحرف , واللهو والعامّية في القول
                          ..
                          هَلْ عَلِم أفلاذ كبدي أنّ السّقوط في امتهان القول , والتّجاوز على أصل فصاحة لسان العرب هو بعينه أصل الذلّة والجهل والمهانة !!؟؟..
                          مَنْ يطفئُ لوعتي , ويحررّني من شدّة ألم وطأة أغلال المستشرقين !!؟؟...
                          مَنْ يُعيد إليّ فلذة الكبد لأضمّه بين جوانحي , بعد أنْ طال بُعْده عني !!؟؟....
                          بصوتٍ يكاد يتجاوز الآفاق من ألم الحُرقة تنادينا :
                          أناديكم يا أفلاذ الكبد :
                          أيّ مذهبٍ تنْتحلونه , وأيّ مبدأ اِنْتسبتم إليه, وأيّ طريقٍ سَلْكتموه !!؟؟...
                          في سفهِ الآراء , وطيش الأفكار , وسقْطَة الشهوات والنزعات تغوُصُون !!؟؟...
                          سَوْأة الكلم اعتلت عرش أفكاركم , وطغَت على صفحات لسان قولكم , وموجات الفسق والرذيلة, وسقْطة الكلمة وجَفْوتها أصبحت مرتعاً وخيماً أصابَت عُقْر داركم....
                          فلا ضربٌ بات يُرْجع اللفظ , ولا طباقٌ يُحسّن الكلم ..
                          أمّي الحنون تستغيث من الفزع , وتتهالك من المرض , وتشقى من الجهل..

                          كيف لا تصرخ وتستغيث !!؟؟...
                          وقد أصبحنا لا نأبه لحُسن بيانها , وبديع كلمتها, وصيانة مقَامها , وطابع أُسْلوبها ,و لم نعد ندرك الفرق بين الأساليب الأدبية , والجوانب اللغوية !!؟؟...
                          في الماضي كانت تاريخاً سامقاً يمتاز بالحيوية والابتكار, يروي لنا جوانب حياة أمتنا , ويستلمح وضوح هدفنا وغايتنا...
                          أمّا الآن فقد غدت وكأنّها تتخبط بين أطراف بحثها , وتلغي ماهية إبداعها ليستحيل التواصل بين علو القلب , وضياء الفكر , وسمو العقل...
                          ولا عجب منكم والله يا بنيتي....
                          خُطوط أقلامكم تسير على خلاف ما كُنتم عليه , الفاعل أصبحَ ضميراً يعود على حذف الخبر من صدْرِ الكلم...
                          الرفع بات منصوباً , والاسم أصبح فعلاً, , والجار والمجرور مرفوعاً , وعباراتكم غير دالّّة على معنى ولا مرادفة لكلمة , وغير قادرة على أن تردّ لها الجزْء المحذُوف منها..
                          صفحاتكم باتت خاوية , وأفكارُكم باطلة زائفة, وفي كلّ وادٍ من وديانِ الجهل والظلم والنفاق تهيمون , وأنتم تحْسبون أنّكم قولًا وعملًا تحسنون!!؟؟....
                          أمّاه كيف للصبح أنْ يَلِد , ويبزغ لنا عن صبحٍ جديد !! ؟؟..
                          كيف للروح أن تُشْرق , وهدْيِ الإيمان , وفصاحة اللسان تَعُود !!؟؟..
                          كيف للصبح أنْ يعود وقد أصبحتم يا بنّيتي أَبرْع مقلّد للغرب في الفساد والرذائل , هجَرْتم أصل ثوابتكم , ومبدأ عقيدتكم , وخضعتم بالقول لِمَنْ هُمْ مِنْ دُونكم , فَطمعوا بكم وسلَبوا منكم دياركم , وعزّتكم وكرامتكم....
                          أينَ الشهامة والمروءة , والنخوة في الدفاع عن حقّ فصاحة لغة كتاب الله خالقكم !!؟؟..
                          أَلمْ نسْمع قول الأمير العادل عمر بن الخطاب يا بنيّتي !!؟؟...
                          "تكلموا العربية فإنها تزيد المروءة "
                          من يدافع عن لغتكم الأصيلة , ويصون حُرْمتكم , ويقوّم اعْوجاج لِسَانكم !! ؟؟...
                          أَمَا آَنَ لكم بعد أنْ طال ليلكم البهيم أنْ تنهضوا من سُباتكم وغفوتكم !!؟؟...
                          أسألكِ بالله يا بنيتي الحبيبة :
                          أَمَا يجب عليكم أنْ تبحثوا عن الكلمة من لُؤْلؤة معانيها , ومَحاسِن جوهرة تفسيرها لتسكنوا إلى فَنَن أُصُولها !!؟؟..
                          أَمَا يجب عليكم أن تتعلموا صفات لغة كتاب الله ربكم , وروائع تمييزها , و أركان قضيتها , وحواشي بديع لفظها !!؟؟ ...
                          أَمَا يجب عليكم أن يكون كلامكم متّفردا , وغير متعارض لأسلُوب صيغتها , ولا مضطرباً من نهج بلاغتها !!؟؟...
                          أَمَا يجب عليكم ألا تبعدوا عن أُصُول قواعدها , وتتّعلموا فنّ عروضها, وكناية استعارتها , وبلاغة قولها !!؟؟..
                          أَمَا يجب عليكم أن تطلّوا عليها بأروقة زوايا الأُسلوب الفني , والشواهد المتنوعة لمكونات فكرها , وتركيب جملها !!؟؟..
                          هل علم أَحدُكم أنّ سلامة اللسان , وبراءة الفكر , وروحانية القلب تغسل أدران الماضي , وآثام الذُنوب !!؟؟..
                          أتعلمينَ منْ هو السعيد يا بنيّتي !!؟؟...
                          السعيدُ يا بنيّتي من يبحث عن كلماتٍ روحانية أصلها ثابتٌ في موطن قلبه , وحنايا فكره , وهو يأمل أَنْ يبحث دائما عن صحّة وجوده في صدق كلمته وقوله ...
                          أناديكم من بعد أن تبيّن لكم الرُشد من الغيّ :
                          أَلا تضطّرب أقلامكم , ولا تزيغ أفكاركم , ولا تنحرف سُطوركم , ولا تتراجعوا عن مبدأكم مادام نهج الله ورسوله هو أسمى أهدافكم



                          بقلم : ابنة الشهباء

                          تعليق

                          • منجية بن صالح
                            عضو الملتقى
                            • 03-11-2009
                            • 2119

                            #14
                            لا تجزعي فأنا معكِ .. " ابنة الشهباء"






                            متى تبدو بصائر الحكمة !!؟؟...
                            إلى أين وهي ما زالت تعاني عذاب الوجد والسهد!! ؟؟...
                            َمنْ سيرفق بحرِّ صميمها المعذّب, ودمع حزنها !!؟؟..
                            منهل الصبا يزوي ليستلذ الدهر من مشربه العذب المتألم .. وهي
                            تروح وتغدو مع بُردة الأرق والقلق دون أن تسمع من أحد سلام عليك
                            يا أمينة القلب ...
                            على حين والله ما زالت كريمة مع من وهبته عمرها ,
                            والقلب يرفض البعد عن أصول الوفاء والإخلاص والود التي نشأت عليها ...
                            بصوت شجيّ تناديكَ يا توأم الروح :
                            أهواك !!!........
                            أهواكَ يا من أقسم بكَ ربّ الخلق !!!...
                            أهواك فلمَ أنتَ عن الفكر بعيد , وعن كرم اللقاءِ غريب!! ؟؟؟...
                            أتريد أن أهجرَ قولَ الصدق !!؟؟؟....
                            ما أصابني ألم دفين أشدو ألحانه من عين تنتحب , وقلب يتألم !! ...
                            أيّ سندٍ أبحث عنه !!؟؟...
                            من يسمع شكوايَ سوى رب الكون والخلق !!؟؟؟....
                            أأنْتَ مشغول عن عذاب الروح والنفس!! ؟؟...
                            هذا هو نصيبي معكَ يا من جعلت منكَ نبراساً تضيء به قلبَ الفكر!! ؟؟؟...
                            عن ماذا سأخبرك يا عزيز الفكر بعد أن أعلمتكَ بكل ما يجري
                            في محيط الروح والنفس!! ؟؟...
                            والله يا صديقتي أحسّ بالحزن والأسى الذي طوى صفحة عمرك ِ,
                            وألحظ الدموع التي تتساقط كالدرر من عينيكِ ..
                            وغير قادر أن أترككِ في حيرة وعذاب من جرّاء ما أصابك....
                            لا تبكي يا صديقتي ...
                            فالبكاء لن يُومض لكِ شعاع الأملِ ,وأنْتِ ترقبين من يحسّ بألم ما في داخلك ....
                            لتصرخ بصوت تهتزّ له الجبال والأوتاد :
                            أيّ باب سأطلب!! ؟؟...
                            أيّ طريق أسلكه!! ؟؟....
                            الأبواب تُغلق في وجه كلّ من أراد أن يقول كلمة الحق والصدق , ومن يحمل في داخله براءة الوفاء والطهر ...
                            اللسان يهذي , والقلب يضطرب وكأنه مصاب بحمى لا يمكن له
                            أن يصحو منها ويرى نور الفجر ... ولم تعد تقوى على المسير كما كانت عليه من قبل ...
                            لكن ما تحمله لا يمكن أن يقتل ويجتث من الداخل الأمل
                            مادام الفكر قد جعل الحياةَ موقف عنوان صفحته....
                            أحسنت والله يا عزيزتي حين حملت هذا القول في صدركِ ....
                            فما استوطن في قلبكِ لا يمكن أن يرى بقيته إلاّ إذا ما ثبت على قول الصدق , واستمسك بلسان الحقّ ....
                            أنا الآن بين يديكِ يا من أحببت فيكِ براءة الأطفال , وجرأة القول ....
                            لا تجزعي يا حبيبتي من هؤلاء الطغاة المنافقين الجبناء مادامَ كتاب الله بين يديكِ ...
                            لا تجزعي ما دام شعارنا قول الله العلي القدير :
                            {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
                            العنكبوت69
                            ألم يكفنا هذا الفيض الغزير من الكرم الإلهي الذي منحنا هذا الوجود الإنساني!!؟؟؟...
                            أصارحك يا صديق الرأي والفكر في القول :
                            أدعو الله ليلاً ونهاراً أن لا ينعقدَ اللسان إلا لودّكَ وقربكَ ,
                            وأن لا يخفق القلب إلاّ حين أصابعي تَضُمكَ , وأن لا يعلو ويسمو الفكر إلاّ من منطقِ شهامتكَ...
                            الأقدار ساقتني إليكَ لتدّون صفحة العمر ,
                            وأنا أدعو الله العلي القدير أن أجعل منه رمزاً ثابتاً يضيء لنا لسان الوفاء والطهر ...
                            عد إليّ يا ملهم الفكر , وأرفق بطلبي وحاجتي إليكَ بعدما تذوقت المرارة من غدر الأصدقاء , وقسوة الأهل والأحباب ......
                            وفجأة إذ بصوت يجوب الآفاق ويناديني :
                            لا يمكن يا ابنة الشهباء أن نثبت وجودنا إلا إذا ما جعلنا شعار هدفنا قول الله العليّ القدير :
                            {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
                            آل عمران173
                            والله يا أمينة الفكر لو حملنا هذا الشعار في قلوبنا ,
                            ووعيناه في صدورنا لجعلنا منه صورة رفيعة وضيئة حيّة
                            تعلن عن ميلاد جديد للبشرية جمعاء ...
                            ولن تحمل هذا الشعار إلاً النفوس الكبيرة التي لم تعرف
                            وكيلاً , ولا ناصراً ,ولا حسيباً , ولا منقذاً لها إلاّ الله رب الكون ....



                            بقلم : ابنة الشهباء

                            تعليق

                            • منجية بن صالح
                              عضو الملتقى
                              • 03-11-2009
                              • 2119

                              #15
                              نموذج إنساني هو

                              آهات حرّة تلفّ عواصف زفراتها ...
                              ألفاظ متلاحقة بحيرتها تعبر موج أفكارها ...
                              بركان هائج يسطو بنيرانه ليحرق حلم عمرها ....
                              عبارات هائمة جامحة تتلظى هنا وهناك لتثب عبر مسيرتها لجوانح الحس فتروي منها أصل الوفاء والود على صفحتها ..
                              بكل ما تحتويه إنها صفحة حياة مفتوحة تتنقل مشاهد تجربتها من زاوية إلى زاوية , ومن ركن إلى ركن وهي تأمل أن تصل لمركز التوجيه المباشر لتلك الحالة التي وصل إليها مآل حالها ...
                              قصة قلب شائكة ...
                              أحداثها ما زالت تندرج على صفحة العمر , وتلوح بسفينتها من موجة إلى موجة لتصل إلى نقطة المركز في الفكر , وتحاول أن تتأمل بروية تلك الشجرة المثمرة التي أينعت بوارف ظلالها وتسامت مع روح الصفاء والطهر ...
                              مشهد تصويري آخّاذ ينبثق من لمعة مضيئة متلألئة بنور الإيمان , وبهاء الحس وقد وطدت أركانها , وبناء سورها من أجمل معاني الوفاء والودّ ...
                              فكان لها أمل وحلم بديع انسابت منه ينابيع العطاء , وانسكب من عذب غديره إيحاءات جمال الفكر والإبداع ...
                              ظهرت وكأنها إنفلاقة الظلام للضوء المنير , وانبثقت كالبرعم بقدرة الرحيم الرحمن لتصل بروحها إلى أصل حقيقة الحياة مع الأمانة والصدق ...
                              لم تكن هذه مجرد إشارات , ومعاني والتباس أسماء وصفات تحاول أن تدخل بها لتفصح لكَ عن صدق ما في وعاء القلب ...
                              لا والله ...
                              بل تحاول وفي أغلب الأحيان أن تفكّ عقدة اللسان , وتجتازها لتبوح لكَ عن كتمان سرّ ما تحمله في داخلها ....
                              حقيقة ولدت وأينعت ثمارها لترعاها من أول يوم وقفت فيها على شواطئ بحور حبكَ , وعناد وجبروت صلد فكركَ ......
                              قد يحسب من يراها أنها لم تكن سوى صفحة عابرة قد تجرّ وراءها مزيدًا من لوعة الهموم والأحزان ...
                              لكن في الداخل ما زال بركان هائج يهيج ويتقد من شعلة لهيب القلب المتيم الولهان ...
                              تحاول أن تنطلق إلى ما وراء الحدود وتعلن بأعلى صوتها:
                              انظروا بروية وهدوء وحكمة إلى القلب اليتيم الذي أضناه العذاب وقسوة الأيام ..
                              استرحموه ... لا تظلموه .....
                              لكن كيف !!؟؟....
                              ولمَ هذا !!؟؟...
                              وإلى متى !!؟؟....
                              بتلك الأسئلة الحائرة التي لم تجد لها ردًّا تبدأ وتنتهي مع مرارة تجربتها التي ما زالت تزاحم خواطرها , وتقض من مضجعها لتحيا حزن دفين مع روحها , وعذاب مميت مع تأملاتها ووهم أحلامها ...
                              كثيرًا ما حاولت أن تواجه القلب , وتقسو عليه لعلها تجد سربًا واحدًا يخلصها من أسر هواه ... فتدور عبر أقطار محور الفكر لتصل إلى نقطة مركز القلب مرة ثانية فتجد حينها أنها لن تقف إلا أمام حقيقة واحدة ألا وهي نشأة صدق الفطرة , وإيحاء نقاء الفكرة ...
                              نموذج إنساني هو ...
                              و لو حاولتم أن تعبروا حدوده لما وجدتم سوى جواد أصيل يأبى إلا أن يكون فارسا نبيلا وعنيدا صلدا لا يعدو إلا لدرب الوفاء لصاحبه ....



                              بقلم : ابنة الشهباء

                              تعليق

                              يعمل...
                              X