أفْيـــــــاءُ الوعـــودِ.......جديد ..يوسف أبوسالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق حمزة منذر
    الأخطل الأخير
    مدير لجنة التنظيم والإدارة
    • 12-11-2009
    • 2944

    #16
    [align=center]
    أنا عِشْقٌ لسْتُ أدري ما دهـــاهُ
    شَبَّ فيهِ الشوقُ من غير وَقودِ


    وأنا تعويـــــــذةٌ فَسَّـرتُ فيهــا
    كيفَ ترقانيَ من عين الحسودِ


    هذه استماتة سامية في تقديم نفس عاشقة قد لا يجدها الكثيرون من العشاق
    وربما تكون عصية على الكثيرين من الشعراء

    والمدهش هنا هو تقديم جميع أدوات الاحتراق وعلاجه الجسدية ( الوقود )
    والنفسية ( التعويذة ) ولا بد من الإشارة إلى أن البناء لم يغب عن قصيدة
    المهندس الشاعر :

    بددي .. ألضمي ..وذريني .. ثم نبني .. سقفه عار .. قد زرعناه

    أهنئك أيها الشاعر المبدع والمجدد

    تحيتي وتقديري لك

    [/align]




    تعليق

    • توفيق الخطيب
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 02-01-2009
      • 826

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
      [frame="13 95"]

      أفيــــــــــاءُ الوعــــــــودْ


      علّلينـــي بالمواعيــــــدِ وزيــــدي
      لوعةَ الحرفِ على نبض قصيدي


      واخْطُري في البالِ يا بَعْدي قليلاً
      أو كثيراً ومن المجهولِ عـــودي



      واكْتُمي أوْجَع جُـــرحٍ يتمـــــطّى
      في دمي إنَّ جراحاتي شُهـــودي


      بَدّدي ما شئتِ أمطاري ونـــاري
      والضُمي عُرْوة سَرْجي بقيـودي


      وذريني في مدار الشمس أمحـو
      زيفَ أحلامــي بأفيـــاء الوعودِ


      كتَبَ الحـبُّ علينا أن نــــــداوي
      همْسةَ البرْقِ بصيحاتِ الرّعودِ


      ثم نبني في مســار الريـــحِ بيتاً
      عاصفَ الشرفةِ مكتوفَ الزنودِ


      سَقفهُ عـــــارٍ وفينــــا يتغطّـــى
      آهِ ما ألْفَحَـــهُ بـــرْدَ الصــــدودِ


      قـــــدْ زرعنــاهُ بأنفــاسِ ورودٍ
      ونسينا الشــوكَ ينـْـزو بالورود


      ثم سيّجْنــــــاهُ حبّـــاً فوريـــدٌ
      يسْرُدُ الحبَّ على سمْعِ وريـدِ


      غير أنّــا كلمـــا فَــــرَّ إلينـــا
      فرَّ منّا من شـــرودٍ لِشُـــرودِ


      كتبَ الحـبُّ علينــا أنَّ قلبــي
      يتماهـى فيكِ من غيرِ حـدودِ


      فأرانـي تــارةً أجمــلَ طفـــلٍ
      أمنحُ النوْرسَ للبحـر المَديــدِ


      وأرانــي تـارةً إبْريقَ عطْـــــرٍ
      عابقاً بالطّيبِ والعنبرُ عــودي


      فالمناقيــــرُ التــي أكتُبُ فيهــا
      لكِ أشعــــاري يُوَشّيها بريدي


      والعصافيرُ التي راحتْ تُغَنّــي
      لابْتسامِ الفجر تكبيراتُ عيدي


      أنا عِشْقٌ لسْتُ أدري ما دهـــاهُ
      شَبَّ فيهِ الشوقُ من غير وَقودِ


      وهي نـارٌ في فـؤادي تتلظّــى
      كلما أطفأتُ تَذْكـــو من جديـد



      أنا بُعْـــدٌ واحــدٌ أقـــرأ فيهــا
      جنة الخُلدِ وأسرارَ وجــودي


      وهي صنعائي التي لا بد منها
      إرَمي فيها وعادي وثَمــــودي


      وأنا تعويـــــــذةٌ فَسَّـرتُ فيهــا
      كيفَ ترقانيَ من عين الحسودِ


      فإذا هلّــتْ على الآفـــــاق بدراً
      عَزَفتْ مُطلقََها من غير عـُــودِ


      وإذا ما أشعَلتْنـــي ذاتَ ليــــــــــلٍ
      صِرْتُ فيها ألـــفَ هارونَ الرشيدِ



      يوسف أبوسالم
      28-5-2010

      [/frame]
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الشاعر المبدع يوسف أبو سالم
      إن مايميز هذه القصيدة حقاً هو ذلك التصوير البارع , فالصورة هنا هي القصيدة ومن خلالها تنبع المشاعر والعواطف , لم أشعر أنني أقرأ كلمات وجملاً بل شعرت أنني أمام لوحة شعرية بديعة تستقي ألوانها وروعة الخطوط فيها من خيال الشاعر الذي استطاع أن يحول مشاعره إلى مقطوعة ساحرة مستعينا بكل عناصر الحياة من مادي ومعنوي من عناصر الطبيعة من النار والأمطار والشمس والرعد والبرق والريح والبدر, والكائنات الحية التي تشارك في الرسم كالعصفور والنورس,إلى استحضار الرموز التاريخية من صنعاء وآثارها,ومن الرموز الروحية كتعويذة تحيي الشاعر وتشعله حبا ليصبح ألفاً من هارون الرشيد في ختام النص .
      وماأروع هذا البيت الذي استقت منه القصيدة عنوانها:
      وذريني في مدار الشمس أمحـو
      زيفَ أحلامــي بأفيـــاء الوعودِ


      وماأظلم هذا الحب الذي قضى على الحبيبين أن يبنيا بيتهما المكتوف الزنود العاري السقف في مهب الرياح العاصفة لايحميه ولايدفئه إلا ذلك الحب الذي يخيم عليه ويسوره وقد زرعه الحبيبان بأنفاس الورود :
      كتَبَ الحـبُّ علينا أن نــــــداوي
      همْسةَ البرْقِ بصيحاتِ الرّعودِ



      ثم نبني في مســار الريـــحِ بيتاً
      عاصفَ الشرفةِ مكتوفَ الزنودِ


      سَقفهُ عـــــارٍ وفينــــا يتغطّـــى
      آهِ ما ألْفَحَـــهُ بـــرْدَ الصــــدودِ


      قـــــدْ زرعنــاهُ بأنفــاسِ ورودٍ
      ونسينا الشــوكَ ينـْـزو بالورود


      ثم سيّجْنــــــاهُ حبّـــاً فوريـــدٌ
      يسْرُدُ الحبَّ على سمْعِ وريـدِ
      إن شدة العشق تغير حتى شكل العاشق المادي فيصبح تارة طفلا جميلا وتارة إبريق عطر وتارة أخرى عشقا لاهبا يشب فيه الشوق من غير وقود :
      كتبَ الحـبُّ علينــا أنَّ قلبــي
      يتماهـى فيكِ من غيرِ حـدودِ


      فأرانـي تــارةً أجمــلَ طفـــلٍ
      أمنحُ النوْرسَ للبحـر المَديــدِ


      وأرانــي تـارةً إبْريقَ عطْـــــرٍ
      عابقاً بالطّيبِ والعنبرُ عــودي


      فالمناقيــــرُ التــي أكتُبُ فيهــا
      لكِ أشعــــاري يُوَشّيها بريدي


      والعصافيرُ التي راحتْ تُغَنّــي
      لابْتسامِ الفجر تكبيراتُ عيدي


      أنا عِشْقٌ لسْتُ أدري ما دهـــاهُ
      شَبَّ فيهِ الشوقُ من غير وَقودِ


      إنها قصيدة حداثية كتبت لعصرها بلغة سهلة ممتعة , وبأسلوب بعيد عن التعقيد اللفظي أو اللغوي .
      ربما لي ملاحظة تتعلق بوزن القصيدة , فقد وزنت على أصل بحر الرمل وهذا كما أثبت علماء العروض غير جائز , فلا بد أن تكون العروضة أي آخر تفعيلة من صدر البيت في بحر الرمل محذوفة على وزن فاعلن إلا عند التصريع في أول بيت من القصيدة أو عند تكرار التصريع , ولكن ذلك التغيير الذي يعتمده في المدة الأخيرة بعض الشعراء في وزن بحر الرمل قد لقي بعض القبول , على أنني أرى أن بحر الرمل له إيقاع أفضل مع العروضة المحذوفة فاعلن وهذا ماكان عليه شعراء العرب قبل الخليل ويترك أمر قبول الوزن في النهاية للمتلقين .

      أخي الشاعر المبدع يوسف أبو سالم يامن صارت جراحاته شهوده
      دمت في صحة وعافية مبدعاً كبيراً يحمل في داخله موهبة كبيرة تنتج لنا إبداعا متجدداً لاينضب .

      توفيق الخطيب

      تعليق

      • ثروت سليم
        أديب وكاتب
        • 22-07-2007
        • 2485

        #18
        الأخ الحبيب والشاعر القدير :
        يوسف أبو سالم
        حمدا لله على سلامتكم وعودتكم لربوعكم الجميلة ربوع الشِّعر والجمال
        هذه قصيدةٌ من عيون الشِّعر بها الشجنُ والنغمُ وعمقُ الحُب
        تستحقُ أنت من المحبوبةِ أن تزيدك وقدا ووجدا كما رأيت
        لك إعجابي وتقديري ومحبتي

        تعليق

        • فاطمة أحمـد
          أديبة وشاعرة
          • 29-11-2009
          • 344

          #19
          الشاعر العملاق أستاذ يوسف أبو سالم
          الله .. الـاااااااااااله ..
          قصيدة في غاية الروعة تحمل في
          ثناياها مشاعر جميلة لشاعر أقل ما يوصف
          أنه إنسان رائع .. المعاني راقية إستمتعت
          بها جداً لدرجة الدهشة ..!!
          دمت متألقاً ودام قلمك الراقي
          تحياتي وتقديري
          التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أحمـد; الساعة 04-11-2010, 00:14.

          تعليق

          • عيسى عماد الدين عيسى
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2394

            #20
            دمت مبدعاً أيها الصديق

            هكذا أنت دوماً
            يليق بك الإبداع فالحروف مطواعة بين أناملك

            و القصيد يجري سلسبيلاً

            رائعة بحق


            لك الياسمين

            تعليق

            • سحر الخطيب
              أديب وكاتب
              • 09-03-2010
              • 3645

              #21
              ليس لي في بحور الشعر ولا انهرها
              لكن أرى لوحات رائعه بأجمل المشاعروأجمل صور الطبيعيه مع غليان العشق ويأس اللقاء
              حب بلا أمل = ثورة وسكون
              صراعات عاشق داخل النفس ربما اقول أوفياء ولكن ؟؟؟

              ثم نبني في مســار الريـــحِ بيتاً
              عاصفَ الشرفةِ مكتوفَ الزنودِ
              سَقفهُ عـــــارٍ وفينــــا يتغطّـــى
              آهِ ما ألْفَحَـــهُ بـــرْدَ الصــــدودِ


              قـــــدْ زرعنــاهُ بأنفــاسِ ورودٍ
              ونسينا الشــوكَ ينـْـزو بالورود

              دمت ودام عشقك وحروفك
              تحياتي

              الجرح عميق لا يستكين
              والماضى شرود لا يعود
              والعمر يسرى للثرى والقبور

              تعليق

              • يوسف أبوسالم
                أديب وكاتب
                • 08-06-2009
                • 2490

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة عبد اللطيف غسري مشاهدة المشاركة
                لله درُّك أيها الشاعر الفذ المتألق!
                لمثل هذا الشعر تخفق الأفئدة وتهفو الأرواح ويستنير الفكر..
                طوبى لنا بوجود قامة شعرية مثلك بيننا شاعرنا الرائع الأستاذ يوسف أبوسالم..
                دام لك الشعر ودمتَ له.
                تحياتي وتقديري وإعجابي

                المبدع عبد اللطيف غسري

                ودامت لك شاعريتك الفذة
                وذائقتك الرائعة
                فلولا ذائقة رائقة كمثل ذائقتك
                وقراءة عميقة كقراءتك
                ما كان لهذه القصيدة أن تحلق
                فأية أجنحة زرعت فيها

                كل الشكر لك
                وتحياتي

                تعليق

                • يوسف أبوسالم
                  أديب وكاتب
                  • 08-06-2009
                  • 2490

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة رمزت ابراهيم عليا مشاهدة المشاركة
                  اخي الكريم يوسف ابو سالم
                  عشت لحظات الشعر ونقلني حرفك الى ديوان العرب أغب منه العذب الفرات
                  صورت فأبدعت ، وعزفت الحس فأطربت
                  واقول لك بوركت

                  المبدع رمزت عليا

                  ديوان العرب
                  الله الله
                  ما كنت أحلم أن قصيدتي ستنقل أحدا إلى ديوان العرب
                  أما وقد فعلت معك
                  فأغبطني عليها
                  وعلى مثل هذا التماهي

                  فشكرا كل الشكر

                  تعليق

                  • يوسف أبوسالم
                    أديب وكاتب
                    • 08-06-2009
                    • 2490

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة هند صقر بن سلطان القاسمي مشاهدة المشاركة

                    المبدع القدير يوسف ابو سالم

                    شاعرية عابقة بالجمال


                    ونص باذخ في مفهومه وفكرته وجزالته


                    شكراً لكم علي هذه القصيدة الرائعة


                    دمت بحفظ المولى
                    المبدعة هند بنت صقر القاسمي

                    أشعر بقراءتك أيتها المبدعة الأصيلة
                    أن الأصالة العربية أحاطت بالقصيدة
                    من أربع جهاتها
                    بل أحاطت بالمفردة من كل زواياها
                    لذلك وجدتني أعيد قراءتها مرات ومرات
                    وأنا أشعر بالغبطة
                    فما أسعدني بمرورك
                    وما أسعدني أكثر بكلماتك

                    دمت مبدعة كما أنت

                    تعليق

                    • يوسف أبوسالم
                      أديب وكاتب
                      • 08-06-2009
                      • 2490

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
                      الرائع الحبيب

                      الشاعر الكريم
                      أستاذ يوسف


                      والله قرأت
                      وكلما استعذبت بيتا
                      أعود للذي سبقه
                      استجمع الصورة
                      وهكذا تنقلت في مدارك
                      متأرجحا بين التقدم والتأخر

                      أما هنا

                      وذريني في مدار الشمس أمحـو
                      زيفَ أحلامــي بأفيـــاء الوعودِ


                      كتَبَ الحـبُّ علينا أن نــــــداوي
                      همْسةَ البرْقِ بصيحاتِ الرّعودِ


                      ثم نبني في مســار الريـــحِ بيتاً
                      عاصفَ الشرفةِ مكتوفَ الزنودِ


                      سَقفهُ عـــــارٍ وفينــــا يتغطّـــى
                      آهِ ما ألْفَحَـــهُ بـــرْدَ الصــــدودِ


                      قـــــدْ زرعنــاهُ بأنفــاسِ ورودٍ
                      ونسينا الشــوكَ ينـْـزو بالورود


                      ثم سيّجْنــــــاهُ حبّـــاً فوريـــدٌ
                      يسْرُدُ الحبَّ على سمْعِ وريـدِ


                      غير أنّــا كلمـــا فَــــرَّ إلينـــا
                      فرَّ منّا من شـــرودٍ لِشُـــرودِ




                      فوقفت لا أبرح مكاني طويلا
                      عذب أنت سيدي وشجي ورائع

                      سعدت على ضفاف حرفك


                      بورك القلب والقلم
                      تحاياي
                      عارف عاصي

                      شاعرنا المبدع عارف عاصي

                      غني عن القول
                      أنك حين تمر على قصائدي
                      فإنها تتلون بألوان جديدة
                      وتعتريها بروقٌ أخرى
                      وهذا هو حال المتذوق حين يكون شاعرا
                      فطوبى للقصيدة التي تحظى بمتلق ذواقة وشاعر
                      في آن معا

                      كل الشكر وتحياتي

                      تعليق

                      • يوسف أبوسالم
                        أديب وكاتب
                        • 08-06-2009
                        • 2490

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة
                        [align=center]
                        أنا عِشْقٌ لسْتُ أدري ما دهـــاهُ
                        شَبَّ فيهِ الشوقُ من غير وَقودِ

                        وأنا تعويـــــــذةٌ فَسَّـرتُ فيهــا
                        كيفَ ترقانيَ من عين الحسودِ

                        هذه استماتة سامية في تقديم نفس عاشقة قد لا يجدها الكثيرون من العشاق
                        وربما تكون عصية على الكثيرين من الشعراء
                        والمدهش هنا هو تقديم جميع أدوات الاحتراق وعلاجه الجسدية ( الوقود )
                        والنفسية ( التعويذة ) ولا بد من الإشارة إلى أن البناء لم يغب عن قصيدة
                        المهندس الشاعر :
                        بددي .. ألضمي ..وذريني .. ثم نبني .. سقفه عار .. قد زرعناه

                        أهنئك أيها الشاعر المبدع والمجدد

                        تحيتي وتقديري لك

                        [/align]

                        الشاعر والفنان المبدع
                        صادق حمزة منذر

                        لقراءتك طعم ونكهة أخرى
                        فأنت تلتقط جماليات لا يلتقطها غيرك
                        وبالطبع لا يتأتى ذلك إلا لشاعر ناقد
                        يملك أدواته جيدا
                        وعلاوة على ذلك يملك نفاذا غير عادي لمكنون الصورة الشعرية
                        ودلالات توظيف المفردة وأبعادها
                        وهو أمر يثري القصيدة حقا

                        فكل الشكر
                        وتحياتي

                        تعليق

                        • يوسف أبوسالم
                          أديب وكاتب
                          • 08-06-2009
                          • 2490

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة توفيق الخطيب مشاهدة المشاركة
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          الشاعر المبدع يوسف أبو سالم
                          إن مايميز هذه القصيدة حقاً هو ذلك التصوير البارع , فالصورة هنا هي القصيدة ومن خلالها تنبع المشاعر والعواطف , لم أشعر أنني أقرأ كلمات وجملاً بل شعرت أنني أمام لوحة شعرية بديعة تستقي ألوانها وروعة الخطوط فيها من خيال الشاعر الذي استطاع أن يحول مشاعره إلى مقطوعة ساحرة مستعينا بكل عناصر الحياة من مادي ومعنوي من عناصر الطبيعة من النار والأمطار والشمس والرعد والبرق والريح والبدر, والكائنات الحية التي تشارك في الرسم كالعصفور والنورس,إلى استحضار الرموز التاريخية من صنعاء وآثارها,ومن الرموز الروحية كتعويذة تحيي الشاعر وتشعله حبا ليصبح ألفاً من هارون الرشيد في ختام النص .
                          وماأروع هذا البيت الذي استقت منه القصيدة عنوانها:
                          وذريني في مدار الشمس أمحـو
                          زيفَ أحلامــي بأفيـــاء الوعودِ


                          وماأظلم هذا الحب الذي قضى على الحبيبين أن يبنيا بيتهما المكتوف الزنود العاري السقف في مهب الرياح العاصفة لايحميه ولايدفئه إلا ذلك الحب الذي يخيم عليه ويسوره وقد زرعه الحبيبان بأنفاس الورود :
                          كتَبَ الحـبُّ علينا أن نــــــداوي
                          همْسةَ البرْقِ بصيحاتِ الرّعودِ



                          ثم نبني في مســار الريـــحِ بيتاً
                          عاصفَ الشرفةِ مكتوفَ الزنودِ


                          سَقفهُ عـــــارٍ وفينــــا يتغطّـــى
                          آهِ ما ألْفَحَـــهُ بـــرْدَ الصــــدودِ


                          قـــــدْ زرعنــاهُ بأنفــاسِ ورودٍ
                          ونسينا الشــوكَ ينـْـزو بالورود


                          ثم سيّجْنــــــاهُ حبّـــاً فوريـــدٌ
                          يسْرُدُ الحبَّ على سمْعِ وريـدِ
                          إن شدة العشق تغير حتى شكل العاشق المادي فيصبح تارة طفلا جميلا وتارة إبريق عطر وتارة أخرى عشقا لاهبا يشب فيه الشوق من غير وقود :
                          كتبَ الحـبُّ علينــا أنَّ قلبــي
                          يتماهـى فيكِ من غيرِ حـدودِ


                          فأرانـي تــارةً أجمــلَ طفـــلٍ
                          أمنحُ النوْرسَ للبحـر المَديــدِ


                          وأرانــي تـارةً إبْريقَ عطْـــــرٍ
                          عابقاً بالطّيبِ والعنبرُ عــودي


                          فالمناقيــــرُ التــي أكتُبُ فيهــا
                          لكِ أشعــــاري يُوَشّيها بريدي


                          والعصافيرُ التي راحتْ تُغَنّــي
                          لابْتسامِ الفجر تكبيراتُ عيدي


                          أنا عِشْقٌ لسْتُ أدري ما دهـــاهُ
                          شَبَّ فيهِ الشوقُ من غير وَقودِ


                          إنها قصيدة حداثية كتبت لعصرها بلغة سهلة ممتعة , وبأسلوب بعيد عن التعقيد اللفظي أو اللغوي .
                          ربما لي ملاحظة تتعلق بوزن القصيدة , فقد وزنت على أصل بحر الرمل وهذا كما أثبت علماء العروض غير جائز , فلا بد أن تكون العروضة أي آخر تفعيلة من صدر البيت في بحر الرمل محذوفة على وزن فاعلن إلا عند التصريع في أول بيت من القصيدة أو عند تكرار التصريع , ولكن ذلك التغيير الذي يعتمده في المدة الأخيرة بعض الشعراء في وزن بحر الرمل قد لقي بعض القبول , على أنني أرى أن بحر الرمل له إيقاع أفضل مع العروضة المحذوفة فاعلن وهذا ماكان عليه شعراء العرب قبل الخليل ويترك أمر قبول الوزن في النهاية للمتلقين .

                          أخي الشاعر المبدع يوسف أبو سالم يامن صارت جراحاته شهوده
                          دمت في صحة وعافية مبدعاً كبيراً يحمل في داخله موهبة كبيرة تنتج لنا إبداعا متجدداً لاينضب .

                          توفيق الخطيب
                          المبدع الكبير
                          الشاعر توفيق الخطيب

                          من نافلة القول أن أشير دوما
                          إلى أن قراءاتك ليست عادية لقصائدي
                          بل أراها متجددة دوما
                          وتتعمق في الكثير الكثير من جمالياتها
                          دون أن تنسى إشارات لطبفة لسلبيات
                          وهو أمر متوازن يضفي على القصيدة رونقا آخر
                          وأريد بعد أن أشكرك على هذا الطواف الرائع في القصيدة
                          أن أعلق على الوزن
                          ربما لاحظت أخي توفيق
                          أنني كتبت على نغم جديد أو ربما بحر جديد في قصيدة خباء
                          وكتبت على أصل البحر الوافر في قصيدة أخاف عليك
                          وها أنذا أكتب على أصل الرمل في هذه القصيدة
                          وهذا يعني أن الأمر ليس عفو الخاطر
                          بقدر ما هو نوع من إحياء أوزان ونغمات وإيقاعات غير مستعملة
                          وكما قلت أنت نترك الأمر لذوق ومسمع المتلقي
                          ولكني أرى في كل ذلك محاولة تهدف إلى الجديد دوما
                          ذلك أن البحور المعروفة ربما تكون الكتابة على أوزانها أسهل
                          لكثرة ما كتب عليها
                          أما الوزن النادر فهو بالتأكيد مغامرة وتجديد
                          وهو أمر يسعدني أن أتطرق إليه دوما
                          لعل في ذلك نفسا جديدا
                          ولعلي مدين لك بشكر مكثف على إشارتك الدائمة حول ذلك
                          ولفت الإنتباه إليه
                          وأنا بالطبع يسعدني أي رأي نقدي حول هذا الموضوع

                          أشكرك أيها المبدع
                          وتحياتي

                          تعليق

                          • مصطفى حمزة
                            أديب وكاتب
                            • 17-06-2010
                            • 1218

                            #28
                            [align=right]
                            الشاعر الفذّ الأستاذ يوسف
                            أسعد الله أوقاتك ، وحمداً لله على سلامتك ( وطار الشرّ )
                            رأيتُ في فريدتك لوحةً شعريّة ذات وحدة شعوريّة واحدة ، رغمَ تناوب العواطف المنوّعة فيها . إنها صورة العاشق في عالمه ، في مختلف أحواله ، ما بين التحليق في عالم الوصال والحنان ، والتردّي في لظى الشوق .. هذه كلمات ، هي أضعف من أن تنقل لحظة من عالم عاشق ، فكيف إن كان عالم عاشق شاعر !!
                            أما عن الوزن والعروض ، فأحيل إلى مقدمة الزمخشري في كتابه عن العروض ( لا يحضرني اسمه الآن ) وفيها يرى ما معناه أن الأبحر الخليلية هي ما وصلنا من أنغام شعر العرب ، وليس كل ما تستسيغة آذان العرب ..
                            تقبل تحياتي ، وتقديري الدائم أستاذ يوسف
                            [/align]

                            تعليق

                            • يوسف أبوسالم
                              أديب وكاتب
                              • 08-06-2009
                              • 2490

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة
                              الأخ الحبيب والشاعر القدير :

                              يوسف أبو سالم
                              حمدا لله على سلامتكم وعودتكم لربوعكم الجميلة ربوع الشِّعر والجمال
                              هذه قصيدةٌ من عيون الشِّعر بها الشجنُ والنغمُ وعمقُ الحُب
                              تستحقُ أنت من المحبوبةِ أن تزيدك وقدا ووجدا كما رأيت

                              لك إعجابي وتقديري ومحبتي

                              الأخ والشاعر الكبير
                              ثروت سليم

                              الله يسلمك ويحفظك ويمتعك بالصحة والسعادة والرضى
                              وما كلماتك تلك إلا رشقٌ من الضوء
                              مذاب في مودتك وأخوتك التي عرفتها وسعدت بها
                              لنا أن نكتب ونعاني
                              وللناس أن يقرأوا ويتمتعوا
                              فهنيئا لهم
                              وطوبى لنا

                              تحياتي

                              تعليق

                              • يوسف أبوسالم
                                أديب وكاتب
                                • 08-06-2009
                                • 2490

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة أحمـد مشاهدة المشاركة
                                الشاعر العملاق أستاذ يوسف أبو سالم
                                الله .. الـاااااااااااله ..
                                قصيدة في غاية الروعة تحمل في
                                ثناياها مشاعر جميلة لشاعر أقل ما يوصف
                                أنه إنسان رائع .. المعاني راقية إستمتعت
                                بها جداً لدرجة الدهشة ..!!
                                دمت متألقاً ودام قلمك الراقي
                                تحياتي وتقديري

                                المبدعة فاطمة أحمد

                                استمتعت بها لدرجة الدهشة

                                الدهشة هي الشعر
                                ولا تنتاب أحدا إلا وفي أعماقه يكمن شاعر يتوثب للتحليق
                                وما كانت دهشتك
                                إلا لكونك شاعرة محلقة مسّها جِنّيُ الشعر
                                فباتت مأخوذةً به ممسوسة
                                فطوبى لذائقتك الرائعة
                                وقراءتك الأروع

                                لكِ الندى حتى تبقين محلقة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X