متى تهدأ يا بحر؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • راضي الضميري
    عابر سبيل
    • 18-01-2010
    • 265

    متى تهدأ يا بحر؟

    متى تهدأ يا بحر؟

    انتظرتك بفارغ الصّبر، هناك ...أحمل بيدٍ قلبي، وبالأخرى زهرة خبأت فيها عطر حنيني، ولهفة ما مضى من عمري لرؤيتك...فلمَ لمْ تأتي؟ هل كنتِ تتألّمين من آثار انفجار الشّوق فيك، فاكتسحت حرارته مفاصلك؟ أمْ خشيت على نفسك من انتظار ما لا يرجى منه فائدة؟ فعدلّت من برامجك، واستثنيتني من أحلامك تحت ضغط عاصفة أسئلتك المبعثرة عن جدوى النّوم بين أحضان قمرٍ لا يجيد فنّ الانحناء والإصغاء لعاصفة حداثة ليس في قاموسها إلّا تمنّي أشياء لم يعرها الفجر الأصيل أيّ انتباه.

    وحيدًا على قارعة الطّريق تركتني أنتظر وكنت أظنّ أنّك ستأتين، كي يعود للنّهر صفاؤه، وتستلقي الأسماك مساءً بلا وجل قبالة ضوء القمر، لا تخشى وحوشًا لا تأكل إلّا من شبع، وهي تنشد أغنيات الماضي العتيق، حين كان للحياء سطوة طاغية على الحبّ، وللعذارى بصمة طهر لا تشوبها شائبة.

    كنت أظنّ أنّك سوف تستيقظين، لتعزف الفراشات على ربابة الصّبا لحن البقاء لا العشاء الأخير، وهي تداعب وجه الماء العذب بتراتيل العشق شوقًا لليلى ووفاءً لقيس... تغنّي بعض أغنية من كلمات لم أنتهِ من كتابتها بعد؛ فرحلتي معك طويلة، وما زال في جعبتي حروف كثيرة لم تكتبني، لم أكتبها كيلا تغضب دواوين أحلام من رحلوا ذات فجر، وكي لا يشمت بي الأعداء عندما يأتي السّفر طالبًا منّي الرّحيل في غير موعده، كما جئت إليّ في غير موعدي.


    تختلف تضاريس المناخ في أرضك عن غيرها، براكين خامدة بين كلّ شبر ومتر في طبيعتك. وأنّى لضائع بلا خارطة أو بوصلة أنْ يعرف. كلّ شيء في عالمي كان يحتضر حين كنت تطلقين ابتسامتك على شكل سهم يعرف طريقه جيّدًا فلا يخطئ الهدف، كما المطر يأتي في غير موعده أحيانًا وعلى حين غرّة من الصّيف ، فنظنّه غيث من السّماء، ولا مظلّة تحميني من أنفلونزا المرض والضّياع.كما الموت؛ جاء ليحيلني إلى ذكرى في عالم النّسيان.أتعلمين؟ بتّ أخشى النّوم كيلا أحلم بك رغمًا عن أنفي.كبرت كثيرًا وأنا أركب الموج من أجلك، كي أسوق البحر بعصا الأمنيات، ظمآن من حرّ الشّوق في رغبتي، وفي غصّتي جفّ اللعاب وكلّي غارق فيك، ولا قشّة في الأفق تشفق عليّ، وتمسكني كي أتشبّث بالحياة وعلى أمل... كأنّها كانت تعلم أنّك لن تأتي! ويكأنّ البحر تعلّم منك...

    متى تهدأ يا بحر؟ كي ألملم بعضي إلى بعضي لأعود إلى مفكّرتي، وأجتثّ الذّكريات من تلك الأماكن الّتي استوطنت فيّ، وكي أحبّك يا حبيبي كما ينبغي بلا ضغينة أو خطيئة، لعلّي أستيقظ قبل فوات الأوان. امنحني بعض الوقت لأرسم من حبّات رملك على رصيف الانتظار قصيدة، تحكي حروفها عن حزمة من الاحتياطات العقليّة للذّكرى، كي يستفيد منها عابرو السّبيل.دعني أضبط دقّات قلبي المتسارعة على توقيت الأمل، فأنا قادر على السّير رغم بركات ذلك الخنجر المسموم في خاصرتي من تلك الّتي وشت للذّئب عن مكان الحمل.

    أسكنتكِ فضائي بلا مقابل، وبعقد غير مشروط وقّعته بدمي الأحمر فوق صفحات حلم أبى إلّا أنْ يعاندني بالتواطؤ معك، فبما أغريتِ صاحبي العتيد؟ كي يتخلّى عنّي في زمن ليس فيه صديق، ولا جليس أنيس. تبًّا لليلٍ بهيم لا يحفظ الودّ والعهد.

    متى ستهدأ يا بحر؟ فأنا لست غاضبًا منك وأنت صاحبي الأخير، أنظر؛ هاأنذا قد عبّأت القلم بحبر جديد...
    [frame="2 98"]
    قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
    [/frame]
  • غاده بنت تركي
    أديب وكاتب
    • 16-08-2009
    • 5251

    #2
    لأنكـ هنا / أمطر الصبح ،
    وتنفس الأمل ،
    ونمت زهور اقحوان ما بين الحروف ،
    هنا / دسست الحروف من سماء جمال أمطرت
    لنا الشفافية ،
    أتمنى أن اقرأ لكـ دوماً ~

    أشكركـَ وننتظر الجديد ،

    تقديري
    نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
    الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
    غادة وعن ستين غادة وغادة
    ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
    فيها العقل زينه وفيها ركاده
    ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
    مثل السَنا والهنا والسعادة
    ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

    تعليق

    • محمد زكريا
      أديب وكاتب
      • 15-12-2009
      • 2289

      #3

      كم هو جليل وجميل هذا الانتظار حين يمنحنا دفق مشاعر كموج البحر
      لنجدنا نتململ عند الشطآن نروي الحكايات بهذيان لاينتهي
      \\
      يروقني دوما هذا العمق الذي تكتنفه سطورك ياأستاذ راضي
      \\
      كل المودة والتقدير
      نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
      ولاأقمار الفضاء
      .


      https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #4
        أسكنتكِ فضائي بلا مقابل، وبعقد غير مشروط وقّعته بدمي الأحمر فوق صفحات حلم أبى إلّا أنْ يعاندني بالتواطؤ معك، فبما أغريتِ صاحبي العتيد؟ كي يتخلّى عنّي في زمن ليس فيه صديق، ولا جليس أنيس. تبًّا لليلٍ بهيم لا يحفظ الودّ والعهد.

        متى ستهدأ يا بحر؟ فأنا لست غاضبًا منك وأنت صاحبي الأخير، أنظر؛ هاأنذا قد عبّأت القلم بحبر جديد...
        /

        قلم جميل دافيء

        شعرت بكلماته وبتموجاتها

        على صفحات البحر

        المتلاطم الأمواج

        لك مني أرق تحياتي
        sigpic

        تعليق

        • بلال عبد الناصر
          أديب وكاتب
          • 22-10-2008
          • 2076

          #5
          للإنتظار طَعمٌ آخر هُنا !

          كُنتَ مَوجة تتلاعبُ بِنا !

          رائعْ ~ و أكثر

          { بإنتظار جَديدكْ }

          تعليق

          • فايزشناني
            عضو الملتقى
            • 29-09-2010
            • 4795

            #6
            خبئ أسرارك في البحر
            وان تعبت تشبث بآخر موجة توصلك للشاطئ
            دع الزبد يلهيك عن وجعك المتصابي
            وارسم وجهها ساعة انعكاس القمر على الماء
            فتأتيك كل مساء كحورية بحر وتطرزك باللؤلؤ

            أخي راضي
            سألت البحر متى يهداً
            هل تدري متى ستهدأ أنت
            قرأت حروفك بفرح غامر

            مع محبتي لك
            هيهات منا الهزيمة
            قررنا ألا نخاف
            تعيش وتسلم يا وطني​

            تعليق

            • شـــام الكردي
              كاتبة وأديبة
              • 24-10-2010
              • 544

              #7
              كنت أظنّ أنّك سوف تستيقظين، لتعزف الفراشات على ربابة الصّبا لحن البقاء لا العشاء الأخير


              العشاء الأخير .. صورة جميلة ومعبرة .. تشي بالتقاط حكيم

              /

              كما المطر يأتي في غير موعده أحيانًا وعلى حين غرّة من الصّيف ، فنظنّه غيث من السّماء، ولا مظلّة تحميني من أنفلونزا المرض والضّياع.


              مطر الصيف .. كرشح طفيف ، جميل جدا

              /

              دعني أضبط دقّات قلبي المتسارعة على توقيت الأمل، فأنا قادر على السّير


              تعبير أنيق وبناء ذا نسق

              /

              إني رأيت أحد عشر كوكبا
              وأهزوجة لحنين حزين .. وأشواق تلهث !

              طبعت بوجعك .. في الذائقة الادبية .. ابتسامة رضا يا استاذ راضي

              حياك الله

              تعليق

              • فادي ابراهيم
                عضو الملتقى
                • 05-10-2010
                • 78

                #8
                أننا ننسى لأنه يجب علينا ذلك وليس لأننا نريد
                مبدع دائماًاستاذ راضي وتقديري واحترامي لك اخي
                [B][I][SIZE=6][COLOR=black]انا لاادعي أني على صواب ولا الأخرين على خطابل اقول ان رايي وراي الأخرين قابلاًللصواب وقابلاً للخطا[/COLOR][/SIZE][/I][/B]

                تعليق

                • راضي الضميري
                  عابر سبيل
                  • 18-01-2010
                  • 265

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                  لأنكـ هنا / أمطر الصبح ،
                  وتنفس الأمل ،
                  ونمت زهور اقحوان ما بين الحروف ،
                  هنا / دسست الحروف من سماء جمال أمطرت
                  لنا الشفافية ،
                  أتمنى أن اقرأ لكـ دوماً ~

                  أشكركـَ وننتظر الجديد ،

                  تقديري
                  في حضرة هذا الكرم الحاتمي، أجدني لا أستطيع التعبير عن فرحتي بمرور أديبة كبيرة، كان لحرفها بلسم شفى جروح تمرغت بملح في عمق المحيط طويلا...

                  سيهدأ البحر عمّا قريب، فهذه العاصفة أوشكت على الرحيل.

                  كوني بخير
                  [frame="2 98"]
                  قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
                  [/frame]

                  تعليق

                  • راضي الضميري
                    عابر سبيل
                    • 18-01-2010
                    • 265

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة
                    كم هو جليل وجميل هذا الانتظار حين يمنحنا دفق مشاعر كموج البحر
                    لنجدنا نتململ عند الشطآن نروي الحكايات بهذيان لاينتهي
                    \\
                    يروقني دوما هذا العمق الذي تكتنفه سطورك ياأستاذ راضي
                    \\
                    كل المودة والتقدير
                    حين يهذي القلم، فنحن نعلم يقينا أن الكرام يقدرون هذا الهذيان ويصفحون عن زلاته...

                    كريم أنت يا صاحبي، تغمرني بلطفك كلما مررت من هنا. ثق أنك مقيم في القلب.هذا كلام راضي وليست مشاعر إنترنتية .

                    لك الشكر الجزيل .

                    كن بخير
                    [frame="2 98"]
                    قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
                    [/frame]

                    تعليق

                    • سهير الشريم
                      زهرة تشرين
                      • 21-11-2009
                      • 2142

                      #11
                      الأستاذ القدير راضي الضميري
                      تحدثت حروفك بشوق زاخر كالعباب الذي وقفت أمامه لحظات تدلي بدلوك أمام موج لا يهدأ أبدا
                      فماذا يحمل هذا الموج بين طياته ?
                      وهل تعبث نسائمه بحنين الماضي المنتظر ?
                      كم يأخذنا وكم يقذفنا بحلم وسروحيرةورغبة لإحتضان دفئه وبرده ..
                      وله الإنتظار وأشواق لا تموت بين ثوران البحر الصديق وأحيانا الغادر

                      صديق الأدب وراقي الحرف
                      كم يروق حرفك لأفكاري فأبحر بلا زورق بين تلك الحروف وأغفو أحيانا من راحة تعتريني

                      دمت ودام قلمك
                      كنت هنااا وزهر
                      التعديل الأخير تم بواسطة سهير الشريم; الساعة 07-11-2010, 13:53.

                      تعليق

                      • راضي الضميري
                        عابر سبيل
                        • 18-01-2010
                        • 265

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                        أسكنتكِ فضائي بلا مقابل، وبعقد غير مشروط وقّعته بدمي الأحمر فوق صفحات حلم أبى إلّا أنْ يعاندني بالتواطؤ معك، فبما أغريتِ صاحبي العتيد؟ كي يتخلّى عنّي في زمن ليس فيه صديق، ولا جليس أنيس. تبًّا لليلٍ بهيم لا يحفظ الودّ والعهد.

                        متى ستهدأ يا بحر؟ فأنا لست غاضبًا منك وأنت صاحبي الأخير، أنظر؛ هاأنذا قد عبّأت القلم بحبر جديد...
                        /

                        قلم جميل دافيء

                        شعرت بكلماته وبتموجاتها

                        على صفحات البحر

                        المتلاطم الأمواج


                        لك مني أرق تحياتي
                        عينا أن نتحمل البحر في كل حالاته، فإن ثار علينا فتلك طبيعته، وإن هدأ فتلك من حسناته الكثيرة.
                        أما البشر، فما عدنا نعرف...متى يثورون، ومتى يهدأون ، ومتى يخونون...والقائمة طويلة جدًا...

                        مرورك الرائع سرني كثيرًا، يا صاحبة الحرف المخملي.

                        تقديري واحترامي
                        [frame="2 98"]
                        قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
                        [/frame]

                        تعليق

                        • راضي الضميري
                          عابر سبيل
                          • 18-01-2010
                          • 265

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة بلال عبد الناصر مشاهدة المشاركة
                          للإنتظار طَعمٌ آخر هُنا !

                          كُنتَ مَوجة تتلاعبُ بِنا !

                          رائعْ ~ و أكثر

                          { بإنتظار جَديدكْ }
                          علينا أن ننتظر، حقيقة لا أعلم إلى متى، فالمناخ متقلب... والعاصفة كانت قوية جدًا، ربما يهدأ البحر عما قريب.من يدري؟!

                          ربما.

                          شكرًا لك أيها الرائع. فقد غمرتني بلطفك

                          تقديري واحترامي
                          [frame="2 98"]
                          قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
                          [/frame]

                          تعليق

                          • راضي الضميري
                            عابر سبيل
                            • 18-01-2010
                            • 265

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                            خبئ أسرارك في البحر
                            وان تعبت تشبث بآخر موجة توصلك للشاطئ
                            دع الزبد يلهيك عن وجعك المتصابي
                            وارسم وجهها ساعة انعكاس القمر على الماء
                            فتأتيك كل مساء كحورية بحر وتطرزك باللؤلؤ

                            أخي راضي
                            سألت البحر متى يهداً
                            هل تدري متى ستهدأ أنت
                            قرأت حروفك بفرح غامر

                            مع محبتي لك
                            أخي العزيز فايز

                            المد والجزر يتلاعبان بالأمنيات،

                            لكننا نحبه رغم كل شيء.

                            فمتى يهدأ؟ الله أعلم .

                            شكرا لمرورك الكريم

                            تقديري واحترامي
                            [frame="2 98"]
                            قال تعالى ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199
                            [/frame]

                            تعليق

                            يعمل...
                            X