وفقدت معصمي الآخر..!/بسمة الصيادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #16
    أستاذة بسمة الصيادي :

    كل عام وانت بخير .. بعد القراءة تذكرت كتاب أنصحك بقراءته والبحث عنه لغاستون باشلار عنوانه "جماليات المكان" .. وهنا في النص كان المنزل له دور كبير في ألفة وحميمية الحالة القصصية .. وتعاملك معها كان قريب جدا لما تناوله باشلار في كتابه .. كما كان لتوظيفك الجميل باستخدام الأسورة كرمز قوي ورباط وثيق للإبنة بالأم وماضيها الذي ضاع جمالياته المقنعة رغم بساطة الرمز ..

    تحياتي وعيدك مبارك
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • بسمة الصيادي
      مشرفة ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3185

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
      المبدعة القديرة
      بسمة الصيادي
      شكرا لنص جاء محمَّلا بشاعرية العنوان وفاعليته التي تمكنَّت مع سردية شاعرية خلاقة أن تنهض بنص حدثه الرئيسي هو ضياع سوار الأم الراحلة لنكتشف من خلال أحداث يسيرة أن ثمة أشياء صغيرة كفيلة بجعلنا نجتر أحداثا جساما مضت واستطعنا تجاوزها، لكننا لا نستطيع بيع أحلامنا وذكرياتنا ولا نتهاون مع من يسرقها، وأن مآساتنا الكبرى تكون حين نفقد ثقتنا فيمن لا ننتظر منه أن يكون شريكا في تدمير هذه الأحلام بإصرار مسبق..
      نص رائع بسمة، ولا يفوتني أن أطلب منك إعطاءه ما يستحق من مراجعة لغوية حتى يكتمل للوحة بهاؤها..

      مودتي وتقديري لك.
      أهلا بالأستاذ الكريم مختار عوض
      سرني حديثك كثيرا سيدي ..نعم الأحلام لا تباع ولا الذكريات .. نحن بطبيعتنا البشرية نجسد ما نحبه في أشياء صغيرة أو أماكن
      كي نخفف من وطأة الفقد علينا .. ولكننا في النهاية نتنقل من صدمة إلى أخرى .. ومن خسارة إلى أخرى !
      شكرا لك أستاذ مختار على حضورك البهي وكلامك الطيب وطبعا سأعود لاحقا للمراجعة
      تحياتي وأطيب التمنيات
      في انتظار ..هدية من السماء!!

      تعليق

      • أمل ابراهيم
        أديبة
        • 12-12-2009
        • 867

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
        وفقدت معصمي الآخر ..!


        كلما لمعت تذكرت عينيها ... وكلما لامستها أناملي غمرني دفء لم تحظ به الشمس قبلا .. مستديرة كعالمي الخالي من الزوايا ..مستديرة كثغرها المنقوش بحناء المحبة .. إنها إسورة أمي .. صندوق ذكرياتي بل الجسد الذي وضعت فيه روحي ..وضعت فيه أمي روحها..!



        كلما باغتني شتاء في غير موسم المظلات، كانت مظلتي ..! وإذا ما هجمت فصول الوحدة على ليلي ..كانت ونيستي ..تحدثني عن أمي الحبيبة .. فترفرف على غصن الكلام أشواقي ... !


        الحنين ما ترك مساحة في حقولي إلا وغطاها بشتلاته المؤلمة .. ورحيل أمي ما ترك بيني وبين الحياة أي مودة... قطع أوصال السنين ..فكانت كلها نزفا ...


        حتى الجسور معظمها خذلني عند أول هوة في حياتي، وما كان وفيا منهاغير أسورتي ..!



        أعبرها كلما اشتد بيّ العطش نحو تلك الينابيع الصافية، فأشرب من الحنان ما يعادل بحارا ..ثم أعود إلى حجرتي الغريبة، فبالرغم من مضي سنين على انتقالنا إلى دارنا الجديد إلا أننا لم نتبادل أي ثقافة معه..ولا امتزجت حضاراتنا ببعضها، كل منا أخذ ركنا له ومارس فيه شعائره الخاصة.! لم يحمل ملامح أمي .. ولم يشرب القهوة معها قبلا ،فلا عجب أن تغيب عن مأدبته قطع السكر .. وأن تذوب في قهوته المرة كل قطع الراحة!


        مع أن أبي حاول جاهدا أن يضع مساحيق الأمومة على وجهه ... أن يقلد ابتسامتها .. أن يلبث ثوب رقتها ... إلا أنه فشل في تقليدها كما فشل في الطهو .. ولكني كنت أتناول من جميع أطباقه وجميع كلامه، أتنقل بين أحضانه إلى أن وجدت فيها مرة الكثير من النوافذ المفتوحة ...! لم يخبرني يوما أن الرياح كانت تدخل منها لتعصفه .. كان يبرد بصمت .. ويستقبل خريف الأيام بصمت ،إلى أن جاء يوم ما عاد استحمل فيه الصقيع ..وما عادت تنفعه فيه أغطيتي .. فكشف عن كامل رعشاته أمامي .. وأخبرني أنه يريد الزواج!!




        في البداية لم أتقبل الأمر، ولكني خفت عليه من المرض جرّاء ذلك البرد! تناقشت الأمر وإسورتي التي وعدتني بأنّ شيئا لن يتغير .. وأنّ شيئا لن يفرق شمل عائلتنا!


        الغصة وضعت حواجز تفتيش عند مداخل حنجرتي ومنعطفاتها، فكانت تلتقط الكلام وتلقيه في سجونها ، فما كان باليد حيلة إلا أن أستعين برأسي لأوقف تشغيل الأسطوانة التي حملت يوميا نفس السؤال ... هززت رأسي معلنة موافقتي .. وإرهاقي ..!



        هاجت نبضات قلبي في وريدي فثبتُّ إسورتي على معصمي كي أهدأ من روعها ... فسكنت أخيرا ..


        كيف لا وقد وضعت عليها البلسم؟!


        كان أبي يستغرب من تلك العلاقة التي ربطتني بإسورتي ..كان يوصيني بخلعها قبل النوم فكنت أجيبه: هي معصمي فكيف أخلعه..! وفي مرة سألني :


        -أنا من أكون إذا ..؟


        -أنت معصمي الآخر يا أبي ..!


        فكان يبتسم ويغمرني .........


        .


        .


        قدمت العروس الجديدة بفستانها الأبيض ويديها المثقلتين بالأساور الذهبية .. وبعينيها المثقلتين بشباك كان يترصدني طوال الوقت .. ويترصد إسورتي الحبيبة .. !



        وقد لاحظ أبي على مرّ الأيام ذلك ... فطلب مني أن أعتني بها جيدا .. ثم اقترح أن يخبئها لي معه، رفضت بشدّة وحضنتها كأنها أحد أطفالي .. ولكني كنت أمّا مستهترة، فبعد تلك الليلة التي قضيتها مع حمى شديدة أصابتني ومع أبي الذي سهر على راحتي .. صحيت لأجد ثلوجا قد غطت يدي .. !


        بحثت عنها بوعيي وجنوني ... ولكنها تلاشت ككثير من الأمور!



        جعلتها قضية حياتي وموتي .. وشغلت بها كل من حولي .. ولكن لم يعرف طريقها أحد ولا هي تركت لي أية رسالة عند رحيلها ..! تساقطت دموعي على كف أبي المذهول، الغاضب لفقد الإسورة ،لامني كثيرا ... كما لمت نفسي ...!



        أعلنت الحداد .." إن اليوم ماتت أمي ..! وسأمشي بجنازتها مدى الحياة ..! "


        مرت أيام والأمطار لم تتوقف رغم أن الكل كان يحتفل بمهرجانات الصيف ..!


        جرفتني سيول دموعي نحو غرفتهما ذات مساء،وكأن شيئا ما كان يقودني ..!


        كان باب غرفتهما مفتوحا قليلا .. فرأيت والدي ينحي لتقبيل يدها ..وفجأة لمع شيئ ما أعرفه ..!

        .
        .




        12/11/2010
        زميلتي وأختي الحبيبه /وفاء
        لاتؤاخذيني أول مرة أقرأ لك قصة لم أكملها لاأن دموعي لم تتركني أكتب
        قرأت حتي البكاء بصوت عالي لي ثوب لاأمي أحتفظ به من زمن وفاتها
        ذهبت مسرعة أحتجت أشم رائحتها بصدق لي عودة أيتها الرائعة
        تقبلي مني كل الأحترام والود
        درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
          الأخت الفاضلة بسمة الصيادي .. تحية طيبة ..

          جميل تلك الإشارة إلى المكان ، فهو لم يستطع أن يفرض سلطته على النفس والذات ، فبقي المكان الجديد / دارنا الجديدة / بعيداً على نفسية البطلة ، ولكنه قريب من نفسية الأب والزوجة الجديدة ، بالنسبة للبطلة ، مكان غير مرغوب فيه ، لأنه لا يمت بصلة إلى التاريخ ، وبعيد عن الذكريات ، يصعب التفاعل معه في غياب الأم ..
          تماما علاقة الشخصيات بالمكان مختلفة عن بعضها، فبالنسبة للأب والزوجة هو بداية حياة جديدة، صفحة بيضاء يملؤها بنفسه، أما بالنسبة للفتاة فهو نهاية الحياة الجميلة، ومكان بارد لا روح فيه، ذلك لأنه لا يرتبط بالأم وبذكرياتها ..
          أسورة الأم لها طابع رمزي جميل ، رغم أنه رمز غير فاعل في تطور الحدث ، حضورالأم الدائم كخيال بين جدران البيت القديم ، ساهم في إبقاء وجه الأم في الذاكرة ، في النفس..إنه اهتمام متميز للبطلة بإمها ، ولكن هذا الاهتمام مغيب عند الشخوص الأخرى / الأب / الزوجة الجديدة / يمكن أن نعتبره معيقاً للتغيير ، وامتداد الحياة بشكل طبيعي .. مما أحدث مفارقة كبيرة في الرؤية والتوجه بين شخوص القصة ..
          فالأم في نظر البطلة لم تمت ، ولما سرقت منها الأسورة وأهديت للزوجة الجديدة ، ماتت الأم مرتين : موت حقيقي غيب ذاتها و صوتها وخشخشتها .. وموت رمزي غيب أشياءها ، فغابت من المكان ، من الذاكرة ، من التاريخ .. مما يسهل على الأب بناء حياة جديدة ..
          نعم الإسورة هي رمز يجسد وجود الأم نوعا ما، ويعطي الفتاة التوازن ويشبع حاجتها للحنان وإن كان وهما ..!
          أما بالنسبة للزوجة فهو مجرد شيء جميل يلمع وبالنسية للزوج مجرد وسيلة لإرضاء زوجته ..
          / صحيت لأجد ثلوجاً قد غطت يدي .. !
          أعتقد أختي بسمة ،اعتقاد غير ملزم ، كان بإمكان النص أن يقف هنا .. لنترك للقارئ هامش القراءات المتعددة والممكنة .. وكلما اختلفت الرؤى بين القراء ، كلما أكسب النص ثراءه أكثر ..
          ربما كان علي التوقف هنا ولكني أردت أن أبرز ردة فعل الأب وتصرف الإبنة التي أعلنت وفاة والدتها
          نص قصصي جميل ،وسرد شيق ينساب كشلال رقراق ينحدر في صمت ، تنقشع منه التماعات لغوية مشعة .. نص ركز على موت الأم الذي حوط البطلة بما يقارب التقديس الرمزي ، مختزلا في حماية البطلة للأسورة .. مما أحدث بما يسمى : " الفوضى الممكنة " في النفس والذات ، والمكان ، والعلاقات الإنسانية .... وقد حاولت البطلة تنظيم هذه الفوضى التي فاجأتها ،عن طريق حماية الأساور كرمز للأمومة ، فكانت غير فاعلة في تغيير الأحداث ، وتوليد حياة جديدة تتماشى مع رغبتها .. لكنها لم تفلح ، لذلك نظم الزمن تلك الفوضى المولدة من منظور منطق الحياة ، ومن منظور الأب والزوجة الذي يتعارض مع توجه البطلة ..
          .. مودتي الخالصة ..

          الفرحان بوعزة ..
          الأستاذ القدير الفرحان بوعزة أعجبتني قراءتك جدا
          كم أنا سعيدة أنك سبرت غور النص وغصت في أعماقه !
          شكرا لك على القراءة الجميلة والاهتمام
          وعذرا على التأخر في الرد
          دمت بألف خير
          تحياتي
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          • بسمة الصيادي
            مشرفة ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3185

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
            ** الاديبة المتميزة والمبدعة بسمه..........

            تحفة جديدة من ادب رفيع وهادف..
            بداية اعجبتنى هذه الفقرة ((...كلما باغتني شتاء في غير موسم المظلات، كانت مظلتي ..! وإذا ما هجمت فصول الوحدة على ليلي ..كانت ونيستي ..تحدثني عن أمي الحبيبة .. فترفرف على غصن الكلام أشواقي ... !))

            انها تدلل عن مدى اهمية السوار فى اثناء الوحدة وقرص البرد وان كان فى غير موسمه !!

            لقد كان الاب للاسف الشديد وقد اهداها للتى اصبحت زوجته لاحقا ..
            مفاجأة وقفلة قوية جدا ولكنها منطقية وتحدث فى الواقع ..

            تحايا عبقة بالرياحين..........
            ...........
            الأستاذ والأخ العزيز زياد صيدم
            أشكرك على حديثك الرائع وحضورك الألق
            يسرني أن النص أعجبك
            شكرا لك
            كل الود
            في انتظار ..هدية من السماء!!

            تعليق

            • بسمة الصيادي
              مشرفة ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3185

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              بسمة الصيادي غاليتي
              تمسكين بزمام النص وبقوة وحبكة
              الرمزية الجميلة التي اتخذتها من الدار الجديدة والزوجة
              وهذا الضياع والشعور بفقدان الأحبة
              موجع كان إحساسك هنا
              أحسست بتلك اللحظات التي تغزونا حين يموت الأعزاء مرارا
              بسمة الصيادي
              سيكون لك شأن كبير
              ومن اليوم وصاعدا لن أتصورك إلا بهذا العمق
              ودي ومحبتي لك
              أهلا بالعزيزة الأستاذة عائدة محمد نادر
              معك حق الأعزاء أصبحوا يموتون مرارا وأكثر من مرة
              وذلك لأن هناك من يقتلهم دائما بغية قتلنا سواء أكان ذلك عن قصد أو دون قصد
              شكرا لك سيدتي على كلامك المشجع دائما
              كل الود والمحبة لك
              في انتظار ..هدية من السماء!!

              تعليق

              • وسام دبليز
                همس الياسمين
                • 03-07-2010
                • 687

                #22
                كم انت رائعة تمسكين بالحرف فيصبح سحرا
                كم اسعد بكل نص يعطيني فيضا من المشاعر والابداع
                هذه انت بسمة المبدعة

                تعليق

                يعمل...
                X