استيقظت أنا والأمل, لحظات قصار مرت على صحوتنا كأنها لمحة من طيف مر ... أبصرت في الأفق , طائر اليأس ناشراً أجنحته الضبابية , مرسلاً من خلالها إشارة الأمر للأمل أن يعود من جديد لمرقده !
تفرعن غصن الشقاء بعقلي وقلبي , محملاً بشتى ثمار الألم , رأيت نهاري بغير شمس , وليلي كان طريداً من هموم الأمس , انتعلت هروبي إلى مرقدي , جلست أتفحص فهرس حياتي صفحة بعد أخرى حتى جاءت ملكة النعاس طوت صفحاتي وحملتني إلى قصرها الجميل وهناك أودعتني , اقتربت من إحدى شرفاته
كي أتفحص الخارجة , فرأيت أيادي الندى تمسح غبار اليأس عن أشجار الأمل , رأيت النجم يطل من فروج السحب , وكان الحسن راكعاً أمام هذا القصر البديع خشوعاً لجماله .
طفقت أجول ذهولي بين غرفاته , غرفة بعد غرفة أتنقل من جمال إلى آخر , غير أني توقفت فجأة أمام غرفة مظلمة ساكنة , سمعت في قلبها أنةُ ضعيفة لكنها كانت متواصلة للسكون كانت رافضة , أزعجني مسمعها وخيل إلي كأن رنينها صادر من أعماق قلبي .
حدثت نفسي .. لابد وأن يكون الساكن بها مريض أو مصاب يسأل العون.
دققت على بابها لكن غابت الإجابة , فتحت ودخلت فإذا بفراش متهالك يحتضن جسداً بالياً لرجل مسن ربما زاره رسول الأجل أو عله في طريقه لذلك , بشع الهيئة كريه الصورة , سألته بلسان الخائف من أنت ؟ قال بلساناً مثقل وهل تعدني بكتمان أمري ؟ قلت نعم قال ؟ أنا الماضي !! وما أن قرعت الكلمة مسمعي حتى أيقنت أنه موعد هلاكي , جولت نظري أبحث عن مخرج الهروب قبل أن يصيبني مكروه من هذا المجنون , قال وكأنه قرأ سطور حيرتي والله لا ألومك على حديث نفسك فقد علمت أن ردي سيبلغ منك مبلغ الجنون والرهبة فلا تخف واقترب فإني أصدقك القول ! قلت يا هذا لقد قرأت كتاب العرب صفحة التاريخ المشرق فرأيت الماضي وجهه يلمع كلمعان بريق الماس وجسده قائم كالنخيل الشامخ وثيابه منسوجة من سندس الجنان , واعذرني فبعد أن رأيتك على تلك الصورة البشعة رسمت الدهشة تقاسيم وجهي ! قال يا هذا .. كــاااااان الجمال متعلقاً دائماً بين ذراعي يرافقني حتى رأى عصركم المكسور فلفظ في ساحاته أخر أنفاسه, وحملتني الأيام على راحتها وأودعتني داخل تلك الغرفة من أزمان بعيدة , دون رفيق يكسر جدار وحدتي أو يفك قيود عزلتي أو يصهر قضبان سجني غير هذا الفراش الذي احتضن جسدي المتهالك , انتظرت عليه ربما يدق أحدهم بابي .. يراني ويرى غبار الأيام على وجهي فيغسله بماء الطيب والود أو يزف إلي بشرى عودة الجمال , لكن على ما يبدو أنني رقدت رقدة أصحاب الرقيم دون أن يدق أحدكم بابي , وها أنا كما تراني ما زلت حبيس تلك الغرفة القاتمة وهذا الفراش المتهالك فهل أعنتني على ترتيبه وإزالة الغبار عنه ؟ هل لديك بعض الماء أغتسل منهم هذا الوجه العبوس هل لديك رداءً جديداً أعود به للحياة ؟ وإن كان معك كل هذا هل لك أن تعيد إلى جسدي زهرة شبابه ؟ !
قلت له .. عليك السلام ... توكأت على بعض أنفاسي وانتعلت رحيلي والدمع يسوق خطوي , حتى اخترق مسمعي صياح ديك الفجر معلناً نهاية الرؤية . صحوت ولسان الحال يبوح .. ليت شعري
إذ بدمـــوع العــــين منـــــي هــوامل
كغادية فـــي الأفــــق أثقلــها القـــطر
لماض تولــــى كان يــؤنس صفحتي
فســـــحقا لدهـــر من طبيعتـه الــغدر
أنشـــــــدكم بالله لا تعجــــــبوا لنــــا
فصــاحب هــذا الطيف قد ضمه القبر
قبر ..
مات فيه الموت .. فات عليه الفوت .. انتحرت فيه الأقدار .
قبر...
احتضن الثورة ومعها الثوار .........!
لملمت دمعاتي وأبقت لصلاتي , في طريقي راودني الخاطر وبعد أن راودني أمرني بكتابة بعض الرسائل إلى هذا العجوز المعزول داخل كهف النسيان ربما تساعده على ملاطمة أمواج وحدته .
قلت له .. أيها الخاطر المستبد لك الأمر وعلينا طاعتك لكن أمهلني بعض الوقت حتى الغد أليس الغد بقريب ........
تفرعن غصن الشقاء بعقلي وقلبي , محملاً بشتى ثمار الألم , رأيت نهاري بغير شمس , وليلي كان طريداً من هموم الأمس , انتعلت هروبي إلى مرقدي , جلست أتفحص فهرس حياتي صفحة بعد أخرى حتى جاءت ملكة النعاس طوت صفحاتي وحملتني إلى قصرها الجميل وهناك أودعتني , اقتربت من إحدى شرفاته
كي أتفحص الخارجة , فرأيت أيادي الندى تمسح غبار اليأس عن أشجار الأمل , رأيت النجم يطل من فروج السحب , وكان الحسن راكعاً أمام هذا القصر البديع خشوعاً لجماله .
طفقت أجول ذهولي بين غرفاته , غرفة بعد غرفة أتنقل من جمال إلى آخر , غير أني توقفت فجأة أمام غرفة مظلمة ساكنة , سمعت في قلبها أنةُ ضعيفة لكنها كانت متواصلة للسكون كانت رافضة , أزعجني مسمعها وخيل إلي كأن رنينها صادر من أعماق قلبي .
حدثت نفسي .. لابد وأن يكون الساكن بها مريض أو مصاب يسأل العون.
دققت على بابها لكن غابت الإجابة , فتحت ودخلت فإذا بفراش متهالك يحتضن جسداً بالياً لرجل مسن ربما زاره رسول الأجل أو عله في طريقه لذلك , بشع الهيئة كريه الصورة , سألته بلسان الخائف من أنت ؟ قال بلساناً مثقل وهل تعدني بكتمان أمري ؟ قلت نعم قال ؟ أنا الماضي !! وما أن قرعت الكلمة مسمعي حتى أيقنت أنه موعد هلاكي , جولت نظري أبحث عن مخرج الهروب قبل أن يصيبني مكروه من هذا المجنون , قال وكأنه قرأ سطور حيرتي والله لا ألومك على حديث نفسك فقد علمت أن ردي سيبلغ منك مبلغ الجنون والرهبة فلا تخف واقترب فإني أصدقك القول ! قلت يا هذا لقد قرأت كتاب العرب صفحة التاريخ المشرق فرأيت الماضي وجهه يلمع كلمعان بريق الماس وجسده قائم كالنخيل الشامخ وثيابه منسوجة من سندس الجنان , واعذرني فبعد أن رأيتك على تلك الصورة البشعة رسمت الدهشة تقاسيم وجهي ! قال يا هذا .. كــاااااان الجمال متعلقاً دائماً بين ذراعي يرافقني حتى رأى عصركم المكسور فلفظ في ساحاته أخر أنفاسه, وحملتني الأيام على راحتها وأودعتني داخل تلك الغرفة من أزمان بعيدة , دون رفيق يكسر جدار وحدتي أو يفك قيود عزلتي أو يصهر قضبان سجني غير هذا الفراش الذي احتضن جسدي المتهالك , انتظرت عليه ربما يدق أحدهم بابي .. يراني ويرى غبار الأيام على وجهي فيغسله بماء الطيب والود أو يزف إلي بشرى عودة الجمال , لكن على ما يبدو أنني رقدت رقدة أصحاب الرقيم دون أن يدق أحدكم بابي , وها أنا كما تراني ما زلت حبيس تلك الغرفة القاتمة وهذا الفراش المتهالك فهل أعنتني على ترتيبه وإزالة الغبار عنه ؟ هل لديك بعض الماء أغتسل منهم هذا الوجه العبوس هل لديك رداءً جديداً أعود به للحياة ؟ وإن كان معك كل هذا هل لك أن تعيد إلى جسدي زهرة شبابه ؟ !
قلت له .. عليك السلام ... توكأت على بعض أنفاسي وانتعلت رحيلي والدمع يسوق خطوي , حتى اخترق مسمعي صياح ديك الفجر معلناً نهاية الرؤية . صحوت ولسان الحال يبوح .. ليت شعري
إذ بدمـــوع العــــين منـــــي هــوامل
كغادية فـــي الأفــــق أثقلــها القـــطر
لماض تولــــى كان يــؤنس صفحتي
فســـــحقا لدهـــر من طبيعتـه الــغدر
أنشـــــــدكم بالله لا تعجــــــبوا لنــــا
فصــاحب هــذا الطيف قد ضمه القبر
قبر ..
مات فيه الموت .. فات عليه الفوت .. انتحرت فيه الأقدار .
قبر...
احتضن الثورة ومعها الثوار .........!
لملمت دمعاتي وأبقت لصلاتي , في طريقي راودني الخاطر وبعد أن راودني أمرني بكتابة بعض الرسائل إلى هذا العجوز المعزول داخل كهف النسيان ربما تساعده على ملاطمة أمواج وحدته .
قلت له .. أيها الخاطر المستبد لك الأمر وعلينا طاعتك لكن أمهلني بعض الوقت حتى الغد أليس الغد بقريب ........
تعليق