فوقَ جبال الأولمب أغنِّي
.
.
.
.
.
[frame="14 98"]
يا مولاتي؛ هم غاروا حين نَقَشْتُ أحبكِ بالطبشورِ على جدران فصول العشقِ، وفي أودية الشعر، وفي رَدْهَاتِ الحبِّ، وفوق جبالِ (الأولمبِ)، وفي نوباتِ الحُلمِ، وفي أوقات النومِ، وفي أزمنةِ الخوفِ، وعند وجيبِ القلبِ، وحين الخِصبِ وحين الجَدبِ، وعندالصحوِ، وحين يفرُّ الوقتُ، ووقتَ بزوغِ البدرِ، وعند ذهاب الأمسِ، وعند صفاء النفسِ، وعند الصَخَبِ وعند الهمسِ، وحين طلوعِ الشمسِ، وحتى حين طلوعِ الرُوحِ من الحلقومِ، ووقتَ البأسِ وحين الأملِ وحين اليأسِ.. ذهبتُ أُشكِّلُ بالصلصالِ وبالألوانِ جمالاً لم تعرفهُ الجنُّ ولم يعرفهُ الإنسُ، ولم تعرفهُ (الأولمبُ) فراحتْ (فينوسْ) تشكو ظلمَ (أبوللو) إله الشعرِ، وكان (أبوللو) قد أهداني لُغَةَ السِّرِّ وسحْرَ الشِّعرِ، وراحتْ (فينوس) تبكي لـ (كيوبيدَ) إلهِ الحبِّ، وكان رماني بسهامٍ في القلبِ؛ فراحتْ أيضًا تسألُ في هلعٍ عن مرآةٍ لتُطامنَ قلبَ الأنثى وتُقارنَ بين الجزءِ وبين الكلِّ لتُصدمَ إذْ تُدركُ أن بقاياها ليستْ إلا الظلَّ، وأنِّي صرتُ أُراهنُ آلهةَ اليونان جميعًا أنَّ لديَّ الأصلَ، وأني مسكونٌ بالشِّعر وبالسِّحرِ، وأنَّ السَّهمَ أصابَ حشاش القلبِ فأُسْقطِ في يَدِها حتَّى خَرَّتْ ساجدةً قُربَ القدمينْ..
[/frame]
تعليق