" أن تعيش حياتك كما تريد، وتستسلم لخيالك وتدع الأمل والطموح يغمر روحك من كل جانب، ثم تؤمن بأن إيمانك سيجعلك تصل إلى ما تريد !"
تلك هي القولة التي أجمع فيها الأشياء الأربعة التي من الممكن أن تدفع أي شخص يفكر ليكتب، ثم يكتب ليكون .
بالنسبة لي، لست أكتب لأني أشعر بالملل، لأن الكتابة أعظم من أن تكون ملءاً للفراغ الذي نشعر به، ولست أكتب لأعيد تكرار ماقيل وما لازال يقال في كل مكان، لأن إعادة تكرار الماضي بكل تفاصيله أمر عبثي بالدرجة الأولى ويجعلنا نفقد كل إحساس بحاضرنا . وأيضاً لن اكتب لأعيد مسح الطاولة الديكارتية أو بناء المنهج الخاص في التفكير، ولن أكمل تحطيم ما تبقى من الأصنام التي بدأ نيتشه مشروع تحطيمها، ولن أقوم بتدوين خطابات لغوية تحت شعار الحقيقة لتضليل الآخرين ودفعهم إلى الإيمان ببعض الأوهام والحقائق المزيفة بدعوى الدفاع عن الحقوق والمطالب ..
فكل ذلك كان جزءاً من الماضي ولسنا هنا بصدد تكرار أحداث التاريخ، لأنها مهمة الوثائق وليست مهمة أناس يعيشون الحاضر لأجل المستقبل، إضافة إلى أن أي نوع من التكرار قد لايكون لصالحنا، لأنه أبداً لن يوصلنا إلا إلى تلك النقطة التي وصل إليها الآخرون، والتي لا جدوى من الوقوف عندها لوقت أطول ..
وبالتالي فأنا أكتب ليس لشيء آخر سوى لأكون .
وكما أن المذهب الوجودي في الفلسفة المعاصرة – فلسفة سارتر نموذجاً – ذهب إلى إثبات وجود الشيء عن طريق أفعاله وتأثيراته على العالم الخارجي، فإنني أؤكد هنا على أن الكتابة قد تكون ذلك الأثر الذي يدل على وجودي.
كما لاحظنا، هناك علاقة تفاعل مستمر بين الإنسان ممثلاً بفعل الكتابة، وبين الآخر ممثلاً بفعل القراءة، لأن ما أريد قوله هو في أصل الأمر مجرد أفكار مبعثرة داخل ذهني، أحاول جعلها تخضع للمنطق فأرتبها ثم بعد ذلك يمليها فكري على قلمي الذي يمارس فعل الكتابة ليأتي القارئ فيما بعد ليتصفح الكتاب ويقرأ أفكاره لتعود إلى ذاكرته فتقوم بتحليلها وصياغتها وفقا للفه الخاص له. المشكلة هي في نوع الفهم الذي من الممكن أن يصوغه القارئ عن فكرتي، لأن هناك عدداً كبيرا من الإحتمالات المتوقعة عن الإنطباعات التي قد ينتجها القارئ وهو يمارس فعل القراءة ومحاولة الفهم. الأمر طبيعي جدا، لأن ميولاتي وأفكاري وشخصيتي ومحيطي وعدة عوامل أخرى لا تشبه نظيرتها لدى الآخر، وهنا تظهر مدى براعة الكاتب في إيصال المضمون بلغة سليمة وبأقل عدد من المغالطات اللغوية أو العكس .
مقتطف من كتابي/ العالم بأعين صغيرة
تلك هي القولة التي أجمع فيها الأشياء الأربعة التي من الممكن أن تدفع أي شخص يفكر ليكتب، ثم يكتب ليكون .
بالنسبة لي، لست أكتب لأني أشعر بالملل، لأن الكتابة أعظم من أن تكون ملءاً للفراغ الذي نشعر به، ولست أكتب لأعيد تكرار ماقيل وما لازال يقال في كل مكان، لأن إعادة تكرار الماضي بكل تفاصيله أمر عبثي بالدرجة الأولى ويجعلنا نفقد كل إحساس بحاضرنا . وأيضاً لن اكتب لأعيد مسح الطاولة الديكارتية أو بناء المنهج الخاص في التفكير، ولن أكمل تحطيم ما تبقى من الأصنام التي بدأ نيتشه مشروع تحطيمها، ولن أقوم بتدوين خطابات لغوية تحت شعار الحقيقة لتضليل الآخرين ودفعهم إلى الإيمان ببعض الأوهام والحقائق المزيفة بدعوى الدفاع عن الحقوق والمطالب ..
فكل ذلك كان جزءاً من الماضي ولسنا هنا بصدد تكرار أحداث التاريخ، لأنها مهمة الوثائق وليست مهمة أناس يعيشون الحاضر لأجل المستقبل، إضافة إلى أن أي نوع من التكرار قد لايكون لصالحنا، لأنه أبداً لن يوصلنا إلا إلى تلك النقطة التي وصل إليها الآخرون، والتي لا جدوى من الوقوف عندها لوقت أطول ..
وبالتالي فأنا أكتب ليس لشيء آخر سوى لأكون .
وكما أن المذهب الوجودي في الفلسفة المعاصرة – فلسفة سارتر نموذجاً – ذهب إلى إثبات وجود الشيء عن طريق أفعاله وتأثيراته على العالم الخارجي، فإنني أؤكد هنا على أن الكتابة قد تكون ذلك الأثر الذي يدل على وجودي.
كما لاحظنا، هناك علاقة تفاعل مستمر بين الإنسان ممثلاً بفعل الكتابة، وبين الآخر ممثلاً بفعل القراءة، لأن ما أريد قوله هو في أصل الأمر مجرد أفكار مبعثرة داخل ذهني، أحاول جعلها تخضع للمنطق فأرتبها ثم بعد ذلك يمليها فكري على قلمي الذي يمارس فعل الكتابة ليأتي القارئ فيما بعد ليتصفح الكتاب ويقرأ أفكاره لتعود إلى ذاكرته فتقوم بتحليلها وصياغتها وفقا للفه الخاص له. المشكلة هي في نوع الفهم الذي من الممكن أن يصوغه القارئ عن فكرتي، لأن هناك عدداً كبيرا من الإحتمالات المتوقعة عن الإنطباعات التي قد ينتجها القارئ وهو يمارس فعل القراءة ومحاولة الفهم. الأمر طبيعي جدا، لأن ميولاتي وأفكاري وشخصيتي ومحيطي وعدة عوامل أخرى لا تشبه نظيرتها لدى الآخر، وهنا تظهر مدى براعة الكاتب في إيصال المضمون بلغة سليمة وبأقل عدد من المغالطات اللغوية أو العكس .
مقتطف من كتابي/ العالم بأعين صغيرة
تعليق