لماذا أكتب ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان ملال
    أديبة وكاتبة
    • 07-05-2010
    • 161

    لماذا أكتب ؟

    " أن تعيش حياتك كما تريد، وتستسلم لخيالك وتدع الأمل والطموح يغمر روحك من كل جانب، ثم تؤمن بأن إيمانك سيجعلك تصل إلى ما تريد !"


    تلك هي القولة التي أجمع فيها الأشياء الأربعة التي من الممكن أن تدفع أي شخص يفكر ليكتب، ثم يكتب ليكون .
    بالنسبة لي، لست أكتب لأني أشعر بالملل، لأن الكتابة أعظم من أن تكون ملءاً للفراغ الذي نشعر به، ولست أكتب لأعيد تكرار ماقيل وما لازال يقال في كل مكان، لأن إعادة تكرار الماضي بكل تفاصيله أمر عبثي بالدرجة الأولى ويجعلنا نفقد كل إحساس بحاضرنا . وأيضاً لن اكتب لأعيد مسح الطاولة الديكارتية أو بناء المنهج الخاص في التفكير، ولن أكمل تحطيم ما تبقى من الأصنام التي بدأ نيتشه مشروع تحطيمها، ولن أقوم بتدوين خطابات لغوية تحت شعار الحقيقة لتضليل الآخرين ودفعهم إلى الإيمان ببعض الأوهام والحقائق المزيفة بدعوى الدفاع عن الحقوق والمطالب ..
    فكل ذلك كان جزءاً من الماضي ولسنا هنا بصدد تكرار أحداث التاريخ، لأنها مهمة الوثائق وليست مهمة أناس يعيشون الحاضر لأجل المستقبل، إضافة إلى أن أي نوع من التكرار قد لايكون لصالحنا، لأنه أبداً لن يوصلنا إلا إلى تلك النقطة التي وصل إليها الآخرون، والتي لا جدوى من الوقوف عندها لوقت أطول ..
    وبالتالي فأنا أكتب ليس لشيء آخر سوى لأكون .
    وكما أن المذهب الوجودي في الفلسفة المعاصرة – فلسفة سارتر نموذجاً – ذهب إلى إثبات وجود الشيء عن طريق أفعاله وتأثيراته على العالم الخارجي، فإنني أؤكد هنا على أن الكتابة قد تكون ذلك الأثر الذي يدل على وجودي.

    كما لاحظنا، هناك علاقة تفاعل مستمر بين الإنسان ممثلاً بفعل الكتابة، وبين الآخر ممثلاً بفعل القراءة، لأن ما أريد قوله هو في أصل الأمر مجرد أفكار مبعثرة داخل ذهني، أحاول جعلها تخضع للمنطق فأرتبها ثم بعد ذلك يمليها فكري على قلمي الذي يمارس فعل الكتابة ليأتي القارئ فيما بعد ليتصفح الكتاب ويقرأ أفكاره لتعود إلى ذاكرته فتقوم بتحليلها وصياغتها وفقا للفه الخاص له. المشكلة هي في نوع الفهم الذي من الممكن أن يصوغه القارئ عن فكرتي، لأن هناك عدداً كبيرا من الإحتمالات المتوقعة عن الإنطباعات التي قد ينتجها القارئ وهو يمارس فعل القراءة ومحاولة الفهم. الأمر طبيعي جدا، لأن ميولاتي وأفكاري وشخصيتي ومحيطي وعدة عوامل أخرى لا تشبه نظيرتها لدى الآخر، وهنا تظهر مدى براعة الكاتب في إيصال المضمون بلغة سليمة وبأقل عدد من المغالطات اللغوية أو العكس .


    مقتطف من كتابي/ العالم بأعين صغيرة
    استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق.

    جورج برنارد شو


  • ايليا سهاونة
    عضو الملتقى
    • 11-08-2010
    • 158

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان ملال مشاهدة المشاركة

    لأن إعادة تكرار الماضي بكل تفاصيله أمر عبثي بالدرجة الأولى ويجعلنا نفقد كل إحساس بحاضرنا . وأيضاً لن اكتب لأعيد مسح الطاولة الديكارتية أو بناء المنهج الخاص في التفكير، ولن أكمل تحطيم ما تبقى من الأصنام التي بدأ نيتشه مشروع تحطيمها، ولن أقوم بتدوين خطابات لغوية تحت شعار الحقيقة لتضليل الآخرين ودفعهم إلى الإيمان ببعض الأوهام والحقائق المزيفة بدعوى الدفاع عن الحقوق والمطالب ..

    لكن الصقل آمر ضروري للإصلاح ، خصيصا ً و إن كنا نتحدث عن مسيرة نيتشه في تحطيم الأصنام و كشف الحقائق
    أو عن طاولة ديكارت المليئة بالغبار بعد مرور سنوات طِوال على فتحها للتمحيص فيها و ما يتماشى مع " النور " الحاضر
    كذلك الآمر بالنسبة للماضي ، فكم هو مؤلم أن لا نرى الماضي يتحول ليصبح حاضر أجمل و كم هو مؤلم أن نرى الماضي
    لا يبشر برؤية مستقبلية ذات حياة أفضل لبني البشر ... ، لذلك صحيح أن " تكرار الماضي بكل تفاصيله أمر عبثي
    بالدرجة الأولى " ، لكننا بحاجة لصقله و هو ما أعتقد أنك تُشيرين إليه أن نقتلع عنا ثوب الماضي لنرتدي ثوب الحاضر
    حيث ُ تظهر أفعالنا و تأثيراتنا و انجازاتنا و تعبيراتنا ... آلخ على شكل موضوعات تؤثر في العالم الخارجي كما امتثلتي
    لبلورّة مثال سارتر آنموذجا ً للفلسفة الوجودية الحديثة

    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان ملال مشاهدة المشاركة
    " أن تعيش حياتك كما تريد، وتستسلم لخيالك وتدع الأمل والطموح يغمر روحك من كل جانب، ثم تؤمن بأن إيمانك سيجعلك تصل إلى ما تريد !"



    كلام جميل بيد أنـّه خطير لدى تآمله ، فعلا ً :
    عش حياتك ولا تدعها تعش من خلالك ، و دع دوما ً نافذة الآمل تؤنس لك نور الطريق ، و اشعل في قلبك نيران الطموح
    بدلا ً من نيران الرجعية و الإحباط و اليأس ، و اجعل من عقلك ثم قلبك موضع ايمان يرتقي بك نحو تحقيق ما يريد
    ذاك الإنسان في داخلك تحقيقه ...


    .
    .
    .
    .
    كل الشكر على هكذا نص أستاذة ايمان ملال ....
    يبعث السرور لدرجة أن الموتى سوف يستيقظون فرحا ً ..
    تحياتي

    تعليق

    يعمل...
    X