نبض الظلام .... صابرين الصباغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صابرين الصباغ
    أديبة وشاعرة
    • 03-06-2007
    • 860

    نبض الظلام .... صابرين الصباغ

    [align=right]
    أصحو من نومي ، أفتح جفنيَّ ، لكن ستار الظلام مازال منسدلاً على نوافذ مقلتيَّ .
    أتحسس طريقاً ؛ طريقي ، يمد الأثاث يديه بكل الحنان لأستند عليه ، أغسل وجهي الذي أراه في مرآة سوداء تمتص الصورة .. أتذكر ملامحي التي طمسها حادثٌ أليم ، منذ سبع سنوات هي عمر ظلامي الوليد .
    أرى الحياة بعين أختي الصغرى تختار لي أثوابي وألوانها تمشط شعري .. أتأكد من شكله بعين نبتت لي في راحة كفي .

    أعتمد عليها بكل شئ ؛ أرى بعينيها النور الذي توارى عني كأنه يعاقبني ؛ لأني لم أكن أشعر بأهميته .
    يأتى لأختي .....

    رأيت صورته ورسمت ـ بنبرته ـ وجهه .. أجلس بغرفتي المجاورة أحلقُ في أجواء حلمي ، أطير بأجنحة وجوده .
    أصبحت أنتظر موعد حضوره .
    - سميّة .. ما شكل أستاذ أحمد .؟
    - وسيم .
    - قلتُ متلهفة - صفيه أكثر .
    أشعر بدفقة خجل حارة تولد في جوفي ، ترتمي على شواطئ وجهي .
    في موعد الدرس ، أجعلها تختار لي ثوباً جميلاً ، تُصفف لي شعري .. أشم رائحة اندهاشها .!
    - أُريد أن ألقى أستاذ أحمد .
    - لماذا .. ؟
    - لا أدري .
    تستأذنه ، تحتضن يداها يديَّ بعناق حب .. أمام الغرفة تنهر يديَّ يديها كأنها تقول لها لا تساعديني سأسير وحدي .
    أدخل الغرفة ، هنا ، هناك ، هنالك عين نبتت داخلي رواها صوته ..هناك مكانها ـ أقصى الشمال ـ لها جفن لا يعرف طريقه الظلام .

    رأيت ـ بصوته ـ شكله وطوله ، سألني : هل تكتبين . ؟
    - أجبت على استحياء - بعض الخواطر - مجرد حروف تخرج ممزوجة بهمس ضوء بقي داخلي ولم تلفظه عيني.
    - يسعدني أن أقرأها ..
    أخرج ، أسلم عليه ـ أطبق يده على فراغ ينبض .. رحل لكنه مازال ماكثاً هنا وهناك وهنالك حيث مكان لفرد واحد ـ دون ما البشر .

    بتُ أكتب وأملأ الأوراق التي تدهش الجميع ؛لأن قلمي الكفيف لا يخطئ السير عليها يتحسس الأسطر فلا يخطئها .
    قرأ كثيراً ـ مما أكتب ـ فكان للحروف طعمٌ آخر بصوته يثني على ما أكتب فيفتح ملاجئ الحروف ؛ لتنطلق بحرية وتملأ شوارع صفحاتي .

    أزاح ستائر الظلام ـ كلها ـ عن مشاعري ، رأيت ـ ببصيرتي ـ ما لم أره منذ سبع سنوات .
    أتى ـ يوماً ـ على غير موعده .
    وإذا بـ ( سميّة ) أناديها فلا تسمعني .. أنتظر أن تأتي ؛ لتساعدني في تغيير ملابسي تهملني .. غير عابئة بمشاعري .
    و بغتة ... ومن خلف باب العمى .... أسمعه .
    يهمس لها :............................
    [/align]


  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    زوّدت نصّك بكلّ ألوان و عطور البصيرة و الفنّ.
    جميل جدّا أستاذة صابرين.
    هي هكذا ليس من حقّ البصيرة أن تختار مصيرها و ما تعشق.البصيرة تنتظر عطف الإبصار.فقط تنتظر و تتمنّى.
    نصّ مؤثّر جدّا.
    شكرا لك على متعة القصّ.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • صابرين الصباغ
      أديبة وشاعرة
      • 03-06-2007
      • 860

      #3
      زوّدت نصّك بكلّ ألوان و عطور البصيرة و الفنّ.
      جميل جدّا أستاذة صابرين.
      هي هكذا ليس من حقّ البصيرة أن تختار مصيرها و ما تعشق.البصيرة تنتظر عطف الإبصار.فقط تنتظر و تتمنّى.
      نصّ مؤثّر جدّا.
      شكرا لك على متعة القصّ.

      أ / محمد فطومي

      لو استعملنا البصيرة لأغنتنا عن زيف البصر
      شرفت بمرورك وسعيدة برأيك في حروفي التي تحاول أن تستخدم بصيرتها
      لترى ماخفى على البصر رؤيه
      مودتي واحترامي


      تعليق

      • نبيل حاتم
        عضو الملتقى
        • 26-08-2010
        • 37

        #4
        العزيزة صابرين..
        ها أنا ألتقي بك هنا
        نصك إنساني حزين، شفيف العاطفه صادقها
        أنت هكذا يا صابرين إنسانة وإبداعك ينبع من هذة الرؤية الإنسانية للحياة
        سلمت يدك
        نبيل
        التعديل الأخير تم بواسطة نبيل حاتم; الساعة 05-12-2010, 10:09.

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          الزميلة القديرة
          صابرين الصباغ
          نص زرع بنفسي الأمل للحظات
          ثم عاد واختطفها مني بلحظة واحدة
          سرد مشبع بالشجن
          ودي الأكيد لك
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          يعمل...
          X