مقال هذا الأسبوع في زاوية مقامات ..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فجر عبد الله
    ناقدة وإعلامية
    • 02-11-2008
    • 661

    مقال هذا الأسبوع في زاوية مقامات ..!

    مقال هذا الأسبوع في زاوية مقامات ..

    الشعر من وإلى..


    > «وإذا تمَّ لنا الإيمان بشِقَّي القضية؛ ضرورة الإسهام في بناء عقيدة الفرد من كل أحد قادر على ذلك، وقدرة الأدب على هذا الإسهام، سوغ لنا هذا وذاك أن نستنبط الماء من مظانه، ونفتش عن الطرائق التي يمكن للأدب بها أن يبني عقيدة الفرد، وبالتالي يظهر أثر ذلك على المجتمع كله».
    استوقفني مقال رائع للدكتور خالد الحليبي وأنا أتجول في موقعه المليء بالدرر الأدبية إلى جانب محتوياته الرائعة.. ومنه اقتبست المقطع أعلاه.. فشكرا للشاعر والشيخ د. خالد الحليبي.. !
    البناء.. استراتيجية لا يتقنها إلا روادها الذين يعرفون كيف توضع اللبنة على اللبنة إلى أن يشيّد الصرح أو الحصن الذي يحمي الأمة.. وهناك من يجيد تقنية البناء في زمن أصبح الكل يتقمص شخصية - الهدام - ويلعب دورها إما لسبب أو للآخر.. ومنهم من يتقن تقنية الهدم بكل صورها وتفاصيلها كي يشار إليه أنه فلان أو علان تحمله فقاعة الشهرة إلى أن تنفجر به ومعه في وادي التاريخ الذي يبتلع ويهضم ويذيب ويخفي كل أمر لا ينفع الأمة الإسلامية أو البشرية.. ومع هذا - ومن يهدم يعلم - أن لعبته ستنتهي به إلى سلة المهملات التي وضعتها الأيام على مشارف التاريخ لتبين حقيقة هؤلاء.. كان الأدب ومازال أحد اللبنات التي ترص أمام لبنات أخرى لتبني فكر الأمة ومنهجها الحياتي الذي تتفرع جداوله لتصب في بحر كله زاخر باللآلئ والكنوز التي تغني الروح ليكون الإنسان كما أراد الله له أن يكون لعمارة الأرض «إن من الشعر لحكمة» وفي المقابل إن من الشعر لقنابل ومتفجرات تفجّر فكر الإنسان وتقضي على إنسانيته وفطرته وترديه ميتا وهو يأكل ويشرب وينام.. مسرحية كتبت أو قصيدة نسجت قوافيها بأيادٍ لا تعرف أمانة الكلمة أو مقالة أراد صاحبها أن تزرع الفتنة أو قصة صورها الشيطان لكاتبها على أنها الإبداع وهي خاوية على عروشها لا تحمل بين سطورها إلا السم القاتل الذي ما إن تتصفحه الأعين حتى يعمي البصيرة قبل البصر.. أدباء جعلوا من الكلمة بضاعة تجارية استهلاكية فورية - كما البضاعة الصينية - إما للمال أو للشهرة أو لشيء في نفس يعقوب تديره أياد خفية من وراء الكواليس وتصب عليه زيت المهرجانات والجوائز لتلتهب الساحة الفكرية أكثر ويحترق فكر الناس وتتحول ذائقتهم - الفطرية السليمة - إلى رماد ليعلنوا بعدها أن شرب ماء نقي هو من الغباء.. ما عادت أوصاف الماء في نظرهم إلا أنه ذلك المعكر الآسن المالح الأجاج.. انقلبت الموازين وعاد التهكم على كل ما يتصل بالدين وصار الاقتراب من الحرمات من الشجاعة الأدبية - القليلة الأدب - مع الله تعالى حيث يتجرأ الكاتب أو الأديب على الذات الإلهية وكأنه يتحدث عن بشر - نستغفر الله - لا عن خالق الكون ورب العزة.. ومع هذا يكلل نتاجهم الأدبي بزغاريد من يهوون الرقص على الجماجم ويحتفلون بكل ما هو خارج عن نطاق الفطرة السليمة وكل ما يبني إنسانية الإنسان.. لتقرع طبول هلوسة الإعلام المهجن أن ثمة إبداع في ذلك الديوان أو تلك المجموعة القصصية.. وكل هذا وذاك بعيد عن الأدب.. وفي المقابل نجد أن كل أدب راق يبني فكر الأمة ويحاول أن يكون جسرا متينا سليما يجتاز من خلاله الناس - القراء - إلى ماهية إنسانية الإنسان ودور الإنسان في عمارة الأرض كما أراد الله تعالى ودوره في بناء مجتمعه فكريا واجتماعيا ونفسيا ينشر النور حوله ولمن حوله حتى يتبينوا الطريق المستقيم إلا وعورض واتهم بالبخل الفكري والعجز الأدبي وأنه - إنسان االعصر الحجري قبل عصر العولمة - وأنه لايعرف إلا ما يعيد الإنسان إلى أحقاب أكل عليها الدهر وشرب وبليت خرقة عطائه ولا حاجة للمجتمع به فليرمى في سلة الإهمال.. - وطبعا التعميم منطق غير سوي.. هناك الخير في بعض الجهات التي تكرم الأدب الراقي - وعليه فإنه يقابل كل إبداع أدبي بنّاء بالهجوم وتحاول الأيادي المشلولة - إيمانا - أن تطفئ من نوره وتكتم أنفاسه كي لا يلتفت إليه أحد ولا يسمع صدى طهارته أحد..
    و الأديب أو الكاتب أو الشاعر يحمل على عاتق حروفه مسؤولية عظمى أمام الله وأمام نفسه وأمام مجتمعه و عليه أن يؤديها كاملة غير منقوصة.. ينشر الخير ويزرع كلمة البناء الحضاري والفكري من خلال نتاجه الأدبي.. وعليه ألا ينسى أن القلم سلاح أحدّ من السيف و مقالة ربما أعادت الاستقرار النفسي والفكري للناس وأضاءت العتمة وربما أهلكت الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس.. فطوبى لمن حمل أمانة القلم وعرف كيف يؤديها لينعم هو وينعم مجتمعه وأمته بنور يضيء الروح والفكر ويهديه سبل الرشاد..
    إن الشعر الذي تحمل قوافيه أمانة الشاعرية هو – طبيب - يداوي جراح الفكر ويعطي للقارئ مضادات حيوية كي لا يضعف أمام فيروسات الأدب العولمي أو الشعر المهجن الذي لاطعم له أو لون.. أصبح – السيد الشعر – يحتاج لشيء من الاهتمام من طرف الشعراء في زمن أصبح فيه كل من هب ودب شاعرا يحمل لقب شاعر لكنه يفتقر لأمانة الشاعرية.. تحية لكل شاعر شاعر يدرك معنى أمانة الشعر!!
    > فجر عبدالله >

    التعديل الأخير تم بواسطة فجر عبد الله; الساعة 09-12-2010, 20:37.
  • توفيق صغير
    أديب وكاتب
    • 20-07-2010
    • 756

    #2
    [frame="1 98"]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأخت الكريمة الفاضلة : فجـــر

    فجر الله على يديك ينابيع الرقي بأدب القول والفعل، وقد فجرت فعلا بهذا الإقتباس الباسـق فقاعات كثيرة تختزلها معظم الساحات الأدبية والفكرية العربية، والموضوع كما لا شك تعلمين ذو مشارب عديدة، إذ يختلط فيه التربوي والثقافي والسياسي والمجتمعي والإقتصادي والديني لكن للسياسة اليد الطولى. فأولي الأمر انتبذوا لأنفسهم محاريب الثعالب، ورضوا بلعب دور "القائمقام" ليهينوا أنفسهم أولا، ومن ثم يبنــون شعوبا على المقاس باستبعاد الطيب ورفـــد الوضيع، ورسم الخرائط -المجهزة أصلا وراء البحــر- للسير بالهوية العصية إلى هوان الشأن وذلك بإفراغها من محتوياتها الوجدانية والقيمية وحتى المعرفية.

    أقول السياسة لأنها صارت تنسب لكل قطاع :

    - السياسة الاقتصادية : التوزيع المشبوه للثروة، وطمس معالم الإنتاج الفلاحي والصناعي رغم وفرة المخزون وخصوبته، تكبيل المواطن بفتح شهيته على الملذات الزائفة وتوريطة بديون لا يستطيع معها النظر بعين الحر إلى ما يليه من حقوق وواجبات (غلبة الدين وقهر الرجال).

    - السياسة الإجتماعية : زعزعة الأصولية القيمية بتشجيع التفسخ الأخلاقي وخلق منافذ له ابتداء بالملبس، مرورا بتقنيات الإتصال المستعملة دون رقابة، وانتهاء بمأسسة الرذيلة مقابل منع اللباس المحتشم بدعاوى عدة أريد بها الباطل طبعا.

    - السياسة التعليمية : التنظير للحداثة والعلمانية كحل للأصولية الدينية والمجتمعية، تفريغ مواد التاريخ والعلوم الإجتماعية من كل ما له إشارة إلى ماضي المسلمين التليد، القطع - إجحافا - بأن لغة الضاد غير صالحة لتدريس العلوم، والحال أن الإعجاز القرآني يقيم الحجة تلو الحجة أننا نحن من ضيع فرصة استغوار الناتج العلمي أو المكتشف بسبب سطحية التعامل مع كتاب الله عز وجل، والإكتفاء منه بما ينقض الوضوء أو يجيز تعدد الزوجات.

    - السياسة الثقافية : وذي ما نحا نحوها اقتباسك، وأراها نتاجا هجينا لكل السياسات المذكورة آنفا، فكيف للمخمور (شكلا وضمنا) وللمغيب أن يؤرخ لإبداع مهما كان سياقه (أدب، فكر، فلسفة، مسرح، موسيقى، إلخ...) ؟. كيف للمنبت على أصله أن يزهر فرعه أو يصيب زرعه ؟

    صحيح أن التعميم لا يستقيم، لكن النشاز صار القاعدة، والجنوح صار حرية تعبير، والكفر صار شجاعة، والصلف صار انعتاقا من الموروثات الشعبية التي ربت أجيالا جلدة حاربت المستعمر ومضت بشعث المعارك، ليأتي من يمتطي صهوة الفرس بعد أن قضى الفارس بثخنه.

    بوركت أختي على هذا المقال والله أسأل أن يكشف لنا عيوبنا ويمدنا بأسباب محاربتها. تحياتي الدائمة.

    [/frame]
    [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

    تعليق

    • فجر عبد الله
      ناقدة وإعلامية
      • 02-11-2008
      • 661

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة توفيق صغير مشاهدة المشاركة
      [frame="1 98"]
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأخت الكريمة الفاضلة : فجـــر

      فجر الله على يديك ينابيع الرقي بأدب القول والفعل، وقد فجرت فعلا بهذا الإقتباس الباسـق فقاعات كثيرة تختزلها معظم الساحات الأدبية والفكرية العربية، والموضوع كما لا شك تعلمين ذو مشارب عديدة، إذ يختلط فيه التربوي والثقافي والسياسي والمجتمعي والإقتصادي والديني لكن للسياسة اليد الطولى. فأولي الأمر انتبذوا لأنفسهم محاريب الثعالب، ورضوا بلعب دور "القائمقام" ليهينوا أنفسهم أولا، ومن ثم يبنــون شعوبا على المقاس باستبعاد الطيب ورفـــد الوضيع، ورسم الخرائط -المجهزة أصلا وراء البحــر- للسير بالهوية العصية إلى هوان الشأن وذلك بإفراغها من محتوياتها الوجدانية والقيمية وحتى المعرفية.

      أقول السياسة لأنها صارت تنسب لكل قطاع :

      - السياسة الاقتصادية : التوزيع المشبوه للثروة، وطمس معالم الإنتاج الفلاحي والصناعي رغم وفرة المخزون وخصوبته، تكبيل المواطن بفتح شهيته على الملذات الزائفة وتوريطة بديون لا يستطيع معها النظر بعين الحر إلى ما يليه من حقوق وواجبات (غلبة الدين وقهر الرجال).

      - السياسة الإجتماعية : زعزعة الأصولية القيمية بتشجيع التفسخ الأخلاقي وخلق منافذ له ابتداء بالملبس، مرورا بتقنيات الإتصال المستعملة دون رقابة، وانتهاء بمأسسة الرذيلة مقابل منع اللباس المحتشم بدعاوى عدة أريد بها الباطل طبعا.

      - السياسة التعليمية : التنظير للحداثة والعلمانية كحل للأصولية الدينية والمجتمعية، تفريغ مواد التاريخ والعلوم الإجتماعية من كل ما له إشارة إلى ماضي المسلمين التليد، القطع - إجحافا - بأن لغة الضاد غير صالحة لتدريس العلوم، والحال أن الإعجاز القرآني يقيم الحجة تلو الحجة أننا نحن من ضيع فرصة استغوار الناتج العلمي أو المكتشف بسبب سطحية التعامل مع كتاب الله عز وجل، والإكتفاء منه بما ينقض الوضوء أو يجيز تعدد الزوجات.

      - السياسة الثقافية : وذي ما نحا نحوها اقتباسك، وأراها نتاجا هجينا لكل السياسات المذكورة آنفا، فكيف للمخمور (شكلا وضمنا) وللمغيب أن يؤرخ لإبداع مهما كان سياقه (أدب، فكر، فلسفة، مسرح، موسيقى، إلخ...) ؟. كيف للمنبت على أصله أن يزهر فرعه أو يصيب زرعه ؟

      صحيح أن التعميم لا يستقيم، لكن النشاز صار القاعدة، والجنوح صار حرية تعبير، والكفر صار شجاعة، والصلف صار انعتاقا من الموروثات الشعبية التي ربت أجيالا جلدة حاربت المستعمر ومضت بشعث المعارك، ليأتي من يمتطي صهوة الفرس بعد أن قضى الفارس بثخنه.

      بوركت أختي على هذا المقال والله أسأل أن يكشف لنا عيوبنا ويمدنا بأسباب محاربتها. تحياتي الدائمة.

      [/frame]
      المبدع الأستاذ توفيق صغير
      قد أينعت حروف مقالي واعشوشبت حين نثرت سحابة ردك تهمي إفادات كثيرة شملها الرد الرائع أخي الفاضل
      كما تفضلت وأضفت ونعمَ وبوركت الإضافة .. فإن الأمر أصبح فقاعات يهوى من يحب تسلق جبال الشهرة أن يعلوها .. لكن سرعان ما تنفجر هذه الفقاعات ويجد نفسه في مهب الريح .. الله وحده يعلم أين ستحط به
      لكن الخير مازال في أقلام كقلمك المبدع ينثر البذار لتنمو كلمة الخير وتترعرع وتظلل الأجيال من حرّ عولمي يحرق الأخضر واليابس .. بارك الله فيك أخي
      حقول ورد وسلال شكر
      تقديري

      تعليق

      يعمل...
      X