مقال هذا الأسبوع في زاوية مقامات ..
> «وإذا تمَّ لنا الإيمان بشِقَّي القضية؛ ضرورة الإسهام في بناء عقيدة الفرد من كل أحد قادر على ذلك، وقدرة الأدب على هذا الإسهام، سوغ لنا هذا وذاك أن نستنبط الماء من مظانه، ونفتش عن الطرائق التي يمكن للأدب بها أن يبني عقيدة الفرد، وبالتالي يظهر أثر ذلك على المجتمع كله».
استوقفني مقال رائع للدكتور خالد الحليبي وأنا أتجول في موقعه المليء بالدرر الأدبية إلى جانب محتوياته الرائعة.. ومنه اقتبست المقطع أعلاه.. فشكرا للشاعر والشيخ د. خالد الحليبي.. !
البناء.. استراتيجية لا يتقنها إلا روادها الذين يعرفون كيف توضع اللبنة على اللبنة إلى أن يشيّد الصرح أو الحصن الذي يحمي الأمة.. وهناك من يجيد تقنية البناء في زمن أصبح الكل يتقمص شخصية - الهدام - ويلعب دورها إما لسبب أو للآخر.. ومنهم من يتقن تقنية الهدم بكل صورها وتفاصيلها كي يشار إليه أنه فلان أو علان تحمله فقاعة الشهرة إلى أن تنفجر به ومعه في وادي التاريخ الذي يبتلع ويهضم ويذيب ويخفي كل أمر لا ينفع الأمة الإسلامية أو البشرية.. ومع هذا - ومن يهدم يعلم - أن لعبته ستنتهي به إلى سلة المهملات التي وضعتها الأيام على مشارف التاريخ لتبين حقيقة هؤلاء.. كان الأدب ومازال أحد اللبنات التي ترص أمام لبنات أخرى لتبني فكر الأمة ومنهجها الحياتي الذي تتفرع جداوله لتصب في بحر كله زاخر باللآلئ والكنوز التي تغني الروح ليكون الإنسان كما أراد الله له أن يكون لعمارة الأرض «إن من الشعر لحكمة» وفي المقابل إن من الشعر لقنابل ومتفجرات تفجّر فكر الإنسان وتقضي على إنسانيته وفطرته وترديه ميتا وهو يأكل ويشرب وينام.. مسرحية كتبت أو قصيدة نسجت قوافيها بأيادٍ لا تعرف أمانة الكلمة أو مقالة أراد صاحبها أن تزرع الفتنة أو قصة صورها الشيطان لكاتبها على أنها الإبداع وهي خاوية على عروشها لا تحمل بين سطورها إلا السم القاتل الذي ما إن تتصفحه الأعين حتى يعمي البصيرة قبل البصر.. أدباء جعلوا من الكلمة بضاعة تجارية استهلاكية فورية - كما البضاعة الصينية - إما للمال أو للشهرة أو لشيء في نفس يعقوب تديره أياد خفية من وراء الكواليس وتصب عليه زيت المهرجانات والجوائز لتلتهب الساحة الفكرية أكثر ويحترق فكر الناس وتتحول ذائقتهم - الفطرية السليمة - إلى رماد ليعلنوا بعدها أن شرب ماء نقي هو من الغباء.. ما عادت أوصاف الماء في نظرهم إلا أنه ذلك المعكر الآسن المالح الأجاج.. انقلبت الموازين وعاد التهكم على كل ما يتصل بالدين وصار الاقتراب من الحرمات من الشجاعة الأدبية - القليلة الأدب - مع الله تعالى حيث يتجرأ الكاتب أو الأديب على الذات الإلهية وكأنه يتحدث عن بشر - نستغفر الله - لا عن خالق الكون ورب العزة.. ومع هذا يكلل نتاجهم الأدبي بزغاريد من يهوون الرقص على الجماجم ويحتفلون بكل ما هو خارج عن نطاق الفطرة السليمة وكل ما يبني إنسانية الإنسان.. لتقرع طبول هلوسة الإعلام المهجن أن ثمة إبداع في ذلك الديوان أو تلك المجموعة القصصية.. وكل هذا وذاك بعيد عن الأدب.. وفي المقابل نجد أن كل أدب راق يبني فكر الأمة ويحاول أن يكون جسرا متينا سليما يجتاز من خلاله الناس - القراء - إلى ماهية إنسانية الإنسان ودور الإنسان في عمارة الأرض كما أراد الله تعالى ودوره في بناء مجتمعه فكريا واجتماعيا ونفسيا ينشر النور حوله ولمن حوله حتى يتبينوا الطريق المستقيم إلا وعورض واتهم بالبخل الفكري والعجز الأدبي وأنه - إنسان االعصر الحجري قبل عصر العولمة - وأنه لايعرف إلا ما يعيد الإنسان إلى أحقاب أكل عليها الدهر وشرب وبليت خرقة عطائه ولا حاجة للمجتمع به فليرمى في سلة الإهمال.. - وطبعا التعميم منطق غير سوي.. هناك الخير في بعض الجهات التي تكرم الأدب الراقي - وعليه فإنه يقابل كل إبداع أدبي بنّاء بالهجوم وتحاول الأيادي المشلولة - إيمانا - أن تطفئ من نوره وتكتم أنفاسه كي لا يلتفت إليه أحد ولا يسمع صدى طهارته أحد..
و الأديب أو الكاتب أو الشاعر يحمل على عاتق حروفه مسؤولية عظمى أمام الله وأمام نفسه وأمام مجتمعه و عليه أن يؤديها كاملة غير منقوصة.. ينشر الخير ويزرع كلمة البناء الحضاري والفكري من خلال نتاجه الأدبي.. وعليه ألا ينسى أن القلم سلاح أحدّ من السيف و مقالة ربما أعادت الاستقرار النفسي والفكري للناس وأضاءت العتمة وربما أهلكت الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس.. فطوبى لمن حمل أمانة القلم وعرف كيف يؤديها لينعم هو وينعم مجتمعه وأمته بنور يضيء الروح والفكر ويهديه سبل الرشاد..
إن الشعر الذي تحمل قوافيه أمانة الشاعرية هو – طبيب - يداوي جراح الفكر ويعطي للقارئ مضادات حيوية كي لا يضعف أمام فيروسات الأدب العولمي أو الشعر المهجن الذي لاطعم له أو لون.. أصبح – السيد الشعر – يحتاج لشيء من الاهتمام من طرف الشعراء في زمن أصبح فيه كل من هب ودب شاعرا يحمل لقب شاعر لكنه يفتقر لأمانة الشاعرية.. تحية لكل شاعر شاعر يدرك معنى أمانة الشعر!!
> فجر عبدالله >
الشعر من وإلى..
> «وإذا تمَّ لنا الإيمان بشِقَّي القضية؛ ضرورة الإسهام في بناء عقيدة الفرد من كل أحد قادر على ذلك، وقدرة الأدب على هذا الإسهام، سوغ لنا هذا وذاك أن نستنبط الماء من مظانه، ونفتش عن الطرائق التي يمكن للأدب بها أن يبني عقيدة الفرد، وبالتالي يظهر أثر ذلك على المجتمع كله».
استوقفني مقال رائع للدكتور خالد الحليبي وأنا أتجول في موقعه المليء بالدرر الأدبية إلى جانب محتوياته الرائعة.. ومنه اقتبست المقطع أعلاه.. فشكرا للشاعر والشيخ د. خالد الحليبي.. !
البناء.. استراتيجية لا يتقنها إلا روادها الذين يعرفون كيف توضع اللبنة على اللبنة إلى أن يشيّد الصرح أو الحصن الذي يحمي الأمة.. وهناك من يجيد تقنية البناء في زمن أصبح الكل يتقمص شخصية - الهدام - ويلعب دورها إما لسبب أو للآخر.. ومنهم من يتقن تقنية الهدم بكل صورها وتفاصيلها كي يشار إليه أنه فلان أو علان تحمله فقاعة الشهرة إلى أن تنفجر به ومعه في وادي التاريخ الذي يبتلع ويهضم ويذيب ويخفي كل أمر لا ينفع الأمة الإسلامية أو البشرية.. ومع هذا - ومن يهدم يعلم - أن لعبته ستنتهي به إلى سلة المهملات التي وضعتها الأيام على مشارف التاريخ لتبين حقيقة هؤلاء.. كان الأدب ومازال أحد اللبنات التي ترص أمام لبنات أخرى لتبني فكر الأمة ومنهجها الحياتي الذي تتفرع جداوله لتصب في بحر كله زاخر باللآلئ والكنوز التي تغني الروح ليكون الإنسان كما أراد الله له أن يكون لعمارة الأرض «إن من الشعر لحكمة» وفي المقابل إن من الشعر لقنابل ومتفجرات تفجّر فكر الإنسان وتقضي على إنسانيته وفطرته وترديه ميتا وهو يأكل ويشرب وينام.. مسرحية كتبت أو قصيدة نسجت قوافيها بأيادٍ لا تعرف أمانة الكلمة أو مقالة أراد صاحبها أن تزرع الفتنة أو قصة صورها الشيطان لكاتبها على أنها الإبداع وهي خاوية على عروشها لا تحمل بين سطورها إلا السم القاتل الذي ما إن تتصفحه الأعين حتى يعمي البصيرة قبل البصر.. أدباء جعلوا من الكلمة بضاعة تجارية استهلاكية فورية - كما البضاعة الصينية - إما للمال أو للشهرة أو لشيء في نفس يعقوب تديره أياد خفية من وراء الكواليس وتصب عليه زيت المهرجانات والجوائز لتلتهب الساحة الفكرية أكثر ويحترق فكر الناس وتتحول ذائقتهم - الفطرية السليمة - إلى رماد ليعلنوا بعدها أن شرب ماء نقي هو من الغباء.. ما عادت أوصاف الماء في نظرهم إلا أنه ذلك المعكر الآسن المالح الأجاج.. انقلبت الموازين وعاد التهكم على كل ما يتصل بالدين وصار الاقتراب من الحرمات من الشجاعة الأدبية - القليلة الأدب - مع الله تعالى حيث يتجرأ الكاتب أو الأديب على الذات الإلهية وكأنه يتحدث عن بشر - نستغفر الله - لا عن خالق الكون ورب العزة.. ومع هذا يكلل نتاجهم الأدبي بزغاريد من يهوون الرقص على الجماجم ويحتفلون بكل ما هو خارج عن نطاق الفطرة السليمة وكل ما يبني إنسانية الإنسان.. لتقرع طبول هلوسة الإعلام المهجن أن ثمة إبداع في ذلك الديوان أو تلك المجموعة القصصية.. وكل هذا وذاك بعيد عن الأدب.. وفي المقابل نجد أن كل أدب راق يبني فكر الأمة ويحاول أن يكون جسرا متينا سليما يجتاز من خلاله الناس - القراء - إلى ماهية إنسانية الإنسان ودور الإنسان في عمارة الأرض كما أراد الله تعالى ودوره في بناء مجتمعه فكريا واجتماعيا ونفسيا ينشر النور حوله ولمن حوله حتى يتبينوا الطريق المستقيم إلا وعورض واتهم بالبخل الفكري والعجز الأدبي وأنه - إنسان االعصر الحجري قبل عصر العولمة - وأنه لايعرف إلا ما يعيد الإنسان إلى أحقاب أكل عليها الدهر وشرب وبليت خرقة عطائه ولا حاجة للمجتمع به فليرمى في سلة الإهمال.. - وطبعا التعميم منطق غير سوي.. هناك الخير في بعض الجهات التي تكرم الأدب الراقي - وعليه فإنه يقابل كل إبداع أدبي بنّاء بالهجوم وتحاول الأيادي المشلولة - إيمانا - أن تطفئ من نوره وتكتم أنفاسه كي لا يلتفت إليه أحد ولا يسمع صدى طهارته أحد..
و الأديب أو الكاتب أو الشاعر يحمل على عاتق حروفه مسؤولية عظمى أمام الله وأمام نفسه وأمام مجتمعه و عليه أن يؤديها كاملة غير منقوصة.. ينشر الخير ويزرع كلمة البناء الحضاري والفكري من خلال نتاجه الأدبي.. وعليه ألا ينسى أن القلم سلاح أحدّ من السيف و مقالة ربما أعادت الاستقرار النفسي والفكري للناس وأضاءت العتمة وربما أهلكت الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس.. فطوبى لمن حمل أمانة القلم وعرف كيف يؤديها لينعم هو وينعم مجتمعه وأمته بنور يضيء الروح والفكر ويهديه سبل الرشاد..
إن الشعر الذي تحمل قوافيه أمانة الشاعرية هو – طبيب - يداوي جراح الفكر ويعطي للقارئ مضادات حيوية كي لا يضعف أمام فيروسات الأدب العولمي أو الشعر المهجن الذي لاطعم له أو لون.. أصبح – السيد الشعر – يحتاج لشيء من الاهتمام من طرف الشعراء في زمن أصبح فيه كل من هب ودب شاعرا يحمل لقب شاعر لكنه يفتقر لأمانة الشاعرية.. تحية لكل شاعر شاعر يدرك معنى أمانة الشعر!!
> فجر عبدالله >
تعليق