لا بدّ من ( أخيل)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم الريماوي
    مشرف ملتقى النقد الأدبي
    • 17-09-2010
    • 809

    لا بدّ من ( أخيل)

    لا بدّ من ( أخيل)
    أفاقَ النخيلُ بطول العِمادْ
    مَسلة الحواشي , بلونِ الصحارى
    ونقشٍ تمادى( بإزميلِ )عادْ
    يشعلُ الهجيرَ
    جمرَ الغضا من تحت الرماد
    من زرقةِ فجرِ , ضجُّ الصهيل
    بعضٌ يظنُّ فنارَ الرسوّ
    وبعضٌ أخير,
    يظنُّ الطلوعَ صواري الرحيل
    ذاكرٌ أيضاً, خلف المتراسِ:
    (( قل أعوذُ بربِّ الناس))
    من الطريقِ إذ يميل, عن قبةِ المدى أو يهيمُ
    نحو البعيدِ,
    جميعاً نسيرُ
    ولكن لا هديلَ, يبارك الخطى
    في غفلةِ النشيدِ,
    نائمٌ لا يزالً بين قطنِ الغيوم والحلمِ الجميلِ .
    وأنا وحدي مذ كان النشيدُ نائماً
    ومذ كنتُ
    عارياً مازلتُ ألملم الحصى
    أنفض الغبارَ عن توتّرِ الماء, في البحر الكبير
    والبحر حالتان مدٌّ وجزرٌ
    و(( برزخٌ لا يبغيان)).
    هادئٌ وأهوجٌ
    بحسبِ إيقاعِ راقصٍ لقاربِ الملّاح
    أو خصرِ أنثى يميلُ
    شاهدٌ على الطريقِ الطويل
    وما يخلخل الصوت أو يبعثر الصدى
    يُهدي المكانَ حصّتهُ الأخيرة,
    من الموجِ القديم وخيطِ الهدىِ
    وعلى الزمان يبكي , ربما قليلا
    ربما قيلاً ,قبل الرحيل
    لكنّما ليلٌ متكسراً يجيء
    ألق البنايات الشاهقة, يسرق النجومَ
    والفوانيسُ على الرصيفِ لا تضيء الوجوهَ
    لا تضيء فرقاً تقنياً بين (أخيل) الأخير
    والكعبِ الهزيل
    والفوانيسُ
    سحاباً, سحاباً تنتظرُ الرجوع
    لتعيدَ للملحِ شقاوة الماءِ
    للحلمِ الجميلِ رقصةَ الشتاءِ
    خفيفةً, كثيفةً , كرقّةِ الهواء:ِ
    أيقظَ النخيلُ خصوبةً المساءِ
    عادَ الشعرُ
    عادَ الشعرُ لحرمة السماءِ
    ووجهةِ القمر
    مات ( جلجامش) ويبقى الطين من ترابٍ وماء
    , ويبقى الحجر
    وتبقى الأعشابُ طريَةً في الفناءِ ,
    تهملها شهوة الكلام , هندسة البشر
    فتولدُِ كيفما اتفقَ ,
    كانبجاس الفطرِ
    كالحياةِ من تخرّبِ العدم.
    عمّا قليلٍ سيورق النغم
    ونزهرُ في الخرابِ
    من فقاعةِ الطينِ أو براري الطبيعة
    من شكل الورود, لوناً رمادياً
    بين البياضِ والبياض
    ذائقة المتمرسِ عن تلالٍ واسعة
    ودمعة المسافرِ عند سور الحديقة
    ترفُ التفاصيلِ البسيطة
    لأشياء المهاجر بعد الرحيل
    , وعمّا قليل سيورق النغم
    عارياً من ذراعينِ وساق
    إلا من وريقاتِ توتٍ تغطي جسد الحبيبة
    تغطي سوءة الأرضِ ووجه الحقيقة:
    بين الليلِ والنهار, لابدّ من فجرٍ أو فسحةٍ للأصيل
    لابدّ من ضفتينِ للنهرِ الكبير
    لا بدّ من ( أخيل)
    لطروادة الجديدة .
    هيثم الريماوي

    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    أفاقَ النخيلُ بطول العِمادْ
    مَسلة الحواشي , بلونِ الصحارى
    ونقشٍ تمادى( بإزميلِ )عادْ
    يشعلُ الهجيرَ
    جمرَ الغضا من تحت الرماد
    من زرقةِ فجرِ , ضجُّ الصهيل
    بعضٌ يظنُّ فنارَ الرسوّ
    وبعضٌ أخير,
    يظنُّ الطلوعَ صواري الرحيل
    ذاكرٌ أيضاً, خلف المتراسِ:
    (( قل أعوذُ بربِّ الناس))
    من الطريقِ إذ يميل, عن قبةِ المدى أو يهيمُ
    نحو البعيدِ,
    جميعاً نسيرُ
    ولكن لا هديلَ, يبارك الخطى
    في غفلةِ النشيدِ,
    نائمٌ لا يزالً بين قطنِ الغيوم والحلمِ الجميلِ .
    وأنا وحدي مذ كان النشيدُ نائماً
    ومذ كنتُ
    عارياً مازلتُ ألملم الحصى
    أنفض الغبارَ عن توتّرِ الماء, في البحر الكبير

    يسعد صباحك
    أديبنا العزيز هيثم
    ومرحبا بقصيدة صباحية رائعة كتلك
    عميقة جدا
    سخرت حروفك بكل ألق
    لتجمع التاريخ بالحاضر
    وشاهده القرآن
    جميلة محلقة
    نابضة بشدة
    وتسطع بهاالحقيقة بكل جمال وشاعرية وذكاء
    دمت رائعا محلقا
    وروحك جميلة
    شكرا لك ولهذه الرااائعة حقا
    نفتقد تعليقاتك
    كل الود
    ميساء
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      على جماليات النص التى حفل بها يظل نصا عسيرا على التلقى ، ربما أجد أن الشخصية التراثية " أخيل " ليست متجذرة كفاية فى البنية الدلالية للنص ، كان يجب أن يكون حضور الأسطورة أكثر تجليا وامتزاجا بالسياق ، أى أن لوحة المفتتح تمتد وتنداح عبر صورة مكثفة لكن دون أن تكون مشغولة بحضور الشخصية التراثية

      - كما يجب أن نلاحظ أن العلاقة النحوية التى صاغت أكثر من سياق تحتاج تفكيكا أى إرجاع العلاقات بجلاء حتى يتسنى فهم اللوحة مثلا
      1- ( بعض يظن فنار الرسو ) هنا لا يتضح يظنه ماذا
      2- ( ونقش تمادى بإزميل عاد يشعل الهجير َ جمر َ الغضا ) وهنا نجد أننا أمام منصوبين الهجير/ جمر بينما الفعل يشعل ناصب لمفعول واحد
      3- ( لكنما ليل ) نجد أن كف علاقة لكن ب " ما " لا يبدو جليا علته ولا أثره البلاغى
      - ربما أجد أن البنية الموسيقية التى قام عليها النص هى بنية قصيدة النثر وليست بنية التفعيلة ، أى أن النص نص نثرى والموسيقى سمة بنيوية هامة فارقة بين طريقتين فى الإيقاع والتعبير الشعرى

      تعليق

      • مختار عوض
        شاعر وقاص
        • 12-05-2010
        • 2175

        #4
        ائذن لي شاعرنا الجميل بإلقاء تحيتي الأولى على نص محمّل بالرؤى، ويحتاج أكثر من قراءة عابرة تمكنني من اختراق عتبته في محاولة جادة لقطف ثماره..
        محبتي إلى عودة أخرى.

        تعليق

        • هيثم الريماوي
          مشرف ملتقى النقد الأدبي
          • 17-09-2010
          • 809

          #5
          يسعد صباحك ..الورفة جدا ميساء...

          شكرا كبيرا كثيرك ...وأطواق الياسمين

          دام الألق
          تقديري الكبير
          هيثم الريماوي

          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

          تعليق

          يعمل...
          X