لا بدّ من ( أخيل)
أفاقَ النخيلُ بطول العِمادْ
مَسلة الحواشي , بلونِ الصحارى
ونقشٍ تمادى( بإزميلِ )عادْ
يشعلُ الهجيرَ
جمرَ الغضا من تحت الرماد
من زرقةِ فجرِ , ضجُّ الصهيل
بعضٌ يظنُّ فنارَ الرسوّ
وبعضٌ أخير,
يظنُّ الطلوعَ صواري الرحيل
ذاكرٌ أيضاً, خلف المتراسِ:
(( قل أعوذُ بربِّ الناس))
من الطريقِ إذ يميل, عن قبةِ المدى أو يهيمُ
نحو البعيدِ,
جميعاً نسيرُ
ولكن لا هديلَ, يبارك الخطى
في غفلةِ النشيدِ,
نائمٌ لا يزالً بين قطنِ الغيوم والحلمِ الجميلِ .
وأنا وحدي مذ كان النشيدُ نائماً
ومذ كنتُ
عارياً مازلتُ ألملم الحصى
أنفض الغبارَ عن توتّرِ الماء, في البحر الكبير
والبحر حالتان مدٌّ وجزرٌ
و(( برزخٌ لا يبغيان)).
هادئٌ وأهوجٌ
بحسبِ إيقاعِ راقصٍ لقاربِ الملّاح
أو خصرِ أنثى يميلُ
شاهدٌ على الطريقِ الطويل
وما يخلخل الصوت أو يبعثر الصدى
يُهدي المكانَ حصّتهُ الأخيرة,
من الموجِ القديم وخيطِ الهدىِ
وعلى الزمان يبكي , ربما قليلا
ربما قيلاً ,قبل الرحيل
لكنّما ليلٌ متكسراً يجيء
ألق البنايات الشاهقة, يسرق النجومَ
والفوانيسُ على الرصيفِ لا تضيء الوجوهَ
لا تضيء فرقاً تقنياً بين (أخيل) الأخير
والكعبِ الهزيل
والفوانيسُ
سحاباً, سحاباً تنتظرُ الرجوع
لتعيدَ للملحِ شقاوة الماءِ
للحلمِ الجميلِ رقصةَ الشتاءِ
خفيفةً, كثيفةً , كرقّةِ الهواء:ِ
أيقظَ النخيلُ خصوبةً المساءِ
عادَ الشعرُ
عادَ الشعرُ لحرمة السماءِ
ووجهةِ القمر
مات ( جلجامش) ويبقى الطين من ترابٍ وماء
, ويبقى الحجر
وتبقى الأعشابُ طريَةً في الفناءِ ,
تهملها شهوة الكلام , هندسة البشر
فتولدُِ كيفما اتفقَ ,
كانبجاس الفطرِ
كالحياةِ من تخرّبِ العدم.
عمّا قليلٍ سيورق النغم
ونزهرُ في الخرابِ
من فقاعةِ الطينِ أو براري الطبيعة
من شكل الورود, لوناً رمادياً
بين البياضِ والبياض
ذائقة المتمرسِ عن تلالٍ واسعة
ودمعة المسافرِ عند سور الحديقة
ترفُ التفاصيلِ البسيطة
لأشياء المهاجر بعد الرحيل
, وعمّا قليل سيورق النغم
عارياً من ذراعينِ وساق
إلا من وريقاتِ توتٍ تغطي جسد الحبيبة
تغطي سوءة الأرضِ ووجه الحقيقة:
بين الليلِ والنهار, لابدّ من فجرٍ أو فسحةٍ للأصيل
لابدّ من ضفتينِ للنهرِ الكبير
لا بدّ من ( أخيل)
لطروادة الجديدة .
تعليق