السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لم تضعنا القراءة أمام دروب مهجورة, لم يسلكها المارة من قبل يصبح السفر عبر ثناياها عقيما, يجعلنا نطوف في حلقة مفرغة, ليس لنا فيها مخرج و تصبح القراءة ليست ذات جدوى و لا ندرك منها غير ظاهرها و تختفي عنا أبعادها و تبتلع السطورُ ما بينها و الكلمات معانيها .
إن لم يكن النص كسيل جارف , بأخذك إلى أصل موطنه ألا وهو المحيط ,لا يمكن أن نقول أننا فعلا أدركنا معنى أننا أمةً شكلت وجودها الإنساني والحضاري كلمةً كانت, "اقرأ " و التي ـتأخذك إلى عالمها لتفصح لك عن أبعاد أخرى مختلفة لا تخضع لمقاييس ضيقة بل تطوف بك في أرجاء الكون و الطبيعة الإنسانية لتكون لك نظرة شمولية متكاملة ترى من خلالها حقيقتك و حقيقة وجودك.
أردت من خلال هذه المقدمة أن أقف على أبعاد وضعتني قصيدة "آخر حكايا شهرزاد" أمامها حائرة و متألمة لحالنا , آملة التواصل مع خباياها و التوصل إلى إدراك ما وراء الكلمة و الذي هو معناها. يوحي لك بآخَر في تسلسل عجيب يضعك أمام حقيقة جلية لكنها تخفى عنا لعدم قدرتنا على امتلاك المنطق الذي يفكك رموزها .
لماذا قصيدة آخر حكايا شهرزاد ؟
لأنها لامست شيئا نفيسا في داخلي أيقظته و تفاعلت معه فكانت هذه القراءة لقصيدة تناولت العلاقة الزوجية في أسما معانيها و كان الحب هو الرباط المقدس الذي يتواصل به الزوجان.
و يتبادر إلى الذهن سؤال, هل كانت بين أبونا آدم و أمنا حواء علاقة حب ؟ سؤال يدفعك إلى التأمل لأنه يرجعُك إلى أصلك عندما كنت في ظهر أبيك و أنت في الجنة و يخطر على بالك سؤال آخر, بما أنك كُنت هناك كيف هي الجنة ؟ لقد علَّمنا أبونا آدم الأسماء بعد أن سمعناها منه .هل هي ما نستعمله في خطابنا أم غيرها ؟ و إذا كانت نفسها فقد عرفت الجنة و أدركت ما فيها, فلماذا عندما نزلت إلى الأرض صمتت كشهرزاد في الصباح عن الكلام المباح؟
و ينفرط عقد الأسئلة التي لا تنتهي في بحث محموم عن أجوبة تروي ظمئنا للمعرفة و إدراك حقيقة غابت عنا و غادرتنا من زمان.
و أعود إلى السؤال الأول و أقول أن الله تعالى خلق أبونا آدم بحب, و كان في كيانه وجودَ أمنا حواء فهي منه و فيه..... لنتخيل هذا الإحتواء, الذي يتجسد في الأب لللأم .... صورة و لا أروع على مستوى الفكر, و الذي يمكن أن يختزل مفهوم العلاقة الزوجية و يستوعبه بهذا المنطق... و هذا الاحتواء لا يمكن أن يحصُل إلا في جنة عرضها السماوات و الأرض و لا يكون ذلك حتى تقبل الأنثى أن تكون بكل كيانها للأب المنتظر.
هذه هي العلاقة الزوجية في أسما معانيها فيها الحب يكون تكاملا ليقع الاحتواء لمفاهيم و معاني تكون مشتركة تثمر حبا و تواصلا بناء, ماديا الأبناء, و معنويا أفكارا خلاقة تبدع على مستوى الكلمة و الفعل. أليست هذه هي جنة الأرض و التي يتواجد عليها أبناء مبدعون و فكرا خلاقا على مستوى الكلمة و المنطق و بناء الإنسان و الحضارة ؟ هل يمكننا أن نأمل أقل من قيادة العالم بهذا المنطق ؟
أما الأسماء, فلا بد أن تكون هي و ليست غيرها لها نفس الاستعمال للكلمة و المعنى لا تفصح عن معانيها و تتواصل حتى تعيش في مناخ قوامه الحب والمنطق الزوجي السليم, و الذي هو احتواء ,تكامل و تواصل بناء يثمر أرقى المعاني و ينتج أروع فكر خلاق لا ترهبه المحن و لا الكوارث, بل يجعل من الضعف المادي قوة فكر, و من قوة السلاح تحد لكل متسلط باغ.
فللجنة عمل من جنسها فهي جمال يتخلق منه كلَّ شيء, و لا يتوقف عن الإبداع, لأنها خلق بديع السماوات و الأرض و كذلك الكلمة تتوالد لتخصب معنى , فكر , منطق و عمل خلاق , يصمد أمام أعتي الصعوبات, و يفكِّكَها لتتلاشى, و لأنها خُلقت في الجنة فلها مواصفاتها و لها القدرة على التخلق بأخلاق قائلها و المقاومة و الحياة في وجدان الشاعر و المتلقي, كما لها الفعل و الأمر وهي أيضا الفاعل, لها الحال و المقال , فهي تصف حين تريد ذلك, و تشف و ترف لتكون ملائكية تأخذك إلى عالمها المعلومِ منها, المجهول منا, لتكون الكلمة الروح التي تحي و تميت , بأمر ربها , فللكلمات ريح الجنة و عطرَها. فهي لا تتوانى عن التفاعل مع من أحبها و أقام معها علاقة زوجية سليمة احتواها فاستسلمت, و أحبها فأطاعته ,أحياها فأحيته , فكان بينها و بين حبيبها تناغم و انسجام , لا يمكن أن يثمر إلا خلقا جديدا متجددا على مستوى المنطق و الفكر و العمل.
هكذا هي الكلمة, تنشد حبيبا تتواصل معه, و تبوح له بسرها ومعانيها المتعددة في توحدها, تختزل سر الوجود و الإنسان و لا يكون لها بيان, إلا لمن عشق وجودها و أحتضنها بحب فاحتواها, لتحتويه ليعيشا معا منظومة زوجية أساسها الحب و الصدق و الوفاء, تبوح لك الكلمة فتبوحَ بها و تحمِّلها أعذب المشاعر و تغوص معها في بحر الحب و الجمال لتلامس القاع و تتملى في درره و كنوزه التي تشكل معانيها. تراها بعين بصيرتك, فتعشقها الروح و ينبض القلب بها و لها, تحييك بإذن ربها ,فتحيا.... ويحتضنك نورها, تراها فتهمس لك, و تناجيك , هنا يكون البوح و الإبداع و روح الكلمة التي تحلق في فضائك و تصطحبك معها .
للكلمة حركة و إشراق له أبعاده التي لا تخضع للزمان و لا للمكان لأنها نزلت مع آدم و حواء, و لم تعرف الغواية طريقها ,فالإنسان هو الذي أستعملها لخدمة هواه و التعبير عن نفسه الملوثة و حمَّلها ما لا تطيق من همومه و أحزانه و أستعملها ليبرر بها أعماله المشينة و إنحرافاته , و تعاملاته اللإنسانية فعرفت الوأد قبل الولادة, والموت قبل الحياة و أصبحت جثة هامدة على قارعة السطر ,تستعملها أقلام المارة في محاولة يائسة لإحياء مواتها ,لكن الله وحده من يحي العظام وهي رميم .
للكلمة حياة و موت و صمت و بوح فمن رحم الفكرة, تخرج الكلمات, و من رحم المنطق تخرج الفكرة, و من رحم الحياة يكون المنطق ,و في غياب منطق الحياة تموت الكلمات, و يسقط الإبداع في جب يوسف و يُسجَن في زنزانة فرعون فتعيش الكلمة اليتم و يعيش المعنى الحزنَ في صمت, فلا تحيا إلا باستسلام مقوماتها التواصلية لمنطق اللغة و الحياة و التي تشكل جذورها و أصولها الممتدة عبر التاريخ.
فالمنظومة الزوجية للكلمة لها بنية تحتية تشكل نسيجها, و أخرى إنسانية تفعل وجودها, بمعنى: الفكرة تفصح عن وجودها في تواصل محكم للمفردات و مجموعُها يشكل منطقا متكاملا فلو اختل عنصر من هذه العناصر, فقد المنطق توازنه و فاعليته و أصبح غير ذي جدوى و احتواه الموت .
و الإنسانية نسيج من أفراد تعيش في منظومة زوجية لتصبح مجموعة تتواصل مع مجموعات أخرى: تتكون العائلة ثم المجتمع فالأمة , لو اختل النظام الزوجي, اختل توازن العائلة و أنفرط عقد المجتمع ليصبح قانون الغاب هو المسيطر, فالفوضى التي عمت اللغة هي نفسها التي عمت المجتمع فاختلال التوازن نجده في المنظومة الزوجية على مستوى الكلمة و المنطق , و على المستوى الإنساني في المجتمع .
إذا إصلاح ما فسد لا يكون إلا بالرجوع إلى المنظومة الزوجية الآدمية الأولى و إعادة ترسيخ قواعد اللغة السليمة و رتق فتوق نسيجها حتى تستقيم في مبناها و معناها و تكون الكلمة الحية هي أساس الفكرة و المنطق. هكذا يحيا النسيج الاجتماعي, و تستقيم اللغة و يستقيم المنطق ,و يصبح فاعلا و يتوازن به الفكر و السلوك الإنساني.
القـصيـدة قــــراءة و كلمــــة
إن لم يكن النص كسيل جارف , بأخذك إلى أصل موطنه ألا وهو المحيط ,لا يمكن أن نقول أننا فعلا أدركنا معنى أننا أمةً شكلت وجودها الإنساني والحضاري كلمةً كانت, "اقرأ " و التي ـتأخذك إلى عالمها لتفصح لك عن أبعاد أخرى مختلفة لا تخضع لمقاييس ضيقة بل تطوف بك في أرجاء الكون و الطبيعة الإنسانية لتكون لك نظرة شمولية متكاملة ترى من خلالها حقيقتك و حقيقة وجودك.
أردت من خلال هذه المقدمة أن أقف على أبعاد وضعتني قصيدة "آخر حكايا شهرزاد" أمامها حائرة و متألمة لحالنا , آملة التواصل مع خباياها و التوصل إلى إدراك ما وراء الكلمة و الذي هو معناها. يوحي لك بآخَر في تسلسل عجيب يضعك أمام حقيقة جلية لكنها تخفى عنا لعدم قدرتنا على امتلاك المنطق الذي يفكك رموزها .
لماذا قصيدة آخر حكايا شهرزاد ؟
لأنها لامست شيئا نفيسا في داخلي أيقظته و تفاعلت معه فكانت هذه القراءة لقصيدة تناولت العلاقة الزوجية في أسما معانيها و كان الحب هو الرباط المقدس الذي يتواصل به الزوجان.
و يتبادر إلى الذهن سؤال, هل كانت بين أبونا آدم و أمنا حواء علاقة حب ؟ سؤال يدفعك إلى التأمل لأنه يرجعُك إلى أصلك عندما كنت في ظهر أبيك و أنت في الجنة و يخطر على بالك سؤال آخر, بما أنك كُنت هناك كيف هي الجنة ؟ لقد علَّمنا أبونا آدم الأسماء بعد أن سمعناها منه .هل هي ما نستعمله في خطابنا أم غيرها ؟ و إذا كانت نفسها فقد عرفت الجنة و أدركت ما فيها, فلماذا عندما نزلت إلى الأرض صمتت كشهرزاد في الصباح عن الكلام المباح؟
و ينفرط عقد الأسئلة التي لا تنتهي في بحث محموم عن أجوبة تروي ظمئنا للمعرفة و إدراك حقيقة غابت عنا و غادرتنا من زمان.
و أعود إلى السؤال الأول و أقول أن الله تعالى خلق أبونا آدم بحب, و كان في كيانه وجودَ أمنا حواء فهي منه و فيه..... لنتخيل هذا الإحتواء, الذي يتجسد في الأب لللأم .... صورة و لا أروع على مستوى الفكر, و الذي يمكن أن يختزل مفهوم العلاقة الزوجية و يستوعبه بهذا المنطق... و هذا الاحتواء لا يمكن أن يحصُل إلا في جنة عرضها السماوات و الأرض و لا يكون ذلك حتى تقبل الأنثى أن تكون بكل كيانها للأب المنتظر.
هذه هي العلاقة الزوجية في أسما معانيها فيها الحب يكون تكاملا ليقع الاحتواء لمفاهيم و معاني تكون مشتركة تثمر حبا و تواصلا بناء, ماديا الأبناء, و معنويا أفكارا خلاقة تبدع على مستوى الكلمة و الفعل. أليست هذه هي جنة الأرض و التي يتواجد عليها أبناء مبدعون و فكرا خلاقا على مستوى الكلمة و المنطق و بناء الإنسان و الحضارة ؟ هل يمكننا أن نأمل أقل من قيادة العالم بهذا المنطق ؟
أما الأسماء, فلا بد أن تكون هي و ليست غيرها لها نفس الاستعمال للكلمة و المعنى لا تفصح عن معانيها و تتواصل حتى تعيش في مناخ قوامه الحب والمنطق الزوجي السليم, و الذي هو احتواء ,تكامل و تواصل بناء يثمر أرقى المعاني و ينتج أروع فكر خلاق لا ترهبه المحن و لا الكوارث, بل يجعل من الضعف المادي قوة فكر, و من قوة السلاح تحد لكل متسلط باغ.
فللجنة عمل من جنسها فهي جمال يتخلق منه كلَّ شيء, و لا يتوقف عن الإبداع, لأنها خلق بديع السماوات و الأرض و كذلك الكلمة تتوالد لتخصب معنى , فكر , منطق و عمل خلاق , يصمد أمام أعتي الصعوبات, و يفكِّكَها لتتلاشى, و لأنها خُلقت في الجنة فلها مواصفاتها و لها القدرة على التخلق بأخلاق قائلها و المقاومة و الحياة في وجدان الشاعر و المتلقي, كما لها الفعل و الأمر وهي أيضا الفاعل, لها الحال و المقال , فهي تصف حين تريد ذلك, و تشف و ترف لتكون ملائكية تأخذك إلى عالمها المعلومِ منها, المجهول منا, لتكون الكلمة الروح التي تحي و تميت , بأمر ربها , فللكلمات ريح الجنة و عطرَها. فهي لا تتوانى عن التفاعل مع من أحبها و أقام معها علاقة زوجية سليمة احتواها فاستسلمت, و أحبها فأطاعته ,أحياها فأحيته , فكان بينها و بين حبيبها تناغم و انسجام , لا يمكن أن يثمر إلا خلقا جديدا متجددا على مستوى المنطق و الفكر و العمل.
هكذا هي الكلمة, تنشد حبيبا تتواصل معه, و تبوح له بسرها ومعانيها المتعددة في توحدها, تختزل سر الوجود و الإنسان و لا يكون لها بيان, إلا لمن عشق وجودها و أحتضنها بحب فاحتواها, لتحتويه ليعيشا معا منظومة زوجية أساسها الحب و الصدق و الوفاء, تبوح لك الكلمة فتبوحَ بها و تحمِّلها أعذب المشاعر و تغوص معها في بحر الحب و الجمال لتلامس القاع و تتملى في درره و كنوزه التي تشكل معانيها. تراها بعين بصيرتك, فتعشقها الروح و ينبض القلب بها و لها, تحييك بإذن ربها ,فتحيا.... ويحتضنك نورها, تراها فتهمس لك, و تناجيك , هنا يكون البوح و الإبداع و روح الكلمة التي تحلق في فضائك و تصطحبك معها .
للكلمة حركة و إشراق له أبعاده التي لا تخضع للزمان و لا للمكان لأنها نزلت مع آدم و حواء, و لم تعرف الغواية طريقها ,فالإنسان هو الذي أستعملها لخدمة هواه و التعبير عن نفسه الملوثة و حمَّلها ما لا تطيق من همومه و أحزانه و أستعملها ليبرر بها أعماله المشينة و إنحرافاته , و تعاملاته اللإنسانية فعرفت الوأد قبل الولادة, والموت قبل الحياة و أصبحت جثة هامدة على قارعة السطر ,تستعملها أقلام المارة في محاولة يائسة لإحياء مواتها ,لكن الله وحده من يحي العظام وهي رميم .
للكلمة حياة و موت و صمت و بوح فمن رحم الفكرة, تخرج الكلمات, و من رحم المنطق تخرج الفكرة, و من رحم الحياة يكون المنطق ,و في غياب منطق الحياة تموت الكلمات, و يسقط الإبداع في جب يوسف و يُسجَن في زنزانة فرعون فتعيش الكلمة اليتم و يعيش المعنى الحزنَ في صمت, فلا تحيا إلا باستسلام مقوماتها التواصلية لمنطق اللغة و الحياة و التي تشكل جذورها و أصولها الممتدة عبر التاريخ.
فالمنظومة الزوجية للكلمة لها بنية تحتية تشكل نسيجها, و أخرى إنسانية تفعل وجودها, بمعنى: الفكرة تفصح عن وجودها في تواصل محكم للمفردات و مجموعُها يشكل منطقا متكاملا فلو اختل عنصر من هذه العناصر, فقد المنطق توازنه و فاعليته و أصبح غير ذي جدوى و احتواه الموت .
و الإنسانية نسيج من أفراد تعيش في منظومة زوجية لتصبح مجموعة تتواصل مع مجموعات أخرى: تتكون العائلة ثم المجتمع فالأمة , لو اختل النظام الزوجي, اختل توازن العائلة و أنفرط عقد المجتمع ليصبح قانون الغاب هو المسيطر, فالفوضى التي عمت اللغة هي نفسها التي عمت المجتمع فاختلال التوازن نجده في المنظومة الزوجية على مستوى الكلمة و المنطق , و على المستوى الإنساني في المجتمع .
إذا إصلاح ما فسد لا يكون إلا بالرجوع إلى المنظومة الزوجية الآدمية الأولى و إعادة ترسيخ قواعد اللغة السليمة و رتق فتوق نسيجها حتى تستقيم في مبناها و معناها و تكون الكلمة الحية هي أساس الفكرة و المنطق. هكذا يحيا النسيج الاجتماعي, و تستقيم اللغة و يستقيم المنطق ,و يصبح فاعلا و يتوازن به الفكر و السلوك الإنساني.
تعليق