المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض
مشاهدة المشاركة
مذاهب القصة القصيرة جدا متعددة، وعناصرها اللازمة مختلفة بين الأدباء والنقاد، وكذلك إدراك القراء لها.
أحد مستلزمات القصة القصيرة، والتي ألتزم بها في كتابة نصوصي، أن الدهشة في القصة لابد أن تتحقق على مستوى الموضوع أولا، إلى جانب الدهشة على مستوى القفلة وعلى مستوى الحل والقرار الأخير. وإلا فإن إعادة طرح مواضيع مشغولة، دون جُدة في الطرح، مع قصر القصة أساسا، قد لا يغدو، بحق، عملا أدبيا جادا.
أحد مستلزمات القصة القصيرة، والتي ألتزم بها في كتابة نصوصي، أن الدهشة في القصة لابد أن تتحقق على مستوى الموضوع أولا، إلى جانب الدهشة على مستوى القفلة وعلى مستوى الحل والقرار الأخير. وإلا فإن إعادة طرح مواضيع مشغولة، دون جُدة في الطرح، مع قصر القصة أساسا، قد لا يغدو، بحق، عملا أدبيا جادا.
تتمثل الدهشة في الموضوع هنا: أن محبا يتمنى من حبيبته، أن تموت قبله بليلة. على غير ما يفعل أغلب العاشق عادة، فالعشاق يتمنون، أن تطول حياتهم، ليتمتعوا بلذة العشق أطول زمن ممكن. وهم يتمنون لبعضهما عمرا مديدا، أو يتمنى العاشق أن يموت قبل حبيبه، لأنه لن يقدر على فراقه (يجعل يومي قبل يومك) بعد موته، فيقول: بنفسه أموت أنا أولا على عشق، ويموت هو على حزن، وهنا تبدو الأنانية والأثرة، التي أشارت إليها كريمة ومنى في مداخلتهما، وفي هذه الأمنية ـ أعني تمني الموت قبل الحبيب ـ أيضا قلة حرص على مصير العشق بعد الفراق، والذي سيتعرض، لا محالة، لتحديات، قد تقضي على العشق وتودي به: ربما من عشق جديد، نسيان...، ومثل هذا قد تستخلصه، حينما يقرر العاشقان أن ينتحرا، إبراما أبدا لعقد العشق بينهما.
الآن، ما سر هذه الليلة الوحيدة: ليس في المنية طلب انتحار، كما ليس فيها أنانية شخصية.
الآن، ما سر هذه الليلة الوحيدة: ليس في المنية طلب انتحار، كما ليس فيها أنانية شخصية.
خلاصة المقولة السردية، هي: أنت تحب، وتحس في نفسك أن موت حبيبك قبلك سيكون سببا فوريا حتميا لموتك بعده، لكن موتك قد لا يكون سببا فوريا لموته بعدك، فتفترقان، ليجري على العشق أحكام الزمان وصروفه.
في نص منية لا يطلب العاشق من حبيبته أن تستبق الموت قبله، ولكن إن كانت ميتة لا محالة، فليكن ذلك بليلة واحدة ـ هي مجرد أمنية وحسب، وفي هذه الليلة اليتيمة سيتكفل الحزن الذي سيعتصره فيها، أن يُلحقه بها، ليباتا تلك الليلة معا، كما باتا دوما معا.
هو، طبعا، متأكد من حبها له، لكنه ليس متأكدا، أن حزنها عليه، إن مات أولا، كفيل أن يلحقها به بعد ليلة واحدة ليباتا معا، فخشي أن تبات وحدها.
في نص منية لا يطلب العاشق من حبيبته أن تستبق الموت قبله، ولكن إن كانت ميتة لا محالة، فليكن ذلك بليلة واحدة ـ هي مجرد أمنية وحسب، وفي هذه الليلة اليتيمة سيتكفل الحزن الذي سيعتصره فيها، أن يُلحقه بها، ليباتا تلك الليلة معا، كما باتا دوما معا.
هو، طبعا، متأكد من حبها له، لكنه ليس متأكدا، أن حزنها عليه، إن مات أولا، كفيل أن يلحقها به بعد ليلة واحدة ليباتا معا، فخشي أن تبات وحدها.
من جهة أخرى ـ كما ترى ـ ليس في النص عبثيات ولا نثريات ومبهمات لغوية أو سردية قد تجعله مغلقا، وهو بهذا نص تقليدي، وإن استقل بتقليد خاص وسنه لنفسه.
صديقي الغالي مختار
أسعدني حضورك كما دوما، وأفرحني نقدك حقا.
سرني كثيرا أنك هنا
تحية خالصة
تعليق