استيقظت ذات يوم بذاكرة متوعكة , وجسد يمعن في غربته عني ..أحسست أن هناك فجوة في عقلي ملأى بهواء فارغ , صور تهيم في شوارع ذهن مشتت , ثم تغفو منهكة على أرصفة النسيان , وجوه في غرفة ضيقة من الذاكرة تداخلت وسط الزحام ملامحها ..
الجسد الممعن في غربته بدا خرقة بالية ارتمى على هيكل السرير كيفما اتفق ..
ما الخطب معي ؟ ملامح الأمس ليست جلية , صوت ينبعث متذبذبا من مخزون عقلي , أفهم حرفا ويستعصي علي آخر ..
هل ثملت البارحة ؟ لا أذكرني كذلك ما تدعمني به الذاكرة أني أتجنب القهوة كمادة منبهة فكيف بغيرها ..
أجول ببصري ذات اليمين وذات الشمال , ثم أغمض عيني أتذكر أحداث الأمس , تقفز صورة يحاول الذهن التشبث بها لكنها تخاتله
تتوارى خلف كثبان من العتمة ..
في حقيبة ذاكرتي عن أحداث البارحة هذه الأدوات ..
جرس يرن ، ثم مساحة خالية , ثم رسالة أتلقاها من ساعي البريد
فظلام يقفز كفاصلة غير مرغوب بها , ثم ضباب ..
بصري المذهول يحدق في زوايا الغرفة .. هناك .. نعم هناك رسالة على الطاولة .. هذا ماأردته ..
أحمل جسدا ثقيلا نحوها .. أقرأها مجددا ..
هذه المرة أضحك حتى أزلزل زوايا الغرفة ..
إذا ًهو كغيره من واقعي المزيف صفعني حتى أفقدني عقلني ,
أجلس على الكرسي , أميل برأسي إلى الأعلى , ينفث فمي هواء
كأنه يطرد عني أطيافهم , بل أشباحهم ، ثم أغمض عيني في هدوء
أستشعر نبضي , مازلتُ أتنفس ..
تعليق