خذلان ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • راحيل الأيسر
    أديبة ومترجمة
    • 05-10-2010
    • 414

    خذلان ..



    استيقظت ذات يوم بذاكرة متوعكة , وجسد يمعن في غربته عني ..أحسست أن هناك فجوة في عقلي ملأى بهواء فارغ , صور تهيم في شوارع ذهن مشتت , ثم تغفو منهكة على أرصفة النسيان , وجوه في غرفة ضيقة من الذاكرة تداخلت وسط الزحام ملامحها ..

    الجسد الممعن في غربته بدا خرقة بالية ارتمى على هيكل السرير كيفما اتفق ..
    ما الخطب معي ؟ ملامح الأمس ليست جلية , صوت ينبعث متذبذبا من مخزون عقلي , أفهم حرفا ويستعصي علي آخر ..
    هل ثملت البارحة ؟ لا أذكرني كذلك ما تدعمني به الذاكرة أني أتجنب القهوة كمادة منبهة فكيف بغيرها ..
    أجول ببصري ذات اليمين وذات الشمال , ثم أغمض عيني أتذكر أحداث الأمس , تقفز صورة يحاول الذهن التشبث بها لكنها تخاتله
    تتوارى خلف كثبان من العتمة ..
    في حقيبة ذاكرتي عن أحداث البارحة هذه الأدوات ..
    جرس يرن ، ثم مساحة خالية , ثم رسالة أتلقاها من ساعي البريد
    فظلام يقفز كفاصلة غير مرغوب بها , ثم ضباب ..

    بصري المذهول يحدق في زوايا الغرفة .. هناك .. نعم هناك رسالة على الطاولة .. هذا ماأردته ..

    أحمل جسدا ثقيلا نحوها .. أقرأها مجددا ..
    هذه المرة أضحك حتى أزلزل زوايا الغرفة ..

    إذا ًهو كغيره من واقعي المزيف صفعني حتى أفقدني عقلني ,
    أجلس على الكرسي , أميل برأسي إلى الأعلى , ينفث فمي هواء
    كأنه يطرد عني أطيافهم , بل أشباحهم ، ثم أغمض عيني في هدوء
    أستشعر نبضي , مازلتُ أتنفس ..

    لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم
  • فايزشناني
    عضو الملتقى
    • 29-09-2010
    • 4795

    #2
    أختي راحيل

    كثيراً ما أتفقد نفسي وأتابع تبضي فغالباً هو ما يشعرني أني على قيد الحياة
    يمر شريط الأحداث أمامي وتتاقطع الصور والذكريات .... تحاصرني.... تلاحقني
    حتى في شبه غيبوبتي
    ما أكثر اللحظات الحرجة التي تدق ناقوس الخطر
    وتلك الرسائل التي تبث بعض الأمل
    لكن الواقع يجثم على تفاصيل حياتي ويقايضها بحلم آخر
    أحييك أخت راحيل على قوة الوصف
    والفكرة التي أرخت ظلالها نص جميل
    مع كل الود
    هيهات منا الهزيمة
    قررنا ألا نخاف
    تعيش وتسلم يا وطني​

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميلة القدير
      راحيل الأيسر
      هذا نص جميل جدا
      أخذني بقوة داخله
      وخرجت ولم أشعر أني خرجت
      بل بقيت ذاكرتي مفعمة به
      أحببت نصك هذا كثيرا
      كانت طريقة السرد شفافة وقوية
      أشكرك
      ودي ومحبتي لك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • راحيل الأيسر
        أديبة ومترجمة
        • 05-10-2010
        • 414

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
        أختي راحيل

        كثيراً ما أتفقد نفسي وأتابع تبضي فغالباً هو ما يشعرني أني على قيد الحياة
        يمر شريط الأحداث أمامي وتتاقطع الصور والذكريات .... تحاصرني.... تلاحقني
        حتى في شبه غيبوبتي
        ما أكثر اللحظات الحرجة التي تدق ناقوس الخطر
        وتلك الرسائل التي تبث بعض الأمل
        لكن الواقع يجثم على تفاصيل حياتي ويقايضها بحلم آخر
        أحييك أخت راحيل على قوة الوصف
        والفكرة التي أرخت ظلالها نص جميل
        مع كل الود


        أخي الأستاذ / فايز شناني.

        نعم أخي هي الحياة تصفعنا أحيانا ، وتدخلنا في حالة شبه غيبوبة أحيانا أخرى ، وكثيرا ما نستشعر النبض لنعلم إن كنا أقوى من الحدث ..
        ثم أحيانا أخرى نستغرب جبروت الإنسان وصلابته أمام كل هذه المتناقضات بين البشروالسلبيات التي تشوب سلوكياتنا
        وكيف يجب علينا لزاما التعامل معها وتجاوزها ، حتى نستطيع أن نتأقلم ، ونمضي بسلام ...


        تقديري لمثل هذا المرور العميق ..

        لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          مسكينة لمّا صدّقت و وثقت بأنّ الوفاء يخضع إلى منطق ما،و إنسانة إلى حدّ بعيد إذ فقدت وعيها،و قويّة لأنّها وقفت من جديد..
          أسلوب شيّق جدّا و لغة جذّابة.
          أتمنّى لك مزيدا من التّألّق أ. راحيل.
          مودّتي و تقديري.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • راحيل الأيسر
            أديبة ومترجمة
            • 05-10-2010
            • 414

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الزميلة القدير
            راحيل الأيسر
            هذا نص جميل جدا
            أخذني بقوة داخله
            وخرجت ولم أشعر أني خرجت
            بل بقيت ذاكرتي مفعمة به
            أحببت نصك هذا كثيرا
            كانت طريقة السرد شفافة وقوية
            أشكرك
            ودي ومحبتي لك

            الأستاذة الرائعة / عائدة محمد نادر

            ممتنة لك هذه المداخلة المحفزة والمشجعة ، لا أخفيك سرا أني أحيانا أتساءل عن قلة المتابعة والردود التي أجده في نصوصي هنا وهناك في الملتقى ، ثم أعزي النفس قائلة تكفيني شهادة واحدة من قلم بارع كشخصك أو كشخص بعض الكرام هنا كي أتيقن أن قلمي مازال يعطي ....

            مرورك وسام حمله النص متباهيا ، فلا عدمتك ياراقية .
            كل التقدير وصافي الود أيتها القديرة المعطاءة .

            لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم

            تعليق

            • راحيل الأيسر
              أديبة ومترجمة
              • 05-10-2010
              • 414

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
              مسكينة لمّا صدّقت و وثقت بأنّ الوفاء يخضع إلى منطق ما،و إنسانة إلى حدّ بعيد إذ فقدت وعيها،و قويّة لأنّها وقفت من جديد..
              أسلوب شيّق جدّا و لغة جذّابة.
              أتمنّى لك مزيدا من التّألّق أ. راحيل.
              مودّتي و تقديري.

              شكرا لك أستاذنا القدير / محمد فطومي ..

              هذا المرور الأنيق والأمنيات الصادقة ، كل احترامي ، ومنتهى تقديري ..

              لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم

              تعليق

              • سحر الخطيب
                أديب وكاتب
                • 09-03-2010
                • 3645

                #8
                وصفت حالة بدقة متناهية
                تقديري لقلمك العابق بصدق المشاعر
                الجرح عميق لا يستكين
                والماضى شرود لا يعود
                والعمر يسرى للثرى والقبور

                تعليق

                • راحيل الأيسر
                  أديبة ومترجمة
                  • 05-10-2010
                  • 414

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                  وصفت حالة بدقة متناهية
                  تقديري لقلمك العابق بصدق المشاعر

                  وتقديري لمرورك الأنيق ، شكرا لك ..

                  كل الاحترام ..

                  لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم

                  تعليق

                  • أمل ابراهيم
                    أديبة
                    • 12-12-2009
                    • 867

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة

                    استيقظت ذات يوم بذاكرة متوعكة , وجسد يمعن في غربته عني ..أحسست أن هناك فجوة في عقلي ملأى بهواء فارغ , صور تهيم في شوارع ذهن مشتت , ثم تغفو منهكة على أرصفة النسيان , وجوه في غرفة ضيقة من الذاكرة تداخلت وسط الزحام ملامحها ..

                    الجسد الممعن في غربته بدا خرقة بالية ارتمى على هيكل السرير كيفما اتفق ..
                    ما الخطب معي ؟ ملامح الأمس ليست جلية , صوت ينبعث متذبذبا من مخزون عقلي , أفهم حرفا ويستعصي علي آخر ..
                    هل ثملت البارحة ؟ لا أذكرني كذلك ما تدعمني به الذاكرة أني أتجنب القهوة كمادة منبهة فكيف بغيرها ..
                    أجول ببصري ذات اليمين وذات الشمال , ثم أغمض عيني أتذكر أحداث الأمس , تقفز صورة يحاول الذهن التشبث بها لكنها تخاتله
                    تتوارى خلف كثبان من العتمة ..
                    في حقيبة ذاكرتي عن أحداث البارحة هذه الأدوات ..
                    جرس يرن ، ثم مساحة خالية , ثم رسالة أتلقاها من ساعي البريد
                    فظلام يقفز كفاصلة غير مرغوب بها , ثم ضباب ..

                    بصري المذهول يحدق في زوايا الغرفة .. هناك .. نعم هناك رسالة على الطاولة .. هذا ماأردته ..

                    أحمل جسدا ثقيلا نحوها .. أقرأها مجددا ..
                    هذه المرة أضحك حتى أزلزل زوايا الغرفة ..

                    إذا ًهو كغيره من واقعي المزيف صفعني حتى أفقدني عقلني ,
                    أجلس على الكرسي , أميل برأسي إلى الأعلى , ينفث فمي هواء
                    كأنه يطرد عني أطيافهم , بل أشباحهم ، ثم أغمض عيني في هدوء
                    أستشعر نبضي , مازلتُ أتنفس ..
                    الزميلة الرائعة راحيل الأيسرمساء الخير
                    قصة كتبت أحداثها بدقة أدبية
                    تحية طيبة وود
                    درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

                    تعليق

                    • راحيل الأيسر
                      أديبة ومترجمة
                      • 05-10-2010
                      • 414

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أمل ابراهيم مشاهدة المشاركة
                      الزميلة الرائعة راحيل الأيسرمساء الخير
                      قصة كتبت أحداثها بدقة أدبية
                      تحية طيبة وود

                      الأديبة الموقرة والفاضلة / أمل إبراهيم

                      أنرت صفحتي بهذه الكلمات ، وزدت النص قيمة بهذا المرور .

                      فلك كل التقدير وعظيم الاحترام .

                      لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم

                      تعليق

                      يعمل...
                      X