المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية: قضية عَقَدية و حقيقة تاريخية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
    المؤامرة على الإسلام ...

    هل يُعيد هذا الموضوع نظرية المؤامرة إلى الواجهة ؟

    بالتأكيد، نؤمن بوجود المؤامرة واستمراريتها ... ولكن قد نتفق أو نختلف في ماهيتها، ومظاهرها، وآلياتها.

    أخي العزيز الأستاذ حسين ليشوري ننتظر ما يجود به قلمك الجميل من آراء وأفكار، ولك ولكل مَن أسهمَ في الموضوع وسيُُسهم كل التقدير والاعتزاز.
    الأستاذ وسام البكري؛

    طبعا من لا يؤمن بالقرآن لا يؤمن بجوهر المؤامرة فالقرآن الكريم يوصينا:

    {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة : 217]؛

    {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة : 120]؛

    ولهذا دأب الصالحون على مراعاة مبدأ الولاء والبراء حتى يستبينوا من ينبغي موالاتهم ومن ينبغي معاداتهم، لا كما يفعل حكامنا اليوم يوالون الكافرين ويناصرونهم ضد إخوانهم.

    ليس هناك في الكون صراع قائم إلا بين الحق والباطل، وكثيرا ما يغض الناس الطرف عن هذه الحقيقة، ويستندون إلى الأسباب المباشرة، دون خلفياتها، ودوافعها الحقيقية؛ لذا تجد كل التباينات تتحد في وجه الحق، وتفترق عند تعدد فروع الباطل.

    والله جل جلاله جعل من اليهود جنس أشد عدواة للمؤمنين، وجعل المؤمنين دعاة خير لتكتمل عناصر الزوجية ولينتصر الحق إن بدا أهله، والباطل إن غفى المصلحون وانتفش الباطل، حتى إذا بدا أهل الحق بدا الباطل زهوقا.

    وألق نظرة على ميدان التحرير بالقاهرة لتجد به المؤمنين في صمودهم وتحديهم للباطل، والباطل خانس وراء الستار . ولو أدرك الباطل أنه كان زهوقا، لعجل بذلك قبل فوات الأوان؛ لكن صموده رخو وكلمته تِبْنِية لا صلابة لها، ولا يعتد بها.

    والدارسون الاجتماعيون يجعلون من اليهود عنصرا بشريا ذا خلفية خاصة ويدرسونهم دراسة مستقلة عن باقي الأجناس البشرية (انظر مثلا: كتاب موريس ذي فرجي مدخل إلى العلوم السياسية).
    http://www.mhammed-jabri.net/

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة ربيعة الابراهيمي مشاهدة المشاركة
      نظرية المؤامرة قائمة منذ الأزل
      و كما قال تعالى ( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم )
      فاتباع الملة يقتضي إيجاد رموز و شخصيات لتجسد هذا الإتباع
      و لن يكون كذلك إلا بحكام تابعين لهم يؤيدونهم في كل صغيرة و كبيرة تخص شؤون المسلمين
      في كل أمور الحياة بل و في مصائر الشعوب ذاتها بسن قوانين تحكمهم، بل تقيدهم مفصلة بأيديهم
      تصدر إلى الأمة العربية.
      تحت عناوين مختلفة و مسميات كثيرة تخفي أهدافها الحقيقية.
      و لأننا مولعون بتقليد الغرب والتشدق بالحضارة والتحضر .
      هذه الحضارة التي جلبت علينا الويلات
      و لأننا لا نعرف كيف نحافظ على هويتنا .فقد تركنا الحبل على الغارب
      فأخذنا بقشور الحضارة .وتركنا اللب الذي يوصلنا الى التحضر الحقيقي في ظل الحفاظ على الهوية
      العربية و الإسلامية.
      هذا رأيي البسيط كامرأة عربية تهتم لما يدور حولها .وتهتم لشؤون أمتها.
      بوركت أخي حسين ليشوري على الطرح المميز.

      أهلا بالأستاذة ربيعة بنت مدينة الجسور المعلقة، قسنطينة، معقل العلم و الأدب و عبد الحميد بن باديس و جامعة الأمير عبد القادر.
      أعتذر إليك كما اعتذرت إلى بعض الإخوة الأفاضل عن التأخر في شكرك بسبب امتناع "النت" عني في البيت.
      أما بعد: الأمة الإسلامية تحتاج إلى إعادة صياغة من جديد، صياغة عقلها و تفكيرها و تدينها و كل ما تنظر به إلى الدنيا و ... الآخرة كذلك، و ما دامت الأمة معادية للإسلام كما جاء صافيا نقيا من الشوائب التي ألصقت به لن ترفع رأسا ما دامت على حالها مستمرة في التنكر لدينها الحنيف حتى و إن صلت و صامت و زعمت أنها مسلمة.
      و أسأل الله العلي القدير أن يمنحني الصحة و راحة البال لمواصلة الحديث عن المؤامرة ضد الإسلام و المسلمين خاصة و ضد البشرية عامة.
      شكرا لك مرة أخرى على ما تكرمت به من تعليق، بارك الله فيك.
      تحيتي و تقديري من البُليدة، مدينة الورود.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • محمد برجيس
        كاتب ساخر
        • 13-03-2009
        • 4813

        #33
        [align=center]
        إن الصراع الأزلي في الدنيا هو صراع بين الخير و الشر
        و طالما ان الخير من عند الله و الشر من الأنفس و الشيطان
        فمن الضروري بمكان أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقة

        و لما كان الخير كل الخير من الحق سبحانه و تعالى و المتمثل في
        كتبه و شريعته و سنن أنبيائه فا الشر ممن لا يريد تلك السنن
        و لا الشرائع و لا يعترف بتلك الكتب ؟

        لأن الاعتراف بالكتب و ما فيها سيكلف المعترف أن يعمل بها ووفق ما نزلت به
        و بالتالي يصبح الصراع الحقيقي هو صراع أيدلوجيات و عقائد في المقام الأول

        و طالما أن الإسلام هو العقيدة الثابتة و الخير المطلق إلى يوم ألقيامه

        و بالتالي فمنهج الله الحق هو ضد مرادات و شهوانيات النفس الضعيفة
        لأن معظم الأيدلوجيات تنظر الى المنهج في معزل عن الثواب أو العقاب

        و لذلك يبقى الاسلام هو صوت الضمير المطلق
        في كل العالم .. و من ثم لكي يستمتع البعض بحياتهم
        في ظل ما يروق لهم . لذا يتعين عليهم إسكات هذا الصوت

        و هكذا تبدأ المؤمرة الحقيقة ضد هذا الضمير ... الاسلام
        [/align]
        و لنا عودة اخرى ان شاء الله
        القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
        بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #34
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
          أما بعد : أهلا بأستاذنا المبجل فريد محمد المقداد و سهلا و مرحبا.
          تشرفت بحضورك المتميز، و أعتذر إليك عن التأخر في شكرك بسبب تمنع "النت" عني في البيت لأيام.

          المشاركة الأصلية كتبت من طرف فريد محمد المقداد :
          "بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الأمين.
          لوحة رقم (01)
          ـ (تحيةٌ كبيرة ...تليق بالمبدع الكبير، وحده المبدع الكبير أخي الكريم الأستاذ الأديب حسين ليشوري استطاع أن يروز الخطوة التي أقدم عليها ليضع الفكرة المناسبة في المكان المناسب وفي الزمن المناسب... فهو وحده و قبل الجميع وبعدهم في هذا المسرد يستحق الثناء العطر و الشكر الجزيل ، فألفُ ألفِ مرحباً و حيهلاً بشريك الحوار الفكري و الثقافي)

          ـ العفو أستاذي المبجل، و ألف شكرلك على هذا التقدير الكبير لشخصي الصغير، و الله، فما أنا إلا طويلب علم ضئيل عرف شيئا و غابت عنه أشياء و أشياء لا يحصيها عد و لا يحدها حد، و المسلم ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، و قد أحببت عرض موضوعي هنا حتى أستفيد من مشاركات إخواني و أساتذتي الكرام.

          ـ ( و كمدخلٍ لحديثي أقول ليس لي أنا شخصياً أن أنتظر الأمن والهدوء وكيف يكون لي ذلك وربنا عز وجل يقول في محكم تنزيله وهو أصدق القائلين(وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) [البقرة : 217]( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة : 120]والقتال الذي يشنه أعداء هذه الأمة عليها يأخذ أشكالاً متعددة منها الغزو العسكري والثقافي والاقتصادي ... وقد يكون معلناً تارةً ومستتراً تارةً أخرى(ساخناً أو بارداً) والحديث عن المستتر أو البارد هو ما نسميه (المؤامرة)وهو أنكى وأشد خطراً... و في كثيرٍ من الأحيان نراهما يعملان معاً على إبعاد أمتنا عن معتقدها تمهيداً لإخراجها من التاريخ)

          ـ الحق معك، أستاذي، و الأخطر من هذا أن يتخذ الأعداءُ أعوانا لهم من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا فيكونوا معاول هدم من الداخل، داخل الأمة المغبونة بهم، فتلتبس الأمور على السذج من المسلمين إذ يحسبون خادعيهم ناصحين لهم !

          ـ (في البداية : أؤكد عندما أقول بأني شامي المولد جزائري الهوى أنني أقرر حقيقةً يعرفها الجميع وكيف لايكون ذلك ووالدي رحمه الله تعالى قد عمل لمدة عشرين عاماً مدرساً للغة العربية في معاقل الأوراس ولا أود الاستطراد في الحديث عن دوره في حركة التعريب هناك لكن ما أود قوله وباختصار أنني عاتبٌ جداً على أخي الكريم وأستاذي حسن لعدم دعوته لي إلى هذه المأدبة الضخمة ،والعتب لاينفي المحبة نتعاتب فنتسامح وتصفو قلوبنا و أتساءل هل هناك مؤامرةٌ علي في هذا المسرد؟؟!)

          ـ كم سرني ما أخبرتنا به من "جزائريتك" ونحن هنا لا ننكر ما تفضل به علينا إخواننا من بلاد المشرق بُعيد الاستقلال (1962) و أنا أحد تلاميذ أساتذتنا من المشرق إذ تتلمذت لكثير منهم في صباي أعوام التلقي الأول ؛ أما فيما يخص "المؤامرة"، فلا عاش من يتآمر عليك و لا كان البتة، و كل ما في الأمر أنني كتبت موضوعي و عرضته على استحياء و لم أدع أحدا إلى المشاركة لظني أن الإخوة الكرام لن يبخلوا علي بما يرونه فيه و قد بدأت المشاركات تترى و نحن لا نزال في البداية فقط !

          ـ (في المنهج : قولاً واحداً أستاذي الكبير و أخي الكريم حسين على الباحث أن يستقبل موضوع البحث خالي الذهن متحرراً من أي أسبقياتٍ فكرية و يكون بعد ذلك الانتقال الطبيعي من الفرضية إلى النظرية ثم الوصول إلى الحقيقة مثلاً :
          هــــــل هـناك مـــــــــــــــــــــــــــــــــــؤامرة؟
          بيان من هم المتآمرون ، شرح أسـباب التآمر؟
          هــــــــــناك مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤامرة.
          و هنا مثلاً و بعد طرح التساؤل عن وجود المؤامرة أو عدم وجودها ، ستجد من يتنكر لها فالساحة الفكرية العربية ليست حكراً على الإسلاميين وحدهم هناك أربع إيديولوجيات (الماركسيون، الليبراليون، القوميون، الإسلاميون) الليبراليون لا يمكن أن يوافقونا القول بوجود مؤامرةٍ مبيتة على الإسلام و العروبة لأنهم يتبنون فكر الآخر الذي ننظر له نحن على أنه عدوٌ لنا يتربص بنا الدوائر، في حين أننا نحن المسلمين نؤكد وجود هذه المؤامرة بل أكثر من ذلك هي بالنسبة لنا واقعٌ نعيشه يومياً و نحن نرى و نقرأ ما يكتبه مفكرو الغرب و ما يروج له المستشرقون من شبهاتٍ و أباطيل حول ديننا الحنيف و ما تتعرض له من أمتنا من عدوانٍ واستعمارٍ وإستعبادٍ ونهبٍ للبلاد والعباد...)

          ـ أما فيما يخص المنهج، فالقول ما قلت عندما يكون الموضوع المعروض للبحث جديدا أو مشكوكا فيه، و ليست المؤامرة على الإسلام من هذا القبيل، فهي واضحة وضوح الشمس في كبد السماء و لا تحتاج إلى برهنة عن وجودها، و لكن البرهنة تكون في عواملها و عناصرها و آثارها و عواقبها و ضحاياها، هذا من جهة، و من جهة أخرى أنا هنا صاحب قضية يريد إقناع الشاكين أو النافين للمؤامرة، فقررت النتيجة في العنوان ذاته و بدأت بالتعاون مع الإخوة في سوق الحجج لإزالت الشك و إقناع النفاة بوجدوها، فقد سبّقت الحكم و أخرت حيثياته قصدا، وهذه منهجية معاكسة لما كنا نُدَرِّسه لطلبتنا في الجامعة.

          ـ (عندما نجلس على مائدة الحوار العلمي فكلٌ منا سيكتب أو يداخل حسب مرتكزه الفكري، هذا المرتكز يختلف من شخصٍ إلى آخر حسب ثقافته أو انتمائه الإيديولوجي... لذلك لابد من الاتفاق على تعريفٍ جامعٍ مانع للمفهوم الذي نتحاور حوله بذلك نستطيع أن نؤسس أحكاماً تتسم بالمصداقية والعلمية كما أننا بذلك نوقف تأثير الخلفيات الفكرية التي نحملها مسبقاً فعلى سبيل المثال :
          لو عرفنا المؤامرة (وزارة الخارجية الأمريكية):إعتقادٌ بوجود قوى خفية شريرة تتحكم سراً بمجرى أحداث وتاريخ العالم...أو أخذنا تعريف( الموسوعة الحرة ):عدم تفسير الأمور حسب المعطيات الواقعية والمنطقية المتوفرة أو المستنتجة وتفسيرها على أساس أنها من فعل شخص أو جهة منافسة تبقى دائماً محصورةً بفكرة يحملها معه في كل وقت...وأقر المتحاورون بهذا التعريف عندها نستطيع أن نؤسس للحوار تأسيساً علمياً رصيناً، من يقول بوجود المؤامرة يبين لنا أدلته ،ومن ينفيها عليه أن يأتينا بالدليل ،فعملية التعريف يجب أن تسبق الأدلة ومن ثم نستطيع أن نفتح فضاءاً أرحب للحوار)

          ـ اختلاف الرؤى في الموضوع الواحد لا يفسد في الود قضية و لكل رأيه سواء دعمه بدليل أو بهوى، لكن المشكلة مع من ينكرون المؤامرة لأنهم متأثرون بأساتيذهم الغربيين المتآمرين أنفسهم ثم تراهم ينكرونها أو يستهزئون بمن يقولون بها من إخوانهم أو يُجهِّلونهم، و لذا أوردت العنوان الفرعي "إنكار المؤامرة من المؤامرة" قصدا وعن دراية و وعي، و كل يعمل على شاكلته و لكل وجهة هو موليها.

          ـ (هل المسلمون وحدهم هم الذين يقولون بوجود المؤامرة أم أن الآخرين أيضاً يؤمنون بها ؟
          -
          هل علاقة المسلمين بالآخر هي علاقة صراع دوماً أم أنها قد تكون علاقة حوار و تصالح أو تنافسٍ مثلاً أم أن الآخـــر لا هم له سوى حياكة المكائد و الدسائس ضدنا ؟)

          ـ لا، ليس المسلمون من يقول بالمؤامرة وحدهم، بل كثير من الناس ممن اطلعوا على بعض الوثائق و الكتب و الدراسات المخصصة لها، لكن لكل "مؤامرته" و "متآمروه" طردا و عكسا، و العلاقة بين المسلمين و غيرهم ليست دائما علاقة صراع و حرب و تآمر لكن يجب تحديد هذا "الغير" أو "الآخر"، و الشعار الذي رفع في أواخر الستينيات من القرن الماضي هو " أعرف عدوك " لكن العرب فعلوا كل شيء إلا معرفة عدوهم أو أعدائهم ! بل التبست عليهم الأمور فاتخذوا الأعداء أصدقاء و الإخوان أعداء ! ( إن كلمة "إخوان" هنا جاءت عفويا و إذا بها تحمل دلالات لغوية و سياسية صحيحة، و لله الحمد و المنة !)

          ـ (ماهي الغاية من هذا الحوار هل هي فقط أن نؤكد وجود المؤامرة من عدمه، في حال إثبات عدم وجود المؤامرة فالمسألة محسومة، لكن إذا وجدت هذه المؤامرة فمن واجبنا أن نتحدث عن كيفية التعامل معها وعلينا أن نضع مجموعةً من الخطوات العملية لمواجهتها أو كيفية بناء منظومة (نظام +عناصر) تكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها في مواجهة المؤامرة و التصدي لها و الحيلولة دون تحيق مآربها و هذا هو أهم جوانب الموضوع .
          -
          هناك مقولتان في الفكر العربي (الأولى تقول أننا إذا أردنا أن نتطور فلا تستطيع قوةٌ على وجه الأرض أن تحول دوننا و دون التطور المنشود، والأخرى تقول أننا مستهدفون بمعنى أن هناك حداً معيناً من التطور يسمح لنا به إذا ما تجاوزناه فسوف نضرب بكل الأشكال )وعلى سبيل المثال فنحن أمة المفاعلات الشعرية ولدينا منها ما يكفي العالم ويزيد لكن ماذا عن المفاعلات النووية أو الاستخدام السلمي للطاقة النووية لماذا لايسمح لنا به ،هل حقاً لأننا لن نحسن استخدامها لو امتلكناها هم يقولون ذلك يدعون بأننا سوف نخرب العالم لو امتلكنا الطاقة النووية لكن مفاعل ديمونة في أرض الكيان الصهيوني الغاصب لايشكل أي خطر على العالم حسب زعمهم؟؟)

          ـ الغاية من الحوار هو ما أشرتَ إليه إن تمت قناعة من نوجه إليهم الموضوع حتى يأخذوا حذرهم و يستعدوا لمواجهة المخاطر القادمة و نتائج السابقة بتصحيح الرؤى و "محو آثار العدوان" إن استطعنا، أما المقولات فما أكثرها و ليتنا نأخذ بما نصحنا به القرآن الكريم و الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم، من الإعداد و الاستعداد لكل شر و لكل شرير من أية جهة كان ! أما حجة منع العرب أو المسلمين من امتلاك السلاح النووي هو أن حكام العرب من الجنون و السذاجة و الحمق و السفاهة بحيث لا يستطيعون التحكم في هذا السلاح صناعة و امتلاكا و استعمالا، و صدقوا في هذا كله !

          ـ ( و في معرض النقاش هذا لانستطيع أن نغفل عن الحديث حول ثالوث المؤامرة المدنس (الاستهداف والاستدراج والتشكيك) وهو ما ينبغي أن نؤسس له محوراً من محاور النقاش إذ لابد من تسليط الضوء عليه بشكل موسع:
          الاستهداف: هل نحن مستهدفون فعلاً لماذا؟ (ديننا – نفطنا – موقعنا- وجود الكيان الصهيوني الغاصب على أرضنا ...).
          الاستدراج :بمعنى أن هناك كميناً نصب لنا لنقع فيه؟
          التشــــكيك:ويعني عدم ثقتنا بالآخر ،واعتقادنا دوماً بأن وراء الأكمة ما وراءها.

          ـ هذه فكرة ممتازة ليتك تبادر، أستاذنا المبجل، باقتراحها و سنكون ممنونين لك، أما ثالوث المؤامرة المدنس أو القذر فهم الصهاينة و الصليبيون و الملحدون الحاقدون على المسلمين و على الإسلام ذاته.

          ـ (أعتقد أن أخي الكريم الأستاذ حسين ليشوري لا يقيم أي وزنٍ لأحفاد القردة و الخنازير و لا للصهيونية العالمية أو الماسونية و لذلك لم يضع لها محوراًً ضمن النقاط التي بينها للمؤامرة في العصر الحديث في حين أن اليهود هم رأس الشر في العالم كله و هم وراء كل الشرور(وعد بلفور و النكبة و النكسة و العدوان المتكرر على البلاد العربية)

          ـ لقد أخطأ ظنك، أستاذي الفاضل، لأنني أقيم لمن ذكرت وزنا كبيرا و أرى أنهم هم أسباب خراب العالم كله و ليس التآمر على المسلمين فقط، وما إسقاط الخلافة الإسلامية إلا واحدة من مؤامراتهم الدنيئة، وعندي من الكتب و الدراسات بأقلام أمركية و أوروبية ما يثبت شرهم و مكرهم و خبثهم، أما الكتب و الدراسات التي كتبها المسلمون فحدث و لا حرج، هذا من جهة، و من جهة أخرى، أرى أن "القردة" و "الخنازير" الذين كانوا في غابر الدهر و المذكورون في القرآن الكريم لم يتناسلوا و قد أفناهم الله عن بكرة أبيهم، لكن الموجودين اليوم من سلالات اليهود و الصليبيين هم أشرس و أفتك من أولئك البعداء!

          ـ (هل القول بالمؤامرة يتعارض مع التفكير العلمي السليم ؟ أم أن مشكلتنا اليوم تتجلى في أننا جعلنا من المؤامرة مشجباً نعلق عليه جهلنا و عجزنا و تخاذلنا و هواننا وتخلفنا و ضعفنا و كل ذلك عندنا، فالخطر كل الخطر في اعتماد نظرية المؤامرة كمنطقٍ تبريري لتفسير الأحداث ، لماذا تم احتلال العراق وكيف ؟ يا أخي هذه مؤامرة إمبريالية كبرى، و نعفي أنفسنا من كل شيء...نعم فالإجابة على أسئلةٍ من قبيل متى و كيف و لماذا و أين مرهقة و ربما تدفعنا إلى مواجهة حقائق نحن بمندوحةٍ عن الحديث عنها، وعلى الرغم من قناعتي المطلقة بأنني استطردت كثيراً لكن اسمحوا لي أن أنقل هذا المقطع عن كتاب أحجار على رقعة الشطرنج وهو جزء من الخاتمة التي كتبها الناشر
          المؤامرة لم تتوقّف لحظة:
          من الجليّ أنّ معظم المخططات المذكورة أعلاه قد حدث في نصف القرن الماضي!
          وحتّى الآن ما زلنا نرى مراحل المؤامرة تترى، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من غزو أفغانستان والعراق!
          ولنرَ بعض الأصابع الخفية في غزو العراق:
          كتب (عبد العزيز آل محمود) رئيس تحرير (الجزيرة نت):
          "هاجمت وسائل الإعلام المستقلة كلا من إدارة الرئيس (بوش) ورئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) بسبب الكذب الذي استخدم لتبرير الحرب على العراق، وخصوصا الادعاءات بخصوص امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل التي قيل إن الرئيس العراقي السابق يستطيع أن ينشرها خلال خمسة وأربعين دقيقة من إصدار أوامره، ولم تجد قوات الاحتلال أيا من تلك الأسلحة المزعومة أو حتى وسائل إنتاجها!
          لقد خرجت تلك الأكاذيب من خلية أنشأها اليهود في وسط الإدارة الاميركية، أسموها مكتب المخططات الخاصة، هذا المكتب يديره (إبرام شالسكي) بعدد لا يتعدى العشرين شخصا من اليهود الصهاينة، الذين يجمعون كل المعلومات ثم يحللونها، ويضيفون عليها ما يريدون من معلومات أو يشوهونها، ثم توضع على مكاتب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية وإدارة الأمن القوميّ.. وما قضية شراء العراق لليورانيوم من أفريقيا التي رددها بوش ووزير دفاعه رامسفيلد ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والتي بسببها استقال رئيس المخابرات الاميركية، سوى لعبة من ألاعيب ذلك المكتب.
          نشرت صحيفةthe nation الأمريكية مقالا للكاتب روبرت درايفوس، ذكر فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون قد انشأ مكتبا موازيا لمكتب المخططات الخاصة الأمريكي، وعلى اتصال مباشر به.. وقد نقل الكاتب عن سفير أمريكي سابق على صلة وثيقة بالمخابرات الاميركية، قوله إن هناك معلومات تصل عن طريق المعارضة العراقية فيالخارج، من ضمنها المجلس الوطني العراقي الذي يرأسه احمد جلبي، الذي أكد للأمريكيين إن الشعب العراقي سيرحب بهم ترحيب المحررين وبأيد مفتوحة!!.. وبسبب اقتناع وزير الدفاع الأمريكي بما قاله الجلبي، خالف قادته العسكريين الذين كانوا يشكّون فيما يقوله ذلك المعارض، ولهذا السبب طلب القادة العسكريين المزيد من القوات لحفظ الأمن في المدن العراقية، لان أعداد العسكريون الأمريكيين لم تكن كافية!
          ومن ضمن المعلومات المغلوطة التي تصل إلى مكتب المخططات الخاصة، تلك التي يرسلها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، الذي كان يدبلج تقارير مكتوبة باللغة الإنكليزية إلى شالسكي مباشرة.. وإحدى تلك الرسائل كانت تتهم العراق بمحاولة الحصول على اليورانيوم من النيجر.
          بدأت أعين بعض المراقبين الغربيين تتفتح على معرفة كمية الكذب التي كانت تصل إلى رؤسائهم.. هذا الكذب الذي يصل مباشرة من إسرائيل أو يحرّف من قبل جماعة شالسكي.. وحتى المناصرين للمشروع الصهيوني بدأوا يتخوفون من سيطرة اليهود على مفاصل صناعة القرار في بيوت الحكم الاميركية والأوروبية.. وقد يكون هناك من بدأ يكتب منتقدا تصرف اليهود وسوء أخلاقهم، كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق ترومان الذي دعمهمبكل ما يملك، ثم أساؤوا معاملته بطريقة فجة وقحة.. وقد يكتشف بوش وبلير أنهما كانا أحجارا على رقعة شطرنج يحركهما يهودي لا يتمنى لهما ولا لشعبيهما ولا للعالم الخير!)

          ـ نعم، هذا غيض من فيض و لا يزال الكثير الكثير مما خفي و يُخفى ستظهره الأيام و ... الشجعان من بني البشر و ليس المسلمين بالضرورة و القول بالمؤامرة هو التفكير العلمي السليم و العليم و الحكيم و مسؤوليتنا لا ترفع بالاعتراف بها بل يجب علينا أخذ الأسباب و الوسائل لمجابهتها و مجاهدتها حتى النصر أو الاستشهاد !

          و آخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
          و بالله التوفيق،،،" اهـ.

          ـ أشكر لك، أستاذي الفاضل، مساهمتك الطيبة و أدعو الله لك بأن يجيزك خيرا عني أولا و عن إخواني ثانيا و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي، فما أحوجنا إليه هنا في الملتقى قبل غيره من الأماكن.

          تحيتي و مودتي و تقديري.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #35
            الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.

            أما بعد : أرحب بالأستاذين الكريمين اللذين التحقا بنا لمناقشة هذا الموضوع الخطير : الأستاذ المبجل محمد جابري و الأخ الفاضل محمد برجيس، كما أجدد ترحيبي بالدكاترة، أساتذتي، الدكتور وسام البكري و الدكتور رشيد كهوس و الدكتور عبد الرحمن السليمان و الدكتور المهندس عبد الحميد مظهر و الأستاذ منذر أبو هواش و الأستاذ محمد فهمي يوسف و الأستاذة الفاضلة ربيعة الإبراهيمي و أستاذنا الفاضل فريد محمد المقداد و أخي مصطفى شرقاوي، كما أرحب بالإخوة و الأخوات الكرام الذين زاروا الموضوع و لم يشاركوا فيه أو تابعوه من وراء حجاب استحياء أو استغناء أو استهجانا، و لكل وجهة هو موليها و إن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية كما يقال.

            أما بعد : إن الأحداث التي جرت و تجري في تونس الخضراء و مصر الكنانة و في كثير من الدول العربية قد أخذت مني ما بحوزتي من وقت كنت أود تخصيصه لمتابعة البحث و مواصلة النقاش في "المؤامرة" و " المتآمرين" بيد أن تلك الأحداث قد أغنتني بأحداثها العملية عن كثير مما كنت أود قوله "نظريا" (؟!) و لعلها ستجعل من لا يؤمن بالمؤامرة يقتنع ألا شيء يحدث بعيدا عنها أو بدونها و لاسيما بعدما تنقشع سحب الغموض التي تغشى الأحداث و مآلاتها، إذ لا أحد يدري إلى ماذا ستنتهي في المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد و هو ما يهمنا بالذات.

            إن من يظن أن ما يحدث و سيحدث في المنطقة العربية بأنظمتها كلها، الجمهورية أو الملكية أو الجماهيرية، بعيد عن ألاعيب الأجهزة المختصة في عواصم الدول الغربية و الشرقية المعادية و المتربصة فهو واهم أو مُغرَّر به، و أنا أرى أن ما يحدث و سيحدث في المنطقة إنما هو فصل جديد من فصول مشروع إسرائيل الكبرى التي يحلم بها بنو صهيون منذ ما يناهز القرنين ؛ و بعيدا عن الحيثيات و التفاصيل و الجزئيات التي ستشغل بال المحللين و المفكرين و السياسيين و غيرهم ممن يهتمون بالأحداث اليومية و تلهيهم منفصلة عن كلياتها و أهدافها البعيدة يمكنني أن أزعم أن المنطقة العربية ستشهد تغييرات كبيرة و خطيرة ظاهرها يسُرُّ و باطنها يضُرُّ و بعد الانتهاء من الأنظمة "الجمهورية" سيأتي دور الأنظمة الملكية فتبدأ المطالبة بدساتير جديدة تدعو إلى النظام البرلماني حيث يملك الملك و لا يحكم كما هو الشأن في الأنظمة الملكية الأوروبية.
            هذه رؤية استشفافية للمستقبل من خلال ما يحدث اليوم في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه و هذا المستقبل بالذات سيصدق مزاعمي هذه أو يكذبها و إني لأتمنى أن يكذبها و ألا يصدقها.

            سأحاول في الأيام القليلة المقبلة، إن شاء الله تعالى، استئناف الحديث عن المؤامرة الذي بدأنا فيه منذ أيام و شغلتنا عنه الأحداث الكثيرة و الخطيرة و السريعة، فإلى اللقاء القريب و دمتم جميعا في رعاية الله و حفظه.
            أخوكم حسين.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #36
              الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

              [align=justify]أما بعد : إن ما تمر به الأمة العربية من محن و شدائد و دسائس هو من المكروه حتما و إن نظر بعض الناس ممن ليس لهم بصيرة بالسياسة الدولية و المآمرة الصهيونية إلى الأحداث الجارية اليوم و منذ بضعة أشهر بعين الإعجاب و التفاؤل و الأمل في غد جميل يصنعه لهم الأعداء و الخصوم و الحاسدون الناقمون الحاقدون على الأمة و دينها و لغتها و أرضها، و هذا لا يعني أنني راضٍ بالأنظمة العربية الفاسدة و المفسدة و أرى ضرورة تغييرها لكن بأيدينا و ليس بأيدي الأعداء و الخصوم.
              إن ما يجري، و سيجري، في الأمة العربية من أحداث جسام تغير مسار التاريخ العربي و مساقه يدخل مباشرة في موضوع المؤامرة الذي بدأناه منذ فترة و قد شغلت عنه ببعض الأمور الشخصية و العائلية الكثيرة لكن ما شغلني أكثر هو متابعة حيثيات "الثورات" الشعبية المزعومة منذ بدايتها، و هذه أحداث ليبيا و الهجمة العالمية الشرسة عليها دليل آخر على المؤامرة القبيحة التي تتعرض لها الأمة العربية.
              و مواصلة للحديث أنقل نصا وجدته خلال بحثي في الشبكة العنكبية منذ أكثر من شهر غير أنني لم أنقله إلى هنا إلا اليوم فقط عساه يفيد القراء فنستأنف الحديث في الموضوع الخطير الذي بدأنها، و أعتذر إلى القراء عن "الصمت" الرهيب النسبي الذي فرضته على نفسي فلم أشارك في أي موضوع إلا خلسة و بسرعة.


              *******
              دراسات مرتجلة (2) المؤامرة بين النظرية و الواقع
              علي آل شفاف
              الحوار المتمدن - العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14
              المحور: مواضيع وابحاث سياسية

              "المؤامرة" في اللغة العربية تعني المشاورة, والهم بفعل ما, أو بشخص ما, أو بشئ ما. وتوحي صياغة "التآمر" على وزن "التفاعل", بتبادل الأمر أو الأوامر. حيث يذكر الجوهري في "الصحاح في اللغة", عند الفعل "أمر" ما يلي:
              "وآمَرْتُهُ في أمري مؤامرةً، إذا شاورته . . . ويقال: ائْتَمَروا به، إذا هَمُّوا به وتشاوَروا فيه. والائْتِمارُ والاستئْمارُ: المشاورة. وكذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلْ . . . ورجلٌ إمَّرٌ وإمَّرَةٌ، أي ضعيف الرأي يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ وإمَّعَةٍ".
              فيما نجد أن المؤامرة في اللغة الإنكليزية أصلها لاتيني, حيث أن كلمة "conspiracy" هي في الأصل "conspirare" اللاتينية التي تعني "to breathe together" أي (الهمس مع بعض) وهو قريب من معنى "التشاور" في اللغة العربية.

              أما تعريف "المؤامرة" المعاصر فهو: "الحالة التي يوافق فيها شخصين أو أكثر على إنجاز عمل غير قانوني أو لا أخلاقي".

              وأما قانونيا فـ (المؤامرة) هي: إتفاقية بين طرفين أو أكثر على خطة محددة لتنفيذ غرض غير قانوني أو لتنفيذ غرض قانوني بوسائل غير قانونية. ولا تعتبر "السرية" (عنصرا ضروريا) لهذه الجريمة على الرغم من شيوعها.

              فيما يُعَرّف معجم "وبستر" ("Webster s") المؤامرة على أنها: "تجمع من الناس, يعمل بسرية, لغرض شرير أو لا قانوني".

              من هنا يتضح أن "المؤامرة" ـ في حد ذاتها ـ هي أمر راجح خلف الكثير من الأحداث التي تجري بتسلسل غير منطقي, أو خلف تكرار الأخطاء بصورة غير معقولة, إذا ما أخذنا الطبيعة "الحيوانية" الجامحة للسيطرة والقوة والغلبة, التي يشترك بها الإنسان مع الحيوان ـ أي ما يسمى بـ "شريعة الغاب". إلا أنها مشذبة ومهذبة لدى الإنسان بطبائع أخرى, ينفرد بها الإنسان عن الحيوان, وبالمبادئ والقوانين الدينية والوضعية.

              والآن وقبل أن نبدأ بتعريف ووصف ومناقشة "نظرية المؤامرة" لابد لنا أن نلاحظ أن هناك طريقتين أساسيتين في رؤيتنا للتأريخ هما:

              أولا: الرؤية العَرَضية (the accidental view of history).
              وفيها تحدث الأحداث التأريخية ـ الإنسانية طبعا! ـ عرضا (بالصدفة) وبدون سبب واضح وليس للقوى المسيطرة (الحكام مثلا) أي قدرة على التدخل فيها.

              ثانيا: الرؤية التآمرية (the conspiratorial view of history)
              وفيها تحدث الأحداث التأريخية بتدبير مسبق ولأسباب لا تُكشَف ـ عادة ـ للعامة, ولكنها معروفة لذوي السلطة (الحكام) في ذلك الزمان.
              وأصحاب هذه الرؤية هم الذين يفكرون أو يعملون على أساس "نظرية المؤامرة".

              فما هي "نظرية المؤامرة":

              نظرية المؤامرة: هي الإعتقاد بأن الأحداث التأريخية أو الحالية هي نتيجة لتدبير من قبل
              قوى خفية أو مؤامرات.

              وهذا ـ بحد ذاته ـ تعريف لها كرؤية معرفية للتأريخ. وهي رؤية واقعية ـ في كثير من الأحيان ـ على عكس المعنى العرفي التهكمي الشائع لهذا المصطلح, الذي يعتبر أصحابه أن:
              "نظرية المؤامرة" (Conspiracy Theory) هي مصطلح (عرفي) يشير إلى نظريات غير تقليدية (unconventional) حول الأحداث الجارية أو التأريخية, ويتضمن ـ هذا المصطلح ـ الدلالة على أن هذه النظريات لا أساس لها من الصحة (unfounded), وغير مألوفة (outlandish), ولا عقلية (irrational). أو ـ بطريقة ما ـ لا تعتبر ذات جدية عالية.
              وعليه يستخدم هذا الإصطلاح ليشير إلى أحداث لا تترافق ـ فعلا ـ مع "مؤامرة" حقيقية, بالمعنى القانوني لها.
              فـ "نظرية المؤامرة" (عند هذا الفريق) هي ـ وببساطة ـ إدعاء بحصول عمل (أو مخطط) سري إعتمادا على دليل ركيك أو غير متين. لذلك فهي تعبير يستخدم في اللغة (السياسية أو الفكرية) الدارجة للسخرية والدلالة على أن ادعاء المتكلم خاطئ أو بعيد الإحتمال أو لا دليل عليه.

              فالمعارضون لهذه النظرية ـ بالمعنى العرفي أعلاه ـ أو المقللون من شأنها يتهمونها بأنها:
              1. ليست مستندة إلى أدلة كافية.
              2. مركبة بطريقة معقدة وغير محتملة, أي لا يمكن إخراجها إلى الواقع.
              فيجيبهم المدافعون عنها بأن:
              1. أصحاب القوة (المتآمرون) يخفون ويدمرون أو يعتمون على الأدلة.
              2. المشككين (في آرائهم) ذوي عقليات منغلقة.
              3. المشككين قد يكونوا مسيسين ومنتفعين كثيرا من الوضع القائم (الناشئ عن المؤامرة!).

              في الحقيقة إن من مبررات التفكير بوجود مؤامرة ما, هو إنعدام التسلسل المنطقي لجريان أحداث ما, أو توالي جريان أحداث متعددة بطريقة خاطئة؛ أو غير معقولة. وتكرار جريانها وتركيبها بصورة معقدة, تعدم احتمال الصدفة في حدوثها. فمثلا:

              إذا كان هناك مخططا لأحداث جسيمة ومؤلمة, فإن الأشخاص الذين سيعانون من جراء تأثير هذه الأحداث, سيعملون على منع ظهورها أو حدوثها, إذا ما علموا بها. والشعوب ـ عادة ـ تتوقع أن الحكومات هي التي تحميها من مثل هكذا أحداث كارثية ومؤلمة.
              لكن إذا ما استمر ظهور هذه الأحداث, بعد أن توقع الناس من مسؤولي الحكومة منعها. فهذا يعني أن هؤلاء المسؤولين فشلوا في أداء الواجبات الموكلة إليهم, وليس هناك إلا تفسيرين لأسباب فشلهم. وهما:
              1. أن الأحداث قهرتهم وسحقتهم ولم يكن منعها ممكنا, أو
              2. أن الأحداث قد سمح لها بالحدوث أو الظهور لأن المسؤولين أرادوا لها الحدوث.
              فلو أخذنا الوضع في العراق نموذجا, لوجدنا حقا! ليس هناك تفسير لما يجري من أحداث مؤلمة, سوى أحد هذين الأمرين. وهما:
              إما (القصور و أو التقصير) وإما "المؤامرة".

              وحسب اعتقادي(!) فإن كلا الأمرين ممكنا ـ بل راجحا ـ لدى واحد من العناصر المتحكمة في مجريات الواقع العراقي, أو أكثر.
              وقد ينطبق أحد الأمرين على أحد العناصر, وينطبق الأمر الآخر على العنصر الآخر؛ وقد يجتمع الأمران في عنصر واحد.
              ولكي نفكك هذه (الطلسمات) علينا معرفة العناصر (أو القوى) المؤثرة في الوضع العراقي, وأهدافها ووسائلها ومصالحها, ومبادئها ـ إن وجدت.

              ينقل عن أحد الرؤساء الأمريكان، وهو "فرانكلين روزفلت" الذي عاصر الكثير من الأحداث التأريخية، والكثير من النظم السياسية، قوله: "في السياسة، ليس هناك ما يحدث صدفة. وإن حدث، فقد خطط له أن يحدث بهذه الطريقة". أي خطط له أن يحدث وكأنه صدفة.

              إن الغرض الأساسي للمؤامرة هو الحصول على "القوة". ولابد لضمائر وأخلاق أولئك الذين يسعون للحصول عليها من أن تفسد وتنحرف, نتيجة لسعيهم هذا. لأنهم ستكون لديهم الرغبة والنية في توهين البنى السياسية والإقتصادية والإجتماعية لبلد ما, عن طريق القتل والتدمير والتخريب. ومن ثم تفجير الثورات والحروب, لكي يشبعوا رغبتهم وجشعهم للحصول على قوة أكثر.
              وهذه الطبيعة الإفسادية (للسعي لامتلاك القوة), هي التي تفسر لنا لماذا لا يستطيع الفرد ذو الفكر الأخلاقي, والضمير الحي الذي لا يرغب بالإستقواء على الآخرين, ولا يفهم الرغبة لهذا الإستقواء, أن يعي ويتفهم رغبة هؤلاء الساعين وراء القوة في صنع المأساة الإنسانية من خلال الحروب والثورات.

              حقيقة! من الصعب على الإنسان العادي تفهم الدوافع وراء سعي هؤلاء لامتلاك "القوة" ولو بالقتل والتدمير والإبادة . . وهذا الأمر موكول إلى علم النفس السياسي ـ ربما.

              إذا فلا بد لنا من التمييز بين "المؤامرة" كواقع, و"نظرية المؤامرة" كمصطلح. وبطريقة أخرى, لابد لنا من التمييز بين "نظرية المؤامرة" كمصطلح (عرفي سياسي), يتضمن السخرية والإستخفاف, و"نظرية المؤامرة" كدراسة معرفية لإمكان حصول "مؤامرة" خلف أحداث معينة.

              (*) تمت الإستعانة ببعض المقالات باللغة الإنكليزية.

              [/align]


              ********
              أما بعد : إن النقل الأمين، الحرفي و الكلي، لهذا الموضوع لا يعني أنني موافق على ما جاء فيه كلية، لكنني نقلته حتى نناقشه فنقبل منه ما يوافق رؤيتنا و نرفض منه ما يخالفها، و لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • ربيعة الابراهيمي
                أديب وكاتب
                • 27-10-2008
                • 313

                #37
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                إن ما تقوله استاذي العزيز حسين هو عين العقل .فالناظر الى تداعيات الأحداث الىن بعين البصيرة لا بعين البصر .يدرك تماما أن ما حيك لامتنا يستدعي الخوف والقلق .
                قد يكون في ظاهر هذه الثورات الخير خصوصا بسقوط رؤوس الدكتاتورية العربية .
                إلا ان باطن هذه الثورات يخفي الكثير ويقلق حتى وان كان بحسن نية من ثاروا لكنهم لا يدركون ما يخبا لهم وما سيحدث تحت غطاء ثوراتهم دون علمهم .فالصائدون في الماء العكر كثر وهم يستغلون مشاعر الشعوب ومطالبها في توجيه الاحداث وفرمطتها حسب مخططاتهم ومصالحهم ونحن دائما في غفلة من أمرنا لأننا ننظر بمنظار سطحي غير عميق للامور .
                بينما هم يستغلون كل شاردة وواردة لصالح مطامعهم .
                وأنا من وجهة نظري البسيطة والعميقة وان لم اكن املك من العلم ما تملكون ألا انني ارى أن مخطط بني صهيون قد بدا ينفذ لتحقيق طموحهم في انشاء امبراطورية صهيونية يهودية من المشرق الى المغرب .
                هذا الطموح الذي يعملون من اجله ليل نهار ولا يكلون او يملون .
                ولكن السؤال المهم عندي كيف يمكننا التصدي لهذا الأمر ونخيب ظنهم ومسعاهم .؟
                لنحافظ على بلادنا العربية وعلى استقرارها وأمنها ؟

                أحلق عاليا كطائر حر يأبى الأسرفي أيدي البشر

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيعة الابراهيمي مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  إن ما تقوله استاذي العزيز حسين هو عين العقل .فالناظر الى تداعيات الأحداث الىن بعين البصيرة لا بعين البصر .يدرك تماما أن ما حيك لامتنا يستدعي الخوف والقلق .
                  قد يكون في ظاهر هذه الثورات الخير خصوصا بسقوط رؤوس الدكتاتورية العربية .
                  إلا ان باطن هذه الثورات يخفي الكثير ويقلق حتى وان كان بحسن نية من ثاروا لكنهم لا يدركون ما يخبا لهم وما سيحدث تحت غطاء ثوراتهم دون علمهم .فالصائدون في الماء العكر كثر وهم يستغلون مشاعر الشعوب ومطالبها في توجيه الاحداث وفرمطتها حسب مخططاتهم ومصالحهم ونحن دائما في غفلة من أمرنا لأننا ننظر بمنظار سطحي غير عميق للامور .
                  بينما هم يستغلون كل شاردة وواردة لصالح مطامعهم .
                  وأنا من وجهة نظري البسيطة والعميقة وان لم اكن املك من العلم ما تملكون ألا انني ارى أن مخطط بني صهيون قد بدا ينفذ لتحقيق طموحهم في انشاء امبراطورية صهيونية يهودية من المشرق الى المغرب .
                  هذا الطموح الذي يعملون من اجله ليل نهار ولا يكلون او يملون .
                  ولكن السؤال المهم عندي كيف يمكننا التصدي لهذا الأمر ونخيب ظنهم ومسعاهم .؟
                  لنحافظ على بلادنا العربية وعلى استقرارها وأمنها ؟
                  و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته.
                  أهلا بك أختي الفاضلة ربيعة، ابنة مدينة الجسور المعلقة العزيزة على قلبي
                  لأنها مدينة أستاذنا الجليل، إمام النهضة الإسلامية في الجزائر،
                  أستاذنا العلامة عبد الحميد بن باديس عليه من الله الرحمة و الرضوان !
                  أعتذر إليك، أختي الفاضلة، عن التأخر في شكرك على مشاركتك الطيبة هذه و التعليق عليها بما يليق !
                  إن المؤامرة على الإسلام و المسلمين حقيقة تاريخية و لا يشك في هذا إلا جاهل بحقائق التاريخ أو متردد لا يقين عنده متأثر بأعداء القول بالمؤامرة أو متآمر عميل هو نفسه أداة من أدوات المؤامرة الخبيثة ! هذه قناعتي و عقيدتي أحبَّ من أحبَّ و كره من كره و لا يهمني إن سخط الناس أم رضوا !
                  أما عما يجري في البلاد العربية منذ ديسمبر الماضي، و قبله حتما، يدخل في نظري في المخطط الرهيب الذي يسعى أعداء الأمة العربية (الإسلامية) إلى تنفيذه و تحقيقه في الواقع، و أرى أن "الثورات" الشعبية الحالية في الوطن العربي هي انقلابات عسكرية مبيتة اتخذت صور الثورات الشعبية العفوية و التلقائية و لي على هذا أدلة كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها !
                  أما كيف يمكن التصدي لمكر الأعداء هو، في مستوى الأفراد، أن نكون مسلمين حقيقة و ليس ادعاء فنُفوِّت على الماكرين مكرهم في أنفسنا نحن و في أسرنا ثم لكل حدث حديث، و لله الأمر من قبل و من بعد !
                  أكرر لك، أختي الكريمة، اعتذاري عن التأخر في شكرك و التعليق على مشاركتك الطيبة.
                  و لك من البُليدة أخلص تحية و أصدق أمنية.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #39

                    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

                    ثم أما بعد، لعلها كانت لحظة من نور تلك التي جعلتني أكتب ما كتبت عام 2011 قُبَيْلَ انطلاق "الثورات العربية العفوية والتلقائية" المزعومة، أو أثناءَها، مقالتي، أو اقتراحي، عن المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية وهذه الأحداث تترى منذ ذلك التاريخ لتؤكد وليس لتثبت المؤامرة على الأمة أو تناقشها، فحتى المؤتمرات العربية ما هي إلا صورة من صور التآمر فما اشتق اسم المؤتمر إلا من المؤامرة، إذن فالمؤتمرات العربية ما هي إلا تعبير في وضح النهار على التآمر المبيت في ظلمة الليل.
                    والحديث قبل ذلك وبعده ذو شجون وأشجان، أو ذو تشعبات وأحزان، ويحتاج منا إلى لحظة وعي تنبه الوسنان وتوقظ النومان.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #40

                      الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
                      ثم أما بعد، من عجائب الدهر في العرب أن كثيرا من مثقَّفيهم (؟!!!) لا يزالون ينعِتون المؤامرة على الأمة بـ "النظرية" أو "عقدة المؤامرة" وهم يشاهدون المآسي والمخازي التي تحدث في الأمة على المباشر وفي وقت بثها حدوثها نفسه وكأنهم مسلوبو العقل أو مخدَّروه وتراهم يعللون ما يجري ويحللون ما يحدث "أكاديميا" و"علميا" و"فلسفيا" وكأن ما يجري إنما يجري عفويا دون تخطيط وتدبير ومكر بالليل والنهار أو كأنه حدث (accident) غير مدبر، فيا للعجب للعرب من شرٍّ ليس قد اقترب فقط بل من شرٍّ أكثرَ العطب في العرب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #41

                        الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن تبصرة وهدى للمؤمنين، الحمد لله.
                        ثم أما بعد، من دهاء إبليس اللعين أنه أقنع أتباعه أنه غير موجود وجعلهم ينكرون وجوده ويضحكون على من يؤمن به وبتأثيره في الناس وكذلك المتآمرون على الأمة الإسلامية أقنعوا "المثقفين" المسلمين عموما والعرب خصوصا وجعلوهم ينكرون المآمرة على الأمة ويسخرون من الذين يؤمنون بها ويرمونهم بكل نقص وبقلة العلم وكثرة الوهم.
                        والسؤال الآن هو: هل الذين ينكرون المآمرة مثل الذين ينكرون وجود إبليس؟ نعم، هم كذلك في البلاء أسوياء وفي الغباء قرناء.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        يعمل...
                        X