بئر النسيان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مريم محمود العلي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 594

    بئر النسيان

    صحوة للنفس جعلت المخيلة تعود إلى تلك الأيام التي عدوت فيها مسرعة
    نحو جملة من الأحلام التي كانت بعيدة وصعبة المنال .
    تشتت العمر على أبواب الطموح المنشود .
    أنشدت للروح كل ما ترغبه ..وسافرت بها إلى كل العوالم التي تتمناها .
    نسيت التمتع برغبات النفس التي بدأ تصحو وتتهمني بدفنها وهي حية .
    وكل محاولات التمرد التي تلبستها في لحظات حاولت أن تسرقها من الزمن الذي وهبته للروح فشلت .
    بسبب قيود الكبت التي كبلتها بها .
    تخطت مراحل عديدة ولم تحقق أي أمنية لها في الحياة .
    كانت تتوسل إلي أن أفك قيودها لفترة وجيزة لكني كنت أخاف أن تتمتع بالحرية فلا تعود إلي .
    إلى أن أتى يوم اشتدت وطأة الرغبة في جوانحها واستعرت نيران الانفعالات بها
    حطمت القيود وولت هاربة مني .
    كنت ألحق بها بقوة فلا أدركها .
    هتفت بي : دعيني وشأني .
    صرخت : لا لا أنت مني .
    قالت : لا لو كنت منك ما فعلت بي كل هذا .
    - أنا أرحمك وأرحم ذاتي من جنونك .
    . إذن دعيني أنال نصيبي من الحب والحياة كما فعلت مع الروح .
    - الروح مكانها علوي ..وأنت مكانك سفلي .
    . لماذا ؟؟؟
    - لست أدري .
    . بل تدرين .
    - كيف ؟؟؟؟؟؟؟
    . أنت تخافين أن تتعايشي مع الواقع .
    - أي واقع هذا ...واقع الماديات .. واقع الخيانات ...واقع الإنهزامات .
    . مهما كان لا بد من تحقيق رغباتي .
    . رغباتك مجنونة .
    . بل معقولة... لكنك تقتلينها ...وتغتالين كل مشاعري في سبيل أن تظلي محلقة بالروح الهائمة حيث تشائين فأنت لك عوالم خاصة بك لكنك ستكتشفين بالنهاية أنك ضيعت على ذاتك أجمل لحظات العمر .
    - قفي لا أريد أن أعدو وراءك .
    . هل تحققين رغباتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    - أفعل .
    وما إن أمسكت بها حتى وضعتها في زنزانة الكبت وأقفلت عليها كل أبوب القهر والحرمان .
    ورميت المفاتيح كلها في بئر النسيان
    التعديل الأخير تم بواسطة رشيدة فقري; الساعة 01-03-2008, 20:57.
  • غفران طحّان
    عضو الملتقى
    • 25-01-2008
    • 112

    #2
    رائع حقّاً
    تلك الناجاة الصادقة تركتني صامتة للحظات
    وكأنّك هنا تتحدّثين عنّي
    غاليتي مريم
    تمتلكين كلّ مفاتيح الجمال في القصّة القصيرة
    دمت مبدعة

    تعليق

    • علاء الدين حسو
      عضو الملتقى
      • 08-12-2007
      • 124

      #3
      قاتل هذا الصراع ، بين الروح والجسد
      لوحة اخرى جميلة من سلسلة قصص تعبر الاديبة عن هذا الصراع
      وان كان في قصتها حرائق تحاول اظهار هذا الصراع وتنبهنا اليه انه اشد من حرائق المادة الا انه كان قويا ومباشرا في النص وكانه يعلن الاستسلام الذي رفضه عنترة في قصة عودة عنتر ..

      دمت القا سيدتي
      مودتي

      تعليق

      • مريم محمود العلي
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 594

        #4
        [align=center]غفران طحان
        أشكرك من كل قلبي على مرورك الجميل
        نعم يا أختاه مايعتمل بداخلنا يتشابه
        كل الحب لك
        تحياتي
        [/align]

        تعليق

        • سماح شيط
          عضو الملتقى
          • 29-02-2008
          • 31

          #5
          الاخت الجميلة مريم
          نصك حلق بي في عوالم علوية جميلة ...وفي نهايته أذهلني .لكن ذهول المستنكر ....
          فالنفس يا عزيزتي كالطفل ان شب على حب الرضاع لم ينفطم ...وما اعنيه هنا هو ان الالتزام يختلف عن الكبت .فعندما نربيها على الالتزام الصحيح فنحن نسمو بها ونجدها الى جانبنا في المواقف التي نحتاجها بها واما ان كبتناها فنحن نربي ماردا سيتغلب علينا يوما ما وان تركناها على هواها كانت اسوأ عدو يمكن أن نواجهه
          ونصك ركز على فكرة الكبت وأظهرها بشكل جميل جدا
          سلمت أناملك
          وتقبلي فائق احترامي وتقديري
          [color=#FF1493][size=4]إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم [/size][/color]:emot66:

          تعليق

          • الحاج بونيف
            عضو الملتقى
            • 29-02-2008
            • 139

            #6
            أختي الفضلى/ مريم محمود العلي
            السلام عليكم ورحمة الله
            نص حواري جميل وهادف.. أسلوب مشوق،
            خالص المودة والتقدير والاحترام.

            تعليق

            • رشيدة فقري
              عضو الملتقى
              • 04-06-2007
              • 2489

              #7
              اختي الحبيبة مريم محمود العلي
              ابدعت ايما ابداع في وصف الصراع الابدي
              بين الجسد والروح والنفس
              واشد على يدك بحرارة
              لانك وضعت اصبعك على مواطن الضعف فينا
              واستطعت كبح جماع النفس الامارة بالسوء
              اما لغتك السردية فانها جميلة
              والصور توالت مسترسلة في دعة
              تنم عن تمكن وتميز
              لك محبتي وتقديري
              اختك رشيدة فقري
              [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

              [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
              عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
              وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
              وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
              وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
              [align=center]
              [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
              [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

              [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

              تعليق

              • مريم محمود العلي
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 594

                #8
                [align=center]الاستاذ علاء الدين حسو
                نعم هو صراع قاتل كما قلت
                أشكرك من كل قلبي على قراءتك الجميلة
                تحياتي
                [/align]

                تعليق

                • منى كمال
                  أديب وكاتب
                  • 22-06-2007
                  • 1829

                  #9
                  الاخت الاديبة مريم العلى قصة جميلة ثرية بالمفردات الحية

                  كما ان صياغتك للفكرة رائعة النفس وحبسها والبعد بها عن مالا نرضاه لها

                  اعجبتنى النهاية جدا

                  كما اعجبنى رد الاخت سماح ونظرتها لنرويض النفس وتهذيبها

                  فى النهاية استمتعت هنا حقا

                  دمتى مبدعة اختاه

                  منى كمال

                  مدونتى

                  تعليق

                  • ثروت الخرباوي
                    أديب وقانوني
                    • 16-05-2007
                    • 865

                    #10
                    قصة تدور في خبيئة النفس البشرية استطاعت الأديبة القديرة مريم العلي التعبير عنها بلغة حوارية رائعة وبأسلوب أخاذ .. هذا هو الصراع الذي يدور دوما في نفوسنا حيث وضع الله سبحانه وتعالى في ذاتنا التقوى والفجور ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )

                    تعليق

                    • مريم محمود العلي
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 594

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سماح شيط مشاهدة المشاركة
                      الاخت الجميلة مريم
                      نصك حلق بي في عوالم علوية جميلة ...وفي نهايته أذهلني .لكن ذهول المستنكر ....
                      فالنفس يا عزيزتي كالطفل ان شب على حب الرضاع لم ينفطم ...وما اعنيه هنا هو ان الالتزام يختلف عن الكبت .فعندما نربيها على الالتزام الصحيح فنحن نسمو بها ونجدها الى جانبنا في المواقف التي نحتاجها بها واما ان كبتناها فنحن نربي ماردا سيتغلب علينا يوما ما وان تركناها على هواها كانت اسوأ عدو يمكن أن نواجهه
                      ونصك ركز على فكرة الكبت وأظهرها بشكل جميل جدا
                      سلمت أناملك
                      وتقبلي فائق احترامي وتقديري
                      عزيزتي سماح الغالية
                      في الانفعالات الداخلية للانسان دائما هناك صراع
                      والكبت أمر والالتزام أمر آخر
                      الالتزام ممكن بالقضايا الانسانية والاجتماعية والسياسية لكنه غير ممكن في قضايا النفس البشرية
                      هناك قدرة وارادة قوية في التغلب على الانفعالات والمشاعر الذاتية للانسان
                      وهذه القدرة والارادة هي التي تقود للالتزام
                      كثير من الناس من يلتزم في كبت مشاعره لكنه عندما يتعرض لموقف اختبار ينهار كل الالتزام الذي تبناه ويقوده ذلك الى تأنيب الضمير وطلب الرحمة والغفران من الله عز وجل أما عندما تكون ارادته قوية فإنه ينتصر في أي امتحان كان
                      كل الحب لك على مرورك الجميل وآسفة لتأخري بالرد عليك وعلى الأصدقاء وكل عام وانتم بألف خير

                      تعليق

                      • م. زياد صيدم
                        كاتب وقاص
                        • 16-05-2007
                        • 3505

                        #12
                        الاخت /الكاتبة مريم..

                        ** اخت مريم...............

                        من القليل الذى يرشح لنا فى بيئتنا وعالمنا العربى هو ذاك البوح العلنى للنقاش العام من امراة كاتبة تبين الحقائق الدفينة لاعماق الوجدان فى بيئة محافظة جدا... بهدف ايجاد تفاعل مع الشق الثانى اى وهو الرجل وهنا الرجل الاب بالدرجة الاولى لانه ان بدا فى الفهم فان الجيل القادم سيكون اكثر دراية وتفهم ومعالجة
                        وعندما نقرا ذلك ينتابنا نحن الرجال (( الاباء خصوصا )) نوع من الحنان والرأفة بكن ولكن المشكل هى فى سرعان ما تزول ليشدنا الى الخلف الموروثات والعادات والتقاليد والثقافات و..و..الخ

                        انها المشكل القائم اليوم وغدا..؟؟؟

                        تحياتى العطرة.................
                        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                        http://zsaidam.maktoobblog.com

                        تعليق

                        • مريم محمود العلي
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 594

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
                          أختي الفضلى/ مريم محمود العلي
                          السلام عليكم ورحمة الله
                          نص حواري جميل وهادف.. أسلوب مشوق،
                          خالص المودة والتقدير والاحترام.

                          الحاج بونيف
                          أشكرك على مرورك الجميل
                          تحياتي

                          تعليق

                          • مريم محمود العلي
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 594

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري مشاهدة المشاركة
                            اختي الحبيبة مريم محمود العلي
                            ابدعت ايما ابداع في وصف الصراع الابدي
                            بين الجسد والروح والنفس
                            واشد على يدك بحرارة
                            لانك وضعت اصبعك على مواطن الضعف فينا
                            واستطعت كبح جماع النفس الامارة بالسوء
                            اما لغتك السردية فانها جميلة
                            والصور توالت مسترسلة في دعة
                            تنم عن تمكن وتميز
                            لك محبتي وتقديري
                            اختك رشيدة فقري
                            الجميلة رشيدة فقري
                            أشكرك من كل قلبي على كلماتك المشجعة والطيبة
                            وعلى حضورك الرائع
                            كل الحب لك مع أجمل الأمنيات

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
                              صحوة للنفس جعلت المخيلة تعود إلى تلك الأيام التي عدوت فيها مسرعة
                              نحو جملة من الأحلام التي كانت بعيدة وصعبة المنال .
                              تشتت العمر على أبواب الطموح المنشود .
                              أنشدت للروح كل ما ترغبه ..وسافرت بها إلى كل العوالم التي تتمناها .
                              نسيت التمتع برغبات النفس التي بدأ تصحو وتتهمني بدفنها وهي حية .
                              وكل محاولات التمرد التي تلبستها في لحظات حاولت أن تسرقها من الزمن الذي وهبته للروح فشلت .
                              بسبب قيود الكبت التي كبلتها بها .
                              تخطت مراحل عديدة ولم تحقق أي أمنية لها في الحياة .
                              كانت تتوسل إلي أن أفك قيودها لفترة وجيزة لكني كنت أخاف أن تتمتع بالحرية فلا تعود إلي .
                              إلى أن أتى يوم اشتدت وطأة الرغبة في جوانحها واستعرت نيران الانفعالات بها
                              حطمت القيود وولت هاربة مني .
                              كنت ألحق بها بقوة فلا أدركها .
                              هتفت بي : دعيني وشأني .
                              صرخت : لا لا أنت مني .
                              قالت : لا لو كنت منك ما فعلت بي كل هذا .
                              - أنا أرحمك وأرحم ذاتي من جنونك .
                              . إذن دعيني أنال نصيبي من الحب والحياة كما فعلت مع الروح .
                              - الروح مكانها علوي ..وأنت مكانك سفلي .
                              . لماذا ؟؟؟
                              - لست أدري .
                              . بل تدرين .
                              - كيف ؟؟؟؟؟؟؟
                              . أنت تخافين أن تتعايشي مع الواقع .
                              - أي واقع هذا ...واقع الماديات .. واقع الخيانات ...واقع الإنهزامات .
                              . مهما كان لا بد من تحقيق رغباتي .
                              . رغباتك مجنونة .
                              . بل معقولة... لكنك تقتلينها ...وتغتالين كل مشاعري في سبيل أن تظلي محلقة بالروح الهائمة حيث تشائين فأنت لك عوالم خاصة بك لكنك ستكتشفين بالنهاية أنك ضيعت على ذاتك أجمل لحظات العمر .
                              - قفي لا أريد أن أعدو وراءك .
                              . هل تحققين رغباتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              - أفعل .
                              وما إن أمسكت بها حتى وضعتها في زنزانة الكبت وأقفلت عليها كل أبوب القهر والحرمان .
                              ورميت المفاتيح كلها في بئر النسيان
                              صراع .. مقاومة ضد القهر الذى نفرضه على أنفسنا .. تماما كما تفرضه الأنظمة فى أى من بلداننا العربية .. إلى جانب منظومة التقاليد و الأعراف التى سلبتنا تماما خيارية الحياة .. وممارستها بالشكل الذى يرضينا .. فعشنا نمارسها بالشكل الذى يرضى الآخرين .. متنازلين عنها بكل بساطة .. رغم تشظينا .. و انهيار أحلامنا واحد بعد آخر ..إلى أننقفو نتساءل :ماذا حققنا ؟!!
                              يالقسوة .. ياللمأساة التى لا تنتهى و لن تنتهى !!!
                              اللغة كان أفضل و أجمل من قصة سابقة .. وكأنك سمعت ما أقول .. فجاءت قصتكفنا خالصا خالية من أى مباشرة !!!
                              تحياتى
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X