ما زلت اني اجهلك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خلف دلف الحديثي
    • 19-09-2010
    • 4

    ما زلت اني اجهلك

    [frame="15 90"]

    ما زلتُ إنّي أجْهلُكْ


    [/frame]
    ***

    [frame="9 90"]

    إلى ولاةِ الدّمِ الذين قتلوا أحلامَ العصافير :

    [poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="gray" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/16.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    [/poem]
    [/frame][poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="gray" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/16.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    ***



    إنّي أكادُ على سقوطِكَ أجهلُكْ = وأشكُّ فيكَ وفيكَ شكّي يقتلُكْ


    وأشكُّ في نفسي وأنتَ منزَّهٌ = ويكادُ يُعْرِضُ عن سريرِكَ مخمَلُكْ


    وأنا لأجزمُ أنَّ موتَك صائرٌ = ويغيبُ عن وجْهِ الصِّراطِ تذللُكْ


    وأنا آحتمالاتٌ وأنتَ حقيقةٌ = قد شاعَ في مُدنِ الرَّحيلِ تسوُّلُكْ


    أنا لسْتُ أفهمُ ما بروحِكَ سيّدي = فنزيفُ روحي نحْوَ روحِكَ يُدْخِلُكْ


    أنا لم أزلْ في الحبِّ طفلَ هوايةٍ = وهوايتي صِدْقي إليَّ سيُوصِلُكْ


    ما زلْتُ أجهلُ فيهِ كلَّ فنونِهِ = وبكارةُ المعْنى لديَّ (ستنعَلُكْ)1


    فذئابُ حُنجرتي تعُدُّ لصيدِها = وَعُواءُ حرْفي بالجحيمِ يُغَلِّلُكْ


    لا شأنَ لي بالموتِ أوْجزني الرّدى = وبَراءتي أنّي إليكَ سأهْمِلُكْ


    لابُدَّ منّي فالسماءُ تحدُّني = شرْقاً وغرْباً والحدودُ تُغوِّلُكْ


    لابُدَّ منّي كيْ أُعيدَ خَرائطي = حتّى ليشهَدَ كيفَ بِيعَ ترَجُّلُكْ


    لابُدَّ مِنكَ نفوسُنا مفقوءةٌ = ساعاتُها ، والحزْنُ فينا يُثْمِلُكْ


    فأنا أُغنّي للخرابِ قصائدي = ومصيرُنا فيهِ الزُّناةُ تُوَكِّلُكْ


    وطني كتابُ اللهِ خُطَّ بحكْمةٍ = وَلِعِينِهِ عَيْنُ الدُّعاةِ تُهَرْوِلُك


    أبنيكَ في كُتبي حُروفَ نِكايةٍ = والظَّنُّ يُعْشِبُ في القلوبِ وَيَسْألُكْ


    لاشكَّ إنّي لمْ أزلْ مُتهَرِّباً = منّي وإنّي مِنْ جراحيَ أسْمِلُكْ


    ظنِّي يُهَدِّمُني ويسْجُدُ في دَمي = وَجعي ويرْكَعُ في ضميري مَوْئِلُكْ


    روحي مُكابِرةٌ شكيمةُ أضْلعي = تعْيَا ولو نَظرَتْ عيوني تخْذِلُكْ


    أرْنو إليكَ وطفْلُ رُوحي هزَّني = وَجْداً ، وَيَهْزِمُني هواهُ ويجْهَلُكْ


    أبْدو قويّاً حينَ يسْكنُني اللظى = فأصيرُ جمْراً في اللهيبِ وأشْعِلُكْ


    وبداخلي تحْتلُّي صَرَخاتُنا = وأحَارُ كيفَ وأنتَ كيفَ سأبْدِلُكْ


    وتجيءُ سُنبلتي يتيمةَ أضْلعِ = لفمِ اليتامَى عَن جنوحِكَ تعْزِلُكْ


    ويجيءُ صوْتي في مَسارِ نهايتي = نَصْراً يُعَدُّ وفيكَ صوْتي يُشْغِلُكْ


    أحْتارُ فيكَ وما أزالُ مُسَافِراً = بِخُطوطِ وَهْمي والدّروبُ تُجنْدِلُكْ


    ما زلْتْ أغْلي بالأذى وَجهنَّمي = تَغلي بالآمِ الجياعِ وتهمِلُكْ


    يا أنتَ يا موْتاً تعَدَّدَ شَكْلُهُ = إحْذَرْ فإنَّ القهْرَ سوْفَ يُزَلْزِلُكْ


    رئةُ النشيجِ تفحَّمَتْ أضْلاعُها = وبقاعِها أطْفاكَ فيها مِشعَلُكْ


    والأرْضُ أغْرقَها الدًّجى وَجبالُها = صَمتَتْ وتعْصِمُ نفسَها وَتُقَلْقِلُكْ


    وَظَننْتَ أنّكَ لنْ تُنَالَ وأنّنا = سنُداسُ في وَحْلِ الكروبِ ونَغْفِلُكْ


    وبأنّنا نحْيا المتاهةَ عمرَنا = ودمي يُغادِرُني فيطفَحُ مَنْهَلُكْ


    فمَدَدْتَ ضِلْعَكَ للغريبِ مَعابراً = ونشرْتَ جلدَكَ للسَّرابِ يُؤَوِّلُكْ


    وتركْتَ وجهَكَ للرِّياحِ تُريْقُهُ = في حينِ قلبي ملءُ رُوحي يَشْتلُكْ


    وشكَمْتَ ثغري واستبَحْتَ لسانَهُ = كي لا يُكَلِّمُني وعنكَ سَيسْألُكْ


    لمْ أدرِ كيفَ يدي ستنزِعُ صَمتَها = وأشُدُّ خطْوي في خُطاكَ وأنْقُلُكْ


    ومضيْتَ تستجدي الكلامَ مُشَوَّها = ويلحُّ في فمِكُ الجوابُ ويشْمُلُكْ


    ويموتُ ضوْؤُكَ والنجومُ تكسَّرَتْ = في أفقِ موْتِكَ والوحولُ ستغْسِلُكْ


    ومَداكَ غابتْ فيه أمواهُ الرُّؤى = وبقيْتَ تبحَثُ عن سِواكَ فيعدِلُكْ


    أوْقفْ خُطاكَ فإنَّ زمْزمَ غادرَتْ = عنْ درْبِ مكَّةَ والجنونُ سيعْزِلُكْ


    عُدْ بي إلى ماضيكَ وانكَأ جرْحَهُ = فبأيِّ جرْحٍ سوْفَ يُرْجَمُ مَنزِلُكْ


    فرمالُ كبْتِكَ أشْعلتْها جذوَةٌ = مَنْ ذا تُراهُ بِمِثلِ نارِكَ يفعَلُكْ


    والآنَ كالمرآةِ نفسُكَ قد رأتْ = صُوَرَ الشَّظايا حطَّمَتْكَ وَتُذْهِلُكْ


    يا أيّها الذاوي فؤوسُكَ مزّقَتْ = شفتيْكَ وانكسرَتْ بصدْرِكَ منجَلُكْ


    شَظَّتْكَ نارُكَ حينَ شِلْتَ جِمارَها = ورجمْتَ نفسَكَ حينَ هَدَّكَ مِعْوَلُكْ


    يَدُكَ الطّليقةُ أنتَ كنْتَ كسرْتَها = فرَمَاكَ في بئرِ الضّياعِ تبَذُّلُكْ


    وهزأْتَ منكَ وكلُّ خيلِكَ غادرَتْ = سُوحَ النزالِ وَخابَ فيكَ توسُّلُكْ


    وَكَبَتْ خُطاكَ وكانَ نصرُكَ غيمَةً = ودموعُ كلِّ الجائعينَ تُسَلْسِلُكْ


    ما فُلَّ في رَهَجِ النَّوازلِ زِنْدُها = إلا وَشَدَّ القوْسَ فيها جَحفلُكْ


    ورَميْتَ صدرَكَ إذْ رُمِيْتَ بنَبْلِها = وأصبْتَ نفْسَكَ والدّروعُ تُجَلِّلُكْ


    وعدوْتَ نحْوَكَ حين فاضَ عرَمْرَماً = دمُكَ الطّريقُ ، إلى عَدوِّكَ يَحْمِلُكْ


    دمُكَ الطَّريقُ ، وأنتَ سوْفَ تلمُّهُ = ولسوْفَ يَنبُتُ في إنائِكَ حَنظَلُكْ


    فالشِّعْرُ حَمّلني عَجاجَ خُطوبِهِ = فمَضى يَصبُّ بسفحِ روحي جَدْوَلُكْ


    قسَماً وإنّي كالعُقابِ مُحَلِّقٌ = ستظلُّ وَحْدكَ والعوادي تقصِلُكْ


    قسَماً بحبْلِ الموْتِ شُدَّ مُضرّجا = سيكونُ قعرَ الجُبِّ حتمَاً مَعْقِلُكْ


    لاشيءَ ظَلَّ وشَدْقُ كلِّ مَوَاجعي = منها سيُغْرَقُ بالغمائمِ مِرْجَلُكْ


    بَلدي هو الطّوفانُ سيفي جَزَّني = وأنا عَدوّي خابَ فيَّ تأمُّلُكْ


    وأنا إليكَ قصائدي أطْلقتُها = يا قلبُ لو يُجديكَ فيكَ تبَتُّلُكْ


    فالوعْدُ آتٍ والعِراقُ المُلتقى = وَغداً مِنَ الأنبارِ يُصْنَعُ مَقْتلُكْ


    فآنظرْ بطرفِكَ نظرةً تحْتلُّني = حتّى ليقرأَني بموْتي مِقوَلُكْ


    يا مَوْطني واسْجُدْ ببابِ طفولتي = لأراكَ ، ينكرُني عليَّ تبدّلُكْ


    ***


    (1)ستنعلُكْ / كلمة عامية والأصل بالعربية ستلعنُك .





    [/poem]
  • سحر الشربينى
    أديب وكاتب
    • 23-09-2008
    • 1189

    #2
    المبدع خلف دلف الحديثي

    عندما قرأت اسمك أيقنت أني سأرى ما هو جميل

    لذا دخلت لأثبت ثم أعيد القراءة مرات ومرات

    وأهلاً بك
    إنَّ قلبي
    مثل نجماتِ السماءِ
    هل يطولُ الإنسُ نجماً
    (بقلمي)​

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      الشاعر القدير خلف الحديثي

      أهلا وسهلا بك في فضاء ملتقى الأدباء والمبدعين العرب.

      قصيدتك رائعة جدا ثرية بالصور الشعرية الراقية والمتميزة. روح حية ترفرف في كل أبياتها. انسيابية عالية وشاعرية مرهفة وحكم عميقة. كل ذلك يستحق الإشادة.


      يحق لنا أن نطمع بالمزيد من هذه المعلقات الرائعة.


      دمت بألف خير وشعر!

      محبتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      يعمل...
      X