الضابط
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة , هكذا أستيقظ كل صباح على صوت
زوجتى الجهورى الذى ينهى المشاجرة الصباحية بكل جدارة ..وصرنا حديث
الحى بكل اقتدار..بل سمعت بائع الخضار يتلمز قائلا:-
حضرة الظابط خد الاصطباحه
-بل ضابط جيش برتبة عقيد, أيها الأبله
لا شك أن الفرقة التى آخذها كل عامين وأقبع فيها وسط معسكرات الجيش
الصحراوية جعلت من زوجتى المصون رجل البيت ..ناهيك عن المرتب الذى
يحصد بالكاد قطع لحم بلاستيكة من مجمعات الجيش والخدمات الرائعة التى
نحصل عليها من المستشفيات العسكرية التى نادراً ما تجد بها الطبيب المختص.
كنت كزملائى نقبع على حافة النسيان..أكثرنا على الأغلب يزاول مهنة ما فى
المساء وأغلبنا بلا شك له رفيقة ما تتغير باستمرار.
دلفت إلى مكتبى الكئيب الصامت صمت القبور إلا من صوت الأحذية تؤدى
التحية العسكرية فى فتور ، حيث أعمل فى الدفاع المدنى على بحث ما...
يتملكنى الضجر وأنا أهفو لفرقة أخرى أشعر فيها أنى سيد الموقف وأسمع
صوتى يصدح للعسكر المساكين ...فى الخامسة عصراً أعود للمنزل ..أتناول
غذائى وحيداً كهرٍّ أليف متغاضياً عن الهمهمات الغاضبة المنبعثة من المرأة
التى تجلس أمام التلفاز وأنظر إليها فى غباء ثم أتذكرها حينما يسأل ابنى عن شىء ما فتقول:-
لا تتعب نفسك هذا الأب مفقود يا ولدى مفقود
بعد إغفاءة ساعتين أرتدى ملابسى المدنية ,أتسلل فى حذر فى مساء يوم
الخميس العزيز.. أصفر لحناً شعبيا . يوقفنى أحد الضباط ..أنظر إليه فى تحدى
وأبرز بطاقتى العسكرية ؛ فيعض نواجزه غيظاً .هذه إحدى فوائد العسكرية .أن
تكون خارج نطاق الهيمنة المقيته لضباط الشرطة..مرسوم غير مكتوب بين
الجهتين بعدم التعرض...كما خرجت عدت على أطراف أصابعى .
نهار الجمعة أستيقظ على صوت المؤذن ،أغتسل سريعاً ، أقف بين
المصلين..الخطبة اليوم سياسية ، تتكلم عن الأمن والأمان..أصبحت الحكومة
مثل زوجتى تتسلط حتى على المسجد..يبدو أن المظاهرات قوية هذه المرة..والضحايا أكثر..فى المساء اختفى كل ضباط الداخلية كالأطياف .. مرور وجاءت الأوامر بنزول الجيش للشارع ..تغمغم زوجتى فى شك وقد خفت صوتها:-
(هى الحرب قامت)
اتصل بى صديقى حاتم يقول فى جزل:-
(هندورها يا رفيق) ..معتوه بلا شك هذا الحاتم وكنا نسميه ( ضابط الجاتوه)
حيث كان عمله فى إحدى الدور العسكرية .
فى الصباح أقف مع بعض الوحدات . لماذا أفاجأ بهذا الشعار العفوى:-
الشعب والجيش إيد واحدة ..الشعب والجيش إيد واحدة
أعادنى الهتاف من حافة النسيان إلى قلب الوطن النابض وحين أمسكت بضابطى شرطة وعدة مخبرين ممن جالوا فى ربوع الوطن خرابا وترهيباً فى الليل سألتهم فى إندهاش:-
أليس مهمتكم حماية الناس ..أليست الشرطة والشعب فى خدمة الوطن؟
أجابنى أحدهم
(حنا هناخد بالجزمة بعد المظاهرات لازم نربى الرعاع دول)
لم أتمالك نفسى إلا ويدى تلكمه فى عنف مرددا فى حماسة
الشعب والجيش إيد واحدة ..الشعب والجيش إيد واحدة
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة , هكذا أستيقظ كل صباح على صوت
زوجتى الجهورى الذى ينهى المشاجرة الصباحية بكل جدارة ..وصرنا حديث
الحى بكل اقتدار..بل سمعت بائع الخضار يتلمز قائلا:-
حضرة الظابط خد الاصطباحه
-بل ضابط جيش برتبة عقيد, أيها الأبله
لا شك أن الفرقة التى آخذها كل عامين وأقبع فيها وسط معسكرات الجيش
الصحراوية جعلت من زوجتى المصون رجل البيت ..ناهيك عن المرتب الذى
يحصد بالكاد قطع لحم بلاستيكة من مجمعات الجيش والخدمات الرائعة التى
نحصل عليها من المستشفيات العسكرية التى نادراً ما تجد بها الطبيب المختص.
كنت كزملائى نقبع على حافة النسيان..أكثرنا على الأغلب يزاول مهنة ما فى
المساء وأغلبنا بلا شك له رفيقة ما تتغير باستمرار.
دلفت إلى مكتبى الكئيب الصامت صمت القبور إلا من صوت الأحذية تؤدى
التحية العسكرية فى فتور ، حيث أعمل فى الدفاع المدنى على بحث ما...
يتملكنى الضجر وأنا أهفو لفرقة أخرى أشعر فيها أنى سيد الموقف وأسمع
صوتى يصدح للعسكر المساكين ...فى الخامسة عصراً أعود للمنزل ..أتناول
غذائى وحيداً كهرٍّ أليف متغاضياً عن الهمهمات الغاضبة المنبعثة من المرأة
التى تجلس أمام التلفاز وأنظر إليها فى غباء ثم أتذكرها حينما يسأل ابنى عن شىء ما فتقول:-
لا تتعب نفسك هذا الأب مفقود يا ولدى مفقود
بعد إغفاءة ساعتين أرتدى ملابسى المدنية ,أتسلل فى حذر فى مساء يوم
الخميس العزيز.. أصفر لحناً شعبيا . يوقفنى أحد الضباط ..أنظر إليه فى تحدى
وأبرز بطاقتى العسكرية ؛ فيعض نواجزه غيظاً .هذه إحدى فوائد العسكرية .أن
تكون خارج نطاق الهيمنة المقيته لضباط الشرطة..مرسوم غير مكتوب بين
الجهتين بعدم التعرض...كما خرجت عدت على أطراف أصابعى .
نهار الجمعة أستيقظ على صوت المؤذن ،أغتسل سريعاً ، أقف بين
المصلين..الخطبة اليوم سياسية ، تتكلم عن الأمن والأمان..أصبحت الحكومة
مثل زوجتى تتسلط حتى على المسجد..يبدو أن المظاهرات قوية هذه المرة..والضحايا أكثر..فى المساء اختفى كل ضباط الداخلية كالأطياف .. مرور وجاءت الأوامر بنزول الجيش للشارع ..تغمغم زوجتى فى شك وقد خفت صوتها:-
(هى الحرب قامت)
اتصل بى صديقى حاتم يقول فى جزل:-
(هندورها يا رفيق) ..معتوه بلا شك هذا الحاتم وكنا نسميه ( ضابط الجاتوه)
حيث كان عمله فى إحدى الدور العسكرية .
فى الصباح أقف مع بعض الوحدات . لماذا أفاجأ بهذا الشعار العفوى:-
الشعب والجيش إيد واحدة ..الشعب والجيش إيد واحدة
أعادنى الهتاف من حافة النسيان إلى قلب الوطن النابض وحين أمسكت بضابطى شرطة وعدة مخبرين ممن جالوا فى ربوع الوطن خرابا وترهيباً فى الليل سألتهم فى إندهاش:-
أليس مهمتكم حماية الناس ..أليست الشرطة والشعب فى خدمة الوطن؟
أجابنى أحدهم
(حنا هناخد بالجزمة بعد المظاهرات لازم نربى الرعاع دول)
لم أتمالك نفسى إلا ويدى تلكمه فى عنف مرددا فى حماسة
الشعب والجيش إيد واحدة ..الشعب والجيش إيد واحدة
تعليق