رواية كرتونية درامية ( بائعة التفاح )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبتسام ناصر بن عتش
    أديب وكاتب
    • 19-02-2011
    • 194

    #16
    ( الفصل الإحدى عشر )
    في اليوم التالي الساعة التاسعة صباحا استيقظت جوليت وأيقظت ماري للذهاب إلى العمل نامت ماري في تلك الليلة ساعات قليلة فلم تستطع النوم عندما أيقظتها جوليت بهدوء كانت ماري تتعثم فلم تفهمها جوليت ثم قالت جوليت بهدوء وهي حزينة وقلقة على ماري :أكملي نومك .. أنا سأقوم بعملك اليوم.وذهبت جوليت إلى العمل عندما دخلت غرفة السيدة إلي تفاجأت السيدة عندما لم ترى ماري برفقة جوليت و سألت جوليت بغضب :أين ماري .. لماذا لم تأتي معك؟ ردت جوليت :سيدتي أعذريهالقد توفيت بالأمس جدتها وهي وحيدة جدتها ومتعلقة بها كثيرا لذلك لم تستطع القدوم.قالت السيدة إلي بتوبيخ :هذا يكفي لم أطلب منك أن تروي لي قصتها .. يجب عليها الإلتزام بمواعيد عملها.قالت جوليت راجية :أرجوك سيدتي سامحيها .. إنها في حالة جدا سيئة بإمكاني أن أعمل عملها.ردت السيدة إلي بنبرة حادة :لا يمكنك ذلك لن تستطيعي بيع الفحم والتفاح معا قومي بعملك فقط .. وأنا أعلم كيف أتصرف مع تلك المدللة.فخرجت جوليت وهي حزينة فكرت السيدة إلي أن تستغل ماري بما أنها أصبحت وحيدة تماما وليس لديها من يدافع عنها أو يطالب بحقوقها ففكرت في أن تطل فترة عملها إلى غسق الليل وقالت تحدث نفسها وهي رافعة حاجبها وتفرك يداها ويبدو عليها المكر والخبث :هذه فرصتي أستطيع الآن التحكم بالمدللة ماري كما أريد لن يمنعني أحد من ذلك ليس لديها جدتها .. والآن أصبحت ماري وحيدة تماما مثلها مثل المتشردة جوليت .. آه ماري هاقد أصبحتِ بين يدي.وفي النهار الساعة الواحدة ظهرا استيقظت ماري من نومها وتذكرت عملها و ذهبت مسرعة إليه وعندما طرقت الباب فتحت لها المرأة السمينة وقد أذنت لها بالدخول عند السيدة إلي وهي تشعر بالأسى والعطف على ماري وعندما دخلت ماري غرفة السيدة إلي نظرت السيدة إليها نظرة حادة و قالت :عذرا تافه أن تتأخري عن عملك بسبب وفاة جدتك .. وأنت تعلمين أنني لا أحب التأخر عن العمل ولا أحب الأعذار هذا عملك وأنت مكلفة به.ثم قالت بصرامة :أتودين أن تلاني عقابك.ظلت ماري صامتة لم ترد بكلمة إلا أنها كانت مخفضة رأسها ثم اقتربت السيدة إلي من ماري وصفعتها صفعة قوية على خذها سقطت ماري أرضا من شدة الألم لم تشفق عليها تلك السيدة ذات القلب الحجري بل قالت بخبث :هذا ما تستحقينه.ثم أعطت ماري سلة التفاح وخرجت ماري وعلامة الضربة التي نالتها واضحة على خذها وكانت حزينة جدا ومشتتة الذهن لا تعلم أين تذهب أو أين تبيع .. فجأة أفاقت ورأت أمامها امرأة تقول لها بتوبيخ :ماذا بك ألا تفهمين ألم أقل لك أن تعطيني كمية من التفاح.ردت ماري بتعجب : ماذا تفاح ! ..تعجبت تلك المرأة المتعجرفة وقالت :أأنت مجنونة!ثم دفعت ماري قائلة :ابتعدي عن طريقي.و همست المرأة :فتاة مجنونة! وبعدها لم تدرك ماري أين هي ولم تكن ترى الناس بل كانت ترى كالظباب فقد كان يشغل ذهنها جدتها كانت تفكر بها وتتساءل في ذهنها: هل جدتي تراني الآن؟ كان الطريق مزدحم في ذلك اليوم والناس يصطدمون بماري شعرت ماري بالدوار فأسرعت وجلست فوق بئر قديم ثم نظرت إلى السماء وقالت :سأستمر .. نعم سأستمر جدتي ستغضب مني إذا تذمرت .. يجب أن أستمر.فوقفت من على البئر ومشت قليلا فجأة سقطت على الأرض وسقط جميع التفاح من السلة وأغمى عليها .. ثم أتوا ثلاث فتيان وسرقوا بعض التفاح الساقط مرت امرأة من هناك ورأت الفتيان وهم يسرقون التفاح من الأرض وقالت بتعجب:من هؤلاء الفتيان! لماذا يلتقطون التفاح من الأرض!ثم رأت ماري وهي ساقطة وبقربها سلة التفاح وجميع التفاح ساقط قالت المرأة بهلع :يا إلهي إنهم لصوص يسرقون التفاح من تلك الفتاة المسكينة! و أسرعت تلك المرأة إلى الفتية إلا أنهم هربوا عندما رأوها قادمة إليهم صاحت المرأة للفت انتباه الناس:هناك صغيرة فاقدة الوعي تعالوا أنقذوها.فبدأ الناس يتجمعون حول ماري وهي ساقطة وسأل رجل :ما الذي حصل لها؟! ردت المرأة :لا أعلم رأيتها فاقدة الوعي. قال أحد الرجال الواقفين :كانت منذ قليل تبيع التفاح .. أحضروا ماء.فاسكبوا الماء عليها لتستيقظ وسألوها :ماذا بك هل أنت بخير؟فاستيقظت ماري ونظرت من حولها فرأت أن بعض التفاح فسد فقد داسوه بعض المارة من شدة الزحام والبعض الآخر مفقود أمسكت ماري رأسها وهي خائفة وقالت:التفاح .. التفاح ناقص من الذي أخذه!
    ردت المرأة : رأيت ثلاث فتيان متهورون يسرقون بعض التفاح الساقط وعندما رأوني هربوا.ردت ماري :لا يمكن ذلك ستعاقبني السيدة إلي بشدة.وجمعت جميع التفاح الساقط بعجلة وتفرقوا الناس الذين كانوا حولها ثم ذهبت ماري كانت تمشي وهي تفكر في حيرة .. تسير لا تعلم أين هي الآن وهاقد أتى الليل وهي لم تبيع شيئا حتى الآن .. فجأة رأت أمامها جوليت تعجبت جوليت كثيرا وقالت في ذهول :ماري لماذا منظرك هكذا ؟! .. لماذا ثيابك متسخة ؟! .. أأنت بخير ؟ ما هذه الصفعة التي على خدك ؟!ردت ماري وهي متعبة :لا تقلقي كل شيء على ما يرام فقط أود رؤية جدتي.حزنت جوليت وقالت :لقد انتهى وقت العمل هيا لنعود إلى منزل السيدة إلي. وعندما ذهبتا إلى منزل السيدة إلي سألت السيدة إلي جوليت :أبعتي شيئا؟ردت جوليت :نعم فقد مر رجل طيب و اشترى مني كمية كثيرة من الفحم.
    ردت السيدة إلي بجمود :هذا رائع!ثم نظرت السيدة إلى ماري بحدة وسألتها :وأنت أبعتي شيئا؟فرأت سلة التفاح شبه فارغة وبها كمية قليلة جدا من التفاح فرحت وقالت :أم .. يبدو أنك بعتي كمية كثيرة من التفاح .. هيا أعطني ما كسبتيه.ردت ماري :آسفة .. لم أبع شيئا فقد سقط نصف التفاح وفسد والبعض الآخر سرق عندما سقط.أثار ذلك غضب السيدة إلي وقالت :يا لك من فتاة غير مبالية.ثم اقتربت من ماري ودفعتها بقوة على الأرض وأخذت عصاها من وراء كرسيها لتضرب بها ماري أسرعت جوليت إلى ماري وحمتها بيدها مما أدى ذلك إلى ازدياد غضب السيدة إلي فضربت ماري وجوليت بالعصا معا وكانت تقول لهما بنبرة حادة وهي تضربهما :هذا كي تتعلموا ألا تعصوا أوامري .. لن تأخذا اليوم الأجرة عقابا لكما .. ولا تنسيا أن تأتيا غدا مبكرا أيتها الكسولتان.وعندما عادتا ماري وجوليت إلى المنزل جلستا على السرير وهما منهكتان كانت ماري صامتة ثم قالت جوليت لماري بلطف :ماري لا تحزني هكذا هي السيدة إلي تغضب دائما ولا ترحم أحدا.نظرت ماري إليها وقالت :أنا لست حزينة لأنها ضربتني أنا لم أشعر بالضرب لأنني كنت أفكر بجدتي حقيقة أردت أن تزيدني ضربا لأموت و أرى جدتي.ردت جوليت :لا ماري لا تتذمري جدتك كانت مريضة أما أنت فبكامل عافيتك لا تتمني لنفسك السوء.ثم بدأت بطن جوليت تزقزق من الجوع فلم تأكلا الصغيرتان أي وجبة من الليلة الماضيةاستلقت ماري على السرير وهي منهكةوقالت وهي مبتسمة بحزن :يجب أن ننام مبكرا كي نستيقظ غدا مبكرا ونذهب إلى العمل حتى لا نحرم من الأجرة ونشتري بها طعاما لنا.فنامتا الصغيرتان وهما بمعدة خالية.
    التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 18:27.




    سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

    تعليق

    • إبتسام ناصر بن عتش
      أديب وكاتب
      • 19-02-2011
      • 194

      #17
      (الفصل الإثنى عشر)
      يوم جديد في صباح باكر هادئ طرقت روز باب منزل ماري برفق ومعها صحن كبير فيه إفطار لم يجبها أحد تعجبت روز وتساءلت في نفسها : أمازالتا نائمتان أم ذهبتا إلى العمل مبكرا!ثم أمسكت مقبض الباب وفتحت الباب لم ترى أحدا في المدخل وكان الهدوء يسود المنزل تعجبت روز وقالت :لماذا لم يغلقا باب المنزل! آه ربما تكونان الآن نائمتان نوما عميقا من شدة الإرهاق من العمل ونسيتا إغلاق الباب.وبعدها فتحت باب غرفة نومهما برفق وقد رأتهما نائمتان نوما عميقا كالبريئتان تماما ابتسمت الجارة وتركت وجبة الإفطار التي أعدتها على الطاولة في المدخل وخرجت وبعدها بقليل استيقظت ماري وخرجت إلى المدخل فوجدت أمامها حساء البطاطا وحليبا فرحت ماري كثيرا وأيقظت جوليت قائلة :جوليت يوجد طعام على المائدة.ردت جوليت بتعجب :ماذا طعام!قالت ماري : نعم طعام.نهضت جوليت وقالت بلهفة :حمدا لله! وعندما اقتربتا من المائدة قالت ماري :ربما أحضرته روز فرأتنا نائمتان وتركتههنا. ردت جوليت :أو ربما يكون الطعام من الله فهو يعلم أننا لن نستطيع الذهاب ونحن بمعدة خالية ..كم أنا سعيدة.فالتهمتا الحساء كله بشراهة وشربتا الحليب ومن ثم ذهبتا إلى العمل
      ألقت عليهما السيدة إلي القوانين الصارمة الجديدة وهما واقفتان أمام مكتبها قائلة لهما بنبرة حادة :من الآن سأطيل فترة عملكما لا تعودا قبل الليل وإذا كانت سلاتكما ممتلئة فاعلما أنكما ستنالان عقابا شديدا.أمسكت السيدة إلي عصاها الخشبية الطويلة وأخذت تطرقها في كفها ببطء وقالت بوضوح وهي تنظر إليهما نظرة حادة : وأنتما تعلمان ما هو العقاب.خافت جوليت كثيرا وبدأت يداها ترتجف ونظرت إلى ماري وهي مرتعبة ثم أكملت السيدة إلي حديثها بتعال :آ .. وبما أنكما كسولتان ومهملتان في عملكما لن تحصلا على مثل الأجرة التي كنت أعطيها لكم.ثم طرقت عصاها بقوة على مكتبها وقالت بنبرة ونظرة حادة :أتفهمان؟شهقت جوليت من شدة الرعب وقالتا ماري وجوليت معا :نعم سيدتي.نظرت السيدة بسخرية إليهما وقالت :غبيتان انصرفا من هنا.عندما خرجتا ماري وجوليت من منزل السيدة إلي مرتا قرب مدرسة إبتدائية وقد سمعوا ضجة عارمة قرب قمامة المدرسة الخارجية حيث كانوا فتيان كثر متجمعين حول القمامة تبادلتا ماري وجوليت النظرات في ذهول سألت ماري بنبرة تعجب :ما الذي يحصل هناك؟!ردت جوليت :لا أعلم أعتقد أن هناك مشكلة ما.
      فذهبتا إلى ذلك المكان المزدحم بالفتية وحاولوا أن يلقوا نظرة على محور الضجة فرأيتا فتاة في عمرهما ثيابها ممزقة ومعها كيس ممتلئ ممسكة به بقوة ومختبأة خلف القمامة وهي خائفة كان المنظر جدا محزن وكانوا الفتية يلقون عليها الحجارة والشتائم غضبت ماري واندفعت نحو تلك الفتاة لحمايتها وصرخت :ابتعدوا عنها ماذا فعلت لكم.رد فتى بغلاظة :هيه هل أنت شقيقتها أيتها القذرة.قالت جوليت للفتيان :لماذا تفعلون ذلك!فوقفت ماري ومعها الفتاة وابتعدتا من قرب القمامة ووقفتا قرب جوليت قال أحد الفتية بسخرية :من أنتم أيها الحثالة من تكونوا أنظروا إلى ملابسكم الممزقة والقذرة تبدون كالمهرجات بها.فضحك جميع الفتية الأربعة وقال أحدهم : هل أنتم فتيات القمامة؟ردت ماري : نحن لسنا كذلك.فدفعها أحد الفتية بقوة صاحت جوليت :كفى ابتعدوا عنا ماذا تريدون منا هذه ليست قوة بل ضعف منكم.فبدأ فتى يقلد البالغين وشمر معطفه الأنيق وكان يود ضرب جوليت وقال :ماذا قلت يا فتاة القمامة.ردت جوليت بغضب : أنا لست فتاة القمامة.ثم قالت ماري بهدوء :جوليت لا داعي للغضب لنبتعد من هنا.فابتعدوا عن الفتية وبينما كانوا يسيرون كانوا الفتية يقولون لهم من خلفهم بصياح :حثالة, اذهبوا ولا تعودوا إلى هنا.وتوقفوا في مكان قريب من المدرسة جلست تلك الفتاة المسكينة على الأرض وهي حزينة وجلستا ماري وجوليت قربها سألتها ماري بهدوء :من أنت؟ لماذا يفعلون بك ذلك؟!أجابت الفتاة وهي حزينة :لا أعلم ماذا يريدون مني!سألتها جوليت :ما اسمك؟ردت الفتاة:اسمي ديدي.
      ثم سألتها ماري : ما هذا الكيس الذي في يدك؟كانت ديدي تمسك الكيس بقوة ولم تجبهم بل نظرت إلى الجانب الآخر وظلت ممكسة الكيس, قالت ماري بلطف :ديدي ما هذا الكيس الذي معك أخبرينا ألسنا صديقاتك.أحمر وجه ديدي وكادت أن تبكي تعجبتا ماري وجوليت من ذلك ثم صمتت قليلا وأجابتهم :هذا طعام أجمعه دائما من القمامة لأهلي أجمع ما يكون صالحا للأكل فأنا الأكبر بين اخوتي والدي مقعد ووالدتي مريضة ولا تستطيع النهوض من فراشها واخوتي الصغار الخمس دائما يشكون من الجوع لذلك أجمع الطعام لكن عندما يشاهدوني الفتية وأنا أجمع الطعام من القمامة يشتمونني ويضربونني بالحجارة ويلقبونني بفتاة القمامة لذلك أحاول دائما أن آتي في الصباح الباكر إلى هنا قبل أن يأتوا الفتية.أشفقتا ماري وجوليت كثيرا عليها وسألتها جوليت : أين تسكنين؟ ردت ديدي :قرب المدرسة. تربت ماري على كتف ديدي وقالت :لا عليك ديدي ربما تتحسن أوضاعك.ثم أعطتها ماري ثمانية تفاحات وقالت : هذه ثمانية تفاحات خمس تفاحات لاخوتك الخمس وتفاحة لك وتفاحتان لوالداك لو كانت التفاحات ملكي لأعطيتك المزيد. فرحت ديدي وأخذت تنظر إلى التفاح ببهجة وقالت :شكرا لكما.ابتسمتا ماري وجوليت وقالت ماري بلطف:سررنا بلقائك ديدي .. علينا أن نبيع الآن وداعا ديدي.فوقفوا معا وقالت ديدي مرة أخرى بخجل: شكرا لكما.ردت جوليت :لا داعي للشكر أنت الآن صديقتنا.وذهبتا ماري وجوليت .. فجأة سمعتا صوت جرس المدرسة يرن معلنا إبتداء الحصص تعجبتا ماري وجوليت من صوت الجرس وقالت جوليت بتعجب :ما هذا الجرس!ردت ماري :الصوت قادم من المدرسة هيا لنرى ما الذي يحصل هناك.فذهبتا إلى قرب المدرسة و رأيتا الأطفال وهم يركضون فرحين ويدخلون المدرسة وهم حاملين في أيديهم كتبا حزنتا ماري وجوليت وتمنتا أن تدرسان مثلهم قالت ماري بصوت منخفض :يا لهم من محظوظين أتمنى أن أكون معهم وأتعلم مثلهم.قالت جوليت :ماري دعينا نذهب من هنا علينا أن نبيع جميع ما في سلاتنا.ردت ماري :نعم صحيح.وبينما كانتا تسيران في الطريق قالت جوليت بتحسر :لماذا لا ندرس مثلهم نستيقظ في الصباح الباكر لنعمل ونعود في الليل جائعتان لا نجد ما نأكله.ردت ماري : لا بأس جوليت هم أغنياء ولديهم أسرة يعتنون بهم أما نحن فعلينا العمل كي نعيش ربما تتغير الأوضاع فقط ابقي متفائلة .. ربما أناس كثر مثلنا أنظري إلى ديدي لم تيأس علينا أن نعتبر من غيرنا ونكون أقوياء لن يفيدنا الحزن والقهر.
      أما السيدة إلي فازدادت قسوتها على ماري وجوليت أكثر مما كانت عليه و أحيانا تحرمهم من الأجرة فإنها تستغل وحدتهما وبرائتهما.
      التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 18:37.




      سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

      تعليق

      • إبتسام ناصر بن عتش
        أديب وكاتب
        • 19-02-2011
        • 194

        #18
        ( الفصل الثالث عشر)

        وبعد مرور شهرين, في النهار وبينما ماري تبيع التفاح رأت ابنة خالها جودي فذهبت لتلقي عليها التحية ولكن جودي لم تعاملها معاملة حسنة بل عاملتها كمتسولة فإن جودي كأبيها تماما وتشبهه كثيرا تخجل من ماري لأنها تبيع في الشوارع ولا تعترف بصلة القرابة التي تجمعها بماري قالت جودي لماري بكبرياء وهي تنظر إليها بطرف عين :ليس لدي وقت لأسمع كلامك التافه.
        حزنت ماري كثيرا من كلام جودي الجارح فمشت بعيدا عن جودي كي لا تزعجها وبينما ماري تبيع التفاح قرب منزلها رآها رجل طيب وهي تتحدث مع جودي فلحقها ذلك الرجل الذي يبدو في الخمسين من عمره يرتدي ملابس أنيقة ومظهره جدا أنيق اقترب من ماري بخطوات هادئة وسألها بلطف :مرحبا سمعت أن جدتك توفيت هل هذا صحيح؟ردت ماري بتعجب وهي لا تعلم من ذلك الرجل :صحيح سيدي!حزن ذلك الرجل وسألها بهدوء :وأنت الآن مع من تقيمين ومن الذي يعتني بك بعد وفاتها؟ردت ماري :أقيم مع صديقتي في منزل جدتي وأنا أعتني بنفسي.رد ذلك الرجل بتحسر :آه مع أنك ما زلت صغيرة وتعملين جاهدة لتنفقي على نفسك أستطيع إدراك معاناتك لأنني كنت مثلك عندما كنت صغيرا لم أكن غني كما أنا الآن ولكن بسبب طموحي استطعت تحقيق ثروة كبيرة وأنت تستطيعين ذلك أنا واثق منك.ابتسمت ماري وقالت :سيدي أأنت تعرفني؟رد ذلك الرجل :ربما أنت لا تعرفينني لكنني أعرف والدك وخالك جيمس بإمكانك مناداتي جوليو.ردت ماري :حسنا جوليو.أمسك جوليو كتف ماري و سألها بلطف :وأنت ما اسمك؟ردت ماري :اسمي ماري.قال جوليو :تشرفت بمعرفتك ماري أعذريني صغيرتي سأذهب الآن أتمنى لك حظا موفقا وحياة سعيدة.فذهب جوليو وعندما ذهب همست ماري وهي تنظر إليه وهو ماشيا وقد ابتعد قليلا عنها :ما أطيب ذلك الرجل!ذهب جوليو متجها إلى منزل الخال جيمس وقال في طريقه وهو حزين :آه ماري الطفلة التي سمعت عن معاناتها الكثير ابنة صديقي محمد كم تشبه والدها كثيرا.وعندما قابل السيد جوليو خال ماري جيمس الذي كان في مكتب منزله و أوراق كثيرة متناثرة على مكتبه رحب به الخال جيمس ببهجة وقال بابتسامة عريضة :أهلا بك جوليو مضى وقت طويل لم أرك فيها.رد جوليو :شكرا جيمس.قال الخال جيمس :تفضل بالجلوس.فجلس جوليو وقال :جيمس أنت سمعتك نظيفة ابنة شقيقتك الآن وحيدة وفقيرة لا أحد يقوم برعايتها و أنت تعلم أنها طفلة ما ذنبها إن كان والداها فقير ما هذه العنصرية ستموت إهمالا بسبب تكبرك وسوف يلقون الناس عليك التهمة لأنك الآن أنت الوحيد المسئول عنها لا تنسى أنها ابنة شقيقتك التي تربت معكرأيتها اليوم وهي تبيع في الشارع وقابلَت ابنتك لكن ابنتك عاملتها معاملة سيئة وكانت تبدو ابنة شقيقتك متعبة من العمل وملابسها متسخة ليس لديها أحد يعتني بها أشفقت عليها كثيرا اكتشفت الآن أن ليس في قلبك أي رحمة لا أقصد اغضابك واهانتك لكنني أتعجب من قسوتك اتجاه ابنة شقيقتك المسكينة.رد الخال جيمس بجمود : أنا لست غاضب من ماري إنها طفلة بريئة لكنني غاضب من والدها إنه عربي وفقير كيف له أن يتجرأ ويغرم بابنة العائلة التي كان يخدم فيها إنه حقا من دون العقل لقد وثقنا به وظنناه طيب وبريء هذا عار على عائلتنا لقد قذر سمعة عائلتي المرموقة أنا الشقيق الأكبر لإليزابيت والدة ماري وأنا الذي تحملت أقاويل الناس, الجميع كانوا يلوموني على ما حصل لقد كرهتها وكرهت ابنتها. ثم عظ ظهر كفه بقهر وقال وهو غاضب :آه لو تعلم جوليو, كم كلما أرى ماري تقشعر أبداني وأتذكر والدها الحقير. رد جوليو : جيمس ما ذنبها ابنة شقيقتك لم أرى يوما من والدها محمد أي عملا حقير بل كان رجل طيب ومسالم ومحترم وهادئ حتى أنه عامل شقيقتك أفضل معاملة .. الآن ابنتها المسكينة وحيدة ليس لديها أحد يرعاها أنت الوحيد المسئول عنها تذكر جيمس أنها ابنة شقيقتك. بلع ريقه الخال جيمس و قال بتوتر : حسنا سأخبر ابنتي أن تكون محترمة مع ماري فهي ما زالت صغيرة لذلك لا تعاتبها على تصرفاتها مع ماري .. لكن حقيقة لا أعلم ماذا علي أن فعل تجاه .. ماري.قال جوليو بتعجب :ألا تعلم ماذا عليك أن تفعل! اجعلها تقيم في منزلك وعاملها معاملة حسنة وكن عطوفا معها.تضايق الخال جيمس من كلام جوليو إلا أنه حاول أن يخفي تضايقه بابتسامة صغيرة وقال :حسنا .. سأجعلها تقيم في منزلي.قاطع جوليو حديثه قائلا :وعاملها كابنتك ولا تفرق بينهما.أومأ الخال جيمس رأسه بنعم وهو غير راض ثم وقف جوليو من كرسيه وقال :سأذهب لدي أعمال كثيرة في مكتب عقاري أراك قريبا جيمس وأتمنى أن تنفذ ما قلته لك.ووقف الخال جيمس وقال :لا تقلق حيال ذلك أراك قريبا.وعندما خرج جوليو جلس الخال جيمس على كرسيه وأسند ذقنه على ظهر كفه وقال وهو يفكر :كلامه صحيح لن أسلم من انتقادات الناس إذا تركت ماري هكذا.لم يفكر الخال جيمس بحال ماري المسكينة بل فكر بسمعته أمام الناس إذا ترك ماري وحيدة ومن دون رعاية وهو القريب الوحيد لها الذي يقيم في نفس الحي, وفي المساء ذهب الخال جيمس إلى منزل ماري كانت ماري تقرأ كتابا ثم سمعت طرق الباب ذهبت لفتح الباب وإذ بها ترى أمامها خالها جميس قال لها الخال جيمس بوجه عابس :ماري سأطلب منك طلبا وأتمنى أن تقبليه.ردت ماري بهدوء :حسنا خالي.قال الخال جيمس بجدية : أودك أن تقيمي في منزلي هذا أفضل لك.ردت ماري بتردد :لكن ! لا أستطيع مفارقة صديقتي جوليت وتركها وحيدة هنا.
        _ من جوليت؟!
        _صديقة لي أعتبرها كأختي ولا أستطيع مفارقتها.
        _ لا بأس بإمكانها الإقامة في منزلي .. وستكون لكما غرفة مشتركة.
        ابتسمت ماري وقالت :رائع ولكن أود أن أخبر جارتي روز قبل أن أذهب. عبس وجه الخال جيمس وتنهد وقال :افعلي كل أمورك بسرعة و بعد ساعة تعالي إلى منزلي من اليوم ستقيمين فيه.ردت ماري :حسنا.ثم ذهب الخال جيمس أغلقت ماري الباب وذهبت إلى جوليت بينما كانت جوليت في غرفة النوم مستلقية على السرير قالت ماري لجوليت : جوليت خالي يودنا أن نقيم في منزله وهو ينتظرنا بعد ساعة في منزله.نهضت جوليت بعجلة ودهشة من السرير وقالت بنبرة تعجب:ماذا نقيم في منزله!ردت ماري :نعم أود الذهاب لأخبر روز وبعدها سآتي لأوظب أغراضي.قرصت جوليت ذراعها لترى إن كانت تحلم أم لا ثم قالت :و أنا أيضا سأوظب أغراضي.فذهبت ماري إلى منزل روز بينما كانت روز تغسل الأطباق مع ابنتها سارة قالت ماري لروز :خالي طلب مني أن أقيم أنا وجوليت في منزله.ردت روز :أتمنى لكما حياة هنيئة في منزله وإذا أردتما زيارتي فتعاليا إلى منزلي أنت تعلمين أن خالك جيمس لا يحب استقبالي في منزله .. وأنا لا أود مضايقته أو إحراجه. ردت ماري :طبعا سنزورك دائما.وعندما عادت ماري إلى منزلها وظبت أغراضها القليلة بعجلة ووضعتها في كيس وفجأة تذكرت رسالة جدتها وأخذتها من تحت وسادتها وضمت الرسالة وقالت وهي تكاد تبكي :أنا حزينة جدتي لأنني سأفارق منزلك.وعندما انتهيتا من توظيب أغراضهما ذهبتا إلى منزل الخال جيمس فتحت لهما الباب جودي ونظرت إليهما بطرف عين كما تنظر عادة و لم تقل لهما أي كلمة ونادت أبيها بصوت عال :أبي لقد قدمتا.ثم أتى الخال جيمس وعندما أتى أدارت جودي رأسها بتكبر وصعدت الدرج المؤدي إلى غرفتها, تضايق والدها من ردة فعلها ونظر إليها بغضب وهي تصعد الدرج ثم قال لماري وجوليت وهو مبتسما :تعاليا معي سأريكما غرفتكما.ثم صعدتا معه الدرج المؤدي إلى غرفتهما كان الخال جيمس هادئا لا يتحدث معهما ثم أراهما غرفتهما المشتركة والتي تبدو هالكة وصغيرة ومتسخة قال لهما بلهجة آمرة :اغتسلا قبل أن تستلقيا على أسرتكما فالسرر نظيفة. ثم خرج وأغلق الباب ورائه عندما خرج وضعتا ماري وجوليت كيسان ملابسهما على الأرض وقالت جوليت :حمدا لله لقد تخلصنا من العمل عند السيدة إلي.قالت ماري :سأشتاق إلى منزل جدتي الذي اعتدت عليه.تربت جوليت على كتف ماري وقالت : لا تفكري الآن بشيء ابدئي حياة جديدة هنا.
        التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 18:55.




        سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

        تعليق

        • إبتسام ناصر بن عتش
          أديب وكاتب
          • 19-02-2011
          • 194

          #19
          أجو منكم أن تخبروني ما هو رأيكم في الأجزاء التي أنزلتها وسوف أكون شاكرة لكم
          التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 24-02-2011, 06:59.




          سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

          تعليق

          • إبتسام ناصر بن عتش
            أديب وكاتب
            • 19-02-2011
            • 194

            #20
            ( الفصل الرابع عشر)

            في اليوم التالي عصرا اجتمع الخال جيمس بماري وجوليت وابنته جودي على مائدة الطعام الفاخرة وقال وهو مبتسما لماري و جوليت :أهلا بكما بيننا أنا وابنتي مسروران بوجودكما معنا.نظرت جودي بضيق وتنهدت,ردت ماري :شكرا خالي على لطفك وكرمك.ثم ردت جوليت بحياء وصوت منخفض :وأنا أيضا أشكرك.قال الخال جيمس بجدية:عليكما أن تكونا مهذبتان في منزلي فأنا وابنتي لا نحب الفوضة وعليكما أن تنسيا حياة الشوارع وتبدأن حياة جديدة هنا.
            ردت ماري : حسنا.ثم نظرت ماري إلى جودي التي كانت تمسك بيدها كتابا ثقافي وقالت :جودي الكتاب الذي معك يبدو جميل أنا أيضا أحب قراءة الكتب.تعجبت جودي وقالت وهي رافعة حاجبها بغرور :حقا!قال الخال جيمس : لابد أنك ذكية فقراءة الكتب هواية مفيدة. ثم نظر إلى جوليت وسألها :وماذا عنك جوليت هل تحبين قراءة الكتب؟أحمرت وجنتي جوليت التي كانت سارحة وردت بخجل :آ .. أتمنى أن أقرأ الكتب لكني لا أجيد القراءة .. إلا أن ماري وعدتني بأنها ستعلمني القراءة والكتابة قريبا.فضحك الجميع عدا جودي التي ابتسمت بسخرية وقالت في نفسها :تعتقد ماري أنني لا أعلم أنها أمية لم تتعلم القراءة ولا الكتابة.ثم نظر الخال جيمس إلى ساعته وقال :آه سأذهب إلى مصنعي .. تأخرت عليه.و ذهب وسرعان ما ذهب نهضت جودي من المائدة لأنها لا تود الجلوس مع ماري وجوليت فبقيتا ماري وجوليت بمفردهما على المائدة قالت ماري :يبدو أن خالي و جودي طيبان جدا.ردت جوليت :صحيح خالك يبدو لطيفا وجودي كذلك.وبعدها أتت جودي وسألتهما بنبرة حادة :أين ساعتي الذهبية؟ ردت ماري :لا نعلم عنها شيئا .. أليس كذلك جوليت؟ردت جوليت بلا اهتمام :نعم و إذا رأيتها سأخبرك.قالت جودي :إذن أين اختفت من أخذها لا يوجد أحد غريب غيركما في المنزل!ثم صاحت :من الذي أخذها.خافتا ماري وجوليت من غضب جودي فمنظرها كان يبدو كأنها ستضربهما ثم أجابتها ماري :صدقيني لا نعلم أين ساعتك.نظرت جودي إلى جوليت وقالت بغرور ولهجة آمرة:أنت ابحثي عنها.نظرت جوليت بتعجب وقالت :أنا!ردت جودي بسخرية : نعم أنت أسمعك ضعيف.حزنت جوليت كثيرا وكذلك ماري لكنهما إلتزمتا الصمت فبدأت جوليت تبحث عن الساعة إلا أنها وجدتها تحت كرسي مائدة الطعام الذي كانت تجلس عليه جودي ثم أعطت جوليت الساعة لجودي أخذت جودي الساعة من يدي جوليت بقوة لم تكن تود جودي أن تجهد نفسها وتبحث عن الساعة فقد كانت تود اذلال ماري وجوليت فهي تشعر بالضيق منهما وبعدها خرجت جودي من غرفة الطعام نظرت ماري إلى جوليت وقالت :ربما جودي عصبية قليلا.ردت جوليت وهي مبتسمة :لا بأس فمع الوقت ستحبنا وتعتاد علينا.و في المساء ارتدت جودي ملابسها الفاخرة للذهاب إلى التسوق وخرجت من غرفتها وهي تمشي بكبرياء مرت من هناك ماري ورأت جودي وهي على وشك النزول من الدرج سألتها ماري :جودي إلى أين أنت ذاهبة؟أجابت جودي بكبرياء :أنا ذاهبة للتسوق.ابتسمت ماري وقالت :وهل تسمحين لي بالذهاب معك؟كان الدافع من طلب ماري هو أن تتقرب من جودي أكثر وتصبحا كالأختان نظرت جودي إليها نظرة ضيق وقالت بتردد واشمئزاز :حسنا .. لا مانع لدي.فذهبت ماري مع جودي للتسوق وجدت جودي هناك صديقاتها الثريات وذهبت إليهن لتلقي عليهن التحية وقالت لهم ببهجة : مرحبا كيف حالكن؟ كل واحدة ردت : بخير. قالت جودي : صدفة رائعة أن أراكم هنا ما رأيكم أن نتسوق معا. ردت إحداهن : فكرة رائعة أنت ذوقك جميل في اختيار المجوهرات. رفعت جودي رأسها بفخر وابتسمت وردت: آه شكرا أعلم ذلك جميعنا أذواقنا رائعة. نظرت ماري إلى جودي وابتسمت فقد كانت جودي كالملاك مع صديقاتها تضحك وتبتسم ولطيفة معهن قالت ماري في نفسها : جودي آسفة لأنني ظننتك عصبية لم أكن أعلم أنك طيبة ولطيفة. ثم نظرت إحدى الفتيات إلى ماري بتعجب وسألت جودي :جودي من هذه الفتاة التي معك رأيتها في مكان .. آ .. نعم إنها التي تبيع التفاح في الشارع هل تقرب لك؟!ترددت جودي في حركاتهاوأجابت بخجل وبصوت منخفض:لا .. لا تقرب لي إنها فقط فتاة فقيرة اشفقت عليها واسطحبتها معي لأشتري لها بعض الملابس.سمعت ماري كلام جودي الذي قالته عنها وشعرت بالإحراج من صديقات جودي و أيضا حزنت كثيرا لأنها كانت تعتبر جودي مثل شقيقتها الكبرى لم تظهر ماري غضبها من جودي بل صمتت وعندما عادتا إلى المنزل وبينما هما في بهو المنزل قالت جودي لماري بلهجة آمرة:احملي الأكياس وانتبهي عليها وضعيها في غرفتي ورتبي الملابس في خزانتي.ردت ماري :لكنها أغراضك وأنت المسئولة عنها!غضبت جودي و قالت بنبرة حادة :لا تكثري الكلام .. اذهبي وافعلي ما طلبته منك.ذهبت ماري وهي حزينة ورأتها جوليت وهي تدخل غرفة جودي و معها أكياس كثيرة فسألتها جوليت :ماري لمن هذه الأغراض؟ردت ماري :هذه لجودي.قالت جوليت بتعجب :ولماذا تحملينها؟!ابتسمت ماري وردت :أنا أود فعل ذلك.لم تصدق جوليت ذلك وقالت بغير رضا :لكنه ليس عملك! .. هذه أغراضها يجب على جودي أن تقوم بذلك.ردت ماري بهدوء:ربما تكون متعبة .. لا تقلقي جوليت أنا بخير.
            التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 27-02-2011, 23:35.




            سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

            تعليق

            • إبتسام ناصر بن عتش
              أديب وكاتب
              • 19-02-2011
              • 194

              #21
              ( الفصل الخامس عشر )
              في اليوم التالي في منتصف النهار كانتا ماري وجوليت جالستان على الأرض في وسط غرفتهما المشتركة وكانت ماري تعلم جوليت كيفية كتابة الحروف إلى أن قالت ماري :ما رأيك أن نذهب إلى غرفة جودي ونطلب منها بعض الكتب؟ثم ابتسمت وأكملت حديثها :وهكذا سأعلمك القراءة من الكتب المفيدة سيكون ذلك مسليا.ردت جوليت :نعم إنها فكرة رائعة.فذهبتا إلى غرفة جودي وقبل أن تفتحا باب الغرفة مرت من هناك خادمة عم ماري الشابة, الشقراء, النحيلة, الأنيقة, يبدو عليها الكبر والتعالي لكنها طيبة ولطيفة قالت الخادمة لماري وجوليت :عفوا الآنسة جودي ليست هنا ذهبت للتسوق.سألتها ماري برقة :هل تعلمين متى ستعود؟ردت الخادمة :إن الآنسة جودي كثيرة التسوق ولا تعود إلا في وقت متأخر .. أتريدان مني شيء.ردت ماري :لا شكرا.فذهبت الخادمة وبعدها قالت جوليت : ماري ما رأيك أن ندخل الغرفة فهي لن تعود إلا في وقت متأخر.فدخلتا الغرفة الجميلة غرفة جودي وهي غرفة واسعة مليئة باللوحات والزين الجميلة انبهرتا ماري وجوليت من جمال الغرفة وقالت جوليت بذهول:إنها حقا غرفة رائعة!قالت ماري :أنظري إلى الكتب التي فيها يا لها من كتب جميلة.ثم رأت ماري كتاب على مكتب جودي عن علم الحيوان أعجبت به كثيرا وقالت :يبدو هذا الكتاب مفيد جدا.ردت جوليت :ما رأيك أن نأخذه وتقرئيه لي؟!ردت ماري : لكن ألن تغضب جودي إذا أخذناه من دون إذن منها؟ردت جوليت :بالتأكيد لا .. جودي طيبة وتعتبرنا مثل أخواتها لن تغضب منا.ثم سألت (جوليت) ماري وهي متعجبة :لماذا جودي كثيرة التسوق؟!ردت ماري :هناك أناس هوايتهم التسوق وهي أيضا ثرية بإمكانها شراء كل ما تريده .. لنذهب الآن ونقرأ الكتاب.قالت جوليت :اذهبي أنت و أنا سألحق بك أود البقاء قليلا في الغرفة لقد أعجبتني كثيرا.ردت ماري :حسنا .. أنا ذاهبة أنتظرك.وحين ذهبت ماري إلى غرفتها .. وبعد برهة عادت جودي من السوق ومعها أكياس كثيرة حينها كانت جوليت تأخذ القبعات من خزانة جودي وتتخيل أنها فتاة ثرية ترتدي أجمل القبعات والملابس فجأة دخلت جودي غرفتها ورأت جوليت وهي فاتحة خزانتها وترتدي قبعاتها خافت جودي كثيرا على قبعاتها الثمينة ووبخت جوليت قائلة :ماذا تفعلين في غرفتي أيتها السارقة؟!خافت جوليت وسقطت قبعة جودي من يدها من شدة الخوف وردت بتوتر :لم أسرق شيئا .. صدقيني.ثم نظرت جودي إلى مكتبها ولم تجد كتابها الذي أخذته ماري فغضبت وانعقد جبينها وصوبت نظرة حادة على جوليت وقالت : وتكذبين علي كيف تتجرئين على ذلك! إذا كنت لم تسرقي شيئا إذن أين كتابي الذي كان في مكتبي أنا واثقة أنني وضعته هنا قبل أن أخرج.ردت جوليت :كتابك ..لكن جودي قاطعتها و لم تمنحها فرصة لتخبرها وقالت جودي بنرة حادة :أعيديه الآن لن تهربي بفعلتك هذه لقد كشفتي على حقيقتك يا فتاة الشوارع.سمعت ماري صوت جودي وهي توبخ جوليت فصوت توبيخها كان عال ومسموعا فذهبت ماري مسرعة لتخبر جودي أن الكتاب معها كان باب غرفة جودي مفتوحا على آخره وعندما وقفت ماري قرب الباب كانت جودي تقول لجوليت :إذا علمت أن الكتاب معك فستعلمين ماذا سأفعل بك أيتها المتشردة.حينها نظرت ماري نظرة كره وغضب شديدان إلى جودي وقالت بغضب :جودي.إلتفتت جودي نحوها وقالت باحتقار :وأنت ماذا تريدين؟ردت ماري بغضب : كتابك أنا أخذته كنت سآخذ الإذن منك لكنك لم تكوني موجودة أخذته فقط لأقرأه ومن ثم أعيده لك. ردت جودي بسخرية:كيف تقرئيه وأنت لا تجيدين القراءة. ردت ماري :جدتي علمتني منذ صغري الكتابة والقراءة صحيح أنني لم أتعلم في أي مدرسة لكن جدتي كانت مَدْرَسَتي.ضحكت جودي بصوت عال ساخرة وقالت :يا لها من قصة مؤثرة. ثم صاحت :أخرجا من غرفتي ولا تدخلانها مجددا.فذهبتا إلى غرفتهما المشتركة جلستا على السرير نظرت ماري إلى جوليت وهي تشعر بالأسى عليها ثم أخفضت رأسها فنظرت جوليت إلى ماري وابتسمت وقالت بهدوء :لا تبالي.ابتسمت ماري برقة وقالت :لا تهمني قسوة جودي .. جدتي طلبت مني أن أكون قوية في مثل هذه المواقف.نظرت جوليت إلى ماري وابتسمت باستحسان وقالت في نفسها :أحببت الديانة الإسلامية من أخلاق ماري كم هي حقا قدوة لجميع الأطفال.ثم قالت جوليت لتغير أجواء الحزن والكآبة اللتان هم فيه :آ ..ما رأيك أن نذهب إلى خالك ونخبره أننا نود زيارة روز فقد اشتقت إليها كثيرا.ردت ماري :فكرة رائعة وأنا أيضا اشتقت إليها.فذهبتا ماري وجوليت إلى مكتب الخال جيمس كان الخال جيمس كثير الجلوس في مكتبه .. طرقتا باب مكتبه بهدوء أذن لهما بالدخول وقفتا أمام مكتبه قالت له ماري بهدوء :خالي نود زيارة الجارة روز.انعقد جبينه وغضب وقال :أبدا هذا آخر شيء تفكرا فيه ما دمتما تقيمان في منزلي لن تزورا تلك المرأة أنتما تعلمان أنني لا أطيقها ودائم الشجار معها لأنها تتدخل في أمور لا تعنيها. ردت ماري : خالي الجارة روز ليست كذلك إنها طيبة. قال الخال جيمس بنبرة حادة : ماري لا تجادليني أنا خالك وكلامي هنا ينفذ وإذا رفضت شيئا تريدينه فيجب عليك تقبل الأمر وعدم الإعتراض .. أخرجا من مكتبي الآن لدي أعمال كثيرة. فخرجتا ماري وجوليت من مكتبه وهما حزينتان وفي الليل كان خال ماري يفكر ويقول :ربما ماري وصديقتها يشعران بالوحدة في منزلي لأن جودي لا تتحدث معهما لدي فكرة مناسبة.فنادى خادمته وطلب منها مناداة ماري وجوليت وابنته جودي وعندما قدمن الثلاثة إلى مكتبه قال الخال جيمس لماري وجوليت :لقدأخبرتماني أنكما تودان زيارة جارتكم روز لابد أنكما طلبتما ذلك لأنكما تشعران بالوحدة في منزلي.ثم صمت قليلا وأكمل حديثه وهو مشبك أصابعه ببعضها :لقد فكرت مليا بدلا من أن تبقيا وحيدتين في المنزل ما رأيكما أن تذهبا مع جودي لزيارة صديقاتها.خافت جودي كثيرا وقلقت وقاطعت حديثه :أبي ما الذي تقصده! لم يكترث والدها لها مما أدى إلى ازدياد غضبها وأكمل حديثه : هذا أفضل سيكون لكما صديقات تتحدثن معهن ولدى جودي صديقات كثر.قاطعت جودي حديثه مرة أخرى :لكن أبي!نظر إليها والدها وسألها :لماذا تقاطعين حديثي؟! قالت جودي بغضب :أود التحدث معك في أمر هام بيني وبينك فقط.غضب والدها لأنها لم تقدره أمام ماري وجوليت ثم نظر إلى ماري وجوليت وقال لهما :بإمكانكما الإنصراف الآن.وعندما خرجتا سأل الخال جيمس ابنته :ما هذا الحديث الهام الذي جعلك تقاطعين حديثي؟ردت جودي وهي غاضبة :أبي كيف تريدهما أن يتعرفا على صديقاتي أتود أن تسبب لي الإحراج.رد والدها :وما في ذلك من إحراج؟أجابت جودي :لن تعرفا كيف تتصرفان بطريقة لائقة وأنت تعلم أن جميع صديقاتي من العائلات الثرية المرموقة.رد والدها ببرودة : فقط ذلك.نظرت إليه ابنته وغضبت من ردة فعله و ردت :ليس ذلك فقط بل أنظر إلى ملابسهما القديمة كيف اسطحبهما معي وهم هكذا سيحرجانني. رد والدها:إن كان الأمر يتعلق بملابسهما وطريقة تعاملهما فلا بأس أنا سأشتري لهما ملابس جديدة وأنت بإمكانك تعليمهما كيفية التحدث مثلك ومثل صديقاتك.صاحت جودي :أبدا لن اسطحبهما معي من المستحيل أن اسطحبهما معي.وبخها والدها قائلا :جودي عليك احترامهما ومراعاة ظروفهما.ردت جودي بنرة حادة :ما هذه الطيبة التي حلت عليك فجأة اتجاه القذرة ماري وصديقتها المتشردة .. أتذكر أنك كنت لا تطيق رأيتهما وتتضايق من ذكر أسمائهما.ظهرت علامات الغضب على وجه والدها إلا أنه حاول أن يتمالك أعصابه قالت جودي بنبرة حادة :لماذا لا تجيب أأكل القط لسانك.نظر إليها والدها بغضب وقال :جودي أخرجي من مكتبي وإلا ستنالي عقابا مؤلما.ردت جودي بغلاظة :ماذا قلت أتهددني أتهدد ابنتك من أجل ماري!
              لم يستطع والدها تمالك أعصابه واقترب منها وصفعها على خذها بقوة وقال لها :أخرجي من مكتبيلقد دللتك أكثر من اللازم. خرجت جودي وهي غاضبة وأغلقت الباب بقوة, وجلس الخال جيمس على كرسي مكتبه ممكسا رأسه في حيرة ويقول :يا إلهي ما هذه الكارثة! لماذا طلبت من ماري وصديقتها الإقامة في منزلي.وعندما ذهبت جودي إلى غرفتها أمسكت خذها ورمت نفسها على السرير وهي تبكي بحرقة قائلة : أبي ضربني من أجل ماري فتاة الشوارع, البائعة المتجولة, ابنة الفقير, كيف له أن يفعل ذلك بي كيف له أن يتجرأ! ثم نظرت بحقد وكره وبينما الدموع تجري على وجنتيها قالت بنبرة غليظة : ستندمين ماري كل هذا حصل بسببك ستعلمين من أكون.
              أما جوليت فقد نامت سرعان ما ذهبت إلى غرفتها وماري كانت تفكر بجدتها وهي حزينة فقد اشتاقت كثيرا إلى منزل جدتها فهو الذكرى الوحيدة لجدتها وبعدها استلقت على السرير وأغمضت عيناها محاولة النوم ثم قالت تحدث نفسها بصوت منخفض :جدتي ليتك كنت معي الآن .. أعلم أنك ترينني وتسمعينني أحبك كثيرا.




              سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

              تعليق

              • إبتسام ناصر بن عتش
                أديب وكاتب
                • 19-02-2011
                • 194

                #22
                ( الفصل السادس عشر )
                في صباح اليوم التالي بينما أوراق الشجر تتساقط والجو رطب ومغيم دخل الخال جيمس غرفة جودي وهي نائمة وفتح نور الغرفة واندفع على سرير ابنته وهو يداعبها لتستيقظ عندما استيقظت جودي قالت لأبيها وهي ضجرة :أبي ماذا تريد مني لن أذهب اليوم إلى المدرسة.قال الخال جيمس :لماذا لا تودين الذهاب بالأمس تغيبتي واليوم أيضا! دعِ الكسل وانهضي.فاستيقظت جودي وجلست على السرير وقالت بنبرة حادة:أخبرتك أبي أنني لا أود الذهاب لدي اختبار ولم أذاكره أتود من المعلمة أن توبخني؟رد والدها :لن أسمح لأي أحد أن يوبخك أمازلت غاضبة مني لما فعلته الليلة الماضية؟ردت جودي بتدلل:وكيف لا أغضب .. لا أود ماري في منزلنا متى تفهم ذلك, أبي لم تعد تدللني كما كنت في السابق أصبحت دائما مشغول وتهتم بماري وجوليت أكثر مني.ضحك والدها وقال :ابنتي أنت أغلى ما أملكه فكرت بماري وجوليت سأبعثهما اليوم إلى دار الأيتام.ردت جودي :ماذا ميتم ! لماذا لا تتركهما في الشارع ابعثهما حيث كانا في ذلك المنزل القديم.رد والدها :إذا تركتهما في هذا الحي لن أسلم من حديث الناس وأنت تعلمين أن الناس لا يرحمون أحدا.ابتسمت جودي وحضنت والدها قائلة :آه, أبي كم أحبك.رد والدها بلطف وهو يداعب شعرها :اغسلي وجهك وتعالي إلى مكتبي.ردت جودي :حسنا.وذهب الخال جيمس إلى مكتبه بينما كانت خادمته تنظف وترتب المكتب قال لها : أيقظي الفتاتان ماري وجوليت أودهما في حديث هام في مكتبي وأجعليهما يوظبا أغراضهما ويضعونها في حقيبة.فتركت الخادمة ما بيدها من عمل وخرجت من مكتبه وعندما خرجت اتصل الخال جيمس بدار الأيتام وأخبرهم عن ماري وجوليت وعندما انتهى من المكالمة دخلت جودي مكتبه قال لها وهو فرحا :هناك خبر سيفرحك اتصلت بدار الأيتام لن تري بعد اليوم ماري وجوليت في منزلنا.فرحت جودي كثيرا, أما الخادمة فقد أيقظت ماري وجوليت وطلبت منهما أن يوظبا أغراضهما ويضعونها في حقيبة تنفيذا لأوامر السيد جيمس ومن ثم يحضرا إلى مكتبه, تعجبتا الصغيرتان من طلبه ووظبتا أغراضهما وبينما هما في ممر منزل الخال جيمس المؤدي إلى مكتبه سألت جوليت ماري وهي متعجبة :ماري ماذا يريد خالك منا الآن؟!هزت ماري كتفيها بتعجب وردت : لا أعلم! وعندما دخلتا مكتبه حيث كان يوجد في مكتبه جودي و الخادمة بالإضافة إلى الخال جيمس نظرت جودي إليهما بسخرية ورفعت رأسها وهي تنظر إليهما بكبرياء قال الخال جيمس لماري بصرامة :ماري اغلقي الباب. عندما أغلقت ماري الباب قال لهما :اسمعا سأسطحبكما إلى مكان يهتمون بكما ويرعيانكما وهناك ستحصلان على أفضل رعاية.ردت ماري :أتقصد الميتم؟!أجاب بنبرة حادة وعلامات القسوة ظاهرة عليه:نعم الميتم وهل هناك مكان أفضل من الميتم لكما أنتما ليس لكما داع في الحياة لستما متعلمتان و ليس لديكما والدان وليس لكما منزل تقيمان فيه ماذا تتوقعان أن يكون مستقبلكما أستضلان طوال حياتكما في منزلي وأنا سأقوم بمصاريفكما أيها الفاشلتان أسأفتح لكما أبواب منزلي دائما .. سحقا هذا غباء اذهبا إلى الشارع إنه مكانكما الوحيد بدلا من أن تشكرانني على أنني سأبعثكما إلى ميتم تتذمران ما هذا الجهل الذي أنتما عليه لا تنسيا أنني أحرضتكما إلى منزلي فقط شفقة عليكما.ابتسمت جودي بخبث وفرحت وشعرت بالنصر ونظرت إلى ماري وجوليت باحتقار .. تبادلتا ماري وجوليت النظرات الحزينة ثم قال الخال جيمس بنبرة حادة :ماذا تنتظران اذهبا إلى الشاحنة التي ستوصلكما إنها في الخارج. وعندما خرجتا من مكتبه قالت الخادمة للخال جيمس وهي حزينة :سيدي ألا تعتقد أنك قسوت عليهما؟! رد الخال جيمس بصرامة :لا لم أقسو عليهم .. فأنا لست مكلفا بهم.قالت جودي بخبث وهي تترب على كتف أبيها :أبي تهمه سعادة ابنته حقيقة كنت أشعر بالضيق من وجودهما في منزلنا.
                عندما ركبتا ماري وجوليت الشاحنة خرج السائق ليضع حقيبتهما في الشاحنة .. مرت من هناك الجارة روز فرأت ماري و جوليت وهما راكبتان الشاحنة والسائق يحمل حقيبة سفر ويضعها في صندوق الشاحنة تعجبت روز من ذلك و ذهبت مسرعة إلى ماري وجوليت وقالت بصوت عال وهي تلوح بيدها إليهما من بعيد :ماري و جوليت .. انتظرا إلى أين أنتما ذاهبتان؟!ردت جوليت :نحن ذاهبتان إلى الميتم سنقيم هناك. توقفت روز قرب الشاحنة وتمتمت بدهشة :الميتم!ثم ركب سائق الشاحنة شاحنته وقال :هيا .. أنا مستعجل انهوا حديثكم.قالت ماري وهي حزينة :وداعا روز. وبعدها انطلق السائق بشاحنة ولم يعطي لروز وقتا كافيا لوداع ماري وجوليت كانت روز تنظر إلى الشاحنة بحزن فكلما تبتعد الشاحنة تشعر بالقهر والألم وعندما ابتعدت الشاحنة عن نظرها أدمعت عيناها وغضبت من الخال جيمس فهي تعلم أن هذه الأفعال لا تصدر إلا من الخال جيمس فدخلت روز منزله وهي غاضبة ورأتها الخادمة وسألتها بتعجب :من أنت ماذا تريدين؟! ردت روز وعلامات الغضب ظاهرة عليها :أين السيد جيمس أين هو؟ردت الخادمة وهي خائفة :ماذا تريدين منه إنه مشغول الآن ولا يود رؤية أحد.قالت روز :أود رؤيته الآن أخبريني أين هو إنه أمر هام.قالت الخادمة وهي خائفة : ولكن من أنت وماذا تريدين منه؟!ردت روز : أنا روز أقيم في المنزل المجاور أريد السيد جيمس في موضوع يتعلق بالصغيرتان ماري وجوليت.قالت الخادمة : آه, نعم ماري وجوليت الفتاتان اللتان ذهبتا إلى الميتم, حسنا السيد جيمس في الدور الثاني في الغرفة الأولى هناك هو في مكتبه أعتقد أنه مشغول الآن ولا يود رؤية أحد.ردت روز : شكرا عزيزتي أفدتني كثيرا سأتحدث معه الآن لا تقلقي ليس هناك شيئا يدعو للقلق.فركضت روز مسرعة إلى مكتبه وفتحت باب المكتب كان يبدو عليها الغضب تعجب الخال جيمس عندما رأى روز, قالت له روز وهي غاضبة : لماذا اصطحبت ماري وجوليت إلى الميتم كيف تفعل ذلك إنهما ليسا أيتام أنا بمثابة والدتهما. نظر إليها الخال جيمس ورفع حاجبه ثم قال كاذبا عليها :لا تحاولي أن تبحثي عنهما أنا لم أرسلهما إلى الميتم بل أرسلتهما إلى منزل أقرباء لي في مدينة أخرى هناك سيحصلان على أفضل رعاية.ردت روز :أنا أعلم أنك تكذب لماذا تكرههما ماذا فعلا لك إنهما مجرد أطفال .. اعلم أن عقابك من الله سيكون شديد وستندم يوما من الأيام أنا واثقة من ذلك لن يتركك الله هكذا.رد بنبرة حادة :أخرجي من منزلي لا مكان لك فيه.قالت روز وهي تكاد تبكي :لن أخرج إلا عندما ترجع ماري وجوليت من الميتم حينها أنا سأعتني بهما.عقد جبين الخال جيمس ونهض من كرسيه وهو يقول بغضب :إذن أنا سأخرجك بطريقتي.ثم أمسك ذراع روز بقوةوأخذ يسحبها بشدة وهي تصيح وتقول :دعني أيها الشرير دعني لا يحق لك أن تعاملني هكذا.فتح باب منزله ودفعها بقوة إلى الخارج مما أدى إلى سقوطها أرضا وابتسم بكره ومكابرة وأغلق باب منزلهأما ماري وجوليت فقد كانتا تتحدثان وهما في الشاحنة كانت جوليت تقول لماري :لا تحزني ماري ففي الميتم سنتعرف على صديقات كثر وسنعيش حياة جميلة هناك.ردت ماري : لست حزينة لأنني سأذهب إلى الميتم أنا حزينة لفراق الحي الذي ولدت فيه ولفراق روز و منزل جدتي.
                التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 27-02-2011, 23:51.




                سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                تعليق

                • إبتسام ناصر بن عتش
                  أديب وكاتب
                  • 19-02-2011
                  • 194

                  #23
                  ( الفصل السابع عشر )
                  عندما وصلتا ماري وجوليت إلى دار الأيتام دخلتا غرفة مديرة الميتم كانت سمينة وأنيقة وملامحها لطيفة سألتهما المديرة :هل أنتما ماري وجوليت؟أومأتا رأسيهما بنعم ثم ابتسمت المديرة بلطف وقالت :عرفاني عن نفسيكما أكثر ..كم عمركما؟ردت جوليت :أنا جوليت وعمري اثني عشر عاما. ثم ردت ماري :وأنا ماري وعمري احدى عشر عاما.قالت المديرة : أنتما أيتام مثل باقي الفتيات اللواتي هنا لا فرق بينكم .. أشعرا أن هذا الميتم منزلكما واجعلا أخلاقكما جيدة مع جميع الفتيات.ثم نادت المديرة عاملة تعمل في الميتم وقالت لها :أوصلي الفتاتان إلى الغرفة الثالثة عشر. فأوصلتهما العاملة عندما دخلتا تلك الغرفة وهي غرفتهما الجديدة والتي تبدو نظامية جدا فلون طلاء جدرانها أبيض والسرر بيضاء واليتيمات مرتدين قميصا موحد لونه أبيض, رأيتا فتيات في عمرهن وأكبر لم تعلما ماري وجوليت حينها ما الذي تفعلانه الآن أو ماذا تقولان فالخجل منعهما من التحرك والتحدث ففضلتا الصمت و الوقوف قرب باب الغرفة وبجانبهما حقيبتهما فقالت احدى الفتيات السبع اللواتي في الغرفة بغلاظة :هيه أنتما لماذا لا تتحدثان؟! أنتما أيتام مثلنا.ردت ماري :نعلم ذلك.ثم ابتسمت وأكملت حديثها بحياء :لكن لا نعلم ماذا نفعل الآن. فضحكن الفتيات وقالت إحداهن :ربما أنتما خجولتان جدا لا عليكما ستعتادان علينا.ثم سألتهم ماري :أهناك مكان خالي ننام فيه؟ردت فتاة من الأيتام :نعم ألا تريا السريران اللذان في الزاوية! صحيح أنه مكان ليس مريح للنوم .. لكن الذنب ذنبكما فأنتما أتيتما متأخر.فضحكن الفتيات و جلستا ماري وجوليت على سريرهما ثم أتت فتاة إلى ماري وقالت وهي تضحك بفوضة : شعرك الأجعد جميل. وبدأت تتداعب بشعر ماري ردت ماري بلطف:شكرا.وبدأن الفتيات يثيرون ضجة في الغرفة كل واحدة تتشاجر مع الأخرى مازحة بالوسادات نظرت ماري إلى جوليت وهمست : الفتيات هنا مرحات. ابتسمت جوليت وردت : صحيح.
                  ذهبت الجارة روز مع إبنتها إلى مركز الشرطة لتخبرهم بمعاملة جيمس العنيفة معها وقبل أن تدخل مكتب ضابط الشرطة قالت لها ابنتها سارة بحيرة : أمي لا توقعي نفسك في مشاكل مع جيمس المكابر أتركيه لا تجلبي لنفسك المشاكل معه. قالت روز وهي غاضبة : لا يا ابنتي يجب أن أشكتي عليه ليترك تصرفاته القذرة لا أعلم ماذا يظن نفسه. ثم دخلت روز مكتب ضابط الشرطة أذن لها بالجلوس ثم جلست وقالت وهي متوترة وتفرك يدها : سيدي لقد عاملني رجل بعنف وطردني من منزله بقسوة وأرسل ابنة شقيقته الذي ادعى أنه سيعتني بها إلى ميتم أرجو أن تجروا له عقوبات تأدبه وأرجو أن ترجعوا الطفلة وصديقتها من دار الأيتام وأنا حينها سأقوم برعايتهما. قال الضابط بغير رضا : آه لا كيف له أن يفعل كل تلك الأشياء السيئة هل لك أن تخبريني ما اسمه؟ قالت روز : إنه السيد جيمس رولان كونتات مالك مصنع الحلوى الكبير. تعجب الضابط وقال : ماذا! السيد النبيل جيمس كومنتات يفعل كل تلك الأشياء! ثم نظر بتعجب وهمس : لا يعقل هذا. اخفض رأسه وقال لروز بهدوء : سيدتي الكريمة أرجو منك أن تسامحيه لا أستطيع فعل له شيء أنت تعلمين مكانته العالية ومكانة عائلته النبيلة القانون سيقف معه عائلته قدمت الكثير لبلادنا هدئي من روعك وعودي إلى منزلك ولا تفعلي المشاكل معه أرجوك سيدتي. قالت روز بغضب وصوت عال : لكنه مجرم لقد عاملني بعنف أين القانون أيها الرجل؟! قال الضابط : لا يحق لك أن ترفعي صوتك أخرجي من مكتبي أرجوك. نهضت روز من الكرسي بغضب وخرجت من مكتبه وهي حزينة سألتها ابنتها سارة : أمي ماذا قال الضابط؟ أجابت روز بأسف : ألق اللوم علي لأن جيمس من عائلة نبيلة شهيرة ولا يستطيع محاكمته. تربت سارة على كتف والدتها وقالت : هيا أمي لنخرج من هنا وماري وجوليت الله سيكون بعونهما.
                  في الليل أتت عاملة إلى الغرفة التي فيها ماري وجوليت وقالت للفتيات بنبرة حادة :نظفن الغرفة قبل أن تنمن لا يأتي الصباح إلا وغرفتكم تلمع من النظافة وألتزمن الهدوء لا نريد سماع أصواتكم المزعجة. وعندما خرجت العاملة قالت فتاة من الأيتام بسخرية وهي تقلد صوت العاملة بصوت مضحك مبحوح :لا نريد سماع أصواتكم المزعجة. ثم تمتمت قائلة :هي توبيخها المزعج. ردت عليها فتاة أخرى تعد النبيهة في الميتم :إذا سمعتك الآنسة سوف تغضب منك كثيرا وسوف تعاقبك بشدة عليك احترامها هذا مكانك الوحيد لا مكان لك غيره عليك تقبل كل ما فيه من أخطاء .. هيا لننظف الغرفة كما قالت الآنسة.لم تراعي تلك العاملة القاسية مشاعر اليتيمات البريئات بل جميع العاملات اللواتي في الميتم يعاملون اليتيمات أقبح معاملة فليس لدى اليتيمات أحد يطالب بحقوقهم كالعادة تقبلن اليتيمات الواقع المرير اللواتي هم فيه فلا خيار آخر لديهم,وبدأن ينظفن الغرفة وهن متصنعات الفرح والابتسامة, وقلوبهم الحزينة محترقة, وفي غسق الليل وبينما الفتيات نائمات كانتا ماري وجوليت مستيقظتان فلم يراودهما النوم كانت ماري تمسك رسالة جدتها وتقرأها وهي تحن إلى منزل جدتها, وكانت الفتاة التي سريرها مجاور لأسرة ماري وجوليت أيضا مستيقظة كانت تلك الفتاة تشعر بالضيق وتتقلب وهي في سريرها ثم استيقظت ونظرت إلى ماري وجوليت و قالت وهي ضجرة :آه لا أستطيع النوم.ثم صمتت قليلا وقالت سريعا لماري وجوليت: لماذا أنتما صامتتان؟!ردت ماري :آ .. أنا أفكر بحياتي وأفكر بالحي الذي كنت أقيم فيه وأفكر بأشياء كثيرة.قالت جوليت :وأنا أيضا لم يأتني النوم.قالت تلك الفتاة بهمس كي لا توقظ الفتيات النائمات :أتعلمان أنتما جدد هنا لذا لا بد أنكما لا تعلمان القوانين الصارمة التي في الميتم.ثم وضعت يدها على حلقها و أكملت حديثها بضيق :آه إنها قوانين مملة وخانقة.تبادلتا ماري وجوليت النظرات في ذهول وأكملت الفتاة حديثها :يجب أن لا نسير في ممرات الميتم وعلينا أن نكون دائما في غرفتنا ولا نخرج منها مطلقا إلا وقت التنظيف كتنظيف الصحون أو الملابس وأيضا نحن نطو طعامنا بأنفسنا وكذلك علينا أن نكون نظاميين إنها قوانين مزعجة كل شيء ممنوع هنا .. كل شيء.قالت جوليت :لا بأس سنعتاد عليها.ردت الفتاة :لابد من ذلك .. أنا أدعى لارا وعمري أربعة عشر عاما لدي موهبة الغناء وهذا ما يميزني وأنتما أخبراني عنكما.ردت ماري وهي مبتسمة :أنا أدعى ماري وعمري احدى عشر عاما وأنا مسلمة الديانة وهذا ما يميزني.نظرت لارا بتعجب ودهشة وقالت :أنت مسلمة!أومأت ماري رأسها بنعم ردت لارا بضيق :حسنا .. سررت بمعرفتك.ثم قالت بغلاظة :سأنام.وأدارت رأسها واستلقت على السرير نظرت جوليت إلى ماري و ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت :هيا ماري علينا أن ننام فالوقت متأخر.ونامتا الصغيرتان ماري وجوليت.
                  التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 28-02-2011, 00:25.




                  سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                  تعليق

                  • إبتسام ناصر بن عتش
                    أديب وكاتب
                    • 19-02-2011
                    • 194

                    #24
                    ( الفصل الثامن عشر)
                    في صباح اليوم التالي فتحت عاملة باب الغرفة بقوة ومعها عربية فيها وجبات إفطار لكل واحدة من الفتيات ثم صفقت وقالت بصوت عال ونبرة خشنة :هيا استيقظن أتى موعد الإفطار. وأخذت العاملة تقشع أغطية الفتيات بقوة وهن نائمات وتقول :هيا استيقظن أيها الكسولات. وفتحت نافذتي الغرفة واستيقظوا الفتيات وهن ناعسات ويتثائبن ويفركن أعينهن وكانوا متضايقات من النور الساطع القادم من النوافذ وبدأت كل واحدة تقول للأخرى: لم أنام جيدا هذا بسببك لقد كنت تحدثيني طوال الوقت.والأخرى ترد بخشونة :لا هذا بسببك.ثم قالت العاملة بنبرة حادة :إهدأن.وأخذت كل واحدة إفطارها وبعدها خرجت العاملة وبعد وقت قصير أتت عاملة أخرى ومعها كيس ملابس كبير من المتصدقين وقالت :هذه الملابس أحضرتها امرأة طيبة ارتدينها .. مناسبة لكن.ثم وضعت الكيس قرب الباب وأكملت حديثها بوضوح :وتذكروا لا تتشاجرن عليها وإلا سوف تحرمون منها.ومن ثم خرجت العاملة وأغلقت الباب ركضن جميع الفتيات إلى الملابس وتركوا إفطارهن على أسرتهن وماري وجوليت أيضا ذهبتا بفضول لتريا الملابس لكنهما لم يستطيعا أخذ شيء فكل فتاة تبعد الأخرى عن طريقها لتختار ما يعجبها ثم قالت فتاة وهي في سريرها :جميعها ملابس قديمة وقذرة .. اكملوا إفطاركم. ولكن الفتيات لم يسمعنها بسبب الفوضى التي يعملونها فكل واحدة تقول للأخرى :لا أنا أريد هذا. والأخرى ترد : أنا أخذته قبلك.ثم أتت عاملة إلى الغرفة وقالت :أين اليتيمتان الجديدتان ماري وجوليت؟فجأة حل الصمت في الغرفة أجابتا ماري وجوليت :نحن!ردت العاملة :المديرة تريدكما اذهبا إليها. ثم أمسكت العاملة مقبض الباب وأدارت رأسها نحو الفتيات, وكأنها تذكرت شيئا وقالت بنبرة حادة :لا تنسوا أن تغسلوا أطباقكم عندما تنتهوا من الإفطار. ثم خرجت من الغرفةنظرت كل فتاة إلى الأخرى وقالت إحداهن بضجر وصوت عال:آه علينا أن نغسل أطباقنا وملابسنا وننظف غرفتنا .. هذا حقا عمل متعب.ثم قالت جوليت لماري وهي قلقة :هيا ماري .. لنذهب إلى المديرة.سمعت إحدى الفتيات جوليت وقالت :يا إلهي ماذا تريد منكما المديرة؟!ردت جوليت :لا أعلم أتمنى أن لا يكون أمرا خطراأو مشكلة ما.فذهبتا ماري وجوليت إلى المديرة وعندما دخلتا غرفتها قالت المديرة ببهجة :مرحبا ماري وجوليت كيف حالكما اليوم؟أجاباها معا :بخير.ثم سألتهما المديرة :أنتما الآن في أي مرحلة دراسية؟تبادلتا ماري وجوليت النظرات ثم ردت ماري :لم أدرس في أي مرحلة دراسية لكني أجيد القراءة والكتابة.ثم قالت جوليت :وأنا مثلها.قالت المديرة في حيرة :أم .. حسنا إذن من الغد ستبدأن دراسة وعندما تنتهيا من المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية سنعطيكما مبلغا من المال وبعدها سيعود القرار إليكما في أن تبقيا في الميتم أو تخرجا منه لتكملا حياتكما خارجا ولا تنسيا أن تكملا دراستكما الجامعية خارجا لتبنيا مستقبلكما. عند كل كلمة كانت تقولها المديرة تفرحا ماري وجوليت وعندما انتهت المديرة من حديثها أمسكتا ماري وجوليت أيدي بعضهما البعض وهما سعيدتان وقالت ماري ببهجة لجوليت : أخيرا سأدرس وأحقق أمنية جدتي .. حمدا لله. ومن ثم عادتا إلى غرفتهما وهما سعيدتان تجمعوا الفتيات حولهما بفضول وهن يسألونهما :ماذا قالت لكما المديرة؟!أجابت جوليت وهي فرحة :سوف نبدأ ندرس من الغد.قالت فتاة بضجر :غريبتان أنتما لماذا تحبان الدراسة نحن نكرهها بشدة!ثم تفرقوا الفتيات من قربهما وبعدها قالت الفتاة لارا لإحدى الفتيات :أتعلمين تلك الفتاة التي تدعى ماري مسلمة الديانة.تعجبت الفتاة وردت :أحقا ما تقوليه!ردت لارا باهتمام :نعم وأعتقد أنها فخورة بديانتها.قالت الفتاة:أظن أنها طيبة جدا هذا رائع ستعرفنا على الديانة الإسلامية ربما نحبها, ملامحها تبدو جدا عربية.نامت ماري في تلك الليلة وهي مسرورة وتشعر براحة كبيرة تدفء قلبها أخيرا أمنية جدتها سوف تتحقق.
                    التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 02-03-2011, 17:01.




                    سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                    تعليق

                    • إبتسام ناصر بن عتش
                      أديب وكاتب
                      • 19-02-2011
                      • 194

                      #25
                      ( الفصل التاسع عشر )
                      استيقظت ماري مبكرا وهي نشيطة جدا وقد كانت مسرورة لأنها اليوم سوف تبدأ دراسة أيقظت ماري صديقتها جوليت قالت جوليت وهي تشعر بالنعاس : آه ماري ما زال الوقت مبكرا. ابتسمت ماري وقالت برقة : لكننا اليوم سنبدأ دراسة هل نسيتي؟ ردت جوليت وهي شبه نائمة وتتعثم : نعم .. نعم أعلم ذلك دعيني الآن أنام. أخذت ماري رسالة جدتها من تحت وسادتها وحضنت الرسالة وقالت ببهجة عارمة : جدتي سأدرس وسوف يصبح لي مستقبلا باهرا إن شاء الله كما أردتي سوف تتحقق أمنيتك كم أنا مسرورة. ثم دخلت العاملة الغرفة ومعها وجبات افطار أرجعت ماري رسالة جدتها تحت وسادتها صفقت العاملة وقالت بخشونة : هيا .. هيا استيقظن أتى موعد الافطار أيها الكسولات الساعة الآن السابعة استيقظن. فاستيقظوا الفتيات جميعا ثم قالت العاملة : أين اليتيمتان ماري وجوليت؟ ردت ماري : أنا ماري. ثم ردت جوليت : وأنا .. جوليت. قالت العاملة : ستبدأن اليوم دراسة. تبادلتا ماري وجوليت النظرات بسرور و أخذن الفتيات افطارهن ثم قالت العاملة بصرامة : لا تصدروا فوضة كونوا مهذبات. وخرجت من الغرفة تجمع الفتيات حول ماري وجوليت وسألتهما احدى الفتيات : كيف شعوركما هل أنتما جاهزتان للدراسة؟ ردت ماري ببهجة : بالتأكيد! قالت فتاة أخرى: حقا أشفق عليكما لماذا أنتما مسرورتان الدراسة مضجرة جدا. ردت فتاة من الأيتام والتي تعد النبيهة في الميتم : لا تقولي ذلك أنت ترعبينهما هكذا, الدراسة هي التي تحقق أحلامك ومن لا يدرس يصبح فاشلا في حياته. قالت احدى الفتيات : لوسي كفاك أذبا نعلم أنك ذكية وطموحة لكن ليس طوال الوقت كوني مرحة قليلا. نظرت لوسي بضيق إلى الجانب الآخر ثم قالت احدى الفتيات لماري وجوليت : عرفانا عنكما أكثر وعن حياتكما قبل مجيئكما إلى الميتم. قالت جوليت : اسمي جوليت وأنا يتيمة الأبوين وعمري اثنى عشر عاما. ردت فتاة من الأيتام : أنا أيضا يتيمة الأبوين واسمي اريكا لكنه ليس اسمي الحقيقي فالميتم هو الذي اختار لي هذا الاسم لم أرى يوما والداي. قالت جوليت : لا بأس على كل حال يجب أن نرضى بما لدينا وبما قدر لنا. قالت لوسي : جوليت كلامك جميل صحيح ما قلتيه .. علينا أن نرضى بحياتنا كما هي كي لا نصاب باليأس وأيضا الإنسان هو من يصنع حياته بنفسه وهو الذي يختار طريقه الذي يسلكه من اجتهذ في حياته وكافح فيها عاش هنيئا وراضيا بنفسه ومن جزع واستسلم لفشله فسوف يقاسي مرارة الأيام. قالت اريكا بضجر : حسنا كفانا من هذا الحديث دعونا نتحدث عن أشياء أكثر متعة. قالت ماري : أنا أدعى ماري وعمري احدى عشر عاما وأنا أيضا يتيمة الأبوين لكني كنت أقيم عند جدتي إلا أنها ماتت. قالت اريكا : آه جميعهم يرحلون عنا أتعلمون أحيانا أشعر بالوحدة هنا لأنني أفتقد جزء مني هل تعلمون ما هو ؟! إنني أفتقد والداي المجهولان أحيانا أود الصراخ بأعلى صوتي بسبب الضجر والقهر لكنني عندما أكبر سأكوِّن عائلة جميلة ولن أترك أبنائي أبدا سأكون لهم كل شيء هم بحاجة إليه. وهكذا أكملوا الفتيات أحاديثهم إلى أن أتى موعد الذهاب إلى المدرسة دخلتا ماري وجوليت غرفة التدريس وهما مسرورتان وينبع الأمل من عينيهما وكانتا جدا منصتتان للدروس وانتهى دوام المدرسة عادتا إلى غرفتهما جلست ماري على سريرها سألت لارا- ماري : كيف كانت الدروس معكما؟ ردت ماري : كانت جيدة وممتعة. ابتسمت لارا وقالت : أتمنى لكما حظا موفقا. ابتسمت ماري وردت بلطف : شكرا. أما جوليت التي كانت تنظر من النافذة التي فيها حدائد وضعت كفيها على الحدائد ونظرت إلى الخارج بتأمل وقالت بصوت منخفض : يا إلهي لن أستطيع التحمل أكثر بدأت أشعر بالوحدة والعزلة من الصعب أن أعيش في غرفة مغلقة ولا أخرج منها أبدا حقا هذا صعب! اقتربت ماري من جوليت وسألتها : جوليت هل أنت حزينة؟ نظرت جوليت إلى ماري محاولة اخفاء الحزن منها وابتسمت وقالت : لا, لست حزينة. ثم خرجت جوليت من الغرفة وهي حزينة وقالت تحدث نفسها : لن أستطيع العيش في الميتم لا يمكنني الخروج منه كيف سأكمل حياتي هنا! وأدمعت عيناها ثم رأتها عاملة في الميتم وصاحت على جوليت : أيتها الفتاة ماذا تفعلين هنا عودي إلى غرفتك حالا. حزنت جوليت وعادت إلى الغرفة واستلقت على السرير وهي حزينة ويائسة ووضعت غطائها على جسدها ونامت وعندما حل الليل استيقظت جوليت وهي محبطة وجلست على سريرها وهي تشعر بالإرهاق نظرت ماري إلى جوليت بتعجب وسألتها : جوليت ماذا بك أعلم أنك حزينة؟! نظرت جوليت إلى ماري بحزن وقالت : سأخبرك وأتمنى أن تفهميني. أومأت ماري رأسها بنعم ثم قالت جوليت : أشعر بالعزلة هنا أحب الخروج إلى الشارع ورؤية الناس والأسواق وهنا ممنوع علينا الخروج لمدى الحياة كيف سأعيش طوال حياتي هنا كيف! ابتسمت ماري برقة وتربت على كتف جوليت وقالت : لا تبالي ستعتادين أنظري إلى الفتيات اللواتي هنا يضحكون ويمرحون لا تكوني محبطة ويائسة. ابتسمت جوليت وقالت لماري بلطف : شكرا ماري .. أود الجلوس قليلا بمفردي. قالت ماري : حسنا جوليت كما تريدين وإذا أردتيني سأكون بجانبك أرجوك لا تفكري بشيء يزعجك عيشي حياتك كما هي. اخفضت جوليت رأسها وهي حزينة ومتضايقة ثم ابتسمت ابتسامة مغصوبة وقالت تحدث نفسها : لا بأس سأعتاد على الميتم لم تنتهي الحياة هنا. ثم ألقت نظرها باتجاه النافذة وهمست بنبرة حزينة :أود أن أسافر وأتجول الكون أود أن أطير لأبعد مكان يكون ربما قلبي الصغير سيطمئن ويسعد أرى نورا ساطع يخبرني أن الحياة جميلة وينصحني بالنهوض والمرح ما زال الأمل يضيء قلبي فغدا أحقق أحلامي وسوف تصبح حياتي جميلة. ثم ابتسمت وقالت : كما قالت ماري سأعتاد على الميتم .. لن أيأس من شيء.
                      التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 02-03-2011, 17:16.




                      سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                      تعليق

                      • إبتسام ناصر بن عتش
                        أديب وكاتب
                        • 19-02-2011
                        • 194

                        #26
                        ( الفصل العشرون )


                        في اليوم التالي اجتمعوا اليتيمات في غرفة استقبال الزوار وأخذت المديرة تقول لهم : سوف يأتون ضيوف إلى دارنا عليكم احسان ضيافتهم كونوا لطفاء معهم سوف يجلبون لكم أشياء جميلة من ألعاب وملابس. نظرت اريكا إلى لويس وابتسمت بضجر وهي غاضبة وتشعر بالقهر بعد برهة دخلت العاملة غرفة الاستقبال وقالت للمديرة بتوتر : سيدتي لقد قدموا الضيوف. قالت المديرة : أدخليهما. خرجت العاملة لتأذن للضيوف بدخول الغرفة قالت المديرة لليتيمات بهمس : التزمن الهدوء الآن. ثم دخلوا الضيوف بدَو أنهم من أسر ثرية مرموقة من أطفال في عمر ماري وأكبر إلى كبار أنيقين يتصرفون بطريقة الأورستقراطيين فجأة تصنعت المديرة وجه بشوش وقالت بسرور وابتسامة عريضة : آه لقد أنرتم دار الأيتام. وبدأت تصافح الضيوف بحرارة أما اليتيمات كانوا واقفات قرب بعضهن البعض ينظرون بخجل إلى الضيوف والأطفال الذين في عمر اليتيمات الصغيرات كانوا ينظرون إلى اليتيمات بتعجب وشفقة ثم تجمعوا الضيوف حول اليتيمات وهم ينظرون إليهم بشفقة قالت امرأة من الضيوف : يا إلهي كم أنتن جميلات! ثم أخرجت من كيسها الكبير الممتلئ رداء أحمر قديم وأعطته لإحدى اليتيمات نظرت اليتيمة إلى الجانب الآخر رافضة أخذ الرداء فلا تود المذلة أو الشفقة من أحد نظرت المديرة نظرة حادة إلى اليتيمة ثم أخذت اليتيمة الرداء القديم وهي حزينة قالت المرأة بسرور : سوف تبدين جميلة به إنه رداء ابنتي عندما كانت صغيرة في عمرك لكنها الآن كبرت وأصبح لا يليق عليها فضلت أن لا أرميه لأنه غالي الثمن وجميل. قالت المديرة بسرور لليتيمة : هنيئا لك به يا حبيبتي. خجلت اليتيمة المسكينة واحمرت وجنتاها وهي حزينة ثم اقتربوا الأطفال من اليتيمات وقالت فتاة في عمر ماري لاريكا بتعجب : ما هو شعورك لأنك يتيمة وليس لديك والدان؟! حزنت اريكا وردت بنبرة هادئة وهي مخفضة رأسها : لقد اعتدت على ذلك. ثم قالت الفتاة : مسكينة حقا هل تتمنين رؤية والداك؟ ابتسمت اريكا بحزن وكادت أن تبكي ثم قالت محاولة اخفاء حزنها وألمها : أحلم أن أراهما دائما إلا أنني أراهما في منامي وهذا يكفيني. فجأة قالت المديرة للضيوف : حسنا أعزائي الكرام شكرا على صدقاتكم فاليتيمات بحاجة إلى حنان يشعرهن أن لهم أهمية في المجتمع ويعوضهن من فقدان حنان والديهم. ثم بدأن الضيوف يقولون لليتيمات بشفقة : مساكين! .. كم أتمنى مساعدتكن أكثر! أما اليتيمات فقد كانوا خجولات من المذلة والشفقة من قبل الناس قالت المديرة ببهجة للضيوف : ما رأيكم أن نحتسي كوب الشاي فاليتيمات بحاجة إلى النوم الآن بإمكانكم ترك صدقاتكم في هذه الغرفة ونحن سوف نسلمها بأمانة إلى بناتنا اليتيمات. ثم تركوا الضيوف ما بيدهم من صدقات وأخذوها العاملات ليسلموها فيما بعد إلى اليتيمات خرجوا اليتيمات من غرفة الاستقبال ذاهبات إلى غرف نومهم دخلتا ماري وجوليت غرفة النوم ودخلوا معهم اليتيمات اللواتي يشاركنهم الغرفة جلست اريكا على سريرها وقالت بقهر : لقد سئمت من هذا الذل والشفقة إلى متى يا إلهي سأبقى ذليلة هذا ظلم!


                        أما العاملات اللواتي أخذوا أكياس الصدقات من الضيوف أخذوا معا يفتشوا الأكياس وهم في المطبخ وأخذت واحدة منهم سوار ذهبي يبدو ثمين وقالت بدهشة : واو كم هذا السوار جميل .. أنا سآخذه. ثم وجدت بنطال أبيض قبيح وقالت : لا هذا يليق على اليتيمات سأدعه لليتيمات. وأخذوا العاملات يفتشوا في الأكياس ويسلبوا ما يعجبهم من الصدقات الخاصة باليتيمات تاركين ما لا يعجبهم لليتيمات


                        جلسن اليتيمات في الغرفة وهن حزينات إلى أن قالت لويس للارا محاولة ازالة أجواء الحزن : هيا لارا غني لنا أغنية بصوتك المغنون. خجلت لارا وقالت : لا, لا أستطيع الآن. تربت لويس على كتف لارا وقالت : هيا لارا أرجوك. ثم بدأن اليتيمات يشجعون لارا على الغناء ضحكت لارا بخجل وقالت : حسنا لكن أنتم صفقوا لي وأنا أغني كي لا أتوتر. قالت لويس : حسنا فقط أنت أنشدني لنا أجمل الكلمات. ثم قبضت لويس على يد لارا وجرتها قائلة : قفي وسط الغرفة ونحن سوف نقف حولك. وقفت لارا وسط الغرفة وتجمعوا الفتيات حولها بسرور ثم بدأت تغني قائلة :


                        الحياة جميلة لنرقص ونغني كلنا واحد فهيا نمرح لا أحد يريد الحزن لنفسه اضحكي, افرحي, ألعبي, ولا تهتمي كوني أنت وافعلي ما تريدين أنت صغيرة,صغيرة, صغيرة, والحياة أمامك طويلة المدى ربما نكون تحت الأضواء أو لا نكون لكن الأهم أننا سعداء وهذا يكفينا المرح والضحك هو مفتاح السعادة تعالي يا صديقتي افرحي معي فالفرحة لا تحلو إلا معك كلنا مميزون ونملك جمال الروح ومن لا يراعيك فلا تراعيه ابتسمي لتبتسم الحياة لك فالحياة جميلة والطريق أمامك مليء بالزهور أنت زهرة متفتحة تطل على العالمأنظري إلى من حولك الجميع يحبك الجميع بقربك نحن نحبك لأنك ممتعة ولطيفة لالالا هيه لالالا هيه أرأيتِ الحياة جميلة والعالم مليء بالعجائب أرأيتِ لا سبب يدعو للحزن نحن نحبك لأنك لطيفة أنت مسلية ونحن نحبك وهذا هو ما يهم الحب كنز لا يباع فاحتفظي بجمال روحك لتكوني أسيرة السعادة.


                        كانوا الفتيات يصفقوا لها وهن سعداء ومستمتعين وبدأوا يتفاعلوا مع الأغنية ويرددوا بصوت واحد وراء لارا وهي تغني ثم بدأوا يدورون حولها وهم يضحكون معا.
                        التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 02-03-2011, 17:39.




                        سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                        تعليق

                        • إبتسام ناصر بن عتش
                          أديب وكاتب
                          • 19-02-2011
                          • 194

                          #27
                          ( الفصل الاحدى والعشرون )



                          بعد مرور شهرين .. انتهى دوام المدرسة في الميتم خرجت ماري من غرفة التدريس وهي تحمل كتابا بيدها وكانت جوليت تحدث الفتيات ويضحكن معا عندما دخلت ماري غرفتها التي في الميتم كانوا الفتيات يتحدثن مع بعضهن البعض بصوت عال ويتمازحن بالوسادات والأيدي ذهبت ماري إلى سريرها ووضعت كتابها في حقيبتها الصغيرة وقالت لجوليت بينما كانت جوليت تسرح شعرها : جوليت أود الخروج منذ فترة طويلة لم أخرج أشعر بالضيق قليلا .. أتودين أن تأتي معي؟ردت جوليت وهي منشغلة بتسريح شعرها :لا ماري اذهبي أنت. وذهبت ماري إلى المديرة وأخبرتها أنها تود الخروج نظرت إليها المديرة نظرة تعجب وقالت بجدية :ماري لماذا تودين الخروج؟! اقرئي كتبا مفيدة وسيذهب فراغك في شيء مفيد.ردت ماري وهي مبتسمة :لكن سيدتي أود الخروج قليلا أود رؤية الناس والأسواق.قالت المديرة :أنا أعلم أنت مثل باقي اليتيمات اللواتي هنا يشعرون بالضيق من المبيت في الميتم وعدم الخروج منه أو التفسح بإمكانك الخروج لكن لا تتأخري عن ربع ساعة أنتظر عودتك.ردت ماري وهي فرحة :شكرا سيدتي منذ وقت طويل وأنا أتمنى الخروج ربما لا تعلمين أنني قضيت نصف حياتي في الشارع قبل المجيء إلى الميتم كنت ألهو وأبيع فيه.وتبسمت ماري بصوت خفيف وأكملت حديثها :لذلك أصبح جزء من حياتي لا أستطيع الاستغناء عنه.ابتسمت المديرة بجمود ثم قالت بجدية :اذهبي ماري وكما قلت لك لا تتأخري عن ربع ساعة وأعلمي أن هذه آخر مرة أسمح لك بالخروج من الميتم.خرجت ماري من دار الأيتام وهي تشعر بسرور ودفء يغمر قلبها البريء كالرضيعة التي تبدأ بفتح عينها وتكتشف العالم بما فيه كان الجو جميل جدا والورود والأزهار الجميلة تتفتح لأنه فصل الربيع وكانت العصافير تغرد وهي فوق الأشجار نظرت ماري إلى من حولها ورأت الناس وهم سعداء ومستمتعين ومرت من قربها فتاة صغيرة تمشي مع والدتها وتقول لوالدتها :أمي أود الذهاب إلى الملاهي أود أن آكل الحلوى ..وأشارت بيدها إلى محل ألعاب كبير وهي تقول :أمي أنظري إلى محل الألعاب إنه جميل أود شراء دمية من هناك.ردت والدتها بابتسامة ولطف :حسنا حبيبتي سأجلب لك كل ما تريدينه.ابتسمت ماري ابتسامة حزينة وتمنت أن تكون الآن مع والديها وجدتها وذهبت ماري إلى محل الألعاب الكبير كانوا الاطفال مع آبائهم يشترون ألعاب من ذلك المكان وهم سعداء ويضحكون لم تستطع ماري دخول محل الألعاب لأنها لا تملك نقودا ووقفت قرب المحل وهي تنظر إلى الألعاب من خلال جدار المحل الزجاجي كانت ممسكة الجدار وقالت وهي تنظر بحزن إلى الألعاب :كلما أريد السعادة, أريد الحب, أريد الاطمئنان , تغلق الأبواب أمامي لا أعلم لماذا ! أشعر أنني الطفلة المسكينة التي ظلمتها الحياة, أرى جدتي ووالداي في أحلامي أراهم يضحكون وهم في مكان أخضر جميل يبدو عليهم السعادة يا إلهي أرزق كل الناس الأبرياء سعادة الكون متى أكون مثل باقي الأطفال الذين لديهم كل ما يتمنونه من لمسة حنان, وأفضل رعاية, و طعام شهي, في ميتم لا أعلم فيه أحد قدر لي أن أكمل فيه بقية طفولتي المسلوبة سأتحمل وأصبر ما دامت الحياة مستمرة لا لن أسمح لليأس أن ينتصر علي سأكون أنا الأقوى دوما وسأنهض كلما رأيت نفسي حزينة ولن أتذمر مهما قست أيامي.


                          ثم ابتسمت وأخفضت رأسها وعادت إلى الميتم.
                          التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 02-03-2011, 17:49.




                          سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                          تعليق

                          • إبتسام ناصر بن عتش
                            أديب وكاتب
                            • 19-02-2011
                            • 194

                            #28
                            ( الفصل الاثنى والعشرون)
                            بعد مرور عشر سنين كانت ماري تسرح شعرها وهي سعيدة لقد تخرجت من الثانوية والآن تستعد للدراسة في الجامعة خارج الميتم أما جوليت فقد كانت تضع أغراضها وملابسها في حقيبة كبيرة وهي سعيدة جدا وعندما انتهيتا من كل ذلك خرجتا من الغرفة كانوا اليتيمات حزينات لفراق ماري وجوليت ودعتا ماري وجوليت دار الأيتام متشوقتان للعودة إلى حيهم القديم, ومستعدتان صعود الشاحنة التي ستوصلهما إلى الحي جميع فتيات الميتم كانوا في فيناء الميتم يودعا ماري وجوليت وقبل أن تدخلا ماري وجوليت الشاحنة سألتهما المديرة :هل ستزورا الميتم؟ردت ماري :بالتأكيد لقد أصبح الميتم جزء من حياتنا لن ننساه.وأكملت جوليت:لقد قضينا طفولتنا فيه وتعرفنا على صديقات كثر و هو كان باب دخولنا إلى العلم وهو الذي حقق حلمنا وبنى مستقبلنا.ابتسمت المديرة وانحنت لماري وجوليت بفخر ثم ركبتا ماري وجوليت الشاحنة ولوحا ايديهما إلى الفتيات المتشوقات الخروج من الميتم كانت ماري وهي في الشاحنة في المقعد الخلفي تتذكر أحداث جميلة حصلت لها في طفولتها تذكرت عندما تمكنت من الهروب من قصر سلفينا وتذكرت أصدقائها الذين تعرفت عليهم في ذلك القصر المخيف تذكرت فابيان عندما ودعها وتذكرت براءة توم وتذكرت روين المشاكسة وشقيقها روبن ثم تذكرت عندما عادت إلى منزلها وأول من استقبلها جارتها روز بذهول وتذكرت عندما ركضت إلى احضان جدتها بلهفة, ثم ابتسمت ومالت رأسها نحو النافذة وهمست : كم اشتقت إليك يا روز!
                            خرجت روز من منزلها أصبحت روز الآن مسنة تسير ببطء ومعها عصى تساعدها على السير جلست على كرسي قرب باب منزلها وأسندت رأسها على عصاها وقالت بتحسر : آه هاقد أصبحت مسنة وعاجزة عن الاعتناء بنفسي أيا ليت الشباب يعود يوما!
                            وصلتا ماري وجوليت إلى الحي الذي كانتا تقيمان فيه خرجتا من الشاحنة وهما تنظران بسرور إلى الحي مرتا من مصنع الحلوى الذي كان يمتلكه الخال جيمس وقد كان المصنع يبدو مهجورا وليس به عمال كما كان سابقا حملقت ماري على مصنع خالها جيدا وقالت بتعجب لجوليت :لماذا مصنع خالي أصبح هكذا؟! .. لقد تغير كثيرا؟!وواصلا السير .. قالت جوليت وهما في منتصف الطريق نحو منزل روز :تغيرت أشياء كثيرة حتى المنازل والطرق تغيرت أو ربما أنا أعتقد ذلك لا أعلم كيف روز أصبحت الآن!ومضيتا السير في الطريق وقد كان الطريق خال من الناس وعندما وصلتا قرب منزل روز كانت روز حينها جالسة على كرسي قرب باب منزلها في الخارج, تفكر وهي تسند رأسها على عصاها وعندما رأت ماري جارتها روز ظلت واقفة بعيدا عن الجارة تتذكر أيامها اللطيفة معها كانت جوليت متعجبة تنظر إلى ماري وتقول:ماري ماذا بك! أنظري إلى روز إنها جالسة هناك هيا لنذهب إليها ..لماذا أنت واقفة؟!نظرت ماري إلى جوليت وابتسمت ثم ذهبت مسرعة إلى الجارة روز وذهبت ورائها جوليت عندما رأتهما الجارة روز من مسافة بعيدة وقفت من كرسيها وقالت وهي مندهشة :ما الذي أراه ماري وجوليت هنا!فحركت نظارتها الدائرية التي تضعها على عيناها لتتأكد من أن ما تراه حقيقة وعندما اقتربتا منها قالت ماري بلهفة وابتسامة رقيقة :روز أنا ماري هل تذكريني؟ردت روز وهي مندهشة :وكيف لا أتذكركما!فرحت روز بلقاء ماري وجوليت وقالت بلهفة لهما : كم كبرتما لم أكن أتوقع أنني سأراكما يوما كل يوم أرى منزلكما وأتذكركما اشتقت إليكما كثيرا.ردت ماري وعيناها تكاد تدمع :وأنا أيضا اشتقت إليك لم أنسى طيبتك أبدا.أدمعت عينا روز وقالت:مرت عشر سنين لم أراكما فيها يا لها فترة طويلة ها قد رأيتكما من جديد كأنه حلم يتحقق.ثم سألتهما الجارة بجدية :ما رأيكما أن تقيمان معي؟ردت ماري بلطف :بالتأكيد روز وسأكمل إن شاء الله دراستي الجامعية لأصبح محامية وسنشتري منزل كبير أو ربما أعَمِّر منزل جدتي من جديد حفاظا على ذكراها وسنعيش معا فيه أنا وأنت وجوليت وابنتك ساره.قالت روز :آه ابنتي ساره تزوجت وأنجبت طفل عمره الآن ست أعوام وانتقلت للعيش مع زوجها في مدينة باريس.قالت جوليت بتعجب :حقا هذا رائع! .. أتمنى أن أراها وأرى طفلها قريبا .. أعتقد أن أشياء كثيرة قد تغيرت هنا!تذكرت ماري منزلها القديم وقالت :كم اشتقت إلى منزل جدتي أود الذهاب إليه لرؤيته.ردت روز :حسنا لنذهب إلى منزل الجدة.وساروا الثلاثة في الطريق المؤدي إلى منزل الجدة ومروا صدفة من مصنع الحلوى الذي كان يمتلكه الخال جيمس قالت ماري بذهول :أنا و جوليت عندما مررنا من هنا منذ قليل تعجبنا من المصنع أين العمال الكثر الذين كانوا يعملون فيه! لم يعد المصنع كما كان سابقا أصبح كأنه مهجور!ردت روز :خالك لم أره منذ سنين منذ أن وقعت حادثة انهيار المصنع.قالت ماري بتعجب :كيف انهار؟! .. ما الذي حصل فيه؟!وضعت روز يدها فوق كتفا ماري وأجابت ومعها عصاها التي تساعدها على السير:لم يعد خالك ذلك الرجل الثري فمصنع الحلوى قد انهار فجأة وخسر أموال هائلة فاصبحت الديون ورائه وجميع الموظفين طالبوا برواتبهم وحقوقهم إلى أن يئس وباع مصنعه ليسدد الديون وباع منزله الكبير واشترى منزل صغير في حي بعيد و ذلك منذ سبع سنين .. ويقال أن ابنته جودي الآن لا تكن له أي احترام وقاسية معه لا أتعجب من ذلك فهي منذ صغرها لا تحترم أحدا وكذلك يقال أن سمعتها أصبحت سيئة في الحي الذي يقيمان فيه دائما تتشاجر مع الفتيات وتصاحب الفتية هذا خطأ والدها كان يدللها كثيرا ويغضب إذا وبخ شخص ابنته لمصلحتها أو عايب أخطائها. تعجبت ماري ونظرت بأسى وقالت :مسكين خالي!رغم المعاملة القاسية والاحتقار التي تذوقتها ماري من خالها إلا أنها ما زالت تحبه ولا تحمل في قلبها كره أو غضب منه بل نسيت كل شيء مؤلم حصل لها في السابق وبدأت تخطط لمستقبلها.
                            ثم واصلوا السير وعندما دخلوا منزل الجدة كان المنزل مظلما و مهجورا عندما رأت ماري الكرسي الذي عادة تجلس فيه جدتها تذكرت جدتها و أمسكت الكرسي وأدمعت عيناها ثم نظرت إلى النافذة وقالت في نفسها وعيناها تحمل الأمل : لن أنساك جدتي سأبقى دائما على ذكراك حققت أمنيتك وتعلمت والآن سأدرس في الجامعة لأصبح محامية وسأساعد الضعفاء وأطالب بحقوق المساكين هذا ما أردتيه دائما.ثم ابتسمت و أخفضت رأسها, وبعد مرور خمس سنين ذهبت ماري لتكمل دراستها الجامعية في مدينة باريس وحيث أرادت أن تصبح محامية لتتمكن من نصرة الأطفال المشردين في البلاد لأن طفولتها كانت قاسية, أما جوليت فقد أرادت أن تصبح ممرضة وحققت حلمها بجهدها و تفوقها, وهكذا بائعة التفاح الصغيرة أصبحت محامية شهيرة تعمل في جمعية حقوق الإنسان لتطالب بحقوق الأطفال المشردين.
                            تعلموا يا أحبائي الصغار أن لا شيء مستحيل مهما كانت ظروف الإنسان ومشاكله العميقة فالإنسان الطموح والصبور والطيب هو الناجح والمتوفق في حياته و تذكروا الابتسامة هي عنوان السعادة والحياة كفاح.
                            *الـنـهـايـة *
                            التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 02-03-2011, 18:04.




                            سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                            تعليق

                            • إبتسام ناصر بن عتش
                              أديب وكاتب
                              • 19-02-2011
                              • 194

                              #29

                              كاتبة القصة


                              إبتسام ناصـر بـن عتـش


                              التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 21-11-2012, 00:08.




                              سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X