رسالة من عربية سورية إلى كل الأخوة العرب
شهد مطلع عام 2011 نمطا جديدا من المظاهرات قلب موازين السياسة ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم كله...لقد تحولت هذه المظاهرات إلى ثورات اقتلعت رؤوس الاستبداد و الطغيان الذين كانوا جاثمين على صدور الشعوب .. و قد سطر التاريخ العربي الحديث لأول مرة منذ فراغ صفحاته من أعمال البطولة و الكرامة العربية ثورات خضراء أثبتت للعالم بأن الشعب العربي لا يموت حتى و لو غفل وعندما يغضب لا بد أن تنهار أمامه قوى الاستبداد و الظلم الذي تلفح بوشاحها طويلا و عان مرارة سطوتها على وجوده كإنسان..
كان لثورة تونس التي أشعلت فتيل الثورات العربية المتتالية في الوطن العربي الكبير ، و التي كانت المحرك الأساسي لثورة مصر ، أثرا كبيرا في تغيير وجه المنطقة العربية ، بل سيكون لها تأثيرا لتغيير وجه العالم الغربي بسبب ارتباط العالم الغربي بمصالح كبيرة مع الوطن العربي ، و بسبب علاقات التدخل في الشأن العربي مما أضر هذا بمصالحها ..و امتدت العدوى لتشمل باقي الدول العربية و كان لليمن و البحرين و ليبيا نصيبا من هذه العدوى ..لكن اختلفت أسباب الثورة جزئيا بسب اختلاف دوافع الثورة و بسبب اختلاف طبيعة المجتمعات هنا و ربما بسبب العامل التحريضي لخوض هذه الثورات. بالإضافة إلى بعض المظاهرات المطالبة بتغيير الدستور و إجراء إصلاحات سياسة واسعة كما هو في المغرب العربي. لكن هذه الثورات لم تتخطى حدود سورية العربية فكانت محصنة و ملقحة ضد عدوى الثورة ..
و بالمقابل كان هناك تحريضا خارجيا من قبل بعض المعارضين للضغط على الشعب العربي السوري لكي يخرجه من مكانه الأمن إلى مكان مضطرب سيفقد فيه كل عوامل الأمن و الاستقرار .
سورية هي دولة عربية جزء من الوطن العربي الكبير ، و لا بد لها من أن تتأثر من قريب أو بعيد بمجريات ما يحدث على ساحة الوطن العربي من تغييرات ، لكن سياسة سورية في إدارة شؤونها منذ القدم سياسة تختلف عن باقي السياسات العربية ، و هذا ما جعلها تحافظ على وجودها المهدد من قبل الكيان الصهيوني ، بل استطاعت أن تتجاوز الكثير من أزمات كان لبعض الأنظمة العربية و سعي أمريكا و إسرائيل إلى تطويقها دورا فيها لتكون بلدا ممزقا يسهل تطويعها ، و لتكون مركز انطلاقة إسرائيل للسيطرة على المنطقة العربية المحيطة بها.
شاءت الأقدار أن تبقى سورية كبلد عربي وحيدة في خندق المقاومة مع حزب الله و حماس فأصبحت بذلك عدوة لإسرائيل و لأمريكا و لكل الأنظمة العربية التي ترتبط مع الكيان الصهيوني بمصالح ..فسعوا جميعا إلى إجهاض دورها القيادي في دعم المقاومات و لم يفلحوا ..حاولت المعارضة السورية خارج سورية أن تحرك بعض المعارضين داخل سورية أو خارجها لكنها لم تفلح. حاولت بعض الأنظمة العربية العميلة بالتعاون مع إسرائيل أن تتآمر ضد سورية من خلال قيادة بعض عمليات الاغتيال للشخصيات و الزعامات العربية و تلصقها بسورية كي تستطع أن تعبر الجسد السوري و تزرع فيه الورم الخبيث لم تستطع ..حاولت إثارة بعض التجمعات غير العربية المقيمة في سورية من خلال تحريضهم المستمر على قلب النظام لم تستطع و الآن هناك تحريض لإثارة الفتنة في المجتمع السوري ليقود انتفاضة ضد نفسه لأن الواقع السوري لا يتطلب انتفاضة بل فقط المزيد من الإصلاحات و التغيير في نمط بعض السياسات .. و المؤسف حقا هذا التحريض يأتي من أخوة عرب لا تفهم حقيقية الوضع في سورية ، و لا تفهم طبيعة المجتمع و نسيجه ، و تتأثر للأسف بالكثير من أبواق الإعلام التي لها مصلحة في إسقاط النظام و لا يهمها حال الشعب السوري بمختلف أجناسه إلى أين سيذهب..
خطط بعض المعارضين المندسين عير شبكة الانترنيت أن يكون 5 شباط ( فبراير ) هو يوم الغضب السوري أمام البرلمان لإسقاط النظام ..لكن باءت محاولته بالفشل ، بل كردة فعل من الشعب السوري على هذا التحريض المغرض عبّر الشعب عبر المواقع الالكترونية و عبر الشارع السوري عن محبته للرئيس و تمسكهم به رغم كل المحاولات.
إذا نحن كعرب في سورية نختلف عن أخواننا العرب بأننا نحن من نتمسك بالرئيس ..نحن من نريده قائدا لهذا الوطن ، و الذي أثبت هذا القائد ، رغم صغر سنه ، بأنه قائدا تتشرف به سورية لما قدمه لسورية من عطاءات و انجازات منذ استلامه للرئاسة و حتى الآن ..و قد يخرج علي بعضهم ليقول : " بأنك لا تمثلي الشعب السوري.أقول لهم نعم لا أمثل لكن النسبة الغالبة من الشعب السوري الشريف يقع تحت مظلمة " نحن" ..و ما تبقى إما هو من المعارضة ، أو من الأقليات التي تريد أن تقلب النظام لتبني دولتها أو أنهم ممن تعرضوا للمسائلة أو السجون.
يكفينا شرفا يا أخوتنا العرب بأن رئيسنا لم يمرغ رؤوسنا في التراب لكي نتطبع مع إسرائيل و يعقد معها مصالح و نرفع علمها في دولتنا..يكفينا شرفا بأن المواطن السوري يعيش أمن سياسيا ما بعده أمن بسبب قيادته الحكيمة و قيادة المحبين لهذا الوطن ..يكفينا شرفا بأننا لم نغرق في بحار من الدماء بسبب المرض الطائفي الذي تغلغل إلى جسد بعض الدول العربية ففتك بها كورم خبيث ..فالكل يعلم نسيج المجتمع السوري و تكوينه ، فهو البلد الذي يحتوي أكثر الطوائف و المذاهب ، و تخيلوا عند تصعيد لغة الخطاب الطائفي أو المذهبي ما سيؤول إليه حال هذا البلد! ..يكفينا شرفا بأن الأزمات المالية التي تعرض لها العالم و على رأسها أمريكا لم نتأثر بها كثيرا لأننا دولة عندها اكتفاء ذاتي ، فكنا و ما زلنا بلدا منتجا و أرضا خصبة للكثير من الموارد و العقول الناضجة و الكوادر البشرية ..يكفينا شرفا بأننا لم نتآمر على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة و نقيم جدارا فولاذيا لنمنع عنه المعونات و هو يموت و نمنع عنه السلاح ليقاوم الكيان الصهيوني ..يكفينا شرفا بأننا لم نجعل من أرضنا و سمائنا ، كما هو حال بعض الدول العربية ، قواعد عسكرية لعبور الطائرات و الدبابات و الأسلحة لقتل المسلمين العرب و غير العرب و لا لضرب المقاومات التي هي مسمار تثبيت لأمن المنطقة العربية حتى لو اختلفت التوجهات..يكفينا شرفا بأن أبوابنا لم تغلق رغم الضغوط في وجه الأخوة العراقيين هربا من استبداد السلطات و عملائها ، و لا في وجه الأخوة اللبنانيين رغم كل ما فعلوه بنا نتيجة قضية الحريري و غيرها عندما اشتعلت الحروب في ديارهم ..
يكفيننا شرفا بأننا عروبيون كنا و ما زلنا نحافظ على مسارنا في قلب المنطقة العربية..
و الأهم من هذا يكفينا شرفا بأننا شعب واعي و عاقل و يحب وطنه و يحرص على لحمته و يقاوم كل من يريد لهذه اللحمة أن تتمزق لأننا ندرك بأن أمن سورية خط أحمر لن نسمح لأحد أن يتجاوزه ، حرصا على بقائنا أمنين في بلدنا العربي الذي نفتخر به كثيرا ..
لا ننكر كأي نظام في العالم في أن له مساؤى و له محاسن . و لا ننكر بوجود الفقر و البطالة و الفساد و وجود بعض الضوابط في الرأي و التعبير..لكننا لا ننكر بأن الرئيس الأسد و معه الشرفاء يسعون كيد واحدة لتنظيف البلد من هذه الأمراض التي تفتك بالمجتمع .و التغيير يا عقلاء لا يأتي في يوم و ليلة بل هو مسار طويل له عدة مراحل ، و لكل مرحلة لها قوانينها و ضوابطها و متطلباتها فلا تنفع أن أنتقل مباشرة من القاعدة إلى الهرم قبل أن أتدرج في مسيري لكي أصل رأس الهرم..
و نحن و قبل قيام الثورات تقود دولتنا حملة كبيرة لمكافحة الفساد و قد تجسدى هذا على أرض الواقع من خلال إقالة بعض الوزراء و المسؤولين الذين كانوا بؤرة فساد و في إعادة هيكلية الكثير من السياسات الاقتصادية و المالية و الاجتماعية و محاولة إعادة تأهيل الكوادر و المؤسسات الاجتماعية و تغير الكثير من النظم التي كانت بعجزها تشكل حجرة عثرة في نهوض المجتمع السوري ، و خصوصا المؤسسات التعليمية و كان لتوفير بيئة استثمار كاملة لجذب الأموال من الخارج حصة كبيرة في عملية التغيير التي يقودها الرئيس و أصحاب الشأن و التخصص فيه هذا..
سورية تتميز بسياستها بالحركة الذكية التي تدرك حقيقة كل مرحلة و متطلباتها فتسعى إلى تلبيتها بخطوات مدروسة و منظمة و لا تتأثر بالضغوط و العوامل المحرضة ضدها لأنها تعي مصدر هذه الضغوط و ما أهدافها ، و تعرف متى تصمت و متى تتكلم و متى تقدم و متى تتراجع..هذه هي السياسة الحكيمة التي تحاول أن تحافظ على مسار تقدمها باستخدام كل أدوات السياسة .. و جاحد من ينكر وضع سورية الآن .. و عمليات التغيير و الإصلاحات الشاملة مستمرة و ميزانية سورية أصبحت مفتوحة ، رغم عدم اكتفائها فهي ليست كباقي الدول العربية الغنية ، لكن و مع ذلك هناك توظيف في إدارة المال و اختيار الأولويات في إقامة المشاريع الإصلاحية و الاستثمارية و البنائية في سورية العربية .
المواطن السوري الشريف وحده يقدر حجم الآمان الذي يعيش فيه لأنه في قلب الوطن و ليس يعيش على هامشه ،و لا في الخارج يسمع و يقرا مقالات موجهة ..فلا عدو يفرد سيطرته علينا.. و لا عجز مالي و ديون تطالب بها الدول الكبرى المسيطرة ، و لا حالة الفقر المدقع الكبير ، و لا حالة الجريمة الاجتماعية المتفشية في المجتمعات ، و لا حالة الخيانات العميلة التي تتمركز في قلب البلد لتعث فيه فسادا ..مع اعترافي بوجد نسبة من الأمراض الاجتماعية لكنها ليست متفشية..
و أهم من هذا كله يدرك المواطن السوري الشريف بأن أمن سورية خط أحمر فلا يجوز من لا يتمتع بصلاحية صيانة الأمن أن يقترب من هذا الخط .. و هذا الاتفاق حول أمن سورية هو القاعدة التي نستند عليها في منع حدوث الشرخ الطائفي داخل المجتمع السوري المتعدد الطوائف و المذاهب و لمنع الكيان الصهيوني من التفريق بين هذه الطوائف ليمزقها و يستولي على سورية فيما بعد.. لا ننكر قضية الجولان الحبيب و التي لم ننساها و لن نتركها لكن كما قلت لكل مرحلة متطلباتها و ستأتي المرحلة التي نسترد فيها جولاننا الحبيب بإذن الله ..
إذا أمن سورية خط أحمر و الموكل بالحفاظ عليه كلنا رئيسا و شعبنا و قيادات و أي تجاوز لمحاولة خرق هذا الخط فهو تجاوز لأمن سورية ..
ويجب أن يعي الجميع هذه الحقيقة .. و نحن الغالبية أخثرنا أن يكون التغيير و الإصلاح و المزيد من الحريات مع وجود الضوابط المشروعة هي خطوتنا القادمة بقيادة الرئيس بشار الأسد و كل الشرفاء في سورية..
لا نريد دمارا لمجرد تهور غير محسوب فقط لنقلد غيرنا..فنحن نتميز عن غيرنا بأننا مختلفون في السياسة و التوجه و موقعنا في الخارطة العربية .
و يجب أن نحافظ على هذا التمييز و ليست العبرة في الصراخ لكن العبرة في تحقيق الأهداف المطلوبة بوسائل منطقية مفيدة..
و كل الدول العربية تشتم و تقذف رئيسها بشكل غير لائق إنسانيا إلا نحن السوريون الشرفاء نردد و في كل الأوساط " بنحبك يا بشار و نحن معك "
تكفينا هذه اللحمة بين الشعب و رئيسه لكي نكون مميزين عن غيرنا..
التوقيع مواطنة عربية سورية تحب بلدها و تحرص على أمنه.
رنا خطيب
حررت في : 23/2/2011
شهد مطلع عام 2011 نمطا جديدا من المظاهرات قلب موازين السياسة ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم كله...لقد تحولت هذه المظاهرات إلى ثورات اقتلعت رؤوس الاستبداد و الطغيان الذين كانوا جاثمين على صدور الشعوب .. و قد سطر التاريخ العربي الحديث لأول مرة منذ فراغ صفحاته من أعمال البطولة و الكرامة العربية ثورات خضراء أثبتت للعالم بأن الشعب العربي لا يموت حتى و لو غفل وعندما يغضب لا بد أن تنهار أمامه قوى الاستبداد و الظلم الذي تلفح بوشاحها طويلا و عان مرارة سطوتها على وجوده كإنسان..
كان لثورة تونس التي أشعلت فتيل الثورات العربية المتتالية في الوطن العربي الكبير ، و التي كانت المحرك الأساسي لثورة مصر ، أثرا كبيرا في تغيير وجه المنطقة العربية ، بل سيكون لها تأثيرا لتغيير وجه العالم الغربي بسبب ارتباط العالم الغربي بمصالح كبيرة مع الوطن العربي ، و بسبب علاقات التدخل في الشأن العربي مما أضر هذا بمصالحها ..و امتدت العدوى لتشمل باقي الدول العربية و كان لليمن و البحرين و ليبيا نصيبا من هذه العدوى ..لكن اختلفت أسباب الثورة جزئيا بسب اختلاف دوافع الثورة و بسبب اختلاف طبيعة المجتمعات هنا و ربما بسبب العامل التحريضي لخوض هذه الثورات. بالإضافة إلى بعض المظاهرات المطالبة بتغيير الدستور و إجراء إصلاحات سياسة واسعة كما هو في المغرب العربي. لكن هذه الثورات لم تتخطى حدود سورية العربية فكانت محصنة و ملقحة ضد عدوى الثورة ..
و بالمقابل كان هناك تحريضا خارجيا من قبل بعض المعارضين للضغط على الشعب العربي السوري لكي يخرجه من مكانه الأمن إلى مكان مضطرب سيفقد فيه كل عوامل الأمن و الاستقرار .
سورية هي دولة عربية جزء من الوطن العربي الكبير ، و لا بد لها من أن تتأثر من قريب أو بعيد بمجريات ما يحدث على ساحة الوطن العربي من تغييرات ، لكن سياسة سورية في إدارة شؤونها منذ القدم سياسة تختلف عن باقي السياسات العربية ، و هذا ما جعلها تحافظ على وجودها المهدد من قبل الكيان الصهيوني ، بل استطاعت أن تتجاوز الكثير من أزمات كان لبعض الأنظمة العربية و سعي أمريكا و إسرائيل إلى تطويقها دورا فيها لتكون بلدا ممزقا يسهل تطويعها ، و لتكون مركز انطلاقة إسرائيل للسيطرة على المنطقة العربية المحيطة بها.
شاءت الأقدار أن تبقى سورية كبلد عربي وحيدة في خندق المقاومة مع حزب الله و حماس فأصبحت بذلك عدوة لإسرائيل و لأمريكا و لكل الأنظمة العربية التي ترتبط مع الكيان الصهيوني بمصالح ..فسعوا جميعا إلى إجهاض دورها القيادي في دعم المقاومات و لم يفلحوا ..حاولت المعارضة السورية خارج سورية أن تحرك بعض المعارضين داخل سورية أو خارجها لكنها لم تفلح. حاولت بعض الأنظمة العربية العميلة بالتعاون مع إسرائيل أن تتآمر ضد سورية من خلال قيادة بعض عمليات الاغتيال للشخصيات و الزعامات العربية و تلصقها بسورية كي تستطع أن تعبر الجسد السوري و تزرع فيه الورم الخبيث لم تستطع ..حاولت إثارة بعض التجمعات غير العربية المقيمة في سورية من خلال تحريضهم المستمر على قلب النظام لم تستطع و الآن هناك تحريض لإثارة الفتنة في المجتمع السوري ليقود انتفاضة ضد نفسه لأن الواقع السوري لا يتطلب انتفاضة بل فقط المزيد من الإصلاحات و التغيير في نمط بعض السياسات .. و المؤسف حقا هذا التحريض يأتي من أخوة عرب لا تفهم حقيقية الوضع في سورية ، و لا تفهم طبيعة المجتمع و نسيجه ، و تتأثر للأسف بالكثير من أبواق الإعلام التي لها مصلحة في إسقاط النظام و لا يهمها حال الشعب السوري بمختلف أجناسه إلى أين سيذهب..
خطط بعض المعارضين المندسين عير شبكة الانترنيت أن يكون 5 شباط ( فبراير ) هو يوم الغضب السوري أمام البرلمان لإسقاط النظام ..لكن باءت محاولته بالفشل ، بل كردة فعل من الشعب السوري على هذا التحريض المغرض عبّر الشعب عبر المواقع الالكترونية و عبر الشارع السوري عن محبته للرئيس و تمسكهم به رغم كل المحاولات.
إذا نحن كعرب في سورية نختلف عن أخواننا العرب بأننا نحن من نتمسك بالرئيس ..نحن من نريده قائدا لهذا الوطن ، و الذي أثبت هذا القائد ، رغم صغر سنه ، بأنه قائدا تتشرف به سورية لما قدمه لسورية من عطاءات و انجازات منذ استلامه للرئاسة و حتى الآن ..و قد يخرج علي بعضهم ليقول : " بأنك لا تمثلي الشعب السوري.أقول لهم نعم لا أمثل لكن النسبة الغالبة من الشعب السوري الشريف يقع تحت مظلمة " نحن" ..و ما تبقى إما هو من المعارضة ، أو من الأقليات التي تريد أن تقلب النظام لتبني دولتها أو أنهم ممن تعرضوا للمسائلة أو السجون.
يكفينا شرفا يا أخوتنا العرب بأن رئيسنا لم يمرغ رؤوسنا في التراب لكي نتطبع مع إسرائيل و يعقد معها مصالح و نرفع علمها في دولتنا..يكفينا شرفا بأن المواطن السوري يعيش أمن سياسيا ما بعده أمن بسبب قيادته الحكيمة و قيادة المحبين لهذا الوطن ..يكفينا شرفا بأننا لم نغرق في بحار من الدماء بسبب المرض الطائفي الذي تغلغل إلى جسد بعض الدول العربية ففتك بها كورم خبيث ..فالكل يعلم نسيج المجتمع السوري و تكوينه ، فهو البلد الذي يحتوي أكثر الطوائف و المذاهب ، و تخيلوا عند تصعيد لغة الخطاب الطائفي أو المذهبي ما سيؤول إليه حال هذا البلد! ..يكفينا شرفا بأن الأزمات المالية التي تعرض لها العالم و على رأسها أمريكا لم نتأثر بها كثيرا لأننا دولة عندها اكتفاء ذاتي ، فكنا و ما زلنا بلدا منتجا و أرضا خصبة للكثير من الموارد و العقول الناضجة و الكوادر البشرية ..يكفينا شرفا بأننا لم نتآمر على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة و نقيم جدارا فولاذيا لنمنع عنه المعونات و هو يموت و نمنع عنه السلاح ليقاوم الكيان الصهيوني ..يكفينا شرفا بأننا لم نجعل من أرضنا و سمائنا ، كما هو حال بعض الدول العربية ، قواعد عسكرية لعبور الطائرات و الدبابات و الأسلحة لقتل المسلمين العرب و غير العرب و لا لضرب المقاومات التي هي مسمار تثبيت لأمن المنطقة العربية حتى لو اختلفت التوجهات..يكفينا شرفا بأن أبوابنا لم تغلق رغم الضغوط في وجه الأخوة العراقيين هربا من استبداد السلطات و عملائها ، و لا في وجه الأخوة اللبنانيين رغم كل ما فعلوه بنا نتيجة قضية الحريري و غيرها عندما اشتعلت الحروب في ديارهم ..
يكفيننا شرفا بأننا عروبيون كنا و ما زلنا نحافظ على مسارنا في قلب المنطقة العربية..
و الأهم من هذا يكفينا شرفا بأننا شعب واعي و عاقل و يحب وطنه و يحرص على لحمته و يقاوم كل من يريد لهذه اللحمة أن تتمزق لأننا ندرك بأن أمن سورية خط أحمر لن نسمح لأحد أن يتجاوزه ، حرصا على بقائنا أمنين في بلدنا العربي الذي نفتخر به كثيرا ..
لا ننكر كأي نظام في العالم في أن له مساؤى و له محاسن . و لا ننكر بوجود الفقر و البطالة و الفساد و وجود بعض الضوابط في الرأي و التعبير..لكننا لا ننكر بأن الرئيس الأسد و معه الشرفاء يسعون كيد واحدة لتنظيف البلد من هذه الأمراض التي تفتك بالمجتمع .و التغيير يا عقلاء لا يأتي في يوم و ليلة بل هو مسار طويل له عدة مراحل ، و لكل مرحلة لها قوانينها و ضوابطها و متطلباتها فلا تنفع أن أنتقل مباشرة من القاعدة إلى الهرم قبل أن أتدرج في مسيري لكي أصل رأس الهرم..
و نحن و قبل قيام الثورات تقود دولتنا حملة كبيرة لمكافحة الفساد و قد تجسدى هذا على أرض الواقع من خلال إقالة بعض الوزراء و المسؤولين الذين كانوا بؤرة فساد و في إعادة هيكلية الكثير من السياسات الاقتصادية و المالية و الاجتماعية و محاولة إعادة تأهيل الكوادر و المؤسسات الاجتماعية و تغير الكثير من النظم التي كانت بعجزها تشكل حجرة عثرة في نهوض المجتمع السوري ، و خصوصا المؤسسات التعليمية و كان لتوفير بيئة استثمار كاملة لجذب الأموال من الخارج حصة كبيرة في عملية التغيير التي يقودها الرئيس و أصحاب الشأن و التخصص فيه هذا..
سورية تتميز بسياستها بالحركة الذكية التي تدرك حقيقة كل مرحلة و متطلباتها فتسعى إلى تلبيتها بخطوات مدروسة و منظمة و لا تتأثر بالضغوط و العوامل المحرضة ضدها لأنها تعي مصدر هذه الضغوط و ما أهدافها ، و تعرف متى تصمت و متى تتكلم و متى تقدم و متى تتراجع..هذه هي السياسة الحكيمة التي تحاول أن تحافظ على مسار تقدمها باستخدام كل أدوات السياسة .. و جاحد من ينكر وضع سورية الآن .. و عمليات التغيير و الإصلاحات الشاملة مستمرة و ميزانية سورية أصبحت مفتوحة ، رغم عدم اكتفائها فهي ليست كباقي الدول العربية الغنية ، لكن و مع ذلك هناك توظيف في إدارة المال و اختيار الأولويات في إقامة المشاريع الإصلاحية و الاستثمارية و البنائية في سورية العربية .
المواطن السوري الشريف وحده يقدر حجم الآمان الذي يعيش فيه لأنه في قلب الوطن و ليس يعيش على هامشه ،و لا في الخارج يسمع و يقرا مقالات موجهة ..فلا عدو يفرد سيطرته علينا.. و لا عجز مالي و ديون تطالب بها الدول الكبرى المسيطرة ، و لا حالة الفقر المدقع الكبير ، و لا حالة الجريمة الاجتماعية المتفشية في المجتمعات ، و لا حالة الخيانات العميلة التي تتمركز في قلب البلد لتعث فيه فسادا ..مع اعترافي بوجد نسبة من الأمراض الاجتماعية لكنها ليست متفشية..
و أهم من هذا كله يدرك المواطن السوري الشريف بأن أمن سورية خط أحمر فلا يجوز من لا يتمتع بصلاحية صيانة الأمن أن يقترب من هذا الخط .. و هذا الاتفاق حول أمن سورية هو القاعدة التي نستند عليها في منع حدوث الشرخ الطائفي داخل المجتمع السوري المتعدد الطوائف و المذاهب و لمنع الكيان الصهيوني من التفريق بين هذه الطوائف ليمزقها و يستولي على سورية فيما بعد.. لا ننكر قضية الجولان الحبيب و التي لم ننساها و لن نتركها لكن كما قلت لكل مرحلة متطلباتها و ستأتي المرحلة التي نسترد فيها جولاننا الحبيب بإذن الله ..
إذا أمن سورية خط أحمر و الموكل بالحفاظ عليه كلنا رئيسا و شعبنا و قيادات و أي تجاوز لمحاولة خرق هذا الخط فهو تجاوز لأمن سورية ..
ويجب أن يعي الجميع هذه الحقيقة .. و نحن الغالبية أخثرنا أن يكون التغيير و الإصلاح و المزيد من الحريات مع وجود الضوابط المشروعة هي خطوتنا القادمة بقيادة الرئيس بشار الأسد و كل الشرفاء في سورية..
لا نريد دمارا لمجرد تهور غير محسوب فقط لنقلد غيرنا..فنحن نتميز عن غيرنا بأننا مختلفون في السياسة و التوجه و موقعنا في الخارطة العربية .
و يجب أن نحافظ على هذا التمييز و ليست العبرة في الصراخ لكن العبرة في تحقيق الأهداف المطلوبة بوسائل منطقية مفيدة..
و كل الدول العربية تشتم و تقذف رئيسها بشكل غير لائق إنسانيا إلا نحن السوريون الشرفاء نردد و في كل الأوساط " بنحبك يا بشار و نحن معك "
تكفينا هذه اللحمة بين الشعب و رئيسه لكي نكون مميزين عن غيرنا..
التوقيع مواطنة عربية سورية تحب بلدها و تحرص على أمنه.
رنا خطيب
حررت في : 23/2/2011
تعليق