لَيْلى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    لَيْلى

    لَيْلى


    لَفَتَ حُضورُ ليلى العامريّةِ أنظارَ الجُمهورِ في معرضِ الكتابِ الأخير ! دخلتْ الصالةَ بقوامِها المُعتدل ، ووجهِها الأبيضِ ، وعينيها الساحرتيْن ، تلبسُ عَباءةً ثمينةً فاخِرة ، وهي تُمسك بكفّها كفَّ " وَرْد " زوجِها الثّقفيّ الجميل . كانا يبدوان كسائحيْنِ عاشِقَيْن يستعرِضانِ تُحَفاً أثريّةً في سوقٍ غريبةٍ ! ثمّ وقعَ نظرُها مُصادفةً على ( ديوان قيْس بن المُلوّح ) فراحتْ لِلَحَظاتٍ تتأمّلُ غلافَهُ المُذهّبَ البديعَ ، ثمّ تناولتْهُ بفتورٍ وأخذتْ تُقلّبُ صفحاته ، فقرأتْ :

    نهاري نَهارُ الناسِ حتّى إذا بَدا * ليَ الليلُ هزّتْني إليكِ المضـاجِعُ


    لقدْ ثُبّتَتْ في القلبِ منكِ محبّـــةٌ * كما ثُبّتَتْ في الراحَتيْنِ الأصابعُ

    وقرأتْ :

    أحبّكِ حُبّاً لوْ تُحبّيـــنَ مثلَـــــــــهُ * أصـــابَكِ مِنْ وَجْدي عليّ جُنونُ


    فيا نفسُ صَبْراً لا تكوني لَجوجَةً * فما قدْ قضى الرحمنُ فهْوَ يكونُ

    وقرأتْ :
    " ثمّ لمّا يَئِسَ قيسٌ من زيارةِ ليلى خرجَ هائماً على وجههِ في الصّحراءِ ، وخرجَ أهلُهُ يبحثونَ عنه أيّاماً حتى عثروا عليه ميّتاً في مكانٍ قفرٍ بعيد ! وقرؤوا عندَ إصبعِهِ بيتين كانَ خطّهما قبلَ موته :

    توسّدَ أحجارَ المَهامِـهِ والقَفْرِ * وماتَ جَريحَ القلبِ مُندملَ الصّدرِ


    فيا ليتَ هذا الحُبّ يعشقُ مرّةً * فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ منَ الهجْــرِ

    تركتْ الديوانَ مكانَهُ بلا مٌبالاةٍ ، ثمّ شَدّتْ على كفّ " وَرْد " وألقَتْ برأسِها على كتفه وتابَعا سَيْرَهُما ..
    لقدْ أقسَمَ بعضُ مَنْ شَهِدَ الموقفَ أنّهُ رأى دُموعاً تسحّ من بين صَفَحاتِ الديوان بعدَ أنْ تركتْهُ ليلى !!
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    و ربما رأيتها أنا
    وشممت أنفاسه بين أصابعها

    جميلة الفكرة ، و أنيقة اللغة
    كما ليلى
    و إن تاهت ملامح ورد

    انتظرت مفاجأة
    فجعلتها أنت فى سطرها الأخير بعد أن القت بالكتاب ، و استمرت فى تفقدها للمعرض
    فماذا لو كان السطر الأخير أتى و الكتاب بين أصابعها ..
    ربما أوجد نوعا من الاشتباك مع البطلة

    الشعر أطال الأمر
    ربما لو تخلصت منه كان أفضل !

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • مصطفى حمزة
      أديب وكاتب
      • 17-06-2010
      • 1218

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
      و ربما رأيتها أنا
      وشممت أنفاسه بين أصابعها

      جميلة الفكرة ، و أنيقة اللغة
      كما ليلى
      و إن تاهت ملامح ورد

      انتظرت مفاجأة
      فجعلتها أنت فى سطرها الأخير بعد أن القت بالكتاب ، و استمرت فى تفقدها للمعرض
      فماذا لو كان السطر الأخير أتى و الكتاب بين أصابعها ..
      ربما أوجد نوعا من الاشتباك مع البطلة

      الشعر أطال الأمر
      ربما لو تخلصت منه كان أفضل !

      محبتي
      [align=right]
      ====
      أخي الحبيب ، الناقد النافذ ، والأديب المُبدع ،الأستاذ ربيع
      أسعد الله أوقاتك بكل خير
      أسعدني أنا ونصّي معاً أن تقرأه وتتأملّ فيه . وشرّفتني ملاحظاتك الفنّيّة الدقيقة التي تتوشّح التذوّق والعلم معاً .
      وَرْدٌ شخصيّة ثانويّة جداً في هذا النص القصير جداً ، وقد رأيتُ أن القصّة القصيرة جداً لاتحتمله أكثر مما بدا ..
      أما الشعر فمعك كل الحقّ في أنّه دخيل غير مرغوب فيه في هذا النوع من القصّة ، وإنّما أردتُ منه أن يستحضر روحَ قيس العاشق ..ليٍُسهم في التأثير .
      وأمّا ملاحظتكَ حولَ المفاجأة فهي في الصميم من تقنيات القصّة القصيرة جداً ، وقد ثمّنتُها ، كما ثمّنتُ وقدّرت كلّ ما تقدّم في ردّك القيّم وقد دخلتْ مُختبري ومُختمري
      أرجو أن تتقبل تحياتي وتقديري الدائمين
      ولك محبتي وأكثر
      [/align]

      تعليق

      • حسن الشحرة
        أديب وكاتب
        • 14-07-2008
        • 1938

        #4
        نص أقل ما يقال عنه أنه جميل جدا من كل ناحية..

        دمت والرقي أخي مصطفى

        احتراماتي
        http://ha123san@maktoobblog.com/

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسن الشحرة مشاهدة المشاركة
          نص أقل ما يقال عنه أنه جميل جدا من كل ناحية..

          دمت والرقي أخي مصطفى

          احتراماتي
          =====
          أسعد الله أوقاتك أخي حسن
          أقلّ قليلك ما أفخر به
          دمتَ بخير

          تعليق

          • مُعاذ العُمري
            أديب وكاتب
            • 24-04-2008
            • 4593

            #6
            [align=center]
            عمل طيب، وخيال سابر
            تخللته إثارة، ولم يخلُ من توتر
            أقرب في إيقاعه للقصة القصيرة، أو يمكن إعادة إخراجه، ليتسق أكثر مع القصيرة جدا

            صديقي الأستاذ الكريم مصطفى حمزة
            كان هذا تحليقا إبداعيا متميزا

            تحية خالصة
            [/align]
            صفحتي على الفيسبوك

            https://www.facebook.com/muadalomari

            {ولا تقف، ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك، كان عنه مسئولا}

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مُعاذ العُمري مشاهدة المشاركة
              [align=center]
              عمل طيب، وخيال سابر
              تخللته إثارة، ولم يخلُ من توتر
              أقرب في إيقاعه للقصة القصيرة، أو يمكن إعادة إخراجه، ليتسق أكثر مع القصيرة جدا

              صديقي الأستاذ الكريم مصطفى حمزة
              كان هذا تحليقا إبداعيا متميزا

              تحية خالصة
              [/align]
              ====
              أسعد الله أوقاتك أخي الحبيب ، وصديقي الأريب الأستاذ مُعاذ
              أشكرك على نقدك اللبق والصائب ، ورأيك الواضح اللاحب ..
              تحياتي وتقديري ، ودمتَ بألف خير

              تعليق

              يعمل...
              X