تأملات في ترجمات الكتاب المقدس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #16
    [align=justify]شكرا جزيلا أستاذة سميراميس على زيارتك الطيبة وتعقيبك الطيب. وأهلا وسهلا بأسئلتك في أي وقت.

    هلا وغلا.[/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #17
      [align=center]سفر تثنية الاشتراع، الإصحاح 33، الآية 2:

      الأصل العبري:
      וַיּאמַר יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִיר לָמוֹ הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן וְאָתָה מֵרִבְבת קדֶשׁ; מִימִינוֹ אשדת לָמוֹ.

      الترجمة اليونانية السبعينية:
      καὶ εἶπεν κύριος ἐκ Σινα ἥκει καὶ ἐπέφανεν ἐκ Σηιρ ἡμῖν καὶ κατέσπευσεν ἐξ ὄρους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης ἐκ δεξιῶν αὐτοῦ ἄγγελοι μετ᾽ αὐτοῦ

      الترجمة اللاتينية (الفولغاتا):
      Et ait: Dominus de Sinai venit, et de Seir ortus est nobis: apparuit de monte Pharan, et cum eo sanctorum millia. In dextera ejus ignea lex.

      ترجمة الملك جيمس الإنكليزية:
      And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.

      ترجمة سعيد بن يوسف الفيومي العربية
      (القرن الرابع للهجرة وترجمته أقدم ترجمة عربية):
      وَقَالَ: اللهم الذي تَجَلَّى لَنا مِنْ طُورِ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ بِنُورِهِ مِنْ جَبَل سَعِيرَ، وَلَوَّح بِهِ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى رِبْوَاتِ الْقُدْسِ بشَرِيعَةِ نُورٍ مِن يَمِينِهِ لَهُمْ.

      الترجمة العربية البروتستانتية (فان دايك):
      فَقَالَ: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ.

      الترجمة العربية (الترجمة الكاثوليكية):
      فَقَالَ: أقبلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجَلَّى مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رُبَى الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ قَبَسُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ.[/align]

      [align=justify]يطرح هذا النص وترجماته إشكاليات كثيرة لا بد لفهمها من استحضار الحقيقة التاريخية أن ثمة نصين قانونين معيارين للعهد القديم كما يؤمن به اليهود والنصارى:

      1. النص الأول: هو النص الذي قننه أحبار اليهودية بعد السبي البابلي في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وهو النص الذي تُرجم في مدينة الإسكندرية إلى اليونانية في القرن الثالث/الثاني قبل الميلاد، وهي الترجمة التي تعرف بالترجمة السبعينية أو الـ Septuaginta. وهذا النص بترجمتيه اليونانية ثم اللاتينية فيما بعد (الفولغاتا) هو النص القانوني للكنيسة الكاثوليكية، أكبر كنائس الديانة النصرانية.

      2. النص الثاني: هو النص الذي قننه أحبار اليهودية في مدينة يامنة (آسيا الصغرى/تركيا) في القرن الثاني للميلاد أي بعد نشوء الديانة النصرانية. والسبب في هذا التقنين الثاني هو ـ كما ذكرت في موضع آخر ـ الورطة اللاهوتية الذي سببها نشوء ديانة جديدة هي المسيحية واعتبارها أسفار اليهود المقدسة عهداً قديماً يمهد لعهد جديد يلغي العهد القديم ويفتتح عهداً جديداً مع بني آدم، وهي الورطة التي جعلت اليهود يراجعون أنفسهم. وأدت هذه المراجعة للذات والمعتقد التي أتت نتيجة للتطورات الدينية والسياسية الحاصلة آنذاك إلى إعادة تقنين كتب العهد القديم. أدت هذه العملية التي تمت في القرن الثاني للميلاد في اجتماع مشهور لأحبار اليهودية في مدينة يامنة في آسية الصغرى إلى إسقاط مجموعة من أسفار العهد القديم التي تتحدث في المسيح وإبان ظهوره، بحيث أصبح عدد أسفاره 36 سفراً بدلاً من 47 سفراً.

      إذن لدينا نصان للعهد القديم: واحد باليونانية، هو الترجمة السبعينية للنص العبري المقنن في القرن الخامس/الرابع قبل الميلاد، مكون من 47 سفراً وتعتمده الكنيسة الكاثوليكية، وواحد بالعبرية، قُنِّنَ في القرن الثاني للميلاد، مكون من 36 سفراً، ويعتمده اليهود والبروتستانت فقط.

      وعودة إلى الآية في في ترجمتها العربية، ينبغي أولاً الإشارة إلى أن استعمال "القُدْس" في الترجمات العربية الثلاث ليس للدلالة على مدينة القدس/إيلياء كما قد يريد المترجمون للقارئ العربي أن يفهم، بل يراد بها "القُدْس" مصدر الفعل "قَدُسَ". واستعمال كلمة "القُدْس" مصدر "قَدُسَ" في هذه الترجمات، بحد ذاته، استعمال خاطئ بل ترجمة غير دقيقة أيضا للأصل العبري للنص القانوني الأول الذي ترجم إلى اليونانية، ذلك أن الكلمة العبرية في النص الأصلي الأول هي קָדֵשׁ = kādēsh ويقصد بها مدينة "قادِش" التي وقعت فيها المعركة الشهيرة بين المصريين بقيادة الفرعون رعمسيس الثاني والحيثيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد (تسمى اليوم: تل النبي مندو وتقع جنوب غربي حمص في سورية). و"قادش" أقرب إلى السياق من "القدس" مصدر "قَدُسَ" لأن الآية تسرد أماكن هي سيناء وسعير وفاران وقادش، ولا معنى للقدس بمعنى القداسة في هذا السياق، واستعمالها في الترجمة العربية للإيحاء بأن المقصود بها هو بيت المقدس غير موفق على الإطلاق، فضلاً عن أنه مؤسس على تحريك (تشكيل بالحركات) خاطئ جدا في النص القانوني الثاني للعهد القديم الذي قُنِّن في القرن الثاني للميلاد حيث جاء فيه קדֶשׁ = kōdesh (قُدْس، مصدر قَدُسَ) بدلا من קָדֵשׁ = kādēsh مدينة "قادش". والدليل القاطع على صحة هذا الاستنباط هو الترجمة السبعينية التي نقحرت קָדֵשׁ = kādēsh إلى Καδης = Kades ولم تترجمها إلى "القدس" مصدر "قدس". ولو كان يفهم منها "القدس" مصدر "قدس" لترجمها اليونان بما يفهم منها، ولو كان المقصود بها بيت المقدس (بالعبرية: יְרוּשָׁלַיִם = /يروشلايم/) لترجمها اليونان بـ Ιερουσαλημ = Yerusalim كما فعلوا في كل موضوع ورد فيه اسم بيت المقدس بالعبرية (יְרוּשָׁלַיִם = /يروشلايم/). ومما يعضد ذلك أيضاً ترجيحُ مُحققِي الطبعة العلمية للمخطوطة العبرية للنص القانوني الثاني الذي قُنِّن في القرن الثاني للميلاد قراءة קָדֵשׁ = kādēsh أي مدينة "قادش" وليس קדֶשׁ = kōdesh قُدْس، مصدر قَدُسَ (انظر: W. Rudolph & H. P. Ruger, Biblia Hebraica Stuttgardensia. Stuttgart, 1776-1977، الصفحة 349، الحاشيةCp 33,2 b-b ، حيث يقترح المحققون القراءة التالية: את רִבְבת קָדֵשׁ = kādēsh أي "من رُبى/ربوات قادش" وليس "من رُبَى/رِبْوَاتِ الْقُدْسِ").

      وأما "عشرة آلاف قديس" فغير موجودة في الأصلين العبريين للعهد القديم اللذين بأيدينا، إلا أن هذه الجملة وردت في الترجمة اللاتينية وترجمة الملك جيمس، وهي مبنية على قراءة ثالثة لعبارة רִבְבת קדֶשׁ، ذلك أن רִבְבת (= رِبْبُوت) فُسِّرت على أنها تصحيف لكلمة רִבְות (= رِيبُوت) التي تعني "عشرة آلاف" (وتجانس تأثيليا كلمة "رِبوَة" في العربية). وهو ما حدا بالمترجم إلى تفسير קדֶשׁ التي تعني "القُدس" وكل "شيء مُقدس" على أنها "قديسين". وهذا، بدوره، ما حدا أيضا بمترجمي الترجمة السبعينية على ترجمتها بـ "ملائكة" ..

      إذن لدينا ثلاث قراءات مختلفة لـ רִבְבת קדֶשׁ أدت إلى ثلاث ترجمات مختلفة هي:

      1. قراءة الترجمة اليونانية وهي: "ربى قادس"
      2. قراءة الترجمة اللاتينية وترجمة الملك جيمس وهي: "عشرة آلاف قديس".
      3. قراءة الترجمات العربية وهي: "رُبى/ربوات القدس".

      الخلاصة: الترجمتان الأولى والثانية مبنيتان على قراءة محتملة من حيث اللغة والسياق، والثالثة مصطنعة ولا تصح.

      من جهة أخرى: إن كلمة אשדת الواردة في هذه الآية مجهولة المعنى أيضا لأنها من غريب التوراة (hapaxlegomenon). وترجمتها بأنها "نور/نار/قيس شريعة" مبني على تفسيرها كما يلي: اعتبارها كلمة مركبة من אש "نار" ومن דת المفسرة على أنها دخيلة من الأبستاقية (= الفارسية القديمة): /داتا/ (dāta) وتعني فيها "سُنَّة، عُرف، قانون". فمعنى هذه الكلمة المترجمة بـ "شرعة نور" أو "نار شريعة" أو "قبس شريعة" غير معروف بالضبط، وبالتالي لا يجوز التعويل على هذه الترجمات.

      وأما "جبل فاران" فيجعله كتاب معاجم العهد القديم في جنوب فلسطين تارة، وفي شمال سيناء تارة أخرى، ثم "بين حضيروت الواقعة على مسيرة أيام من سيناء وكنعان"، وناهيك بذلك خلطا يقترب من اللغو عندما يُضاف إليه قول صاحب قاموس الكتاب المقدس: "وكانت فيها قادس (عد 13: 26)" .. فقادس هي "قادش" بالإجماع، حيث كانت الوقعة الشهيرة بين المصريين والحيثيين، وتدعى اليوم "تل النبي مندو" قرب حمص كما تقدم، وحمص تقع وسط سورية وليس في صحراء سيناء! وليس لهذا الخلط الشديد من سبب إلا الإمعان في محاولة صرف النظر عن الحجاز .. ولا أشك في أن الإمعان في هذا الخلط هو السبب في جعل مترجمي العهد القديم إلى العربية يقرؤون "قدس" بدلا من "قادش" إيحاء ضمنيا منهم أن الحديث عن بيت المقدس وما جنوبه إلى الغرب، لأن "قادش" تفسد الأمر جغرافيا، مثل فاران ..

      جاء في سيرة سيدنا إسماعيل عليه السلام في سفر التكوين (الإصحاح 21 الآية 21) ما نصه:

      [align=center]וַיֵּשֶׁב בְּמִדְבַּר פָּארָן; וַתִּקַּח-לוֹ אִמּוֹ אִשָּׁה מֵאֶרֶץ מִצְרָיִם.
      وَسَكَنَ فيِ بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.[/align]
      والـ מִדְבַּר = مِدبَر في العبرية هي "الصحراء" أيضا، وليس البرية فحسب.. وسيدنا إسماعيل نزل مكة كما نعلم.
      [/align]
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #18
        [align=justify]كان بيني وبين الأستاذ أحمد الأقطش نقاش ثري بخصوص هذه الحاشية الأخيرة، تجدونه منشورا على الرابط التالي:



        وأنصح من يهتم بهذه المواضيع بقراءة ما كتب في الرابط المذكور.[/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • سميراميس
          قارئة
          • 15-06-2007
          • 166

          #19

          فتح الله عليكما د. عبدالرحمن وزادكما علماً ومعرفة.

          قرأت النقاش فانفرجت أساريري أن وجدت هذا الرقي والحيادية في الطرح والتفسير منكما وسوف أعيد القراءة بإذنه تعالى للمزيد من المنفعة. المؤسف هو أنني وعلى الرغم من اهتمامي الشخصي بهذا الموضوع بالذات إلا أن افتقاري إلى معرفة اللغات التي كتبت بها النصوص يحول بيني وبين تكوين رؤى حقيقية.

          بالمناسبة ما رأيكم بالأطروحات التي تقول بأن التوراة نشأت في اليمن أو في غرب شبة الجزيرة العربية وجبال السراة؟ أم أن الموضوع سخيف ولا يستحق كل تلك الضجة التي أثيرت حوله في وقت من الأوقات؟

          أتابع تأملاتكم ونقاشاتكم بشغف هنا وهناك.

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة سميراميس مشاهدة المشاركة

            المؤسف هو أنني وعلى الرغم من اهتمامي الشخصي بهذا الموضوع بالذات إلا أن افتقاري إلى معرفة اللغات التي كتبت بها النصوص يحول بيني وبين تكوين رؤى حقيقية.

            من ثمة اجتهادي في تبسيط المادة وتقديمها بطريقة تمكن الجميع من فهمها ولو بصورة عامة، لأن الدخول في التفاصيل في هذا المضوع يجعله يستغلق على غير المتخصصين.

            المشاركة الأصلية بواسطة سميراميس مشاهدة المشاركة
            بالمناسبة ما رأيكم بالأطروحات التي تقول بأن التوراة نشأت في اليمن أو في غرب شبة الجزيرة العربية وجبال السراة؟ أم أن الموضوع سخيف ولا يستحق كل تلك الضجة التي أثيرت حوله في وقت من الأوقات؟
            [align=justify]طرح هذه النظرية الدكتور كمال الصليبي. وهي نظرية محيرة لسبب رئيسي هو ثبوت بعض الأدلة التي ساقها من الناحية اللغوية التأثيلية، مما يجعل تعرض غير المتخصصين لها من الناحية اللغوية أمرا غير مدروسا. ومن المآخذ على هذه النظرية أن الدكتور الصليبي غير ملم إلماما دقيقا باللغات السامية، وقد اقتصر وقت كتابة كتابه (التوراة جاءت من جزيرة العرب) على معرفته بالعربية والعبرية والسريانية فقط. ومحال تكوين رؤية واضحة دون معرفة كل اللغات السامية. ومع ذلك فإن الأدلة التي ساقها مدهشة ومثيرة للتأمل.

            وكنت قرأت كتابه هذا قبل حوالي عشر سنوات أو أكثر وباللغة الهولندية. وأرجو أن يتيسر لي أمر الرجوع إليه لمناقشة بعض الأدلة التي ساقها فيه.

            وفي جميع الأحوال: يعاني نص العهد القديم العبري من اضطرابات لغوية وجغرافية وتاريخية كثيرة جدا مما يجعله مفتوحا على ألف قراءة وقراءة ومما يتركه دائما محتاجا إلى غيره من أجل فهمه، بعكس سائر الكتب الدينية الأخرى.

            وشكرا جزيلا على مرورك العطر أستاذتي الكريمة سميراميس، وألف أهلا وسهلا بك.

            وتحية طيبة عطرة.[/align]
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #21
              [align=center]حاشية

              [/align]
              صفحة من العهد الجديد ــ وردت في مقالة أحالني إليها أخي الدكتور أحمد الليثي مشكورا ــ تعرضت فيها الآية 3 من الإصحاح الأول من رسالة القديس بولص إلى العبرانيين، للتحريف .. ويبدو أن التحريف الذي تعرض له النص كان منكراً، وهو ما يبدو من الحاشية التي كتبها الناسخ بإزائها (انظر الهامش الأيسر للصورة أعلاه)، وهي:

              [align=center]“αμαθεστατε και κακε, αθες τον παλαιον, μη μεταποιει”

              "يا جاهل، ويا شرير: اترك النص الأصلي كما هو عليه، ولا تُحرّف [الكلم عن موضعه]". [/align]
              مصدر المخطوطة:

              http://www.user.uni-bremen.de/~wie/V.../note1512.html
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #22
                [align=justify]يتضح جليا أن الاختلاف في الاجتهاد في ترجمات العهد القديم مرده إلى المكانة التي يتمتع بها نص ما أو ترجمة ما في المجالات البحثية. فالقول إن الترجمة السبعينية تعتبر "بمثابة الأصل" في كثير من الحالات البحثية لا يلغي أبدا الحقيقة التاريخية بأنها ترجمة لأصل عبري، لكن ذلك الأصل مفقود، مما يجعل منها مرجعا غنيا للباحثين لتصور النص الأصلي من النواحي المختلفة ومنها الناحية اللغوية على سبيل المثال، والتي سأقتصر في هذه المشاركة على تبيينها.

                من الثابت تاريخيا أن نص العهد القديم، سواء بقانونه الأول المفقود (القرن الخامس قبل الميلاد والذي ترجم إلى اليونانية ــ الترجمة السبعينية) أو بقانونه الثاني (القرن الثاني بعد الميلاد) قد نقل بلغة ميتة ثم انقطع إسناده وروايته. ونستأنس في هذا السياق بقول النحوي اليهودي المشهور مروان بن جناح (القرن الخامس للهجرة) في كتاب اللمع*:

                "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [= العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئاً لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [= التلموديون] تيهاً منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجباً بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍٍٍٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن [يقصد أسفار العهد القديم] وتمييز الـ קמץ من الـ פתח والـ מלעל من الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة"!

                ومن الثابت تاريخيا أيضا أن بن آشر (الذي يرجح أنه من أتباع فرقة القرائين/العنانية) وغيره من المسوريين حاروا وقت تشكيل نص العهد القديم في القرن الرابع للهجرة، وهو النص الذي وصل إليهم بلا حركات ولا إعجام وبلا رواية متواترة، فلم يستطيعوا ضبط نطقه ولفظه، فاعتمدوا في إعجامه وتشكيله على النطق الآرامي (الآرامية اليهودية). فعبرية العهد القديم هي إذن "لغة عبرية" فيما يتعلق بحروف المباني، وهي "لغة آرامية" فيما يتعلق بالنطق والحركات! وهذا ما يفسر كثرة المشاكل العويصة في النص العبري، مما يحتم على دارسيه الاشتغال بعلم اللغة المقارن، وتفسير ما غمض منه من اللغات السامية الأخرى وخصوصا العربية (وهو ما فعله جميع الأحبار المستعربين** وغير المستعربين تقريبا وأكثر المشتغلين بالتوراة من غير اليهود)، ومن الترجمات التاريخية وأهمها الترجمة السبعينية، مما يكسبها أهمية كبيرة ترقى لأن تصبح حجة على الأصل العبري للقانون الحالي. وأمثل على ذلك بمثال بسيط جدا.

                [align=center]جاء في سفر التكوين، الإصحاح 10، الآية 19، ما نصه:

                וַיְהִי גְּבוּל הַכְּנַעֲנִי, מִצִּידן-בּאֲכָה גְרָרָה, עַד-עַזָּה בּאֲכָה סְדמָה וַעֲמרָה וְאַדְמָה וּצְביִם-עַד-לָשַׁע.

                الترجمة الكاثوليكية:

                وكانَت حُدودُ الكَنْعانِيِّينَ مِن صِيدونَ وأَنتَ آتٍ نَحوَ جَرارَ إِلى غَزَّة، وأَنتَ آتٍ نَحوَ سَدومَ وعَمورةَ وأدْمَةَ وصَبوئيم إِلى لاشعَ.[/align]
                فجاء في الأصل العبري: عَزّة (قطاع غزة) وعمورة (مدينة قوم لوط عليه السلام). وقد نقحرت الترجمة السبعينية هتين الكلمتين بـ Γαζα (غَزَّة) وΓομορρα (غمورة). وهذا يعني أن اليهود في الماضي كانوا يلفظون كلمات مثل עמרה = عُمورَة "مدينة قوم لوط عليه السلام" وעזה = عَزَّة "[قطاع] غَزَّة" وערב = عِرِب "مساء" (من غَرَبَ) بالغين وليس بالعين، لكن الغين انقرضت من العبرية التوراتية بعد صيرورتها لغة ميتة. وقد احتفظت العربية بالغين السامية، وحفظت الترجمة السبعينية لنا لفظ الأماكن مثل עמרה بالغين: Gomorra غُمورا وעזהGaza "غَزَّة" بالغين كما نرى، والأمثلة كثيرة. ولو كانت الغين وقتها تلفظ عيناً لكان اليونان كتبوها بحرف الـ O قياساً باستعمالهم حرف الـ O باضطراد للدلالة على حرف العين في الساميات، والأمثلة كثيرة.

                وقد جعل هذا الشاهد (وغيره) الباحثين يعتبرون الترجمة السبعينية حجة على الأصل العبري الحالي في مجال النطق على سبيل المثال. فالإجماع معقود على أن الغين كانت في العبرية لكنها انقرضت بعد صيرورتها لغة ميتة قبل إدخال الإعجام للتمييز بين الأحرف (كا حصل مع السين والشين)، فاختفى الفرق بين العين والغين كما هما عليه في العربية، فيعاد تصورهما بناء على الترجمة السبعينية والنطق العربي الحالي من جهة، والدراسات التأثيلية من جهة أخرى، فيبقى النص العبري محتاجا إلى غيره لنطقه نطقا سليما، ناهيك عن فهمه.

                وما يهمني جدا في هذه المرحلة هو ترسيخ هذا المبدأ، وعدم اعتبار الأصل العبري بعد التشكيل والإعجام في القرن الرابع لهجرة حجة على ما سبقه من ترجمات حررت في وقت كانت العبرية فيه محكية أو شبه محكية. والترجمة السبعينية حررت في وقت كان اليهود فيه لا يزالون يميزون بين العين والغين كما يتضح من المثال أعلاه. وعليه قس، في مجال اللغة، وفي مجال الفهم والشرح لنص العهد القديم!

                ويتضح مما سبق أن باب الاجتهاد (أو لنقل: "باب التأمل"!) يبقى شارعا وأن المجال يبقى بدون حدود اللهم إلا الحدود التي تضعها ضوابط البحث العلمي!

                يتبع إن شاء الله.
                ـــــــــــــ

                * كتاب للمع لابن جناح، صفحة 2-3. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي:Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886

                ** ويقول ابن جناح أيضا (اللمع، صفحة 7-8): "أفلا تراهم [الضمير عائد إلى علماء التلمود] يفسرون كتب الله [يقصد العهد القديم] من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني بما وجدناه موافقاً ومجانساً له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهاً بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم".[/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #23
                  [align=center]حاشية[/align]
                  [align=justify]من أهم المصادر التي عالجت عمل المسوريين في ضبط التوراة: Paul Kahle, The Cairo Geniza. London, 1947. وبول كاهلة عالم يهودي له دراسات لغوية قيمة في هذا المجال. وقد تم تنقيط نص التوراة وتشكيله بالحركات بعد حوالي قرن من قيام أبي الأسود الدؤلي بتنقيط المصاحف.

                  ويُعتقد اعتقاداً يقترب من الجزم أن المسوريين كانوا من جماعة القرائين اليهود. وأقترح على القراء قراءة كتاب "فرقة القرائين اليهود" للدكتور جعفر هادي حسن (مؤسسة الفجر، بيروت/لندن، 1989). ومن المعروف أن القرائين هم أول من بدأ دراسة التوراة دراسة علمية متأثرين بمناهج المسلمين. رفض القراؤون التلمود وطالبوا بالعودة إلى كتاب العهد القديم الذي كان في القرن الثامن الميلادي نسياً منسياً عند جمهور اليهود، وبدؤوا بالاعتناء به وبدراسته. وأقدم النحويين اليهود مثل ابن حيوج ومناحيم وغيرهما كانوا من القرائين. ولم يعتن التلموديون بالتوراة إلا بعد كتب الجاؤون سعاديا الفيومي الذي حارب القرائين وسحب البساط من تحتهم بدراساته للعهد القديم منتهجاً في ذلك مناهجهم في البحث التي كانت تقليداً لمناهج المسلمين في دراستهم للقرآن الكريم. وقد ترجم سعاديا الفيومي كتاب العهد القديم إلى العربية، وترجمته هي أقدم ترجمة عربية للعهد القديم وأجود من غيرها بكثير لأنها شبه خالية من الاستغلال .. وهي مطبوعة بالخط العبري.

                  وقد اعتمد المسوريون في تنقيطهم وتشكيلهم نص التوراة على النطق الآرامي للكلمات لأن النطق العبري لم يكن معروفاً في القرن الثامن الميلادي لأن العبرية الكتابية أصبحت لغة غير محكية في القرن الرابع قبل ميلاد المسيح. وهذا ما يفسر كثرة القراءات الشاذة في النص العبري. وأقدم مخطوطة عبرية مروية حسب رواية المسوريين وبتنقيطهم وشكلهم للنص تعود إلى القرن العاشر الميلادي وهي المخطوطة المطبوعة باسم "Biblia Hebraica Stuttgartensia" المطبوعة في شتوتجارد في ألمانيا سنة 1967. وهذه الطبعة هي أهم طبعة علمية لكتاب العهد القديم وعليها يُعول في البحث.

                  وكان القراؤون اليهود يسمون كتاب التوراة "القرآن"! وعندي مصادر بالعربية وبالعبرية لكتاب قرائين ورد فيها لفظ "القرآن" للدلالة على كتاب العهد القديم. بل حتى مروان بن جناح، أهم نحوي يهودي، يستعمل في كتابيه "كتاب اللمع" و"كتاب الأصول"، وهما أهم كتابين في اللغة العبرية كتبا في الأندلس، "القرآن الكريم" للدلالة على كتاب العهد القديم، وابن جناح تلمودي. وقد يكون قرائياً أيضاً. وقد استبدل لفظ "القرآن" بلفظ "مقرأ" (מקרא) الذي هو اسم الآلة من الفعل "قرأ" في العبرية الذي يفيد معنى "ما يُقرأ". واسم "القرائين" مستوحى من القراءة، أي من كثرة قراءتهم للتوراة واعتنائهم بها ورفضهم للتلمود وإعراضهم عنه. [/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 5434

                    #24
                    سفر المزامير، مزمور 58 الآية 12:

                    וְיֹאמַר אָדָם, אַךְ-פְּרִי לַצַּדִּיק; אַךְ יֵשׁ-אֱלהִים שׁפְטִים בָּאָרֶץ

                    ترجمة فانديك (البروتستانتية):

                    ويقول الانسان إن للصديق ثمرا. إنه يوجد إله قاض في الأرض.

                    الترجمة الكاثوليكية (ورقمه فيها: المزمور 57 الآية 12):

                    فيقول الانسان إن للصديق ثمرا. إن في الأرض لإلها ديّانا.

                    النقحرة:

                    ويومِر آدم: أك فري لِصَّدِّيق، أك يِش إلوهيم شوفطيم باآرص.

                    الترجمة الحرفية:

                    ويقول الانسان: إن للصديق ثمرا. إن في الأرض آلهة ديانين/قاضين.

                    [align=justify]فنعتت الآية (إلوهيم) ــ التي تفسر على أنها جمع جلالة للإله المعبود بحق في التوراة ــ بـ (شوفطيم) "ديانون" وهي جمع (شوفط) "ديان"، مما يجعل تخريج (إلوهيم) في هذه الآية على أنه جمع جلالة مستحيلا لأن النعت (شوفطيم) جمع أيضا وهو ما لا يصح في جمع الجلالة في أية لغة كانت. (ملاحظة: جمع المذكر السالم في العربية بالنون، وفي العبرية بالميم).[/align]


                    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 10-12-2008, 19:59.
                    عبدالرحمن السليمان
                    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    www.atinternational.org

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #25
                      رد: تأملات في ترجمات الكتاب المقدس

                      [align=justify]جاء سفر المزامير، مزمور 50 الآية 1، قوله:

                      מִזְמוֹר, לְאָסָף:
                      אֵל, אֱלֹהִיםיְהוָה-- דִּבֶּרוַיִּקְרָא-אָרֶץ.
                      מִמִּזְרַח-שֶׁמֶשׁ, עַד-מְבֹאוֹ.

                      النقحرة:

                      مِزمُور لآساف
                      إيل، إلوهيم، يهوة -- دِبِّر وَيِقْرا آرِص
                      مِمِّزْرَح شِمِش، عَد مِبو[ؤ]و.

                      الترجمة الحرفية:

                      "مزمور لآساف
                      إلّ [= الإله]، إلوهيم، يهوة -- تكلمَ ودعا الأرض من مشرق الشمس حتى مغيبها".

                      ما معنى تتابع الأسماء الثلاثة: إلّ، إلوهيم، يهوة؟

                      صحيح أن هذا التتابع يفسر لدى بعض متصوفة النصارى على أنه إشارة إلى سر الثالوث المقدس، فيترجمون هذه العبارة بـ "الإله، ذو الثلاثة أقانيم، الرب"، ولكن: لم وردت في ترجمة فانديك وغيره كما يلي: (إله الآلهة الرب)؟ ولماذا أضاف فانديك في ترجمته /إل/ إلى /إلوهيم/ أو "إله" إلى "الآلهة" وليس في الأصل إضافة؟ وماذا تعني (إلوهيم) في هذه الآية بالضبط؟!

                      سؤال جدير بالبحث والتنقير .. [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #26
                        [align=justify]قال في سفر الجامعة، الإصحاح الثالث، الآية الحادية عشرة:

                        אֶת-הַכּל עָשָׂה, יָפֶה בְעִתּוֹ; גַּם אֶת-הָעלָם, נָתַן בְּלִבָּם--מִבְּלִי אֲשֶׁר לא-יִמְצָא הָאָדָם אֶת-הַמַּעֲשֶׂה אֲשֶׁר-עָשָׂה הָאֱלהִים, מֵראשׁ וְעַד-סוֹף.

                        وترجمه فان ديك وصحبه (ومنهم بطرس البستاني) إلى العربية هكذا:

                        صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ.

                        أخطأ المترجم ههنا بترجمته הָעלָם: /عُولَم/ بالأبدية، ذلك لأنها تعني هنا "عالم" و"دنيا" وليس الأزل. والترجمة الدقيقة للعبارة المظللة بالأحمر هي: "وجعل حب الدنيا في قلوبهم"، ذلك لأن עלָם: /عُولَم/ ههنا تعني "العالم"، "الحياة الدنيا"، وليس "الأزل". (انظر: Klein E. (1987). A Comprehensive Etymologocal Dictionary of the Hebrew Language for the Readers of English. New York. صفحة 473). ثم إن ترجمة הָעלָם: /عُولَم/ بالأبدية يجعل مجمل الآية غير واضح.
                        [/align]
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #27
                          [align=justify]جاء في رسالة القديس بولص الأولى إلى ثيماطوس (الإصحاح الثالث الآية الثانية) قوله:

                          ((فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم)).


                          وهذه الآية تحرم على الأسقف فقط نكاح ما طاب له من النساء .. وقد كان جمهور المسيحيين عليه كما أخذوه عن جمهور اليهود قبل أن يحرمه بولص على الأساقفة فقط ثم يحرّم على الجميع كنسيا.


                          ولي عودة إلى هذه الآية للتأمل في ترجماتها الكثيرة لأنها مثيرة للتأمل حقا.
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • ناصر بن عبدالله
                            عضو الملتقى
                            • 12-06-2010
                            • 33

                            #28
                            [align=center]
                            سلام من الله يغشاكم مسلمين كنتم أو مسيحيين
                            لا أعلم فعلا أيحق لي أن أخط هنا بعض الجمل أم اكون مصدر رفض ؟
                            هذا ما جاء في باب الأدب .. وإذا كان لأحد اعتراض فمشاركتي رهن الحذف إذا أردتم حتى من دون استياء فأنا أحمل
                            روحا رياضية
                            أما بخصوص الموضوع فدائما ما أقرأ بالتاريخ عموما مما يجعل بعض النصوص الإنجيلية وغيرها تمر على ذهني
                            بما في ذلك نصوص قرآنية ... فلا يخفى أن كتاب المسيح عليه السلام المقدس ترجم من العبرية إلى العربية
                            فهو على ما أظن ترجم من لغة عبرية سامية إلى لغة سامية من الدرجة الثانيه فالعربية من جذورها ترتدي لفحات عبرية
                            وآرامية وغيرها << يحتاج إلى مصدر موثوق فلا تعتمدوه كمصدر
                            فدائما ما أعجب بالمفردات المكتوب بالكتاب المسيحي فهي تدل على عتاقة النصوص وأصالتها وقدمها الغابر المثير للفضول ..
                            فحينما أتأمل أحيانا أجد الكلمات في غير موضعها وقد أفترض جدلا أنها غير مرتبة لكنها مع ذالك تحمل مفردات عتيقة تدل على قدم النص والترجمة كانت في دقة وحذر شديد من الخوف في تغير المعنى لربما كان هو السبب في هذا الشعور الذي طرأ لي في عدم التناسق ...
                            آسف إذا كنت قد تكلمت في شيء أجهله لكن كان قاتلي الفضول ...
                            فهذا تأملي للنصوص المقدسة المسيحية
                            [/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 15-06-2010, 10:50. سبب آخر: تصحيح إملائي.
                            [FONT=Century Gothic][SIZE=3][COLOR=red]لاجديد ![/COLOR][/SIZE][/FONT]
                            [FONT=Century Gothic][SIZE=3][COLOR=red]يق[COLOR=navy]ظ[/COLOR]ة طاحت بأحلام الكرى ... [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Century Gothic][SIZE=3][COLOR=red]وإذا الدنيا كما نعرفها !![/COLOR][/SIZE][/FONT]

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة ناصر بن عبدالله مشاهدة المشاركة
                              [align=center]
                              فلا يخفى أن كتاب المسيح عليه السلام المقدس ترجم من العبرية إلى العربية
                              فهو على ما أظن ترجم من لغة عبرية سامية إلى لغة سامية من الدرجة الثانيه فالعربية من جذورها ترتدي لفحات عبرية
                              وآرامية وغيرها << يحتاج إلى مصدر موثوق فلا تعتمدوه كمصدر
                              [/align]
                              [align=justify]
                              الأستاذ الكريم ناصر بن عبدالله،

                              أجمل تحية،

                              هل تقصد بـ" كتاب المسيح" الأناجيل؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فهي ـ أي الأناجيل ـ لم تدون بالعبرية، بل تناهت إلينا باللغة اليونانية. إلا أن اللغة اليونانية للأناجيل تعاني من غرابة في النحو والتركيب جعلت أكثر من باحث في الكتاب المقدس يفترض أنها ترجمة عن الآرامية/السريانية، وهو افتراض يعضده وجود أثر كبير للغة الآرامية/السريانية في العهد الجديد اليوناني.

                              أما قولك "لغة سامية من الدرجة الثانية" فهو غير مفهوم. والعربية لا "ترتدي من جذورها لفحات عبرية"، وهذه وسوسة لا تصح علميا!

                              وتحية طيبة![/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #30
                                سفر التكوين، الإصحاح العاشر، الآية الثلاثون

                                الأصل العبري: וַיְהִי מוֹשָׁבָם, מִמֵּשָׁא, בּאֲכָה סְפָרָה, הַר הַקֶּדֶם

                                [align=justify]ترجمة الفيومي: وكان مسكنهم في مكة إلى أن تجيء إلى المدينة إلى الجبل الشرقي

                                الترجمة الكاثوليكية: وكان مسكنهم من ميشا وأنت آتٍ نحو سَفَارَ جبَلِ المشرق

                                ترجمة فانديك: وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سَفَارَ جبَلِ المشرق

                                وصيرورة "مكة" و"المدينة" في ترجمة الفيومي "ميشا" و"سَفَار" في الترجمة الكاثوليكية وترجمة فانيدك، أمر مثير للتأمل بلا شك!

                                أدناه الصفحة رقم 17 من ترجمة الفيومي العربية لأسفار التوراة، وقد وضعت إطارين باللون الأحمر حول كلمة (مكة) و(المدينة)، مع الإشارة إلى أن النص العربي مطبوع بالحرف العبري:
                                [/align]



                                [align=justify]
                                وسعيد من يوسف الفيومي حبر يهودي من أهم أحبار اليهودية على مر الأزمان والعصور، وترجمته أسفار العهد القديم إلى العربية هي أقدم ترجمة (القرن العاشر الميلادي)، وقد صدرت في باريس ـ بالحرف العبري ـ بالعنوان التالي:

                                سعيد بن يوسف الفيومي (1893-1899). تفسير التوراة بالعربية. تحقيق يوسف ديرنبورغ. باريس. الكتاب مطبوع بالعنواني التالي: Derenbourg Joseph (1893-1899). Œuvres Complètes de R. Saadia Ben Iosef Al-Fayyoumi. Paris. Ernest Leroux, éditeur.
                                [/align]
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X