صريعُ الزمانِ الفرداني : القلم ولوحة المفاتيح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى شرقاوي
    أديب وكاتب
    • 09-05-2009
    • 2499

    صريعُ الزمانِ الفرداني : القلم ولوحة المفاتيح

    حدثني صريعُ الزمانِ الفردانيّ : عن كلِ جديدٍ وقديم , عن كل كبيرٍ وصغير , وأفقت أتابع ما يسرُد وكأن على رأسيَ طير , يتأرجح فرحاً مسروراً يتباهى أنِفاً مغروراً ويقول :
    يا قلمي قد جئتك زائرْ بدلتُ ضمائرَ وسرائرْ , مبتهجاً لأفيدك مثلي .... قد كنتُ بوادٍ لا أدري أيعيشُ الدهرُ إلى فجري ؟
    هل يسمع صوتي أبنائي أو موتٌ من علةِ دائي ؟
    ورسمت خطوطاً تهجوني , والأخرى لتواري شجوني , لجديدٍ أغمضت عيوني , ومددت يداي لتصافح مكبسةً تضغطها تكتب يصطف السطر ولا أكثر , ينتظم حروفاً مكتوبة , تنتظر لتبقى أعجوبة , أسموها لوحة مفتاحي , فعكفت بليلي وصباحي لِأُدَوِنُ جدي ومزاحي , إعوج عن الخط سلاحي ذا قلمي يهجو أفراحي , هدأتُ من الروع الخاطر , يا قلمي هيا نتشاطر شطرٌ من وعيي أبديهِ , والشطرُ لسعيي يدنيه , لا يمكن أن يُحبس فكري مكتوباً بالورقِ الأصفر ويكون مصيرَ الأحبارِ مزجٍ مع زيتٍ مقلي , أتفاجئ بصبيحةَ يومي عند الإفطارِ بكلماتي في قرصٍ أبلعُهُ مضغاً ملفوفاً بجميلِ وريقاتي وتموت مع الفكر بناتي !!
    ألا يرضيك يا قلمي ذكرك من الحينِ إلى الحين بأنك أصل التبيين ... .. عندها ...عمَّ الصمت , انخفض الصوت إلا من صرير الأزرار تكتب ما يمليه قلم الخاطر لصريعٍ قد أبدل حاله سلمها رغماً للآله تكتبه إن أودع سره , ينتظر ردوداً لِتُبِرَّه , كم يهوى أن يغدو شيئاً بين الاقلامِ الأقران , امتد الوصل مع الآله والقلم قد نُسي وصاله , تشتبك الآلةُ بالآلة وكأن القريةَ قوالة , ...
    لُخِّصَت الرسالة في بضع حروفٍ مغتاله , تنجذب مع الردِ الأهواء , فالرد من القدِّ شفاء , قد يأتي رداً يمليني, يلهمني أُنسي ينسيني , يدفعني دفعاً يدنيني ... قد أدنوا من قرب الآلة يلتصق زجاجي بزجاجه تجحظُ عيناي من المنظر قد بتُ صريعاً أتعذر ... كلماتي من بين سطوري وحشايَ وليدٌ بشعوري قد مات من الكبر غروري وسردت حديثاً أمليه من وحي السقم الجرارِ لمزيدٍ من فكرِ بوارِ، ففطنتُ شجاعاً لقرار .... هل تدري قلمي ما أكتب لن أنظر لمردٍ شاعر سأحطم بالنظم مشاعر لن أكتب إلا لضميري , وبضاعة خوفي ومصيري , لن أبدو من قولي حاني , أو أنظر لبضاعةِ غاني , سيكون نظامي فرداني , ومدادكَ قلمي عنواني ..... معلومٌ أنك تبدأني بالفكرِ الآني الدوارِ , وبدوري أنظم مكتوبك بأنامل كبسِ الأزرارِ , يأخذها منا من ينشر دون مشقةِ أسفارِ ... فيعودُ الخير بنا نبني بالحق أساساً للدارِ .. أفهمتَ المقصدَ يا قلمي , بك نبني مجد الأشياءِ بك نعلي الطابق لبناءِ .. فيا قلم الصدق لا تعجز , لا توجز , أكتب بالحق ولا تُنجز كاللوحةِ شكلاً وبناء أملهني من وقتك شيئاً ليعود إلى الفكر بياني فتظل كما أنت ..... باب بيتي وعنوان بنايتي .... قلم الصدق أصل مقامتي
  • هشام البوزيدي
    أديب وكاتب
    • 07-03-2011
    • 391

    #2
    تتراقص الكلمات وتهتز الأزرار ويحتد القلم وتنتظم السطور لتحمل بنات أفكاره وسوانح خطراته.. لكن أهم ما يشغل بال صريع الزمان أن يصدق القلم وألا يجبن أو يشتط..
    أستاذ مصطفى أنار بيت المقامة باطلالتك الجميلة..
    التعديل الأخير تم بواسطة هشام البوزيدي; الساعة 28-03-2011, 18:31.

    [gdwl]اللهم احقن دماء إخواننا في سوريا وفي كل البلاد وأبدلهم من بعد خوفهم أمنا

    لا يحسن أن ينزل على أفضل رسول، أفضل كتاب بلسان مفضول, ومن لم يعقل عن الله تعالى:{‏بلسان عربي مبين} فلا عَقِل.(الزمخشري)
    قد لا توجد لغة سوى العربية, بهذا التناسق الأصيل بين الروح والكلمة والخط, كأنها جسد واحد. (جوته)
    [/gdwl]

    تعليق

    • مصطفى شرقاوي
      أديب وكاتب
      • 09-05-2009
      • 2499

      #3
      الأستاذ الفاضل ... هشام البوزيدي أستاذ المقامة ... هو بيتكم ونحن بحروفنا ضيوفٌ على حروفكم نستمد من كلماتكم ما يفيد

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        لن أكتب إلا لضميري , وبضاعة خوفي ومصيري
        **
        تستحث القلم فيستحثك الصرير فتخط حكاية انسان يعشق قلما مكانه الضمير
        عمت ضياءاً استاذ مصطفى
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • عبد الرحيم صادقي
          أديب وكاتب
          • 04-02-2011
          • 326

          #5
          مرحبا أستاذ مصطفى. جميلة هذه الخواطر السانحة وقد جمعتْ لوحةَ مفاتيح إلى قلم. لكن ما بال صريع الزمان قد انتصر للقلم وقد أحصى للآلة محاسن؟
          إليك سيدي بعض ما رأيت في انسياب قلمك:
          وكأن على رأسيَ طير.
          يا قلمي قد جئتك زائرْ.
          لأدونُ جدي ومزاحي
          أتفاجئ بصبيحةَ يوم
          قد أدنوا من قرب الآلة. ثم هل ندنو من القرب؟
          لن أبدو من قولي حاني , أو أنظر لبضاعةِ غاني , سيكون نظامي فرداني.
          ولا ريب أن الصحيح تعرفه، وأن لوحة المفاتيح خانتك، فكان ذلك سببا آخر للثناء على القلم.
          تقبل سيدي هذا المرور، أدام الله لك السرور.

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
            لن أكتب إلا لضميري , وبضاعة خوفي ومصيري
            **
            تستحث القلم فيستحثك الصرير فتخط حكاية انسان يعشق قلما مكانه الضمير
            عمت ضياءاً استاذ مصطفى
            نعم للفهم الصحيح علامات تؤثر في الفِكر وتنبني من أجل تحقيق أهدافها جنباً بجنب كأفضل بنيان مرصوص والقلم المعبر هو الممثل الرسمي لتلك العلامات الموسومة بالفكر النقي الرائق تمثلنا تلك الأقلام فهي نحن ونحن بها ..... قراءة طيبة أدامها الله عليكم

            تعليق

            • مصطفى شرقاوي
              أديب وكاتب
              • 09-05-2009
              • 2499

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم صادقي مشاهدة المشاركة
              مرحبا أستاذ مصطفى. جميلة هذه الخواطر السانحة وقد جمعتْ لوحةَ مفاتيح إلى قلم. لكن ما بال صريع الزمان قد انتصر للقلم وقد أحصى للآلة محاسن؟
              إليك سيدي بعض ما رأيت في انسياب قلمك:
              وكأن على رأسيَ طير.
              يا قلمي قد جئتك زائرْ.
              لأدونُ جدي ومزاحي
              أتفاجئ بصبيحةَ يوم
              قد أدنوا من قرب الآلة. ثم هل ندنو من القرب؟
              لن أبدو من قولي حاني , أو أنظر لبضاعةِ غاني , سيكون نظامي فرداني.
              ولا ريب أن الصحيح تعرفه، وأن لوحة المفاتيح خانتك، فكان ذلك سببا آخر للثناء على القلم.
              تقبل سيدي هذا المرور، أدام الله لك السرور.
              الأستاذ عبد الرحيم .. حياك الله
              لمرورك أثر في النفس والأنفاس ولولا النفسنة لكان القياس ... لست في فن المقامة بديع ولكني للزمان صريع , وليس لي في اللغة باع بل بيني وبين الحروف سجالٌ وصراع. ....
              الفاضل ... كتبت قديما في النصوص الفلسفية عدة مقالات تختص بالقلم بدايةً من البحثِ عن قلم ومروراً بالتخيل مع قلمي حتى انتهيت بكلنا قلم فلسنا هنا على العالم الإفتراضي سوى مجموعة من الأقلام يعرف بعضنا البعض من مداد ما يكتب ولأجل ذلك كان القلم هو أصل الإنسان تنقله لوحة بلاستيكية إلى عالم افتراضي بلا مشقة ولا كلفه فهما قرينان لا ينفكان يمليني قلمي ... أي فكري وفكري هو أنا بالنسبةِ لك تكتب ذلك كله الأزرار التي أمام حضرتك ..... هناتيّ اللغوية لأني لست متخصصاً وهذه بضاعتي المزجاة ربما يأتي عليها يوماً وتلقى الرواج أو يأتي اليوم ليحل بيني وبين بنات أفكاري الزواج فننجب أهدافاً يستحقها من هم مثلك ... شكراً لك ويزيد

              تعليق

              يعمل...
              X