من مذكرات طالبة جامعية
تتقاذفنا آمال لا ندري كيف ستكون وهاهو البحر يفرد صدره حلما يتسع دفئه للجميع , وتشرع نفوسنا بين طياته ترتاد الأفق وتعبر صهيل المدى
ارتديت ملابسي بسرعة وضبت شعري وضعت زينة خفيفة فوق عيناي , وخرجت للشرفة الجميلة التي تحدق بالبحر ليل نهار , ولا تمله , وقطعت عليها إبحارها في المدى البعيد معلنة بأنه حان الوقت لترتدي ملابسها , من أجل الذهاب للمشاركة في الأمسية الشعرية هذا المساء
نظرت بعينيها الذي زرع فيهما كل سواد الليل وسواد الأيام معا
ابتسمت ابتسامة مشاكسة وقالت تعالي ونقلي بصرك بين حدائق الجمال في البحر أمامنا
قلت : أني أعشقه بجنون لا أمل هذا البحر
تابعت حديثها....
وسألتني أتعلمين كم سيارة ( مرسيدس ) مرت من هنا كما الريح ؟
وكم واحدة منها للجيش ؟
مرت خلال هذه الساعة التي جلستها هنا
( أخذتني كلماتها أبعد من حدود السؤال ,وسألت لماذا فجأة خالط ابتسامتها العذبة حزن قديم , لون وجهها الأسمر المدور كالبدر بحمرة متحدية ونشوة هادئة )
قالت : لقد مر من هنا مائة وست وخمسون سيارة مرسيدس ..........
منها ست وسبعون كتب عليها الجيش إنه موسم الصيف .
حاولت أن أخفي ما بداخلي ,وابتسمت ابتسامة تخفي أسئلة عدة
ولصالح من هذه الإحصائية المفاجئة , (شو بتشتغلي من وراي بالإحصاء )عليك أن تتحركي بسرعة لترتدي ملابسك ستحتاجين لساعة وأنت تضعين زينة عينيك , ولا تنسي قصيدتك وبأننا الطالبتان الوحيدتان في هذا المهرجان الضخم وعلينا أن نكون بالمستوى المطلوب من الاستعداد الإلقائي
نظرت إلي وقالت وكذلك أنت خاصة .... وأنك الفائزة الأولى بمهرجان المحافظة وشاعرة الجامعة , ضحكت طويلا
نظرت في عيني بعمق وبإبتسامة مجروحة
أتعلمين يا رشا إن لك عينين رائعتين ,تتدفق منهما براءة طفلة وجمال ربيعي ساحر ؟؟؟
ضحكت وقلت دعينا الآن من عيني لأول مرة ترينهما أو أنك لآخر مرة سترينهما ؟؟؟
أردفت بفرح أعتبرك أكثر من أختي وأكثر صديقة أحبها لا أعلم أعتبر هذا اليوم حدث لوجودنا معا , في اللاذقية بهذا المهرجان الرائع
ما شاء الله أراك اليوم مسترسلة في التحليق , أخبريني لصالح من هذه الإحصائية ( يا فهلوية زمانك )؟؟؟
والدي رشا توقفت برهة كان ضابط استشهد في جنوب لبنان , .
ألتفت بحزن للبحر ومن ثم ألتفت إلي وقالت جمال هذا اليوم فرض نفسه علينا , لوحة الغروب الرائعة , وهمس البحر , ووجودنا معا بهذه المناسبة كل هذا في هذه الشرفة الدافئة
وكان لديه سيارة طبعا للجيش سيارة مرسيدس سوداء كسواد ليالي كانون
صمت رهيب لفني بحرارته المفاجئة وغلف الشرفة المحدقة بالبحر كعاشقة تبحر في عيني حبيبها .
هذه أول مرة منذ التقيتك تحدثينني عن والدك الشهيد جعلتني أشاركك الفخر و....
أتعلمين رشا أني أعشق كل ضابط في هذا الوطن فهم حماة الديار ؟؟ !!
تابعت حديثها وكلي كنت أذان صاغية
لن أحبب إلا ضابطا ً في الجيش , ولو مت أتمنى أن تكون بسيارة أحد الضباط , كل شيء من رائحة أبي له نكهة خاصة أفتقده كثيرا , ليتك تعلمين كم أفتقد ذاك الرجل الرائع , أراه في وجه كل ضابط , وفي كل سيارة مرسيدس تقطعني وتٌقطَعني بمرورها .
حزن شديد غشينا , إنسالت دمعة من عيني دون وعي , أخذتها بحضني وقلت هيام إذا ( حابة ) نبقى هنا الليلة لا فرق آسفة بشأن والدك إنه شهيد .. فخر للوطن كله .
ردت بتنهيدة ودمعة لا هيا أسرعي لقد أتينا للاشتراك , وليس للبقاء هنا عندما نعود بعد العشاء سنسهر حتى إشراقة الشمس على الشاطىء
رددت هذا الإشراق يجعلني أتسمر أمامه كطفلة تائه على حافة وادي
إذا هيا لقد قلبت مزاجي كله أسرعي إذن
ابتسمت هيام بعذوبة
رشا: لم أبح بذلك إلا لهاتين العينين (وحياتك ).
اسمعي إذا ( طالع على بالك السهر على الشاطىء ) نبقى هنا غدا نشارك لا مشكلة ,ضحكت من القلب ضحكة ريانة
أرايت لما أعتبرك أعز صديقة لقلبك الواسع
جلست مكانها على الشرفة ريثما ترتدي ملابسها ,وسحرني البحر بأمواجه التي لا تهدأ , ولونه ا لأزرق , فسافرت بعيدا بزرقة عيني حبيبي ,وقلت يا بحر كم تشبه عينيه الماسيتين ربما لهذا أحبك , و تذكرني بوالدي الذي كان يحملني طفلة ترتعد من البحر
ويقول : لاتخافي المياه ستحملك وسأتركك قليلا تتعلمين السباحة أنا قربك لا تخافي , والدي الذي تفصلني عنه بحار وصحارى وجعلتني هيام أستذكر كل نبله الجميل الآن
ومن ثم رأيت نفسي أقطع البحر أنا وحبيبي لجزيرة باذخة الجمال , ورمالها كانت بلورية بلون الورد
جاء صوتها رقيقاً هي لقد إنتهيت , وخرجنا مسرعتين وأقفلنا الغرفة , وعندما وصلنا لباب الفندق سألتني أين قصيدتك ؟؟
يا إلهي لقد نسيتها في الغرفة , إذا لن أنتظرك في البهو سأكون على الجانب الآخر للطريق قرب البحر على ( الكرنيش )ريثما يحضر الجميع .
صعدت بسرعة وفي الممر صادفت الأديبة الكبيرة كوليت خوري فألقيت التحية عليها ووقفت أبادلها الحديث قليلا , وسعدت بلقائها فقد كانت جد رائعة , و نزلت لبهو الفندق .
وخرجت للطرف الثاني للطريق , وتفاجأت بعدد الناس المجتمعين , إستولى علي موجة خوف مفاجئة وبحثت عن هيام فجأة ......
شيء ما جعلني اقترب بهدوء من المكان فوجدت أحدهم وقد حمل فتاة بشعر أسود ووجه كالبدر بكلتا يديه , إنتابني خوف شديد وبرودة دبت في سائر أعضائي , وتجمد الدم في عروقي وأختنقت كلماتي , واقتربت ألمس وجهها الذي ارتسمت عليه ابتسامة رائعة جعلتني أرفض أن الموت أخذها من أمامي دون كلمة وداع صريحة تعلنها .
ياإلهي إنها هيام وتقف أمامها سيارة عميد في الجيش ويحملها بين يديه
ما أقساك يا قبضة الموت حين تمسكين بأحبتنا .
مهداة لروح الصديقة الغالية هيام جوابرة رحمها الله والتي توفيت أثر حادث بسيارة مرسيدس عسكرية كما تمنت .
تتقاذفنا آمال لا ندري كيف ستكون وهاهو البحر يفرد صدره حلما يتسع دفئه للجميع , وتشرع نفوسنا بين طياته ترتاد الأفق وتعبر صهيل المدى
ارتديت ملابسي بسرعة وضبت شعري وضعت زينة خفيفة فوق عيناي , وخرجت للشرفة الجميلة التي تحدق بالبحر ليل نهار , ولا تمله , وقطعت عليها إبحارها في المدى البعيد معلنة بأنه حان الوقت لترتدي ملابسها , من أجل الذهاب للمشاركة في الأمسية الشعرية هذا المساء
نظرت بعينيها الذي زرع فيهما كل سواد الليل وسواد الأيام معا
ابتسمت ابتسامة مشاكسة وقالت تعالي ونقلي بصرك بين حدائق الجمال في البحر أمامنا
قلت : أني أعشقه بجنون لا أمل هذا البحر
تابعت حديثها....
وسألتني أتعلمين كم سيارة ( مرسيدس ) مرت من هنا كما الريح ؟
وكم واحدة منها للجيش ؟
مرت خلال هذه الساعة التي جلستها هنا
( أخذتني كلماتها أبعد من حدود السؤال ,وسألت لماذا فجأة خالط ابتسامتها العذبة حزن قديم , لون وجهها الأسمر المدور كالبدر بحمرة متحدية ونشوة هادئة )
قالت : لقد مر من هنا مائة وست وخمسون سيارة مرسيدس ..........
منها ست وسبعون كتب عليها الجيش إنه موسم الصيف .
حاولت أن أخفي ما بداخلي ,وابتسمت ابتسامة تخفي أسئلة عدة
ولصالح من هذه الإحصائية المفاجئة , (شو بتشتغلي من وراي بالإحصاء )عليك أن تتحركي بسرعة لترتدي ملابسك ستحتاجين لساعة وأنت تضعين زينة عينيك , ولا تنسي قصيدتك وبأننا الطالبتان الوحيدتان في هذا المهرجان الضخم وعلينا أن نكون بالمستوى المطلوب من الاستعداد الإلقائي
نظرت إلي وقالت وكذلك أنت خاصة .... وأنك الفائزة الأولى بمهرجان المحافظة وشاعرة الجامعة , ضحكت طويلا
نظرت في عيني بعمق وبإبتسامة مجروحة
أتعلمين يا رشا إن لك عينين رائعتين ,تتدفق منهما براءة طفلة وجمال ربيعي ساحر ؟؟؟
ضحكت وقلت دعينا الآن من عيني لأول مرة ترينهما أو أنك لآخر مرة سترينهما ؟؟؟
أردفت بفرح أعتبرك أكثر من أختي وأكثر صديقة أحبها لا أعلم أعتبر هذا اليوم حدث لوجودنا معا , في اللاذقية بهذا المهرجان الرائع
ما شاء الله أراك اليوم مسترسلة في التحليق , أخبريني لصالح من هذه الإحصائية ( يا فهلوية زمانك )؟؟؟
والدي رشا توقفت برهة كان ضابط استشهد في جنوب لبنان , .
ألتفت بحزن للبحر ومن ثم ألتفت إلي وقالت جمال هذا اليوم فرض نفسه علينا , لوحة الغروب الرائعة , وهمس البحر , ووجودنا معا بهذه المناسبة كل هذا في هذه الشرفة الدافئة
وكان لديه سيارة طبعا للجيش سيارة مرسيدس سوداء كسواد ليالي كانون
صمت رهيب لفني بحرارته المفاجئة وغلف الشرفة المحدقة بالبحر كعاشقة تبحر في عيني حبيبها .
هذه أول مرة منذ التقيتك تحدثينني عن والدك الشهيد جعلتني أشاركك الفخر و....
أتعلمين رشا أني أعشق كل ضابط في هذا الوطن فهم حماة الديار ؟؟ !!
تابعت حديثها وكلي كنت أذان صاغية
لن أحبب إلا ضابطا ً في الجيش , ولو مت أتمنى أن تكون بسيارة أحد الضباط , كل شيء من رائحة أبي له نكهة خاصة أفتقده كثيرا , ليتك تعلمين كم أفتقد ذاك الرجل الرائع , أراه في وجه كل ضابط , وفي كل سيارة مرسيدس تقطعني وتٌقطَعني بمرورها .
حزن شديد غشينا , إنسالت دمعة من عيني دون وعي , أخذتها بحضني وقلت هيام إذا ( حابة ) نبقى هنا الليلة لا فرق آسفة بشأن والدك إنه شهيد .. فخر للوطن كله .
ردت بتنهيدة ودمعة لا هيا أسرعي لقد أتينا للاشتراك , وليس للبقاء هنا عندما نعود بعد العشاء سنسهر حتى إشراقة الشمس على الشاطىء
رددت هذا الإشراق يجعلني أتسمر أمامه كطفلة تائه على حافة وادي
إذا هيا لقد قلبت مزاجي كله أسرعي إذن
ابتسمت هيام بعذوبة
رشا: لم أبح بذلك إلا لهاتين العينين (وحياتك ).
اسمعي إذا ( طالع على بالك السهر على الشاطىء ) نبقى هنا غدا نشارك لا مشكلة ,ضحكت من القلب ضحكة ريانة
أرايت لما أعتبرك أعز صديقة لقلبك الواسع
جلست مكانها على الشرفة ريثما ترتدي ملابسها ,وسحرني البحر بأمواجه التي لا تهدأ , ولونه ا لأزرق , فسافرت بعيدا بزرقة عيني حبيبي ,وقلت يا بحر كم تشبه عينيه الماسيتين ربما لهذا أحبك , و تذكرني بوالدي الذي كان يحملني طفلة ترتعد من البحر
ويقول : لاتخافي المياه ستحملك وسأتركك قليلا تتعلمين السباحة أنا قربك لا تخافي , والدي الذي تفصلني عنه بحار وصحارى وجعلتني هيام أستذكر كل نبله الجميل الآن
ومن ثم رأيت نفسي أقطع البحر أنا وحبيبي لجزيرة باذخة الجمال , ورمالها كانت بلورية بلون الورد
جاء صوتها رقيقاً هي لقد إنتهيت , وخرجنا مسرعتين وأقفلنا الغرفة , وعندما وصلنا لباب الفندق سألتني أين قصيدتك ؟؟
يا إلهي لقد نسيتها في الغرفة , إذا لن أنتظرك في البهو سأكون على الجانب الآخر للطريق قرب البحر على ( الكرنيش )ريثما يحضر الجميع .
صعدت بسرعة وفي الممر صادفت الأديبة الكبيرة كوليت خوري فألقيت التحية عليها ووقفت أبادلها الحديث قليلا , وسعدت بلقائها فقد كانت جد رائعة , و نزلت لبهو الفندق .
وخرجت للطرف الثاني للطريق , وتفاجأت بعدد الناس المجتمعين , إستولى علي موجة خوف مفاجئة وبحثت عن هيام فجأة ......
شيء ما جعلني اقترب بهدوء من المكان فوجدت أحدهم وقد حمل فتاة بشعر أسود ووجه كالبدر بكلتا يديه , إنتابني خوف شديد وبرودة دبت في سائر أعضائي , وتجمد الدم في عروقي وأختنقت كلماتي , واقتربت ألمس وجهها الذي ارتسمت عليه ابتسامة رائعة جعلتني أرفض أن الموت أخذها من أمامي دون كلمة وداع صريحة تعلنها .
ياإلهي إنها هيام وتقف أمامها سيارة عميد في الجيش ويحملها بين يديه
ما أقساك يا قبضة الموت حين تمسكين بأحبتنا .
مهداة لروح الصديقة الغالية هيام جوابرة رحمها الله والتي توفيت أثر حادث بسيارة مرسيدس عسكرية كما تمنت .
تعليق