المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري
مشاهدة المشاركة
فقد قالت إن الليثي منعه وقاره أن يلكز جاره، فيطلب منه سيجارة، ويعلم الله ما دخنتُها في شارع أو حارة، ولا شددت منها نفساً طويلاً أو قصيرا، ولا اتخذت لي في تدخينها يوماً سميرا. فهذا افتئات وافتراء، وكذب وادعاء، تتبرأ منه الأرض والسماء. فقد كنت يومها أمسك في يديَّ شيشة، في تعميرتها حشيشة أعطانيها الموجي قبل أن يفقد وعيه، ويبطل سعيه. وكنت جالساً في حالي، سارحاً في خيالي، وقد أحضرت كيساً من المانجو، لم أُرِد من طعمها أن أنجو. ولما غارت الشرطة على الموجي في كبسة، دفع الحشيشة في جيبي دون أن يهمس همسة. فلما حضروا وفتشوه، لم يجدوا معه ما ادَّعوه، فتركونا وتركوه. وعندها أخبرني بالحقيقة، وقال عنِّي صديقه. فقلت: يا موجي أردت تدبيسي، والآن تطلب العفو من كيسي، فقد خسرت الحشيشة والبنجو، وأحرمك فوقها من أكل المانجو. فأصيب بصدمة، وسقط مغشياً عليه وفي رأسه كدمة. ولم يكن هذا بفعل صاحبة العود المذكورة، ولا من أكله التاتورة. ثم جاء طه وعبد الرحيم، وأقعداه بعد أن استعاذا من الشيطان الرجيم، وسمَّيا العزيز الكريم، ورشوا على وجهه الماء، وقرأوا الفاتحة وأعطوه الدواء، ولم يفلح في النهاية إلا فحل بصل، شمَّـه فقام مفزوعاً ولم يدر ما حصل. فلما انتبه وأفاق، وقد ظننا به الفراق، صدمت رأسه رأس عبد الرحيم، فركبه شيطان رجيم، وفقد صوابه من ضيق وضجر ودفع الموجي فوقع برأسه على حجر. فعاد مغشياً عليه كما كان، ولم يكن بفعل العود والألحان. فاتصلنا بالدكتور جمال، فقال إنه في شر حال، بعد أن أكل حلة محشي، وثنَّاها بطبقيّ طرشي. وكان يصرخ في الهاتف "آه يا كرشي، آه يا كرشي. هذا من أفعال أمينة وعبلة زقزوق ، لا نجَّاهما المنتقم الجبار من الحروق، اتفقا مع راضية على أن يضربوني ضربة قاضية. فلا قامت لهن قائمة، وموعدهن معي قريب بقصيدة للظهر قاصمة." فقلنا "دعك من هذا، وقل لنا: للموجي نفعل ماذا؟". فقال "إنني بيطري يا شباب، ولا أفهم في هذا الهباب. ولكنني رغم هذا أعرف ما يفيقه، ويعيده إلى صوابه وطريقه. غنوا في أذنيه بصوت رخيم، ناعم حميم، يفوح رقة وولعا، وينضح خفَّةً ودلعاً، فقولوا "يا موكي يا موكي"، فسيدور محرك عقله كسيارة شيروكي، ويعود كما كان، أمام الشهود والعيان، في ثانية من زمان. وكان هذا حين خرجت الشقراء بالربابة، وجاء صوتها يطرق بابه، وكنا قد أعطيناها من أموالنا، بعد أن شكونا لها من حال الموجي وحالنا. وقلنا لها "افعلي هذا وحياة أبوكي" فقالت الشقراء "يا موكي يا موكي" فهبَّ الموجي واقفاً على قدميه واعتدلت رأسه بعد شقَّيْه. فأخذناه وانصرفنا، ولم يعرف من الأمر ما عرفنا. فقد كان يظن أنه في حلم، ولم يدرِ أنه علم. وقبل الانصراف حرقت الحشيشة الملعونة، في فحم شيشة كانت على الجدار مركونة. وحمدنا الله أن الموجي فتح عيونه، وعاد إلى وعيه وترك جنونه. ولم نحضر لتلك الربوة لنقع في تلك الكبوة، كبوة الخنا والغناء، والموسيقى والعناء. وذهبنا جميعاً إلى أخينا السليمان، وحكينا له ما كان. فقرأ على الموجي ما تيسَّر من سورة النور، وأعطاه سكنجبين السرور، فعاد إليه البِشر والحبور.
فليعلم الجميع أن ما قالته رشيدة تلفيق فظيع، وكذب شنيع. وينبغي أن تعقد لها محاكمة، بلا دفاع ولا مسالمة. ويحكم عليها وعلى أطراف المكيدة بأحكام مغلَّظة شديدة، لا رحمة فيها ولا تيسير، ولا تسهيل ولا تعزير. بل تقام الحدود القاصمة، حتى لا تقوم لهن قائمة. وأضيفوا إليهن طالبة لشهادتها فينا وقد كانت عن الحقيقة غائبة. فشهادتها باطلة، وعقوبتها حاصلة. وبهذا ينبغي الإعلام، حتى يتحدد موعد الإعدام.
انتهى.
تعليق