بهذا القربان الحميم تقترب منيره من سماء البوح وتسرد حكاية حلمها الذي لم يكتمل
تتحدث بلغة قلبها الصغير ..تمتشق ابجدية الجرح معلنة انحيازها الى الدفاع عما تبقى من رمق في مشوارها العالق بين الصمت والصوت
بين الجرح والسكين
بين عالم واقعي الى حد الغثيان
وآخر خيالي الى حد الذوبان
وبين العالمين توق الى ولادة جديدة من صلصال الحنين الى قمر غاف وقوس قزح
تشتاق..يضنيني..يهديني..تراقصني
تركز الشاعرة على استخدام المضارع الذي يفيد الاستمرار والتجدد والانطلاق الى غد يخلصها من غبار الكلمات الآفلة
لغة ذات ايحاءات وظلال
بمعى ان الكلمة الواحدة ذات مخاض
والشعر الحق لا يطيق الا اللغة الواسعة الفضفاضة
اللغة لا تحب الجلوس في قبو الذاكرة القديمة
اللغة طائر خرافي بالف جناح
أشلاء عمر
لك ان تتخيل هذه الاشلاء المبعثرة كلوحة سريالية لا تستطيع سبر اغوارها بسهولة
ومن هنا كان الغموض الشفيف هنا وهناك بعيدا عن الثرثرة اللفظية والميوعة العاطفية والغموض السلبي المفتعل الذي يخوضه اشباه الشعراء اثباتا لفحولتهم العقيمة
هنا الشاعر صاحبة رسالة شعرية
ليس بالمعنى السطحي للرسالة
بل تلك الرسالة التي نقرؤها المرة تلو المرة ونرى الجديد كل مرة
وحين تكرر فعل الامر امض انما تضفي عليه غرضا بلاغيا عميقا
فامض فيه معاني الحزن والرجاء حينا والتحدي والاصرار حينا اخر
هنا يحتاج القارئ الى شحذ المخيلة ليصبح مشاركا في صناعة القصيدة
فليس الشعر هو هذا الكلام الذي يتثاءب في فم الشعر وينام في آذاننا
ثم تستخدم لا النافية للجنس مرارا وتكرارا دون ان نشعر بملل منها فهذا التكرار توكيد على حالة نفسية جليلة لا سيما ان لا وردت سبع مرات لما لهذا العدد من دلالة دينية وتراثية لا تغيب عن ذهن القارئ الحصيف
ونحن عادة لا نطيق ذكر الضمير "انا" عادة
لكن المنيره هنا غيرت قناعاتنا لاول مرة في هذا التكرار
في بدء النص وردت تسع مرات وفي آخرهخمس مرات

هذه الانا لا تعبر عن نرجسية وموت في حب الذات
بل هي هذا القربان الذي اختارته الشاعرة عنوانا لنصها الشعري الآسر
فهي دون هذا الاخر لا شيء
اي هي والعدم سواء
ان "اناها" تتحقق من خلال هذا الاخر التي تفقه من خلاله نفسها والعالم
ومن هنا وقعت على النفس موقعا مريحا كتلك الموسيقا التي نسمعها ثم نعيد سماعها المرة تلو الاخرى
وفي كل مرة نشعر بذوبنا فيها
فلا معنى لانانا الا بالاخر الذي قد يكون حبيبا او طيفا او خيالا او قصيدة ...

في قصيدة النثر اتذمر ممن يتكئون على الروي او القافية
لكن المنيره في المقطع السابق برعت في استخدام هذه الكاف المخاطبة
فهي كررتها لدواع نفسية لا شطارة لغوية كما يفعل الكثيرون
باختصار
نحن امام نص فني يمتلك كل اسباب النجاح
من لغة شعرية وسردية متناغمة
وعفوية في استخدام الصور الخيالية التي تاتي عفو الخاطر
بالاضافة الى موسيقا داخلية نسمعها بدواخلنا لا باذاننا
والاهم هو هذا الصدق الفني الذي يجعل اي شاعر يقترف معصية الشعر على الرغم منه
فليس القصيدة تلك التي نكتبها كما يقال
بل تلك التي تكتبنا
ويقيني ان شاعرتنا الفذة استطاعت ان تقنعنا بان الشعر هو هذا الذي يتدفق كنبع فرات في يوم قائظ
وكلما اشتد اوار القيظ ازداد النبع زلالا زلالا
المبدعة القديرة منيره
انت شاعرة وكفى

[align=center]
المبحرة في موج كالجبال منيرة الفهري
بعد قراءة النص شعرت بالخوف عليك
ربان وحيد في صحراء هائجة من الموج
بسارية تقصفها العواصف من كل جانب
ما أصعب أن يكون المرء وحيدا يصارع
الكل بيد ويمسك دفة السفينة بيد ، ينام بعين
واحدة إذا تعبت وتنظرين للأفق المسافرة له
بالعين الأخرى ، القربان ( الأنا ) الذي تريدين
تقديمه من أجل عودة الزمن لتشكيله على غير
ما تشكل به !!
ليس إعادة عقارب الزمن للوراء تتحقق بقربان
ولكن يبدو أن ما وراء أفق القصيدة يستحق
التضحية بالأنا تلك .
بنائية القصيدة تحمل نبضات أجدها تحملك
لما وراء المنظور ، تحاولين تشكيل عالمك
كما تلونه ريشة قلمك ، لكن هل منا من شكل
عالمه ؟؟؟
بنائية القصيدة راق للغاية وحركتك في الزمكان
رشيقة للغاية ، لكنها تبقى حركة فراشة داخل
حدود قفل ما كان بالفعل .
نص به كثير من الجدة والتلوين والرسم العميق
الإيحاء ، وألفاظ تضاف لقاموس ألفاظك لتنتقل بك
لعالم أرحب وفضاء لا تحده إرادات الآخرين !!
تحية كبيرة لهذا النص الجميل .
[/align]

....قصيدة نثرية جميلة ...قرأتها مرةَ تلو مرة ...شدَّني كثيراً همسها الشعري ..ومعانيها الدفينة ...فغُصت في بحورها ألتمسٍ الدرر النفيسة فغرقت...بين لآلئها ...ولكن بين تلك السطور وقفتُ عند بعض محطاتها بين الألم ..والأمل ...اليأس..والرجاء .. العتاب ..والثناء ..القهر ..والتمرد ...والإستنكار ....لكنها تعود في النهاية للإعتراف بحقيقة ٍ لابد منها ....فلا شيء يشبه ..........!!!. الأخت الشاعرة القديرة ...اقبلي مروري المتواضع..

أستاذتي وأختي الرائعة / منيرة الفهري
متى أحسسنا بلسعة الظمأ تكوي منا الوجد .. لكزنا الهمم نجوب بساتين الجمال حتى إذا إستأنست الروح أناخت قرب النبع ترتوي ..
وهذا نبع معين سائغ حرفه ..
لا يكفى أن نحتفي دون أن ننشره على حبال الدهشة ليتأرجح هناك ..
محبتي وأكثر ..

]

الأستاذة الفاضلة منيرة الفهري
تحياتي
نص جميل رغم ما يتغلغل في حروفه
من الألم والأسى والمعاناة,,
وهو يجسّد تجربة راهنة لأنه يعتمد
الفعل المضارع الدال على استمراريّتها
وتأثيرها في الذات التي غرقت في
خضمّ الانصهار فيها,,,
تراوح النص بين الجمل الخبرية التي الدالة على
عمق الشعور بالأسى, والجمل الإنشائية التي تشي
بالتمرد على الجراح والتسامي عليها
أتمنى لك كل الخير والسعادة والهناءة.
لك احترامي وتقديري أستاذتي الكريمة.

و كأنني أتأمل في تحليق السنونو في الأفق
أستمع إلى خفقان قلبه
مناجاته للهفة السطور
كان أن كان غصن لزيتونة في السماء
إستمتعت و متعتنا برائعة مدهشة و متميزة
شكرا أيتها الشاعرة منيرة الفهري

جميلة كما دائما
بعباراتك الرشيقة ومعانيها الجميلة
بدفق الشعور
ورقة التعامل مع الحرف
وتوظيف الكلمة ببساطة دون تصنع أو صناعة

أحييك وأشكرك
وأبارك لك هذه الخطوات المتتالية من النجاح
وانت تتفوقين على نفسك كل مرة

مودتي واحترامي

الأستاذ الكبير جميل داري

و الله أخجلتني سيدي بهذه القراءة العميقة لقصيدتي المتواضعة...

فألف شكر لك على تشجيعك المتواصل

كل التقدير و الاحترام لروحك الرائعة

أستاذنا الفاضل عبد الرحيم محمود

أسعدني مرورك الجميل سيدي

فشكرا و الف شكر على كلماتك الرقيقة المعبرة

كل الاحترام و التقدير لشخصك الكريم

أستاذي الراقي جدا خضر سليم

كم كان مرورك بهيا يا سيدي أسعدني جدا

و أبدا لم يكن متواضعا..فقد كانت كلماتك رقيقة و صادقة

كل التقدير لك و الاحترام

أستاذي الكريم فوزي الريح

بل كانت كلماتك هي السمفونية الراقية التي وشت قصيدتي

فشكرا لك سيدي الفاضل

كل الاحترام لك و التقدير

أستاذي الكريم حكيم الراجي

لا أدري كيف أشكرك على هذا التثمبن الجميل...

شكرا لك و ألف شكر يا سيدي الرائع

كل الاحترام و التقدير لك أستاذنا الفاضل