قافلة من القوافي تجوب ربوع الشعر أم سفينة قد حملت ثلة من منْ احتفوا بذلك الملاّح ..!
جاء العنوان معبرا جدا عن مجمل القصيدة وكان بوابة قد فتحت على مصراعيها للولوج إلى هذه الوارفة

استيضاحا من العبارة التي ذيّل بها الشاعر الحسن فهري قصيدته .. فهذا التكريم أقيم على شرف مشرف تربوي أحيل على التقاعد .. لكن القصيدة ليس فيها ما يشير إلا إلى استمرارية العطاء من هذا الملاح .. فالعنوان كان رمزية رائعة لاستمرار العطاء من هذا المرشد التربوي .. الملاح لا يترك العمل ولا يستغني عنه العمل .. فهل يعقل أن يترك الملاّح القيادة للسفينة .. وما سمي الملاّح ملاحا إلا لأنه ملازما للماء المالح أي البحار .. هنا يفتح لنا العنوان بابه لنلج إلى عمق السفينة لنرى ما رسمه لنا الشاعر المبدع الحسن فهري

فهو يفتتح قصيدته بـ
آنَ الأوانُ
لتستـريحَ

قد كررها مرتين في بداية المقطع الأول والمقطع الثاني .. لنتساءل بفضول أكان هناك تعب ؟ ليبدأ الشاعر بعبارته " آن الأوان لتستريح " هناك إشفاق على الملاح وحبا لمسيرته التي كانت .. الشاعر هنا يشفق على قائد السفينة ويقول له قد آن الأوان لترتاح من تعبك ، من مشقة السفر في ربوع العطاء ، تستريح من ثقل المسؤولية .. أدّيت مهمتك على أفضل ما يكون وحان وقت الراحة .. ليتابع الشاعر المقطع الأول أنهم - الزملاء - بدليل قوله " يارفيق الحرف " قد أتوا للاحتفاء به والتحليق حول نوره الذي لا ينطفئ

فلا تثريب عليه فقد قدّم العمر هدية للسفينة يرعاها ويقوم بواجبه - الترشيدي والتوجيهي - فلا يرسم الحزن على ملامح تاريخه التعليمي خدشة .. لأن عطاءه قد كان محط تقدير وتكريم .. فهو قد أبلى بلاءً حسنا في طول مسافات الإبحار في بحر العطاء ..

ثم يعود الشاعر ليذكر هذا المفتش أو هذا الملاّح كما يحلو للشاعر أن يناديه ..
حُيِّـيتَ يا مَلاحَنـا

يعود ليذكره أن جهده لم يكن هباءً منثورا قد وزعته ريح الأنانية واستغلال المنصب بل كان مفخرة للجميع من النشء الذي رباه إلى الوطن الذي ساهم في بنائه .. لأن البناء للوطن جهاد كما أشار الشاعر .. ليرفع من مقام الملاح ، القائد للسفينة إلى مقام المجاهد .. فبناء الفكر وتربية النشء هو جهاد .. كيف لا والعلم هو مركز ومحور لكل حضارة ورقي .. ويذكرني هذا المقطع لما لأهمية التعليم في بناء الأوطان والدول والحضارات .. حادثة طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أسرى بدر أن من يعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة فتلك هي الفدية .. وهذا هو مقام العلم التكريم والريادة ومهمة بناء الأوطان .. فهذا هو الشعب الأبيّ من يبني الوطن بالعلم .. لينتقل بنا الشاعر إلى خصال المفتش أو الملاّح ويصف لنا مدى دماثته ووفاءه وتفانيه في عمله وإخلاصه .. فقد أفنى شبابه في العطاء لمهنته التي أحبها وتفانى في الإخلاص لها وجعل عطاءه مجاديف لتسير السفينة إلى شطّ الأمان .. ثم ينهي القصيدة بالدعاء للملاح أن يبارك الله له وفيه وبه لما كان منه من بذلٍ وسمو القيادة ورقيها ..

تقبل ردي المتواضع في واحتك الوارفة أخي الفاضل الحسن فهري
تقديري

شاعرنا القدير " الحسن فهري "
وفاء عظيم و احتفاء كريم جئت فيه بما يليق بالحدث
و يليق بهذا المعلِّم التربويّ الفاضل كما بدا لنا من قصيدتك الفارهة
نسأل الله له التّوفيق في مرحلته المقبلة و بوركت مساعيه
تثبّت مع أطيب المنى و خالص الودّ و التّقدير

[align=center]
إذا كان التقاعد من نصيبي=فإن الشمس أحلى في المغيبِ
هذا البيت من قصيدة للشاعر الكبير الأستاذ / يحيى بن عبده واصلي
.
.
أخي الحبيب الشاعر القدير الأستاذ / حسن الفهري
طربتُ لهذه المشاعر المتدفقة وفاءً للملاح
دعواتي له بسعادة تغمر حياته المقبلة
ودعواتي لك أن تظل لنا
محبتي
[/align]

لا شك قد أثلجت صدره في الحفل التكريمي بعد عمر قضاه في خدمة الوطن
وتربية الأجيال وتنوير النشء وترسيخ لغة الضاد في أذهانهم

أستاذي الجميل الحسن فهري

جميلٌ أنت ونبيلةٌ مشاعرك...
قصيدة جميلة تتنفس ألحان الوفاء، وفيها دفء الصداقة والصدق
دمتَ سالمًا

تحياتي

أسعد الله صباح أستاذ اللغة
منذ زمن وأنا أسائل نفسي أين هو ؟؟

لم يكتفي بالتعليق هنا أو هناك وهو الشاعر صاحب الحرف الجميل ? مر زمن يا شاعر لم تهطل فيه غيمة حرفك ، واليوم نراك ، وسعد أن يحتفي بحرفك المكان .
لاحت القصيدة على شريط الموضوعات فدخلت لقراءتها في حينه . وقد تستغرب أنني حين قرأتها شعرت بشيء من تيار الأسى يلفها ويلف شعور كاتبها ، لملمت فكري وخرجت ، وقلت ربما هو شعور الواهم ، وربما هو ذلك التماهي مع شعور الملاح الذي ألقيت قصيدتك في تكريمه ، وربما هو إحساس معين مشترك يلفنا جميعا أرباب اللغة وتدريسها نواسي بعضنا فيما نعلم عن شجون الحال ما لا يعلمه سوانا .
لا أدري لم أخذتني الفِكر في هذا الاتجاه خاصة وأنا أشعر بأنك تتحدث عن ملاحك وكأنك تسكب روحك في هذا النص ، وقد جعلت من الملاح وأنت شيئا واحدا .
يكفي القارئ أن يطل من نافذة أول كلمة فيها حين تقول :

وأنت أستاذ الجمال وربان الشجن ولا أنسى نصك الرائع قطرات المطر ، كان عالما من الجمال والروعة .
وهنا ولأنك الأستاذ الحسن هل تأذن لي باستفسار لغوي أتعلم فيه مما منّ الله به عليك ؟؟

أم على اعتبارها خبرا لمبتدأ محذوف من باب قطع النعت عن منعوته لإنشاء جملة مدح جديدة ؟؟
أستاذي ، عذرا إن أزعجك سؤال اللغة لكنني لا أسأله إلا لأنك الحسن أتعلم منه وأستزيد .

لك التقدير ولك من الاحترام ما يليق .

دم بخير أبدا .

[align=center]
قصيدة رسمت بمحبة وصدق لذاك الملاح المثابر منشئ الأجيال
وهو يستحق هذه اللوحة الراقية التي نبعت من قلب كبير محب
شاعرنا الحبيب
شكرا لبهائك ونبلك ومحبتك
[/align]

الأديب القدير
الحسن الفهري

قصيدة جميلة الحرف والمعنى وبديعة المبنى. انتقاء اللغة جاء مناسبا للحدث ومناسبة القصيدة. فجاءت المخاطبة لتشكل الأسلوب الشيق وتجلب انتباه المستمعين.

أبدعت كثيرا!

دمت بألف خير وشعر!

مودتي وتقديري

خالد شوملي