يا أسمر اللّون / إيمان الدّرع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فايزشناني
    عضو الملتقى
    • 29-09-2010
    • 4795

    #31

    أختي إيمان تحية طيبة

    وربي حسبت نفسي أنني كتبت رداً لك ولكنه على ما يبدو ضاع
    محلا كلماتك ... ومحلا سعدية أمنا العظيمة
    أختي إيمان :
    ازدادت خفقات قلوبنا ومشينا بحذر
    في شوارع بدت خاوية وكأنها فقدت الحياة
    ليست هذه بلادنا التي تعودنا أن تضج بالحياة
    وأن تتعانق أصوت مآذنها مع رنين أجراس الكنائس
    الوجوه ما عادت تقوى على الابتسام
    للوهلة الأولى : خدعنا
    وشيئاً فشيئاً اكتشفنا الحقيقة
    وانخرطنا للدفاع عن أحلامنا ومصيرنا
    ورغم قساوة المشهد كانت دماء الشهداء منارة لنا
    لتدلنا إلى الطريق الصحيح والذي يقودنا إلى وطن يتسع للجميع
    كعادتك يا عزيزتي تحلقين وتكتبين بحروف مضيئة
    أسعدك الله وأطال الله بعمرك
    هيهات منا الهزيمة
    قررنا ألا نخاف
    تعيش وتسلم يا وطني​

    تعليق

    • نادية البريني
      أديب وكاتب
      • 20-09-2009
      • 2644

      #32
      العزيزة إيمان أرجو أن تكوني بخير
      يفتقدك الملتقى ويفتقد روحك الطّيبة وقلمك الشّفاف
      حماك اللّه وحما سوريا وكلّ أبنائها
      دعواتي لكلّ مناضل يدافع عن الحقّ في كلّ مكان
      أشتاق إليك
      يا ربّ تعودين بسرعة

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالمنعم حسن محمود مشاهدة المشاركة
        - الدرب طويل .. طويل والكسب قليل .. قليل
        للتكرار سحره عندما يكون صادقا ومسنودا بعمق إنساني
        وهنا .. أ. إيمان
        كأنك تقودين البنت سعدية وتقفان عند صلاح عبد الصبور
        وخرجت من جوف المدينة
        أطلب الرزق المتاح
        وغمست في ماء القناعة
        خبز أيامي الكفاف
        ثم تتركينها تعود وهي تحمل المكان في داخلها .. ذلك المكان غير المعين في نسيج الحكي
        وعدم التعيين هو عمق التعيين، مما جعله يأخذ طابعا إنسانيا لا حسيا
        أنتجته مخيلة خصبة أشركت معها واقع مُدان.

        - المكان هو البطل الرئيسي في هذا النص وعمقه الجمالي.
        والناس هم من يهبوا للمكان اتساعه أو ضيقه هكذا قالت سعدية:
        أحسهم كأولادي، صغارا وشبابا، آه لو يسعهم هذا الحضن!

        - راق لي جدا هذا التضمين الضخم (تركها مزروعة في قلبه ومضى)
        لضخامة الهيام في حفنة كلمات، فتحتار : من يفجر من ؟
        الفكرة تفجر اللغة أم اللغة هي التي تقوم بمهمة التفجير.
        وغيرها من التضامين الكثيرة
        قوتها المستمدة من قلبها المرتجف حبا
        تلقم بها أفواها فقيرة وادعة كأكمام الزهر

        رغبة التداعي لا سقف لها أمام هذه اللوحة التي تجعلنا نصرخ معك :
        لن يكتب الرصاص تاريخا سوى تاريخ الجرج.

        - مجرد فضول أستاذتي الفاضلة إيمان الدرع بعد التحية والاحترام
        ما معنى هذه الجملة تحديدا:
        بعطيك سبع رباع خيّو من العين رسمالي

        تقبلي إعجابي وودي.
        الأستاذ الغالي جدّاً جدّاً عبد المنعم حسن محمود:
        هل قلتُ لك قبلاً : إنّ مداخلتك عزيزة عليّ ..؟؟
        أنتظرها ،لأنها تشحنني بكثير من الثّقة والإصرار على تحدّي الظروف؟؟؟
        إذن ..سأقولها الآن..
        كم تلزمنا هذه العين الرّاصدة بوعيٍ لما يُكتب ..ويصدر عن القلب ، والرّوح من مكنون؟؟؟!!!
        أمّا فيما يخصّ العبارة التي سألتَ عنها:
        (بعطيك سبع رباع خيّو من العين رسمالي )
        سأجتهد في تفسيرها ، لأنها من ذاكرة الشّام العتيقة ، من أيّام جدّتي وماقبل..
        أعتقد :
        أنّ من تترنّم بها، شبّهت دموعها بدوائر الذّهب التي تنحدر من العين ..
        وهذا ما تمتلكه من رأسمال صادق..
        أشكرك أخي الكريم ، أديبنا المميّز عبد المنعم..
        أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ؟؟

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
          ايمان... دخلت هنا قبل ذالك وهربت
          سعدية لم تمت ما زالت تنتظر بوجهها الاسمر وملامح الارض في طيات عمرها
          ألمني جدا أن سعدية معي الان أسمع قصتها على جرعات... تغني وتبكي وتبتسم للنعناع في فمها
          ملحمة سعدية في دمنا على تراب أرضنا
          رأيت سعدية بكل شىء يحيط بي من نساء وتراب
          ايمان ... كنت رائعة واكثر

          عدت لاقول .. اااااااااه يا أسمر اللون حبيبي يا سمارني اااه يا اسمر اللون خلي راح وخلاني
          سحر الخطيب : غاليتي
          كم اشتقت إليك ..؟!إلى عفويّة عباراتك، وانسيابيّتها ..؟!
          إلى تلقائيّتك ، وصدق مراميك ..؟!
          فرحتُ بمرورك الحبيب ..
          وانتشيت برائحة الأرض الطاهرة ..
          المتماهية مع أهزوجة للسّمر ..لا تغنّى إلاّ في بلادنا الحبيبة...
          شكراً على السعادة التي نثرتها بحروفك فوق عيوني
          لا حرمني الله منك سحر..
          أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ...

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • فواز أبوخالد
            أديب وكاتب
            • 14-03-2010
            • 974

            #35
            راااائعة أستاذتنا إيمان الدرع

            قصة تحمل مشاعر صادقة بإسلوب رااائع

            تحيااااااااتي وتقديري لك .
            [align=center]

            ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
            الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

            ..............
            [/align]

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة الخليل عيد مشاهدة المشاركة
              واختفى صوت سعديّة ، وغاب ..وغاب ..حتى تلاشى ، سمعتْ وقع أقدامٍ تتباعد عنها،وارتحل بصرها إلى بقعة ضياء، تحمل معها قطع حلوى ،تلقم بها أفواهاً فقيرةً ،وادعةً ،كأكمام الزّهر ، تعرفها جيدا،وصوتا سكن أذنها ، أحبّها منذ الطفولة ،تميّزه بدرايةٍ يناديها:
              سعديّة ...سعديّة ...أولادك قتلوك يا سعديّة ، أولادك قتلوكِ ، يردّ ثوبها المنحسر عنها ، يضمّ جسداً بارداً إلاّ من بعض دمٍ يدفق بدفء الحبّ ، والخير.
              وهناك ...عند الوادي البعيد ، عانقتْ وجهاً أسمر اشتاقته طويلا ، تهمس له :
              يا أسمر اللّون ...يا أسمراني ...تعباااان يا قلب خيّو ..هواك رماني

              الرائعة ايمان
              لقد أبحرنا معك من بحيرة لنهر لبحر لمحيط وقد أحاطنا دفء الحب والحنان والحنين وكأن سعدية الأم هى الوطن بما فيه من حلو ومر وهى تسعى جاهدة لوضع بسمة على أبناء شعبها المسكين . لكن هيهات يأتى مصاصى الدماء
              ومثيرى الفتن بين هؤلاء المساكين ليموت الوطن وتموت الأم
              لتلتقى بأسمر اللون وكأنها ذهبت لدقائق لتستمد منه بعض القوة ليبدأ النضال من جديد.
              هذا ما تخيلته من نصك البديع بجانب رؤيتك الرائقة
              مودتى
              أخي الغالي : الخليل عيد ..
              حللت فوق سطوري المتواضعة فأكسبتها ألقاً ، وضياء، ونوراً
              أجل أديبنا الرّائع ...إنه الوطن ..ذاك الذي يبلسم جراحنا ..ويمنحنا هويّتنا
              كيف بالله عليك يمكن أن نتنفس بعيداً عن سمائه ، وننام دون أن نفترش أرضه .؟؟!!!
              وما أجمله من وطن ...عندما يكون الهواء نظيفاً ، وتربته طاهرة لا تلوّث فيها ولا درن ..!!!
              سلمت لي يا الخليل ..وسلم هذا الفكر الوقّاد الرائع ...
              وسلّم الله أمنا التي توحّدنا في كلّ مكان من وطننا العربيّ الكبير...
              أشكرك ...ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
                العزيزة إيمان أرجو أن تكوني بخير
                يفتقدك الملتقى ويفتقد روحك الطّيبة وقلمك الشّفاف
                حماك اللّه وحما سوريا وكلّ أبنائها
                دعواتي لكلّ مناضل يدافع عن الحقّ في كلّ مكان
                أشتاق إليك
                يا ربّ تعودين بسرعة
                الحبيبة ناديا :
                لو تعلمين مكانتك يا الغالية ..
                لا تستغربين مدى فرحتي بكلماتك وسؤالك عني..!!؟؟؟
                لقد كان لك الفضل في مساعدتي للنهوض من فراش الوجع ، والمرض ..،وألم الرّوح ..
                رائعة أنت نادية ..وقدوة هادئة لا تدّعي الفضل ..ولا تحبّ الظّهور ،لامتلاء سنابلك الخيّرة بالعطاء
                أشكرك ..وأثمّن أمنياتك الغالية لسوريا الحبيبة ..
                لا حرمني الله منك ...ولا من غيث صفاقس الذي ينعش الرّوح ...
                لك مني أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                  أختي إيمان تحية طيبة

                  وربي حسبت نفسي أنني كتبت رداً لك ولكنه على ما يبدو ضاع
                  محلا كلماتك ... ومحلا سعدية أمنا العظيمة
                  أختي إيمان :
                  ازدادت خفقات قلوبنا ومشينا بحذر
                  في شوارع بدت خاوية وكأنها فقدت الحياة
                  ليست هذه بلادنا التي تعودنا أن تضج بالحياة
                  وأن تتعانق أصوت مآذنها مع رنين أجراس الكنائس
                  الوجوه ما عادت تقوى على الابتسام
                  للوهلة الأولى : خدعنا
                  وشيئاً فشيئاً اكتشفنا الحقيقة
                  وانخرطنا للدفاع عن أحلامنا ومصيرنا
                  ورغم قساوة المشهد كانت دماء الشهداء منارة لنا
                  لتدلنا إلى الطريق الصحيح والذي يقودنا إلى وطن يتسع للجميع
                  كعادتك يا عزيزتي تحلقين وتكتبين بحروف مضيئة
                  أسعدك الله وأطال الله بعمرك
                  أخي فايز : يا ابن أمّي
                  هل تكفيني عشرات الصفحات لأريح قلبي ....؟؟!!
                  لأفضفض عن نبضي ،الذي بات مضطرباً، حدّ الهذيان، والغياب، والتلاشي ؟؟!!!
                  ما أعرفه يا فايز ...بأنني لا أكفّ عن النظر إلى السّماء..
                  أستجديها الرّحمة ، والعون ، والمدد ..
                  وأن تتطهّر أرضنا الحبيبة ، وأمنا الشّريفة سورية ، من كلّ من عرّاها أمام الخلق ، رافعاً عن وجهه الحياء..
                  ما يبهج القلب فايز ...إيماني الشديد بشفائها من كلّ أسقامها ..
                  ونهوضها من جديد بحلّة أنقى ، وأبهى ، وأكثر قدسيّة ..
                  رحم الله شهداء أمتنا ..فبدمائهم سوف تنزرع أشجار الأمل، وتتسامق نحو العلياء
                  شكراً لمرورك الذي أبهج قلبي ، وزرع الأمان في دربي ..
                  وحسّسني أن سوريا ستبقى بخير ...ما دام فيها أمثال فايز الراقي ، صاحب القلب الكبير
                  ومع أطيب أمنياتي ...إليك تحيّاتي

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • شيماءعبدالله
                    أديب وكاتب
                    • 06-08-2010
                    • 7583

                    #39
                    كم استعذبت تفاصيل هذه القصة الرائعة
                    شدتني اللغة المميزة الموسرة ثراء
                    والسرد حواري الجمال الأخاذ
                    ترددت حين أردت أن ابدي شدة إعجابي بالقصة
                    فوجدت الصمت ضالتي
                    فلا تقارن الفضة بالذهب
                    رائعة ألف ألف
                    شتائل الورد وبحر ود

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
                      راااائعة أستاذتنا إيمان الدرع

                      قصة تحمل مشاعر صادقة بإسلوب رااائع

                      تحيااااااااتي وتقديري لك .
                      ألف شكرٍ لمرورك الكريم الأستاذ القدير فواز أبو خالد ...
                      رأيك يعزّز خطواتي ...ويعطيني ذلك الدافع القويّ للكتابة ..
                      أجل أخي الغالي ..
                      عندما تعبّر عمّا يعتمل في صدرك بصدقٍ ..
                      تتكامل أجنحة النصّ لتطير وتحطّ بين القلوب ...
                      وكم أسعدتني أن رأيتها على هذا النحو ..
                      إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                        كم استعذبت تفاصيل هذه القصة الرائعة

                        شدتني اللغة المميزة الموسرة ثراء
                        والسرد حواري الجمال الأخاذ
                        ترددت حين أردت أن ابدي شدة إعجابي بالقصة
                        فوجدت الصمت ضالتي
                        فلا تقارن الفضة بالذهب
                        رائعة ألف ألف
                        شتائل الورد وبحر ود
                        بل رأيك عندي شيماء الحبيبة أغلى من الذهب ..
                        لأنه منحني عقداً من النجوم ، زيّنتُ قلبي به ..
                        أشكرك أديبتنا الرائعة ، صاحبة الكلمة الشفّافة، والمشاعر النبيلة
                        على طيب مداخلتك ..
                        على رأيك الذي اكتنزته كقصيدةٍ حلوة الألوان، واللّحن، والمعنى
                        ومع أطيب أمنياتي ...أهديك تحيّاتي أستاذة

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • مصطفى الصالح
                          لمسة شفق
                          • 08-12-2009
                          • 6443

                          #42
                          هي الفتنة إذن

                          الفتنة الماحقة التي لا تبقي ولا تذر

                          تأخذ قابيل بجرم هابيل

                          البلاء يعم والخير يخص

                          رسالة واضحة سامية هادفة

                          جميل أستاذة إيمان

                          ولكم يسعدني أن أصافح حروفك من جديد

                          كان هذا هو الدخول الأول لي لقسم القصة القصيرة منذ فترة طويلة

                          أعلم كم تبذلين من جهد هنا وبقية الزملاء

                          كل الود والتقدير

                          تحياتي
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 22-05-2011, 21:15.
                          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                          حديث الشمس
                          مصطفى الصالح[/align]

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                            هي الفتنة إذن

                            الفتنة الماحقة التي لا تبقي ولا تذر

                            تأخذ قابيل بجرم هابيل

                            البلاء يعم والخير يخص

                            رسالة واضحة سامية هادفة

                            جميل أستاذة إيمان

                            ولكم يسعدني أن أصافح حروفك من جديد

                            كان هذا هو الدخول الأول لي لقسم القصة القصيرة منذ فترة طويلة

                            أعلم كم تبذلين من جهد هنا وبقية الزملاء

                            كل الود والتقدير

                            تحياتي
                            أهلاً بعودتك المفرحة أخي وزميلي القدير : مصطفى
                            كنت أفتقدك دائماً هنا ..
                            بين أسرة كنت عضواً فاعلاً بها ..
                            تعطيها من خبرتك ، وذائقتك الأدبيّة التي لا تخفى ، الشيء الكثير من الرّعاية والاهتمام..
                            شكراً لرأيٍ كنت أحتاجه منك حول النصّ
                            ليقول : أنّ الفكرة التي عملتُ عليها ، وقصدتها قد وصلت..
                            بارك الله في كلّ أوطاننا، وشعوبنا العربيّة، وحماها من الفتن
                            لا حُرمتُ مرورك الكريم ..
                            تقبّل أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • سمية البوغافرية
                              أديب وكاتب
                              • 26-12-2007
                              • 652

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                              يا أسمر اللّون ...

                              باغتْتها نسيماتٌ باردةٌ ، سحبتْ الغطاء تدثّر ولديها ، وبعينٍ نصف مغمضةٍ تنبّهتْ للوقت ..
                              ياااااه أوشك الصّبح أن يشرقَ ، قالتْ في سرّها ، وهي تطرد عنها سطوة النوم اللّذيذ .
                              رشقتْ وجهها برذاذ الماء ، ثمّ استدارتْ على عجلٍ ،لتنثر بعض الحبّ المجروش في قنّ الدجاج ، لمّا تعالتْ صيحات الدّيك تعلن بدء رحلة يومٍ جديدٍ ، بعد أن خلع اللّيل بردته القديمة ،الملوّثة بالأحلام الواهمةِ،المعطوبة على الغالب.
                              واتّجهتْ نحو المطبخ ، ترفع الغطاء النديّ عن المعجن ، تتأكّد من تخمّر الخليط بطرف إصبعها ، أيقنتْ بخبرتها صلاحيتها الآن للشواء، زجّتْ الصينيّة في الفرن ، فاحتْ أنفاس الحلوى في صحن الدّار ، شمّرتْ ثوبها الطويل بزنّارٍ قماشيٍّ ، تقيه من البلل ، وهي ترشّ الماء على الأرض وأحواض الزّرع ، غرّد الحسّون ، فشرعتْ تغنّي لوجه رجلٍ راحلٍ ، إلاّ من أعطافها ..
                              تظنّ حدّ اليقين بأنه قربها الآن ، تعدّ له قهوة الصّباح ، وتهيئ له الجلسة الصباحية، برائحة الورد الذي كانت تجدله بين ضفائرها ..
                              (يا أسمر اللّون ...يا أسمراني ..... ، تعباااااااااان يا قلب خيّو ...........هواك رماني ،
                              يا بو عيون وساع ...حطّيت بقلبي اوجاع.. بعطيك سبع رباع خيّو من العين رسمالي ..)
                              وابتلعت مع دموعها مابقي من الكلمات .
                              صينيّة الهريسة باتتْ شهيّة الشّواء كقرص شمس الصّباح ،حملتها على رأسها بعد أن أغرقتها بالقطر ، وقطّعتها .
                              اطمأنّتْ إلى باب بيتها بعد أن أرتجته بأمانٍ ، تشقّ الزّحام إلى رأس الشّارع في حارتها ، قرب الشّجرة العتيقة .
                              تلقّفتها عيناه بحبّ مزمنٍ : هاتها أحملها عنك ثقيلةٌ هي ..
                              _لا شكراً ...لا أريد أن أتعبك ..
                              أصرّ مادّاً يده ، يجذب الصينيّة نحو رأسه: هاتها حرامٌ أن يتعب هذا الرّأس الجميل ، ويحمل مالا يطيق ، لو أنّك تعقّلتِ ، وقبلتِ بي زوجاً أمَا ارتحتِ من هذا الشّقاء ..؟؟!!! أم أنك ما زلتِ تحنّين إلى أسمر اللّون الذي سرق قلبي حيّاً ، وميتاً ؟؟
                              قطّبتْ حاجبيها ، وكانت قد وصلت إلى المكان المقصود ، ثمّ أمسكتْ بكفّة الميزان ، وبين الحزم والمزاح ، وجهتها نحوه ، لحظة كان يهمّ بفتح الطاولة الصغيرة المغلقة ليثبّت عليها الصينية :
                              _اصمتْ وإلاّ ... قالتها ضاحكةً ثمّ أردفت: عمر أنت أخي ، بل كلّ أهلي ، أنت المخلص ،الوفيّ ،الذي ما غيّره الزّمان..
                              _ولن أتغيّر ، منذ طفولتي أحبّك ، رغم كلّ محطّات عمري التي عبرتها ، أحبك ، ولكن ...وآاااه من لكن ، بقي الحلم حلماً ، وبقي قلبك رهيناً لفارسك الأسمر..حتى بعد أن صار ظلاً نائماً.
                              _ ولداي.. عمر.. ولداي ، وأميّ المشلولة ، هم أمانةٌ في عنقي ، والدّرب طويلٌ .. طويلٌ ، والكسب قليلٌ ..قليلٌ،والقلب المتيّم مأسورٌ لحبّ أوّل يسكن الضلوع ، وليس له خيار.
                              قطع حديثهما توافد الصّبية مهرولين نحو المدرسة القريبة من مكانها، امتدّتْ الأيدي تدفع بالقروش القليلة إليها ، تتوافق مع تحيّة الصّباح التي باتتْ كطقوسٍ يوميّةٍ بين صحبةٍ طيّبة ، حميمةٍ تجمعها بهم ، وتغوص في أنسجتهم بودّ ، وتحنانٍ.
                              كان يرقبها بطرف عينه ، وهي تقسم لقيمات تطعم بها أفواهاً فقيرةً ، عذبة الأنفاس، لا تمتلك الثّمن ..
                              _ لن يتبقّى على هذا الحال إلاّ القليل من الهريسة يا سعديّة ، يقول لها مشفقاً
                              _ الرّزق على الله يا عمر ، كلّهم أولادي ، أحسّهم كلّهم أولادي ، صغاراً ، وشباباٌ ، آااه لو يسعهم هذا الحضن !!!.
                              تركها مزروعة في قلبه ومضى .
                              نال منها التعب ، كم تؤلمها فقراتُ ظهرها ..!!؟؟ اعتدلتْ في جلستها ، تفرك عنقها ، حتى أسفل ظهرها ، تغمض عينيها ، تتحسّس الليرات المعدودات، ترى .. هل تكفي متطلّبات ما يلزمها..؟؟
                              اخترقها صوتٌ مزلزلٌ ،لا يشبه الأصوات التي ألفتها ، وتراكض أقدامٍ مضطربةٍ حولها ، عجّتْ الأرصفة بالغبار ، ساد الهرج ، والمرج ، فقطع أصوات الحياة الآمنة.
                              هبّتْ مستفسرةً عمّا يدور حولها ، لم تستبن طلاسم ما قيل أمامها من تبرير ..، كلّ فتية الحيّ يحبّونها ، يعرفونها ، ولكنهم لم يسمعوها ، وهي تقف عرض الشارع ، محاولةً الفصل بينهم.
                              لعلع الرّصاص كأمطارٍ رماديّةٍ أسالت لونها الأحمر على الإسفلت ، على الرّصيف ، على الجدران ، تؤرّخ لجرحٍ كبيرٍ.
                              صرخت: كفاية يا أولادي بالله عليكم ، كفى ...مهما كان الخلاف ،هناك حلول منصفة ، عادلة ،اسمعوني أرجوكم ..
                              ضاع صوتها وسط الجموع الهادرة بحنقٍ ، وغضبٍ ، كأمواج نارٍ لاهبةٍ ، تأكل حشاشة الأرض ، وأجساد الحشود المتصارعة.
                              اختلّ توازنها ، ارتمتْ على قارعة الطريق ، وتبعثرتْ الحلوى بين الأقدام ،معجونة بالوحل ، وما تنبّهوا إليها.
                              وقفتْ من جديدٍ ، تلمّ بعض قوّتها ،المستمدّة من قلبها المرتجف حبّاً، لم تيأس ، راحتْ تجذب هذا ، وذاك :
                              _انظروا إليّ ...اسمعوني : أرجوكم : أنتم إخوة ، أبناء هذا الحيّ الطيّب ، وحين تسيل الدّماء ، لا قاتل، ولا مقتول، لا غالب أو مغلوب..من يمتلك القوّة ، أو من لا يمتلك إلاّ صدره الأعزل.
                              كلّكم مقتولون ...كلّكم ..
                              ازداد الموقف ضراوةً ، وعنفاً ، وتناثرتْ أشلاء قابيل ، وهابيل معاً ، وحطّ الغراب بجناحيه ينعق في الخراب .
                              واختفى صوت سعديّة ، وغاب ..وغاب ..حتى تلاشى ، سمعتْ وقع أقدامٍ تتباعد عنها،وارتحل بصرها إلى بقعة ضياء، تحمل معها قطع حلوى ،تلقم بها أفواهاً فقيرةً ،وادعةً ،كأكمام الزّهر ، تعرفها جيدا،وصوتا سكن أذنها ، أحبّها منذ الطفولة ،تميّزه بدرايةٍ يناديها:
                              سعديّة ...سعديّة ...أولادك قتلوك يا سعديّة ، أولادك قتلوكِ ، يردّ ثوبها المنحسر عنها ، يضمّ جسداً بارداً إلاّ من بعض دمٍ يدفق بدفء الحبّ ، والخير.
                              وهناك ...عند الوادي البعيد ، عانقتْ وجهاً أسمر اشتاقته طويلا ، تهمس له :
                              يا أسمر اللّون ...يا أسمراني ...تعباااان يا قلب خيّو ..هواك رماني ...
                              ************************************* ************************ **********************
                              توقفت هنا على فنية عالية في نسج القصة تصويرا وبناء ولغة
                              وهذا أجمل ما يمكن أن يتباهى به القاص الحصيف
                              ولا أنسى أن اللغة كانت راقية وجميلة أضفت جمالا على القصة
                              أتمتعتني رغم شجون وآلام السعدية الطافح من سطورك
                              أحييك عزيزتي إيمان وأهنئك على هذا الجمال المطرز بخيوط الألم
                              محبتي

                              تعليق

                              • أمريل حسن
                                عضو أساسي
                                • 19-04-2011
                                • 605

                                #45
                                قصة جملية ..طريقة سردها تشد الانتباه ...هذاىلسان حالنا عزيزتي ...

                                عبرتي عن هذه المعاناة بمخيلة رائعة وفطنة وذكاء...
                                أشكرك أيتها الأديبة
                                [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X