رســــــــــالة حب إلى أبــــي ......

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبدالله محمد
    أديب وكاتب
    • 02-04-2009
    • 756

    رســــــــــالة حب إلى أبــــي ......

    إليك أيها الحبيب الذي ذهب مع نسمة من نسمات الربيع البكر إلى مدن الأموات دون وعد بالرجوع إلى صفحة الحياة التي سطرها الشقاء بأنامل الوجع ودونها في سجلاته الضخمة .. أخط رسالتي بقلم روح ذهبت تجول السطور تحت أمطار من الدمع بغير مظلة تبحث في أسفار الشكر عن آيات التقدير والإعزاز لتتلوها على مسامع قلبك الطاهرة .

    لكنها تعثرت بعدما امتزجت محابرها بأمطار الدمع ليتدفق المزيج بين الجداول ذاهباً نحو الفناء .. نعم تركت السطور بغير غطاء فريسة لجلاد الصقيع .

    عذراً يا من ذهب مع رسل الرحمن في موكبها المقدس إلى الدار الثانية عذراً فمثلي لم ولن تستطع مصانع فكره أن تصنع من نسيج الشكر ثوباً يليق بجسدك الكريم .

    فقلمي لو من الضياء مداده هيهات وهيهات إن استطاع بلوغ مستوى كعبيك .

    يا أيها الحبيب الآن وأنت في قبضة أحكم الحاكمين وقد شمر عالم الغيبيات عنك ذراعه وانكشفت لك كل أسراره
    اخبرني لا لا بل أسألك أن تفك طلاسم فكري الحائر إثر رؤيته لمشهدك العظيم ! أجب هل كان عرساً أم موكباً من مواكب الموت الأسود ؟

    فقد رأيت كما رأت الحشود في وقت الظهيرة وبينما الشمس كانت في كامل عنفوانها وبعدما صلينا عليك صلاة الجمعة وبعد أن أودعنا جسدك الكريم داخل مسكنه قوس قزح وهو يطلق في آفاق السماء ألوانه البديعة وكأنه يحتفل بك !

    كما رأينا السماء وقد أمطرت صفحة الأرض بحجارة من الثلج فنثرتها بياضاً آه كم كان بديعاً تبر البرية وهو يرتدي قميص الثلج .

    وها هي جموع السيارات التي صاحبت مشهدك وقد كساها ورد الطبيعة فتزينت وتطوست !

    وعندما أصابتها أعين الغادين والرائحين تساءلوا يا ترى من عريس هذا الزفاف ؟!

    رأيت عمرك وقد عاد للخلف ليدق أبواب الصبا نعم والله شاهدتك كما شاهدك الكثيرين شاباً في الأربعين من عمره رغم عبورك لقنطرة الثمانين !

    أبي .. اخبرني فالعقل ذاهل حائر والروح ذهبت لتسكن أبراج العجب ................

    وعليك السلام يا عريس السماء ورحمة الله وبركاته

    ابنك
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 07-05-2011, 18:48.
    [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
    أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]
  • محمد عبدالله محمد
    أديب وكاتب
    • 02-04-2009
    • 756

    #2
    احمد الله الرحمن الرحيم أن زوج أختي يعشق التصوير ودائما الكاميرا الديجتال (( فيديو )) لا تفارق سيارته وقد قام مشكوراً بتصوير كل تلك الأحداث وسوف يعمل ابني كريم على تنزيل هذا الفيديو على اليوتيوب وتويتر وطبعاً هنا بملتقى الأدباء والمبدعين العرب الذي احتضن بحب هنات فكري .

    أبي في سطور قليلة

    عبد الله محمد أبو عيد
    وكيل أول وزارة الأوقاف لنشر الدعوة الإسلامية سابقاً
    وكان يكتب مقلاته بجريدتي الأخبار والجمهورية واللواء الإسلامي قبل توقفها
    وله ثلاث مؤلفات للخطب المختارة
    حارب التشدد الديني بكل قوة لإيمانه بسماحة الدين الذي جاءت تعاليمه لتخاطب الإنسانية لذلك كان ييسر للسائل ولا يعسر فيسرها الله عليه يومه
    [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
    أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      لا أعرف كيف لي يا أخي الطيب محمد أن أسطر كلماتي هنا أمام هذه المرثية التي تقطر حزنا ولوعة وأحسب والله أن الدمع يتخلل كل حرف من حروفها ....
      كأن الحزن يا أخي محمد بات في هذه الأيام العصيبة رفيقنا .... والفرح قد غاب عن أنظارنا لنتجرع لوعة الحزن والألم وكأنه جزءا لا يتجزأ منّا ....
      اعذرني يا أخي محمد على فضفضتي ....
      كل ما أرجوه من الله ربي أن يلهمكم الصبر والسلوان ، وأن يسكن والدك جنان الفردوس بصحبة النبيين والشهداء والصديقين
      إنه سميع مجيب
      أختك
      أمينة

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • محمد عبدالله محمد
        أديب وكاتب
        • 02-04-2009
        • 756

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
        لا أعرف كيف لي يا أخي الطيب محمد أن أسطر كلماتي هنا أمام هذه المرثية التي تقطر حزنا ولوعة وأحسب والله أن الدمع يتخلل كل حرف من حروفها ....
        كأن الحزن يا أخي محمد بات في هذه الأيام العصيبة رفيقنا .... والفرح قد غاب عن أنظارنا لنتجرع لوعة الحزن والألم وكأنه جزءا لا يتجزأ منّا ....
        اعذرني يا أخي محمد على فضفضتي ....
        كل ما أرجوه من الله ربي أن يلهمكم الصبر والسلوان ، وأن يسكن والدك جنان الفردوس بصحبة النبيين والشهداء والصديقين
        إنه سميع مجيب
        أختك
        أمينة
        تجول القلوب البيضاء صفحة الأرض لتبحث عن الطيب وكثيراً ما تتعثر في رحلتها إثر المنحدرات الحياتية اليومية التي تخلفها محرقة الحياة لكنها ورغم هذا تستمر في البحث حتى تنال من ضالتها المنشودة وهنا تتمسك القلوب البيضاء بصيدها الثمين ولا تفلته ابداً إلى بأمر من الديان الذي يسدل على صيدها ثوب الفراق .

        الأخت الأمينة والأديبة المحترمة .. بنت الشهباء

        بحثت كثيراً في هذا الفضاء عن تلك القلوب البيضاء فلم اصطاد منها غير القليل فلم يزد عدد الصيد عن أصابع اليد ورغم هذا عدت من رحلتي والسعادة معلقة بين ذراعي لأنني غنمت بصيد قلبك الأبيض ولم أفلته أبدا .
        لكِ كل التقدير والاحترام
        وإن شاء الله النصر للشعب السوري وسوف تشهد الأيام القادمة على ذلك
        [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
        أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

        تعليق

        • منيره الفهري
          مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
          • 21-12-2010
          • 9870

          #5
          ماذا عساي أقول بعد أن قرأت هذا الوجع الكبير و رأيت دموعا تسقي حروف الرسالة...بقيت حائرة أبحث عن كلمات تخفف ما بك أخي...و لكني توقفت عند السيرة الذاتية للوالد المرحوم الزاخرة بكل كنوز الدنيا...و أعماله القيمة في نشر الاسلام و مؤلفاته الثمينة...و قلت ربما هذه خير عزاء لأخي محمد تركها له الوالد المغفور له ليقول له أنا هنا معك يا بني لم أفارقك...
          أعتذر عن ثرثرتي ...و رزقك الله جميل الصبر و السلوان يا أخي الغالي محمد عبد الله محمد أبو عيد

          تعليق

          • نجيةيوسف
            أديب وكاتب
            • 27-10-2008
            • 2682

            #6
            أستاذ محمد

            تقدم الكلمات الخطوَ خجلى ، وعيناها تمور بحريق دمع تخجل منه ، تتوقف على عتبة الروح كلمات تعاتب اليد ، تسأل عن مداد يحمل طهر المعنى الذي يملأ كلمة أب ، ويرسم بصدق ألما بحجم قدر أب .

            قرأت حروفك ، واسترسل دمع يغشي العينين وانفجر رغما عني أنين نحيب كان يملأ نفسي منذ زمن .

            أغبطك ، نعم ، كم أغبطك إذ استطعت أن تقول له ما لم أستطع أن أقول أنا لأبي منذ زمن ،

            أبي تلك الروح التي تسكنني ، ذلك النبض الذي به أحيا من خلف ستار ، كثيرا ما وقفت أمام اسمه عاجزة ، كثيرا ما حاولت الكتابة وكلما نبشت أكوام الحروف وتوسلت الكلمات أن تبوح بدفين الألم ، لم أستطع وبقيت يكممني صمت الرهبة وذهول النفس عن النفس .

            أغبطك أن فعلت وأطاعك الكلم ، أغبطك أن قلت ما لم أستطع أن أقول .

            وقفت هنا كثيرا ، ترددت أكثر من مرة في الرد والكتابة ، لكنني أخرج دون أن أجرؤ على رؤية عيني والدي بين سطورك .
            رأيته هنا ، رأيته يمد البصر ، وفي عينيه كلمة عتاب لم أحتمل حرقتها في دمي .

            عدت لأقول له هنا من صفحتك هذه : عذرا أبي ، عذرا لم أستطع أن أبرك بقلمي كما فعل محمد لأبيه ، فهل تصفح ؟؟

            لا أجد قدرة على متابعة الحرف فاسمح لي أستاذ محمد أن أعود لمحراب الصمت .


            sigpic


            كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

            تعليق

            • محمد عبدالله محمد
              أديب وكاتب
              • 02-04-2009
              • 756

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
              ماذا عساي أقول بعد أن قرأت هذا الوجع الكبير و رأيت دموعا تسقي حروف الرسالة...بقيت حائرة أبحث عن كلمات تخفف ما بك أخي...و لكني توقفت عند السيرة الذاتية للوالد المرحوم الزاخرة بكل كنوز الدنيا...و أعماله القيمة في نشر الاسلام و مؤلفاته الثمينة...و قلت ربما هذه خير عزاء لأخي محمد تركها له الوالد المغفور له ليقول له أنا هنا معك يا بني لم أفارقك...
              أعتذر عن ثرثرتي ...و رزقك الله جميل الصبر و السلوان يا أخي الغالي محمد عبد الله محمد أبو عيد
              لقد قالت والله سطورك النبيلة كل شيء .. ينبوع يتدفق بماء الصبر وها أنا قد اغتسلت به
              العزيزة منيرة الفهري
              شكرا وكل التقدير
              [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
              أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

              تعليق

              • محمد عبدالله محمد
                أديب وكاتب
                • 02-04-2009
                • 756

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
                أستاذ محمد

                تقدم الكلمات الخطوَ خجلى ، وعيناها تمور بحريق دمع تخجل منه ، تتوقف على عتبة الروح كلمات تعاتب اليد ، تسأل عن مداد يحمل طهر المعنى الذي يملأ كلمة أب ، ويرسم بصدق ألما بحجم قدر أب .

                قرأت حروفك ، واسترسل دمع يغشي العينين وانفجر رغما عني أنين نحيب كان يملأ نفسي منذ زمن .

                أغبطك ، نعم ، كم أغبطك إذ استطعت أن تقول له ما لم أستطع أن أقول أنا لأبي منذ زمن ،

                أبي تلك الروح التي تسكنني ، ذلك النبض الذي به أحيا من خلف ستار ، كثيرا ما وقفت أمام اسمه عاجزة ، كثيرا ما حاولت الكتابة وكلما نبشت أكوام الحروف وتوسلت الكلمات أن تبوح بدفين الألم ، لم أستطع وبقيت يكممني صمت الرهبة وذهول النفس عن النفس .

                أغبطك أن فعلت وأطاعك الكلم ، أغبطك أن قلت ما لم أستطع أن أقول .

                وقفت هنا كثيرا ، ترددت أكثر من مرة في الرد والكتابة ، لكنني أخرج دون أن أجرؤ على رؤية عيني والدي بين سطورك .
                رأيته هنا ، رأيته يمد البصر ، وفي عينيه كلمة عتاب لم أحتمل حرقتها في دمي .

                عدت لأقول له هنا من صفحتك هذه : عذرا أبي ، عذرا لم أستطع أن أبرك بقلمي كما فعل محمد لأبيه ، فهل تصفح ؟؟

                لا أجد قدرة على متابعة الحرف فاسمح لي أستاذ محمد أن أعود لمحراب الصمت .
                سيدتي

                الصمت هو سيد البيان وأمير البلاغة وهو فقط من يتربع على عرش العبارة .. وصمتك يا سيدتي تجاه الأب هو أبلغ رسالة له لأنه وبعد رحيله إلى الدار الثانية انكشفت له أسرار الحياة ومعها غيبها وأنا على يقين تام بأنه استطاع أن يقرأ صمتك النبيل وأدرك حبك له من سطورها .

                أما أنا فكان لزاما عليّ أن أخط له تلك الرسالة لشعوري بالندم فالساكن بداخلي يقول أن أبي لم يدرك حبي له ولا أدري ربما أخذتني الحياة الملعونة من حضنه ليتولد الندم الذي ساق تلك السطور .

                الأديبة التي تسوق لنا العبارة الشجية بعصا الإحساس .. نجية يوسف

                والله صمتك تجاه الوالد أفضل بكثير جدا من ثرثرتي
                كل التحية والتقدير
                [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
                أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

                تعليق

                يعمل...
                X