&& الأراجوز &&

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    && الأراجوز &&

    كانَ يحمل في يده اليمنى دمية يحركها بخفة ، وكانت جموع الأطفال
    تصرخ : " يالله يا أراجوز كمل الحكاية .
    عم بسيوني ؛رجل فكاهي لهُ حكاية عشق مع الدمى ..كانت تعني لهُ
    حياة خاصة على خشبة مسرح الحياة..شخوص فقط هوَ من يرسم
    خطوطها العريضة ويحدد مسارها ونهاية مطافها.."الملك المطلق"- هذا
    ما أطلقهُ على نفسه ،والأراجوز هذا ما أطلقهُ الأطفال عليه.
    سألتهُ مرة حفيدتهُ :جدي، لمَ لم تدرس لتكون مهندسا أو محاميا ناجحاً
    فأنتَ لكَ فكر متقد .
    ضحكَ يومها ،ثمَ قالَ لها بينما الغيوم ابتدأت تتلبد بسماء حياته:
    والدي كانَ رجلا فقيراً ..

    نظرَ حالياً للأطفال الضاحكين ووجدَ حفيدتهُ تقفز فرحة وتشير إلى الدمية
    بانفعال ظاهر: هذهِ الدمية هيَ جدي ..أتعلمون يا أصدقائي ،أنهُ
    يقضي نهارهُ في التدرب على الكلام من بطنه ليسعدنا ويرسم لنا
    مستقبلاً مشرقاً بعيداً عن شطف الفقر.
    تحركت شفاههُ لتنطق بكلمة علّهُ يغادر مسار قطار أفكاره ،لكن
    شعرَ بأنَ الكلام قد غادره..أيعقل أنَ حفيدتهُ الصغيرة على علمٍ
    بفلسفتهِ التي عانقها منذُ بداية أظفاره!!

    وقفَ فجأة ليستنشقَ هواءاً عميقاً ثم حملَ دميتهُ ومضى
    مخلفاً وراءهُ الأطفال يتصايحون :لمَ ذهبتَ يا أراجوز ،نريد أن تكمل
    لنا الحكاية؟
    سمعت حفيدتهُ همساته الحزينة التي هبت على قلبها كالعاصفة
    المنذرة بالشؤم :وهل الحكاية ستعيد لي ذراعي المبتورة ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير هلال; الساعة 02-05-2011, 17:35.
    sigpic

  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    أخيرا توجه إلى داخله

    وفكر بذراعه المبتورة

    تخلى عن فلسفته المهتمة بإسعاد الأطفال

    لكنه تذكر سبب شقائه الذي حاول تغطيته ونسيانه

    تلك الذراع كم كانت مهمة! هل هي كذلك؟

    هل تعيق الفرح والسرور؟

    هل تمنع بسمات وضحكات الأطفال؟

    لا لم تمنع

    وللحكاية تكملة.. عندما يلمم شتات نفسه.. ولا بد

    فالحفيدة تنتظر.. مع بقية الأطفال

    نص جميل عميق المعنى

    نصوصك فيها مشاعر كثيرة وأفكار سامية

    أميرة

    أنت تكتبين بفلسفة متفردة

    دمت والإبداع

    تحياتي
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    يعمل...
    X