يوم في ميدان التحرير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائشة نور الدين
    أديب وكاتب
    • 31-10-2009
    • 90

    يوم في ميدان التحرير

    أتذكرني؟
    قضيتَ الليلَ فوق ثرايَ تبتهلُ
    تصلي... تذرف الدمعاتْ
    تمنّي النفس بالتحرير تأتمِلُ

    وحين الشمس تطلع فوق أرصفتي
    وترسل نورها بِكرا
    كنتَ تهبّ نحو النورِ تغرفه وتغتسلُ

    وحين الكفُ فوق الكفِ تتحدُ
    وحين الساعد الغضُ
    تسانده سواعدُ أنبتتْ قوة
    لينمو َغرس من ضحوا ومن نزفوا ومن رحلوا

    وحين الفرض يدركهمْ
    تراهم سجّدا بجباه عزتهمْ
    يحيط بهمْ
    سياجُ أخوّةٍ عرَفَتْ
    بأن دعاة فرقتهمْ
    ما نجحوا وما حفلوا

    وحين نداؤهم واحدْ
    ومطلبهم بكل جموعهم ... واحدْ
    ورجع دعائهم واحدْ
    حتى في دعابتهم كان المطلب الواحدْ
    يا أوثان أمتنا .. ذاب الشمع فانحسروا
    وخلوا الحمل للجمال وارتحلوا

    وحين الجوع يطرقهم
    ما كانت لتثنيهم عضاتٌ ولسْعاتُ
    فكان رغيف وحدتهم يدور يسدُ ذاك الجوعْ
    كأن اللقمةَ الخجلى
    غدت مَنّا ... غدت سلوى
    فتشبعهم وتغنيهم وفي الأفواه تحتفلُ

    وحين سياط جلادٍ
    هوت لتفرق الوحدة
    فلا نارٌ ولا ماءٌ
    ولا حجرٌ
    ثنى العزمات
    لا خيلٌ ولا جملُ

    وحين أريق ذاك الدمْ
    وسارت نحو باريها
    بفخرٍ تلكمُ الأرواحْ
    فظن الجائر الفَطِنُ
    بأن الجمع قد ولى
    وما عرفوا
    بأن الدمّ قد أزهرْ
    وأن العزم قد أثمرْ
    وما خافوا وما وجلوا

    وحين البرد بالأوصال يستعرُ
    كان الدفءُ في الأنفاسْ
    من صدرٍ إلى صدرِ
    من طفل إلى شيخٍ
    من روحٍ إلى أخرى
    يؤنسها وينتقلُ

    وبعد العاشر الخالدْ
    لا يومان بل واحدْ
    سَرَتْ في الكون صرخة فتية التحريرْ
    وخطّوا في جبين الدهرْ
    اسم الواحد الصمدِ
    وخروا سجدا للواحد الأحدِ
    الله أكبر في الأرجاءِ هزت صرح من شربوا
    دماء الشعبْ
    ومن سخروا ومن ثملوا

    أتذكرني؟
    أنا التحرير يا ولدي
    أنا في نيلكم باقٍ
    وفي تاريخكم باقٍ
    وفي أمجادكم باقٍ
    فلا تمحوا حروفا سُطّرتْ بدمٍ
    ولا تنسوا طريقا شُقّ من عرقٍ
    وعن أهداف ثورتكم
    لا تسهوا وتنشغلوا
    [poem=font="Andalus,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/198.gif" border="outset,10,limegreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    فيهزني ألمي وأنشد راحتي=في بضع آياتٍ من القرآنِ
    [/poem]
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    الشاعرة المبدعة
    عائشة نور الدين

    قصيدة جميلة جدا وشاعرية راقية تتجلى هنا وروح مرهفة تطير إلى الأعلى ولا تنسى جوهر الأشياء.

    تثبت!

    دمت بألف خير وفجر جديد!

    تقديري وتحياتي

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • عائشة نور الدين
      أديب وكاتب
      • 31-10-2009
      • 90

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
      الشاعرة المبدعة

      عائشة نور الدين

      قصيدة جميلة جدا وشاعرية راقية تتجلى هنا وروح مرهفة تطير إلى الأعلى ولا تنسى جوهر الأشياء.

      تثبت!

      دمت بألف خير وفجر جديد!

      تقديري وتحياتي


      خالد شوملي

      أستاذي القدير خالد الشوملي يكلل قصيدتي الفخر لمرورك العطر بها ويزيدها فخرا تكرمك بتثبيتها . اسعد برأيك الباني أخي الطيب
      بوركت
      [poem=font="Andalus,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/198.gif" border="outset,10,limegreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
      فيهزني ألمي وأنشد راحتي=في بضع آياتٍ من القرآنِ
      [/poem]

      تعليق

      • صقر أبوعيدة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2009
        • 921

        #4
        الشاعرة الراقية صاحبة القلب الكبير
        لن يسهوا ولن ينشغلوا
        مادامت قلوبكم ترنو إلى المجد والنقاء والصفاء
        ميدان التحرير صار في كل القلوب رمزا للتحرير
        شكرا لك أخيتي وبارك في نبضك العربي الشريف

        تعليق

        • الخليل عيد
          أديب وكاتب
          • 27-07-2010
          • 870

          #5
          عاشت الأيادى يا عائشة



          ميدانُُ ُ جدد الحب
          وغير عنوان البنيان
          محى حب النفس
          ليكون حب الانسان
          كأنى أرى كعبتى
          تتوسط أرض الميدان
          قد طاف رجالُ ُ
          و نساء حتى الصبيان
          طوفان الحب والود
          كان لأشعارى العنوان
          وعن قرب عرفتُ
          أسم جارتى وجارى
          طالما تقابلنا سويا
          كأنى لا أرى أمامى
          ذ ُدنا معاً عن بيتنا
          تغير ت كل أفكارى
          توحدت معاً قلوبنا
          لتقصم ظهر أعدائى
          ومن فم كل طاهر
          تجسد نشيد بلادى
          وعلمى صار كفن
          لكل شهداء بلادى
          كانت ثورة عظيمة
          من جنوبى لشمالى
          جيشى برفقة شعبى
          صنعوا مجد عرينى
          شعار كرامة و حب
          رسموه فوق جبينى
          قد أراد الطاغوت
          كسر وحدة صفى
          كم تمنى الفرعون
          أن يقتل أخى أختى
          فأذا بمارد ثورتى
          يحمى عزة شعبى
          فذاق الظالم ذ ُلى
          وتلك عقبى التحدى
          مودتى

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            تحياتى البيضاء
            وحين الجوعيطرقهم
            ما كانت لتثنيهم عضاتٌ ولسْعاتُ
            فكان رغيف وحدتهم يدور يسدُ ذاكالجوعْ
            كأن اللقمةَ الخجلى
            غدت مَنّا ... غدت سلوى
            فتشبعهم وتغنيهم وفي الأفواهتحتفلُ

            عندما نتأمل علاقة التشبيه فى اللوحة السابقة نجد أنه يقوم على نقاط رئيسة هى :-

            1- التشبيه تمثيلى أى أنه يقوم على تمثيل حالة بحالة ، والحالة الأولى تتمثل فى سياق ( وحين الجوع يطرقهم ..... ) والحالة الثانية التى تشابهها وتوازنها جماليا تتمثل فى سياق ( كأن اللقمة الخجلى غدت منّا ) أى أن طرق الجوع وعضاته كسياق تتجلى لنا دلالته مع تلقى طرف التشبيه الثانى فنراه غير ما رأينا نرى اللقمة منا وسلوى فلا ألم ولا قرصات جوع

            2- تمثل علاقة النعت ( اللقمة الخجلى ) استعارة مكنية تنشر ظلها الدلالى على اللقمة فتجعلها حية حيية تحس بما تحسه الأنامل التى تجود بها بل تحس بما تحسه القلوب التى تحيطها

            3- يحتوى السياق على تشبيه بليغ متحول عبر علاقة الجملة الفعلية ( غدت منا وسلوى ) وهو الذى يمثل علاقة الخبر ( كأن اللقمة الخجلى غدت منا ) وهنا عبر علاقة الخبر نتلقى تفصيلة جمالية أخرى تنداح إلى علاقة النعت ( اللقمة الخجلى ) حيث يذوب الخجل ولا يكون له مبرر فالمودة جعلت اللقمة أمام بصائرنا فيضا ربانيا يهطل من كف الرحمن منا وسلوى

            4- يمكن القول أن التشبيه البليغ ( غدت منا وسلوى ) يوظف إيحاء التراث الدينى لقصة سيدنا موى وفراره بقومه من فرعون ومكابدة الجوع التى أراد الله أن يرحمهم منها ، هنا التوظيف التراثى يكثف من فكرة المكابدة والشقاء مع القدرة على أن ينتج سياقه الدلالى الخاص الذى ينتمى لسياق النص

            تعليق

            • فاكية صباحي
              شاعرة وأديبة
              • 21-11-2009
              • 790

              #7
              السلام عليكم ورحنمة الله تعالى وبركاته

              سيبقى ميدان التحرير قبلة الأباة الأوفياء
              الذين بعثوا الفجر من جديد ليمسح بيد الصفاء
              كل دمعة ذرفتها عيون كم جرحها ليل الطغاة

              الشاعرة المتألقة عائشة نور الدين

              دام قلبك نابضا بقضايا أمتنا

              ولك مني كل التقدير

              تعليق

              • المدني بورحيس
                أديب وكاتب
                • 31-12-2010
                • 214

                #8
                أختي المبدعة الفاضلة عائشة نور الدين، لقد أبدعت وأطربت بهذا النص الإبداعي الجميل، وكأنك تعيدين تشكيل لحظات تاريخية خالدة، استحقت أن تكتب بماء الذهب، لأنها ثورة التغيير والتحرير واليقظة والحياة والأمل.
                تقبلي مني خالص الود والتقدير.

                تعليق

                • خلف محمد كمال
                  أديب وكاتب
                  • 06-03-2011
                  • 24

                  #9
                  شعر جميل ومشاهد متنوعة قرأناها هنافي هذا النص الممتع
                  دمت متألقة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X