الــديــك / سالم الجابري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #31
    بدون حلفان . لو كنت مخرجا سينامائيا
    لما ترددت وصنعت من هذا العمل البديع فيلما

    أكمل أكمل .
    نحن معك

    فوزي بيترو

    تعليق

    • سالم الجابري
      أديب وكاتب
      • 01-04-2011
      • 473

      #32
      وبدون حلفان أيضاً أستاذي أبو الفوز....كنت كتكاسلاً فشدت كلماتك من عزيمتي

      تعليق

      • سالم الجابري
        أديب وكاتب
        • 01-04-2011
        • 473

        #33
        عدت سريعاً لقفص الدجاج، هو المكان الآمن الوحيد بالنسبة لديك... وجدت ذلك الديك اللعين وقد توسط الدجاجات ونفش ذيله ......فكرت أنه لابد من حسم أمري معه، فعندي أمور أهم منه ولا أريد أن أجده كلما عدت من الخارج قد استولى على مكانتي بين الدجاجات......صراع واحد يكفيني.
        تسللت إلى الداخل بهدوء، صعدت على الصناديق الخشبية فيما كان هو يحفر الثرى في الأسفل ليتبرد.......بقفزة محسوبة ألقيت نفسي على ظهره وغرزت مخالي في ظهره ونقبته في رقبته.......أفلت مني وأخذ يدور في القفص متأثراً بالإصابة، لم أتركه....طاردته وأرديته أرضاً عدة مرات......لم أتركه حتى تأكدت أن إصابته باتت بليغة وأنه لا يقوى على رفع رأسه..........مالم أكن منتبهاً له هو تجمع الناس حول القفص، كانوا يشاهدون المعركة الحامية وهم يقفزون من الحماس، شعرت بالفخر وبالبطولة.....كانت أعين الرجال والأطفال تشع إعجاباً بي.......آهـ ...ليت عائشة بينهم لترى فعلي.....بقفزة قوية صعدت على الصناديق الخشبية وأطلقت صيحة النصر تلاها تصفيق حاد من الجمهور المتجمع.

        جائت العجوز مسرعة بعد أن سمعت بما يحدث، هالها تجمع الناس حول القفص، اخترقت الجمع ووقفت تنظر إلي، كانت تفتخر بي وتقول أنها ربتني منذ كنت صغيراً ، أدرت وجهي عنها ورفعت ذيلي وألقيت بفضلاتي .....في الجانب الآخر وقعت عيني بين الجماهير على أخي البدين ........اتجهت ناحيته حيث يقف لعله يعرفني لكنه تراجع مع اندفاع الناس للاقتراب مني حيث وقفت.......

        فاجأني جدال حاد بين مجموعة من الرجال يريدون شرائي من العجوز لمصارعة الديكة......هذا آخر شيء كان يمكن أن أتخيله.....
        التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 04-06-2011, 13:31.

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #34
          بعد أن تحوّل إلى ديك . ونبتت له مخالب ، ومنقار حاد ، وقدرة على العراك
          وشجاعة ، وطلَّة وحضور . غدا ديكنا سلعة تُباع وتُشترى . واليوم ، نعم اليوم
          لهذه السلعة سوق ، والطلب عليها كثير .

          نهاية موفقة أخي سالم .
          لقد قضيت معكم وقتا ممتعا . شكرا لك
          فوزي بيترو

          تعليق

          • سالم الجابري
            أديب وكاتب
            • 01-04-2011
            • 473

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
            بعد أن تحوّل إلى ديك . ونبتت له مخالب ، ومنقار حاد ، وقدرة على العراك
            وشجاعة ، وطلَّة وحضور . غدا ديكنا سلعة تُباع وتُشترى . واليوم ، نعم اليوم
            لهذه السلعة سوق ، والطلب عليها كثير .

            نهاية موفقة أخي سالم .
            لقد قضيت معكم وقتا ممتعا . شكرا لك
            فوزي بيترو
            ليتك تعلم كم يسعدني وجودك.......

            شكرا لتشجيعك إياي ......جزيت جنان الخلد

            تعليق

            • سالم الجابري
              أديب وكاتب
              • 01-04-2011
              • 473

              #36
              إنفض الجمع عن القفص، وأظنني كنت حكاية الحي في تلك الليلة........بعدالمغرب نامت الدجاجات وأما أنا فقد أثقل قلبي الهم....... كنت أحكي لنفسي حكاية أخرى، كنت أتذكر أحلامي السابقة التي طالما تكلمنا فيها أنا وعائشة......البيت والسفر والأطفال و و و....حتى أننا كثيراً ما كنا نختلف على أسماءهم، كم يبدوالأمر مضحكاً الآن.......الآن لست أمانع أن تسميهم ما تشاء حتى لو سمتهم بأسماء الديكة والدجاج، هل يعقل أن يكون كل ذلك انتهى...كل عالمي الذي بنيته لبنة لبنة في مخيلتي، انتهى هكذا دون أن يكون لي فيه أي حظ.
              لأول مرة أسأل نفسي من أنا........كانت فكرتي عن نفسي تتمحور حول شكلي وطموحاتي وخططي وأحلامي مع عائشة.......كل هذا انتهى.....إذن من أنا؟
              هل أنا فعلاً ديك؟........لا لست ديكاً......لكنني أبدو كديك وأفكركديك وأعيش كديك، إذن أنا ديك، لا لست ديك.....

              إذن من أنا....

              أنا شيء ما هناك بالداخل فوق كل هذه الأشياء........هناك بالداخل شيء واعي الذي هو أنا......إنه فوق الشكل وفوق التفكير وفوق كل ما يمت للعقل........يستطيع أن يميز ولا يتأثر بشكل أو بتفكير ...

              على هذه الهواجس المجنونة غلبني النوم...وضعت رأسي تحت جناحي وأغمضت عيني منتظراً صباحاً جديداً لعله يكون أفضل من سابقه...........فجأة أحسست كأن يدين آدميتين تقبضان علي، رفعت رأسي ....لثانية واحدة خطر لي أنه أخي جاء ليأخذني معه....خاب ظني.....لقد كان أحد أؤلائك الأشقياء الذين كانوا يساومون العجوز على شرائي.......يا ويلي إنه يسرقني......ربما ليراهن علي في مصارعة الديكة........صحت بأعلى صوتي وهو يخرجني من القفص.....لقد كان لص دجاج محترف، أخفاني تحت ثوبه وضغط علي بحيث لم أستطع الحركة......أحسست به يركض مبتعداً عن القفص..


              للقصة بقية....
              التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 05-06-2011, 15:46.

              تعليق

              • سالم الجابري
                أديب وكاتب
                • 01-04-2011
                • 473

                #37
                استمر الشقي في الركض .....عبر بي شارعاً عاماً، عرفت ذلك من أصوات السيارات وأضوائها .....اجتاز بي عدة جُدُر ....عرفت أنه يأخذني إلى منطقة المزارع، رائحة جسمة النتنة كادت تخنقني.

                بدأ يمشي بهدوء وبدأت أسمع أصوات بلغة غير عربية....ثم بدأت أسمع أصوات ديكة ودجاج بلهجة مختلفة، أدخل يده وأمسكني ثم رفع ثوبه وامسكني بكلتي يديه ورفعني عالياً.....استنشقت أول نفس خال من رائحته القذرة....فعلاً كان المكان لمزرعة مهملة... تنتشر فيها أقفص الدجاج وبيوت العمال.

                وهو مازال يرفعني عالياً قال شيئاً بصوت عالي يخاطب العمال المجتمعين حول تلفاز قديم.....قاموا مسرعين وتجمعوا حوله وبدأوا يتفحصونني....أزعجتني رائحة دخان السجائر....أراد أحدهم تفحص مخالبي فتمكنت من خدش يده.....أثار ذلك صيحات الفرح من باقي العمال.

                جاءوا بقفص ووضعوني فيه بالقرب من أحد أقفاص الدجاج الكبيرة، لم تكن الدجاجات النائمات في القفص كدجاجاتي.....هؤلاء الدجاجات بيض وأحجامهن كبيرة توازي ضعف حجمي.....أدخل ذلك الخوف في نفسي، فإن كان هؤلاء الأشقياء لصوص الدجاج سيضعونني في مواجهة ديك من هذا الحجم فعلى الدنيا السلام.

                للقصة بقية.....

                تعليق

                • سالم الجابري
                  أديب وكاتب
                  • 01-04-2011
                  • 473

                  #38
                  في الصباح اتضح لي ما كان مخططاً أن يحصل، كانت هناك مساحة بين أشجار النخيل اليابسة، عدة رجال من العمال الآسيويين جاؤوا بديكتهم في أقفاص ووضعوها حول تلك المساحة التي أريد لها أن تكون حلبة لصراع الديكة.....بالإضافة لأصحاب الديكة كان هناك الكثيرين الذين يطوفون حول الأقفاص يتفقدون الديكة ليختاروا الديك الذي سيراهنون عليه.

                  مفاجأتي الكبيرة كانت وجود أخي البدين.....بمجرد رؤيتي له عرفت أين يذهب براتبه الذي لا يتبقى منه شيء.....لاشك أنه يضيع هنا في ساحة المراهنات على الديكة......لكن هذا لم يكن يهمني في حينه، ما همني هو أني انتظرته بلهفة متوقعاً أن يتوقف عند قفصي ليتفحصني ...... طاف على كل الأقفاص وتفحص الديكة الضخمة التي فيها بعناية....جاء إلى قفصي...انحنى لينظر إلي .....نظرت في عينيه لعله يحس بي....اقتربت منه ، قلبت وجهي أمامه، رأيته ينظر لرجليي...رفعت رجلي له واحدة تلو الأخرى لعله يفهم....فرشت ذيلي وصحت في وجهه....لكن لا فائدة.

                  قام وقال للص الشقي الذي يقف بجانبي....ديكك هذا لن يصمد أمام هذه الديكة الضخمة.

                  تفحصت الديكة التي في الأقفاص، كانت فعلاً ضخمة، بعضها كانت تبدو عليه إصابات قديمة مما يعني أنه خبير بالقتال.......فكرت....إن هزمت قد أذبح ويأكلني هؤلاء وإن فزت فسيبقونني للمصارعات القادمة......أين المخرج؟!؟!

                  خطرت لي فكرة .....ألقيت بنفسي في القفص وصحت صيحة قوية أنهيتها بصوت حشرجة....تمددت كديك ميت، فرجت بين رجلي وألقيت برأسي وفتحت منقاري وأرخيت جناحي.

                  تجمع حولي كل الجمهور...كان الذي سرقني غاضباً جداً واتهم أخي البدين بأنه أصابني بالعين، استمرت النزاعة بينهم لمدة وأنا لا أتحرك...في النهاية استسلم ذلك الآسيوي وأخرجني من القفص وعلقني برجلي وقذف بي من بعيد في حاوية القمامة عند باب المزرعة.

                  للقصة بقية......

                  تعليق

                  • سالم الجابري
                    أديب وكاتب
                    • 01-04-2011
                    • 473

                    #39
                    لم أتحرك لفترة قليلة تحسباً أن يكون ما زال في الجوار، قفزت بعدها لأقف على حافة الحاوية، لمحته وقد دخل بين جموع الأشقياء في المزرعة.....نزلت ومشيت وأنا منكسر القلب....أخي الذي ظننت أنه سيكون حزيناً لفقدي ويجتهد في البحث عني يتسلى بالمراهنة في مصارعة الديكة.......

                    كنت أمشي مطأطأ الرأس على غير هدىً.....لم أنتبه للسيارة التي مرت وكادت تعجن بي التراب.....ولو حدث ذلك من سيهتم بي؟!؟....من سيتأسف على مقتل ديك ضال؟!؟!.

                    حتى عائشة لا أظنها تريدني الآن، ماذا يمكن أن تريد من ديك؟......فليكن، لكني لا زلت أحبها وأشتاق لرؤيتها كما تشتاق الصحراء للمطر....تزين ذكراها عمري كما تزين الزهور الشجر ......آه يا أجمل ما في الدنيا.......هكذا كنت أحدث نفسي، وكأن ذكراها الجميلة أمدتني بالقوة، قررت الذهاب والإختباء في السدرة التي أمام بابها.....ربما تخرج فأكحل عيني بنظرة منها.....يا لشوقي لها كم هو ملتهب.

                    للقصة بقية....

                    تعليق

                    • سالم الجابري
                      أديب وكاتب
                      • 01-04-2011
                      • 473

                      #40
                      مشيت طويلاً وتخطيت شوارع شديدة الخطورة بالنسبة لديك حتى وصلت لبيت عائشة........صعدت على السدرة واتخذت مكاناً أطل منه على الحوش......يالباب حجرتها.....يا باباً تحفظ لي أغلى جوهرة، ما أحلى خربشات الأطفال عليك وما أحلى إسمها المكتوب عند المقبض.....تفتحك وتغلقك بيدها كل يوم كم مرة يا ترى؟ آهـ ليتني مقبض الباب.......خرجت عائشة من حجرتها......هيئ لي أن شمس الضحى زادت إشعاعاً محتفلةً بخروج عائشة.......يا إلهي ....كم يجعلني شوقي لها أراها جميلة......حملت كرسياً كان عند بابها إلى ظل النخلة في الحوش حيث فرشت أمها بساطاً وجلست.....لحسن حظي جلست ووجها يشع نوراً باتجاهي....كنت واقفاً على الغصن ، خدرني جمالها فجلست أراقب حركة شفتيها وهي تحدث أمها.....كفها الغض المنقوش بالحنا يداري الشعر عن عينيها.......تصاعد غبار كثيف من الأسفل.....نظرت فإذا بالبدين يوقف سيارته تحت السدرة، تسائلت ماذا جاء به .....أشعرني تصرفه وهو ينزل من السيارة بالخوف...كان يتأكد من هندامه ويقبض عضلات بطنه ليبدو رشيقاً.....انحنى وأخذ جريدة من على المقعد وأغلق باب السيارة، طرق الباب فقامت عائشة بعد أن أصلحت حجابها لتفتح الباب......دخل البدين يمشي كالبطة وجلس مع أم عائشة....فتح الجريدة وأراها شيئاً ثم ناول الجريدة لعائشة......بدت عائشة شديدة الإهتمام.....ألقت الجريدة على الأرض وقامت بسرعة ودخلت حجرتها، اعتقدت في البداية أنه ربما يريها نتائج اختبارات الثانوية لكني كنت مخطئ.......مشيت على الغصن حتى طرفه حيث تمكنت من رؤية الجريدة الملقاة على الأرض..............يا أخبث أخٍ عرفته....لقد جاء يريها الخبر المنشور عن اختفائي.....يريد أن يقنعها بأني انتهيت ويرشح نفسه بالمقابل........للقصة بقية......

                      تعليق

                      • سالم الجابري
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2011
                        • 473

                        #41
                        لابد أن هذا الأمر من تدبير البدين، لا أمي ولا أبي قد يخطر ببالهما نشر الصورة والخبر في الجريدة بهذه السرعة.......لم أعلم أنه ماكر لهذا الحد، ولم أعلم أيضاً أنه قاسي القلب لهذا الحد، أنا متيقن أنه يعرف أني قد تحولت لديك ولا يريد أن يخبر أحداً حتى يأخذ عائشة....
                        من أعلى السدرة كان يمكن أن أرى بيتنا بعد بيتين....لا شك أن أمي في أشد حالات القلق............كيف يمكن لي أن أخفف عن أمي؟!
                        اهتديت لحيلة قد تخفف عن أمي ...وأيضاً ستنبأ عائشة بما يجري، أسرعت إلى سطح بيتنا ، بقيت أراقب من فتحات جدار السطح.....كانت أمي داخل المطبخ ، ظننت أنها فرصة سانحة لدخول غرفتها لكنها خرجت فجأة لتنظف الحوش.....انتظرت حتى دخلت المطبخ مرة أخرى ....تأكدت من انشغالها بعدما سمعت أصوات تصادم الأواني.......أسرعت إلى غرفتها...بكيت عندما شممت رائحة غرفتها، كان بودي أن أتمرغ على فراشها وثيابها لكني خشيت أن ريشي قد التصقت به القاذورات من حاوية القمامة.

                        دخلت تحت السرير حيث تعودت أن تخفي عني أشيائي عندما تغضب بسببها......الكرة...علبة الماكنتوش....لعبة الجيم بوي هي آخر ما أخذته عني أيام الإمتحانات، حركت الكرة إلى الخارج، استطعت فتح علبة الماكنتوش بعد أن ثبتها بمخلبي وسحبت الغطاء بمنقاري.....بحثت عن قطعة الحلوى التي على شكل قلب التي تحبها عائشة، حملتها بمنقاري وخرجت بسرعة إلى الخارج ، أملت أن تلاحظ أمي الكرة وعلبة الحلوى المفتوحة فتعرف أني كنت هنا.....من جدار إلى جدار حتى وصلت بيت عائشة.....تعودت أن أضع لها الحلوى عند نافذتها المطلة على السكة....تصورتها الآن منكبة على سريرها وتبكي......قفزت ووضعت قطعة الحلوى على النافذة، ثم قفزت عدة قفزات أنقر زجاج النافذة بمنقاري...... فتحت عائشة إحدى فردتي النافذة.....يا الله كم هي جميلة حتى وهي حزينة، رأت قطعة الحلوى ورأتني أنظر إليها....أخذت القطعة وتسمرت عيناها علي وقد بدا عليها الذهول الشديد.

                        للقصة بقية.......
                        التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 08-06-2011, 07:20.

                        تعليق

                        • سالم الجابري
                          أديب وكاتب
                          • 01-04-2011
                          • 473

                          #42
                          حمدت الله أنها فهمت أني أنا هو أنا....تألمت لمنظري كثيراً وبكت، أنا بكيت أيضاً....طأطأت رأسي وصرت أحفر الأرض برجلي....خجلت كثيراً من شكلي أمامها....كنت أعتقد أني سأفرح، لكني أحسست بألم شديد لبكائها ...... لم تتوقف عن البكاء، أردتها أن تتوقف بأي شكل قفزت ووقفت على حافة النافذة قربها.....قالت وهي تبكي "يبدو أنك لم تنظف ريشك اليوم.....هناك بعض الأوساخ".....
                          ما أطيبها!!!....جائت بفرشاة تنظيف الأحذية ونظفت ذيلي وجناحي ، لم أشعر بهذا الحنان منذ أن كنت طفلاً، تفحصت قدمي ودهنتهما بالفازلين...، قالت "أود أن أدخلك معي إلى الغرفة لكننا لسنا متزوجين بعد...أنا آسفة، أرجوك سامحني"

                          طلبت مني الإنتظار، ذهبت وأحضرت لي بعض الأرز والماء......أول مرة منذ ثلاثة أيام آكل وجبة نظيفة، في الحقيقة أكلت لأجاملها وإلا فقد كان يناسبني أن يكون الحب على الأرض.

                          دخلت أمها فجأة فأغلقت عائشة النافذة، سمعتها تسألها مع من كان كلامها فقالت لها أنها كانت تنهر بعض الأطفال الذين كانوا يطرقون النافذة.......قالت أمها "هل سمعت ما قال ابن فلانة عن أخيه.....لا أحد يعرف أين ذهب، يقول أنه ربما جن بسبب الإمتحانات....كل شيء جائز"

                          لقد كان البدين يطلق الشائعات حولي.

                          للقصة بقية......

                          تعليق

                          • سالم الجابري
                            أديب وكاتب
                            • 01-04-2011
                            • 473

                            #43
                            درت حول البيت وصعدت على السدرة ومنها إلى سطح بيتها ...... أملت أن تأتي بحثاً عني، وأنا أذرع السطح مجيئاً وذهاباً لمحت البدين قادماً من البيت يمشي على رجليه، كان يقصد دكان الحارة المقابل لنافذة عائشة......خبيث عمل وانتهازي.....راقبته من ثقوب الجدار.....اشترى مشروباً غازياً وجلس على عتبة الدكان مناظراً لنافذة عائشة......لم أحتمل النار المتأججة في صدري، قفزت لأعلى الجدار ....أطلقت صيحة قوية في اتجاهه، لم تزد ردة فعله على الإبتسام ....ثم أشار لي بأن أبتعد، تأكدت الآن بما لا يدع مجالاً للشك أنه يعرفني وأنه يخطط لانتهاز الفرصة وأخذ عائشة......أحسست أن النار التي في صدري ستحرق ريشي ....... قفزت من أعلى البيت وحططت في مواجهته، كان بيننا أقل من عشرة أمتار، نفشت ذيلي وفتحت جناحي استعداداً للهجوم عليه....عرف أن المسألة جدية فتبدلت ملامحه واحمر وجهه المنتفخ......هو يعرف كيف يمكن أن تكون آثار مخالب الديك وهو غاضب.....انطلقت ركضاً في اتجاهه وعيني تقدح شرراً ...أراد أن يقوم ليهرب لكن وزنه أبطأه، قبل أن أصله بحوالي مترين ضربت بجناحي فارتفعت لأهاجمه في الرأس....استطاع أن يحمي وجهه بيده لكني استطعت خدشه في الرقبة......انسكب المشروب الغازي على ثيابه وتعثر وهو يريد الوقوف.....استدرت مرة أخرى وهاجمته بذات الأسلوب من الخلف......حاول ضربي بيده فضرب عمامته وسقطت على الأرض........انحنى يحاول التقاطها فهاجمته مرة أخرى، حمي الوطيس بيني وبينه، قفزت فوق صناديق المشروبات التي أمام الدكان استعداداً لهجوم جديد من الأعلى...كان ينظر لي ويتراجع بعد أن أدرك أن معركته معي خاسرة....تعثر وانخلعت إحدى نعليه ثم سقط على قفاه......إعتبرت سقوطه هذا هزيمة له فتوقفت عن الهجوم.

                            كل هذا يجري وعائشة كانت تراقب الموقف من نافذتها....زادني هذا تيهاً وفخراً....نزلت من على الصناديق بكل هدوء وتواضع وعدت لسطح بيتها.

                            للقصة بقية....

                            تعليق

                            • سالم الجابري
                              أديب وكاتب
                              • 01-04-2011
                              • 473

                              #44
                              راقبت البدين حتى انصرف، روحي المعنوية العالية شجعتني على الإقدام على أمر ....... أردت عائشة أن تتفحص بريدي اللإلكتروني فلربما جاء رد من مساعد البروفسور الياباني الذي هو أملي الوحيد حتى الآن......انطلقت لبيتنا، كان الوقت قد قارب على الظهر....بدا البيت هادئاً وغرفتنا بابها مفتوح، دخلت بسرعة خوفاً من أن تأتي أمي وتحسبني ديك متطفل فتضربني بمكنسة .....قلبت الدفتر الذي بجانب الكمبيوتر بحثاً عن الصفحة التي كتبت فيها كلمة السر لفتح البريد، وجدتها واستطعت مزعها ..... حملتها بمنقاري وأسرعت بها إلى بيت عائشة.......

                              قفزت عند نافذها ووضعت الورقة لأتمكن من طرق النافذة بمنقاري، فتحت عائشة النافذة وأخذت الورقة....أخذت تقرأها مراراً محاولة فهم ما أريد دون جدوى............لحسن الحظ لمحت أمام الدكان المقابل ظرف بريد مرمي.....نزلت وأحضرته لها.....قالت "تريدني أن أكتب لك رسالة حب؟! هل اشتقت لرسائلي؟!.........آهـ...الآن فهمت، تريدني أن أفتح بريدك ......لماذا لم تقل هذا من قبل؟!؟!"


                              أخيراً فهمت.....جلست هي على الكمبيوتر ونزلت أنا عن النافذة لكي لا ألفت الأنظار وذهبت فوق السطح، دقائق معدودة وإذا بما لم يكن في الحسبان......رأيت سيارة البدين متجهة لبيت عائشة تتبعها سيارة الشرطة......نزلوا من السيارة والبدين يدعي أني ديك متوحش أهاجم الناس في الحارة.....كان يريهم الخدوش في رقبته والمكان الذي سقط فيه.....استدعى الشرطي العامل الذي في الدكان وسأله.....ثم تجمع بعض المارة......وسمعوا قصة الديك المتوحش من البدين الذي بهرها بكل أنواع الأكاذيب، أحد تلك الأكاذيب هي أنه رأى أنفي يسيل وأني مصاب بالأنفلونزا وأن أنفلونزا الدجاج خطيرة جداً.

                              للقصة بقية......

                              تعليق

                              • سالم الجابري
                                أديب وكاتب
                                • 01-04-2011
                                • 473

                                #45
                                كذب وعيارة البدين كانت كفيلة بتطوير الوضع إلى حد غير معقول.....كنت أراقب التحركات من الأعلى.....بعد أن جمع الشرطيان المعلومات أخذا يتشاوران.....اتفقا على أن المشكلة كبيرة ولابد من سلطة عليا تتخذ فيها القرار.....هناك ديك متوحش ومصاب بالأنفلونزا.....مشكلة قد تشكل تهديد على مستوى الوطن، اتصل الشرطيان بقائدهما ليشرحا له الوضع......وهو يتكلم في الهاتف اقترب من جدار البيت واستطعت سماعه.....كان يقول أن الديك يهاجم الناس في الشوارع وينقض عليهم من أماكن مختلفة ....... وأنه مصاب بسعار الديكة....وأن شهادات شهود عيان أكدت أنه مصاب بأنفلونزا الدجاج القاتلة.......وعدد وردد كل أكاذيب البدين وزاد عليها هو أيضاً ....... وفي النهاية طلب تعزيزات لمحاصرة الديك......

                                لحظات ووصلت دورية أخرى.....ثم أخرى.....ثم أخرى.....تم إغلاق الشارع المؤدي للحارة......سمعت صفارات الإنذار المدوية تقترب....كانت سيارات الدفاع المدني....تبعتها سيارة إسعاف.

                                تم إغلاق الحارة ومحاصرة بيت عائشة وأنا فوق سطحه والبدين كان يمسح على لحيته كلما رآني أطل من أحد ثقوب السطح متوعداً إياي بالإنتقام.

                                تجمهر الناس حول البيت، وخرج أبو عائشة الذي كان نائماً وقد أصابه الهلع فبدا مرتبكاً لرؤية الحصار الشديد على بيته، تقدم أحد رجال الدفاع المدني يحمل مكبراً للصوت وشرح لأبي عائشة الوضع وأخبره أنه لابد من القبض علي.......لم يعترض أبو عائشة.....

                                أخذ رجل الدفاع المدني يهش علي في مكبر الصوت "كششششششش" ..."كششششششش".... أخذ باقي رجال الشرطة وضعية القتال، كان البدين يحذرهم من شراستي وسرعتي في الإنقضاض ثم تبرع لإخبار رجل الدفاع المدني أنه من الخير أن يقلد صوت الدجاجة ليحثني على النزول......

                                أدركت أن الوضع خطير جداً ويتطلب التصرف بسرعة........تفقدت كل الجهات حول البيت دون أن أجد منفذاً أخرج منه........من الجهة الأمامية حيث اجتمع الناس رأيت جارتنا العجوز صاحبة قفص الدجاج، لعل الله ساقها لي لتخرجني من هذا الوضع......لو استطعت الوصول اليها فلن ترضى أن يأخذني أحد منها أبداً......لكنها كانت بعيدة بعض الشيء....لم يكن أمامي خيار آخر، تراجعت لآخر السطح وركضت بكل قوتي وقفزت في اتجاهها فارداً جناحي.....طرت من فوق رجال الدفاع المدني وبعض أفراد الشرطة المتقدمين.......هالتهم المفاجأة فانبطحوا أرضاً......بالكاد استطعت أن أصل إلى العجوز ووقفت عند قدميها.....لم تصدق وأخذتني وأمسكتني بجناحي بيد واحدة وهي تقول "ولد حلال......أنا أبحث عنك منذ الصباح" وغادرت المكان والذهول يخيم على الجميع.

                                للقصة بقية....

                                تعليق

                                يعمل...
                                X