[align=center]المشهد
... ثم اشتد الصراخ واحتدت الجلبة، وسادت الكآبة المكان، وأمسك الخرس برقبة الكلام، فزاغت الأبصار، وصمت الآذان، فأرخت قسوة المشهد سدولا ثقيلة على عتمة الليل، وأناخت الفظاعة بكلكلها على الصدور، وأدمت الواقعة سكينة القلوب، فعصفت عنيفا بالأرض من تحت أقدام الحاضرين الوقوف ...
لم يكن ما استقبلته الأعين مكرهة في الحسبان، ولا بالأمر الهين أو الحدث المتوقع، ولم يكن ما تلقته المسامع من صفع بالطارق البين، فقد لف المشهد بمباغثته المرعبة الأذهان بالجمود، وغزا بتفاصيله الدامية النفوس بالذهول، فكسى الوجوه بالوجوم، وبلهيب صعقته أحرق الدمع، وجففه ببطش صدمته في العيون ...
لم يتبق لكل من عاين المشهد من حديث عينيه المبصرة سوى عبرات من حروف صامتة موءودة في دوامة الفاجعة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
... ثم اشتد الصراخ واحتدت الجلبة، وسادت الكآبة المكان، وأمسك الخرس برقبة الكلام، فزاغت الأبصار، وصمت الآذان، فأرخت قسوة المشهد سدولا ثقيلة على عتمة الليل، وأناخت الفظاعة بكلكلها على الصدور، وأدمت الواقعة سكينة القلوب، فعصفت عنيفا بالأرض من تحت أقدام الحاضرين الوقوف ...
لم يكن ما استقبلته الأعين مكرهة في الحسبان، ولا بالأمر الهين أو الحدث المتوقع، ولم يكن ما تلقته المسامع من صفع بالطارق البين، فقد لف المشهد بمباغثته المرعبة الأذهان بالجمود، وغزا بتفاصيله الدامية النفوس بالذهول، فكسى الوجوه بالوجوم، وبلهيب صعقته أحرق الدمع، وجففه ببطش صدمته في العيون ...
لم يتبق لكل من عاين المشهد من حديث عينيه المبصرة سوى عبرات من حروف صامتة موءودة في دوامة الفاجعة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
تعليق