( تعدّدت الأفيال و الظل واحدٌ )
***
إن كنتَ ممن نجحوا في السباحة ضد التيار ..فأنت شخص لا مثيللك ..
و إن استطعت ترويض كل الظروف لتكون في خدمتك ..فأنت من طينة فريدة ..
و أن ( تكُوُن) بالفعل تمثل نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلىبطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
و السفر مع اتجاه الريح لا يعطي الذاتكينونتها...
حتى و إن كان السفر مع أسراب مغردة بنفس اللحن و بذات إيقاع الأجنحة وللوجهة ذاتها و في نفس الموسم ..
( من قال أن الموت الجماعي عُرس ؟ ) ؟؟؟
***
رأيتفي صغري جارنا ( الموقر و مهاب الشخصية ..)
يحاول أن يتحسس صدرفتاة مراهقة بعمر حفيدته بشبق و لهفة..
و رغبة مجنونة تنفر من عينيه المحمرتينبحُمَّى اللحظة..
و هي تقاومه و تحاول التملص منه مذعورة ..
و لم ينقذها سوىدخولي المفاجئ و رؤيته لي ..
فأسرع نحوي محاولا معاقبتي لدخولي دون استئذان(و كأنه يمارس حقا مشروعاً ) ..
فهرولت خارجا و الرعب و الدهشة ملْء العينين والنفس..
كان شعوري وقتها بأن كل ما درسناه في المدرسة هو محض إفتراء و كذب ..
و أن الجاذبية الشعرية سحر و شعوذة ..
و أن الثعالب لا بد أن يكون لديهادين و دستور محترم ..
و أن الأرض ليست بكروية ..و لا تدور حول نفسها ..
و لاوجود لخط الاستواء .. .
عندما حدَّثْتُ أسرة الفتاة بما رأيت و أنا مبهورالأنفاس ..
اتهموني بالسَّفَه و التلفيق و تضخيم الأمور..
( كيف تتهم هذهالقامة الموثوق بها أيها المتطاول ؟)
و ظل الرجل في نفس قامته و هيبته ( لا تنقص بل تزيد)
(دجال في مسوح الرهبان ) ظل ينظر إلى باحتقار و غيظ ..
و معأنهم اكتشفوا حقيقته كاملة غير منقوصة بعد عدة سنوات .. إلا أن أحدا لم يجرؤ على أنيقول ( البغلة في الإبريق ) .. ظلت بغلة الرجل تدخل و تمرق من فم الإبريق الضيق تحترفض مكبوت و جُبْن يصيب بالغثيان ..
بعدها ...
حاولت كثيراً أن أكون كقاربصغير أَنطَلِقُ مع بقية السفن و القوارب و المراكب حيثما تقودني الرياح فارداً ماتيسر لي من الأشرعة.. و لكنني فشلت .. فشلت فشلا ذريعاً
***
إحدى قريباتي ، زوجوها رغما عنها من رجل لا تطيقه تحت إلحاح الأسرة و ضغوطها و التحججبتقريب ما تباعد من الروابط الأسرية ..
و لكن .. لم يمض على زواجهما بضعة أشهر .. أتتني يوماً و وجهها مليء بالكدمات و الرضوض و الدم يسيل من فمها .. منظريستفز الحجر الأصم ..
فما كان مني إلا أن ذهبت إليه مع أحد أقاربي الذين منحهمالله بسطة في الجسم و ضموراً في العقل محاولاً التفاهم معه بالحسنى..
( إلا أنهاستقبلنا بسيل من الشتائم و حاول أن يستعمل العنف معنا أيضا... )
فما كان منالفحل الذي معي إلا و أن أراه عدة نجيمات في عز ذلك الظهر القائظ و كال له من ذاتالمكيال و سقاه من نفس الكأس..
( رغم اقتناعي التام وقتها بأن مكيال الفحل كانأوسع بحيث فاض كيله .. أما كأسه فقد كانت أشد مرارة..)
و لأن الفحل إياه كانمكروهاً من كل الأسرة ( لأن مَنْطِقه يكْمُن دائماً في يديه إن عجز عقله إيصال فكرتهو حججه ) .. فقد وقفتْ كل الأسرة مع الزوج و وصفته بأنه مظلوم قد وقع عليه ظلميالبائن بينونة غليظة لاستعانتي بمجنزرة بشرية لاستعادة حقوق تلك المهيضة الجناح رغمأن تواجده معي في تلك اللحظة كان محض صدفة ..
بل و ذهبوا أكثر من ذلك فقد طلبوا منيبأن أذهب بالزوجة للاعتذار للزوج ..
هكذا صارت العلقة المرتدة ظلماً يتطلب اعتذارتلك المهضومة الحق .. فلما عرضت الأمر عليها طلبتْ الطلاق فوراً و كان رسولها في طلبالطلاق تلكم المجنزرة البشرية ....
فنكص الزوج على عقبيه خوفاً و فزعاً و حدث الطلاق .. و هي الآن مع زوج آخر تنعم بدفء حب زوجها و أبناءها ..
ميزان العدل عند الناسليس بأعمى .. بل هو مبصر و له عدة مكاييل و أوزان .. و المحاكم عند الناس تُعْقد ويكون الحكم جاهزاً و القرار ممهوراً قبل الاستماع إلى أي أقوا أو شهود ..
****
في إحدى القرى .. تنازع العمدة و مواطن في أحقية قطعة أرضزراعية خصبة .. و تطور النزاع حتى كاد يطال علاقات الناس مع بعضهاالبعض..
فالبعض يقف مع المواطن سراً و لكن في العلن إما محايد أو صامت و أكثرهمفي صف العمدة ....
و أجتمع الأهالي لحل النزاع ..
و رغم أن الأهالي كانواعلى يقين تام بأن العمدة لا يملك ( شبراً واحداً ) في تلك الأرض و لا حق له حتى بالمرور علىترابها ، إلا أنهم ( وبَّخوا ) المواطن على تجرؤه على منازعة العمدة و اتهموهبالاعتداء على حقوقه و طالبوه بالقيام وسط كل الناس و الإعتراف بأحقية العمدة فيكامل الأرض و التنازل عنها و الاعتذار عما سببه للعمدة من إزعاج ..
عيونهم ترى فيلالظلم و لكنهم ينهالون طعنا في ظله المتهالك.
انعقدت محكمة برئاسة العمدة ( كخصم و حكم )
فوقف الرجل وسط وجوم الناس .. شامخاً و لكنبانكسار المغلوب على أمره
و فقد أرضه بالإجماع..
وجم الناس ليروا ( عورة كرامتهم ) تُنْزع عنها ورقةالتوت .. كل جريرته هذا المغلوب على أمره أن ( عورة الناس ) حق مشاع للعمدة و أمثاله.
و ما عليه هو و أمثالهأن يقوموا بتعريتها ( و حينئذ لا لوم عليه .. فالكل راضٍ ) .. العورة عورتنا و نحنأحرار فيها ..
قام الرجل .. و الوجوم يخيم على الكل..
العمدة قابل إعلانالنصر في زهو و خيلاء منتفخ الأوداج ..
وقف الرجل و أقترب من العمدة و قال بصوتواثق : توكلت على الله الحى القيوم ..
ثم صفع العمدة بيده المخشوشنة التيأستهلكها استصلاح تلك الأرض.. صفعة جعلتْ العمدة مطروحا على قفاه أرضا..
ثم قالللعمدة : الأرض مبروكة عليك..
ثم أنطلق لا يلوي على شيء ..
الذهول ألجم ألسنةالناس للحظات .. قبل أن يعلنوا أن الرجل لا شك فقد عقله ..
حاول بعض ( حارقيالبخور ) أن ينالوا من الرجل .. و لكن العمدة منعهم .. فهو يعرف بأن الأرض التينالها زورا و ظلما .. تستحق أكثر من صفعة ..
***
جلال داود ( الرياض )
***
إن كنتَ ممن نجحوا في السباحة ضد التيار ..فأنت شخص لا مثيللك ..
و إن استطعت ترويض كل الظروف لتكون في خدمتك ..فأنت من طينة فريدة ..
و أن ( تكُوُن) بالفعل تمثل نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلىبطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
و السفر مع اتجاه الريح لا يعطي الذاتكينونتها...
حتى و إن كان السفر مع أسراب مغردة بنفس اللحن و بذات إيقاع الأجنحة وللوجهة ذاتها و في نفس الموسم ..
( من قال أن الموت الجماعي عُرس ؟ ) ؟؟؟
***
رأيتفي صغري جارنا ( الموقر و مهاب الشخصية ..)
يحاول أن يتحسس صدرفتاة مراهقة بعمر حفيدته بشبق و لهفة..
و رغبة مجنونة تنفر من عينيه المحمرتينبحُمَّى اللحظة..
و هي تقاومه و تحاول التملص منه مذعورة ..
و لم ينقذها سوىدخولي المفاجئ و رؤيته لي ..
فأسرع نحوي محاولا معاقبتي لدخولي دون استئذان(و كأنه يمارس حقا مشروعاً ) ..
فهرولت خارجا و الرعب و الدهشة ملْء العينين والنفس..
كان شعوري وقتها بأن كل ما درسناه في المدرسة هو محض إفتراء و كذب ..
و أن الجاذبية الشعرية سحر و شعوذة ..
و أن الثعالب لا بد أن يكون لديهادين و دستور محترم ..
و أن الأرض ليست بكروية ..و لا تدور حول نفسها ..
و لاوجود لخط الاستواء .. .
عندما حدَّثْتُ أسرة الفتاة بما رأيت و أنا مبهورالأنفاس ..
اتهموني بالسَّفَه و التلفيق و تضخيم الأمور..
( كيف تتهم هذهالقامة الموثوق بها أيها المتطاول ؟)
و ظل الرجل في نفس قامته و هيبته ( لا تنقص بل تزيد)
(دجال في مسوح الرهبان ) ظل ينظر إلى باحتقار و غيظ ..
و معأنهم اكتشفوا حقيقته كاملة غير منقوصة بعد عدة سنوات .. إلا أن أحدا لم يجرؤ على أنيقول ( البغلة في الإبريق ) .. ظلت بغلة الرجل تدخل و تمرق من فم الإبريق الضيق تحترفض مكبوت و جُبْن يصيب بالغثيان ..
بعدها ...
حاولت كثيراً أن أكون كقاربصغير أَنطَلِقُ مع بقية السفن و القوارب و المراكب حيثما تقودني الرياح فارداً ماتيسر لي من الأشرعة.. و لكنني فشلت .. فشلت فشلا ذريعاً
***
إحدى قريباتي ، زوجوها رغما عنها من رجل لا تطيقه تحت إلحاح الأسرة و ضغوطها و التحججبتقريب ما تباعد من الروابط الأسرية ..
و لكن .. لم يمض على زواجهما بضعة أشهر .. أتتني يوماً و وجهها مليء بالكدمات و الرضوض و الدم يسيل من فمها .. منظريستفز الحجر الأصم ..
فما كان مني إلا أن ذهبت إليه مع أحد أقاربي الذين منحهمالله بسطة في الجسم و ضموراً في العقل محاولاً التفاهم معه بالحسنى..
( إلا أنهاستقبلنا بسيل من الشتائم و حاول أن يستعمل العنف معنا أيضا... )
فما كان منالفحل الذي معي إلا و أن أراه عدة نجيمات في عز ذلك الظهر القائظ و كال له من ذاتالمكيال و سقاه من نفس الكأس..
( رغم اقتناعي التام وقتها بأن مكيال الفحل كانأوسع بحيث فاض كيله .. أما كأسه فقد كانت أشد مرارة..)
و لأن الفحل إياه كانمكروهاً من كل الأسرة ( لأن مَنْطِقه يكْمُن دائماً في يديه إن عجز عقله إيصال فكرتهو حججه ) .. فقد وقفتْ كل الأسرة مع الزوج و وصفته بأنه مظلوم قد وقع عليه ظلميالبائن بينونة غليظة لاستعانتي بمجنزرة بشرية لاستعادة حقوق تلك المهيضة الجناح رغمأن تواجده معي في تلك اللحظة كان محض صدفة ..
بل و ذهبوا أكثر من ذلك فقد طلبوا منيبأن أذهب بالزوجة للاعتذار للزوج ..
هكذا صارت العلقة المرتدة ظلماً يتطلب اعتذارتلك المهضومة الحق .. فلما عرضت الأمر عليها طلبتْ الطلاق فوراً و كان رسولها في طلبالطلاق تلكم المجنزرة البشرية ....
فنكص الزوج على عقبيه خوفاً و فزعاً و حدث الطلاق .. و هي الآن مع زوج آخر تنعم بدفء حب زوجها و أبناءها ..
ميزان العدل عند الناسليس بأعمى .. بل هو مبصر و له عدة مكاييل و أوزان .. و المحاكم عند الناس تُعْقد ويكون الحكم جاهزاً و القرار ممهوراً قبل الاستماع إلى أي أقوا أو شهود ..
****
في إحدى القرى .. تنازع العمدة و مواطن في أحقية قطعة أرضزراعية خصبة .. و تطور النزاع حتى كاد يطال علاقات الناس مع بعضهاالبعض..
فالبعض يقف مع المواطن سراً و لكن في العلن إما محايد أو صامت و أكثرهمفي صف العمدة ....
و أجتمع الأهالي لحل النزاع ..
و رغم أن الأهالي كانواعلى يقين تام بأن العمدة لا يملك ( شبراً واحداً ) في تلك الأرض و لا حق له حتى بالمرور علىترابها ، إلا أنهم ( وبَّخوا ) المواطن على تجرؤه على منازعة العمدة و اتهموهبالاعتداء على حقوقه و طالبوه بالقيام وسط كل الناس و الإعتراف بأحقية العمدة فيكامل الأرض و التنازل عنها و الاعتذار عما سببه للعمدة من إزعاج ..
عيونهم ترى فيلالظلم و لكنهم ينهالون طعنا في ظله المتهالك.
انعقدت محكمة برئاسة العمدة ( كخصم و حكم )
فوقف الرجل وسط وجوم الناس .. شامخاً و لكنبانكسار المغلوب على أمره
و فقد أرضه بالإجماع..
وجم الناس ليروا ( عورة كرامتهم ) تُنْزع عنها ورقةالتوت .. كل جريرته هذا المغلوب على أمره أن ( عورة الناس ) حق مشاع للعمدة و أمثاله.
و ما عليه هو و أمثالهأن يقوموا بتعريتها ( و حينئذ لا لوم عليه .. فالكل راضٍ ) .. العورة عورتنا و نحنأحرار فيها ..
قام الرجل .. و الوجوم يخيم على الكل..
العمدة قابل إعلانالنصر في زهو و خيلاء منتفخ الأوداج ..
وقف الرجل و أقترب من العمدة و قال بصوتواثق : توكلت على الله الحى القيوم ..
ثم صفع العمدة بيده المخشوشنة التيأستهلكها استصلاح تلك الأرض.. صفعة جعلتْ العمدة مطروحا على قفاه أرضا..
ثم قالللعمدة : الأرض مبروكة عليك..
ثم أنطلق لا يلوي على شيء ..
الذهول ألجم ألسنةالناس للحظات .. قبل أن يعلنوا أن الرجل لا شك فقد عقله ..
حاول بعض ( حارقيالبخور ) أن ينالوا من الرجل .. و لكن العمدة منعهم .. فهو يعرف بأن الأرض التينالها زورا و ظلما .. تستحق أكثر من صفعة ..
***
جلال داود ( الرياض )
تعليق