جَدَل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    جَدَل

    ولمّا دَنَت من قُبلَةِ الرَّصاص
    فُتِّحَتْ أبوابُ السؤال
    فانسَلَّ ساقُها من الماء
    كالرِّشاء
    فقلت:هل يبس الماء؟
    قالت:وما حاجتي كانت.. إلا أن ألدَ غديراً .. لا يعرفُ الماءَ
    ومخاضُهُ عسير
    قلت: فما بالي أعومُ على مناقبِ السُّكونِ؟..وصفات الآلهة..؟
    قالت:حين تسقطُ السماءُ.. يقعُ الفعلُ
    ..كان جبيني مثقلاً بالورع
    فامتثلتُ..وأنشأت في خاصرتي وجعاً لا يموت
    كنت أراقبُ.. كيف تولدُ الحكمةُ عندَ نهايةِ الطَّريق
    قالت:ما بالكَ؟
    قلت: ألا تبقين؟! وقد انقشَعَ الغبارُ..وارتفع قرصُ الشمس؟
    قالت:أراك..حين لا أراك
    بكيتُ..حتى ابتلَّت خاصرتي..وجعلتُ من النَّارِ منبرا
    وتوضأتُ..تيمُّماً بالجمر
    فسقط الشعراء..أمّا الشِّعرُ..فكان غيمةً
    قالت:عصاك.. تلك هي
    فاضربني..قبل يُدفَنُ الرَّصاصُ غريباً
    قلت: حدثيني عن العصا
    قالت:هي خوف..سَلَفُهُ الجهل
    وهي علمٌ بالخوف..وسطوةٌ للغدرِ
    وهي النَّاقوسُ..حين لابُدَّ
    نثرتُ عيني في الأرض
    كان الشَّجرُ يستوطنُ الأرضَ ..قبل النُّحاةِ
    فأدركتُ..(لا بدَّ )
    فقمتُ..
    قد أفزعني ثباتُ المكانِ
    كادت قدمي..تزلُّ
    لو لم تكنِ الطُّيورُ..
    وفرَّ الرصاصُ..غريباً
    قالت: أوتضربني؟
    قلت: عصاي في الأرضِ
    فتعالي..واملئي الدِّلاء
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد هديب; الساعة 22-05-2011, 21:16.
    هناك شعر لم نقله بعد
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    ربما سيكون لى وقفة مع هذا النص الجميل الثرى عبر ثلاث نقاط كما يلى

    - البنية اللغوية
    - التخييل
    - تجنيس النص

    ولتكن هذى المداخلة للنقطة الأولى وهى كما يلى

    - فاضربني..قبل يُدفَنُ الرَّصاصُ غريباً

    هنا رغم أن النص ليس نصا شعريا نجد أننا أمام سياق أشبه بالضرورة الشعرية حيث حذفت أداة النصب ورفع الفعل وهو ما يخالف المشهور من الفصيح أى اتصال قبل بدون أداة النصب مباشرة بالفعل ، وهو ما يجعل المتلقى لابد وأن يتوقف أمام هذى العلاقة النحوية وعلة الضرورة فيها


    - فتعالي..واملئي الدِّلال

    كما هو ظاهر من السياق فإن الدلال هنا هى جمع لدلو بينما الجمع هو الدلاء بالهمز

    يتبع ،،،،،،،،،

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      التخييل والاستعارة الإيحائية

      - يمكن القول أن النص يقوم على تخييل مغاير عن التخييل الكلاسيكى الذى تقوم فيه الاستعارة على المشابهة بين طرفى الصورة ، وينبنى سياق التخييل فيه على إما الصورة الجزئية أو الصورة الكلية التى تشمل السياق

      - نحن هنا أمام ليس الصورة الجزئية التى تتوالى فى سياق النص ، ولسنا أمام الصورة الكلية بمعناها الكلاسيكى الذى تترشح فيه الاستعارة لتشمل سياق النص ، بل نحن أمام طبيعة مختلفة إننا أمام تغاير الظل الجمالى عبر الإيحاء

      - ولنتأمل سياق لوحة المفتتح حتى يستبين لنا طبيعة التخييل أكثر

      ولمّا دَنَت من قُبلَةِالرَّصاص
      فُتِّحَتْ أبوابُ السؤال
      فانسَلَّ ساقُها منالماء
      كالرِّشاء
      فقلت:هل يبس الماء

      - فى المفتتح السابق نتلقى الاستعارة الأولى وهى

      ( قبلة الرصاص )

      وهى الاستعارة التى ينبع التخييل فيها من علاقة المضاف إليه والتى تخيل لنا هذى الأنثى حين تدنو وكأن دنوها عادة تفعلها وهو ما يتبدَّى من علاقة لمّا الظرفية ، لكن الدنو هنا يكون إلى قبلة غير ما ندرى ، إن القبلة هنا قبلة الرصاص ، حيث تنبع دهشة الصورة من رغبتة هذى الأنثى الغامضة فى الدنو من مكان ما يتجه له الرصاص كأنه قبلته التى يقصدها

      - ثم نتلقى هذا السياق

      ( فتّحت أبواب السؤال )
      وهو السياق الذى يتناغم مع تخييل السياق السابق كتمهيد لكشف حالة الدنو وعلتها الغامضة

      - بعدها نتلقى هذا التخييل (فانسَلَّ ساقُها منالماء كالرِّشاء )

      ونحن هنا أما تشبيه ساق هذى الأنثى بحبل الدلاء الطويل الغائر فى البئر ، هذا التشبيه الذى يجلو لنا ظاهره أنثى ما ، لها هذى الساق الطويلة جدا كحبل الرشاء ، هو ليس تشبيها يقوم على المشابهة بين الرشاء وحركة الساق ، بل هو تشبيه يقوم على الدهشة التى تثيرها جدلية طرفى التشبيه وليس تجانسهما كما فى التشبيه الكلاسيكى ، إن التشبيه هنا هو حالة من الإيحاء التى تنتجها جدلية طرفى التشبيه ودهشة الصورة

      - فنحن هنا لسنا أمام ترشيح الاستعارة وامتدادها ، ولسنا أمام صورة جزئية تمثَّلت فى سياق ( قبلة الرصاص ) ثم تلاها صورة جزئية أخرى هى هذى الصورة لتلك الأنثى التى ينسلُّ ساقها كالرشاء

      - بل نحن أمام تغاير الظل الجمالى للتخييل الذى يتغاير من قبلة الرصاص إلى ماء تنسل منه ساق كالرشاء

      - ثم نتلقى هذا التخييل

      ( هل يبس الماء ؟ )

      والفعل هنا ليس ( جف ) بل الفعل ( يبس ) وهو ما يحفز طاقة الإيحاء بطبيعة أخرى للماء يتيبس فيها فكأنه غير الماء الذى نعرفه ، وكأنه يحفزنا للتساءل كيف انسل ساق هذى الأنثى كالرشاء والماء تبيس

      - لكن التساءل هنا يجد جوابه فى طبيعة التخييل التى تقوم فى الأصل على حالة الإيحاء بما يترك المجال براحا لدى المتلقى لانتاج التخييل عبر خبرته فى تلقى الايحاء وانعكاسه على صفحة الوجدان

      - ثم نتلقى هذا التخييل ، الذى يبدو أنه يوظِّف طاقة المسكوت عنه ليبدأ الحوار من نقطة أخرى ، فلا جواب على السؤال السابق ، بل يبدو حوار الأنثى هنا كأنه قد سكت عن الجواب ثم تجلى لنا الحوار من نقطة أخرى ولنتأمل السياق والذى يقوم علاقة الاستفهام

      (قالت:وما حاجتي كانت.. إلا أن ألدَغديراً .. لا يعرفُ الماءَ ،ومخاضُهُ عسير

      - فى هذا السياق لابد وأن نتأمل سياق

      ( ألد غديرا )

      وهو السياق الذى يحمل تخييلا عبر الاستعارة التصريحية التى يمكن تأويل الغدير فيها بحالة الحب نفسها ، أو بدء حياة جديدة تترقرق أيامها وتصفو كما تصفو مياة الغدير ، وهنا نجد أن السياق وتخييله يتناغم مع السياق السابق أىتخييل هذى الأنثى التى تنسل ساقها من الماء هاربة لائذة منكسرة فما نالت مبتغاها وهو أن تلد غديرها

      - لكن الظل الجمالى يرتحل بنا فى رشاقة وعنفوان حيث يتغاير مفارقا لوحة التخييل السابق إلى أفق جمالى آخر فنتلقى هذا السياق

      (قلت: فما بالي أعومُ على مناقبِالسُّكونِ؟..وصفات الآلهة..؟
      قالت:حين تسقطُ السماءُ.. يقعُ الفعلُ

      - فى السياق نتلقى علاقة الاستفهام
      ( فما بالى أعوم على مناقب السكون ، وصفات الآلهة )

      وهو الاستفهام الذى لا يتصل ظاهريا بالسياق السابق إلا عبر تناغم الحقل الدلالى ( أعوم ) والحقل الدلالى ( غديرا – الماء ) لكن الظل الجمالى يبقى مغايرا تماما حيث إن الاستفهام

      ( فما بالى أعوم على مناقب السكون )

      يأخذ وجهة السياق بعيدا عن ملامح اللوحة التى كانت لتلك الأنثى المخاطبة وحلمها ومبتغاها

      - إننا أمام علاقة استفهام تبدأ من سياقها الخاص وليس من السياق السابق عليها ، وأمام استعارة مكنية تتمثل فى علاقة الفعل المضارع

      ( أعوم على مناقب السكون )

      حيث نتلقى مناقب السكون فى هيئة الماء والبحر وهو سياق جمالى ودلالى يبدأ من لوحته الخاصة المغايرة للوحى التى سبق تلقيها للأنثى وعلاقتها بالماء

      - ثم نتلقى تغايرا تاليا للظل الجمالى وهو سياق

      (قالت:حين تسقطُ السماءُ.. يقعُ الفعلُ )

      وهو السياق الذى يمثل كناية موحية عن حالة الهول التى تحاذرها هذى الأنثى وتخشاها وتتوق إليها ويمكن تؤويلها بدلالة أنه حين يتوقف الاتكال على كرم سماوى ليخلصنا من عذاباتنا وانكسارنا دون حركة منا وسعى ومكابدة ، هنا يكون الفعل

      - لكن هذا السياق الكنائى يمكن بسهولة ألا نتلقاه على أنه علاقة الجواب للاستفهام السابق

      ( ما بالى أعوم على مناقب السكون )

      فسياق ( حين تسقط السماء ) هو لوحة جديدة يتغاير فيها الظل الجمالى والدلالى عن اللوحة السابقة ويبدو نابعا من بوح الأنثى ومن مكابدة لحس وشعور فى سياقه الخاص الذى لا يجيب بالضورة استفهام بطل النص

      - وهكذا نتلقى تغايرا للظل الجمالى عن اللوحة السابقة عبر هذا التخييل

      (كانجبيني مثقلاً بالورع
      فامتثلتُ..وأنشأت في خاصرتي وجعاً لا يموت
      كنت أراقبُ.. كيف تولدُ الحكمةُ عندَ نهايةِ الطَّريق



      - حيث تبدأ هذى اللوحة الجديدة التى تحمل سياق تخييل مغاير عبر الاستعارة المكنية والتى تخيل لنا الورع فى هيئة مادية يثقل الجبين ، فيستحيل الورع حينها شوكة مغروسة فى الخاصرة لا يقدر أن ينتزعها صاحبها

      - لكن لماذا يستحيل الورع ثقلا وشوكة فى الخاصرة ؟ لأننا لسنا أمام الورع الذى نعرفه بل ربما أمام ما كبل به بطل النص رغبته وحركته هربا وعجزا ، لذا يفاجؤنا بصورة هذا الورع وقد استحال ثقلا ووجعا أليما لا يموت

      - ثم نتلقى هذا التغاير فى ذات اللوحة عبر سياق جمالى آخر وهو سياق

      ( كنت أراقبُ.. كيف تولدُ الحكمةُ عندَ نهايةِ الطَّريق )

      وهو السياق الذى يبدأ أيضا لوحته الجمالية الخاصة وسياقه الدلالى الذى ليس مرتبطا بالضرورة بالسياق السابق أو اللاحق

      - وهذا الفنية التى مازت التخييل والتى تقوم على تغاير الظل الجمالى وتكثيف طاقة الإيحاء هى فنية سنلاحظها فى النص فى لوحة العصا ، ولوحة ( فسقط الشعراء ) وغيرها من لوحات النص التى تقوم على هذى الفنية والتى ترتبط جوهريا بطبيعة النص وتجنيسه

      يتبع ،،،،،،،

      تعليق

      يعمل...
      X