(لعبة) نجية يوسف.. قراءة في نص قصصي قصير
النص:
لعبة!!
المكانُ يلفُه البرد ، اللُّعبُ فيه كثيرة ، وصاحبُ الدكان يرتب البضاعة ، يتفنن في عرضها للزبائن .
أخذتْ مكانها بهدوء على الرف بين اللُّعب، وفي عينيها وميض!!
كانت تدرك أنها غيرُ كل اللُّعب .
تردد كثيرا على المكان وعيناه مصوبتان نحو عينيها ، رفعها ، قلّبها بين يديه ، أمعن النظر ، أعادها بهدوء وخرج .
سرت فيها حرارةُ يديه ، لحقته عيناها ، صدقت خيالها في أنها ليست من اللُّعب !!!
وسرى في الدكان صمت .
عاد بعد زمن !!
كانت عيناها أكثرَ سعادةً من عينيه حين رأته يقايض صاحب الدكان ويلفُّها له في علبةٍ صغيرة .
أطلّت برأسها مستعجلةً الخروجَ من العلبة ،
آه ، غرفةٌ أنيقة ،
البرد فيها أشد !!!
اللُّعب تملأ المكان ...........
أخذتْ مكانها بهدوء على الرف بين اللُّعب، وفي عينيها وميض!!
كانت تدرك أنها غيرُ كل اللُّعب .
تردد كثيرا على المكان وعيناه مصوبتان نحو عينيها ، رفعها ، قلّبها بين يديه ، أمعن النظر ، أعادها بهدوء وخرج .
سرت فيها حرارةُ يديه ، لحقته عيناها ، صدقت خيالها في أنها ليست من اللُّعب !!!
وسرى في الدكان صمت .
عاد بعد زمن !!
كانت عيناها أكثرَ سعادةً من عينيه حين رأته يقايض صاحب الدكان ويلفُّها له في علبةٍ صغيرة .
أطلّت برأسها مستعجلةً الخروجَ من العلبة ،
آه ، غرفةٌ أنيقة ،
البرد فيها أشد !!!
اللُّعب تملأ المكان ...........
القراءة
أعترف – بدايةً - أنني منذ تعرفت إلى حرف مبدعتنا الأستاذة نجية يوسف أجدُ في القراءة لها مغامرة تتخللها متعة التأمل في بناء العبارة، وتشكيل الصورة، وتداخل الأزمنة والأمكنة في نسيج يصعب فصله مما يؤكد على عمق الرؤية وشدة التأثر أثناء العملية الإبداعية لدرجة يستحيل معها فصل النص عن مبدعته، وكأنهما صورتان طبق الأصل لنفس اللوحة، مما يؤكد أن الكتابة لديها تمثل حالة من المعاناة القوية لا أجد أصدق تعبير عنها إلا كلمات توقيعها: "كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر".
وهنا في هذا النص القصصي القصير أجد ذلك متحققا غاية التحقق لدرجة يصعب معها النظر إليه دون الحديث عن حالة إبداع ترقى إلى مستوى الشعر، كيف؟
هذا ما سأحاول الإجابة عنه من خلال تتبع الأحداث القليلة التي تصف لنا مكانا باردًا لبيع اللعب.. بينما لعبة ما ترى في نفسها ما يؤهلها لأن تكون أكثر من مجرد ذلك (وهي إشارة قوية لعدم الرضا عن حياتها السابقة)، مما يجعلها تبحث عن مالك بذاته (يستحقها)، وعندما تَكّرّرَ تردُّدُ هذا الذي انتظرتْ أن ينتشلها من البرودة على المكان الذي لا تطيق البقاء فيه التقت الأعين، ثم تمت عملية المعاينة الأولى ومن خلالها سرت حرارة يديه إلى اوصالها، ولكنه – مع الأسف – اكتفى بتقليب اللعبة (السلعة) ولم يأخذ قراره النهائي بنقل ملكيتها إليه، وهنا تكمن العقدة (شديدة الرقة) للنص متمثلة فيما صاحب تلك المعاينة وتأجيل قرار الانتقال للمالك الجديد من تواصل معاناة تلك اللعبة من حرمان وخوف من مستقبل لا تكون فيه كما أرادت لنفسها بالقرب من هذا المالك الذي انتظرته ولكنه خيّب أملها فيه؛ لتنتقل بنا المبدعة – عبر الزمن – إلى تكرار رجوعه بعد طول انتظار ومعاناة لتنجح الصفقة مع صاحب دكان اللعب هذه المرة، فتشعر اللعبة بسعادة غامرة متطلعة لمكان أكثر دفئًا (وللدقة أكثر حبًّا) لتُصدم حين تكتشف أنها في المكان الجديد (العلاقة الجديدة) أكثر معاناة من البرودة التي تاقت للخلاص منها على يديه دون جدوى.
إنها الرمزية الشعرية المفرطة التي أبت مبدعتنا إلا أن تسلكها لتتمكن من التعبير عن مأساة خاصة دون أن تضطر للبوح المباشر (وهي السمة الأساسية للفن الحقيقي) تاركة للمتلقي أن يبحث بين سطور نصّها عن أدوات تساعده في رسم لوحة شديدة الحزن والتأثير بطلتها امرأة تعاني جليد مشاعر ذلك الذي انتظرته طويلاً ولكنها بعدما التقته وجدت نفسها – من جديد – في مكان أكثر أناقة ولكن أشد برودة، لتختتم نصها بعبارة تعيدنا لأول النص من جديد:
" اللُّعب تملأ المكان"
وهنا في هذا النص القصصي القصير أجد ذلك متحققا غاية التحقق لدرجة يصعب معها النظر إليه دون الحديث عن حالة إبداع ترقى إلى مستوى الشعر، كيف؟
هذا ما سأحاول الإجابة عنه من خلال تتبع الأحداث القليلة التي تصف لنا مكانا باردًا لبيع اللعب.. بينما لعبة ما ترى في نفسها ما يؤهلها لأن تكون أكثر من مجرد ذلك (وهي إشارة قوية لعدم الرضا عن حياتها السابقة)، مما يجعلها تبحث عن مالك بذاته (يستحقها)، وعندما تَكّرّرَ تردُّدُ هذا الذي انتظرتْ أن ينتشلها من البرودة على المكان الذي لا تطيق البقاء فيه التقت الأعين، ثم تمت عملية المعاينة الأولى ومن خلالها سرت حرارة يديه إلى اوصالها، ولكنه – مع الأسف – اكتفى بتقليب اللعبة (السلعة) ولم يأخذ قراره النهائي بنقل ملكيتها إليه، وهنا تكمن العقدة (شديدة الرقة) للنص متمثلة فيما صاحب تلك المعاينة وتأجيل قرار الانتقال للمالك الجديد من تواصل معاناة تلك اللعبة من حرمان وخوف من مستقبل لا تكون فيه كما أرادت لنفسها بالقرب من هذا المالك الذي انتظرته ولكنه خيّب أملها فيه؛ لتنتقل بنا المبدعة – عبر الزمن – إلى تكرار رجوعه بعد طول انتظار ومعاناة لتنجح الصفقة مع صاحب دكان اللعب هذه المرة، فتشعر اللعبة بسعادة غامرة متطلعة لمكان أكثر دفئًا (وللدقة أكثر حبًّا) لتُصدم حين تكتشف أنها في المكان الجديد (العلاقة الجديدة) أكثر معاناة من البرودة التي تاقت للخلاص منها على يديه دون جدوى.
إنها الرمزية الشعرية المفرطة التي أبت مبدعتنا إلا أن تسلكها لتتمكن من التعبير عن مأساة خاصة دون أن تضطر للبوح المباشر (وهي السمة الأساسية للفن الحقيقي) تاركة للمتلقي أن يبحث بين سطور نصّها عن أدوات تساعده في رسم لوحة شديدة الحزن والتأثير بطلتها امرأة تعاني جليد مشاعر ذلك الذي انتظرته طويلاً ولكنها بعدما التقته وجدت نفسها – من جديد – في مكان أكثر أناقة ولكن أشد برودة، لتختتم نصها بعبارة تعيدنا لأول النص من جديد:
" اللُّعب تملأ المكان"
تعليق